روايات

رواية بنتي فين الفصل الثامن عشر 18 بقلم مارينا عطية

رواية بنتي فين الفصل الثامن عشر 18 بقلم مارينا عطية

رواية بنتي فين البارت الثامن عشر

رواية بنتي فين الجزء الثامن عشر

رواية بنتي فين الحلقة الثامنة عشر

مكنتش متأكدة من القرار اللي أخدته مرة واحدة إذا كان صح ولا غلط..بس اللي متأكدة منه اني مش عايزة أرجع في قراري إيًا كانت نتيجته ايه.
اللي مقتنعة بيه دلوقتي أني بجد عايزة أحاول أني اسامح.
_ متأكدة من الخطوة دي!
_ أكتر حاجة متأكدة منها هي الخطوة دي في الوقت ده بالذات.
_ أشمعنا ؟
_ لأني محتاجة أدور على علاجي بنفسي مش هستنى حد يعلاجني.
كنت بكلم نفسي قصادي المرايا وبرد عليها، مكنتش لاقيه حاجة أقولها لنفسي ولا أني أطمنها أزاي.
بس كل اللي فهمته أن بعد كل الحر..وب اللي عديت بيها دي وبعد كل المعاناة اللي قطع..ت قلبي من الالم كده فـ أنا

 

شخص قوي، شخص مبيعرفش يستسلم بسرعة ولا بيحب الاستسلام، كنت فاكرة نفسي شخص ضعيف أوي على كونه أنه يصارع الحياة لوحده بس طلع قلبي قائد لجيوش عظيمة مظهرتش غير لما وقعت..وقومتني تاني!
طب هقول لهم روحت لوحدي لية؟
عادي المهم إني روحت.
سألت طقم التمريض اللي برة عنه وقالوا ليا
” الزيارة عنده بمعاد”
‏اتضايقت..يعني مش هعرف أدخله! بعد كل الكلام اللي في دماغي ده مش هعرف!
‏لما كنت واقفة بتسأل على حالته وهما مكنوش عارفين أيه هي بالظبط لأنهم مش اللي متابعين حالته، قابلني دكتور وجه سألني ليه بسأل عليه ؟
‏فطلبت منه أني محتاجه أشوفه وأتكلم معاه.
‏عرفني بنفسه وأنه الدكتور المشرف على حالته! والمتابع ليها بشكل يومي، وأنا لسه كان عنده في الأوضة وسمع الحوار اللي دار بيني وبين الممرضة فجه علشان يشوف لأنه كان متأكد أنه أكيد حد من أهله اللي جاي يسأل عليه.

 

‏”- أتفضلي”
‏طلبت منه أفهم حالته ماشية أزاي، وأيه الحاجات اللي ممكن توصل لكده.
‏فعزمني على كوباية قهوة في مكتبه
‏”- مشفتكيش معاهم قبل كدة!”
‏هزيت راسي بأبتسامة.
‏_ اه..يعني..يعني مكنتش قادرة أشوفه كدة بس.
‘هقوله أني مش قادرة أشوفه علشان أذاني! هقوله أنه أذى قلبي وعقلي و روحي..مكنش ينفع! رغم أني كنت محتاجة أتكلم وأعبر عن اللي جوايا.
“- الحالة اللي فيها أخوكِ حالة صعبة ومتأخرة ولكن أحنا بنحاول نشتغل عليها بحيث أنها متوصلش للاسوأ من كدة”
_ هو ممكن يكون في اسوأ؟
“- العلاج النفسي صعب ومُعقد ومش كل الحالات شبه بعض، أخوكِ مدم..ن مخدر..ات ودي مش حاجة سهلة يا أستاذة جميلة”
_ طب هو أنا ممكن أعرف أيه ممكن تكون أسبابه؟
“- يعني أيه مش فاهم..وضحي قصدك!”
_ قصدي يعني أيه اللي يوصل الأنسان أنه يعمل كدة في نفسه.

 

“- لا ده سؤال منفتح أوي لأنه مش بيشمل حاجة معينة دي حاجات كتير..يعني ساعات البيئة..ساعات ميول الانسان نفسه، أحيانًا مشاكل في الطفولة والمراهقة وأحيانًا الوضوع بيوصل لحاجة أبسط من كدة..انه مش حاسس بنفسه! يعني مثلًا متلم على شويه أصحاب كل ما بيشوفه بيحيوه ببرشامه ولا بس..جاره متبرشمه فهو بياخدها تحية كده أو قبول منهم، ومرة في مرة وصل للشم..والبودرة وبقى مدم..ن للحاجات دي وأنه يوصل أنه يعمل حاجات مش حاسس بنفسه بيها علشان بس يمتع نفسه بالإدمان..أنه يشرب يعني أو غيره”
سرحت في كلام الدكتور، كنت محتاجة أتكلم عنه أكتر أحكي أنه عاش رفهية في الطفولة فبرضه لية يوصل لكده!
_ بس سَليم عاش طفولة كويسة أوي، سَليم كان متدلع!
قولتها بشكل يخليه يرجع يرد نفس رده من تاني وكأني مكنتش سامعة.
“- ما أنا قولت لحضرتك أنه مش شرط طفولة!”
“- عمومًا أحنا بدأنا معاه مراحل العلاج ويعني هتاخد شوية وقت ولكن أن شاء الله يتم الشفاء العاجل”
_ هو أنا ممكن أشوفه!
“- ااه..طبعًا بس حاليًا ممنوع عنه الزيارة ممكن تجي له زي أنهاردة الاسبوع الجاي”
_ متشكرة.
شكرته وخرجت، كنت حاسة بقبضة قلب و دلوقتي هديت.

 

مكنتش عارفه أحكي مع مين! ولا أخرج غض.ـبي على مين، مكنتش عارفة ولا قادرة أشـ.وه صورة أهلي أكتر من كدة بس مكنتش قادرة أني متكلمش.
فـ كلمت روان وحكيت لها اللي حصل ليا وحكيت لها عن كلام الدكتور..
أصل من وقتها وهي مسألتنيش مالي ولا فيا أيه من وقت
ما جت تاخدني من المستشفى وكأنها عارفه كل حاجة من طريقتي وأسلوبي بس مش عايزة تقولي، مش عايزة تجـ.رحني ولا تضايقني بكلامها.
‏مكنتش لاقية أي تحليل ولا مبرر لأنه يوصل للمرحلة دي.
‏° مش كل التربية بتوصل لنفسية صح يا جميلة!
‏_ يعني أية مش فاهمة.
‏° يعني اااه سَليم معاش اللي أنتِ عشيته، اااه متعذبش زيك..ااه معملش أي حاجة ولا حس بـ آلم زيك، لكن جايز يكون اسلوب التربية نفسه مكنش مرتاح له، مكنش راضي عنه..مكنش عايزاه يعني أنا معرفش الصراحة أيه اللي يوصله لكده بس أكيد كل حاجة ليها سبب..حتى لو مفيش سبب فـ دلوقتي أنتِ عايزاه أيه؟ هو ذنبه أيه في العُقد دي!

 

‘سكت ومعرفتش أرُد عليها ولما شافتني ساكتة حاولت تغير الموضوع.
° طايب ياستي بصي أستعدي خلاص لأن الندوة بُكرة.
_ هحاول.
البيت كان غم أوي، البيت كان زي ما يكون فيه م..يت كله صامت مش بيتكلم، كله سكوت..
حتى بعد أعتراف أمي ليا، مفيش حاجة أتغيرت لسه زي ما هي ولسه بتحبه أكتر مني وبتفرق مني، معتقدتش تكون أعترفت ليا علشان هي أتغيرت..هي أعترفت ليا علشان الموقف اللي عملته معاها..علشان أحساسها بالذنب ناحية التربية واللي وصلنا له بسببها!
جهزت نفسي لليوم.
نزلت عادي زيه زي أي يوم كالعادة، معايا روان..
لقيت آدم بيبعت لي الصُبح وبيصبح عليا.
شافتني روان فـ غمزت ليا
° ياسيدي
_ هو أنتِ على طول كدة؟
° كدة أزاي يعني؟
_ على طول رخمة كدة.

 

° اااه على طول رخمة كدة.
شدت الشنطة الكبيرة اللي فيها الأكل وأحنا واقفين مستيين الاتوبيس.
° صحيح عملتِ حسابي في مربى؟
_ روان محدش في الدنيا بياكل مربى غيرك بجد!
ضحكت.
° ممكن آدم يكون بيحبها.
_ لا آدم بيحب السمك.
غمزت تاني..
° وأنتِ عرفتِ أزاي بقى أنه بيحب السمك؟
_ ها! لا عادي يعني لقيته منزل بوست..
° وأنتِ جبتي له سمك بقى ؟
_ لا جبت له سلطة تونة.
° الله وأنا؟
ضربتها.
_ هتخلصي كل الأكل بطلي!
° أنت حبيبي وأكيد عملتِ حسابي في بطاطس محمرة صح؟
شديت الشنطة على كتفي
_ في حياتي ياشيخة ما شوفت حد بيغمز البطاطس في المربى!
ضحكت.
° مش أنا عملت كدة؟ يبقى فيه!
الأتوبيس وصل وركبنا، رنيت عليه قالي لي أنه وصل الكُلية وفي ناس كتيرة حاضرين!

 

رغم قلقي من اليوم بس كنت عاملة حسابي أن مفيش حد كتير هيكون موجود يعني علشان محدش ليه في الحاجات دي أصلًا في السن ده وفعلًا كل أهتمامتهم زي ما المعيد قال.
بس لما وصلت ودخلت لقيت فعلًا في عدد كبير من الطلاب وناس كتير منهم بتيجي تتصور معايا وتتكلم معايا في مشاكلها، مكنتش متوقعة أن ممكن في يوم يجي حد يحكي ليا مشكلته وأسمعه لأني كنت مستحملة نفسي بالعافية أصلًا!
مكنتش متوقعة أن هيجي اليوم اللي أشتاق فيه إني أسمع كل حد عنده مشكلة وأطبطب عليه كدة.
خلص الجزء الأول من الندوة.
كانت لطيفة ومفيدة وكان في حاجات كتيرة بكتبها ناوية أعمل عليها دراسة.
كان في كاميرات كتيرة وواضح أنه كان بث مباشر لبعض القنوات علشان يتكلموا عن تأثير الحياة النفسية في الحياة الجامعية وأن مش لازم كل أهتمام الجامعة أو المدارس يكون على الدرجات والدراسة وبس والأصح أنهم يهتموا بيهم بحياتهم بعد التخرج أكتر علشان يعرفوا يواكبوا الحياة برة لأن حياة الشغل الحياة العملية عمومًا أو الزوجية مختلفة أختلاف تام عن اللي دراسناه طول السنين اللي فاتت دي.
اليوم كان لطيف قوي وسلسل وأخدت شهادة تكريم من الكُلية نفسها بإيد المعيد اللي قدمني لكل أصحاب الندوة بشكل حلو أوي أستغربته، دخلني جوه دايرة مكنتش أتوقع في يوم أني هكون موجودة فيها ولا أتكلم فيها.
وطبعًا خلاني أختم أنا علشان يبقى ختامها مِسك.

 

مسكت المايك والمرة دي كان توتري أكبر من الأول بكتير، يعني وسط هالة من الجمهور الكبير اللي فاتح كاميرات موبيله وبيصور غير الكاميرات اللي قدامي وموتراني بشكل كبير، قلبي بيدق أوي مش عارفة أحدد إذا كنت مبسوطة ولا مش مبسوطة كل اللي بفكر فيه دلوقتي أني مكنتش مستعدة أن ده يحصل، وأني عايزة أغمض عيني وافتحها القيني خرجت برة وروحت على سريري ونمت!
_ أولًا..أنا بشكر كل الحاضرين معانا أنهاردة، وبشكل كل الاساتذة اللي أخدوا من وقتهم ومجهودهم أنهم يجوا عندنا أنهاردة وينورونا ويفتحوا عقولنا عن حاجات كتيرة أوي أحنا مغمين عنينا عليها ومش عارفين نشوفها بشكل صح، أو جايز تكون قصادنا بس عاملين نفسنا مش شايفين.
سكت شويه.
_ من أكتر الصور المُرعبة اللي بتواجهه الأنسان…هو الخوف!
أعتقد أن سواء راجل أو ست..ولد أو بنت يعني اسفة..
بيخافوا، عندهم مشاعر الخوف دي أمر مريب وغير سطحي بالنسبة لهم علشان يعدوا كدة كأنه امر بسيط أو بيحصل في الحياة اليومية.
_ هو طبيعي يحصل في الحياة اليومية بس أنا قصدي أزاي بنعديه؟

 

وأية اللي مفروض نعمله.
سكت ومكنتش عارفة أجمع الكلام، كنت ببص على روان وأنا مش عارفة أجمع كلمتين على بعض فبصت ليا وبدأت تصقف فكله عمل زيها كانوع من أنواع التشجيع ليا.
هديت وبدأت أجمع أقول أيه
_ يعني حاجة بسيطة حصلت مثلًا من فترة وأعتقد حصلت لبنات كتيرة واسفة لو بخص بالذكر دلوقتي البنات يعني بس ده موضوع قايم بشكل كبير على الخوف!
الأبتزاز..
الابتزاز اللي بيتعرض له البنات، سواء كان صح ولا غلط.
البنت حتى لو معملتش حاجة فمرة واحدة بتلاقي نفسها ضحي..ة سهلة الافتراس بسبب الخوف!
سواء بقى الخوف من الفضيحة أو الخوف من أن كل الناس تبعد عنها لأنها متستحقش وجود حد فيهم..
أو..
أو..الخوف من الأهل!
حسيت أني صوتي على وبدأت أقوى في كلامي.
_ الخوف من الأهل مشكلة، مشكلة ولازم ليها حل في أقرب وقت ممكن.

 

لازم كل الاهالي تفهم أنهم جايبين عيالهم للدنيا علشان يحموهم مش علشان يرعبوهم بالتربية الغلط اللي بيزرعوها فيهم من هما وصغيرين!
_ طب عارفين ! أن فيه دراسات كتيرة علمية أثبتت أن كتير من الانحر..اف في الوقت الحالي هما شباب في سن المراهقة؟
تفتكروا ده سببه أيه؟
لقيتهم بدأوا يتتكلموا ويتناقشوا بعض فبدأت الاصوات تعلا في القاعة.
_ ممكن اللي حابب يتكلم يرفع إيده.
الغريب أن رغم إني من سنهم لكنهم كانوا شايفيني حاجة واو، وبيتناقشوا معايا بجد.
و علشان مكنش عنصرية فكنت بخلي ولاد وبنات يردوا عليا، اللي أستغربته ولد منهم لما عرض مشكلة ما معرفش تبعه ولا ايه بس كانت غريبة اوي.
” أنا في حد أعرفه ولد..وكان بيتعرض للإبتزاز من ولد زيه عادي الولد ده كان متجوز ويعني جه في فترة كدة مشي مش كويس مع بنات يعني بس ربنا تاب عليه جه بقى ولد تاني يبتزه بصور أنه يوديها لمراته وألا ياخد فلوس وكتيرة أوي..فعلًا الولد ده كان عايش في رعب وبيسأل نفسه اما أنا توبت..لية الناس مش عايزة تنسى وتسامح بس”
وعلى هذا الموال ولد تاني برضه أتعرض لإبتزاز من بنت في مكان شغله أنه يتجوزها وألا هتفضحه وتقول أنه بيتح..رش بيها وهو معملش كدة ومسككتتش غير لما استقال من شغله ولغاية دلوقتي مش لاقي شغل وقاعد في البيت!
وكتير قوي أتعرض من قصص سواء بنات ولا ولاد، الموضوع كبر ووسع مني وكنت مبسوطة بمناقشتهم بس للأسف كان لازم أختم علشان الوقت.
بعد ما ختمت وللأسف سبت الموضوع برضه مفتوح ومسمعتش باقي المشاكل.
جه المعيد وشكرني.
“- أستعدي علشان أحتمال أحتاج لك تاني ”
إبتسمت ومشيت.

 

° يلهوي بجد قمر.
_ هو مين يا روان؟
° المعيد الحلو أبو غمازاه.
_ أسكتي شكله متجوز.
° لا سنجل وصغير عايش مع أمه واخته بس وحاسه كدة أنه بيبحث عن عروسة وان شاء الله أكون هي.
ضحكت.
_ وأنتِ عرفتِ كل ده منين بقى ؟
° يا بنتي عيب عليكِ بقى ثقي في قدراتي.
كنا بنتكلم أنا وهي لغاية ما جه آدم وقف جمبي.
ولقيتها بتستأذن وتمشي.
= أنا مبسوط بيكِ أوي.
إبتسمت.
_ متشكرة.
ميلت علشان أشيل باقي الشنط.
فـ لقيته بينادي عليا.
= جميلة.
بصيت ليه بعنيا.
_ ايه ؟
= أنا بحبك.
_ أيه !!

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية بنتي فين)

اترك رد

error: Content is protected !!