روايات

رواية عمو الظابط الفصل الثامن 8 بقلم عبدالرحمن الرداد

رواية عمو الظابط الفصل الثامن 8 بقلم عبدالرحمن الرداد

رواية عمو الظابط البارت الثامن

رواية عمو الظابط الجزء الثامن

رواية عمو الظابط الحلقة الثامنة

انتهى الإثنان من تناول الطعام ونام على ظهره وهو يقول:
– يااااه الواحد مكلش كدا من ساعة ما كان بني آدم، الدراي فود ده طلع خرافة بجد
جلست هي الأخرى بتعب بعد أن امتلأ بطنها بالطعام ورددت:
– بنت خالتك دي كريمة كرم يا جدع، ده كل ما الطبق يخلص تقوم ملياه تاني، أنا كلت دراي فود ليا وللزمن
ابتسم وزفر بهدوء قبل أن يقول:
– على رأي المثل يا فاكر الدراي فود أكلة عادية يا فاكر البطيخ زي الملوخية
ضيقت ما بين حاجبيها وقالت بتعجب:
– المثل تحفة بس مسمعتوش قبل كدا

 

نظر لها وقال:
– لا ما أنا اللي لسة مألفه، كان عندك حق الصراحة، الدراي فود يستاهل ونص
– قولتلك، أديك دوقت بنفسك، الأغنية بتقولك مشربتش من نيلها، معذورة أستاذة شيرين مداقتش الدراي فود
التقطت أنفاسها ونظرت له قائلة:
– مش يلا نتحرك على العنوان بتاع الساحرة دي بقى ولا ايه
أغلق عينيه وهتف بصوت هادئ:
– نتحرك ايه، ده أنا لو حد رجني هدلدق دراي فود، ياااه الواحد نفسه في كوباية شاي يحبس العظمة دي
اتسعت حدقتاها وقالت باعتراض:
– يخربيتك أوعى تشرب شاي وأنت قطة هتموت
ضيق ما بين حاجبيه وقال بتساؤل:
– ليه يعني هتحطيلي فيه سم؟
حركت رأسها بمعني لا وأجابت:
– لا يا ظريف علشان إحنا كقطط البنكرياس بتاعنا صغير مش بيقدر يستوعب السكر
ابتسم ابتسامة واسعة وهو يحرك حاجبيه قبل أن يقول:

 

– لا ما أنا هحط سكر دايت يا قطوطة
وضعت يدها على رأسها وقالت بضيق:
– ده أنت الدراي فود لحس دماغك، كفاية كسل وقوم بقى عايزين نلحق الساحرة قبل ما تمشي
نظر لها وقال باعتراض:
– ياستي هو حد قالك إن ليها شيفت صباحي وهتمشي، ما نروحلها أي وقت
نهضت من مكانها وعضت ذيله لتسحبه وهي تقول:
– اتحرك بقى اليوم هيضيع
نهض من مكانه وهو يقول بعدم رضا:
– سيبي ديلي في حاله أنا جاي أهو
تحركوا معًا في الشارع وقال هو بتساؤل:
– وبعدين بقى هنوصل للساحرة دي إزاي؟ ده إحنا في أكتوبر وهي في شبرا
رفعت أحد حاجبيها وقالت بتفكير:
– فيه في دماغي فكرة كدا مش عارفة هتنفع ولا لا
ضيق ما بين حاجبيه وقال بتساؤل:
– ها اشجيني

 

التقطت أنفاسها وقالت بهدوء:
– فيه اتوبيس المفروض بيعدي من آخر الشارع ده بيودي على محطة مترو كلية الزراعة
رفع حاجبيه وقال بدهشة:
– أنتي عارفة كل المعلومات دي إزاي يخربيتك ده أنا بني آدم ومعرفش
ضيقت نظراتها وقالت بعدم رضا:
– أعوذ بالله من قرك يا أخي، المهم لو ركبناه هيوصلنا بس السؤال هنا هنركب إزاي مع البني ادمين دول؟ اقل واجب هيرمونا من العربية
حرك رأسه بالإيجاب وهتف:
– عندك حق، أنا نفسي لما بركب مواصلات وبلاقي قطة في الاتوبيس بقول للسواق ايه يسطا بتاخد أجرة كام من القطط علشان تطلعهم يقوم السواق دايس فرامل وجاي طارد القطة
نظرت له بضيق لتقول بغضب:
– أهم اللي زيك دول هم اللي هيخلوا مرواحنا صعب
نظر إلى الفراغ لكي يفكر في حل لتلك المعضلة وكذلك بدأت هي بالتفكير إلى أن ارتفع صوته وهو يقول بحماس:
– جاتلي فكرة

 

انتبهت وقالت بابتسامة:
– الله ينور الدراي فود اشتغل أهو
بدأ على الفور بشرح خطته:
– بصي إحنا هنركب الأتوبيس عادي بس هنطلع ورا خالص آخر الأتوبيس وننزل تحت آخر كرسي وعلشان يكون الكرسي الأخير يكون تحته مكان لازم نركب الأتوبيس اللي لونه بنفسجي ده
حركت رأسها بالإيجاب لتقول:
– عارفاه بيجي كل نص ساعة يعدي من هنا
حرك رأسه ليعبر عن صدمته وقال:
– وربنا خارقة للطبيعة، أنتي قطة خارقة للطبيعة، أنا محتاج حد زيك كدا في حياتي يدلني على المواصلات بدل ما أنا كل يوم أتوه في حتة شكل
تحركت من مكانها وأردفت بعدم رضا:
– أمشي وأنت ساكت يا حليوة، قولتلك قطة شارع مش زيك عايشة بين اربع حيطان وسقف وبنام على مرتبة فرو
رفع أحد حاجبيه وقال باعتراض:
– على فكرة المرتبة سوستة مش فرو وبعدين مفيش مراتب فرو أصلا، يا إما قطن يا سوست ياختي

 

– آه نقعد نتخانق ونشوف المراتب فرو ولا قطن ونسيب الأتوبيس يفوتنا، أمشي يا يوسف أمشي خلينا نلحق الأتوبيس وأول ما يقف عايزاك طيارة تنط وتجري على ورا علشان لو حد لمحنا هيمرجحنا
ضيق ما بين حاجبيه وقال بتعجب:
– يمرجحنا؟! وأنا هستغرب ليه ما أنتي قطة شارع
تحرك معها إلى أن وصلا إلى الطريق ووقفا في انتظار الحافلة وما إن وصلت حتى قفزا بسرعة إلى داخلها وركضا حتى وصلا إلى المقعد الأخير وجلسا أسفله وساعدهم على ذلك خلو الحافلة من الركاب.
تحركت الحافلة وما هي إلا دقائق وامتلأت الحافلة بالركاب وارتفع صوت أحدهم:
– جرا ايه يا راجل يا ناقص بقى شايفني واقفة ومتقومليش
اتسعت حدقتا هذا الرجل وقال بغضب:
– أنا راجل ناقص؟ طب ايه رأيك بقى إنك ست متربتيش
– أنا متربتش يا راجل يا خايب، أومال ايه هيسيب ست عجوزة كدا واقفة ويفضل هو قاعد على الكرسي
– وأنا أقوملك أصلا ليه ما أنا جاي من شغلي تعبان ومش قادر أقف، بقولك ايه لمي الدور يا ولية أحسن أنا عفاريت الدنيا كلها بتتنطط في وشي

 

– لا تصدق خوفت، ايه رأيك بقى إنك هتقوم وتقعدني
نظرت «لوكا» إلى «يوسف» ورددت باستياء:
– الحمدلله إن الواحد قطة مش بني آدم يادوب أي ركن واتحلت، ايه اللي بيحصل قدامنا ده
لوى ثغره وقال:
– ده العادي بتاع المواصلات الطبيعية، علشان كدا لما بشوف حد عجوز أو ست عجوزة بقوم من سكات، ده أنا في مرة قومت لست عجوزة وبقولها بابتسامة اتفضلي يا حاجة راحت بصالي بقرف وقايلالي أنا هقعد لوحدي لازم تقولي اتفضلي يعني
ضحكت وقالت على الفور:
– لا ياعم، ما أجمل أن تكون قطة
مر الوقت ووصلت الحافلة لوجهتها. انتظرا نزول الركاب ونزلا معًا ليتحركا إلى جانب الطريق. نظر لها وقال بتساؤل:
– أدينا جينا شبرا، فين بقى محل الكشري اللي قالت عليه
نظرت حولها وقالت:
– بص هو نص ساعة مشي من هنا، تمشي ولا نركب على عربية نص نقل بس هيحتاج تنط ومش بس كدا ده هتنط وهي بتمشي كمان

نظر إلى الطريق ثم عاود النظر لها ليقول:
– نص ساعة مشي في الحر ده هتقطع نفسنا، أنا بقول ننط على عربية نص نقل وخلاص
ضيقت نظراتها وقالت بتأكيد:
– أنت متأكد من اختيارك ده ولا هتتفرم تحت كاوتشات العربيات؟
لوى ثغره وقال بقلق:
– مش متأكد الصراحة بس هحاول وربنا يستر بقى
نظرت إلى سيارة قادمة وأردفت:
– طب استعد بقى يا حلو العربية جاية أهي، زي ما علمتك بقى
اتسعت حدقتاه ونظر إلى السيارة بخوف قبل أن يعاود النظر لها وهو يقول:
– أنا عايز أعيط
توقعاتكم للفصل الجاي؟ اجهزوا الفصل الجاي فيه مفاجأة كبيرة

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عمو الظابط)

اترك رد