روايات

رواية مليونير السنة الفصل الثالث 3 بقلم عبدالرحمن الرداد

رواية مليونير السنة الفصل الثالث 3 بقلم عبدالرحمن الرداد

رواية مليونير السنة البارت الثالث

رواية مليونير السنة الجزء الثالث

مليونير السنة
مليونير السنة

رواية مليونير السنة الحلقة الثالثة

تحرك مع موكب من الحراس إلى الغابة لتبدأ رحلة الصيد وأثناء تحركه نظر إلى «أرديس» وقال بتساؤل:
– بقولك ايه يا أرديس هو ايه نوع الحيوانات اللي بنصطاده
نظر له وأجاب على سؤاله قائلا:
– أرانب أو بط أو غزال وحيوانات تانية كتير هتتبسط
تحمس لرحلة الصيد وتحرك بسعادة إلى أن تحدث «أرديس» قائلا:
– وصلنا يا مولاي دلوقتي نقدر نبدأ صيد
بالفعل بدأ «بشير» بالتحرك ومعه «أرديس» الذي ساعده في تعلم الصيد بشكل كبير وقاموا باصطياد الكثير حتى استمعوا لصراخ أنثى مرتفع. في تلك اللحظة ردد «بشير» بتعجب:
– ايه الصوت ده؟
ضيق «أرديس» ما بين حاجبيه وقال:
– مش عارف بس شكل فيه بنت في مشكلة
تحرك «بشير» صوب الصوت وردد:
– طيب هات الحراس وتعالى
نفذ ما قاله وتوجهوا صوب الصوت ليجدوا تلك الفتاة التي كانت تركض ويركض خلفها ثلاثة من قطاع الطريق والمجرمين. رأت تلك الفتاة «بشير» وما معه من حراس فركضت صوبه وما إن وصلت له حتى اختبأت خلفه ورددت بنبرة تحمل الخوف:
– الحقني يا مولاي
فرد «بشير» ذراعيه وقال بجدية:
– متخافيش، متخافيش
ثم رفع صوته وقال بنبرة تحمل الأمر:
– اقبضوا عليهم وحطوهم في السجن
تحرك الحراس وطاردوا هؤلاء المجرمين بينما نظر «بشير» إلى تلك الفتاة الجميلة وردد بابتسامة:
– أنتي تبقي مين وأهلك فين
لوت ثغرها وقالت بحزن واضح:
– أنا مقطوعة من شجرة ومليش حد، فقيرة وكنت جاية الغابة اصطاد أي أرنب علشان اتغدى لأني بقالي يومين مدوقتش الأكل
ابتسم «بشير» وقال بجدية:
– خلاص أنتي هتيجي معايا القصر، فيه كل الأكل اللي يخطر على بالك واللي ميخطرش وكمان كل اللي هتحتاجيه
ضيقت ما بين حاجبيها وقالت بتوتر:
– بس القانون بيمنع مساعدة الفقراء واللي بيخالفه بيتعدم
ضحك بصوت مرتفع قبل أن يقول بنبرة تحمل الثقة والغرور:
– أنا حاكم المدينة وأغنى أغنيائها، الكلام ده مش بيتطبق عليا أنا
شعرت بالسعادة وقالت بلهفة:
– يعني بجد هاجي مع مولاي الحاكم القصر؟
حرك رأسه بالإيجاب وقال بابتسامة:
– بالظبط، يلا بينا
عاد «بشير» مع تلك الفتاة وموكب الحرس إلى القصر قبل أن يأمر الخدم بإعداد الطعام وتوفير كافة وسائل الراحة لتلك الوافدة الجديدة.
اقترب «أرديس» من «بشير» وردد بنبرة غير مسموعة:
– ليه سيادتك جبتها هنا، أنقذتها وخلاص ليه تجيبها هنا وتوفر ليها كل ده؟
ابتسم «بشير» ونظر لها من بعيد وهي تتناول الطعام وردد:
– أنا قدامي سنة وأموت ومتجوزتش يا أرديس والبت زي ما أنت شايف قمر بس محتاجة تتظبط شوية من البهدلة اللي هي فيها، هسيبلك بقى مهمة تظبيطها علشان بكرا نعلن جواز حاكم المدينة
ابتسم «أرديس» وردد بمكر:
– وأنا اللي قولت مش هتفكر في الجواز بس عاش يا مولاي، البنت الصراحة تستاهل
رفع أحد حاجبيه وردد بعدم رضا:
– جرا ايه يا أرديس أنت هتغازلها قدامي ولا ايه دي هتبقى مراتي يا جدع
ضحك «أرديس» وقال بمكر:
– خليك أوبن مايند يا مولاي الدنيا أسهل من كدا بكتير، هسيبك دلوقتي علشان أشكل فريق من خادمات القصر يتولوا مهمة تجهيزها، مش عايزك تقلق خالص
– هو ده الكلام يا أرديس
مر اليوم وانتهى الفريق من تجهيز تلك الفتاة التي نظرت إلى المرآة بعدم تصديق وفي تلك الأثناء طرق «بشير» باب الغرفة فتوجهت على الفور صوبه وفتحته لتقول بإحراج:
– مولاي؟ نورت اتفضل
ابتسم «بشير» ودلف إلى الداخل وهو يقول:
-القمر بتاعتنا عاملة ايه دلوقتي
ابتسمت وقالت بإحراج:
– بخير يا مولاي، بعد اللي عملته معايا لازم أكون بخير، أنا كنت بضيع وأنت اللي أنقذتني، مين كان يتوقع إن اللي ينقذني يبقى حاكم المدينة وكمان ياخدني القصر ويهتم بيا بالشكل ده
جلس على المقعد المجاور له ونظر لها وهو يقول بابتسامة:
– ولسة لما تعرفي سبب وجودي هنا دلوقتي، أعلنوا دلوقتي في كل المدينة إن زفاف الحاكم بكرا
اتسعت حدقتاها وقالت بصدمة:
– حضرتك هتتجوز بكرا؟ ألف مبروك، ياترا مين سعيدة الحظ دي
نهض «بشير» واقترب منها وهو يقول:
– أنتي
وضعت يدها على فمها وقالت بنبرة تحمل الصدمة:
– ايه؟ أنا
ضيق ما بين حاجبيه وردد بتساؤل:
– ايه مش موافقة؟
حركت رأسها بمعنى “لا” وقالت على الفور:
– لا طبعا أنا بس… ديه مفاجأة كبيرة، أنت لسة عارفني النهاردة وبعدين أنت لسة أصلا متعرفش اسمي
وضع يديه في جيب بنطاله وردد بجدية:
– أنا واحد هموت بعد أقل من سنة، أكيد مش هخلي ثانية أو دقيقة تعدي بدون ما أستغلها وبعدين لو على اسمك فأنا مستعد اسمعه دلوقتي
ابتسمت ونظرت إلى الأرض بإحراج قبل أن تقول:
– اسمي سَهْو
– اسم جميل يا سهو، الملك بشير والملكة سهو، أنتي أول اختيار في سنة حكمي …
***
في اليوم التالي تم عقد القران وتم إقامة حفل ضخم حضر فيه أغنى الأشخاص وأهمهم في المدينة فقط وتم نشر خبر إتمام الذفاف بين الشعب بأكمله فهم يهتمون كثيرا بأخبار مليونير العام وحاكمهم الذي سيموت بعد سنة من الآن.
مر من حكم «بشير» خمسة أشهر كانت أشهر ممتلئة بالمشاكل مع زوجته «سهو» التي لم يجد فيها ما كان يأمله بل كانت تختلف عنه بشكل كبير ولا تُلبي رغباته التي أملها منها، كانت تُهمله بشدة وتهتم بنفسها فقط مما جعل «بشير» يكرهها واضطر لخيانتها عشرات المرات وكانت هي تعرف ذلك ولا تهتم.
ساء حال المدينة بشكل كبير بعد أن ترك «بشير» اتخاذ القرارات الهامة لـ «أرديس» الذي أصبح هو الحاكم الفعلي بعد أن وكله «بشير» في كافة الأمور ليبقى هو متفرغ لنزواته فقط ولا شيء آخر فهو في كل ليلة يذهب إلى الحانة الخاصة بالقصر ويقضي الليل بأكمله يتناول المشروبات الكحولية وبصحبة عدد كبير من النساء وينتهي من كل ذلك عند شروق الشمس لينام النهار بأكمله ويستيقظ عند غروب الشمس ليُعيد الكرة حتى شعر بالملل وانعدام الرغبة في كل شيء.
لم يصدق أن الحال وصل به لأن يتمنى الموت الآن فهو قد فعل كل شيء كما كان يعتقد والآن لا يوجد شيء ليفعله، أصابه الإكتئاب بشدة وفكر في الانتحار قبل أن تلمع عينيه فهذا هو الحل الوحيد لإنهاء كل هذا الاكتئاب والملل.
نهض من فراشه بعد أن عقد النية للتخلص من حياته. جلب حبل سميك وسحب المقعد قبل أن يقف عليه ويقوم بتثبيت هذا الحبل في سقف الغرفة وما إن تأكد أنه مُثبت حتى قام بلف هذا الحبل حول رقبته وردد بنبرة تحمل الحزن:
– مكنتش متصور إني هستعجل الموت بالشكل ده قبل ما السنة تخلص، كنت بقول سنة قليل أوي لكن حياة الأغنياء مطلعتش حلوة أوي زي ما كنت متوقع، معايا فلوس أكتر من أي حد في المدينة لكن عملت كل اللي عايز أعمله مفيش حاجة معملتهاش، جيه الوقت إني أخلص من الملل ده، عملت اللي في نفسي خلاص، ياااه يا بشير للأسف بعد ما تموت محدش هيزعل عليك، مراتك اللي اختارتها مش بتحبك وكل اللي في القصر بيخدموك علشان ده شغلهم، أما الشعب فمحدش فيهم بيحبني لأني معملتش حاجة تفيدهم وتخليهم يحبوني، أنا عيشت وحيد وهموت وحيد، فعلا هموت وحيد
انهمرت عبرة من عينيه ونظر إلى المقعد الذي يقف عليه قبل أن يدفعه بقوة ليقع المقعد ويبقى هو يتدلى من الحبل الملفوف حول رقبته، ظل يحرك قدميه في الهواء ليخلص نفسه فاتخاذ القرار شيء وتنفيذه شيء آخر، تلك هي سكرات الموت وليس أي موت بل هو الموت مُختنقًا. ظل يحرك قدميه وجسده في الهواء ليعبر عن اختناقه واقتراب موته لكن دون فائدة حيث مر وقت طويل على شنقه بهذا الشكل لتبدأ حركاته في الهدوء بعد أن انقطعت أنفاسه ….

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مليونير السنة)

اترك رد

error: Content is protected !!