روايات

رواية أترصد عشقك الفصل السابع والعشرون 27 بقلم ميار عبدالله

رواية أترصد عشقك الفصل السابع والعشرون 27 بقلم ميار عبدالله

رواية أترصد عشقك البارت السابع والعشرون

رواية أترصد عشقك الجزء السابع والعشرون

رواية أترصد عشقك الحلقة السابعة والعشرون

شخص مثله يجرب طعم الغيرة لأول مرة

كانت حارقة ، قابضة ، مؤلمة

مراجيل من الغضب تثور وتغلي بجنون ، وهو لا يصدق أنها فعلت شيئا مس من رجولته

لجأت الى حضن غيره حينما كان غائبا ، اندست بين ذراعي رجل غريب عنها تطالبه بالأمان وأين هو من كل هذا

الصورة زلزلته لدرجة انه طالعهما لبرهة قصيرة من الوقت

لا يعلم لما ؟ ليجلد ذاته ليلا أو تكون تلك الصورة الخبيثة تطرأ على عقله في كل مرة يراها

الا ان العقل بدأ يعلن عن وجوده ، اخرسه الغضب والغيرة كان الوقود لتلك الغيرة الحارقة

غبي .. غبي .. غبي

اندفع يرددها مرارا وهو يحدق بين جدران غرفته ، اعتزل الجميع بعد عودته السريعة من المشفى وبقي وحيدا في الغرفة

يتأكله الغضب

وتنهشه الغيرة

والعقل بين رحي الغضب وغيرته التي تتحداه ان يهدئها

اندفع باب غرفته ليواجه جدته وهو تحدق به بتصميم شديد جعله يرفع رأسه بيأس ، تنفس بحدة عدة مرات وهو يحاول تهذيب لسانه قبل أن يندفع قائلا ما لا يحمد عقباه انتبه على صوت جدته الغاضب

– انت يا واااد رد عليا وقولي مالك بس

فرك جبينه بحدة والتفت اليها قائلا بصوت جامد

– مفيش حاجه يا توحة ، صدقيني

رفعت حاجبيها استنكارا ، لتقترب منه قائلة بصوت قلق وهي تتأمل ملامحه المتشنجة بقلب أم ملكوم علي طفلها الوحيد

– اصدقك ازاي بس ، وانا حساك شوية وعايز تنفجر ، طمني عليك بس .. اول ما جاتلك المكالمة جريت علي ملا وشك ، ودلوقتي حالك اتبدل ، فيه بس يا ابني طمني عليك

مال مقتربا مقبلا جبهتها ورد بصوت هادئ

– مفيش حاجه يا ست الكل

الا ان قلب الام يعلم أن حفيدها يخفي شئ جلل ، تأملته مليا لتعقد ذراعيها على  صدرها قائلة

– عملت ايه معاك

عض علي نواجذه وهو لا يصدق ان جدته تقرأه بتلك السرعة ، ضم قبضة يده وهو يتنفس بحدة ليجيبها ببرود

– هي مين

هل يمارس تلك اللعبة معها ، رفعت حاجبها استنكارا لتقترب منه وهي تمسك بذقنه تضع عينيها على عينيه الخضراوين اللتين تشيحان عن  المواجهة

– وجد القلب يا عنيا ، يعني انت فاكرني مثلا عبيطة ، هتقدر تضحك عليها بكلمتين ، قولي هببت معاها ايه

عض باطن خده لتختلج عضلة في فكه ليتمتم بيأس

– توحا

شدته ليجلس على الفراش وجلست بجواره لتمرر يدها على  ذراعه الصلب الذي تشنج اسفل يدها متمتمة

– بلا توحة بلا قرف ، تعالي كدا اقعد واستهدي بالله قولي هببت ايه ، خليني اصلح الموقف اللي هببته

سخر وهو ينظر الى  جدته التي تراه الآن الجاني ليرفع رأسه قائلا بنفي

– محصلش حاجه اللي في دماغك يا توحة

عبست وهي تنظر الي الالم في عمق عينيه الخضراوين  لتمتم

– اومال حصل ايه ، اوعي هبلت وعملت فوارق الاجتماعية اللي  ما بينكم

اقترب منها وهو يمسك يدها ويطبع قبلة عليه قائلا

– محصلش يا توحة ، اهدي كدا

ضاق بها ذرعا لتستقيم من مجلسها قائلة بحدة

– اومال حصل ايه يا وااد ، اوعي تكون صرفت نظر عن الجوازة من أصله  ، وعزة جلالة الله لو حصل لأكون …

– يا توحااا

قالها نزقًا وهو يرى  أنه محاصر بين المطرقة والسندان ، ألا يكفي غيرته الهوجاء والنيران التي  تتلظى  في أحشاءه لتزيد الطين بلة من سخرية جدته له

– قولي عملت ايه يا حفيد المعلم ، شكلك كدا حطيت سمعة عيلتنا في الوحل

قالتها توحة بنبرة ساخرة وهي تضيق بين حاجبيها وجسدها النحيف يواجه جسد حفيدها العضلي

مرر عاصي يده على  وجهه واكتفى بزفرة حارة ليتمتم بصوت خفيض

– لقيتها بتحضن واحد

– وبعدين

رفع عيناه الخضراوان كـ علامة استنكار لتتابع توحة وهي تشيح يدها بلا مبالاة

– لقيتها حاضنة واحد يا خيبتك السودا يا توحة ، بدل ما تعرف الراجل الست دي تخصك ازاي وترنها علقة عشان سمحت لغيرك يحضنها سبتهم ومشيت

– وانتي عرفتي ازاي ؟؟

اتسعت عيناها جحوظا لتهز رأسها يائسة

– زي المرحوم طلعت خايب ، خسارة تربيتي  فيك

زفر محوقلا وهو يجيبها بنبرة باردة

– يعني عايزاني اعمل ايه يعني ، وانا معرفش انا بالنسبالها ايه … ومش من حقي اقربلها زي ما عقلك متصور

تمرد القلب والغيرة على  صوت العقل الذي يتحدث ، ليرفع عيناه نحو توحة التي تضرب بكلتا يديها علي فخذيها ثم ترفع يديها نحو السماء لتعود النظر اليه قائلة بحدة

– وهو الكلام ده فيه عقل ، انت يا واد مالك فيه ايه مكنش كلامك كدا

اشاح بوجهه للجهة الأخرى  ، لتزفر توحة بيأس وهي تقترب منه تلمس علي ذراعه ومازال الحفيد معاند بطفولية لأي استجابة ايجابية لتمتم بنبرة لينة

– طب والله .. والله البنت بتموت فيك ، انت مش بتشوفها اول ما تيجي هنا عينيها بتدور عليك ازاي ، ولا ما بتسأل عنك ، البت بتتكسف مني وهي بتسأل عنك

تهلل قلبها فرحا حينما رأت استجابة حفيدها الذي يحدق فيها متسائلا ان كان ما تقوله صحيح ، لتهز رأسها ايجابا سرعان ما تذكرت شئ ما هذا الصباح لتقترب منه بمكر قائلة

– وبعدين ايه حكاية القميص الجديد ده

اتسعت عيناه بجحوظ ليغمغم باستنكار

– انتي لحقتي يا توحة تشوفيه

حدجته بنظرة قاتلة لتمتم بجفاء

– مفيش حاجة بتستخبى عن توحة في البيت ده ، وبعدين انا تعبت وكفايه عليك كده ، روح شوفلك بت تهتم بيك

مال مقبلا وجنتها وهو يتمتم بدفء

– دا انتي البركة كلها يا توحة ، انا من غيرك ولا حاجه

بدأ دموع الأم تسقط لتستدرجه ببساطة إلى فخ الام لتهمس توحة بصوت متحشرج

– فرح قلبي بقي ، وروحلهم بكرا واسأل عن جدها ، البنت ملهاش حد غيره

عاد صورة العناق تزعجه وتلعب على أوتار براكينه التي ما بدأت تخمد ليهمس

– مقدرش ، مش عارف افرض لو شوفته تاني يا توحة

صاحت توحة بحدة شديدة

– ابقى اديله بالجزمة ، ورنها علقة وقولها متخليش حد يمسكها غيرك

صاح باستنكار شديد لافكارها العنيفة التي تتوافق جدا مع جانبه الغيور

– توحة

طمئنته بهدوء شديد قائلة

– البت بتحب تسمع الكلام ده من الراجل بتاعها

صاح باستنكار شديد

– انا كده بهددها

هزت رأسها نافية وهي تجيبه

– صدقني هتتبسط ، بس متعكش الدنيا ، كلمتين كدا ناشفين يعقلوها لحد لما تتجوزوا وابقي تتصرف براحتك معاها ترنها علقة الصبح علقة بليل انت حر

انفجر ضاحكا وهو يهز رأسه نافيا ، غير مصدقا تفكير جدته الغريب ليقترب منها بشقاوة

– عايزة تقوليلي المعلم كان بيرنك علقة الصبح وعلقة بليل

ظهر الاستنكار على وجهها لتسارع نافية بحدة

– فشر هو كان يستجرأ ، ده كنت لميت عليه امه لا اله الا الله  يتفرجوا عليه

ردد بهدوء شديد

– وجد متنفعش معاها المعاملة دي

ضيقت عيناها وهي تحدق به بهدوء لتجيبه

– يا حنين ، طب قوم من وشي وروح شوف مين اللي تعملك الغدا ، اه انا رجلي وجعاني ومش قادرة اتحرك

نظر اليها محدقا بعينيها التي تكذبان عليه ليميل مقتربا منها هامسا بمكر

– يا توحة ، مش عليا الكلمتين دول ، انا شامم ريحة كفته من اول ما دخلت

سارعت تجيبه بنفي تام

– بتاعت اسماء ، البوتجاز بتاعهم باظ .. ارتحت

استلقي بجسده على الفراش واجابها بإرهاق شديد

– هروحله بكرا ، بس انا جعان .. اعمليلي سندوتشين عشان مدخلش المطبخ واخلصهم كلهم

استقامت توحة من مجلسها وهي تتوجه نحو المطبخ لتمتم وهي رافعة كلا يديها نحو السماء

– يارب ، انت العالم بالحال

…….

الصباح كان أكثر هدوءا

استطاع أن يعيد الوحش إلى مخدعه

لتسألوني أي وحش ؟!

وحش الغيرة الذي لا ينطلق سوي وهو يراها بجوار ذكور حولها ، بحياته لم يجرب الحب

لكن الحب معها يحتاج للتهور ، كما هو الآن يتقدم للمرة الثانية نحو غرفة الرجل ، لم يكن ليأتي في ذلك الوقت من الصباح تحديدا إلا أنه تلقي مكالمة خاصة من الجد الذي أخبره عن ضرورة وجوده في المشفى قبل عودته للمنزل

الذهول أصابه وهو يحدق نحو جدته التي طمأنته ثم عادت تختفي خلف غرفتها لتنهشه الاسئلة لحد الصباح …

مد يده ليطرق الباب المفتوح لكن عينيه تعلقت علي المرأة التي تعانق جدها ، هشة كحال جسدها

متطلبة للامان والعاطفة وهو أكثر من مستعد لتلبية نداءاتها

حاول أن يتحكم في ملامح وجهه وعينيه الشغوفين تمسحها مسحا ، ليتدارك نفسه وهو ينقر على الباب لتنبيهما لترفع رأسها وهي تطالعه بذهول مرددة اسمه

– عاصي

كان في عينيها تساؤلا لم يقدر على إجابته ، بل لم يجرؤ على الرد وهو يعلم أن اجاب  فلن يكون بكامل قواه العقلية بجواره

 بعض الخلايا تحفزه لبعض الأمور الخبيثة كسحبها إلي ركن هادئ منعزل إلا منهما ، يعلن ملكيته عليها وهي تستقبل تلك الملكية بإذعان شديد دون اعتراض

تنحنح وهو لا يصدق تفكيره الذي يشبه تفكير جدته أمس ليهمس

– صباح الخير

فغرت شفتيها لثواني محاولة ان تعلم ان الرجل أمامها ، الرجل الذي تبكي من اجله ودمي قلبها بعدم وجوده أمس ..الان هنا وأمام جدها

التفت الي جدها وهي تمتم بارتباك

– جدو ده

هز الجد رأسه وعينيه تنتقلان من صغيرته ثم الى الرجل المسبب لقلب حياة صغيرته رأسا علي عقب ، غمغم بهدوء شديد

– عارفه ، عاصي نور الدين دكتور نفسي ، تعالي اقعد

اتسعت عينا وجد جحوظا وهي تري عاصي يقترب من المقعد المجاور للفراش لتنتفض من جلستها وهي تحدق كلاهما باستنكار شديد وتعجب وهي تسمع صوت عاصي المعتذر وهو يضع باقة ورد رائعة سلبت لبها على الكومود

– انا اسف لو عطلتك في حاجه

ليأتي ما يشبه بالصعقة الكهربائية وهي تسمع صوت جدها يغمغم

– لا عطلتني ولا حاجه يا دكتور عاصي ، انا اللي طلبتك تجي في الميعاد ده

هل يعلم جدها قبلها ؟ ، لا تتذكر انه يجمعهما حديثا معا ؟ ، هزت رأسها وهي تحاول اعادة عقلها للعمل الذي من كثرة استقباله للاخبار الصادمة توقف عن عمله

تمتمت بصوت مرتبك وهي تخرج من الغرفة تاركة إياهم

– طب انا هستأذنكم هشوف الدكتور واجي

ظنت أن أحدا لم يسمعها وهي تخرج من الباب دون نية في اغلاقه لتسمع جدها يطلبها بصوت دافئ

– اقفلي الباب وراكي يا وجد

عبس وجهها وهي تغلق الباب بحدة ، غير مصدقة ما يحدث هذا الصباح ، ظلت تجوب الغرفة مجيئه وذهابا قبل أن تزفر بيأس متجهه الي الطبيب الذي يشرف على حالة جدها !!

ابتسم غالب وهو يحدق إلى نحو الرجل الذي يبدو علي وجهه بعض الارتباك خصوصا في وضعه ليتمتم بهدوء

– احكي يا ابني انا سامعك

لا يعلم  ماذا يبدأ أيخبره عن نيته للتقدم أم يعيد مرددة عبارة السلامة

– حمدلله علي سلامتك

ابتسم غالب وهو يجيبه بهدوء

– الله يسلمك ، انت قولتلي كدا في التلفون امبارح

تنحنح عاصي ليرفع غالب الحرج الذي يشعره الشاب امامه قائلا

– انا عارف الوقت مش مناسب ، بس مقدرتش اسيب بنتي غير لما اطمن عليها تكون في أيد أمينة

هم عاصي بالتحدث إلا أن غالب بدأ يتخذ دفة الحديث

 – تحية هانم مكنش فيه حد في القاهرة ميعرفهاش هي والاستاذ الوالد ، كنا زباينهم قبل ما ربنا ما يرحمه وهو كان راجل في قمة الاخلاق والذوق والدين

شهادة الرجل عن عائلة جدته جعلته يشعر ببعض الراحة ويرى أسوأ كوابيسه ليلة أمس ليست حقيقية ، ليتمتم بصوت هادئ

– انا امي وابويا توفوا من وانا كنت صغير ، توحة هي اللي ربتني وكانت ليا الاب والام والاخت ، عرفت تحتويني وانا مكنتش عايز اتعبها خصوصا انها كبيرة وبحاول أراضيها دايما ، ولما كبرت اشتغلت في كذا شغلانة عشان اصرف على البيت ، حسيتها صعبة اوي علي نفسي وانا بقبل منها فلوس في سن المفروض انزل فيه الشغل واكسب من عرق جبيني

لمعت عينا غالب بالفخر الشديد وهو يتأمل هيئة الرجل امامه العضلية ونظرة الحنان التي تلمع في عينيه ليرفع عاصي رأسه مواجها الرجل الكهل امامه قائلا

– انا عايز حضرتك تتخيل جميع الوظايف شاب زي في 15 سنة يعمله  ، بس من جانب توحة دخلتني نادي عشان امارس رياضة

هز غالب رأسه وهو يعلم النادي الذي كان يذهب إليه هو نفس النادي الذي ترتاده صغيرته ليميل رأسه متمتما

– قولي ليه طب نفسي

اجابه بصراحة شديدة

– انا مكنتش عايز ادخل طب في الحقيقة ، وحسيت نفسي بحب اتكلم مع الناس واسمع منهم واكتسب خبرة من وقت ما نزلت الشغل اني اعرف الناس من وقت ما اشوفهم ، ودي حاجه بتخليني مبسوط وسعيد وقت ما بروح المؤسسة للاطفال

هز غالب رأسه واعجبته الصراحة التي يتحدث بها الرجل معه ، العديد من الخاطبين الذين تقدموا لصغيرته كانوا يتفاخرون بالجامعة الذين ارتادوا ، ورقم حسابهم البنكي ، وعمل والده ، بل يصل بهم الحد إلى اسم النادي المشتركين به ، وأعمال عائلته العظيمة الممتدة للغرب ، لكن حينما ينظر للرجل نفسه الفخور بأعمال عائلته ، يراه لم يحقق أي إنجازات عظيمة لنفسه

استرخي غالب في جلسته أكثر وهو يتمتم

– وجد اتغيرت جدا من وقت ما بتروح المؤسسة ، انت عارف انها بدأت ترجع تشتغل في ماكنة الخياطة من تاني ، حسيت وجد رجعت من تاني وده كله بسببك

رفع رأسه ليرى وقع الكلمات عليه ، هالة من المشاعر التي تجمعت في عيني الرجل  ، ليزداد اطمئنانه من الرجل الذي تحبه صغيرته ، المشاعر بينهما متبادلة

غمرته الراحة فورا وهو يسمعه

– انا صدقني معملتش حاجه ، انا بس وجهتها لحاجة ممكن تقدر تبذل طاقتها فيه ومتحسش انها اشتغلت بدون فايدة

ولصراحة الشاب ، قال هو بهدوء شديد

– منكرش خوفي وقلقي لما عرفت انها اتعلقت بحد ، صدقني وقت لما تكون اب هتتفهم موقفي جدا وممكن تعمل اكتر من كدا ، بس وجد دي بنتي الوحيدة

اشارة لكونه اب وان تحمل اميرته جنين منه جعل أذنيه تحتقن خجلا ليجيبه بصوت لم يتمالك مشاعره

– فاهم يا أستاذ غالب

رغم عمله كطبيب ، وضبط النفس والهدوء التي يحافظ عليها في جلساته

لكن اليوم ليس هو الطبيب عاصي ، بل العاصي فقط دون أي لقب طبيب

عاصي الذي اغرقته أميرة في بحر عشقها ، ارتجف قلبه تزامنا مع حديثه

– وعشان كدا انا جاي اطلب ايد الانسة وجد من حضرتك وان كان في اي مشاكل عن شغلي

رفع غالب يده مقاطعا إياه ليقول

– لا معنديش مشكلة  ، كل واحد حر في شغله ، لطالما هلاقي ضحكة بنتي دايما في وشها انا مش هتدخل في حياتكم ، بس البنت عايزك تكون عارف متعرفش يعني ايه مطبخ ،عشان متضايقش يا دكتور لو حرقتلك الاكل

ارتسمت ابتسامة ناعمة على شفتي عاصي ، وتصور أميرة تعيث في مطبخ منزلهما فسادا ليتمتم بنبرة غلب عليها الشوق

– مقدرش اوعدك اني هعيشها بنفس المستوى اللي هي عايشه فيه ، بس هحاول اني هخليها سعيدة بقدر الامكان

هز غالب رأسه بتفهم وغمغم

– وانا واثق في ده ، انت راجل تشرف أي عيلة ، منتظرينك يوم الخميس الجاي في البيت

استقام عاصي من مقعده مع وعد بلقاء قريب، لتهتز جدران قلبه وامنيته المستحيلة لأميرته تتحقق .. فتح باب الغرفة وبدأت عيناه تبحثان عنها .. ليسير عدة خطوات ليجدها جالسة في ركن منزوي بعيدا عن الجميع ، رفعت رأسها مجفلة لتتطالعه بعينيها القاتلتين ، أجادت التصويب للهدف ليراها تستقيم من جلستها وعينيه تتأملان بنطال الجينز الناعم الذي التف حول ساقيها مبرزا نحول ساقيها ورشاقتهما ، ارتفعت عيناه نحو التيشيرت القطني وربطة شعرها المهلهلة ، راها اقتربت منه إلى حد خطير وهي تسأله باستفسار

– عاصي ، ممكن افهم ايه حصل جوا

تقتلها افكارها ، ومرض الجهل جعلها غير قادرة على التميز ان كان هناك شئ خاطئ أم صحيح ، رفعت عينيها الداكنتين تحملق في خضرة عينيه الهادئتين ليتمتم بسؤال بارد

– مهم عندك للدرجة دي

تهدجت انفاسها وهي تتذكر ليلة أمس ، حينما طالبته ولم يأتي ، اغرورقت عيناها بالدموع وبرودة صوته جعلها تلعن قلبها الغبي الذي يختار رجلا خاطئا

– طبعا ، انا .. انا كلمتك امبارح وانت مجتش

صاحت بها بتهور شديد وهي تلعن لسانها الذي اندفع دون ذرة تفكير ، لتسارع بالركض والاختباء عن وجهه الا ان يد قاسية طبعت اناملها بقسوة علي ذراعها القشدي ثم ادارتها اليه بعنف لتواجه وجها اخر غير الذي اعتادت عليه

شدها عاصي بعنف وهو يستند بذراعه الاخري علي العكاز حينما رأي غرفة فارغة ليدفعها بعنف داخله واغلق الباب بقدمه السليمة

وحوصرت الاميرة في زنزانة ساجنها

الذهول هو ما طغي علي وجهه وجد وهي تحدق بدهشة ولسان الجم من فرط الذهول وعدم التصديق ، تراجعت خطوات حينما اقترب منها والنية التي يضمرها لم تكن سليمة تماما كما رأته في عينيه

شهقت بفزع حينما ارتطم جسدها في الحائط ليميل جسد عاصي مقتربا منها مرسلا ذبذبات اصاب قلبها بالارتجاف وهي ترفع عينيها تحدق فيه والي صوته الاجش الخشن

– طبعا وانتي هتكوني فاكرة وانتي في حضنه

رفرفت باهدابها عدة مرات وأنفاسه الساخنة تلفح صفحات وجهها جعل جسدها يرتجف بشئ من … من الاثارة !!

بحياتها لم تجرب شئ كهذا مطلقا ، سمعت عنه كثيرا ، من فتيات النادي حينما يسرقن قبلتهن الأولى ؟!

هل سيقبلها بالنهاية ؟!!!!! ، امتعق وجهها بالحمرة وفغرت شفتيها لثواني من تفكيرها المنحرف ، تمتمت بارتباك شديد

– عاصي انا .. انا مش فاهمة

امسك معصمها بحدة وصورة الرجل معانقها إياها لم تنزاح ابدا من عينيه الغاضبتين ، تأوهت بألم لتهمس بتوجع

– اييي ، بتوجعني يا عاصي

رأي ملامح وجهها المتشنجة بألم ليزفر بحدة مجيبا بقسوة

– مش مشكلتي انك ناعمة زيادة عن اللزوم ، انشفي شوية

علا صوت انينها حينما ازدادت قبضته تحكما لتهمس بتوسل

– بتوجع يا عاصي ارجوك

مال نحوها هامسا بصوت حار

– ليه يا بنت الناس بتكلميني كدا

ارتفع معدل نبضات قلبها وبدأت أصابعه القاسية تتراخى شيئا فشئ لتهمس

– بكلمك ازاي

زفر بحنق وهو يضرب الجدار بجوارها لتنتفض مذعورة منه ومن الوحش الذي أصبح عليه

– ليه بتخلي الشيطان يلعب ما بينا

ابتعد خطوة عنها لتغادر رائحة عطره الممزوجة بقسوة برائحته الخاصة ، اجلت حلقها بتوتر وهي تستنكر من علمها لرائحة جسده الخاصة ، تلون وجهها من الحمرة وهي تسمع اللي نبرته الحانقة

– بتكلميني وانتي منهارة ، وانا بحالتي دي روحتلك ومكنش فيه حاجة تهمني غير اني اخدك في حضني واطبطب عليكي

تيبس جسدها من الصدمة ، واتسعت عيناها بجحوظ

ليهدر قلبها طنينا عاليا وفغرت فيها من وقع الصدمة عليها ، همست لاهثة

– عاصي

عاد يقترب .. ذلك الاقتراب المعذب والمنشود في آن واحد .. يحدق في عينيها الداكنتين برغبة خالصة جعل جسدها يرتجف من منابت رأسها إلى أخمص قدميها

لانت ساقيها كالمكرونة وحينما شعرت أن الأرض سترحب بها ، لف ذراعه على خصرها ليدعمها بجسده العضلي ، أصاب كلا جسديهما برعشة كهربائية لأول تقارب حميمي بينهما ، عيناها تنظران اليه باستسلام

وعاطفته هو ملتهبة ، حارقة .. ستحرقهما

اناملها بدون وعي تشبثت بكمي قميصه ، لتشعر بصلابة ذراعي هذا الرجل ، خفضت رأسها أرضا من فرط خجلها وتوترها لتشعر بصوته الخشن يطرب قلبها

– الاقيكي في حضن غيري ، بصيلي وردي .. كنتي في حضنه ليه

رفعت رأسها مجفلة … فغرت شفتيها بصدمة ، هل جاء أمس ؟!! ، رفرف قلبها بسعادة بالغة وهي تحدق به غير مصدقة أنه … يغار ؟!!

حاولت أن تحافظ علي ثبات ملامح وجهها لتهمس بتوتر

– عاصي ، ده وسيم اخويا

خبط بعنف على الجدار بجوارها ليجيبها بعنف خشن جعل قلبها يخشى من جنونه

– مش اخوكي ابن عمك ، مفيش اي علاقة ما بينكم

اندفعت تهز رأسها نافية

– عاصي والله مفيش حاجه ، هو طبطب عليا وبعدين مشيت ، مكنتش في حضنه طول اليوم

ارتسمت ابتسامة قاسية على شفتيه ، ليجيبها بصوت غاضب غيور

– ده علي اساس اني كنت هسيبك في حضنه طول اليوم ، والله كنت قتلتك

انتفض قلبها يدق بعنف تزامنا مع كلماته ، ابتسامة غبية تكاد تشق طريقها لثغرها وهي تهمس اسمه

– عاصي

ضغط بعنف على زندها مما جعلها تتأوه بألم ليغمغم بنبرة فاقدة للسيطرة

– مش من حقه ، مش من حق مخلوق يلمسك، انتي فاهمة

غامت عيناها وهي تلهث من فرط مشاعرها المندفعة امامها وذراعه التي كانت تدعم جسدها تركها لتشعر بسقوطها أرضا ليترك زندها سريعا لاعنا بصوت خفيض ليعيد ضم جسدها بذراعه

– انت بتغير من وسيم

لم يرد اخفض رأسه يردد لعنة من شفتيه لترفع رأسها اليه متمتمة

– بتغير عليا يا عاصي

الحاحها عليه خطر

وهو الآن يبدو فاقد الاعصاب والتعقل ، شعر بيدها تضرب ذراعه السليمة لتقول بإلحاح

– رد عليا وقولي انت بتغير عليا

انفجر هادرا في وجهها بحدة جعلتها تشهق بذعر

– ايوا بتزفت بغير عليكي

لعن تسرعه وهو يترك ذراعه التي تضم خصرها النحيل ، لعن تهوره الذي بات خصلة جديدة كحال غضبه خلال قربها ، صاح بحدة ووعيد

– خليكي انسه محترمة لحد لما اشوفك ، واوعي  دكر يقرب منك ولا هقتلك إنت وهو

رشقها بسهام قاتلة استقبلتها هي بعينين متسعتين بجحوظ … انزلق جسدها تزامنا مع مغادرته للغرفة لترتسم ابتسامة بلهاء على شفتيها … دمعت عيناها وهي تكتم شهقتها مرددة

– عاصي اتجن

*****

تتحرك شادية جيئة وذهابا لتجهيز حفلة خطوبة لأسم رجل اعمال لامع من ابنة لاعب كرة ، تعلم ان المساء سيكون ملئ بالمدعوين و بالاسامي الشهيرة على الناحية الكروية والناحية الاقتصادية من رجال أعمال ، زفرت وهي تحاول ان تنهك نفسها انهاكا في العمل لتتخلص من شبح صورة الايطالي ، وصورة معاذ

معاذ الذي عاد كمرض عضال يقتات منها ، عضت باطن خدها وهي تحاول عبثا نسيناه ورفض اتصالاته المكررة ليستسلم في اليومين السابقين وهدأ قلقها منه لفترة ، وشكرت تلك الأيام التي لم يحاول سرمد الاتصال بها بعد ذلك اليوم

صاحت بصوت مرتفع وعينيها علي لوحة ضخمة من الورد قرر العريس أن يضعها خلفية لمقعدهما

–  طلعها فوق … كمان ، طلع يا محمود مش هنقضي طول النهار فيه البتاع ده

التفت المدعو محمود بيأس وهو يقول

– تمام كدا يا استاذة

زفرت بيأس لتصيح بصرامة شديدة

– ميلتها يا محمود .. مصطفى

انتبه مصطفي المار بجوارها لتصيح بلهجة آمرة

– روح ساعده وسيب اللي في ايدك

توجه مصطفي لمساعده محمود في ضبط اللوحة .. عادت تلقي أوامرها وتضبيط الزاويا وحينما اعتدلت زوايا اللوحة ، تنفست براحه وهي تمتم

– تمام يا رجالة ، ارجع لشغلك يا مصطفي

هز مصطفي رأسه دون كلمة وهو يعود إلى عمله ، هبط محمود من السلم واقترب منها قائلا

– تؤمريني بحاجة يا استاذة شادية

هزت رأسها نافية متمتمة

– تمام يا محمود ، تقدر تروح تشوف باقي شغلك

بحثت بعينيها عن مساعدتها لتجدها تشرف على تنظيم الطاولات واسامي المدعوين علي كل طاولة مع الندل الخاصين بالفندق .. اقتربت منها قائلة

– نجوى

رفعت نجوي رأسها نحوها ثم ماعادت تطلب منهم الانتظار لتقترب من ربة عملها قائلة

– نعم

مسدت شادية عنقها لتقول

– تابعي الشغل يا نجوي ، انا خمس دقايق وهرجع تاني

هزت نجوي رأيها لتعود الي عملها مشرفة علي العاملين ، توجهت شادية نحو أقرب استراحة للسيدات لتنعش وجهها قبل ان تتابع عملها من مراجعة قائمة المدعوين ، وأطباق الطعام ، واختبار الإضاءة والمكبرات الصوتية و….الخ .

يكاد ينفجر رأسها من فرط الشغل الذي ستبذله ، واعصابها على وشك الخروج عن السيطرة ، زفرت بحدة وهي تفتح باب الاستراحة لتسند بجسدها على الحائط ملتقطة أنفاسها ، أغمضت جفنيها وهي تدلك صدغها لتشعر بوجود شخص اخر معها في الاستراحة ، كادت تتحرك وهي تفتح جفنيها إلا أن رائحة عطر محفوظة عن ظهر قلب جعل خلايا عقلها تتجمد .. ذراع غليظة امسكتها من مرفقها جعلت شفتيها تخرجان شهقة ألم

-اااااه

فتحت جفنيها وأسوأ كوابيسها تحدث أمام مرآي عينيها ، ازدردت ريقها بتوتر واختلاءه به يهدد من سلامها النفسي

عاد الكابوس مرة اخرى

لكن تلك مرة حقيقة وليس من محض خيالها ، كشف معاذ عن اسنانه الذئبية وانفه يشم رائحة الخوف بنشوة كما اعتاد في السابق

-ورجعنا نتقابل تاني يا شادية ، الدخلة دي مفكرتكيش بحاجة كدا قديمة

استفز كل عصبة داخل جسدها وهي تحدق به لاهثة الانفاس ، خائرة القوى ، بائسة الحيلة .. يجيد دائما كلماته ويلعب على وتر حساس ظنت نسته

اقترب وبدأ الجسد يتفاعل بنفور كحال اختلاءاته بها الماضية ، دحض مقاومتها وهو يدفع كلتا ذراعيها فوق رأسها لتتأوه بألم وهي يغمغم بنبرة ماكرة

-بسترجع الذكريات معاكي يا شادية ، كانت من احلى الذكريات

مرر عينيه نحو مفاتن جسدها بشهوة ، يحاول تذكر ملمس جسدها المغري أسفل يديه كما السابق بيده الأخرى الحرة مرر بها من منابت رأسها لتهز رأسها يمينا ويسارا و نبضات قلبها تضخ بعنف .. زمجرت شادية بوحشية وهي تري افتتانه نحو جسدها لتدق بكعب حذائها على قدمه بغضب ادى الى افلات يدها وهو يصدر صراخ مؤلم .. تراجعت عدة خطوات للخلف لتصرخ في وجهه هادرة

-انا مش قولتلك مش عايزة اشوف وشك نهائي ، دخلت هنا ازاي

سحق شفته السفلي متغلبا على ألم قدمه ، ليرفع رأسه متمتما

– انتي كده هتخليني ازعل وانا بشوفك بتقللي من مصادر نفوذي في المكان

أصدر تأوه خافت وضربها لقدمه بتلك القسوة لم يتوقعها منها مطلقا ، بل كانت القطة التي أمامه أضعف مما هي عليه الآن

كان جسدها يرتجف ، كحال عذراء لأول مرة تختبر تفحص رجل مثله متحسسا حنايا جسدها .. شفتيه طبعت علامة ملكية لشفتيها الذي يثرثر بحلاوة وشوقه لها أضناه

جسده يستغيث

وانامله أشتاقت للمس نعومة جلدها

وأنفه اشتاق لرائحة جسدها

تمتم بنبرة ساخرة

– بقيتي شرسة يا بيبي

لكن يبدو أنه لم يعتاد علي الخسارة وأمام أنثي ضعيفة

صاحت شادية بحدة هي تنظر اليه ببعض التوجس

-ابعد عني

زين ابتسامة لعوب على شفتيه ليهمس بأسف

-ياخسارة افتكرتك مشتقالي زي ما كنت متوقع

اتسعت عيناها وهي تشد من قامتها تجبرقدماها على عدم التحرك لتمتم بتقزز

-قولتلك اليوم اللي بفتكرك فيه بفضل ألعنك فيه

لفها بنظرة جائعة .. نهمة ، جعل جميع فرائصها ترتجف نفورا ليكشف عن بشاعة وجهه أسفل ثيابه المهندمة

– اتغيرتي اووي يا بيبي ، اتغيرتي وخسيتي جدا عن زمان ، كنتي زمان كدا تخلي جسم الواحد يقيد نار

قالها وهو يعض على شفته السفلى بحسية جعلت الشياطين تتراقص بداخلها بجنون ، احتدت أنفاسها وهي تقترب منه لتصفع وجهه قائلة بجنون

– لا انت ولا غيرك  يتكلم بقذارة عني

عيناها تتقدان بكراهية وجنون وعيناه تحدقان بها بصدمة ليرى أمامه لبؤة شراسة تكاد تفتك به

-واياك .. اياك تقرب مني تاني ، والا قسما بالله هعمل محضر وهخلي الدنيا كلها تشوف قذارتك

صاحت بها بلهجة محذرة وجميع جسدها ينتفض نازعة رداء الهوان والضعف اللذان أضاعا حياتها سابقا ، مرر معاذ أنامله على موضع صفعتها ليتمتم بنبرة ماكرة

– بقينا نخربش جامد ، بس يا تري بقي الخربشات دي عشان وسخ غيري قرب منك يا بيبي

اقترب وهو يعلن سادية رجل على أنثي .. يقترب منها يلمسها وهي تنفر منه

تصرخ طالبة للنجدة لكن ما من مجيب ، والمستمع تم رشوته من قبله

جذب خصلات شعرها بقسوة لتأن بألم وجسدها يرفض الاستسلام والإذعان لسطوته

آنت وآن معها قلبها حينما دفن وجهه في عنقها ملتمسا نعومته ليغمغم بنبرة أجشة

-خلصتي على المنتجات المحلية ، قررتي تروحي للأوربية يا شادية

دمعت عيناها وكونها مقيدة منه وانفاسه القذرة تنتهك جسدها ، صاحت بحدة وهي تحاول ان تتخلص من حصاره  دون أدنى جدوى

سيظل هو الأقوي منها ، وهي ضعيفة

-انت بتقول ايه يا مجنون انت

ملمس جيدها مغرى كحال بقية جسدها ، شفتيه تلمسان وانامله تعيد قياس وزنها المفقود متمتما بحدة

– متعمليش نفسك عبيطة ، اللي شوفتك معاه في الكافية ، فجأة قررتي تاخدي واحد مختلف عني كليا قوليلي لو فيا حاجه مضايقاكي من شكلي اغيرها ، وليه تروحي للغريب يا بيبي وانا موجود واقدر انافسه كمان

أطلق صراخا مؤلما ما إن مال بوجهه لتعض خده بأسنانها ليبتعد عنها عدة خطوات ناظرا اليها بعدم تصديق وهو يمرر يده عند موضع عضتها وهي تجيبه بحدة

– انت مش مستوعب ليه اصلا ان انا مش هرجعلك ولو على جثتي

ارتسمت ابتسامة ذئبية وأعجبته تلك اللبؤة التى أصبحت عليها ليقول

– ما انتي عندك طريقين يا بيبي ، يا اما تخليني المسك والناس تباركلنا على جوازتنا ويا اما هلمسك برضو ووقتها مفيش غيري انا وانتي بس اللي نعرف السر ده

تعثرت فى خطواتها وهى تحدق به بجحوظ ، فغرت فاها وهى تهز رأسها نافية ما يقوله

لكن نظرة عينيه المهددة وكلماته السامة لم يكن تهديدا ، بل سيعيد إفساد حياتها كالسابق

صاح بلهجة بها نبرة تهديد لا يمكن إنكاره

– واللي مصحباه ده ابعدي عنه احسنلك ، صدقيني هأذيه لو فكر يلمس شعرة منك

انهى جملته وهو يحدق بها برغبة جعل جسدها يقشعر ولسانها شل عن الحركة ، تركها وغادر لتبقى وحيدة بين اربعة جدران .. مع صراع بين الماضى والحاضر

المستقبل يقف ناظرا لها بسخرية ، ما خشت منه حدث .. توجهت نحو المغسلة بصمت وملامح وجه واجمة  تنعش وجهها ثم سحبت مناديل ورقية مجففة لتطالع وجهها نحو المرآة

نكست رأسها وهي تعدل من خصلات شعرها ، لتبلل يدها تمسح آثار عطره على جيدها ، مالت بأنفها تتأكد من إزالة رائحته لتزفر بحدة

طالعت صورتها من المرآة العاكسة يمينا ويسارا متعجبة من سر افتتانهم العجيب بجسدها ، لقد ولى زمن الضعف

الجميع يلعبون دون أن يتركوا لها مساحة للعب ، ابتسمت بسخرية وهى تتوجه خارجا لتمر عينيها نحو عامل النظافة الذي يمسح الأرضية لترمقه بنظرات غاضبة ليشيح الرجل رأسه ، لا تصدق أنه تم رشوته وبقى صامتا دون أن يقدم يد المساعدة

زاد حقدها وانتقامها له وهي مندفعة خارج الفندق ، كرهت الجميع هنا ، بل كرهت بقائها فى ذلك الفندق .. استمعت إلى نداء نجوى الملح

– شادية

جزت على أسنانها غاضبة ونجوى تكرر نداءها مرارا

-شادية

ارتدت شادية على عقبيها قائلة بنفاذ صبر

-خير يا نجوى

تطلعت نجوى بقلق الى ملامح وجهها لتمتم

– انتي مش هتابعي الشغل ولا ايه

هزت رأسها نافية لتقول بحدة

– انا تعبانة ، تابعي انتي الشعل ولو حد سأل عني قوليله تعبانة بقي او ماتت .. اللي يجي علي لسانك

اتسعت عينا نجوى دهشة من تغييرها المفاجئ لتنادى اسمها  مستنكرة ما قالته

-شادية

اشاحت شادية رأسها متمتمة

– نتكلم بعدين يا نجوي ، بعدين

دقت شادية بعنف على الارضية المصقولة لتفتح باب سيارتها وتتخش مقعد السائق ، زفرته عدة مرات محاولة التحكم فى أعصابها

لن تبكى

لن تبكى

ظلت ترددها مرارا حتى أستطاعت أن لا تنهار خارجيا على الأقل ، أدارت المفتاح وانطلقت بسيارتها وداخلها عزيمة على تغير جميع قوانين اللعبة ، تلك المرة هى من ستضع القوانين وستخطو بسلاح الكنز الذى يلهثون خلفه ..

لمعت عيناها وهى تفكر كيف ستسقط عصفورين بحجر واحد !!!

******

أيام قضتها وهي تخشى أن يأتي لمخبئها

أيام وأعصابها أتلفت تماما وكل ليلة تحلم بكابوس

إما بقتلها أو يتفنن بتعذيب جسدها كما تفنن بتعذيب روحها ، إلى متى الاختباء؟

متى ستتخلص من خوفها الذي يقتات من شخصيتها الوليدة

فرح الجديدة ، التي لن تعيد تجربة الحب وأعتزلته مكتفية بآلالامة

فما عاد جسدها يتحمل

وما عاد قلبها مكانا ليشغله شخص أخر .. لقد استحوذ عليها كاملا

دمعة فلتت وهي تمسحها بعنف ، لتنتفض من سبات … سبات عميق ظنت أنها لن تفيق منه !!

المال .. قوة

والجمال .. سلاح فتاك

تمتلك قدر من الجمال علمته من أعين الرجال  ، ستستغل ذلك الجمال الظاهري لتحصل على قوة المال

المال هو مفتاحها السحري لغلق دفترها وفتح دفتر جديد باحثة عن سلام نفسي بعد سلسلة معارك متتالية انتهت بهزيمتها بجدارة مؤلمة

سلسلة انتصارات زادت من فخره الذكوري ، وهي الأنثى الخاضعة ، المستسلمة دائما .. رضت بالأسر !!

افاقت من غيبوبتها لتعود علي أرض الواقع وصوت رجولي يصيح بصوت مرتفع

-ستووووب

عينيها تنظران بتيه شديد والاضواذ الساطعة عمتها عن النظر ، هل هي الموضوعة داخل بؤرة ؟ أم ما عاد شخص يلتفت لها بعد فضائحها المستمرة في ذلك المجال بسبب زوجها وما سببه في رئيسهم ..

مدت يدها الى وجنتيها ، شهقت ما ان شعرت بسائل دافئ ينساب من مقلتيها ؟ هل لتلك الدرجة لم تشعر وهي تبكي أمان التصوير ؟!

سارعت بالركض أو الهرولة نحو حجرتها لتختبئ عن أعين الجميع ، ما الذي دهاها ؟ أين القوة التي ظلت تتسلح بها ؟ ، دفنت وجهها بين راحتي يديها باكية علي حظها العثر

نقرات علي باب الغرفة تبعها دخول ناجي الذي اقترب منها صائحا بنبرة مهتمة

– مالك يا فرح

رفعت وجهها وهي تحدق فيه ، أذت هذا الرجل كثيرا .. كثيرا ومع ذلك ما زال مهتم

لن تكون ساذجة تلك المرة وهي تري اهتمامه الحثيث بها ، بل وموافقته ما إن أخبرته عن رغبتها في العودة للعمل ضاربا بكل شئ في عرض الحائط

جيهان لم تملك سلطة لمنعها ، بل أخبرتها أن تتريث ، لا يصح أن تعود لساحة القتال وجروحها لم تبرأ بعد !!!

الي متي الاختباء منه ؟ الى متى ؟

وقد صار يزور كوابيسها ويزعزع الثبات المتبقي منها ، تنهدت وهي تمسح دموعها باناملها قائلة بسخرية

– مفيش ، بفكر بس

اقترب ناجي ساحبا مقعدا ليجلس في مقابلتها وهو يحدق بها ببعض الأسف لما وصلت له

– في حياتك ؟

تنهدت وهي تخرج نفسا عميقا محاولة البعد عن المسار الذي تفكر به لتمتم

– ناجي .. انا اسفه اني ورطتك في مشكلتي .. صدقني بحاول مأذيش حد لما بطلب من المساعدة لكن انا

شهقت وهي تعيد تنكس رأسها لتجهش في البكاء وناجي يقترب مرتبكا هامسا

– متشغليش بالك مني ، اهم حاجه انتي عايزة ايه

عن ماذا تبحث .. ؟

أجابته بسخرية مريرة

– بدور على القوة والسلطة ، وده مش هيحصل غير لما يكون معايا فلوس

عبس وهو يتذكر في الصباح حينما جاءت الي الشركة بشعر مستعار أشقر وملامح زينة صارخة ، أخبرها أن لا تلفت الانتباه بمجيئها لكن يبدو أنها حصلت على اهتمام كافي من الجميع .. يعلم أن زوجها زرع جواسيس في شركته ، وإن فلتت تلك المرة في المرة الثانية سيكون مترصدا لها !!

سألها بهدوء وعينيه تمران على ملامح وجهها الشاحبة

– وقوتك انتي الداخلية

ارتسمت ابتسامة باردة على شفتيها لتجيبه

– صعب الحطام يتبني من جديد

جادلها بهدوء

– بس تقدري تبني شخصية جديدة

رفعت اصبع السبابة مشيرة نحو نفسها

 -شخصية غير شخصيتي زي دي ، انا لو رجع بيا الزمن 3 سنين و حد قالي هشتغل موديل اعلانات كنت هرفض وهقول عليه مجنون ، بس لما دخل حياتي شقلبها ومبقتش عارفة ايه الصح من الغلط

عادت أعصابها تتلف ، وأن يقتحم باب الغرفة بات وشيكًا .. انتفض جسدها من سؤاله

– انتي لسه خايفة منه

هي تخشى تهوره ، و انفلات أعصابه ، تعلم انه لن يكون نضال الذي تركته ، بل شخص آخر معبأة بالغضب والكراهية .. مررت أناملها في خصلات شعرها متمتمة

– مش خايفه منه ، خايفة ممكن يعمل ايه عشان يوصلني ، وانا مش هقدر افضل مستخبية كل الوقت ده واعرضك انت وجيهان لغضبه، بس هو مجرد وقت .. وقت عشان اقدر اطالب بحقي

تنفست بهدر وهي تمتم بحرقة

– حق اللي كسرهولي وانا عبيطة ومغفلة كنت بضيع من كرامتي وهو بكل دناءة منه سخر من حبي اللي كنت بقدمهوله على كف أيدي ، شايفني مش كافية كفاية قدامه مثلا

الدموع تهبط منها بدون وعي لتبكي بقهر وهي تنكس رأسها وجسدها ينتفض بين كل فينة وأخرى .. اقترب ناجي وهو يتمتم بقلق

– فرح

اندفع قلبها يبكي ، والدموع لا سبيل لها من التوقف لتنتفض باكية بحرقة

– يقولي انا مش معترف بالحب وهو كدااااب ، لمسته وعينيه كانت بتقول بعكس دا ، بس انا ايه اللي يخليني استحمل شخص زي ده ، معندهوش مشكلة انه يمد ايده عليا ، انا تعبت وعايزة ارتاح ، مش عايزة اعيش في الجنون ده تاني

جثي ناجي علي ركبتيه وهو يدقق في ملامحها الشاحبة ليزفر بحنق وهو يلعنه ليمد يده بنية سليمة

– أهدي

انتفض جسدها بنفور شديد وهي تستقيم من مقعدها صائحة بعنف

– متلمسنيش

صوتها آمر

نبرة صوتها مشبعة بالغضب والانفجار

نظرات عيناها زائغة ، مشتتة .. يشع منهما تصميم ، تراجع ناجي خطوة مرددا

– حاضر ، انا اسف

ضمت فرح ذراعيها حول جسدها مدمدمة

– مكنش المفروض تسمع اللي قولته

تحاول نحر ذلك البرد الذي هز اطرافها ، اصطكت أسنانه وهي ترمقه بشرز .. تراه ليس بصورة ذلك الملاك كما تتخيل ، بل ذئب .. ذئب يظهر لطافته حتى تقع فريسته في المصيدة ليفترسها

– صدقيني انا مش عدو ليكى

قالها ناجي محاولا مد رابط ثقة بينهما الا ان نظراتها الشزرة جعلته يعقد جبينه وهو يسمعها تمتم

– علمني افقد ثقتي قدام اللي بيديلي ايده ، بيقولي مفيش حد بيساعد حد بدون ما يكون عايز حاجه في المقابل

تصلب جسدها وهي تنظر اليه محاولة معرفة الرجل امامها لتسأله بنبرة باردة

– انت عايز ايه مني

قلب عيناه وهو ينظر اليها بنظرة جعلت جسدها يرتجف من رأسها لأخمص قدمها ليقول

– تتطلقي منه

******

بين كل  الفينة والأخرى عيناه تحدقان نحو البوابة الحديدية الضخمة ، خلف أسوار هذا القصر تقبع برتقاليته المتمردة ، العاصية لأوامره

تنهد زافرا بحرارة وهو يرتشف مشروبه من كوبه الحراري ليرفع انظاره مرة أخرى نحوها .. اخفض ناظريه نحو ساعة يده ، وسؤال يلح عليه

هل ستأتي ، أخبرها بالموعد وأرسل لها كافة المتعلقات لرحلته القصيرة ، لولا فقط أنه لعمل لقضي في مخيم من المخيمات التي يقيمونها للرحلة ..

انتبه على صوت غسان الذي قال بمكر

– هل يمكن أن تهدأ قليلا ، لا أعلم انك ترتبك وكل ذلك بسببها

تأفف نازقا ، وبدي مجيئه معه للرحلة خاطئا ، بل هو نفسه بوجوده خاطئ في ذلك المكان والوقت بالتحديد ، بدأ يشعر بالندم كونه بئر اسراره سرعان تلك الاسرار تتسرب لوالدته ، ذلك اللعين المفشي لأسراره و المستفز لأعصابه ، صاح هادرا في وجهه

– اصمت يا غبي اصمت

ارخي غسان جذعه على بدن الميكروباص السياحي ليتمتم ببرود

– ان كنت جدي معها لتلك الدرجة صارحها اليوم ، واخبرها ألا تقلق منك

حدجه سرمد بنظره قاتلة ليتمتم بعدها بحدة

– اخبرها بتلك الجملة اللعينة مرارا وتكرارا الا انها .. اللعنة

قاطعهم صوت انثوي يصيح بمرح

– صباح الخير

رفع غسان عينيه ليرى جيهان وهي مرتدية تيشرت ابيض قطني ملتصق بجذعها وأسفله سروال رياضي أسود مع حذاء رياضي أبيض ، كاد غسان يطلق صفير إعجاب ليعتدل بجذعه مقتربا من صديقه قائلا بمكر

– وهل شقيقتها عزباء ؟

رمقه سرمد بتسلية واضحة ليغمغم

– لديها دب اشقر

امتعضت ملامح غسان مشمئزا

– ما هذا القرف

طالعتهما جيهان بحنق شديد وهي تراهم يثرثران باللغة الأيطالية لترفع نظارة عينيها فوق رأسها وصاحت بحدة

– ليس من آداب الحديث أن تتركاني هكذا وتتحدثان بلغتكم

التمعت التسلية في عيني غسان ليتمتم

– نعتذر يا جميلة

رفعت حاجبا شريرا لتمتم بالانجليزية قائلة

– هيا لنتحرك .. لا أريد أن أفوت لحظة هناك

توجهت جيهان نحو الميكروباص ليتمتم سرمد قائلا

– انتظري

عبست جيهان و قطبت جبينها متمتمة

– ماذا

التفت سرمد نحو صديقه الذي تتسلي من حدقتيه التسلية ليخاطب صديقه قائلا

– اشعر انها ستأتي

عاد سرمد يحدق في البوابة المغلقة بأمل ، الدقيقة التي تمر كادت تدمر أعصابه المتلفة من الأساس .. ابتهجت ملامح وجهه ما إن استمع إلى صوت فتح  الباب الحديدي ، هب نسيم الصباح وملامح وجهها الصبوح يشرق بأبتسامة لم تمر علي شفتيها قط

حدق بها سرمد بافتتان شديد ويكاد يمد يده للاقتراب منها ، متأملا ملامح وجهها الناعم وخصلات شعرها …. هل أطلقت خصلات شعرها ؟؟؟!!!

اقتربت شادية بتيشرت قطني وردي أسفله بنطال جينز متسع قليلا نحوهم وهي تحيهم قائلة

– صباح الخير

أطلق غسان صفير آعجاب جعل وجنتي شادية تتوردان خجلا ليصيح غسان بالايطالية

– هذا هو الوجه الصبوح الذي أريد أن أصبح به كل نهار ، يا حظك يا *****

لعنه سرمد ليقترب منها بتجهم قائلا بصوت خشن

– ماهذا؟

ارتدت شادية خطوة للخلف رافعة رأسها تستنكر ملامح وجهه الإجرامية والغضب البادية على وجهه لتمتم بتعجب

– ماذا سرمد؟

حدجها بنظرة مميتة جعلها تزدري ريقها ليصيح بصوت أجش آمر

– اربطي شعرك

رفعت خصلة متمردة عن وجهها لتجيبه بميوعة أم هو يتخيل ؟!

– لكننا ما زلنا في الصباح

وهل هو سيدع الرائح والغادي يتغزلن في شعرها ومفاتن جسدها البادية من التيشرت القطني الوردي الذي لاق .. لاق بدرجة فاتنة من بشرتها السمراء

– اربطي شعرك كما اراه كل مرة ، حذاري ان ينفلت منك

قالها بغضب وعينيه ترسلان رسائل خطرة جعل شادية لم تثأر كما اعتادت

ولم تغضب بل صاحت بعبوس

– هل تتحكم بي سرمد؟

لفها بنظرة حارقة جعل الدم يندفع التي أوردتها ، خفضت نظراتها عن مرمى عينيه الثاقبتين وهو يجيبها بنبرة خشنة

– لا تعلمين ماذا تحديدا أريد التحكم به

ارتعد جسدها فور كلماته الوقحة ، مالت تجمع خصلات شعرها في كعكة متراخية لتخطف بجرأة كبيرة من حقيبة ظهره قبعة لتضعها علي رأسها وهي تواجه بجرأة جعل حاجبيه ترتفعان بدهشة ثم ما لمعت عيناه بحرارة شديدة وهو يرى قد انثاه ، عض نواجذه بغضب وهو يشيح فورة الغيرة كي لا يفسد صباحهم وخصوصا شادياااه الجديدة التي أمامه .. توجه نحو الميكروباص متحدثا مع غسان .. اقتربت جيهان وهي تراقب شقيقتها المختلفة

بل الجديدة كليا عن التي تعلمها ، لتسألها قائلة بعبوس

– مقولتيش انك هتيجي

صدر صوت خشن مقتربا منهما بعد أن أغلق بوابته التي تقابل بوابة منزلهما

– اتأخرت يا شادية

اشرقت ملامح شادية وهي تجيبه بهدوء

– لا يا وسيم جيت في وقتك

مال وسيم يحدق في ثياب شادية ليتمتم بإعجاب

– بس ايه الجمال ده علي الصبح ، مكنتش اعرف ان القمر بيطلع في الصبح

قلبت جيهان عينيها بملل ووصلتها رسالته الواضحة بالتجاهل إلا أنها اندفعت تصيح بقرف

– ايه المعاكسة البلدي دي يا وسيم ، دول بطلوها من ايام الثورة ، طلعت مغازل فاشل

حك وسيم طرف ذقنه بإبهامه ليجيبها بنبرة ماكرة

 – تحب تشوفي المغازل بيعمل ايه

هزت شادية رأسها بيأس  وهي تبتعد عنهما لتتفاجئ بوجوده امامها وهو يتمتم بلهجة قاسية

– ماذا يقول ؟

ألن تنتهي غيرته المحببة والمنعشة لأنوثتها ، أهدته ارق ابتسامة على شفتيها وهي تجيبه بهدوء تعدل من حقيبة ظهرها

– لا شئ  ، اخبرته ان ياتي معي ، لن تحدث مشكلة إن أتى صحيح ؟

تأملته مليا وبعض الأمل ألا يردها خائبة ، زفر سرمد بحنق ثم تمتم بجفاء

– سنتأخر هيا

سارت بجواره وهي تسأله بفضول

– الى اين سنذهب ؟

اجابها بهدوء وعينيه تتأملان كهرمانية عينيها المشبعة بالفضول

 – جنوب سيناء وبالتحديد  وادي الوشواش

سارت ثم توقفت وهي تهمس بقلق

– لكن سرمد أنا واختي لن نبيت هناك

اندفعت جيهان تصيح بحنق وهي تسبقها ناحية الميكروباص

– شادية ، متبقيش مفسدة للمتعة

التفت شادية ناحية سرمد بعبوس ليجيبها مطمئنا

– جئنا للتصوير لا تقلقي ، وفرصة لك لزيارة مكان جديد

ارتسمت ابتسامة ظفر على شفتيها لتلتفت ناحية شقيقها بمكر لتصيح جيهان بحدة

– مفسدة للمتعة

لاعبت شادية حاجبيها قائلة

– اخرسي

اقترب غسان بمكر ولكزه من خاصرته قائلا

– لقد استدرجت الفتاة يا حقير

هز سرمد رأسه بيأس وهو يري الجميع داخل الميكروباص ليفتح باب المجاور للسائق قائلا

– لا اعلم لما جلبتك معي

تمتم غسان بمكر وهو يصعد في الخلف

-ببساطة انا من سأقلك لفندقك

زفر سرمد رأسه يائسا ليأمر السائق بالانطلاق وهو يفتح حقيبته ليرفع عينيه نحو السارقة التي سرقت قبعته الخاصة ليجدها ترتسم ابتسامة هادئة علي شفتيها وهي تتلاعب بهاتفها ، اخفض ناظريه وهو يتمني ألا تكون تلك من نوباتها المفاجئة لأنه لن يمرها علي خير مطلقا !!

******

في قصر المالكي ،،

اندفع لؤي بدون كلمة نحو غرفته يجر جسد اسيا حرفيا بعد أن ضاق به الأرض ذرعا من تصرفاتها الطائشة ،دفعها دفعا وكادت تهوي ساقطة لولا أنها في تحكمت في توازنها وهي تصيح في وجهه صارخة بحدة

– ممكن اعرف ايه اخر الجر ده

ملامحها وحشية شرسة

وزرقاوة عينيها تلمعان بخطر ، جعل لؤي يصيح بنفاذ صبر

– اسمعي بقي يا آسيا

طالعته اسيا ببرود قائلة وهي تعقد ذراعيها علي صدرها

– يا نعم ، اشجيني

ألقي نظرة بعينيه في المكان  حوله قائلا بصرامة

– شايفة الاوضة دي ، رجلك مش هتعتب برا تاني

لاح الاستنكار علي معالم وجهها الفاتن لتصرخ قائلة بجنون

– وانت جاي هنا عشان تحبسني

هو يتحمل منها جنونها وألمها

لكن حينما يمس الأمر لعائلته فـ هو خط أحمر

تحمل منها كلماتها الساخرة والمهينة حينما جلبها هنا في اليوم الأول علي حين غرة ، لكن عودته مع جده من المشفى ولم يسلم فرد من لسانها السليط حتى طال الأمر الذي الصغيرة .. فـ كفي !!!

انفجر صائحا بحدة وهو يدفعها بجسدها نحو الفراش لتجلس عليه

– كنت فاكر انك عاقلة مش مجنونة وغبية كمان

لمعت عيناها بجنون وبدت ملامحها أقرب لحالة في مصحة نفسية لتهب من جلوسها صائحة

– انا مجنونة

عاد مكررا الكلمة بحدة واحتدت عينيه المظلمتين بالخطر

– مجنونة وغبية كمان

رغم الأسلم لها اتخاذ الوجه الناعم وأساليب أنثوية إلا أنها غمغمت بجنون

– طب حاسب كلامك ده عشان…

صاح مخرسا إياها بقوة

– اخرسي

الجمت آسيا لسانها الصمت وهي تسمع تقريعه

– صوتك هيعلا يا آسيا قسما بالله ما هخليكي تنطقي ، هكتم صوتك ده نهائي

بل يهدد الهركليز خاصتها ، وكل هذا بسبب الفأرة دون أي ملامح أنوثة لمعت عيناها بخبث وهي تقترب منه تلف يديها حول عنقه

– ويا تري هتكتم صوتي من انهي اتجاه بطريقتي ولا طريقة تانية

حرر ذراعها حول عنقه وهو يتأملها مليًا ، غير مصدقا أن الكره أعمالها لدرجة أنها أخلفت بوعدها ويبدو حبهما غير كافيا للنسيان والصفح !!

عادت تستخدم أساليب أنثوية رخيصة ليصيح لؤي بحدة

– نفسي عافتك للأسف

حدقت به بعدم فهم لتسأله

– يعني ايه

ارتسمت ابتسامة قاسية علي شفتيه وهو يجيبها ببرود

– هتقعدي لوحدك في السرير ، لو كنتي عاقلة بصحيح مكنتش هببتي اللي عملتيه في المستشفى لا وبتكملي جنونك في البيت

دبت بقدمها على الأرضية لتصيح بانفجار

– وهو مين اللي جابني هنا ، انا ولا انت .. لا شوفني وانا بكلمك هنا

تهدجت أنفاسها وهي تحدق به بجنون جاذبة اياه ليواجهها

– لا يا حبيبي ما هو مش تجرني لبيتك وتجبرني اشوف عيلتك واحترمهم ، انت عارف اني مش طايقة حد ، ودي مشكلتك انت وحلها ، مش تقرب الزيت جنب النار وفي الاخر تقول يا ريتني ما قربت

لم يكلف نفسا ليرد عليها بل تمتم بجمود

– كلامك مع عيلتي ممنوع

دفعت جسده إلا أنه لم يتحرك مقدار انشا ، صاحت بجفاء

– لا انت لطالما هتمنعنى ، مشيني من هنا ، انا لا يشرفني وجودي هنا ولا اي نيلة علي دماغكم ده انتو عيلة *****

ثم ما حدث بعدها شل أطراف جسدها وهي ترفع اناملها لتلمس موضع لطمته علي وجهها

هل تجرأ لدرجة يمد يده عليها ، تجمعت الدموع في حدقتيها وهي ترفع وجهها تتأمله بعدم تصديق هامسة

– لؤي

حاولت رؤية الندم في ملامح وجهه القاسية إلا أنها لم تجد شيئا ، صاح قائلا بجفاف شديد

– تكوني زوجة محترمة مطيعة ، ومحدش يسمعلها صوت

ترقرقت الدموع من مآقيها لترتسم ابتسامة مميتة على شفتيها قائلة

– انت جاي تستفزني بقا

عينيه مرت علي خدها الذي صفعه ليضم قبضة يده بعنف، جميع جنونها وغيرتها يستطيع أن يتحمله إلا كلمة تمسه هو شخصيا .. أجاب بجفاء شديد

– بحب اعلمك بطريقتي

تمتمت بقسوة

– مش هتستفيد حاجة على فكرة

لم يلقي بالا بالرد ، اغلق باب الغرفة خلفه لتمسك بمزهرية وألقتها بقوة على الباب المغلق صارخا بقهر

– الحيوان

شهقت بألم ثم انسدلت الدموع من عينيها ممرة اناملها على موضع صفعته ، الحقير .. تجرأ بجسده العضلي الضخم ومد يده عليها ، سحقت شفتها السفلي بعنف شديد حتى أدمته ، مسحت دموعها بعنف لتتجه نحو الفراش وصفعته تلك ستردها له غاليا .

*****

قضت جيهان تعد الساعات حتى يصلا إلى دهب قبل أن يتحركا منه إلى وادي الوشواش .. رغم امتعاضها كون ان معظم الوقت سيقضونه في السيارة إلا أن سرمد أخبرها ، أنه لن يزيد عن مكوثه في الوادي سوي ساعتين تصوير … عادت تنظر نحو هاتفها وهي تحاول احصاء معلومات أكثر عن المكان .. لطالما كان خوفها من السباحة سبب من أسباب كثيرة جعلتها تمتنع من اقتراب أي منطقة بها مياة ، لكن الجراءة اليوم عالية وخصوصا ان شقيقتها بجوارها التي لا يبدو عليها أي معالم انهماك ، بل عينيها تحدقان بشغف من النافذة … تأففت جيهان بضجر لولا وجودها أساسي لما قدمت اليوم !!

توقف الميكروباص أمام فندق معين لتتسع عيناها فرحا لكن سرعان ما امتعضت ملامحها حينما استمعت إلى أنهم سيقضوا المسافة المتبقية من خلال سيارتين جيب ..

السيارة الأولي اتخذها سرمد وصديقه والثانية اخذتها هي وشقيقتها والبارد وسيم الذي قضى مسافته الثانية يتحدث مع شقيقتها بل يلتقطان العديد من الصور ثم تصوير مقاطع فيديو .. وضعت سماعات هاتفها واتخذت الصمت وهي تحدق في الجبال بعيون شاردة تماما .. متمنية أن لا تجلس تلك المرة ست ساعات في السيارة !!!

ارتسمت ابتسامة ناعمة علي شفتي شادية وهي تمد عنقها لتنظر الي الجبال ، انتبهت من وجود طائرة الدرون الخاصة بسرمد لتتسع ابتسامتها وهي تري طائرته تتبعهما تحديدا اشرأبت بعنقها وهي ترفع بصرها باتجاه مرمى الطائرة لترفع يدها علامة للتحية ثم عادت تجلس في مقعدها وهي تتبع مسار طائرته .. هزت رأسها مستنكرة ما تقوم بفعله ، لكن دافع خبيث يخبرها أن ما تفعله ليس خاطئا ..

توقفت السيارتان بعد مسافة طويلة للوصول الى المكان المنشود ، اندفعت جيهان خارجة من السيارة وهي تحرك قدميها المتشنجة من كثرة جلسوها في مقعد السيارة ، اتسعت عيناها بانبهار شديد محدقة في الجبال المخيفة الشكل عن ما اعتادته ، هل هذه جبال الفيروز والجرانيت ؟

فغرت فاها بصدمة شديدة وهي تندفع متحركة للامام الا انها استمعت الى صوت حازم

– ممكن تبطلي تنطيط من هنا لهنا

تأففت جيهان بحنق ، هذا ما ينقصها جليس اطفال في مكان كهذا ، التفتت اليه صائحة بحنق

– الله ، وانت مالك

اقترب وسيم منها قائلا بحدة

– وانتي فاكرة اني هسمحلك تعملي الهبل بتوعك

وضعت يدها على خصرها رافعة حاجبها باستنكار

– وايه الهبل اللي تقصده يا بابا

اقتربت منه لحد جعله يعقد حاجبيه بتوجس ، رفعت أنامل قدميها لتصرخ بدهشة

– تصدق طلعلك شعر ابيض ، يالهووي

انفجرت ضاحكة وهي ترى ملامحه العابسة تحدقان بها بيأس لتقترب منه قائلة

– لا لا مش ممكن ، تحب اصبغلك الشعرة دي

اكتفي بابتسامة باردة علي شفتيه مجيبا اياها

– مكنتش اعرف ان دمك خفيف للدرجة دي

كسي ملامحها الجمود لتقول بصوت آمر

– اوعى تتحرك استني

تراجع خطوة للخلف وهو يحدق بها متوجسا ، يود الموت ولا يسلم عنقه لها .. اقترب جيهان ترفع يدها سريعا تجذب خصلة شعره الطويلة بحدة جعلته يتأوه بصوت خفيض

– يا بنت المجنونة

اندفعت جيهان راكضة صارخة

– لا لا والله بهزر .. اوعي

توجهت نحو شادية واختبئت خلف جسدها وهي تتحرك يمينا ويسارا ليزفر وسيم بحدة ، رفعت شادية رأسها قائلة

– انتي بتعملي ايه

ضمت جيهان جسد شادية بقوة قائلة

– اصله هيضربني يا شادية ، اوعي تسيبيه يمسكني

صاح وسيم بحدة وهو يرفع حاجبا شريرا

– مش سايبك وريني هتعملي ايه

صرخت جيهان بفزع وهي تتمسك بشادية التي قالت

– خلاص يا وسيم مش مستاهلة

لم يخفي المشهد الطفولي عن عيني غسان ولا ذلك الذي يتأجج من الغضب ، ارتسمت ابتسامة مسلية على شفتي غسان ليقول

– أترى ما أراه

زفر سرمد بحدة متحكما بلوحة القيادة لطائرته ، صاح بنفاذ صبر دون أن ينسى أن يلقي نظرة نحو برتقاليته الذي التصق قميصها بجذعها كليا نتيجة شد قميصها لتبرز تكور نهديها امام ذلك الأشقر ، زفر بحنق وهو يكاد يطحن ضروسه أمام تلك الغبية والمغفلة المتشبثة بالتيشرت

– أنني أعمل يا غبي اصمت

ابتسم غسان ببلاهة شديدة وهو يوجه نظرته نحو سرمد قائلا بتساؤل

– أخبرني كيف تكون قطعة شمس شقيقة قطعة قمر ؟

حاول سرمد التحكم في أعصابه  وهو يتساءل حانقا

– أين المرشد

رفع غسان عينيه نحو رجل بدو وبجواره طفل يتقدمان اتجاههما ليتمتم غسان بشقاوة

– لقد جاء يا غيور

عيناه تكاد تحرقان البرتقالية من مجلسها ، تنهد الصعداء وهو يرى اخيرا فك أسر ذلك التيشرت اللعين ليقترب من الرجل وهو يزفر بحدة ، سيضطر أن يعيد رحلته مرة أخرى والتصوير من جديد .. وجود البرتقالية بجواره مدمر للأعصاب وضبط النفس .

ما أن التهي وسيم بالسماع إلى رجل البدو اقتربت جيهان من شادية تسألها

– اعرف فيه ايه بينكم

هزت شادية رأسها ببرود

– مفيش حاجه

رفعت جيهان حاجبا لتمتم باستنكار

– يا بت دا انتو مقضينها نظرات من الصبح وانا ساكته ، وشغالة كدا تتدلعي قدامه وانتي بتتكلمي ، ده كفاية انه قاله لمي شعرك وانتي ببساطة وافقتي فيه ايه بينكم

هزت شادية رأسها ببرود شديد

– مش انتي شغالة تقوليلي اديله فرصة ، بديله

ضيقت جيهان عينيها محاولة معرفة شقيقتها الغريبة الأطوار ، اقتربت منها ممسكة بعضديها

– شادية ، انا اختك وحاسة فيه حاجه غلط .. يعني مش معقول اللي مش طيقاه ده تحبيه فجأة

رفعت شادية عينيها مستنكرة لترد

– احبه ، لا مين قالك بحبه ، بالعكس هو بيدور علي حاجة معينة فيا وانا بدور علي حاجة معينة فيه ، يعني بنقضي وقت لطيف مع بعض وكل واحد هيروح في حاله

تعلم أنها تكذب ، هي وإن كانت لا تحبه ، فهذا لا يمنع انها تتأثر بها

انوثتها تتأثر برجولته ، هزت جيهان قائلة

– مش مطمنالك حقيقي ، واتمنى متعمليش حاجه تخسرك كل حاجة في ايدك

صاحت شادية باستنكار شديد

– انتي عايزة تقنعيني انه واحد زي ده ، هيكون جد معايا ، اطلاقا شايف حاجه حلوة ونفسه يجربها ، بس مش اكتر

عقدت جيهان حاجبيها واللعبة  التي تلعبها شقيقتها ستجعلها تندم قريبا ، تمتمت بقلق

– بس مش من حقك تلعبي بمشاعر حد

ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيها قائلة

– النصيحة دي توجهيها لنفسك

صاحت جيهان بمجادلة

– انا عارفة وسيم ، لكن انتي متعرفيش سرمد ، صدقيني الوش الناعم البشوش ده اكيد هيتغير 180 درجة لما يحس انك بتخدعيه

هزت شادية راسها بعدم اقتناع  ، كان حديث الفتاتين سري إلا أن هناك طرف ثالث استمع بدون قصد إلى حديثهم !!!

-هيا بنا سننطلق

صاح بها سرمد بصوت مرتفع جاذبا انتباه الجميع ، عدلت شادية من وضع القبعة قبل أن تبدأ في السير بحذر وهي تري المنطقة وعرة جدا غير ممهدة ، بعض الاخشاب فقط موضوعة سامحة لهم بالسير ، استمعت من الطفل أن المنطقة يأتي اليها العديد من الزوار من الاجانب وغيرهم ، وأن الحكومة رفضت مد يدها لتمهيد  المنطقة معللين أنها ضمن محمية طبيعية .. شهقت بفزع حينما طُلب منها أن تستخدم حبل لتصعد به للفتحة أمامها ، تقدم الجميع بشجاعة وأولهم الايطالي ثم وسيم وجيهان وحان دورها ثم غسان

-لا تقلقي

قالها سرمد بدفء وهو يحثها على التشبث بحبل ؟!!

بسملت وهي تتشبث به بقوة لتحاول رفع جسدها نحو الفتحة ، كادت تبكي من فشلها إلا أنها استمعت إلى صوته مرة أخرى وهو يمد ذراعه لها .. لم تتردد وهي تمد ذراعها له بعد محاولاتها الفاشلة وما ان صعدت حتي جلست علي ركبتيها وهي تستمع الي صياح شقيقتها

-جدعة يا شادية

امتدت لها زجاجة مياه اخذتها وهي ترتشف المياة ثم لهثت وهي تسأله

– اخبرني لما نحن هنا بالتحديد

اكتفى بمراقبة وجنتيها المضجرة بالحمرة ليجيبها

– سمعت انه يوجد ماء عذب بين الجبال ، غير ذلك سمعت أن لونه يتغير

لمعت عيناها الكهرمانية لترتسم ابتسامة علي شفتيه قائلا

– هيا لأساعدك

مد يده للمرة الثانية لتضع يدها داخل يده في ثقة مريبة وهي تستقيم بجذعها متابعة السير .. سألته بملل

– هل سنطول ؟

ألقي نظرة خاصة نحو الجميع المنشغل بحديث الرجل البدوي ، ليميل بغتة نحو أذنها هامسا

– ليس كثيرا وان اتعبتك ساقيك ، لا مشكلة لدي لحملك

امتقع وجهها من حمرة الخجل لتمتم

– وقح

صمتت وصمت هو معها ، يسيران متجاورين كل منهما في عالم خاص به ، مد سرمد بصره نحوها يحاول معرفة سر غرابتها اليوم معه

جاءت للرحلة وأرادت أن تظهر له حسنها بترك خصلات شعرها محلولة .. ثم جراءتها لارتداء قبعته .. وعدم رفضها ليده لمرتين ، هل تمارس حيلة جديدة معه ؟ أم قررت الاستسلام و ترى إلى أين يجرفها الموج ؟

مرر أنامله على لحيته المهذبة وهو ينظر الي تيشرتها القطني بنزق .. لما ارتدت شيء كهذا الآن .. ألا تدري أنه سيلتصق بحنايا جسدها من الحر ؟!! سب ولعن وهو يشعر ببعض الندم على جلب برتقاليته ، التي تبينت ناعمة جدا عن السفر .. ارتسمت ابتسامة ناعمة علي شفتيه لينظر نحوها ويجدها هي الأخرى مبتسمة .. تساءل بخشونة

– ما سر تلك الابتسامة؟

أجابته وهي تهز كتفيها وعينيها تحدقان في عينيه

– لا شئ ، مجرد انني اكتشف نفسي من جديد وأرى الناس من حولي جيدا

ارتبك .. ارتبك وهو يرى محاولتها للولوج داخله ، اظلمت عينيه وهو يسألها بصوت أجش

– وهل تريني ؟

لمعت عينيها وهي تهز رأسها قائلة بنعومة

– أراك جيدا يا سرمد

مؤكد أنها أصابت بحمية ، البرتقالية التي يعلمها ستبدأ بالظهور ثم الصراخ في وجهه ، تخبره عن مدى اشمئزازها للمسته ، متناقضة غريبة تلك المرأة … انتبها على صوت صياح جيهان

– المنظر تحفاااااا

اقتربت جيهان بتهور وهي تنظر عميقا الى المياه الطبيعية لتندفع شادية قائلة بقلق

– جيجي خلي بالك

هزت جيهان رأسها بلا مبالاة لتخرج هاتفها من جيب بنطالها وهي تلتقط صورا عديدة لها ، حفر القلق في معالم وجه شادية ليطمئنها قائلا

– المياه لن تقتلها بالمناسبة

قالها بصوت مرح لتزم شادية شفتيها بتوتر

– اعلم لكن تلك الغبية لا تعلم السباحة ، لذا هي برعونتها ستقتل نفسها

انجذبت شادية رغما عنها إلى المنظر الطبيعي أمامها وهي تري المياة محاطة بين الجبال ، فغرت فاها من تعرجات الجبال الشاهقة وهي تحتضن المياه .. ارتسمت ابتسامة ناعمة علي شفتيها ،اتسعت عيناها بجحوظ مخيف وهي تسمع نداء حذر

– جيهااااااااااااااااان

اختل توازن جيهان لتصرخ مفزعة وهي تسقط فى المياه !!

يتبع..

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية أترصد عشقك)

اترك رد

error: Content is protected !!