رواية منعطف خطر الفصل الأول 1 بقلم ملك ابراهيم
رواية منعطف خطر الفصل الأول 1 بقلم ملك ابراهيم
رواية منعطف خطر البارت الأول
رواية منعطف خطر الجزء الأول

رواية منعطف خطر الحلقة الأولى
راجعة من الشغل متبهدلة وتعبانة وشايفة حياتها كلها بتتلخص في سؤال واحد: هاكل ايه دلوقتي؟
قررت تقف عند كشك جنب بيتها تشتري حاجة خفيفة، بس واضح إن حتى طلب الزبادي مش هيعدي على خير.
– لو سمحت.
رد صاحب الكشك بحماس أكتر من اللازم: عايزة إيه يا عروسة؟
البنت اتجمدت مكانها: عروسة؟ إنت عرفت منين؟!
ضحك وقال وهو بيقلب في الحاجات المعروضه قدامه: يا بنتي دي تحية رسمية، بقولها لأي بنت تيجي تشتري مني!
– ماشي يا عم الحاج، اديني علبة زبادي وكيكة كبيرة عشان ماما ناوية تخليني انام من غير عشا النهاردة.
صاحب الكشك: ليه كده؟ شكلك زعلتي ماما صح ؟
البنت: دي شوية مشاكل خاصه بيني وبين ماما وانا عارفه ان حضرتك عندك حاجات اهم من مشاكلي بكتير ومش عايزة اشغل وقتك على الفاضي.
صاحب الكشك: أنا؟ مين قال كده! دا انا فاضي جدا يا بنتي وكنت قاعد زهقان لوحدي.. تعرفي لو كان طلعلي صرصار دلوقتي كنت هاعتبره زبون واقعد اتكلم معاه.
البنت: احم.. كتر خيرك والله حرجتني بكلامك الحلو يا عم الحاج .. اوعدك اطلع من شغلي بكره بدري واجيلك بقى نقعد ونحكي برحتنا.. بس من فضلك دلوقتي انا عايزة الزبادي والكيكه.
صاحب الكشك: حاضر يا بنتي اتفضلي حاجتك وهستناكي بكره تيجي تحكيلي.. انتي وعدتيني.
اخدت من ايديه الكيس ومشيت.
وهي ماشية، موبايلها رن.. اتكلمت مع نفسها: ينهار ابيض دي ماما..
فتحت المكالمة وسمعت صوت زعيق مامتها.
– إنتي فين يا اخرة صبري؟ العريس واهله على وصول!
البنت: خلاص يا ماما انا جايه في الطريق اهوو.
الام بضيق : وايه اللي اخرك ياست هانم؟؟
البنت: الطريق كان زحمه يا ماما .
الام: دا على اساس انك جايه بالمرسيدس ياروح أمك.. بس لما تجيلي يا ياسمين وانا هعرف اربيكي من اول وجديد.. اخلصي يا بت الناس على وصول ومش هينفع يدخلوا البيت قبلك.
ردت ياسمين بلا مبالاة: عادي يا ماما لو جم قبلي خليهم يلفوا حوالين العمارة شوية.
الام بعصبيه: قدامك خمس دقايق يا ياسمين وتكوني قدامي هنا انتي فاهمه.
وقفت ياسمين في نص الطريق، رفعت إيديها للسما: ياااارب.. يارب العريس ده وهو جاي في الطريق يقع في مصيبه ميعرفش يخرج منها…
وفجأة… كأن الدعاء جاب نتيجة زيادة عن اللزوم!
عربيات بتطير، الكشك بيتفجر، وياسمين داخلة فيلم أكشن فجأة.
مطاردة مجنونة بين 3 عربيات، الرصاص بيطير في كل اتجاه، واتنين من العربيات اصطدموا بعنف واتحولوا لكُتَل نار مشتعلة، وفجأة واحدة من العربيات فقدت السيطرة واندفعت مباشرة ناحية الكشك على ناصية الشارع.
ياسمين شهقت وهي بتجري ناحية الكشك: يالهوي عمو بتاع الكشك!
جريت بأقصى سرعة وهي بتنادي: يا عمو، يا عمو، رد عليا، انت كويس؟!
صاحب الكشك واقع على الأرض، والعربية اللي دخلت في الكشك مبهدّلة المكان، وياسمين مش قادرة توصله عشان تطمن عليه.
وفجأة، باب العربية اتفتح بعنف، وخرج منها شاب طويل، ملامحه مش واضحة بسبب الضلمة، وبيقول بصوت متقطع وهو بيترنّح:أنا… أنا كويس.
ياسمين بصّت له بذهول وقالت: أنا مش بطمن عليك انت! أنا بتكلم مع عمو صاحب الكشك اللي خبطته ده وشكله مات!
رد صاحب الكشك وهو بيكح: لسه مموتش يا بنتي.. والله فيكي الخير ورجعتي تطمني عليا.
اتكلمت ياسمين بقلق: المهم انك بخير يا عمو ومتخفش انا هشهد معاك.
الشاب رمقها بنظرة سريعة، خلع جاكيت أسود كان لابسه ورماه جوه العربية، وقال بنبرة مستعجلة: أنا آسف، ماكانش قصدي ومش وقت توضيح للي حصل . المهم ان صاحب الكشك كويس وانا لازم امشي من هنا بسرعه.
ولف بسرعة عشان يمشي، لكن ياسمين زعقت: تمشي فين دلوقتي انا مش هسيبك.. انت كنت هتموت صاحب الكشك بعربيتك.
الشاب بص لها بنفاذ صبر وقال: والحمد لله.. الراجل لسه عايش. سيبيني امشي بقى!
وبص على العربيتين إللي ولعوا وكان هيمشي فعلا.
ياسمين وقفت قدامه وصرخت فيه: انت رايح فين انت عايز تهرب بعد كل اللي عملته ده ومحدش يحاسبك!
رد عليها ببرود: انتي عايزة إيه دلوقتي عشان تسيبيني امشي واخلص من زنك ده!
ياسمين بصت له بغضب وقالت بزعيق: تيجي معايا القسم وتعترف علي نفسك .. يا امااا..
رد الشاب بملل: يا امااا ايه؟؟
ياسمين بتهديد: هبلغ عنك.. انا شوفتك وانت بتخبط الكشك وهشهد عليك.
هز راسه بسخريه: ماشي يا قموره روحي اشهدي عليا ومتنسيش تقولي مواصفاتي كلها ل عمو الظابط ماشي.
وقفت مصدومة من لا مبالاته.
ركب عربيته عشان يتحرك بيها لكنها وقفت قدام العربيه عشان تمنعه.
الشاب بص لها باستغراب لانه كان يقدر بسهولة يتحرك بالعربية ويدوسها في طريقه ويمشي.
نزل من العربية تاني وبصلها بنفاذ صبر: وبعدين!!
ياسمين قالت بإصرار: انا مش هسيبك تهرب بالسهوله دي.
بص حواليه وقال بنبرة هادية: الحادثه إللي حصلت دي غصب عني ، بس لو فضلت هنا كلنا هنموت.. انا وانتى وصاحب الكشك.
أنا؟!.. قالتها ياسمين بصدمة.
وفجأة، ضرب نار جاي من بعيد، والعربيات التانية انفجرت.
الشاب قال بصوت واطي: عرفوا مكاني… لازم أهرب من هنا بسرعه.
ياسمين وقفت مكانها مذهولة، وبعدين لمحِت عربيات سودة جاية بسرعة، وناس لابسة لبس غريب نازلين منها.
صرخ فيها الشاب: اركبي العربيه معايا بسرعه هيقتلوا اي حد موجود في المكان.
ياسمين صرخت من الخوف ومن أصوات ضرب النار وركبت معاه من غير ما تفكر.
الشاب انطلق بالعربية بأقصى سرعة، الكاوتشات صرّخت تحتهم، وياسمين اتزحلقت جوه الكرسي وهي بتحاول تتشبث بأي حاجة.
صرخت بصوت عالي: هو انت حقيقي يا عم ولا طالع من لعبة بلاي ستيشن؟ هدي السرعه شوية هتموتنا!
رد من غير ما يبص عليها: لازم نهرب منهم هيقتلونا.. امسكي كويس!
العربية كانت بتلف على نواصي ضيّقة، ووراهم العربيات السودة بتاعت العصابة، كل شوية يقربوا أكتر، وياسمين كل ما تبص وراها تشهق.
ياسمين: انت مين يا عم انت؟ وبتجري من الناس دول ليه ؟ وايه الطريق ده ؟ انت هتخطفني عشان انا الشاهدة الوحيدة علي جريمتك صح..! ؟
رد عليها ببرود: انا مخطفتكيش انتي اللي ركبتي معايا العربيه.
ياسمين بصت حواليها وقالت بخوف: بس ده مش طريق بيتي يبقى انت خطفتني.
رد عليها بدهشة: وانا هوصلك بيتك ليه هو انتي خطيبتي ولا مراتي.. انتي واحدة غاوية مشاكل اشربي بقى.
تليفونها رن برقم مامتها.. بصت للتليفون بصدمة: يالهوي ماما بتتصل.. دي قالتلي قدامك خمس دقايق بس وتكوني في البيت.. هقولها ايه دلوقتي ؟
رد عليها باستغراب: وانا مالي قوليلها اللي تقوليه!!
فتحت المكالمه وردت علي مامتها: الو يا ماما معلش اتأخرت اصل حصلت حادثه علي الطريق.
مامتها صرخت فيها بزعيق لدرجة ان اللي قاعد جنبها سمع صوت صراخها: حادثة ايه يا اخرة صبري انتي فاكره ان انا هصدق كدبك ده.. انتي متأخرة بمزاجك يا ياسمين وانا عارفه ان انتي مش موافقه على العريس بس وحياة امك هتتجوزيه يا ياسمين بالعند فيكي قولتي ايه.
الشاب سمع المكالمه كلها وفهم ان هي جايلها عريس وهي مش موافقه..
ياسمين اتكلمت مع مامتها بخوف: يا ماما صدقيني انا كنت جايه والله بس..
قاطعتها مامتها: مش عايزة اسمع منك ولا كلمه.. دقيقه واحدة وتكوني قدامي.. انا مش هسمحلك تحرجيني مع الناس.. دول جاين ومعاهم علبة جاتوه من الغاليه يعني شكلهم ناس مرتاحين وهترتاحي معاهم.
ردت ياسمين: يعني يا ماما معقول هتجوزيني عشان علبة جاتوه من الغاليه..
لمحت ابتسامه ظهرت علي ملامح اللي قاعد جنبها وهو بيسوق العربيه.. اتغاظت وقالت ل مامتها: خلاص يا ماما حاضر انا جايه مش هتأخر.
وقفلت المكالمه وبصتله بغيظ وقالت: انت بتضحك على ايه..! ؟ اتفضل رجعني للمكان اللي اخدتني منه.
رد عليها: ارجع فين انتي مش شايفه العربيات اللي ورانا.. دول لو مسكونا هيقتلونا.
شهقت بخوف: ويقتلوني انا ليه!! انا معملتش حاجة.. انا هقولهم ان انت اللي خطفتني.
ضحك بسخريه وقالها: هما مبيتكلموش.. بيضربوا نار على طول.
ياسمين بصدمة: يعني انا وقعت في عصابه ولا ايه!!
قالتها وهي متشبثة بالباب،
الشاب داس بنزين آكتر وياسمين صرخت من الخوف وطرحتها اتفكت وشعرها بدأ يطير في كل الاتجاهات وصرخت فيه.
ياسمين: نزلني يا مجنون انت هتموتنا.
رد عليها وهو مركز في الطريق: لو نزلتك من العربية هيقتلوكي.
ياسمين زعقت: يقتلوني ليه انا معملتش حاجة و إيه اللي دخلني في مطاردة مع دول؟ دا معاهم مدافع .. بس الطلق ده مش حقيقي صح ؟
العربية اللي وراهم قرّبت منهم اكتر، وطلعت منها طلقة عدت جنب الشباك، فتحت فتحة في الإزاز.
ياسمين صرخت وهي بتغطي وشها: يانهار.. دا الطلق طلع حقيقي.. انتوا مين يا عم انت؟
الشاب ضغط بنزين أكتر، وعدى من فتحة ضيّقة بين عربية نقل وعمود إنارة، والعربية اللي وراهم اتخبطت، واتقلبت.
واحدة طارت.. قالها الشاب وهو بيبتسم لأول مرة.
ياسمين قلبها كان هيقف من الخوف وقالت بغضب: انت بتضحك على الموقف الهباب إللي أحنا فيه ده؟!
رد الشاب وهو بيدوس بنزين اكتر: بلاش تبصي وراكي.
ياسمين قالت وهي بتبص وراها: مش ببص، أنا براجع كل قرارات حياتي اللي وصلتني للموقف ده!
الشوارع فضيت قدامهم، بس وراهم لسه فيه عربية واحدة بتقرب بسرعة.
الشاب بص في المراية وقال بهدوء غريب: آخر لفة… لو عدينا دي، ممكن نكسب شوية وقت.
ياسمين: وإيه اللي يحصل لو معّدنهاش؟
الشاب: ساعتها هننزل نتمشى واقولهم انك خطيبتي وكنت بوصلك الدرس بتاعك. يمكن يصدقونا.
ياسمين بغيظ: واضح إنك بتتريق على ذكائي ، بس ماشي ياعم الخطير. اعمل اي حاجة المهم ارجع ل ماما وانا لسه فيا الروح، عشان ماما واخويا ملهمش غيري ولو جرالي حاجة هيبقى ذنبهم في رقبتك انت.
الشاب بص لها وسكت.
العربية دخلت نفق، النور قل، والدنيا بقت شبه ساحة جريمة. وياسمين لأول مرة، سكتت… مش من الرعب، لكن من التوتر اللي بدأ يسيطر على كل تفاصيل اللحظة.
العربية فجأة بدأت تكركب وتعمل صوت غريب، والدخان طلع من الكبوت.
الشاب ضرب الدريكسيون بإيده وقال: لااا… مش دلوقتي خالص استحملي شوية كمان!
لكن العربية قالت كلمتها الأخيرة، ووقفت في نص الطريق الزراعي وهي بتطلع آخر شهقة ليها.
ياسمين بصت حواليها بخوف، والعربية اللي وراهم كانت لسه جايه بسرعة.
قالت بصوت بيرتعش: إحنا كده هنموت صح؟!
الشاب نط برا العربية وقال بسرعة: لازم ننزل! لو لقونا هنا هيقتلونا. الطريق ده بيوصل لأرض واسعة، ممكن نهرب من خلاله.
ياسمين فتحت الباب بصعوبة، وجرت وراه وهي بتتعثر في الطين والعشب.
ياسمين: أنا مش متعودة أجري في ارض فيها طين ! إنت جايبني فين؟!
الشاب: وطي صوتك هيسمعونا.
الاتنين كانوا بيجروا وسط الأرض الزراعية، رجليهم بتغرس في الطين، والنور وراهم بيزيد وهم بيسمعوا صوت العربية اللي بتقرب.
– حاسه إنهم هيشوفونا.. قالتها ياسمين وهي بتتنفس بصعوبة.
الشاب ما ردش، كان مركز في الطريق، وعينيه بتدور على أي مخرج.
وصوت العربية اللي وراهم فجأة وقف… والهدوء نزل على المكان.
ياسمين همست: هما سكتوا ليه؟
الشاب قال بصوت واطي: غالبًا نزلوا وبيدوروا علينا… لازم نكمل جري، وفيه طريق صغير لو لقيناه هنخرج على الطريق العمومي.
ياسمين: أنا مش مصدقة نفسي، أنا كنت رايحه أشتري علبة زبادي… لقيت نفسي بطير، وبجري، وبهرب من عصابه معاهم مدافع ! انا اتفه من كده بكتير ومليش في الفرهده دي والله!
ضحك الشاب وهما بيكملوا جري وسط الزرع.. كان سابقها بخطوات.. والليل حواليهم بيزداد سواد.. والأرض تحت رجليهم كانت بتزداد طراوة بسبب الماية.. وفجأة وقف الشاب مكانه بصدمة لما سمع صوت صرخة ياسمين وراه…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية منعطف خطر)