رواية عمو الظابط الفصل التاسع 9 بقلم عبدالرحمن الرداد
رواية عمو الظابط الفصل التاسع 9 بقلم عبدالرحمن الرداد
رواية عمو الظابط البارت التاسع
رواية عمو الظابط الجزء التاسع
رواية عمو الظابط الحلقة التاسعة
نظرت إلى سيارة قادمة وأردفت:
– طب استعد بقى يا حلو العربية جاية أهي، زي ما علمتك بقى
اتسعت حدقتاه ونظر إلى السيارة بخوف قبل أن يعاود النظر لها وهو يقول:
– أنا عايز أعيط
لوت ثغرها وحركت رأسها لتعبر عن خيبة أملها قبل أن تقول:
– وربنا كنت عارفة يا حبيبي، يبقى كدا ننتقل إلى الحل التاني وهو إننا ناخدها مشي، أهو تهضم الدراي فود اللي طفحته ده كله
حرك رأسه بالإيجاب وقال:
– أنا بردو بفضل الرأي ده
بالفعل تحرك معها سيرًا على الأقدام لوجهتهما وأثناء سيرهما ظهر طفلين صغيرين قال أحدهما:
– بص ياض القطتين دول، خليك هنا هروح أشد ديل قطة منهم وأخليها تنونو
اتسعت حدقتا الطفل الآخر وقال بابتسامة:
– اشطا
تحرك الطفل الأول بخطوات هادئة واقترب من «يوسف» قبل أن يشد ذيله بقوة مما جعله يصرخ بقوة قائلًا:
– آآآآه يابن المؤذية
ضحك الطفلان بصوت مرتفع مما بث الغضب بداخل «لوكا» التي لم تنتظر وقفزت فوق هذا الطفل وتسببت في أذيته بشكل قوي في وجهه مما جعله يصرخ باكيًا ويركض هو وصديقه.
عادت «لوكا» إلى «يوسف» ورددت بنبرة يشوبها الغضب:
– ولا يهمك، سيبتله خربوش في وشه هيفضل فاكرني بيه طول حياته وهيخليه يفكر ألف مرة قبل ما يجرب يؤذي قطة
ضيق ما بين حاجبيه وقال بعدم رضا:
– بس ده طفل في الأول وفي الآخر حرام عليكي
رفعت أحد حاجبيها وقالت بعدم رضا:
– يا جدع ده لسة شادد ديلك دلوقتي كان هيخلعه في ايده وتقولي حرام، يستاهل ما هو الطفل علشان يعرف إن ده عيب وغلط لازم يتعلم الأدب، أراهنك إنه بعد الخربوش ده هيقرب لقطة تاني أو حتى يفكر يضايقها
– ماشي يا ستي متشكر على مساعدتك، يلا نكمل علشان الدنيا بدأت تليل
تابعا تحركهما حتى وصلا إلى بيت تلك الساحرة، نظر «يوسف» إلى المنزل وردد بنبرة تعبر عن القلق:
– حضرني دلوقتي مشهد توم وهو داخل بيت الساحرة وكان مرعوب، تقريبا بيتعاد دلوقتي بس مع يوسف
رفعت أحد حاجبيها وتقدمت وهي تقول:
– جمد قلبك يا حليوة ومتخافش
دلفت إلى الداخل وتبعها هو حتى وصلا إلى غرفة واسعة يوجد في منتصفها كرسي كبير وتجلس فوقه تلك الساحرة وأمامها وعاء تشتعل النار فيه.
تقدم «يوسف» بقلق شديد بينما سارت «لوكا» بخطوات واثقة إلى أن وقفت مباشرةً أمام تلك الساحرة ورددت بجدية:
– أنتي الساحرة اللي بتفهم القطط؟
ابتسمت الساحرة ونظرت لها وهي تقول:
– أيوة أنا ياختي، مش أنتي بردو لوكا وهو يوسف وجايين علشان أساعده يرجع بني آدم تاني
اتسعت حدقتا «يوسف» بصدمة وردد بنبرة تحمل الخوف:
– يلاهوي دي عارفة كل ده منين، استر يارب
بينما أجابت عليها «لوكا» بنبرة تحمل الثقة:
– مظبوط كدا، ياترا هتعرفي ترجعيه بني آدم تاني ولا هيفضل قطة كدا طول عمره؟
ارتفع صوت ضحك الساحرة بشكل مخيف وما إن انتهت حتى قالت بهدوء:
– أنا أقدر أحول أي قطة لأي شكل تاني إلا إني أرجعه بني آدم، الحل مش عندي، الحل في تنفيذ الحكمة
تقدم «يوسف» وردد بتساؤل:
– حكمة ايه دي؟
ابتسمت الساحرة وأجابت:
– حكمة تبان سهلة لكن تنفيذها مستحيل
لوت «لوكا» ثغرها وهتفت بعدم رضا:
– مش في حصة فوازير إحنا، خلصينا وقولي ايه هي الحكمة وبلاش مبدأ شوق ولا تدوق ده ياختي
نظرت الساحرة لها وهتفت بابتسامة:
– طول عمرك خلقك ضيق ومش صبورة بس ماشي هتكلم وأقول الحكمة
صمتت للحظات وتابعت:
– علشان ترجع بني آدم تاني لازم تتقبل كونك قطة وفي نفس الوقت عندك رغبة ترجع تاني بني آدم
ضيف ما بين حاجبيه وردد بعدم فهم:
– إزاي يعني اتقبل إني قطة وفي نفس الوقت يكون عندي رغبة أرجع بني آدم تاني؟! استحالة تنفع أصلا
ارتفع صوت ضحكها قبل أن تقول:
– مش قولتلك حكمة تبان سهلة لكن تنفيذها مستحيل؟! ده الحل اللي عندي ومقدرش أساعدك أكتر من كدا، أنت الوحيد اللي تقدر تساعد نفسك
زاد غضبه وصرخ بصوت مرتفع:
– إزاي يعني؟ هفضل قطة طول عمري؟! وأهلي؟! أبويا وأمي وأختي وشغلي وكل اللي بحبهم وبيحبوني؟! إزاي هفضل كدا طول عمري؟! حيوان ملهوش غير الشارع أو حد يعطف عليه علشان يأكله؟! هفضل منسي ومش متشاف كدا لغاية أمتى؟ أنا مش هستحمل كدا أبدا، مش هستحمل أبدا
لم يتحمل وركض إلى الخارج وركضت «لوكا» خلفه بعد أن شعرت بالحزن والأسى الشديد عليه.
تحركت «لوكا» وهي تنظر حولها بحثًا عن «يوسف» الذي اختفى، ظلت تبحث عنه إلى أن وجدته في أحد الشوارع بركن من الأركان ويبكي. اقتربت منه بهدوء وأردفت:
– متزعلش؟! لسة فيه فرصة ترجع
كان يُعطيها ظهره وردد بنبرة تحمل اليأس:
– مفيش فرص، خلاص أنا هفضل قطة طول عمري، شكرا ليكي على مساعدتك ليا ووقوفك جنبي لغاية دلوقتي بس خلاص مفيش أمل وهفضل كدا علطول، تقدري تمشي وترجعي لحياتك من تاني، أنا آسف إني شغلتك معايا وشيلتك همي
تأثرت بشدة من حديثه واقتربت منه وهي تقول:
– مش همشي ولا هسيبك يا يوسف، هفضل معاك لغاية ما نلاقي حل وأنت مشغلتنيش ولا حاجة، مش يمكن ربنا حطك في طريقي أو حطني في طريقك لسبب معين
أغلق عينيه وردد بصوت شبه منخفض:
– بعد اذنك سيبيني لوحدي، عايز أبقى لوحدي
حركت رأسها بالإيجاب وقالت:
– حاضر هسيبك بس فكر في اللي قولته ليك كويس
تركته ورحلت وبقى هو وحيدًا في هذا الشارع المُظلم وبعد لحظات بدأت الأمطار في الهطول مما جعل الحزن يظهر على وجهه فحياته كونه إنسانًا تكريمًا من الله له ولكل إنسان بينما حياته كهرة كانت صعبة للغاية وتحمل الكثير من الخطورة والأذى الشديد.
كثيرًا ما يرى الإنسان الهرة ويقول يا ليتني كهذا الحيوان لا يحمل هم المذاكرة أو العمل أو شراء منزل أو حمل المسؤولية لكنه حينما يوضع في هذا الموقف يرى الصعوبة الحقيقية ويعرف تكريم الله له بكونه بشريًا رغم الصعوبات التي يعيش بها.
تحرك حتى وقف في ركن لا تصله الأمطار وظل على حالته تلك حتى غلبه النوم.
في صباح اليوم التالي أشرقت الشمس مُعلنة عن يوم جديد. فتح «يوسف» عينيه ليجد «لوكا» تحدق به فردد بصوت مسموع:
– مش قولتلك سيبيني وارجعي لحياتك؟
رفعت أحد حاجبيها وقالت:
– وأنا قولتلك مش هسيبك وهساعدك ترجع بني آدم تاني
ضيق نظراته وقال بجدية:
– هو أنا ليه حسيتك تعرفي الساحرة وهي تعرفك؟! بداية من وقوفك قدامها بجرأة لحد ما قالت ليكي طول عمرك خلقك ضيق ومش صبورة كأنها عارفاكي واتعاملت معاكي قبل كدا
تغيرت تعابير وجهها وظهر التوتر وهي تقول:
– لا أعرفها ايه، أنا أول مرة أقابلها كانت معاك امبارح وبعدين هعرفها منين ما إحنا عرفناها من قطة بنت خالك
حرك رأسه بمعنى “لا” وردد:
– لا، غضبي امبارح كان عاميني عن تفصيل الموقف ونظراتكم لبعض بس لما قعدت وهديت بدأت افسر نظراتكم وكلامها ليكي وكل حاجة لدرجة إني شكيت إن مشوار قطة بنت خالي ده كان من ترتيبك علشان مشكش في حاجة إنتي مخبياها عليا؟!
ياترا كلامه صح؟! ولو صح تفتكروا مخبية ايه؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عمو الظابط)