روايات

رواية الفارس الأقرع الفصل الرابع 4 بقلم Lehcen Tetouani

رواية الفارس الأقرع الفصل الرابع 4 بقلم Lehcen Tetouani

رواية الفارس الأقرع البارت الرابع

رواية الفارس الأقرع الجزء الرابع

رواية الفارس الأقرع الحلقة الرابعة

…….. مرض الملك بمرض عضال أقعده الفراش ففحصه الأطباء والحكماء واقتنعوا بنتيجة واحدة وهي أن دواءه هو حليب اللبؤة في جلد شبلها
فقام الملك و كلف أزواج بناته لهذه المهمة فلبوا طلبه في الحال لكنهم اشترطوا فيما بينهم أن لا يرافقهم الأقرع في هذه المهمة لأنه دون مستواهم وكذلك كان جهزوا زادهم وانطلقوا في طريقهم لا يعرفون ما يفعلون
وبينما هم يسيرون في لا اتجاه وقد أنهكهم التعب إذا أبصروا فارساً بلباس أحمر يركب فرسا أحمراً يركض في اتجاههم وقد خلف وراءه زوبعة من غُبار حتى وصل إليهم وحياهم بالسلام وسألهم عن مقصدهم فأخبروه بوجهتهم ومهمتهم
فقال لهم: إن جلبت لكم ما تنشدونه فماذا ستعطوني؟
فقالوا: أي شيء تطلبه
فقال :أريد فقط شحمة أذنكم فالتفتوا حولهم في تعجب وهم يتساءلون، ما هذا الطلب؟
فقال هو ذاك، و بعد تفكير وتردد مدوا إليه أعناقهم فبتر شحوم آذانهم ووضعها في كيس وانطلق كالسهم قاصداً الغابة
فعقل فرسه في جذع شجرة ثم أخذ يسير ببطء باحثاً عن مراده حتى لمح لبؤة نائمة وحولها الأشبال ترضع فتقدم الى أن وصل اليها وأخذ يرضعها
فأحست اللبؤة باختلاف بامتصاص غير معتاد فانتبهت وإذا بها ترى انسانا يرضعها فقالت له: لقد صرت واحدا من أولادي فلو جئت لتأخذ واحداً منها أعطيتك إياه
فأخبرها حاجته
فأجابته لذلك لكن بشرط أن لا تسمع صراخ إبنها
فأخذه الى شِعبة قريبة وبتر رأسه بالسيف دون أن يشعر بالألم أو يصرخ فنزع جلده وصنع منه قربتين
وذهب إلى اللبؤة فحلب منها الحليب ووضعه في القربتين وودعها وانصرف الى الفرسان الستة فناولهم قربة الحليب وأخفى الأخرى عنهم لحاجة في نفسه ثم ودعهم وسار كل في طريقه Lehcen tetouani
فأما الأقرع فقد سبقهم عبر طريق مختصر الى دكانه فمروا عليه وبعثرو تجهيز الدكان وعاثوا فيه فسادا لكنه لم يقاوم لأنه يدبر لأمر أعظم وبعدما تركوه و توجهوا مباشرة الى السلطان فبشروه بالسلامة والفرج وناولوه الحليب
فشربه في الحين وغفا غفوة اسيقظ بعدها وكأنه لم يكن مريضا قط فهنؤوه بالصحة والعافية الدائمة
فشكرهم غاية الشكر و أكرمهم غاية الإكرام وجعلهم من المقربين
وبهذه المناسبة أصدر السلطان أمره المُطاع بإقامة الولائم و كسوة الفقراء والمحتاجين وتوزيع العطايا وإطلاق صراح من في السجون وفي ليلة الحفل اجتمع مع أصهاره وبناته وأخذ يتحدث معهم دون الإلتفات الى الأقرع لما بلغ إلى علمه أنه لم يشارك معهم في جلب الدواء,
فأما الأميرات الأخريات فكن يتكبرن ببسالة بعولتهن أمام الأميرة الصغرى لكن هذه الأخيرة كانت صامتة لا ترد عليهن لمعرفتها بقيمة بعلها وأيضا لذكائها وفطنتها وخصوصاً لما غاب عنها الأقرع في فترة جلب الحليب
وبعد مُدة ليست بالطويلة حدث بالسلطان داء عضال أقعده الفراش أيضا ولم يعد يفارقه فاجتمع الأطباء والحكماء وأجمعوا على دواء واحد للشفاء وهو ماء بين جبلين بحيث أن نبع الماء في باطن جبلين ينشقان مرة واحدة في السنة ولثلاث ثوان فقط
ومن حاول جلب هذا الماء يطبق عليه الجبلان
حار الجميع في الأمر واستعظموه لكن شخصا فطنا في القصر أشار بأنه من تمكن من جلب حليب اللبؤة فهو قادر على جلب الماء وبذلك كُلِّف أصهار الملك بالمهمة
فلبوا الأمر دون تردد وهم يتمتمون: ما نجونا من محنة حتى سقطنا في أخرى أعظم منها فودعوا الجميع وساروا في طريقهم لا ينوون على شيء حتى بدا لهم فارسا مغوارا قادما بفرسه يقدح النار من تحته يلبس الثوب الأصفر حتى وصل إليهم وهم واجمون من الخوف،
فألقى عليهم التحية وسألهم عن وجهتهم ومقصدهم. فأخبروه بالأمر كله كأنهم يستنجدون به
فتعجب من هول المهمة ووصفها بأنها مستحيلة وبعدما استيقنوا أنهم في مأمن و تنفسوا الصعداء باشرهم بالقول : ماذا تقدمون لي لو نُبْـتُ عنكم في هذه المهمة وجئتكم بماء بين جبلين؟
فاستشر الجميع ووصفوا له الذهب وما يملي به عليه خاطره، ولكن الفارس رفض عرضهم وطالبهم بإعطائه فقط قطعة صغيرة من آخر خِنصرهم فرفضوا ذلك في بادئ الأمر بدعوى أن ذلك سيحدث لهم عاهة مستديمة في أصابع هم لكنهم تنازلوا في الأخير ليرضوا السلطان ,
فأخذ سيفه وبتر تلك الأجزاء من خنصر كل واحد منهم ووضعها في صرة وغادرهم متوجها نحو الجبيلين

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الفارس الأقرع)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *