روايات

رواية تمرد عاشق 2 الفصل السابع 7 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق 2 الفصل السابع 7 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق 2 البارت السابع

رواية تمرد عاشق 2 الجزء السابع

رواية تمرد عاشق 2 الحلقة السابعة

نتشارك الأنفاس
نتقاسم خيوط الشمس
ونهيم من انسجام روحنا،،
وتذوبين في وأذوب فيك،،
وندع الشوق يعطى كل ذى حق حقه
حملها سريعا ودلف بها إلى غرفته… قام بتبديل ثيابه سريعا.. ثم قام الإتصال بجنى إبنة عمه
– جنى تعاليلي فورا بس متخليش حد ياخد باله
هبت واقفة بعدما كانت تتحدث مع والدتها وركضت للخارج ثم همست له
– في إيه ياأوس
اتجه بنظره لأخته وجسده يرتعش خوفا عليها
– رُبى أغمى عليها ومش عارف أتصرف وهي بهدوم البيت… وماما مش موجودة لسة مرجعتش…
تخطت سريعا مردفة لوالدتها
– مامي هروح اشوف رُبى عايزة إيه.. ثم تحركت سريعا للخارج.. وجدت جواد يقف مع والدها وعز… أسرعت سريعا لفيلا عمها ولكن التقطتها عين عز
– “جنى “صاح بها عز بصوتا مرتفع مما أدى لإنتباه جواد وصهيب
تسمرت مكانها وظلت تواليه ظهرها
نظر صهيب وتحدث
– بتجري كدا ليه ياحبيبتي
استدارت تفرك بيديها ولم تعلم بما تجاوبهما
اقترب عز إليها عندما شعر بوجود خطب ما حينما وجدها تسرع بشعرها لخارج الفيلا دون إرتداء حجابها
نظر إليها بعمق.. حيث كانت نظراته ثاقبة ثم أردف
– رايحة فين وبشعرك كدا… تلعثمت بالكلام وأردفت
– كنت رايحة أشوف رُبى… قالتها دون النظر له
شعر بدقات عنيفة داخل قفصه الصدري.. نطق اخيرا بصوتا كاد أن يخرج متزنا
قطب جبينه ثم تسائل:
– رايحة كدا بشعرك.. ولاد عمك هناك دلوقتي… وأكمل مفسرا لسة شايف جاسر… وكمان أوس جاي من فترة
ظلت تفرك يديها وتهرب بنظراتها حتى لا تلتقي بعينيه
– ماهو.. ماهو..
دقق النظر بعمق إليها ثم نظر بتمعن وترقب
– ماهو إيه إنتِ بتهتهي ليه… أخيرا رفعت نظرها إليه
– يوه ياعز يعني أخلص من جاسر تطلعلي إنت… طيب هو ظابط إنت إيه
رفع حاجبه بسخرية وأردف
– إعتبريني ظابط إيقاع ياختي… بتوهي ليه، رايحة فين يابت بشعرك دا
قاطعهم إتصال أوس… نظرت للهاتف ثم لأخيها الذي شك بأمرها
جذب الفون سريعا ناظرا إليه… ارتفع ضغط دمه عندما وجده أوس… فتح الخط سريعا
– إيه ياجنى ساعة لما تيجي… بقولك ربى هتموت عايزة أروح المستشفى ولازم حد يغيرلها…اخدها أزاي بالترنج دا
ببطئ بدأ يخفف ضرواة ذراعيه من حول إخته.. عندما إرتجف قلبه بعدما إستمع لحديث عز الذي أثار نيران صدره
– مالها رُبى ياأوس… قالها بقلب مرتجف قبل لسانه
أرجع عز خصلاته للخلف
– جنى قالتلك… صرخ بصوته مما جعل جواد يتجه بنظره إليه
– بقولك مالها رُبى ؟
إنتفض جواد بجلسته واتجه سريعا يخطو مهرولا لمنزله… لم يرى أمامه سوى تلك الليلة المشؤمة وخطف إبنته… لم يشعر بما يدور حوله يتمنى أن يصل إليها خلال خطوة واحدة… دلف سريعا ومازال يسرع
قابله جاسر الذي يحمل كوب قهوته خارجا لحديقة المنزل… ولكن جحظت عيناه من مظهر والده
وقف أمامه وحاول الحديث
– بابا مالك بتجري كدا ليه
ابتلع ريقه الجاف قائلا بلهجة خوف وهو يتحرك
– اختك فين ياجاسر؟
تصنم جاسر بوقفته
– قصدك مين… صعق من سؤاله… ابتلع غصة بحلقة عندما تذكر غِنى ورغم ذلك وقف وسأله:
-إنت عندك كام أخت يالا.. حدجه بنظرة نارية ثم تحرك سريعا عندما وجد عز وصهيب يهرولوا إتجاهه
دلف إلى غرفتها يبحث عنها بقلب أب مفطور على خوفه من فقدان إبنته
ذُهل عندما لم يجدها بغرفتها
تحرك سريعا ينادى على الخدم بالمنزل
إستمع أوس إلى صياح والده وسؤاله على إخته… خرج سريعا إلى والده
❈-❈-❈
– بابا ربى عندي في الاوضة… أسرع بخطوات مهرولة إليه… أعتصرت الذكريات قلبه الذي مازال ينبض بالألم الذي لم تستطع السنين إخماده
دلف للغرفة ودقات قلبه تتقاذف بعنف داخل قفصه الصدري.. فيما انسحبت أنفاسه عندما وجدها على فراش أخيها بتلك الهيئة التى أدت إلى شحوب يوازي شحوب الأموات… أسرع إليها
أختك مالها ياأوس… قالها عندما حملها سريعا خارجا من غرفة أوس… قابلته جنى بإسدالها… ثم اردفت عمو لبسها دا
وصل صهيب الذي نظر بحزن لرُبى التي يحملها والدها.. وهي لا حول لها ولا قوة
أنزلها سريعا إلى سيارته.. حاول صهيب الحديث إليه ولكنه كأنه فاقد السمع والنظر
وجد عز ينتظره أمام السيارة
إستدار مكان القيادة وقام بقيادتها بسرعة جنونية والحزن والألم كالنار التي تتآكل بصدره… من مظهرها الذي يُعتبر كالأموات
جلس ضامما إليه بقوة.. كأنه سيفقده
مسد على خصلاتها مقبلا رأسها
– مالك ياقلبي إيه اللي حصل.. ثم نظر إلى الذي يجلس خلف القيادة ولا يتحدث… وكأنه يعلم بما أصابها… ولكن ليس الوقت للحديث إليه
وصل المشفى خلال دقائق
أسرع المسعفون إليها… قابلته غزل التي تستعد للرحيل
وقفت أمام جواد وعز بجسد مرتعش
– فيه إيه إنتوا بتعملوا إيه هنا دلوقتي
تركهما عز الذي أسرع خلف المسعفين… بينما نظرات جواد خلف إبنته التي لم تلاحظها غزل
حاوطها بذراعيه وتحرك بها حيث غرفة الكشف
– تعالي حبيبتي متخافيش… دي رُبى اغمى عليها وجاين نشوف… لم يكد ينهي حديثه
شهقت بزعر ونظرت إلى دلوف عز خلف المسعفين… أسرعت خلفهما.. خرج عز للكشف على رُبى
وقف أمام الغرفة… يشعر ببرودة قويه تجتاح جسده خوفا عليها … لم يستطع كبت دمعوه من مظهرها المبكي لقلبه
وصل جواد إليه وحاوط جسده عندما وجده بتلك الهيئة الحزينة عندما دلفت غزل خلف إبنتها
– هتبقى كويسة ياعز… تلاقيها بس ماأكلتش النهاردة… او منمتش ودا أرق مش أكتر… كانت تلك الكلمات التي حاول أن يطمئن نفسه قبل عز
بصعوبة نظر لوجه عمه أخيرا ودموعه تتسابق كلماته
– عايز أطمن عليها لو سمحت ياعمي… شوف طنط غزل… ليه اتاخروا كدا
وصل صهيب وجاسر وأوس وجنى عند خروج غزل من الغرفة… أسرع جواد إليها
– البنت مالها… خرجت رُبى إلى أحد الغرف الخاصة بالمشفى على الفراش المتحرك
تحرك عز وجنى خلفها حتى وصلت لغرفتها
جلست غزل توضع رأسها بين راحتيها وتشعر بالدوار يحتل كيانها
دلف جواد للطبيب المسؤل عن حالتها بعدما وجد حالة غزل
– البنت مالها يادكتور
أشار الطبيب له بالجلوس
– إهدى ياحضرة اللوا… البنت كويسة.. شكله تعب نفسي هو اللي وصلها للمرحلة دي
ثم صمت للحظات وتحدث مردفا
– انا مردضتش أقول للدكتور غزل حاجة بس هي أكيد لاحظت… البنت عندها نسبة بسيطة من نقص الأكسجين.. ودا بسبب ألم بصدرها أو قلبها ودا من خلال الفحص المبدئ… ثم أكمل مستطردا
– إحنا هنخليها الليلة تحت الملاحظة.. عايز أتأكد من حاجة
قطب جواد جبينه
– مش فاهم حاجه ممكن تفهمني أكتر
نظر الطبيب إليه وأردف بهدوء
– لحد دلوقتي اللي أقدر اقوله مرض نفسي.. شوف إيه اللي زعلها الفترة اللي فاتت دي
ضيق عيناه وتحدث
– والزعل يوصل لكدا
واكتر ياحضرة الضابط… معظم الامراض بتيجي من الزعل ماتنساش إنها صغيرة وقوتها على التحمل ضعيفة… ورغم كدا هقولك أنا لسة هعمل فحوصات علشان أتأكد من كذا حاجة
قاطعه جواد بصوت مرتجف
– حضرتك شاكك في إيه بالضبط
وقف الطبيب وجلس أمامه وتحدث بطريقة عمليه
– تحول لون البشرة دا قلقني شوية بس.. عايز أشوف
فيها حاجه في القلب او الرئة بس… ثم اكمل حديثه
– دا اللي قلقني غير كدا كله تمام
نصب جواد عوده ووقف متجها للخارج وهو يكاد يتنفس بصعوبة.. شعر بوخز قوي بقلبه على ماأصاب طفلته
اتجه لغرفتها وحديث الطبيب يساوره
– شوف ايه اللي زعلها… تحرك وجد عز يجلس يضع رأسه بين يديه بالخارج والجميع بالداخل… نظر إليه ثم تحرك لغاليته وجدها مغروزة بالإبر والمحاليل… غزل تجلس بجوارها من ناحية والناحية الاخرى جنى وأوس… وصهيب يقف أمام النافذة ينتظر جواد للأطمئنان
إتجه جواد إليها وقف أوس تاركا المساحة لأبيه
قبل جبينها وتحدث بصوتا حزين
– ألف سلامة عليكي ياروح أبوكي
فتحت عيونها تنظر حولها
– أنا فين… أوس قالتها بصوتا مؤلما يكاد يسمع
❈-❈-❈
مسدت غزل على خصلاتها
– إنتِ في المستشفى ياحبيبتي… كدا ياربى تخبي على مامي إنك تعبانة… إستدارت لوالدها الذي ينظر لها ولا يتحدث ثم أردف لأوس
– نادي على عز من برة ياأوس… اقترب صهيب يقبل جبهتها
– حمدالله على سلامتك ياعمو… بينما جاسر أخيها جلس بجوار والده
– كدا ياروبي تخوفينا عليكي… كل هذا وجواد صامت لم يتحدث… دلف أوس ثم عز.. اتجهت بنظرها إليه كأنها لم تشعر بمن حولها فقط نظراتها له… انسدلت عبراتها عندما تقابلت النظرات بينهما
وقف أمام الفراش وتحدث بصوتا حزينا
– الف سلامة عليكي يارُبى… إستدارت بنظره إلى الجانب الاخر ولم تجيبه
هنا أغمض جواد عينه عندما أتقن إلى سبب ماوصلت إليه أبنته
كله يطلع برة علشان ربى ترتاح… ثم رفع نظره لصهيب الذي شك بالموضوع
– خد الولاد وروح ياصهيب وأنا وغزل هنفضل مع غنى.. خرجت الكلمات من فمه غاضبة
نظر صهيب لعز الذي نظر للأرض ثم اتجه بنظره لجواد
– تعالى ياجواد عايز أتكلم معاك الأول
مسح جواد على وجهه وتحدث بضعف
– مش وقته ياصهيب… حقيقي تعبان… رفع نظره إليه
– روح إنت علشان جنى وكمان نهى دلوقتي قلقانة…وسيف زمانه رجع هيقلق لما يلاقيش حد مننا
أومأ صهيب له ثم تحدث
– شوية ياجواد نطمن على البنت وبعد كدا هنمشي
ظل واقفا ينظر إليها وهي تتهرب من نظراته…
خرج من غرفتها ينظر إليه بمقت… كان يقف بجوار والده وجاسر
خطى بعض الخطوات ثم اتجه بنظره إليه
– تعالى عايزك
أغمض عيناه وسحب نفسا عميق وكأنه يملي صدره قبل صدامه بعمه
زفر جواد بضيق ثم وضع كفه على شعره وأرجعه للخلف بحركة تنم عن مدى غضبه
وقف ينتظره بحديقة المشفى وهو يشعل سيجاره.. شعر بوجوده خلفه… أستدار ينظر بمقلتيه بتمعن وترقب ثم أشار بسبابته
-سؤال واحد وبس وعايز إجابته
-إيه اللي وصل رُبى للمرحلة دي
إهتزت نظراته أمام عمه فلم تسعفه الكلمات.. جلس جواد ينتظر حديثه
ظل صامتا لبعض اللحظات كأن الكلمات هربت ولم يعرف الحديث… ثم اغمض عيناه وسحب نفسا عندما حدثه جواد
– هنفضل طول الليل مستنين… عايز أروح اطمن على بنت عمك يابشمهندس
اخيرا تحدث بصوتا متهدج حزين
– آسف ياعمي… أنا مش هقدر أكمل مع رُبى… لسة صغيرة وأنا محتاج اللي تقويني
ونرسم أحلامنا مع بعض
خرجت الكلمات كالسهم الذي نفذت لصدر جواد ليخترقه بل يحرقه
ابتلع جواد غضبه ورسم إبتسامة سمجة على ملامح وجهه على غير عادته في تلك المواقف
ثم رفع يديه وأشار كعلامة عيد الكلمات مرة اخرى
رد بصوتا جاهد أن يكون متزنا نعم فهو يختنق من شعوره بفقدانها… استطاع التقاط أنفاسه ثم اخذ شهيقا عميقا وزفره ببطى ورد قائلا:
– إيه اللي مش مفهوم من كلامي ياعمو
لما قعدت مع نفسي شوفت إننا ماننفعش لبعض.. والحمد لله إحنا لسة في البداية
– قولت إيه لرُبى… قالها بهدوء مريب رغم إحتراق صدره… اتجه ينظر داخل مقلتيه بقوة
– روحت قولت إيه لبنت عمك ياحضرة المهندس علشان يوصلها لكدا… ماهو مش معقول بنت جواد الألفي هتبكي على واحد ندل إلا إذا وجعها أوي بالكلام
شعر هنا بأنين روحه.. شعور يحتل كيانه كيف سيقول لعمه ما قاله لها… ورغم ذلك تحدث بجبروت:
– هو أنا ندل لما أفكر في حياتي الخاصة واشوف سعادتي مع اللي يسعدني ياعمي
لكمه جواد بصدره بقوة
– أيوة لما تعشم بنات الناس وترجع تخل بوعدك يبقى ندل… لما تحسس عمك إنك اد وعدك وراجل وانت بتلعب عليه تبقى ندل ياابن اخويا
لما تلعب بعقل بنت صغيرة وتعشمها بحبك وتخليها تبني أحلام على رمال وهمية وبعد كدا تنهار وتكرّهها في الرجالة تبقى ندل
ولاه عز ظهره وأغمض عيناه قهرا وألما من حديث عمه ثم أردف
– ليه ياعمي دا كله علشان حبيت واحدة غير بنتك بجد… طلعتني ندل
ساد صمتا مقتولا بينهما… ثم فجأة صفعه جواد بقوة ورفع سبابته أمامه
– اشوفك جنب بنتي هنسفك سمعتني ياعز
ألمح طيفك في بيتي هموتك ياعز… إنت في يوم كنت إبني مش ابن اخويا بس النهاردة اكدلي إنك بذرة شيطاني
ودلوقتي إمشي من وشي مش عايز أشوفك مرة تانية
بعد مرور عدة أيام رجعت رُبى إلى المنزل…ولكن كانت تلازم غرفتها…لم يخبر جواد غزل بما صار…سافر جواد لمدة أسبوع خارج القاهرة لضرورة عمله
❈-❈-❈❈-❈-❈
مساء كان يجلس بالحديقة أمام غرفتها علها تخرج كسابق عهدها
تذكر ذاك اليوم الذي قلب سعادته إلى تعالى حزن
رجع من النادي وجد عمته تجلس مع والدته وتتحدث
– بقولك يانهى فيه موضوع عايزاكي تساعديني فيه
ابتسمت نهى وأردفت بيقين
– لو بإيدي حاجة يامليكة أكيد مش هتأخر
– إيه رأيك في رُبى بنت جواد لجواد
جحظت عيناها وأردفت بسعادة
– بتهزري مش كدا.. عايزة تقوليلي إن جواد بيحب رُبى
هزت مليكة رأسها بإبتسامة
– بيحبها أوي يانهى.. عايزة أفاتح غزل بس زي ماانتِ شايفة غزل بتيجي متأخر وكمان جواد على طول مش موجود وسفرياته الكتيرة… فقولت أخد رأيك
ضحكت نهى بصخب وتحدثت بسعادة
– الولاد كبروا يامليكة وهيكبرونا معاهم…وعلى فكرة جواد إختياره ممتاز
ربى بنت جميلة ونفسها عزيزة جدا… من الأخر ولاد جواد كويسين متفكريش كتير
تنهدت مليكة بإرتياح وتحدثت
– طيب فارق العمر بينهم ممكن جواد يرفض بسببه… جواد بيقولي لو مجوزتش رُبى مش هتجوز حد تاني.. جواد بيحبها أوي يانهى فوق ماتتخيلي
تحدثت نهى بتهكم
– شكلك نسيتي يامليكة مين جواد وغزل ولا إيه… دا مصر كلها عرفت قصة العشق المستحيل بينهم بسبب فارق السن نسيتي ولا إيه… ثم أكملت
– دا غزل كانت بتقوله يابابا… هتيجي تتكلمي في سبع سنين بينهم… دا مش فارق سن أصلا يابنتي
ربتت مليكة بحب على يد نهى
– ربنا يطمنك يانهى زي ماريحتي قلبي
خلاص هستنى حازم لما يرجع ونروح نتقدملها
كان يقف بالخارج وأستمع لحديثهما الذي شق قلبه لنصفين… حينها شعر بإنسحاب روحه من جسده
خرج بهدوء للحديقة علّه يجد بعض الهواء الذي شعر بإنسحابه من حوله… وأصبحت الأرض تميد به وأصبح قاب قوسين أو أدنى من فقدان وعيه…وشعور بضعف الدنيا يحتل كيانه عندما تذكر حديث مليكة عنها
جلس على أقرب مقعد يلتقط أنفاسه…ونيران بصدره تحترقه بالكامل
وصل جاسر حيث جلوسه
– ماله الغزال مش رايق النهاردة ليه.. بقالي كتير بناديلك مابتردش غير شايف حمام السباحة فاضي
ظل ينظر بشرود وكأنه لم يستمع لحديثه ورغم شعوره بآلام تنخر بجسده بالكامل
رفع نظره لجاسر وتحدث بصوتا مكتوم
– جواد بيحب رُبى أختك… جلس جاسر بجواره مضيقا عينيه ثم أردف
– مين اللي عرفك… أنا لسة عارف بالصدفة من يومين…
استدار ينظر إليه وتكاد مقلتيه تخرج من محجريها وقلبه أوشك أن يتوقف من فرط الألم
– عرفت بالصدفة إزاي… شوفتهم مع بعض ولا إيه
لم يلاحظ كسره وحزن صوته… أجابه بهدوء رغم استشفافه لحالته
– كان بيسبح وكنت عايز تليفونه… طلبته منه ولما فتحه شوفت صورة رُبى وكان كاتب عليها
“ولم يكن القلب ينبض إلا بوجودك.. وإذا رحلتي رحل نبضي”
قالها جاسر وهو ينظر بشرود بجميع الأنحاء عندما شعر بالحزن عليه لأنه شعر بوجود شعور لديه لأخته
تسلل الرعب لقلب عز من كلمات جاسر.. هب واقفا متجها لسيارته… حاول جاسر الحديث معه ولكنه قاد سيارته بسرعة جنونية والحزن والغضب يعمي بصره وبصيرته.. شعور الغيرة احتل كيانه.. وشعر بنيران تغلى بأوردته تساقطت دموعه بغزارة عندما عجز عن البوح بما يشعر به
بعد مرور عدة أيام كان يجلس بالحديقة يقوم بإشعال سيجارة… وقفت جاحظة عيناها مما ترى… هرولت إليه سريعا ثم سحبتها من يديه بقوة ثم ألقتها
– أي اللي بتعمله دا ياعز إتجننت
رمقها بنظرة نارية ثم تحدث بغضب لأول مرة لها
– إزاي تتجرأي وتمدي إيدك وتاخدي حاجة مني بالطريقة دي
ارتجف جسدها كليا من نظراته وحديثه الشرس لها… ارتعشت شفتيها وتحدثت بحزن
– الكلام دا ليا أنا ياعز
ولاها ظهره وابتلع غصته التي تلهب حلقه
– اومال في حد تاني معانا… إياكي تسمحي لنفسك تاني إنك تمدي إيدك وتاخدي حاجة مني… وبعد كدا تناديلي زي مابتنادي لجاسر وجواد واوس… استدار ينظر لمقلتيها بقوة حتى يقضي على شعور الرأفة به
– إنتِ لسة عيلة مش مسمحولك تتخطي حدودك مع اي حد مهما كان
فرت دمعة من عينيها تسيل فوق وجنتيها وضعت كفها المرتعش عليها وأزالتها
ثم تحدثت ما أحرقه بالكامل
– وأيه كمان ياحبيب قلبي.. قول وموتني بكلامك
أنتفض جسده من كلماتها وأخفى عيناه الحزينة بنظارته الشمسية السوداء وابتسم بسخرية واكمل حتى قضى عليها بالكامل
– لا ماأنا نسيت أقولك ياروبي… مش أنا اكتفشت إني كنت بعيّل… ودلوقتي فكرت صح وحبيت واحدة بمستوى تفكيري وبينا سنتين بس… يعني تفهمني من نظرة… مش عيلة لسة في ثانوي وكمان بينا ست سنين كتير عليها لما تفهمني… طيب دي أتجوزها أعلمها ولا… ثم نظر لها بسخرية
– روحي اكبري شوية وبعد كدا شوفي حد قدك حبيه لو فعلا تعرفي يعني إيه حب
❈-❈-❈
هنا رعشة أصابت جسدها بالكامل ولكن رعشة موت… ليت ربها يستجيب لها ويزهق روحها بالحال كما زهقها هو بجبروته
تحركت لمنزلها دون حديث… تحركت كالتائه المشتت الذي لا يشعر بما حوله… حتى شعرت بجفاف دموعها… فلم تبكي ولم تتحدث… دلفت لغرفتها وسقطت بجسدها على الفراش كطفل صغير يحاوط نفسة… آهة حارقة خرجت من أعماق قلبها
والأصعب عليها عدم بكائها كأن الشعور والاحساس أختفى ولم تعرف عنه شيئا… أغمضت عيناها وذهبت بسبات عميق تمنت بعده ألا تفيق ابداً منه عندما شعرت بوخزات داخل قفصها الصدري… ورغم شعورها بالألم إلا إنها غفت بالكامل
فاق من ذكريات أيامه الاليمة
كاد يموت عندما منعها عمه عليها… يشعر بوخزات اليمة بصدرة.. أيعقل أن نظرة عيناها تعطيه رغبة في العيش والحياة..يتنفس لأنها تتنفس بجواره
إلى هنا لم يشعر بنفسه إلا وهو يذهب لمنزل عمه
بالاسكندرية
يجلس ريان بجوار عمر
– العيال دي منحوسة آه والله كل مانحدد على كتب الكتاب تحصل مصيبة… ألقى مابيديه على المنضدة
– جواد هيرجع النهاردة من فرنسا.. وكمان إلياس كلمني وهيرجع أخيرا
ضيق عمر عيناه
– اخيرا وحشنا والله الباشمهندس… قالك إيه أخبار الشغل في انجلترا ولا إيه… أيام الشقاوة وحشتني ياريو
قهقه ريان عليه ثم وضع يديه على المنضدة أمامه ونظر لعمر وأردف
– إلياس مش بتاع الحاجات دي يالا دا واحد ماشي في حاله… رغم بس الغربان اللي حواليه… كنت شفته مازال الشيخ إلياس بتاع المواعظ
فعل عمر مثله وتحدث رافعا حاجبه
– اكيد لازم يخرج عن المألوف مش صاحب ريان المنشاوي.. ثم نقر بقلمه على المنضدة وتحدث بشقاوة
– الولد عمر دا نحس طالع لأبوه… ارجع لتلاتين سنة لورا كدا وشوف إنت اتجوزت إزاي ياريو باشا
قهقه ريان عليه وتحدث بفخر
– تنكر بنات إسكندرية كانت هتموت عليا… لم يدعه يكمل حديثه وصاح بصوتا صاخب
– يانغم.. اين انتي.. ياأم عمر احضرينا فورا
هب واقفا واضعا يديه يكمم فمه
– يخربيتك وإنت فصيل يالا… لسة واطي زي ماانت
دلفت نغم بقهوتهما
– في إيه ياعمر… بتنادي فيه حاجة
دلك خصلاته ورفع جانب وجهه يضحك بسخرية على ريان الذي تغيرت ملامحه
رمقه ريان بنظرات ساخطة وأردف
– عمر بس بيستظرف ياحبي… شوفي بنته هتتجوز ومفكر نفسه لسة دمه خفيف
اتجهت نغم تجلس بجوار ريان
– ماهو عمر دمه خفيف… تنكر ياريان ولا إيه
صفق عمر بيديه وضحك بصوتا صاخب
– ياسلام اهو دا الكلام ياام عمر ياحبيبتي إنتِ
-حبك بورص ياحمار… قالها ريان بعيون غاضبة
وزعت نغم نظراتها بينهما
– مالكم في إيه وبعدين أنا عايزة اشتكي لعمر منك ياريان
ضيق عمر عيناه وتحدث باهتمام
– قولي يانغم عامل فيكي إيه وأنا أخد حقك منه
إستشاط ريان من داخله من طريقة نغم التي استفزته من حديثها مع عمر
– نغم قومي جهزي نفسك علشان هننزل القاهرة نقعد يومين هناك ونرجع على حفلة خطوبة عمر وسيلا
زفرت بضيق ثم قالت
– لما أشكي لعمر ولا علشان أنا وحيدة ماليش حد تتحكم فيا
هنا خرج ريان عن صمته وعصبيته التي حاول أن يتمسك بها
– تشكيني يانغم… تشكي جوزك.. ياااه لدرجة دي حاسة نفسك وحيدة وجوزك مفتري رايحة تشتكي منه
❈-❈-❈
نظر عمر إليهما بقلة حيلة
– فيه إيه ياجماعة ممكن تهدوا إحنا كنا بنهزر… قاطعهم دخول بيجاد
– عمو عمر وحشتيني فينك
بادله عمر سلامه
– بيجو حبيبي وحشني يالا فينك وإيه اخبار مزز الطيران
قهقه بيجاد عليه ثم تحدث:
– بيسلموا عليك
لكمه عمر وحاول أن يغير من اجواء الحديث التي صارت منذ فترة قليلة
اتجه بيجاد لوالده الصامت الذي يظهر الحزن والألم بعينيه
– بابا ممكن أتكلم معاك شوية… فيه موضوع مهم وضروري مينفعش يتأجل اكتر من كدا
وقف عمر مستأذنا
– طيب أنا يادوب أعدي على ماسة زمانها خلصت المرسم… ثم نظر لريان بمغذى
– روحوا غيروا جو في القاهرة شوية… سيلا بتشتكي منها وعايزة تنقل إسكندرية تاني… مش عارفة تتأقلم هناك بتقول زحمة ومفيش بحر
وقف ريان ليودعه
– فعلا القاهرة زحمة جدا… مفيش أحسن من جو إسكندرية… رغم إنها زحمة برضو بس مش زي القاهرة… ثم أكمل مستطردا
– معرفش ليه سيلا مُصّرة تروح تشتغل في الجامعة… ماالشركات هنا وبعدين دي مهندسة يعني… شغلها متاح
زفر عمر بحزن
– سيلا طيبة أوي ياريان مابحبش اضغط عليها عايزها تاخد قرارتها وتشوف نتيجة قرارها… أومأ ريان برأسه
ركب سيارته ثم أردف بهدوء
– ماتزعلش نغم ياريان… شكل الموضوع كبير اللي يخليها توصل إنها تكلمني… نغم عمرها ماكلمتني على مشكلة بينكم
نزل ريان بجسده ينظر له من نافذة السيارة
– زعلانة علشان الولاد هيسافروا… بس لازم يسافروا ياعمر.. روح إنت علشان متتأخرش على بنتك… وبعدين هتوصيني على حب حياتي يالا
دلف حيث وجود بيجاد ينتظره أمام المسبح
جلس أمامه ونظر بعمق وأردف
– فيه إيه وإيه الموضوع الضروري دا
أخرج بيجاد هاتفه ووضعه أمام والده وتسائل
– شوف الصورة دي كدا
دقق النظر ريان بها ثم ضيق عيناه وتسائل
– مش فاهم؟
ضجر بيجاد من والده فيبدو انه يفكر بشيئا أخر
– بص الصورة كويس يابابا…
ابتسم له ريان
– البنت جميلة أوي… إيه أخيراً هفرح بيك
رفع بيجاد حاجبه بسخرية وأردف بإحباط
– وبعدين يابابا… هو دا اللي فهمته من كلامي… وصلت نغم وهي تفرك يديها وتنظر لريان بحزن
– ريان ممكن نتكلم شوية… ثم ذهبت بنظرها لتلك الصورة التي ينظر إليها كلاهما
أمسكت الهاتف وتسائلت
– مين دي… قريبة غزل
هب بيجاد واقفا وإبتسم وظل يقبّل والدته
– مامتي الحلوة اللي جابت المفيد
ضيقت عيناها وهي تنظر لكلاهما
– ماله الولد دا
اتجه بيجاد لوالده وأردف بيقين
– دي غنى جواد الألفي
جحظت عين كلا من نغم وريان وأردفا بنفس الصوت
– مين؟
❈-❈-❈
بالقاهرة
وصل لمنزل عمه ويكاد جسد فقط بلا روح او ملامح تدل على إنه على قيد الحياة
قابله جاسر الذي ضمه بحزن على حالته المزرية… ذقنه النابتة وشعره الغير مرتب حتى ثيابه غير المهندمة
نظر إليه بقلة حيلة واردف
– نفسي أعرف إيه اللي حصل خلاك توصل للمرحلة دي… ضمه بحب أخوي وهمس له
– حبيبي والله اللي بتفكر فيه دا مستحيل يحصل لسبب بسيط… إنها بتحبك إنت
ناظره بنظرات مرتجفة
– مش عايز أفرق العيلة اللي أبهاتنا بتعملها من سنين ياجاسر… مش هقدر أخلي جواد يكرهني او عمتو مليكة تكره عمو جواد… الموضوع صعب فوق ماتتخيل
مسح دموعه وأردف
– خليني أشوفها بس ياجاسر حتى لو من بعيد
تنهد جاسر بوجع على صديق عمره… وصل أوس إليهما ثم جذبه للداخل وأمسك يديه
– تعالى معايا هخليك تشوفها ياعز… ثم لكمه لكمة خفيفة بصدره.
– تحب اختي يالا ومعرفش… كدا تخون ثقتي فيك… لم يكن يستمع إليه، فقط… دقاته العنيفة التي كادت توصل للجميع كلما أقترب لغرفتها
خرجت غزل من غرفة إبنتها بعد مااعطتها بعض الأدوية
وقف عز أمامها يترجاها بعيناه
– لوسمحتى ياطنط غزل والله خمس دقايق بس … نظر إليها كالغريق وجد ضالته لينقذه من ظلام قلبه
نظراته المترجية الحزينة… أصابتها بالآلام عليها… ولكن ماذا تفعل بعدما حرمه جواد من دخول بيته… وعرفت من جاسر بما صار
وقف يحاول أن يتخذ نفسا طويلا يشحن رئتيه بأكسجين الأمل.. عندما وجد تشتتها بالموافقة أو الرفض
أنتظر ردها طويلا.. كان قلبه يتمزق لأشلاء عندما منعه عمه من رؤيتها.. لم يعلم أنه سيشعر هذا الشعور المميت… حقا حينها تمنى الموت ولا إنه يبعد عنها.. ولكن كيف بعدما ماصار بينهما
خرجت غزل عن صمتها ومازالت تقف أمام غرفة إبنتها
– عز هتدخل تشوفها وتطلع على طول… لو عمك جه او شم خبر بإنك جيت هنا بلاش أقولك إيه اللي ممكن يحصل
تبسم لها وهز رأسه سريعا مقبّلا يديها
– شكرا انطي غزل… اشكرك… دلف سريعا إلى غرفتها… حاولت غزل إيقافه حتى ترتدي إبنتها حجابها ولكنه دلف سريعا وأغلق الباب خلفه
خطى إليها بخطوات متعثرة.. كانت تغض بنوما عميق…. خصلاتها متمردة حول وجهها وعلى وسادتها
جلس أمام فراشها على منكبيه ورفع يديه ممسدا على خصلاته… وانسدلت عبراته رغم عنه
شعرت بوجوده عندما استنشقت رائحته
ورغم ذلك ظلت مغمضة العينين عندما شعرت بإرتجاف قلبها من قربه… ولكن كيف يغيب عنه ذاك…
ظل يمسد على خصلاتها ويهمس بكلماته الحزينة
– عارف إني خذلتك… وعارف مهما أعمل مستحيل تسامحيني.. اقترب وهمس بجوار أذنيها
– رُبى نفسي أموت وأرتاح
فتحت عيناها سريعا وتساقطت دموعها وشهقت شهقات مرتفعة… ثم تحدثت من بين بكائها
– إمشي ياعز لو سمحت… إمشي أنا مسمحاك يابني عمي والله مسمحاك
هنا اصابته رغبة عارمة في إحتراق قلبه الذي فعل بها هذا… أراد أن يخرجه بخارج جسده ويقدمه لها كي تمزقه كما مزق قلبها بسكين بارد
– روبي ممكن تسمعيني حبيبي
أغمضت عيناه فهمسه لها يكاد يزهق روحها كلما تذكرت حديثه
– معدتش حبيبتك ياآبيه… عيلة بقى متعرفش تحب
وضع جبهته فوق خاصتها وأردف ببكاء
– روبي أنا بتمنى أموت ولا أبعد عنك… صدقيني مكنتش أعرف بعدك صعب أوي كدا
دلفت والدتها إليهما
– كفاية كده ياعز لو سمحت جواد لو جه ولقاك هيولع فيّا
دلف جواد وهو يستمع لحديثها
تسمر عندما وجده… أسرع إليه يجذبه من ملابسه بقوة
– إيه اللي جابك هنا يالا… أنا مش حرمت البيت دا عليك… إمشي أطلع برة
وقفت غزل بينهما وحاولت تهدئة زوجها
– جواد إهدى لو سمحت… قالتها عندما وجدت إرتجاف جسد أبنتها من هيئة والدها عندما جذب عز للخارج
دفع غزل وتحدث بغضب
– إنتِ لسة حسابك بعدين.. اطلع برة ياابن صهيب قالها جواد بصوتا صارخ مع دخول صهيب الذي وقف كالصنم مما أستمع من حديث أخيه
نظر صهيب لعز
– أمشي دلوقتي ياعز…
-” بابا ” أردف بها عز… صرخ صهيب على غير عادته قولت أمشي حالا
وقف جواد والحزن يتملك منه ولكن ماذا يفعل وكيف يواجه مايؤلم روحه بإبنته.. رفع نظره لأبنته التي تتخبأ بأحضان والدتها ولكن نظراتها عليه وحده
اتجه بنظره لعز وبدأ يفكر في حديثه منذ أيام… أيعقل هذا حالة شخص وجد حبه مع شخصا أخر… قبض على يديه بعنف
عندما شعر بمدى غبائه… ظل ينظر له بصمت حينها علم أن هناك مايخفيه عليه…
❈-❈-❈
سحب جواد صهيب من يديه ونظر للجميع
كله يخرج برة… ظل عز واقفا ينظر لتلك التي تبكي بأحضان والدتها… تحرك جواد إليها مقبلا جبهتها
– حبيبة بابي… عايزة تتكلمي مع عز،
ثم رفع يديها مقبلها
– آسف ياقلبي.. كفاية عياط دموعك بتدبحني ياروبي
وضعت رأسها بأحضان والدها
– عايزة أنام بحضنك بس يابابي لو سمحت مش عايزة أشوف حد ولا أتكلم… أقترب صهيب منه عندما وجد حالتها
ربت على كتفه ثم أردف له
– جواد هستناك برة…
أومأ جواد برأسه دون حديث
جذب صهيب عز من يديه
– تعالى سيب بنت عمك ترتاح وبكرة هتشوفها وعد مني… قالها وهو يضم وجهه بين راحتيه
هز عز رأسه برفض
– أنا طيارتي الساعة ستة الصبح يابابا… لازم أتكلم معها قبل ماأمشي
سيبه ياصهيب… أردف بها جواد الذي ضم ابنته لأحضانه
رفع كف غزل التي تجلس تبكي بصمت على حالتهما تذكرت ماضيها وحدثت حالها
ماذا فعلت لكي تصفعني هذه الحياة بقوة
ملس جواد على خديها
– حبيبي سيبينا لوحدنا شوية… رُبى عايزة تنام ثم همس لها تفتكري هتنام وهو موجود..روحي وأنا هسبهم شوية وجاي وراكي…قبلت يديه و
– ربنا يخليك لينا ياجواد
باليوم التالي ذهب للمشفى الخيري
دلف لغرفة استشاري الاورام
– دكتور طارق حمدالله على سلامتك… لسة عارف حالا إنك رجعت من السفر
جلس طارق وبمقابلته جلس جواد
– اهلا بحضرتك ياحضرة الظابط… وحشتني والله
ابتسم جواد..
– حضرة الضابط ايه…فيه بينا الكلام دا
ناظره طارق:
– وصلت لحد فين بالتريقة كنت دايما أسمع عن انجازاتك العظيمة
ابتسم جوادوتحدث بهدوء
– دلوقتي لواء الحمدلله وصلت في وقت قياسي كله من فضل ربي
ضيق طارق مابين حاجبيه
– إنت تستاهل أكتر من كدا والله…ربنا يباركلك…عندك كام ولد دلوقتي…وطالبتي النجيبة بسمع إنها بقت من أشهر الأطباء بالقاهرة
– غزل طول عمرها شاطرة وذكية وحضرتك عارف دا…وبعدين شغفها زاد للطب جدا بعد عدة ظروف مرينا بيها الحمدلله على كل حال
ربنا يوفقها ونشوفها أكبر استشارية في مصر ان شاء الله
أمن جواد على حديثه
تناول قهوته ثم نظر للدكتور
– يعني كل الاجهزة الطبية متاحة مش محتاجين حاجة
ابتسم له طارق
– والله ياجواد كل حاجه موجودة ربنا يزيدكم يارب… لو كنت عرفتني على المشروع العظيم دا كنت شاركت لو بجزء بسيط فيه
وضع جواد فنجانه الخاص
– والله إحنا بنبني مبنى تاني في الصعيد بس مش للأمراض المستعصية دا هيكون بالمجان للكشوفات والعمليات المتاحة
أومأ برأسه
– تمام ان شاء الله… هكلم الدكتورة تهاني وأشوف لو هتدخل هي كمان
قاطع حديثهما اتصال هاتفي
بعد إذنك دي بنتي لو ماردتش هتفضل تزن اتصالات
ضحك جواد ورفع يديه
– لا هتقولي عارف البنات دول طباعهم صعابين
– ايوة حبيبتي… انا في المستشفي الخيري
خلاص عدي عليا
وضع هاتفه ونظر متأسفا
– آسف ياجواد
هز رأسه وتحدث
– مفيش حاجة يادكتور.. بتعتذر على ايه
– دي ياسيدي غنى بنتي الوحيدة وكل طلباتها أوامر مستحيل ارفضلها طلب
“غنى” رددها جواد بقلبه قبل لسانه
ناظر اليه سريعا
– بنتك اسمها غنى
أومأ برأسه واكمل حديثه
-غنى وهي غنى عن كل حاجة
ترقرقت عيناه على ذكر محبوبته وتحدث
– غنى عن الحب وحرب الحياة ربنا يباركلك فيها… بعد فترة من حديثهما الذي كان الحاضر الغائب بعد ذكره لقرة عينيه الغائبة
قطع شروده دلوفها
– بابابي أنا جيت
هنا ارتفعت دقات قلبه كدقة عاشق غاب حبيبه ثم رجع بعد فترة… أغمض عيناه وسحب نفسا قبل ان يستدير للتي خطفت قلبه من صوتها الذي يشبه صوت والدتها
❈-❈-❈
بفيلا صهيب
وقف بغضب أمام إبنه الاصغر فارس
– كنت فين لحد دلوقتى
نظر للأسفل وتحدث بخجل
– آسف يابابا سهرت مع صحابي ونسيت نفسي
اقترب منه بعدما اشتم رائحة سجائره
– انت بتشرب سجاير
هز رأسه بلا وبدأ يتلعثم بالكلمات
– انا انا لا ابدا دا هو بس
رفع صهيب يديه وصفعه بقوة
– اطلع اوضتك وبعدين نتحاسب
نظر لنهى وتسائل
– الولد دا ممنوع من الخروج فهمتي… كفاية اللي غايب بقاله كام يوم معرفش عنه حاجة… يخربيت الحب وسنينه
أنا رايح لحازم المقموص دا كمان
بفيلا ريان
تجلس أمام التلفاز تشاهد بعض البرامج الأخبارية… دلف ريان إليها وهو ينظر بخبث
– حبيبي اللي، قاعد وبيسمع تطورات البلد
رفعت حاجبها بسخريه
– لا والله لسة فاكر.. أنسى يابن المنشاوي مهما تقول مش هصالحك
قهقه عليها وإقترب يلامس ثغرها مقبلا إياه
– يهون عليكي استاذك تزعليه.
استدارت للجانب الأخر
– متحاولش ياريان مهما تعمل
لامس وجنتيها بخديه وأردف بصوت متهدج ممزوج بمشاعره التي لم تتغير على مدى مرور السنوات
– وحياة نغمتي ماأقدر ازعلها.يارب أموت لو زعلتها
وضعت يديها على شفتيه
إسكت بتقول ايه…ربنا مايحرمني منك . اقترب مقبلا خديها ولامسه باصبعه
– ولا يحرمني منك حبيبي
لا مست كلماته اوتار قلبها الذي سرى به تيار كهربي نابع من عشقها الذي ألهب جميع حواسها بهيئته الجذابة لقلبها المسكين ثم تذكرت مافعله وتحدثت
– زعلانة برضو
رجع بجسده للخلف وهو يحاوطها بنظرته
– طيب اللي زعلان من حبيبه يلبس اللون اللي حبيبه بيحبه ويقعد يستناه
هبت واقفة وتحدثت بغضب مصتنع
– اولا انا مش مستنياك ثانيا بقى انا بحب اللون دا وعن اذنك
جذبها بقوة حتى أصبحت فوق ساقيه.. ثم رفع خصلاتها ومقبلا عنقها
– اللي زعلان من حبيبه هو هيصالحه ايه رأيك… بس حبيبه يذاكر كويس علشان تعبت من كتر النظري ياحبيبي
– لا والله نظري اومال لو عملي هتعمل إيه.. دا إحنا عندنا فريق كورة
ضحك بصوت مرتفع ثم فجأة التقط شفتيها حتى تلاشت انفاسهما
– لسة الكوتش والجماهير ياقلبي بس دول عايزين عملي ونظري يعني فيزيا مع فلسفة
وضعت يديها على وجهها
– ريان اتجننت إنت مش عايز تعقل دا انت عندك خمسة وخمسين سنة
حملها متجها للفراش بعدما صرخ بوجهها
– نعم يا ختي بتقولي كام… طيب هعرفك الخمسة والخمسين دول ايه
في فيلا عمر المصري
– يعني إيه يامرام مش فاهم
ربتت على يديه
– لو سمحت ياعمر ممكن تهدى علشان نعرف نتكلم
مسح على وجهه بعنف
– اهدى… ودي حاجة ممكن أهدى فيها.. ثم تحرك مغادر… وتسائل هي فين
– ياعمر استنى لازم نفكر الموضوع دا لازم نفكر علشان مانخصرش البنت
توجه إليها سريعا وطالعها بغضب
– مش عايز أقولك معرفتيش تربي بناتك يامرام… ماسة خلاص عيارها فلت ولازم تتربى… مسمعتيش بيجاد بيقول إيه
بفيلا الألفي
تجلس بغرفتها تطالع ألبوم صورها هي وأبنائها.. تبتسم بذكرياتها الجميلة بطفولتهما… ثم فجأة توقفت وبدأت دموعها تتساقط بغزارة عندما وقعت عيناها على تلك الصورة التي سقطت أمامها بالصدفة بعدما جمع جواد كل الصور المتعلقة بها واخفاها
قاطعها رنين هاتفها
– دكتورة غزل فيه حالة متعثرة جدا وطالبين حضرتك بالعيادة…
تمام يانورة أنا جاية حالا
عودة إلى المستشفى الخيري
دلفت إلى المكتب بخطوات متمهلة بعدما أشار والدها لجواد
– غنى تعالي اعرفك على صديق بابا من عشرين سنه
استدار ينظر لها ولكن وقف ينظر إليها كأنه يرى غزل إمامه بصغرها
أشار عليها وتحدث بصوتا مهزوز بعض الشئ
– دي بنتك… أقتربت منه تبسط يديها أمامه
– ايوة بنته… أسمي غِنى
رجفة بجسده بالكامل وبدأ يردد بعجز لسانه ولكن روحه ماذا؟
مستحيل أيعقل أن يكون الشبه بتلك الصورة… أم أصابني الجنون
رجع خصلاته للخلف بهدوء على عكس حالته التي يشعر بها
بسط يديه لأول مرة يشعر بهذا الشوق الذي يغمره.. هل هذا شوق الأبوة
ام ماذا يصير بي!!
ياالله ازل ألم قلبي
ظلت تنظر له بهدوء… على عكس شخصيتها المجنونة… ثم أردفت بصوتها
– بابي مين صاحبك دا أول مرة أشوفه
قالتها وهي ترمقه بنظرات أعجاب
أدى إلى توسع مقلتيه وهو يهز رأسه ويردف كالمجنون
– لا مستحيل… مش معقول
– نفس الصوت
ابتسمت ظنا من إنبهاره بها
أنا ياسيدي إسمي غِنى بس حضرتك ماقولتش إسمك إيه
قهقه طارق عليها
– شوف ياجواد.. زي ماقولتلك مجنونة… أهي دي ياسيدي بنتي المجنونة غِنى
رباي ماهذا الشعور الذي انقض على قلبي حتى شعرني بالحنين إلى إبنتي الغائبة
– إسمك جواد…. حلو الإسم اوي ياعمو..اوي…أول مرة اسمع الاسم الحلو دا
مطت شفتيها عندما تذكرت بيجاد ولا تعلم لماذا تذكرته هنا
جلست أمامه وأشارت إليه أن يجلس
ولكن حالته تائه… مشتت… غائب عن الحضور إلا سواها وحدها
ابتسم لها بحب لا يعلم لماذا تمنى أن يضمها لصدره ويستنشق رائحتها
تعرف يابابي
دون شعور منه أجابها
– نعم ياروحي
جحظت عيناها من رده السريع… فيما قطب طارق عيناه متسائلا
– اه صحيح ياجواد ماقولتليش عندك كام ولد
استدار بصعوبة ينظر لطارق.. لم يستطع رفع نظره من عليها
– عندي جاسر وأوس وياسين وربى… ثم توجه بنظره لها وكان عندي… هنا قاطع حديثه هاتفه الذي قام بالرنين
انسدلت دمعة وبدأت يديه ترتعش.. في تلك اللحظة دلفت الممرضة سريعا
– دكتور طارق.. المريضة في غرفة عشرين حالتها خطرة ودخلت في تشنجات
هب واقفا يعتذر من جواد
– آسف ياجواد شوية وراجعلك… ثم قبل رأس غنى وأردف
– حبيبة بابي شوية وراجع
أومأت برأسها وهي تطالع ذاك المتخبط
تعرف أسمك فكرني بواحد برضو إسمه حلو
– يناظرها ولا يستمع إليها… يحفر ملامحها بذاكرته
طرقت بأصابعها لعيناه
رفع نظره لعيناها… نعم إنها غزل
– بقول لحضرتك فيه واحد كمان إسمه حلو عجبني بالقاهرة… إسمه بيجاد
يعني جواد وبيجاد… أسماء رائعة
حاوطها بنظراته الصقرية
شفتاها… عيناها… ملامح وجهها البريئة… كان في غياب عن حديثها إلا من ملامحها فقط أمامه
أعاد الرنين مرة أخرى
مازال جسده يرتعش ولا يستطع السيطرة على نفسه حاول أن يمسك هاتفه… سقط من يديه
هبت واقفة سريعا واتجهت إليه أمسكت هاتفه وجلست على ذراع مقعده واضعة الهاتف على أذنه
– رد أنا همسلك الفون شكلك تعبان…لم يشعر إلا بقربها ورائحتها التي عبأت رئتيه
على الجهة الاخرى تحدث ريان
– جواد فينك إحنا في القاهرة عايزك ضروري
– تمام ياريان قالها باهتزاز
لم ينهي حديثه حتى اتصلت غزل
فتح الخط سريعا
– أيوة حبيبي… أنا جاي ياغزل حالا
أجابته:
– جود مالك حبيبي صوتك ماله
– كويس… استنيني هعدي عليكي في العيادة… “غزل ”
أردف بها ومازال يطالع التي تجلس بجواره ولم يفصلها عنه سوى أنفاسهما
– غزل وحشتيني أوي أوي
قالها مغمضا عيناه عندما شعر بانسحاب الهواء من حوله…
رفع يديه حتى يأخذ هاتفه… لامست يديها الناعمة كنعومة الأطفال
رفع نظره وتقابلت النظرات… هو بإشتياق ابوي أما هي شعور مختلف يغزوها لا تعرف ماهيته ولكن فسرته لشيئا آخر
ابتسمت بعيونها الجميلة وتسائلت عندما وجدت تخبطه ظنا لعقلها الصغير الذي صور إعجابه بها… حاولت الحديث معه
– مراتك إسمها غزل
وقف ولم يجبها كفى ماصار له ومايشعر به
❈-❈-❈
أمام الجامعة
خرج من كليته ينتظرها أمام الجامعة
أسرعت إليه
– واقف من زمان…
هز رأسه برفض
– لسة واصل… عاملة إيه وأخبار السكشن
– كويس
قطب حاجبه بدهشة
– إيه هو اللي كويس… يابنتي الهندسة دي متعة
أسبلت أهدابها متحاشية النظر إليه كي لا تتقابل بعينيه التي تقع صريعة له
– ياسمينا الأرض فيها كم حبة رمل
رفعت نظرها للأعلى قاطبة جبينها ثم تسائلت
– مش فاهمة… تقصد أيه
رفع حاجبه للأعلى وأشار بعينيه للأرض
– هتفضلي تبصي على الأرض كدا
ابتسمت بخجل…
تنهد بعشق لها.. ثم أشار لسيارته
– طيب يالة زمانهم مستنينا… باباكي كلمني خمسين مرة… قولتله إحنا جاين اهو… وطبعا حضرة البشمهندس ريان بيحسسني إني خاطفك
تهدجت نبرتها وخرج صوتها متقطع
– ماهو إنت خطفتني يابشمهندس… عندك شك في كدا
بسط يديه إليها.. عندما شعر بأن قلبه على وشك الخروج من مكانه من كلماتها البسيطة الذي اخترقته
وصل جواد لعيادتها وجدها تنتظره
نزل سريعا يضمها بقوة كأنها كانت غائبة لعدة سنوات
طوقت خصره وأردفت
– مالك حبيبي فيه إيه… نغم كلمتني وقالت هيروحوا عندنا
– غزل ضمني أوي… مش عايز أشوف حد.. خديني بيت المزرعة مش عايز حد غيرك

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تمرد عاشق 2)

اترك رد

error: Content is protected !!