روايات

رواية حياة مريرة الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم أمل صالح

رواية حياة مريرة الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم أمل صالح

رواية حياة مريرة البارت الرابع والعشرون

رواية حياة مريرة الجزء الرابع والعشرون

رواية حياة مريرة الحلقة الرابعة والعشرون

حضنتها عزة – يلهوي! وقعتِ قلبي، كنتِ فين ولا كنتِ بتعملي إيه؟
– كنت نايمة.
بعدت عنها عزة – نامت عليكِ حيطة يا كلبة..
حضنتها تاني – خضتيني يابت!
حضنتها رغد وهي مش فاهمة حاجة، بصت لجابر اللي بيبتسم وهو كاتم ضحكته عليها بالعافية، بعدت عن عزة اللي كانت متبتة فيها وكأنها هتضيع منها ودخلوا جوة.
قفل جابر الباب ودخل وراهم وهو بيتكلم بصوت عالي – عاملة كل دا عشان ثولتلك عايز اتجوزِك يا رغد!! أومال لو قولتلك إني ناوي أكتب على طول من غير خطوبة؟؟ هتوئدي نفسِك؟
لفتله عزة وردت بتهديد – ورحمة أمي في تُربتها لو نطقت كلمة كمان يا جابر لأحلف عليك ما تدخلها تاني.
عينه وسعت بدهشة – إيه إيه إيه.! شقتي دي لو مش واخدة بالِك؟
شدت عزة الكشاف منه وبدأت تثبته في مكان معين بحيث ينور المكان كله وهي بترد عليه – واخدة بالي، بس أنا خلقي ضيق ومش بحب الكلام الكتير، بعدين إحنا طالعين نطمن عليها.!
قعدت على السرير قصاد رغد وكملت بعناد وهي رافعة حاجبها – بت يا رغد، ماسمعش ردِك عليه غير بعد أسبوع.
ابتسمت رغد بتعب قبل ما تبص لجابر اللي اتحرك وشد كرسي قربه من السرير عشان يكون جنبهم، سند على رجليه بإيديه الاتنين وبصلها فبعدت عينها عنه بسرعة.
كانت عزة بترص الأكل اللي جابته ليها قدامها – كدا يا رغد يوم كامل ماتنزليش تطمينيني! بعدين نايمة من امبارح ليه؟ كل دا بسبب جابر يعني؟ لأ لو كدا يا حبيبتي تفكك منه، جابر ايه اللي يعمل فيكِ كدا؟
ضحكت رغد ضحكة صغيرة قبل ما ترد عليها وهي بتنفي براسها – مش موضوع جابر خالص يا طنط، أنا تعبت الصبح ومكنتش قادرة اتحرك من مكاني فعلًا..
اتعدل جابر في مكانه وبصلها بضيق من غير ما يقول حاجة في حين شهقت عزة – يلهوي! تعبتِ حصلك إيه؟؟
– نَشر في جسمي كله مقدرتش أقوم ففضلت نايمة، غطيت نفسي وخلاص بحيث لو سخونية أعرق ويروح التعب.
ربّع جابر دراعه واتكلم بجدية وصوت حاد نوعًا ما – كان أولى تكلمي حد فينا يا رغد، لو كان دور شديد شوية كنتِ هتعملي إيه؟!
عقبت عزة على كلامه – مثلًا! يابنتي أنتِ عبيطة يابنتي؟ دا تعب يا ماما دا تعب، مفيهوش هزار.
بصت رغد لعزة وهي متعمدة ماتردش على جابر – الحمد لله يا طنط جت سليمة المرة دي، إن شاء الله لو اتكررت تاني هكلِمك على طول.
– وأنا لسة هستنى لما تحصل تاني، أنتِ تجيبيلي النسخة اللي كانت معايا في الأول، بعد كدا لو مانزلتيش هتلاقيني نطالِك هنا.
– ان شاء الله، آكل بقى؟
بدأت تأكل وهي بتحاول تبعد نظرها عن جابر اللي مراقب تصرفاتها الغريبة بإستغراب، سند بضهره على الكرسي ورا وقال وهو شايفها بتاكل بسرعة وبتوتر – براحة يا رغد لتاكلي المعلقة بالغلط، محدش بيجري وراكِ!
بصتله عزة – ما براحتها!
طبطبت على رجل رغد – كُلي يا كبدي بكيف كيفِك وسيبك من الواد ده.
أكلت رغد وخلصت فقامت عشان تغسل إيدها، عايزة تهرب من الدايرة بأي طريقة، وجوده في مكان هي موجودة فيه بقى بيحسسها بعدم الراحة والتوتر.
بصت للمرايا بعد شطفت إيدها واتكلمت بثقة – وفيها ايه يعني! دا جابر اللي أنا عايشة معاه من ٦ شهور، ايه اللي جَدّ يعني؟
نشفت إيدها وطلعت بذات الثقة، وبمجرد ما بقت على أعتاب الأوضة الثقة دي اتبخرت، قعدت في مكانها بصمت استمر لأكتر من ٥ دقايق، كلهم ساكتين.!
اتحمحم جابر بصوت عالي مُلفت لعل حد يتكلم ويفتح أي موضوع ولكن محدش اتخلى عن صمته وقال حاجة.
عزة بصت لرغد – المهم يعني أنتِ كويسة؟
– الحمد لله يا طنط بخير.
– في حاجة تعباكِ طيب؟
– لأ والله كويسة!
هزت عزة راسها ورجعت لورا، وعادوا لصمتهم مرة تانية، شوية واتكلمت عزة تاني وهي بتحاول تقول اي حاجة – لأ بس أنتِ كويسة صح؟
ابتسمت رغد بإستغراب – آه الحمد لله زي الفل والله.
– طب الحمد لله.
بصلهم جابر وقال بخنقة – بقولكم إيه، هو الكلام خلص ولا إيه؟ مالكم؟ لزمتها إيه طلعتنا طالما هنفضل ساكتين كدا؟؟
ردت رغد بسرعة مستغلية الفرصة – على فكرة يا جابر أنت ممكن تنزل أنت، كدا كدا طنط معايا والنور كلها نص ساعة ويجي فملوش لزمة قُعادك.
ابتسم بسماجة وهو يريح ضهره لورا – لأ فكك مني أنا زي الفل كدا، المهم بقى قوليلي النداهيين دول شكلهم إيه؟؟
برقتله بتحذير عشان يسكت قبل ما تبص لعزة اللي سألتها – نداهيين؟ نداهيين إيه؟؟
ردت بإرتباك وكلمات غير مرتبة بالمرة – دا .. دا كان فيلم اتفرجت عليه وكنت بحكي لجابر عليه.
– اسمه ايه دا؟ عربي ولا أجنبي؟
رفعت حواجبها بإستغراب – هو ايه؟
– يوه! الفيلم يا رغد.
– آه آه الفيلم، الفيلم ياستِ كان بقى ايــــه….
بصتلها عزة بترقب وجابر كان متابع الورطة اللي حطها فيها باستمتاع، اتكلم وهو بيقلدها – كان إيـــــه؟؟
ابتسمت بغباء – كان حلو.
– لأ يا رغد أنتِ شكلِك تعبان بجد! وريني دماغِك كدا.
حطت عزة إيدها فوق راسها ورجعت مكانها تاني – الاه! أنتِ كويسة أهو!
– أصل أنا لما ابقى عايزة أنام بقول كلام مش مفهوم.
اتعدل جابو في قعدته بملل – بقولك إيه يا رغد..
بلعت ريقها وهي شبه عارفة هو هيتكلم فى ايه، بصتله فكمل – آه ولا لأ؟
– على ايه؟
ضربته عزة في رجله وردت عليها عنه وهي بتبتسم لرغد – هيكون على ايه يعني؟ داهو كان عايز يشتري چاكت من اللي طالعين موضة اليومين دول، بس أنا قولتله لأ مش حلو فهو بياخد رأيك يعني…
حط جابر إيده قصاد أمه ورجعها لورا – استنى يامّا..
بص لرغد – ها؟ أنا متأكد إن أنتِ فاهمة إحنا كدا طولنا أوي!
ردت عليه رغد بعصبية – أنت بتعمل كدا ليه يا جدع أنت؟ مكلمني امبارح وعايزني اصحى الصبح أرد عليك؟ الطبيعي تسيبني أقل حاجة أربع أيام مش تفضل تزن في الرايحة والجاية كدا!!
خلصت فبصلها هدوء وبرودة أعصاب، اتنهد – ماشي، قولتي إيه برضو؟ إيه ردِك؟
رفعت عزة رجليها ونزلت بيها على رجل جابر اللي زعق بألم – آآه، ياست عزة قولنا ١٠٠ مرة نبطل حركات العيال دي! آآآه إيه دا؟؟ وأنتِ…
بص لرغد وكمل بعصبية – أسيبك ٤ ايام دا يا حبيبتي لما ابقى واحد غريب، إنما أنا جبورة ولا داعي للتعريف فننجز بقى عشان أنا ماصدقت أبويا وافق أصلًا!
كانت بتسمعه بعصبية باينة على تعابير وشها، ومع آخر جملة بدأت العصبية تتلاشى وحل محلها دهشة وهي بتسأله – عمو فتحي وافق؟
ضرب بايد على التانية – آه يختي وافق، ها مش هتسمعينا موافقتِك بقى؟
– يابني براحة يابني! يابني واحدة واحدة!
– استني أنتِ يامّا قولت! أديني بتناقش أهو.
ربعت رغد إيدها – ماشي ولنفترض إني وافقت، هتعمل ايه بعد كدا؟ في قرايبي المفروض يعرفوا، في امي….
قطعت كلامها قبل ما تكمل بصوت واطي – هي كمان لازم تعرف….
بصتله – في حاجات كتيرة مش كاملة، الوضع اللي احنا فيه عشوائية جِدًا ومحتاج ترتيب.
اتنهد بتعب – مش محتاج منِك غير “آه” يا رغد، كل اللي فات دا عليا وكله مش هياخد غلوة في ايدي، أنا مش عاجبني حالنا، أنا من ساعة ما حسيت بمشاعر ناحيتِك وأنا بحاول بقدر الإمكان أتجنبِك، وجودنا سوا لوحدنا في نفس المكان وأنا وأنتِ عارفين ان علاقتنا مش زي الاول وإن التفكير اتغير يبقى لازم ناخد خطوة، أنا مش عيّل يا رغد وبلعب او بتسلى، أنا عايزِك تكوني حلالي!
– بس أنا أوضاع دي متعجبش حد! واحدة هربانة من بلدها كلها مش من البيت، علاقتي بعيلتي كلها قريب وبعيد مش كويسة، طالع عليا كلام لو حد معه عمره ما يفكر يقرب مني..
رد بإنفعال – وأنا مالي؟!!!
كمل بهدوء وعقلانية – أنا ليا الأسباب، سبب هروبِك إيه؟ سبب علاقاتِك المش كويسك إيه؟ الكلام اللي طالع أنا وأنتِ عارفين أصله، بتقكري كتير ليه وبتتعبي نفسِك بالتفكير ليه؟
بصتله بصمت وعيونها اتملت دموع بتلقائية، جابر رجع اتكلم تاني – رغد …. أنتِ مش وحشة ولا، أنتِ أنقى حد أنا عرفته وعشان ملكيش شبيه ولا حد يشبهِلك حبيت أكون أنا اللي أفوز بيكِ، ابقى ماشي معاكِ فخور إن أنا خدتِك، خدت شخص مميزات مفيش منه اتنين.
النور جِه…
بدأت تعيط فرجع لورا يبصلها وهو مش فاهم برضو سبب عياطها، وهي اتكلمت من وسط عياطها وشهقاتها – أنت .. أنت كدا هتخليني … هتخليني أوافق.
ابتسم – دا يألف نهار أبيض!
بص لعزة اللي كانت متابعة الحوار وهي بتبتسم ببلاهة وكأنها بتتفرج على فيلم رومانسي – ما تسمعين الصلاة على النبي ياما وزغروطة حلوة كدا!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حياة مريرة)

اترك رد

error: Content is protected !!