Uncategorized

رواية غزوة حب الفصل الثامن عشر 18 بقلم أسماء إيهاب

 رواية غزوة حب الفصل الثامن عشر 18 بقلم أسماء إيهاب

رواية غزوة حب الفصل الثامن عشر 18 بقلم أسماء إيهاب

رواية غزوة حب الفصل الثامن عشر 18 بقلم أسماء إيهاب

التفتت فيروز هي الاخري علي صوت ذلك الكعب النسائي الذي يدق بـالارض بـايقاع رتيب صدمت و احتل الذهول ملامح وجهها ابتعدت عن والدها و هي تنظر الي تلك السيدة التي تتقدم منها بـهدوء و لم تنتبه لها بعد سيدة رقيقة و كأنها فراشة تطير فوق الورود و المذهل انها تشبهها بل و كأنها تري نفسها بـالمراه لكن دون حجاب استمعت الي صوتها تتحدث بـصوت رقيق هاتفه بـالخادمة بـهدوء : 
_ ميرفت جهزي الغدا 
هزت الخادمة رأسها بـاحترام هاتفه بـطاعة : 
_ حاضر يا هانم 
تحركت الخادمة لـ تلتفت السيدة الي زوجها و من معه لـ يلفت نظرها تلك الفتاه الواقفة بـجواره ارتجفت شفتيها بعد جسدها و هي تتحدث بـخفوت :
_ ايلين 
بعد تلك الكلمة لم تستطع قدمها ان تحملها اكثر لـ تسقط علي الارض فاقدة للوعي ركض نحوها سريعاً السيد عبد العزيز يجثو علي ركبتيه امامها جذب ذراعها حتي استند ظهرها علي ذراعه و هو يهمس قائلاً : 
_ ندي ندي فوقي بنتنا رجعت فوقي 
تقدمت فيروز المصدومة منها بعد أن رأت شهاب يتحرك اتجاهها استندت علي الاريكة حتي تصل للارض غير قادرة علي استيعاب اي شئ الآن عاونها شهاب علي الوقوف و هو ينظر إليها بـهدوء نظرة تعلم جيداً انها مطمئنة تبث الامان لها تحتضن قلبها المفتور ، نظرت الي والدتها التي استطع اخيراً السيد عبد العزيز ان يجعل تستفيق استمعت اليه يهمس مبتسماً : 
_ الحمد لله فاقت .. انتي كويسة .. ندي
هزت رأسها بـايجاب بـبطئ و ضعف شديد ثم التفتت نحو فيروز بـأعين دامعة و بـلهفة قلب ام قد اشتاقت لـ فلذة كبدها وقفت سريعاً دون وعي منها انها تتحرك بـالاساس قامت بـاحتضانها و الاخري لا تشعر بـأي شئ جسدها مجمد تشعر بـبرودة تسير بـكامل جسدها جفنيها يثقلان رويداً رويداً لا تصدر اي ردة فعل حتي انها لم تبادلها احتضانها ، شعر شهاب بها انخفض ضغطها يعلم هذا جيداً فهو يعلم ادق تفاصيلها اكثر منها يعلم انها حين تضارب مشاعرها لا تستطيع ان تفعل شئ لـ تأخذها نوبة من التجمد حتي تسقط فاقدة للوعي ، اتجه نحوهم حاول تفرقت السيدة ندي عنها و هو يقول بـ تهذب : 
_ معلش يا طنط .. فيروز هتقع حالاً
ابتعدت ندي لـ تطمئن عليها و بـالفعل كانت عينها تغرب و تنفس يثقل امسكت بـيدها بـقلق في حين تقدم السيد عبد العزيز منهم يستند فيروز حتي جلست علي الأريكة و هو الي جوارها من طرف و زوجته جوارها من طرف اخر و يراقب شهاب حالتها و هو يتحدث بـهدوء :
_ هتبقي كويسة دلوقتي 
بـالفعل ما ان مرت خمس دقائق حتي استطاعت فيروز ان تعود الي طبيعتها و هي تتنفس بـهدوء حتي انحني شهاب قليلاً بـجذعه العلوي يتفحص عينها الذابلة من كثرة البكاء و هو يتحدث بـتساؤل :
_ انتي كويسة يا فيروز 
تحركت بؤبؤت عينها في جميع الاتجاهات لـ يعتدل هو بـوقفته و قد اطمئن انها بخير ، ربتت السيدة ندي علي كتفها و هي تقول بـابتسامة عريضة و قلبها يتراقص فرحاً : 
_ انا قولت لعبد العزيز انك راجعة 
احتضنتها من جديد تستنشق رائحتها بـاشتياق و قلب مفتور ، رفعت فيروز عينها تناجيه و تبث له بـصمت عن خوف قابع اعلي صدرها هز رأسه يطمئن خوفها الظاهر بـملامح الجميلة حتي الآن لا تصدق و لا تعلم كيف تبدي ردة الفعل المفترضة هل لها ان تسعد ام ان تقبض و تخف و تشعر بـالرهبة همست أخيراً بعد ان بللت شفتيها بـطرف لسانها عدة مرات دليلاً علي جفاف حلقها قائلة بـتلعثم :
_ يعني انا بنتكوا بجد 
هزت ندي رأسها عدة مرات بـايجاب و هو تقول بـبكاء حاد : 
_ أيوة يا حبيبتي ايوة يا نن عيني اخيراً شوفناكي 
نظرت اليها فيروز الي عينها التي تشبه اعينها حتي وجهها المستدير و انفها الدقيق و كأنها تري نفسها بالمراه همست مدققة بـملامحها : 
_ انا ازاي شبهك اوي كدا 
ابتسم عبد العزيز مع زوجته و هو يضمها اليه قائلاً بتساؤل :
_طارق هو اللي لقاكي صح طارق وعد ندي انه يلاقيكي و لما خلاص هيلاقيكي و عرف مكانك عمل حادثة كبيرة و من يومها و هو في العناية المركزة 
وقفت ندي و امسكت بـيدها تجذبها و هي تقول بـلهفة : 
_ تعالي معايا في كلام كتير اوي عايزة اقولهولك و عايزة اوريكي اوضتك كنت كل سنة اظبطهالك و اجددها 
وقفت فيروز مشتتة تنظر الي شهاب و هي تقول :
_ لا انا هروح اجيب حاجاتي و …
تحدثت ندي من جديد بـحماس :
_ لا انا جيبالك هدوم و كل حاجة في اوضتك انا كنت متأكدة انك راجعة لحضني عشان كدا جبت كل حاجة ليكي كل اللي تتمناه اي بنت موجود في اوضتك 
نظرت نحو شهاب تسأله بـعينها لـ يبتسم لها بـحنان يؤكد ان تفعل ذلك الا ان اوقفها صوت عبد العزيز قائلاً بتساؤل مشير الي شهاب : 
_ اومال مين دا ؟ 
صمتت فيروز و لم تعلم بـماذا ترد علي هذا السؤال الا ان ابتسامة واسعة ظهرت علي ثغر شهاب و هو يمد يده نحو عبد العزيز الذي بادله مصافحته في حين تحدث شهاب قائلاً بـبساطة :
_ انا دكتور شهاب النجار و بحب فيروز قصدي ايلين 
اتسعت اعين فيروز بـصدمة من صراحته في حين أصدرت ندي صوت مذهول بـمرح و ينظر اليه عبد العزيز بـتدقيق لـ تهز هي رأسها بـضيق و تلتفت عنه غير قادرة علي الحديث لا تعارض و لا توافق بـذات الوقت هي لم تحدد موقفها الي الآن و لكن لازال شعورها بـالامان يكون اقوي و هي معه لكن قد اصبح الحاجز بينهما لا يهدم و اصبحت الامور اكثر تعقيداً 
**********************************
وقف حسام امام والدته و هو يلهث بـغضب بعد ان عاد من المشفي و علم ما فعلته والدته بـزوجته هو بـالفعل لا يعلم سر كره والدته لها و لكن ان تجعلها الكراهية تصل ان تصيبها بـجُرح بالغ في رأسها وقفت هي امامه بلامبالاه رغم معرفتها بـأنه قد علم بما فعلت لـ زينة الا انها لا تمانع ابداً ان تفصح عن ذلك بـكل جراءة ، ابتلع حسام ريقه و هو يتنفس بـقوة يشير بـسبابته نحو والدته قائلاً بـغضب حارق : 
_ عملتي كدا في زينة لية يا ماما عملت فيكي اية لكل الكره دا 
لم ترد و لم تتحدث والدته و هذا اثار جنونه اكثر لـ يمسك بـالمزهرية الموجودة اعلي الطاولة يلقيها علي الارض بـعنف لـ تتهشم و تصبح فتات و هو يصيح بها بـأعلي طبقة من صوته و قد برزت عروق رقبته بـانفعال واضح :
_ ردي عليا عايزة اية مننا عايزة تفرقيني لية
امسك بـمزهرية أخري يلقيها علي الارض و هو يصرخ بها :
_ دا انا مصدقت اننا اتجوزنا انتي عايزة مني اية 
وقفت امامها يشدد علي قبضة يده و هو يقول : 
_ بتكرهي مراتي لية رد عليا عايزة منها اية متسكتيش اتكلمي 
تأففت نبيلة بـضيق و هي تلوح بـيدها و ما كادت ان تغادر الا انه تحرك مرة أخري يقف امامها و هو ينظر اليها بـأعين غاضبة قائلاً : 
_ لا مش هسيبك غير لما تردي عليا 
نظرت إليها و قد فقدت السيطرة علي اعصابها لـ تصيح به بـقوة و دون وعي للـحديث الخارج منها :
_ عشان عايزة تخدك انت كمان عايزة تبقي زي أمها عايزة تأخد ابني زي ما امها اخدت حمدي مني 
اصابته كلمتها في مقتل عقد حاجبيه بـعدم استيعاب ابتلع ريقه بـصعوبة بالغة و هو يتحدث اليها قائلاً :
_ انتي بتقولي اية يا ماما
صُدمت من ما قالت لا تعلم كيف تسرعت و تحدثت عن ما دفنته داخلها لـ سنوات عديدة ، صوت تنفسه اصبح مسموع و كأن جبال قد جثي فوق صدره و سوف يقتله بـالاختناق ابعدت نبيلة بصرها عنه بـتوتر لـ يتحدث حسام بـصدمة :
_ بتقولي اية اية اخدت حمدي مني دي 
لم ترد نبيلة بل انها تريد ان تنشق الأرض و تبتلعها حيث تختفي من امام نظرة ابنها المصدومة بها احتدت ملامح وجهها و رفع سبابته امام وجهها و هو يصرخ : 
_ مش هعدي اي حاجة حصلت علي خير و كلمتك دي بالذات و من النهاردة مش هقعد معاكي هنا 
خرج غالقاً الباب خلفه بـقوة و قد ثقل تنفسه و أصبح يتنفس بـشكل هستيري واضعاً يده علي صدره و الضيق و الاختناق يأكله و يكاد يقتله لـ يتوجه خارج البناية 
**********************************
حضرت هناء حقيبة بها كل ما يخص ياسمين متحضرة للـعملية التي سـتجريها اليوم ، مسحت دموعها التي تهبط دون توقف و هي تغلق سحاب الحقيبة جلست جوارها علي الفراش تبكي واضعة يدها علي فمها ابنتها و فلذة كبدها موجودة بـعيادة الطبيب تتجهز لاجراء عملية اما ان تشفي و تصبح كما في السابق اما ان …
توقفت عن التفكير و هي تضع يدها علي رأسها كل شئ يتحطم امام عينها حتي فيروز خرجت من المنزل تاركة ورقة مدون عليها انها سـتذهب الي عائلتها الحقيقية و قد خسرتها للابد خرجت من آه متألمة من اعماق قلبها قبل ان يُفتح الباب و يدلف الي الداخل زوجها العزيز تقدم منها اكرم بـهدوء ازاح الحقيبة عن جوارها قليلاً و جلس هو الي جوارها يضمها اليه في حين هي اندفعت تشدد علي ضمه لها و اطلقت العنان لـ دموعها التي تسيل بلا توقف ، مسد علي رأسها و هو يقول بـهدوء :
_ كفاية كدا موتي نفسك من العياط 
شهقت بـبكاء عدة مرات و هي تقول بـتلعثم من بين دموعها المتساقطة : 
_ اعمل اية يا اكرم الدنيا ادربكت ياسمين و هتعمل عملية كمان ساعة و فيروز اللي مشيت و مش عارفة عنها حاجة حياتنا اللي اتشتت و علاقتنا اللي مش زي الاول انا معدتش مستحملة دماغي واقفة و مش عارفة افكر 
ظل هو يمسد علي رأسها و يتحدث اليها بـلطف و لين حتي بث لها الهدوء و خفف من حدة بكاءها مسح دموعها بـحنو و هو يهمس : 
_ قومي اغسلي وشك يلا 
امسكت بـيده ترجوه و هي تتحدث ناظرة الي عينه :
_ هتيجي معايا لياسمين عشان خاطري يا اكرم تعالي معايا 
صمت اكرم و لم يرد بل ازاح عينه عنها و لكنه تفاجأ بها و هي تمسك بـيده و تقبلها تهمس بـرجاء : 
_ ابوس ايدك يا اكرم تعالي معايا و متسيبش ياسمين لوحدها 
جذبها اكرم حين كانت تمسك بـيده لـ يحتضنها يهز رأسه بـموافقة لها حتي تهدئ و بـالفعل بدأت بـالهدوء و كأنه حاوطها بـالامان بـذهابه معها دفعها برفق الي المرحاض و عاد لـ يحمل الحقيبة و قد ادمعت عينه بـحزن شديد فـهي بـالاخير ابنته مهما فعلت صار خارج الغرفة و قد شق الحزن صدره لـ يأخذ زوجته متوجهين نحو العيادة الموجودة بها ابنتهم لاجراء العملية 
**********************************
انتهت ندي من سرد كل ما حدث معها الي ابنتها بعد ان اختطفت الي الآن و كم سعادتها حين اخرجها طارق قبل الحادث انه قد وجدها و حين اعاد عليها تلقي هذه الجملة بعد شفاءه ، تنهدت بـراحة و هي تجذب فيروز اليها بـقوة تحتضنها و هي تبتسم بـسعادة غامرة لـ تبادلها فيروز احتضنها بـهدوء هي لم تستوعب حتي الآن انها انتقلت من العائلة التي عاشت طيلة حياتها معها الي عائلة جديدة لا تعلم عنها شئ فقط سردت لها والدتها ما حدث بعد اختفاءها و انها سيدة مجتمع راقية داخل الاوساط اما والدها فهو عضو مجلس الشعب سابقاً و الآن يعمل في شركته الخاصة التي أسسها والده من قبل اما عند اخيها الاكبر الذي علمت به الآن فهو خارج البلاد متزوجة من امراه اجنبية و يعمل بـالخارج ، ابتعدت فيروز قليلاً عنها تتحدث إليها بـهدوء : 
_ ممكن تقوليلي يا فيروز مش ايلين 
نظرت اليها ندي بـاعتراض و ما كادت ان تتحدث حتي قاطعتها فيروز من جديد بـرجاء :
_ ارجوكي انا عارف انك سمتيني ايلين عشان بتحبي الاسم دا بس من فضلك انا عايزة اسم فيروز
ابتسمت ندي و هي تمسد علي وجهها بـلطف تهز رأسها بـايجاب و هي تقول : 
_ حاضر يا حبيبتي
استمعت الي صوت طرقات علي باب الغرفة لـ تأذن للطارق بـالدخول لـ يدلف والدها مبتسماً تقدم منها قبل قمة رأسها ثم ربت بحنو علي كتفها قائلاً بتساؤل :
_ ناقصك حاجة يا حبيبتي عايزة حاجة
هزت رأسها نافية بـابتسامة لطيفة لـ يجلس جوارها علي الفراش و هو يتحدث قائلاً :
_ انا هعمل حفلة بمناسبة رجوعك لينا بالسلامة يا ايلين تحبي تبقي امتي
_ فيروز
نطقت سريعاً ثم تنحنحت قائلة :
_ فيروز من فضلك يا
صمتت تتنفس بـهدوء ثم همست من جديد بـبطئ :
_ بابا 
انفرجت اسارير عبد العزيز حين نطقت بـنداء الابوه ثم هز رأسه بـايجاب مكملاً : 
_ ها تحبي الحفلة امتي 
هزت رأسها بـنفي و هي تتحدث بـاعتراض : 
_ ملوش لازمة الحفلة يعني لو حضرتك تعمل حاجة خير يبقي احسن يعني تساعد شاب يتجوز او تتكفل بأطفال ايتام 
ابتسم و هو يربت علي كتفها قائلاً : 
_ مانا هعمل الحاجتين اعمل بس بسألك علي ميعاد الحفلة حسب ما ترتاحي عشان الحفلة دي عشانك اصلاً 
_ معلش ممكن بلاش الحفلة هبقي مضايقة 
تحدثت فيروز بـتعقل لـ تتدخل ندي قائلة لـ زوجها : 
_ خلاص بقي يا دودو اللي يريحها 
نظر اليها زوجها مطولاً يبتسم بـاقضاب و هي تعلم سبب ضيقه هو الاسم التي تطلقه عليه من الحين للاخر ثم التفت الي فيروز و هو يقول : 
_ قوليلي بقي يا حبيبتي دراستك اية عرفت من طارق انك دكتورة دكتورة اية 
ابتسمت فيروز قائلة : 
_ ايوة خريجة السنة دي من كلية طب اسنان و بشتغل في مستشفى خاصة لواحد صاحب بابا
نظرت اليه بـخوف ان يتضايق لـ كلمة “بابا” لـ تقول :
_ قصدي يعني بابا عشان هو اللي رباني و كدا
هز عبد العزيز رأسه متفهماً ذلك جيداً و هو يقول :
_ اوك يا حبيبتي حضري نفسك بقي انتي و ماما عشان هنخرج نتعشا برا
امسكت فيروز بـحجابها الملقي علي الفراش جوارها و هي تقول :
_ انا هلبس الحجاب و هبقي كدا جاهزة 
اشارت ندي الي خزانة الملابس و هي تقول : 
_ يا حبيبتي البسي اي حاجة جديدة من الدولاب 
عضت شفتيها بـاحراج و هي تقول : 
_ ما هو بصراحة اللبس كله مش هيبقي مناسب مع الحجاب 
ابتسم عبد العزيز و هو يقف عن الفراش قائلاً : 
_ طيب انا هروح اجهز و قبل ما نروح المطعم هنروح نجبلك كل اللبس المناسب ليكي 
انحني يقبل رأسها ثم اعتدل بـوقفته متنهداً بـاريحية غير طبيعية بعد ان شعر بـانفاس صغيرته بـذات المكان كم اشتاق الي الصغيرة التي دائماً ما كانت متعلقة بـرقبته لقد وعد نفسه انه سـيعوضها عن كل يوم كانت به بعيدة عنهم
**********************************
تجلس هناء مع زوجها بـانتظار صغيرتهم ان تخرج من غرفة العمليات و يطمئنون عليها كان قلب هناء ينقبض و ينبسط بـطريقة جعلت متضايقة و بشدة امسكت بـيد زوجها الذي ضم كفها بـكف يده و استمر الانتظار حتي خرج الطبيب من غرفة العمليات يبدو عليه الارهاق لـ يندفعا نحوه للاطمئنان علي حالة ابنتهم في حين تحدث اكرم قائلاً : 
_ طمنا يا بني الله يرضي عليك 
تنهد الطبيب قائلاً بـجدية :
_ مخبيش عليكوا يا جماعة الوضع حرج جداً 
ضربت هناء فوق صدرها و هي تقول : 
_ يعني اية 
هز الطبيب رأسه بـأسف قائلاً : 
_ ادعولها يا جماعه ان الساعات الجاية تعدي علي خير 
غادر الطبيب و التفتت هناء الي اكرم تصرخ بـخوف قائلة : 
_ يعني اية يعني اية يا اكرم يعني ايـــة 
صمت اكرم ينظر الي الاسفل بـحزن لـ تمسك بـياقة قميصه تشدد عليها و هي تقول : 
_ رد عليـــا يا اكــرم رد عليـــا متــســبــنــيـش  كــدا 
مسد علي كتفها و هو يقول بـهدوء رغم الألم بـداخله :
_ ادعيلها يا هناء بنتك مش محتاجة زعيق محتاجة دعوة 
انهارت قواها و اسحبت يدها عن ياقته و جلست علي المقعد تدفن وجهها بين راحتي يدها و صوت بكاءها يمزق نياط قلبه داعياً الله ان ينجي وحيدته
***********************************
طرق حسام باب غرفة زينة بـقوة و هي تجلس علي الفراش تبكي واضعة يدها علي فمها امسك حمدي بـيده و هو يقول بـحدة : 
_ خلاص يا حسام بقي ارجع بيتك 
نظر اليه حسام و هو يقول بـصوت مرهق : 
_ انا مليش دعوة بـأمي يا عمي الله يخليك متعملش فيا كدا خليها تفتح و تبطل الهبل دا
وقف حمدي ينظر اليه و من ثم تحدث قائلاً :
_ المرة دي مش زينة اللي هتبعد عنك بس يا حسام انا كمان هقف معاها و هطلقها 
لوح حسام بـيده بـعصبية شديدة و هو يصرخ بـانزعاج : 
_ مش مطلق و دي مراتي و مش هتقدر تخليني اطلقها بالعافية 
ثم بدأ بـالطرق علي الباب بـقوة اكبر و هو يصرخ بها بـغضب : 
_ افتحي يا زينة محدش هيقدر يقرب منك و انا عايش و الله ما هعدي اللي حصل علي خير و الله هاخد حقك بس افتحي و اسمعيني 
و أخيراً بعد طرق و صراخ و ارهاق لـ روحه استمع صوتها من خلف الباب تتحدث باكية : 
_ طلقني يا حسام كدا كفاية اوي ابعد عني بقي 
استفزته بـحديثها كان يتوقع ان تفتح الباب و تلقي نفسها بـاحضانه تبكي و تشكي لـ يواسيها و يتوعد اكثر و ينتهي الامر بـتحديد موعد زفافهم الا انها خلفت توقعاته تماماً لـ يضرب الباب بـقدمه بـغل و هو يصيح بها : 
_ ماشي يا زينة و اقسم بالله العظيم لو مرجعتي عن اللي قولتيه دلوقتي دا هتكوني في بيتي غصب عنك و عن ابوكي و هرجع ارفع قضية الطاعة و المرادي هنفذ 
يتبع……
لقراءة الفصل التاسع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أحببته بعد زواجنا للكاتبة هند الحجار

اترك رد