روايات

رواية روح جحيمي الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم هايدي سيف

رواية روح جحيمي الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم هايدي سيف

رواية روح جحيمي البارت السادس والثلاثون

رواية روح جحيمي الجزء السادس والثلاثون

رواية روح جحيمي الحلقة السادسة والثلاثون

– مبروك ياروح
بصتلها بإستغراب وقالت – مبروك على ايه؟!!
– انتى حامل
اتبدلت ملامح روح بصدمه كبيره وهى لا تستوعب بصت لوالدها ورجعت بصتلها مكنتش روح مصدقه الى سمعته قالت
– بتتكلمى بجد
ابتسمت كوثر وقالت – هى الحاجه دى فيها هزار بردو
استوعبت روح بصت على بطنها ابتسمت ودمعت عينها بسعاده كبيره بصت لوالدها
– بابا انا حامل
ابتسم قرب منها وضمها وهو بيقول بسعاده – الف مبروك يا حبيبتى
ابتسمت وبادلته العناق بفرحه قالت – انا
لازم اقول ليحي بصلها بعدت كانت هتقع مسكها وقال – خلى بالك ياروح
– اسفه
قالتها بحرج من فعلتها لكن سعادتها كبيره ومبتسمه على نفسها
– طب اعقدى وانا هتصلك بيه بلاش حركاتك دى عشان غلط دلوقتى، حركتك لازم تكون بحساب
اومأت بطاعه ابتسم عليها ربت على راسها بحنان ومشي
قالت كوثر – انتى محستيش باى حاجه قبل كده انتى
– كنت بحس بدوخه بس بحسبها حاجه عاديه
ربتت على يدها وقالت – الدكتوره قالتلتا انك لسا فى الاسبوع التانى ولازملك الراحه ماشي
– حاضر .. يحي هيفرح اوى حاجه زى دى هتفرق معاه هناك هتحفزه مش كده
– اكيد

 

 

 

ابتسمت دخل عماد بصتله روح قالت بلهفه – رد عايزه اكلمه
– لا مردش بيدى مشغول
استغربت شعرت ببعض الخيبه قالت كوثر – مفيش مشاكل تلاقى حد معاه على الخط هو اول ما يخلص هيكلمك
اومأت بتفهم سمعو صوت من برا استأذن أحمد بالدخول بص لروح قال
– فى حد جه
قالت كوثر – مين
دخلت سلمى وزينب إلى باتت تسير على قدماها بصت لروح ابتسمت قالت
– عامله اى يا روح اتغيرتى
ابتسمت وقالت- الحمدلله
قالت كوثر – رجعتو سلمى فين
قربت منها ابتسمت وخدتها فى حضنها قالت – طولتى فى الغيبه المرادى
لم تكن سلمى يظهر على وجهها اى تعبيرات بعدما انتهو من عناقهم بصت لروح وقالت – فين يحي
يصلها أحمد فهى لم تلقى السلام حتى على روح قال – يحي سافر مش انتى عارفه
بصت له بشده وقالت – بس انا بعتله مسج أنه يستنانى على الأقل اجى اشوفه ويسافر
– ممكن مشفهاش يا سلنى عادى لما يتصل كلميه فيديو كول
سكتت ولم ترد قالت كوثر بابتسامه – سلمى مش هتباركى لروح
قالت بتعجب – اباركلها على أيه
– هتبقى عمه
تفاجأ وابتسمت زينب بسعاده كبيره بصت لروح قربت منها وقالت – بجد انتى حامل ياروح
أومأت برأسها بخجل بصتلها ساندى ومن تجمع المل حولها بصتلها روح هى الأخرى لتحدها تقول بلا مبالاه
– مبروك
مشيت واستغربو منها والروح خصيصا لأنها ظنتها ستسعد كثيرا مثل البقيه فهى كانت كصديقه لها لكن تبدو متغيره هل بسبب عودتها

 

 

قال عماد – روح مش لازم تعقدى هنا لوحدك تعالى اعقدى معايا لحد اما يحي يرجع انشاءالله
بصت له روح وقالت – بس انا عايزه اعقد هنا
– مينفعش تكونى لوحدك فى الفتره دى
قالت كوثر – خلاص ارجعى القصر معانا انتى عارفه من الاول ان يحيي لما يجى هيجيبك تتيجو تعيشو معايا ، تعالى عقبال ما يرجع
قال عماد – ملوش لزوم التعب
– تعب اى يحي ابنى وروح تكون مراته يعنى زى بنتى عارفه انك عايزها تكون جنبك بس انت اكيد عندك شغل مش هتعقدلها انا هكون معاها وزينب وسلمى وكل الى فى القصر عارفك يا روح وهيهتمو بيكى ووالدك مش هتعطليه عن مشاغله
سكتت روح وهى بتفكر فى كلامها بصت لوالدها قالت – خلاص يباابا انا هروح معاهم
ابتسمت كوثر قال عماد – مفيش مشاكل المهم تكونى مرتاحه
قالت كوثر – فى اى وقت تحب تشوفها مرحب بيك ، مش هنقصر معاها يحي موصينى عليها
وصلت روح القصر الى لما الكل شافها تفاجئ كثيرا وكيف تغيرت قربت صفيه وهى مبتسمه وقالت
– روح
ابتسمتلها روح لرؤيتها قالت – عامله اى يا طنط صفيه
– الحمدلله يا حبيبتى حمدلله على السلامه يا ست هانم اى ده الست زينب والانسه سلمى وأستاذ احمد القصر رجع نور … بس فين يحي بيه
ابتسمت كوثر وقالت – هيجي قريب إنشاءالله، المهم الاوضه جاهزه؟
– اه زى ما حضرتك طلبتى
– تمام يلا ياروح
قربت صفيه منها قالت موثر – على مهلك ماشي خلى بالك منها
– حاضر

 

 

طلعو الاثنان ودخلت سلمى دون أن تنطق ببند كلمه قرب احمد من والدته قال بمزاح
– اول تلت أفراد وصلو القصر
ابتسمت قالت – أربعه انت مش هتمشي من هنا
– ازاى
– الى ازاى ، عايز تمشي وتسيبني تانى خليك يا احمد احنا محتاجينك عشان يكون معانا راجل ويحي يرجع ونتجمع من تانى
صمت قليلا ثم قال- حاضر
ابتسمت بصتله وقالت- اه صحيح يحي اتصل ولا لسا
– لا
– مش عارفه لى مش مطمنه من امبارح وهو متصلش
– هو يحي كده بيحب يقلقنا عليه عشان كده كنت عايز اسافر معاه عشان بروده ده
– ربنا يستر ويرجعه بالسلامه
– يارب
فى الغرفه بصت روح للجناح وهى بتفتكره بصت فى المرايا وقفت عنده وبصت على بطنها ابتسمت حطت ايدها عليها وهى تلمسها بحنان ابتسمت تذكرت يحيي فهى الان تحمل شيئا منه ينمو بداخل أحشائها وينمو حبها معه، لا تستطيع ان توصف ذلك الشعور انه ترك ما يذكرها به وتروى شوقها منه ويسعدها بدلا منه لحين عودته
– مش عارفه اذا كنت حاسس بيا ولا لا .. عارفه ان بدرى انك تسمعنى بس انا بحبك اوى و..
ابتسمت بلطافه ورقه وهى تكمل – وبابا كمان بيحبك هيفرح اوى لما يعرف بوجودك
بصت زينب لكوثر قربت منها حست كوثر بيها وقالت
– فرحانه انك رجعتى يا زينب
– بس فرحتى برجوعك كبيره يا كوثر، حاسه انى بكلم صحبتى إلى اعرفها
– الندم يعمل اكتر من كده ويفوق النفس إلى غفلتها لفتره، الجشع وحش والفلوس ملهاش تلاتين لازمه منغير ما احس ان ولادى معايا

 

 

ابتسمت زينب بصتلها وقالت – جه الوقت انك تجمعيهم حواليكى .. هما ولادك فعلا من صغرهم وانتى كنتى ام ليهم
ابتسمت وقالت – مكنتش مرات الاب الشريره يعنى
– والله ما حد كان بيفهمك تختفى على يحي وحابه عايزه تاذيه وتاخدى فلوس وتغيرى أنه حد ياخده منك كابنك .. مكنتيش مفهومه المهم انك دلوقتى فهمتى نفسك
– فهمتها بسبب البت روح دى .. عيله قدرت توقعنى بس اشكرها عشان هى فوقتنى قوى وعرفتنى الدنيا مبتمشيش بالفلوس
ابتسما جائت الخادمه واخبرتهم بالطعام ثم ذهبت قالت كوثر
– يلا نعقد عقبال ما الولاد ينزلو .. كان نفسي يحي يكون معانا .. ربنا يرجعه سالم
– امين
ابتسما وذهبوا ليجلسو على المائده ونزل كل من أحمد وسلمى وروح وبدأوا فى الأكل كانت روح شارده تقلب فى طبقها بصلها احمد وأنها مبتكولش كان عاوز يسألها مالها بس حس أنه الكل هيشوف سؤاله غريب وأنه متابعها فمحبش يحرج نفسه
– احمد
يصلها من ندائها عليه وكأنها قرأت أفكاره قالت
– يحي متصلش بيك
سكت فهل كانت تفكر فى يحي نفي برأسه وهو بيقول – لا هتصل بيه تانى يا روح .. حاضر
– شكرا
ابتسم لها بصتله سلمى تعجب لكن لم يبالو بلأمر كثيرا
فى الليل كانت روح قاعده فى البلكونه بتبص على السما
– مستنياك بفارغ الصبر

 

 

 

بصت على بطنها ابتسمت وقالت – متعودتش اجمع أننا شخصين بس هحاول .. بفكر استنا بابا لما يرجع واقوله لما اشوفه كمفاجأه وكده بدل ما قولهاله على تلفون
– هى هتكون مفاجاه فعلا
بصت روح لصوت وكانت زينب ابتسمت وقررت منها قالت – اى إلى موقفك هنا ياروح
– مفيش كنت بكلم نفسي شويه
– طب خشي يلا ممكن تبردى
ابتسمت روح بصتلها زينب باستغراب قالت – مالك
– افتكرت يحي كان يلاقينى واقفه فى البلكونه بردو يقول خشي عشان ميحليكيش برد بس كأنه بيتريق عليا
وكملت بحب – وبيخبى اهتمامه بيا رغم أن أفعاله بتسبق كلامه بكتير
ابتسمت زمانها من سامعها قالت – ده يحي لما يحب .. فرحانه انك رجعتو تانى وهتجيبو نونه صغير زى ما قولت اهو .. اه خدتو وقت كتير بس المهم انك عملتوها
حطت أيدها على كتفها بحنان وقالت – ربنا يخليكو لبعض بس يلا ندخل عشان لو عيتى هيحملنا المسؤوليه وربنا ما يوريكى غضب يحي
قهقه روح وقالت – لا منا عرفاه
ابتسمو ودخلو لداخل ليتجنبو الرياح الشديد
كانت روح نايمه وكانت تبدو مضطربه حيث تعقد حاجبيها ليصدر صوت رعد وبرق فتفتح عيناها وهى تجلس وتصرخ بقول
– يحي
بصت للاوضه حوليها وكان صدرها يعلو ويهبط حط أيدها على دماغها أنه حلم ليس إلا .. سمعت صوت الرعد بصت على الشباك وهى تشعر بالقلق والريبه .. أنها لا تشعر بلأطمنان البته وكأن ثمه شئ ما .. كأن حبيبها ليس بخير
فى اليوم التالى سالت روح احمد إلى كان بيتصل بيحي كتير عشانها قالت
– ها رد

 

 

– لا مش عارف مبيردش ليه هو كمان ناوى يوترنا
– أنا قلقانه حاسه أن يحي مش كويس أنا عايزه اروحله
– تروحيله فين بس يا روح متقلقيش
– مش عمليته المفروض كانت امبارح وزمانها خلصت مبيردش ليه
– انتى عارفه ان العمليه بيعملوا تخدير للجسن كله وخصوصا لو عمليه زى بتاعت يحي متواصله بلأعصاب فممكن بسبب التخدير مش اكتر .. لسا مش من يوم وليله كده ياروح كل حاجه هتخلص انتى عارفه أنه هيخدله اسبوعان هناك على حسب ما يعرف يرجع كويس
تنهدت وهي تقول – عارفه .. المهم يرجع بالسلامه ابقا اتصل بيه يا احمد لو ارد قولى معلش هتعبك
ابتسم احمد وقال – عيب تقولى كده
ابتسمتله بامتنان ومشيت
مر ايام كانت روح مستغربه من تعامل سلمى معاها بجفاف مش زى اخر مره شافتها فيها أو زى الاول خالص، مكنتش مهتمه كتير كان الجميع يهتمون بها عماد يراها ويطمئن عليها وهى تنتظر كل يوم ذلك اتصال يحي عودته على احر من الجمر ، كانت بتروح جامعتها وترجع اليوم الى بيعدى وهى متسمعش حاجه عنه من احمد تقلق هو كمان مكنش عارف يتواصل معاه كانو بيطمنوها بس هى باتت خائفه
– فين يحي انتو مخبين عليا اى
قالت كوثر – هنخبى اى بس يا روح انشاءالله راجع
قال أحمد- جايز تكون العمليه ليها اثار ومحجوز مش اكتر ولما يفوق هيتواصل معانا ويرجع متقلقيش
– بس .. طب لى مكلمنيش قبل اما يدخلها هو قالى انه هيكلمنى قبل اما يعمل اى حاجه وهو داخل المستشفى وهو بيجهز قالى هيحسسنى انى معاه بس هى مكالمه وبعدها متصلش بيا تانى
مشيت سلمى وسابتهم بصتلها روح وحست بالحزن قالت – حتى سلمى قلقانه زى ، يعنى قلقى مش على الفاضى
قالت زينب – احمد هيشوفه بس انتى اهدى ده غلط عليكى عشان ابنك
سكتت ربتت كوثر عليها وقالت – احنا كمان مستنينه يا روح هيرجع عشانك ممكن قرر ياخد وقت هناك شويه كراحه ليه ويجى .. احمد مازال بيتصل عليه زى ماطلبتى اطمنى هير إنشاءالله
احست بكلماتها براحه لكن قلقها .. قلقها لا يزال مستمر تشعر بشعور غريب قلبها لا يعلم ما الأمر لكن ثمه شيئا ما بيحي .. تشعر كأنه نبضات قلبها حبا تتوقف تجاهه ولم تعد تعلم سبب توقفها
ومر شهر فى الجامعه كانت روح مع اصدقائها وانتهت محاضرتهم للتو
– انا جعانه تيجو ناكل
– وانا بصراحه الدكتور تقل علينا انهارده
– يلا

 

 

بصو لروح الى كانت ساكته ولم تشارك معهم قالت نرمين – مالك ياروح
– ها لا مفيش، بس انا مش هينفع اكل برا السعرات غلط
بصولها باستغراب وعدم فهم – لى يعنى انتى عيانه
– يلا يا روح متقليش فى الاكل ده فى كافيه الجامعه عادى حاجه خفيفه
ترددت روح فهى تريد ان تهتم بغذائها لأجل ابنها ولا تأكل شيئا من الخارج لا تعلم محتواه وممكن او يضر به لكن وافقت فى نهايه المطاف انها لا تزال فى البدايه يحق لها الاكل اينما شائت لكن لا يمنع بعض الحذر
كان على خارج من الجامعه مع رفيقه اقتربت احدى الفتيات منه قالت – دكتور على بخصوص محاضره النهارده كنت عايزه اسال حضرتك على المذكره عشان اذاكرها وكده
– هتلاقيها فى المكتب
– طب بخصوص محاضره انهارده
– اى حاجه هتلاقيها فى المذاكره
– تمم شكرا
أومأ لها وذهب بصله رفيقه ابتسم وقال – يا أخى ارحم امى ما البنت قمر اهيه وعايزه تكلم معاك لى بتقفلها كده
– بس يبابا
– انت فى واحده فى حياتك ومخبى على صاحبك ولا اى اصل مش معقول لحد دلوقتى متكنش مرتبط معقول تكون مفركش
ابتسم قال باستدراك- انا بقول انك معقد من الاول
لم يعلق على تفوه صديقه واكمل سيره دخلو احد المقهى لقو تزاحم تعجبو وكان جرسون يحمل مائا وقفه رفيقه وهو بيقول
– هو فى اى
– طلبو مايه عشان يفوقه واحده اغم عليها
دعه يذهب واستغرب على تقدم منهم وهو يختلس النظر لقى نرمين تفاجأ لانها صديقه روح، مستحيل هل روح هى …
اسرع وذهب اليهم وانصدم لما شافها ملقاه على الارض بعدهم سريعا وقرب منها بصوله من اقترابه
– روح فوقى

 

 

وجدوه يضع اصبعيه على رقبتها يحس نبضها وجده ضعيف واصدقائها ينظرون اليه ولبعضهم باستغراب واندهش الجميع حين وجدوه يحملها صاح فيهم بغضب
– ماتبعدو
افسحو الطريق له بخوف من انفعاله لاول مره فهو هادئ الطبع مشي تحت الانظار التى تثقبهم
– هو ازاى يشيلها كده حتى نادها منغير القاب
– هو فى حاجه ولا اى
بصتلهم نرمين بحده وقالت – بتقولى اى انتى وهي
– انتى صحبتها المقربه مننا قولننا هما مرتبطين
– انتى عبيطه يابت ولا اى روح متجوزه هترتبط بيه ازاى يعنى بطلو هبل
خد شنطتها ومشيت لترى صديقتها، كان على بيركب سيارته قربت منه قالت
– ينفع اجى معاها
يصلها أومأ لها لكى تكون معها جلست بالخلف وروح جنبها وساق سريعا
فى المستشفى كانت الطبيبه واقفه مع على بعدما انتهت من فحص روح قالت
– لازم يكون فى عنايه اكتر من كده
– فى حاجه ولا اى؟
سكتت شويه تنهدت وقالت – مش عارفه لأن حملها لسا فى البدايه واول شهرين بس شكله مش ميسر والجنين مش احسن حاجه شكلها هتتعب فى الحمل ده كتير
بص على إلى روح عبر الزجاج كانت نرمين معها قال – تقصدى أن فى خطر عليها
– خطر عليهم الاتنين ، ممكن بعدين فى الشهور الاخيره بس اتمنى ما يحصلش حاجه من دى .. هى لو اهتمت بنفسها إنشاءالله كل حاجه هتبقى بخير
أومأ لها بتفهم بصتله وقالت – حضرتك جوزها
بصلها بشده سكت وهو مش عارف يقول اى
– لا هى بنت خالى
– امم تمام ياريت توفرولها الراحه والاهتمام زياده عشان زى ما قولتلك الحمل مش احسن حاجه
– حاضر

 

 

استأذنت ومشيت تنهد ودخل بصتله روح ونرمين
قالت روح – الدكتوره قالت اى
– مفيش حاجه تقلق شويه هبوط
اومأت بأطمئنان قال – ممكن تخلى بالك على نفسك بعد كده ومش اى حاجه تاكليها
بصتله وقالت – هو فى حاجه يا على
– لا عادى مجرد كلام عشان حملك وكده
– حاضر
اومأ لها ثم نظر إليها وذهب وهو يشعر بالقلق عليها ومتضايق أنه لم يقول لها عن هذا الحمل الذى ممكن أن يؤذيها لاحقا أنه قلق عليها منه لكنها متعلقه بيه كثيرا
قالت نرمين – مقولتليش ليه انك حامل بتغزى العين ولا اى
– هغزى العين ليه يا عبيطه ومنك انتى
ابتسمت قالت – فرحانالك اوى والله .. هبقا خالتو
ابتسمت روح قال نرمين باذكر – اه صحيح انتى ناظيتى الدكتور ب على حاف وهو بيتكلم معاكى كده ازاى انتى تعرفيه
– ابن عمتى
بصت لها بصدمه قالت – ثانيه بتقولى ايه .. اى ده يعنى لما سافرتى تتعلمى برا كان معاه هو بردو كان بيعمل ماجيستير فى كندا
– اه .. احنا هنمشي من هنا امتى عايزه اروح
قالتها بخنقه فساندتها نرمين لذهاب اوصلها على إلى منزلها شكرته ثم ذهب بروح متوجه لقصرها وفى طريقهم يصلها كانت سرحانه قال
– مالك
فاقت من شرودها قالت – مفيش
– يحي لسا متصلش

 

 

استغربت لانه عرف انها بتفكر فيه، حست بالحزن وصمتت ولم تتحدث
فى القصر قالت سلمى بعصبيه – ايوه يعنى يحي فين لحد دلوقتى
قال أحمد – لى بتكلمونى على أساس أنى عارف ومخبى
– عشان انت إلى بتعرف اى حاجه عن يحي يا احمد
بصو لصوت وكانت روح يصلها فهو يمنع ذكر يحي أمامها كى لا تقلق بص لسلمى إلى مكنتش مهتمه أنها سمعت
– انت عارف هو فين صح .. قول بس هو كويس ولا لا أنا مبقتش عارفه أنام
– والله ما اعرف هو فين أنا بعمل إلى فى ايدى عشان اتواصل معاهم هناك وأشوفه هو فين وازاى .. اول ما يبقى فى جديد هقولكو .. المفروض طالما اتأخر يكون فى المستشفى بس
قالت سلمى – بس اى
– لما عرفت اتواصل معاهم عرفت انه مش فى المستشفى حتى الفيله بتاعته هناك بيقوله أنه مش فيها ومشافهوش اصلا ودى غريبه ما دام يحي عمل العمليه كان هيعقد هناك لحد ما يبقى فى حالته الطبيعيه وتستقر بعدين يرجع
قالت روح بنبره مرتجفه – تقصد اى يا أحمد
يصلها وكأنها فهمت ما يعنيه حس بالحزن قالت
– أن العمليه منجحتش ويحي دلوقتى ..
لم تستطع أن تكملها قالت – مستحيل
قال أحمد – كل دى احتمالات يا روح إنشاءالله ده يكون احتمال خاطئ هعرف واوقولك
سكتت روح ولم تعلق مشيت وهى لم تعد مطمأنه بتاتا كيف احمد لا يعرف اين هو .. إذا اين هو يحي .. لقد دي الخوف لقلبها التى ارتجف من ما استدركته من كلام احمد
ومر اسبوعان لم تكن روح باحسن حال لفرط قلقها بل الجميع سار فى قلق تام، فى يوم نزلت روح وجدت احمد ووالدها التى كان يساعده فى معرفه يحي عرفت أن الأمر يخصه نزلت وقربت منهم بصلها عماد لم تفهم نظرته وهذا الهدوء المخيف
– عرفتو حاجه عن يحي .. كلمتوه

 

 

قالتها ببعض الامل قال أحمد – متواصلناش معاه اتواصلنا مع الناس إلى هناك .. يحي مش فى المستشفى
– انت قولتلى ده قبل كده .. اى الجديد هو فين يعنى
تنهد وقال بضيق وحزن – العمليه منجحتش يا روح
انصدمت الجميع قالت سلمى – يعنى اى
سكت احمد وروح بحلقت فيه قالت بصوت مبحوح
– منجحتش ازاى .. ويحي فين
– حد من الممرضين هناك سربو معلومه دى عشان هما بيحفظو اسرار المريض بس مش متأكد منها .. معرفش يحي فين بس احتمال يكون فى المستشفى بس فى ركن تانى
قالت كوثر بعصبيه – متتكلم يا احمد اى الالغاز دى
– احتمال يكون فى المشرحه فى .. تلاجه الم*وتى ومستنيين حد يحي ياخده
شهقت كوثر بصدمه ودمعتها نزلت بحزن وقعت تلك الكلمات على روح واحده تلو الآخرى كالصاعقه قالت سلمى بصوت يجهش بالبكاء
– انت بتقول اى يا احمد
– الاحتمال ده جايز والاحتمال التانى اتمنى ما يكونش صح
خفض عيناه وهو يردف – أنه يكون أدفن هناك

 

 

– الاحتمال ده جايز والاحتمال التانى اتمنى ما يكونش صح
خفض رأسه واردف – ممكن يكون يحي أدفن هناك
احست كوثر وكأن الأرض لا تتحملها وقعدت وهى حاطه أيدها على قلبها قالت بحزن
– ابنى
بص عماد لبنته التى كانت صامته ثم تحدثت وهى تقول
– يحي عايش
بصولها من إلى قالته أكملت – يحي ما مامتش ممكن ما يكونشي فى المستشفى وتمت العمليه اصلا
سالت دموع من عينها بصتلهم بغضب وصاحت بهم – بتعيطو ليه بقولكو يحي عايش
قال أحمد – خلاص يا روح
– خلاص ايه ..
قال بانفعال وعينه مدمعه – حتى لو يحي كان عايش فمدته خلصت .. لو مامتش من العمليه فأكيد بعد ما المده خلصت يحي مات
سكتت وهى باصه لأنفعاله لكن لا تقدر على الحديث من بعد اخر كلمه قالها واحست بأن الأرض لا تتحملها من صدمتها
– الشهرين خلصو يا روح احنا داخلين على الاسبوع التالت يعنى مش بعيد يكون ميت من تلت اسابيع والله اعلم ممكن يكون قبلها كل حاجه بتشير أن يحي …
صمت وهو يشعر بغصه فى حلقه تنهد وقال – هنكلم السفاره عشان نرجعه مصر ويدفن هنا ده لو مكنش لسا أدفن
كملت بضيق وندم – كان لازم يروح لوحده قولتله العمليه مش سهله ومهتمه وهذا الى فى دماغه .. ياريتنى ما سمعتله وروحت معاه على الأقل مش هنحتاس زى دلوقتى
صمت الجميع وكانت الدموع تسيل من عيناهم بحزن شديد
– انتى السبب
قالتها سلمى بصولها رفعت وجهها وعيناها حمراء مليانه دموع وبتبص لروح إلى كانت متصنمه فى مكانها لتصرخ بقول
– انتى السبب مفيش حد غيرك
ركضت إليها وهى تمسكها من كتفها بعنف سحب عماد أبنته إليه وأمسك احمد بسلمى وهى منفعله وتصرخ وتخرج ما بداخلها وسبب تغيرها

 

 

– انتى السبب فى موت يحي .. كنتى السبب فى مرضه ومعاناته السنين دى ولسا بيعانى بسببك وبسببكو كلكو .. انتى الى قتلتيه يا روح سمعتينى
كانت روح صامته وجهها يخلو من التعبيرات وكأنها لا تعي على هذا الواقع ولا تشعر بهم، كادت سلمى أن تنقض عليها صاح احمد فيها بغضب – اسكتى يا سلمى انتى بتقوليه اى يحي بيكون جوزها
– اسكت انت … يحي مش جوزها ولا دى مراته دى إلى قتلت اخويا مش هسيبها
كان عماد يحمى ابنته التى كانت صامته قربت كوثر من روح بتبعد سلمى عنها فهم خائفين عليها قالت
– خد سلمى يا احمد لحد ما تهدى
صرخت سلمى وهى تدفعه بعيدا عنها وهو يأخذها – انتى السبب يا روح فى موت يحي .. انتى السبب فى كل ده
خدها احمد وهو يحاول اصماتها قالت زينب
– روح انتى كويسه حصلك حاجه
لم تكن تتحدث بصلها عماد بحزن شديد من صمتها فيبدو أن جرحا عميقا داخلها لا تستطيع إظهاره وليس قوه بل ضعفا أنها غابت عن ذلك الواقع لصدمتها
قالت كوثر بتعب – خ..خديها .. يا زينب لأوضتها
بصت لها زينب خد عماد أبنته وقال – روح هتعيش معايا مش عايز حد يأذيها
وكان يقصد سلمى وتهديدها لروح والمره الذى ظهر عليها، بصت له زينب بشده
– أنا ههتم بيها شكرا ليكو .. يلا يا روح
قالت كوثر – عارفه انك خايف على روح بس احنا مش هنعملها حاجه وبخصوص سلمى قدر موقفها احنا كلنا فى حاله صدمه هى متقدرش تعملها حاجه تأذيها صدقنى سلمى طيبه بس مكنتش بحب حد قد يحي حطلها عذر
– شايف انها لو بقيت معايا افضل للأتنين بدام الاختلاط مبينهم هيكون صعب
كانت زينب هتتكلم بس روح بعدت عن عماد بصلها لقتها بتمشي وتسيبهم وكانت طالعه لأوضتها كان هيناديها قالت زينب
– روح عايزه تعقد معانا سيبها ما بينا
سكتت عماد تنهد ووافق فى النهايه ويشعر بالقلق على ابنته مشي وهو حاسس بالحزن الشديد
حطت كوثر أيدها على قلبها وقعدت بتعب بصتلها زينب وقالت – انتى كويسه
– اه

 

 

قامت ومشيت بصتلها زينب ومن قوتها فهى لم تبكى لأجل يحي مثلها
فى مكان أخر قالت سلمى بغضب – ابعد عنى سيبنى
– متهدى بقا انا مقدر إلى انتى فيه بس قدرى حاله روح هى كمان
– مالها حالتها هاا مالها .. صعابنه عليك .. اه ما طبيبعى تتحمألها ما هى حبيبت القلب
قال بحده – سلمى
– بس بقا فرحان أنه الجو خلي ليك مش كده فاكرنا هننسي انك كنت بتحبها ومازلت وبتخبى بس عينك فضحاك
تضايق كثيرا قال – انتى شايفه كده .. عيب تقولى الكلام ده روح زى اختى وانا مستحيل اخون يحي بانى ابصلها باصه مش تمام وهو مستأمنى عليها وواثق فيا ده اخويا يا سلمى .. لى شيفانا كده احنا زعلانين عليه زيك .. روح إلى مستهونها بوجعها ومتعرفيش قد اى الصدمه كبيره عليها لانك متعرفيش هى بتحبه قد اى .. هى كمان خسرت جوزها افهمى بقا
قالت بسخرية – وإلى بيحب بيعمل كده فى إلى بيحبه .. يسيبه ويعاني من بعدها وبعدين ترجعله بكل بساطه حتى امك سامحها بسبب حبه ليها .. بس انا مش مسمحاكو كلو انتو إلى خدتو اخويا … روح إلى بتتكلم عنها الحياه قدامها حبها هيتنسي تقدر تحب غيره وتتجوز وتعمل حياه من بعده مهياش هتموت
سالت دموع من عينها وقالت بغضب – أنا إلى هموت سمعتنى .. يحي كان كل حاجه ليا .. هى عندها عيله وانتو بس يحي كان هو عيلتى ومليش غيره .. يحي يكون اخويا إلى أول ما وعيت على الدنيا كان سندى فيها .. تفتكر اقدر اجيب اخ ليا تانى من بعده زى ست روح .. تفتكر اخويا هيرجعلى بعد ما خدته الدنيا منى وبقيت لوحدى
دمعت عينه بحزن وهو بيحاول التمالك قربت منه وقالت – ما ترد .. قولى أنه راجع .. قول أن يحي مامتش
سالت دمعه من عينه اثار غضبها ومسكته من هدومه وهى بتقول – اتكلم سكت لى .. هو بقا كان بيسمعنى علطول .. كان بيرد عليا ويطمنى .. هتقدر ترجعلى اخويا من تانى
سالت دموع من عينها وهى تضربه فى صدره وتقول – أنا عايزه يحي يا أحمد .. ارجوك رجعهولى
لتخور قواها وهى تجس أرضا وتبكى بصلها احمد تنهد وجلس امها قال
– أنا آسف
بصت له من نبرته الحانيه وكانت عينها مدمعه حضنته تفاجأ احمد كثيرا لكن وجدها تبكى وتنشج بانهيار حس بالحزن عليها بادلها العناق وهو يضمها إليه ويمسد على شعرها بحنان وهو حزين كثيرا عليها لكن يتمالك فقط لتهدأتها
فى الغرفه كانت روح جالسه تنظر فى الفراغ ولا تتحدث عقلها الباطل يخيل لها اشيائا ويغمرها فى القاع بصت على الكنبه التى تجلس عليها تذكرت يحي وهو ينام عليها افتكرت حين ركض لينام بجانبها على السرير وحين كانت ستتحدث كتم بقوها وهو يضمها إليه حتى لا يعلم أحد أنه لا ينام بجانبها تذكر كيف قام بجز اسنانها على يده وكيف كبح ألمه حتى أبعدها عنه ” اى ده ”
” احسن عشان تقربلى اوى ”
” لا كنت اخليها تخش وتشوفنى نايم على الكنبه عشان ساعتك”
” على اساس أنا مشافتش الخلف ده باين من هنا”
” هيبقى بسببك ”
” وانا مالى ”
ابتسمت وعينها مدمعه وهى بتفتكر مشاجرتهم بصت ناحيه الحمام تذكرته وهو يخرج وهى تصدم به وتخرج وتلف سريعا ” اى ده مش تاخد هدومك معاك ”
” نسيت “

 

 

 

” طب وسع عايزه ادخل”
لما وقعت بسبب الميا ومسكت فيه وقعته معاها على ضهره ليقول بإختناق” يخربيتك الغضروف”
ابتسمت وظهرت أسنانها لتقهق وهى تتذكره لكن صوت قهقهاتها بدأت بالخفو شيئا فشيئا وباتت الدموع تسيل من عيناها ويتحول صوتها لصوت بكاء مقهور، تجز على أسنانها وهى نخفض رأسها والدموع تنهمر كشلال لم تستطع أن تكبحه وكأن نفسها اشفقت على حالتها والدموع سالت لتحريرها من حزنها
– لى تخلف بوعدك
قالتها بصوت ضعيف يكاد يكون مسموعا لنفسها شعرت بشئ يلمس يدها رفعت وجهها حتى التقطته عيناها وكان هو يجس على ركبتيه مقابلها ينظر إلى وجهها ودموعها ” بتعيطى ليه يا روح ”
قرب يده من وجهها ومسحت دمعتها لتغمض عيناها بحزن شديد وقهر فهذا المشهد حين بكيت بسبب امتحاناتها وهو من واسها ” مش قولتلك انى مبحبش اشوف دموعك … حتى لو كنت انا السبب فيها .. انتى حساسه اوى يا روح بصى لوشك زى أما يكون كنتى خناقه”
تذكرت وهى تدفعه وتقول بغضب ” مين دى إلى خناقه تقصد اى”
كان قلبها ينفرط بحزن أكثر ابتسامه حزينه ترتسم على شفتاها من تذكر مزاحه وجدالهم وكيف كانو وكيف اصبحو، مددت وهى ترفع قدماها وتستلقى على الأريكة وتضع يداها تحت رأسها وتنكمش بجسدها تتخيله وهو نائمه
– سبتنى ليه
سالت دموع من عينها لتقفلهم بحزن وهى تريد النوم .. النوم مدى الحياه
دخلت زينب لقت كوثر قاعده قربت منها حست كوثر بوجدها مسحت دمعتها قالت
– روح عامله ايه دلوقتى
– مبتردش على حد
– سيبها مع نفسها شويه .. المهم تخلو بالكو منها دى وصيه يحي .. غير كده هى شايله ابنه ومش عايزه اى حاجه تحصلها
– لى بتمثلى الجمود ده يا كوثر
سكتت شويه تنهدت وقالت – مش عايزه أضعف يضعفو معايا .. أنا خسرت ابنى .. ابنى إلى ظلمتو .. حساه مش مسامحنى يا زينب كان نفسي يرجع القصر من تانى ويعيش معانا
عيطت وهى بتقول – عايزه ابنى .. عايزه يحي يرجع وانا مش هزعله منى تانى .. قولتله انى مش هبعد عنه وهو فى المقابل ميبعظش بس بعد … بعد اوى .. يارتنى كنت أنا وهو لا .. إلى بيحصل فيه من صغره حرام .. حتى ابنه اتحرم منه .. لى ابنى يعيش حياته كده .. لى يموت وهو صغير وبعيد عنى حتى .. حتى قبره مش عارفين نوصله وبيقولك أدفن هناك يعنى مش هتعرف نزوره .. لحد دلوقتى مش مقتنعه بالى بيحصل عقلى هيطق مش قادره استحمل
عيطت بانهيار وحزن وندم وهى تتذكره فى مخيلتها وهو صغيره ” لو فى حاجه واحده حلوه فى حياتى فهى انتى”
تذكرته وهو يقبل يدها ويلقى برأسه على حجها ويقول ” سعات بحسد نفسي انى عندى امى زيك”
عيطت بحرقه فهى لم تعد تستطيع الصمود وقلبها بيوجعها وتهتف بأبنها وتنادى ربها بارجاعه إليها
مر شهر على أجواء القصر التى كان منطفأ لا يدخل فيه حتى نور الصباح كانت روح ملازمه غرفتها لا تخرج منها كانت اوقات تمتنع على الأكل ويحاولون معها
قالت كوثر – ياروح لازم تاكلى بتعملى فى صحتك ليه
– مش جعانه سيبونى لوحدى

 

 

قالت زينب – طب أهدى ده غلط عليكى
قالت كوثر – انتى حامل يا بنتى إلى بتعمله ده حرام عايزه يحي أما يشوف اهمالك يزعل ويضايق مننا ومنك عشان مبتهنميش بنفسك
بصتلها روح ربتت عليها وهى تقول – الله يخليكى كفياكى فكرى فى ابنك
بصت روح على بطنها ودمعت عينها اومأت وهى تقول – حاضر
ابتسمو لأنها استمعت لهم فهى أيضا تحب ابنها كثيرا لكن حزنها التى يملكها يسيء حالتها تاكل لكن بغير نفس باتت تستفرج فى معدتها كثيرا فتضطر للأكل ثانيا فوق طاقتها كان عماد يرى حاله ابنته ويحزن عليها يريدها أن تأتى للعيش معه لكن يرى أنهم لا يقصرون معها حيث مر شهر اخر وحالتها لا تزال كما هى باتو يقلقو عليها فيجب أن تخرج
– روح مش ناويه ترجعى جامعتك
قالها على لكنها لم ترد عليه قال عماد – هيكون احسن ليكى وتغيرى حو من حيث دراستك
– مش عايزه
تنهدو بقله حيله فلا يسع أحد الكلام معها والجدال فهى حازمة بما تريده ولن تقتنع برأى أحد
قالت كوثر – بتعمل اى يا احمد
– بحجز تذكره لسويسرا
حست بالحزن وعينها دمعت قالت- عرفت حاجه جديده
– معلومات قليله بس ما فادتنيش .. محدش يعرف حاجه عنه يا أمى، لازم اروح هناك وارجعه فى اى حاله مش هسيب روح كده كتير
– وانت مرواحك هيعمل ايه هترجعولها عايش
– ياريت كان بإيدى.. بس هيفرق رجوعه على الأقل يكون فى بلده تقدر تزوره مش بعيد عننا
قام ليحضر شنطته وقفته كوثر بصلها قالت – خليك معانا ابعت حد بدالك بس متسبناش يا احمد انا بقيت خايفه اى حد فيكم يبعد عنى
– متخفايش بس دى اقل حاجه اعملها ليحي
– ولو حصل حاجه وانت مش هنا .. عارفه ان فيه حراس بس انت الراجل الى معانا خليك ومتنساش ان روح وصيه يحي متسبهاش
حس بالحزن وجد دموع تسيل من عين والدته تنهد وضمها اليه ويحاول ان يخفف عليها رغم حزنه الشديد
فى يوم كانت روج قاعده وتنظر لخاتمها وهى تائهه تتذكر حين وقف خلفها وحاوطها بزراعيه وألبسه لها ” متقلعهوش من ايدك تانى” سالت دموع من عينها وهى بتفتكر
F

 

 

 

كانو واقفين فى الشرفه قال يحي – تعرفى يا روح أنا لما عرفت بمرضى متفأجاتش ولا اضايقت عشا متوقعتش ان نهايه واحد زى هتكون غير كده
– واحد زيك ازاى
بص قدامه وقال – يعنى .. بيرتكب معاصى وذنوب ويعمل محرمات .. حقيقتى زمان إلى مش قادر انساها
حست بالحزن وهى بتفتكر نفسها لما بتقوله أنه واحد زانى قالت
– وحقيقه دلوقتى غير يا يحي
مسكت أيده بصلها ابتسمت من بين دموعها وقالت
– انت مخترتش تكون كده زمان ولما جالك فرصه أنك تتغير اتغيرت وتوبت .. شوفت جانبك التانى إلى هو نفسك دلوقتى انت لقيت نفسك يا يحي .. فا متبصش لورا .. انت دلوقتى احسن بكتير وربنا غفور رحيم اكيد قبل توبتك .. دى مش نهايتك انت هترجع وتكون معايا
رفعت اصبعها فى وجهها بتحذير – متنساش انك وعدتنى
ابتسم ابتسامه خفيفه وأمسك اصبعها وهو بيقول
– منستش .. اعرفى انى مش هسيبك هكون دايما معاكى
ابتسمت له واقتربت منه وهى تضمه ابتسم وبادلها
B
سالت دموع من عينها وبكيت بانكسار
– انت فين
قالتها بصوت ضعيف مبحوح ، قامت وتوجهت إلى فراشها حست بألم سندت شويه وهى تتنهد ثم نامت وهى تضم يدها إلى صدرها بحزن شديد
فى اليوم التالى صحيت من نومها وكانت حاسه بوجع راحت الحمام غسلت وشها وهى سنده أيدها على الحوض وتتنهد
لكن شعرت بشيئا يسير بصت للأسفل واتصدمت لما لقت دم بينزل منها لتنطلق صرخه مدوايه منها
كان احمد بلأسفل جالسا معهم سمعو صوت روح بصو لبعض بصدمه واسرع. بالذهاب إليها
ركض احمد وطرق على الباب لكن لم يأتيها ردا قالت كوثر
– افتح الباب يا احمد
فتح ودخل ملقهاش فى الوضع بس شاف باب الحمام مفتوح توحه ناحيته ووقف بصدمه وشهقت زينب بخوف وهى تقول
– روح
كانت معنى عليها وفى دم على الأرض قرب احمد منها قال بقلق
– روح فوقى مالك
بص فى أيدها وهو يتفحصها قال – الدم ده منين هى مش متعوره
قالت كوثر سريعا – شيلتها يا احمد وهاتها أحنا لازم نروح على المستشفى
أومأ أحمد إيجابا شالها سريعا وذهب

 

 

فتحت روح عينها بتعب وجدت نفسها فى فى المستشفى والجميع حولها ينظر إليها لكن على وجوهم اثار الحزن افتكرت إلى حصل بصتلهم اتعدلت بس حست بوجع
قالت الدكتوره – خليكى مرتاحه دلوقتى عن اذنكم
مشيت وروح شايفه الصمت الهائم قالت – اى إلى حصل
لم يرد أحدا بصت على بطنها بخوف وقلق وقالت – الدكتور قالت ايه .. واى الدم ده
– اطمنى يا روح حصل إلى كان نفسك فيه
قالتها سلمى بسخريه نظر إليها الجميع قال كوثر
– مش وقته
– خلصتى منه تقدرى تعيشي حياتك ما ده إلى كنتى عايزه .. حتى ابنه مقدرتيش تحافظى عليه بسبب اهمالك
بصتلها روح بشده قال أحمد بحده – بس يا سلمى
أما روح لا تستوعب بعد بصتلهم قالت – هى بتقول اى .. أنا مش فاهمه
كانت عينها مدمعه وبتهته وكأنها مش عارفه تتكلم قالت – ابنى كويس مش كده .. هى بتقول اى كلام عشان تضايقنى بس ابنى ..
تنهدت كوثر قالت وهى تربت عليها – للأسف يا روح خسرتيه .. مات جواكى من امبارح والرحم بتاعك مش احسن حاجه
كملت بأسف وحزن شديد – احتمال ما تخلفيش تانى
اتصدمت روح من الى سمعته وكأن قلبها تكسر إلى أشلاء لم تعد تستطيع أن تجمعها ، لقد مات الامل التى تعيش من أجله لقد خسرت ابنها التى تبقى لها من حبيبها
– كدابين
قالتها بصراخ وانفعال ودموعها تنهمر وتقول – ابنى عايش .. أنا حاسه بيه .. كلكو كدابين بتخدعونى .. زى ما بتخدعونى بموت يحي وتبعدوه عنى
قالت بنداء – يحي
نزلت قدماها رغم الماها وضعف جسدها منعوها لكنها ابعدتهم بغضب وانفعال وتبكى جائت أحد الممرضه لتهدأتها فوقعت روح مغشيا عليها
مر اسبوع فى القصر كانت روح فى غرفتها سائت حالتها سوئا لم تعد تتحدث مع أحد بتاتا
كانت سلمى واقفه عند الباب بصالها وهى قاعده جوا كانت باصه للفراغ وتحت عيناها اسود وحالتها مذريه وجدتها بتلف دراعها حولين بطنها وكأنها بتحضن ابنها التى لم يعد موجودا تنظر له وكأنها تتخيله من عقلها الباطل
– بصلها كويس يا سلمى ممكن تحسي بالى حاسه بيه
بصت لصوت وكان أحمد تعجبت من وقوفه فهى لم تنتبه له
– لو لحظتى ان روح مأهملتش فى نفسها بالعكس هى كانت بتحاول تنسي حزنها عشان عارفه انه غلط على حملها وتكمل غصب عنها عشان ابنها .. بس الحزن مش احنا إلى بنتحكم فيه لانه فى القلب هى حاولت بس ده قدر .. لو بصتليها وافتكرتى كلامك ليها هتحسي قد ايه انتى جرحتيها .. روح خسرت جوزها وابنها .. تفتكرى فى حد يستحمل ده كله مره واحده
بصت سلمى لروح التى كان وجهها يخلو من التعبيرات شعرت ببعض الحزن والشفقه عليها لكنها متضايقه تمنت لو أن ياتى ابن أخيها وتراه وكأنها تنظر ليحي لكنه قد غادر هو الآخر
لفت ومشيت بلا مبالاه بص احمد على روح كان حزين من أجلها وقلبه يؤلمه من رؤيتها هكذا
فى يوم طرقت صفيه الباب على روح تستأذنها بالدخول لكن لم يأتيها جواب كانت تريد ان تعرفها أن والدها وعلى هنا، اطرقت ثانينا لكن بلا جدوى

 

 

– ممكن تكون نايمه بلاش ازعجها
فتحت الباب لتطمان عليها لكن انصدمت
كان عماد جالس ينتظر أن يرى ابنته كان يزورها كثيرا لكن على أراد رؤيتها ويأتى معه تلك المره سمعت صوت
قالت صفيه – الحقى يا ست هانم
اتخضو من نبرتها قالت كوثر – فى ايه
– مدام روح ..
قالت عماد بقلق – روح مالها
– مش موجوده فى اوضتها
اتصدمو قالت كوثر – مش موجوده ازاى يعنى هتكون راحت فين
مشي عماد وطلع عشان يشوفها ولما دخل لم يجدها
– روح
قالها بنداء عليها وهى يبحث عنها أنصدم احمد فأين هى بحث عنها فى القصر والجميع والخدم قلبو القصر عليها لكن لم يجدوها
قال عماد بقلق – روح فين
بص على إليه وكان قلق ايضا قال – ممكن خرجت
قال أحمد – كان حد من الحراس شافها وهى بتخرج
قال عماد – حتى لو خرجت هتكون راحت فين مهى مش فى القصر يعنى برا ودى المصيبه
وكان يقصد حالتها فى الآونة الاخيره سكت على شويه لكن خطر له شيئا وقال
– أنا عرفت روح فين
بصله بشده لقوه بيمشى سريعا دون أن ينطق ببند كلمه اخرى
فى مكان أخر كانت روح فى بيتها تقف فى منتصفه شارده، بصت على الاركان فهى غابت عن من لها كثيرا يبدو الأجواء كأيبه عن ما تركته، نظرت لغرفه المعيشه تذكرتهم وهم يجليسون امام التفاز وهى مايله على صدره ويبتسمون
سمعت صوت على ناحيتها الاخره بصت وجدت طيف له وهو يسحبها لصدره العارى ” يحي ابعد ”
” كده تبعدى عن جوزك حبيبك ، لسا بتتكسفى منى يا روحى ”
” اه سيبنى ”
” لا”

 

 

سحبها معه لداخل لتصرخ وهو يضحك عليها
دمعت عينها سارت خطوتين ببطئ لكن توقفت وبصت على يمينها لقت مشهد وهى تركض وراه وتحمل سكينا ” هق*تلك يا يحي ، عشان تحسلى الجامعه و تستعرض نفسك اوى”
بص على المخده الى دخلتها وكادت ان تصيبها بصلها بصدمه ” يابنت المجنونه” لكنها اتبعته وهى تركض وتنوى قتله زقها على الكنبه وهو فوقها ومسكها وخد السكينه من ايدها وهى بتصرخ ليقول بابتسامه وحنان ” كده كخ يا حبيبتى ”
فلتت ضحكه خافته منها وهى تتذكر مزاحه
” يعنى انا كنت هموت من شويه عشان مشاعر غيره ، ده انتى غيرتك خطر على كدة”
تذكرته وهو يضحك عليها ويدفعون بعض بالوسائده ثم اخذها فى حضنه من التعب ونامت دون ان تشعر
سالت دمعه من عينها فهى لطالما كانت تشعر بلأمان وهى معه اما الان .. انها قلقه مصدر امانها قد تلاشي واصبحت خائفه.. خائفه كثيرا
– انت فين
قالتها بصوت ضعيف ودموعها متحجره سارت بخطواتها الثقيله وقدماها لا تستطيع ان تحملها،دخلت غرفتهم نظرت الى السرير تذكرته وهو ياخذها فى احضانه ويناما فى امان تام ، تذكرته وهى تجفف شعره بالمنشفه بمشاغبه وتقول “لو كل شويه هتخرجى وانت مبلول كده هتاخد برد”
تذكرت وهى واقفه امام المرآه وهو يحتضنها من الخلف وتبتسم … تذكرت سعادتهم كيف كانت .. لقد رحل .. رحل وترك لها الذكريات
– وعدتنى انك مش هتسيبنى انت فين .. قولت انك مش هتتأخر واتأخرت .. كنت بتكدب عليا
سالت دموع من عيناها قالت – انا خسرت ابنى .. خسرته وخسرتك .. الحاجه الى سبتهالى منك مقدرتش احافظ عليها ومات جوايا .. قتلته زى اما قتلك
انهمرت دموعها صرخت وهى تقول – مبتردش عليا ليه .. ارجعلى واقولى ان ده مش حقيقه .. قولى ان ده كابوس
افتكرته وهو ينظر لها ويمسك وجهها ويقول ” هموت ياروح .. انا عايزه اعيش العمر الى باقينلى معاكى متخدهمش منى” احست بالم شديد وهى تتذكر الحاهها عليه
– ايوه انا الى. قتلتك … سامحنى انا السبب انا الى وديتك للموت بإيدى محقتلكش الى نفسك فيه وحرمتك من اليومين الى كان نفسك تعيشهم معايا بس .. بس انا اتمنيت عمر بحاله يكون معاك .. تفتكر غلطت من حبى وخوفى عليك كان نفسي تعيش منغير ما تتوجع .. تعيش العمر كله جنبى منغير مده … نحقق الى نفسنا فيه …. بس انا خدت منك ده كله .. حتى ابنى قتلته زى ما قتلتك .. انا السبب .. انا مستاهلش اعيش
رفعت راسها وهى تصرخ وتقول- يارب رجعهملى .. بتعمل معايا كده لى .. دعيت انك متاخدوش منى وخدته وخدت ابنى .. لى مخدتنيش معاهم .. سايبنى اتعذب لي
مسكت الازازه وكسرتها وهى هائجه بين بكائها بصت للازاز باعين حمراء
نزل على من عربيته اتقدم من البيت بسرعه وكان الباب مفتوح دخل
– روح
كان بينادى عليها مشي وهو بيدور عليها بص على الاوضه راح لكن وقف مكانه بصدمه
– رووح

 

 

كانت واقعه الى الارض وفى ازاز جنبها، قرب منها على الفور حط راسها على قدماه وربتت على وشها جس نبضها عرف انها اغم عليها شالها ومشي
كان بيسوق سيارته سمع رنين هاتفه وكان عماد رد عليه وقال
– انت فين يا على
– روح معايا يا خالى أنا رايح على المستشفى هبعتلك عنوانها
– مستشفى ايه هى فيها حاجه
– لا هى كويسه متخافش
وانتهى مكالمته وركز فى سواقته
كان على واقفا عند غرفه روح وينظر لها وهى فى الداخل كانت مستيقظه تنظر فى الفراغ ولا تتحدث والطبيب معها لقا عماد جه وكان معه احمد قربو منه
– روح فين
– جوا الدكتوره بتتكلم معاها
بص عليها وكمل – بس روح ساكته مبتتكلمش من ساعه ما فاقت
قال أحمد – انت لقيتها فين
– فى بيتها إلى كانت عايشه فيه مع يحي
بصو لعماد التى لم يعلق دخل وبص على روح نظرت له كان قلبه يتألم من رؤيتها تائه هكذا قرب منها قال
– روح انتى كويسه
لم ترد بصلها وقال – كنتى بتعملى ايه هناك ومقولتلناش ليه كده تقلقينا عليكى
كانو مستنينن أنها تتكلم لكنها كانت صامته حيث نظرو إليها كان صمتها مريب ليس رضى بل وكأنها ضاىعه نظرتها الحائره التى تخلو من ايه مشاعر ذبول وجهها عيناها المرهقتان نظر والدها لحالتها بحزن قرب منه على وأخبره أن يدعها أومأ له وتركها
– مش عارف اعمل ايه هخدها تعيش معايا ممكن مش مستريحه فى القصر
قال على – المشكله مش فى القصر روح مش فى وعيها من سكوتها ده .. احنا نخاف عليها من نفسها ممكن لو فضلت هنا يبقى احسن ليها على الأقل فى اهتمام هنا
قال أحمد – تقصد ان عندها مشكله نفسيه
أومأ على بقله حيله بصله عماد بشده وقال – بتقول روح كويسه
– أنا مقصدش يخالى بس لو شفنالها دكتور هيكون احسن ليها وممكن تخرج من الى هى فيه .. هى قعدت معانا وحالتها مبتتقدمش بترجع لورا لو كلمنا دكتور يتابع حلتها ممكن ترجع روح من تانى
سكت عماد بص لأبنته وهى متردد من تلك الفكره لكن اقتنع بالفكره أن كان هذا سيعيد أبنته إليه سيفعل اى شئ
وفعلا تحدثوا مع طبيب جدير بتلك المهنه وجلس مع روح لكن نظراتها له كانت مريبه وشعر الطبيب بها كانت تنظر له بتفحص ابتسم وقال بهدوء

 

 

– بتبصيلى كده لي معرفتكيش بنفسي
– عارفه
قالتها بلا مبلاه يصلها لأنها تحدثت رغم أنهم أخبروه أنها صامته قال
– عارفه ايه بظبط .. عرفانى
بصتله ببرود ارتبك قالت – جاى تعالج المجنونه إلى قدامك مش كده
يصلها بدهشه من الى قلته وكيف عرفت انه طبيب نفسي قال – بس انتى مش
– لا أنا مجنونه فعلا تحب تشوف
وقامت بدفع الزجاج التى كانت فى يدها تجاهه انتفض خوفا لكنها لم تصيبه وتكسرت إلى أشلاء اتصدم بصلها بشده وقال
– اى إلى عملتيه ده
وقعت كل ما على الكمود بجانبها وقالت بانفعال – اطلع برااا
يصلها بشده قرب بهدوء وقال – ممكن تهدى احنا بنتكلم
صرخت بجنون وهى تقول – برا سمعتنى اطلع مش عايزه حد يكون معايا .. برااا
اتخض من انفعالها دخلت ممرضه بصتلها بريبه قربت منها ضمت روح ركبتيها إلى صدرها وهى تمسك برأسها وتقول بين دموعها
– اطلعو برا سبونى لوحدى
دخل عماد وعلى من الصوت وشافوه روح قرب على من الدكتور وخرجه وهو بيعتذرله لكن الدكتور كان ينظر لروح وحالتها وكأنه لم يتضايق لا يراها مجنونه بل يراها عاقله تماما أنه رأى جرحها فقط حسب خبرته علم ما تكبحه تلك الفتاه من الألم مشي وتركهم
قرب عماد من ابنته وعينه مدمعه قال – روح مالك
رفعت وشها ليه وقالت – جايبلى دكتور نفسي .. شايفنى مجنونه
حسب بالحزن وقال – لا يا حبيبتى انتى مش كده انا حبيت اساعدك
– أنت أذيتنى مساعدتنيش
سكتت وقالت بشرود – شاف جنب جنون جوايا فتره عمت عليا كنت مجنونه بحق وحقيقة كانت فتره محتاجه فيها دكتور نفسي بجد .. بس عمره ما عمل ذيك .. هو استحملنى صبر عليا قدر إلى أنا فيه .. مجابليش دكتور يعالجنى لانى مش مجنونه هو عالجنى بنفسه وقت اما كنت مريضه بجد هو رجعنى من تانى .. شاف كتير منى تخلينى مجنونه فى عينه بس مفكرش زيكو .. يحي كان علاجى

 

 

سالت دموع من عينها وهى تتذكره حست بألم وكانت الممرضه حقنتها بمهدأ بصت روح لوالدها التى سالت دمعه من عينه بحزن عليها أما طالعته بهذا وانكسار ثم غابت عن وعيها اراحتها الممرضه لتنام، جلس عماد بجانبها مسك أيدها بحزن وقال
– آسف يا حبيبتى متزعليش منى . غلط لما عملت كده
بص عماد لعلى وقال – مكنتش فكره كويسه يا على كان قلبى حاسي ان دى هتكون النتيجه
– أنا آسف حبيت اساعد روح
لم يعلق عماد ونظر الى روح ويتسائل إلى متى ستكون هكذا
ظل بجانبها اليوم بأكمله جائه إتصال وكان عمله التى أجله كثيرا بسبب انشغاله بابنته، مكنش عارف يسيبها أم لا
يصلها كانت نايمه فقرر أن يذهب لحين استيقاظها وأخبره الطبيب أنها ستكون بخير فأطمأن وذهب
مر ثلاثه ايام وكانت روح تمكث فى المشفى عاظت لصمتها حين تستيقظ تجد نفسها وحدها هنا غريبه عن الجميع لكنها فى الحالتين تائه لا تبالى
فى يوم كانت مستيقظه تنظر إلى النافذه إلى نور الصباح وكأنها لم ترى ذلك النور منذ مده نظرت إلى ممرضه التى كانت بجانبها قالت
– عايزه حاجه
– ممكن ميا
بصت لها الممرضه بدهشه لانها تحدثت وطلبت شيئا قالت
– الميا جنبك
لم تعلق روح وقفت وراحت بس استغربت لأنها ملقتش ميا فعلا معأنها ملأتها اومأت لها وقالت
– حاضر
خرجت من عندها وملأتها لها ثم عادت إليها وحين فتحت الباب لدخل توقفت وهى مصدومه حين لم تجد روح فى الغرفه
دخلت وهى تستوعب الأمر بس وقفت ولاحظت حاجه شافت الزرعه إلى الشباك قربت منها وجدتها أنها متبلله تعجبت فمن ساقها بصت على الازازه إلى فى أيدها واستدركت الأمر التى اصدمها فهل هى ..
اسرعت بالخروج لتخبرهم بالتأكيد لم يسعها الإبتعاد
جه عماد المستشفى بعدما اتصلوا به وأخبروه بلأمر التى وقع عليه صادما
قال مدير المشفى – اهدى حضرتك احنا بندور عليها فى المستشفى
قال بانفعال – أهدى اى .. البت فين
– هنعرف هى إلى خرجت والله

 

 

– مانا لو حططتها فى مستشفى عدله كانو خلو بالها منها
دخل شخصا وقال – جبنا كاميرات المستشفى
– هاتها .. وتعالى حضرتك معايا فى المكتب
فعلا راحو المكتب وفتحو الكاميرات وهما بيشوفه السجل وعماد متوتر لحد ما شاف ابنته نظر إليه بشده وتابعونا واكتشفوا أنها خرجت من المشفى بالفعل ولم يظنها أحد مريضه لكنها لم تتطلع فى أحد وترتدى ملابسها عاديه
– يعنى خرجت من المستشفى باهمالكو .. هعرف هى فين دلوقتى دنا هطربقها على دماغكو
فى القصر قال كوثر بصدمه – يعنى اى امل روح فين دلوقتى
– معرفش يا امى ابوها اتصل بيا وانا فى الشغل وسألني أن كانت ركعت القصر ولا حاجه وحكالى إلى حصل
قالت سلمى بتردد – طب ما ممكن تكون راحت لنفس المكان إلى راحتله قبل كده
بصلها احمد تنهد وقال – رحت البيت متهتش الفكره دى عنى بردو لكن للاسف ملقتهاش
قالت زينب – امال راحت فين يعنى احنا منعرفش هى فين مش ممكن تكون عند حد من صحابها
– على يعرفهم كلهم وهو بيدور عليها فكر يسألهم عنها بس كلهم قالوه أنهم ميعرفوش حاجه عنها ولا شافوها بقالهم كتير .. انت. عارفين روح مكنتش بتخرج من يومها
قالت كوثر بقلق- هتعملو اى البنت ممكن تعمل حاجه فى نفسها الفتره الاخيره مكنتش احسن حاجه لازم تلقوها
– بندور عليها كلنا وهنشوف الاماكن إلى ممكن تكون فيها
– ربنا يستر ياترى انتى فين ياروح
كان الجميع قلقا عليها يبحثون طيله اليوم حتى الليل قد حل عليهم ولم يجدوا لها أثرا بعد لكن لم يتوقفو ويتسائلون اين هى فى هذا الليل الآن هل بخير أم لا .. يتسائلو عن حالتها وطلع النهار التى لم يشهدو عليهم وباتت محاولاتهم فاشله فى العثور عليها وكأنها فص ملح وداب
قال عماد – هتكون فين يوم وبنتى باينه برا والله اعلم هى فين
قال على – اعمى يخالى روح مش صغيره إنشاءالله هتكون بخير
– مهياش صغيره بس دى مش روح يا على دى واحده مش باقيه على الدنيا وده إلى مخوفنى يعنى ممكن تعمل فى نفسها حاخه .. سكوتها كل حاجه كانت بتخوفنى عليها .. أنا قلبى مش مطمن انت إلى قولت بذات نفسك نخاف من نفسها عليها منتا شوفتها الفتره الاخيره
تنهد احمد وقال- بتهيالى لازم نبلغ عدى ٢٤ ساعه هما ممكن يساعدونا كتير

 

 

أومأو لفكرته لكن من ما كان بدرى أن الأوان قد فات فحتى البحث سيتسغرق وقتا حيث مر يوم اخر لا تزال روح مختفيه لا يعلم أحدا طريقها
تحت سماء صافيه كانت تحلق الطيور وتنشد باغنيها مع الرياح التى تعزف باوتارها على مياه البحر التى كان يذهب ويعود ويبلل رمال شاطئه
كانت روح تقف وتنظر لذلك المشهد ووجهها يخلو من التعبيرات والرياح تهب دفعه واحده تطير بفستانها وشعرها التى يختلط فى وجهها وترتطم بعضا من رزات البحر تستشعر دفأها
بصت على قدماها كانت حافيتان تملأها الجروح بسبب السير فى الطرقات دون انتعال حذاء ودهست على أشياء حاده
تقدمت من الرمال الناعمه المبتله وهى تشعر بها وتعود بالزمن للوراء
” لما تعوزى تجربى ميه البحر ميكنش كده ”
بصت على يسارها وذلك الصوت الذى أتاها وجدت طيفه ينظر اليها ويبتسم
” امال ”
” اسمحيلى اوريكى”
لتجده يحملها ويركض بها داخل المياه وهى تصرخ وتحرك ساقيها ” انت بتعمل اى لا يحي متهزرش”
لكنه لا يستمع وانزلها فى المياه وهى تصرخ فيه وتضربه حط أيده على بقها ” خرجنى من هنا”
” حاضر تدفعى كام ”
” انت بنأدم مادى”
” لا أنا مش هكون مادى معاكى .. أنا عايزه حاجه صغيره وبسيطه خالص ”
قالها بابتسامته الماكره وهو يقترب منها ويبتسم من تضايقها وخجلها منه
كانت روح ترى ذلك من ذاكرتها لتعود للواقع وتتلاشي ذكرياتها كأى شئ مضى، خفضت رأسها وهى تتذكر اخر عناية جمعهما وهى أودعه وتهمس له بأذنه”هستناك متتأخرش” ليبدلها العناق وهو يطيعها بقول “حاضر”
لم تكن تعلم انه سيكون اخر عناقا لها معه ليتها بقيت فى احضانه اكثر فهى باتت خائفه لا تجد الأمان التى تشعر به وهى معه

 

 

– ما اخترتش نهايتنا ولا كان بايدى ابعدك عنى واموت ابنى .. بس انا بايدى اجيلكو
سالت دمعه من عينها نظرت الى السماء – جيالك انت وابننا عارفه انكو مستنيينى .. معلش لو اتأخرت عليكو
سارت تجاه المياه حتى شعرت بها واستمريت وهى ترتفع لساقيها وتصل الى صدرها ثم تركت نفسها وتوقف قدماها عن الحركه فتسحبها المياه للأسفل هذا القاع الذى اصبحت فيه ..تتسائل الآن وهى تقدم على انهاء جحيم حياتها أن كانت تبعث لجحيم آخر .. وهو جحيم الآخره
نظرت الى خاتمها فهى لا تزال ترتديه ولم تخلعه .. انه سيدفن معها حتى فى مماتها سيموت معها كما مات حبها داخلها … لقد فعلتها وكتبت نهايتها بيدها .. ستراهم وتجتمع معهم … سترتاح من ذلك الالم الذى يقتلها مرارا ولم تعد قادره على تحمله
سالت دموع من عيناها تختلط بمياه البحر المالحه لتغمض عيناها باستسلام مودعه تلك الحياه المأساويه التى لم سلبت أمانيها فى يوم وليله .. كانت أمنيتها الوحيده أن تمر الايام وهو بجوارها انت تمر الأعوام ويرحل عنهم الأشخاص ولا يرحل أحدهم عن الآخر .. لكن يبدو أخطأت فى ان تتمنى … فهذا الجحيم لن يتغير

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية روح جحيمي)

اترك رد