روايات

رواية لتضيء عتمة أحلامي الفصل الرابع 4 بقلم آية السيد

رواية لتضيء عتمة أحلامي الفصل الرابع 4 بقلم آية السيد

رواية لتضيء عتمة أحلامي البارت الرابع

رواية لتضيء عتمة أحلامي الجزء الرابع

رواية لتضيء عتمة أحلامي الحلقة الرابعة

سارت في طريقها وهو يتابعها بعينه وهمت لتقطع الطريق حين قام أحدهم بتشغيل سيارته مترقبًا إياها، ليقود مسرعًا باتجاهها
فيهتف سليم: حاسبي، حاسبي… سلمى… حاسبي
ركض ناحيتها حين صدمتها السياره وفرت تاركة سلمى ترقد أرضًا ولا تقوى على الحركه، اقترب منها وجلس جوارها قائلًا:
-سلمى…. سمعاني
مسك يدها ففتحت عينها قائله بوهن: لو سمحت متلمسنيش…
ثم غابت عن وعيها والناس تلتف حولها فقال سليم لسيده تقف جوارها
-خليكِ جنبها هجيب عربيتي من هناك
ركض ليأخذ سيارته من جوار المطعم فرأه عبد الله هرول إليه قائلًا: في حاجه ولا إيه؟
-سلمى…. حد ضربها بعربيته
هرول عبد الله ليراها ترقد على الأرض وتسيل بقع من الد..ماء على وجهها، جلس جوارها بخوف
-سلمى… لا حول ولا قوة إلا بالله… ردي عليا يا بنتي

 

سرعان ما قام سليم بتشغيل سيارته وحملها للسياره وركب معهم عبد الله لأقرب مستشفى
—————–
تقف فريده مع أحدهم هاتفه بتنبيه:
-أهم حاجه البت متموتش، أنا بس عوزاها ترقد في السرير شويه كدا… قرصة ودن يعني
-متقلقيش ظبطهالك
-إوعى يكون حد شافك
-عيب عليكِ، ولا الجن الأزرق
أعطته باقي الأموال ثم أردفت قائله:
– احتمال أحتاجك في شغل تاني
-تحت أمرك طول ما فيه فلوس أنا معاكِ
انصرف وتركها تحدث حالها قائله:
-كدا بقا أتصل على بابا أقوله على مكانها
———————

 

يجلس شريف على مكتبه فجاءته سكرتيرته تخبره بوجود من يريد مقابلته فأمرها أن تأذن له بالدخول، دلف الرجل بغرور وجلس واضعًا قدمًا فوق الأخرى بتكبر، رجل قد تجاوز الستين من عمره لكن لا يظهر عليه أثر السن، طويل القامه وجسده رياضي، شعره مصبوغ بالأسود وبشرته قمحية اللون وصافية ويمتلك أنف حاد كطباعه….
شريف: إيه الي جابك هنا؟
-عايز اشتري الشركه والبيت… وبالمبلغ الي تطلبه
-هو انت مبتزهقش مش سليم قالك مش هبيع!
– أنا لحد دلوقتي بتكلم معاكم بهدوء ودا عكس طباعي…. وجيتلك المره دي عشان تقنع صاحبك
-أنا عايز أعرف ليه…. ليه بقالك سنين عايز تاخد الشركه والبيت؟ ليه الإصرار دا ؟
-بيزنس انتوا لسه صغيرين عليه… هااا قولت ايه هتقنع صاحبك؟
-للأسف مشوارك جه على الفاضي يا مدحت مش هقدر أساعدك… واتفضل المقابله انتهت
قام مدحت من مجلسه قائلًا: أوك قابل بقا الي هيحصل وافتكر إني حذرتكم
انصرف مدحت وظل شريف يفكر بكلامه عازمًا ألا يُخبر سليم بالمقابله، فلا يريد أن يشغله بهذا الموضوع، زاعمًا أن مدحت يتفوه بهراء ولن يستطيع فعل أي شيء…
أما مدحت فأخرج هاتفه وطلب رقم أحدهم قائلًا: عايزك تجيبلي البت وتيجي بكره

 

-يعني ايه هربت؟!… يا غبي ازاي تهرب منك… غور في داهيه حسابك بعدين…
———————-
أنهى الرجل مكالمته مع مدحت فأضاء هاتفه معلنًا عن اتصال من ابنته فريده
-عرفتلك مكان البت سلمى… هنا في القاهره ساكنه مع ناس وبتشتغل عندهم في مطعم
– يعني احنا بقالنا شهر بندور على البت دي في المنيا وهي عائشه في القاهره متهنيه…
-لولا بنتك حبيبتك شافتها وهي طالعه من المطعم مكنتش هتوصلها ولا هيخطر على بالك إنها في القاهره
– ماشي أنا جاي القاهره… وهكلم الباشا أقوله إني عرفت مكانها يمكن يسامحني….
-بس الأفضل متجبش دلوقتي لأنها عملت حادثه
-حادثة ايه؟
– عربيه خطبتها متقلقش مش هتموت بس هتقعد في السرير بتاع شهر كدا
-تابعيها وعرفيني التفاصيل وأنا هرتب نفسي وأجيلك.
————————-

 

يقف سليم في الممر مع عبد الله، قال سليم بشك:
-أنا حاسس إن الحادثه دي مدبره مش مجرد عربيه خبطتها وجريت
-إيه خلاك تقول كدا!
-أنا شوفت العربيه كانت واقفه كأنها مستنيه سلمى تعدي الطريق… كان حد بيراقبها كأنه مستني فرصه
جلس عبد الله على أحد المقاعد ووضع يده على رأسه وقد بدأ الفَرَق ينبش قلبه، ولم يرد، فأردف سليم: هي تقربيلك ايه يا عمي عبد الله؟
تنهد عبد الله محاولًا أن يزفر ما في قلبه من خوف قائلًا: سلمى دي حكايتها حكايه…. وأنا بدأت أخاف على نفسي وعلى بنتي… شكلي ورطت نفسي!
-مش فاهم… ممكن توضحلي ممكن أقدر أفيدك
قاطع حديثهم صوت سلمى الذي يخرج من الغرفه وهي تصرخ ببكاء:
-متلمسنيش…. ابعد عني… يارب بقا أنا تعبت
دلف سليم مسرعًا وتبعه عبد الله، أردف الممرض بخوف
-أنا بديها العلاج لقيتها بتصرخ وتقول محدش يلمسني
خرج الممرض خائفًا مما حدث قبل قليل، فقد أغرته وحاول لمس جسدها لكنها عادت لوعيها صارخه…
وضع عبد الله يده على كتف سليم قائلًا: خليك جنبها على ما أشوف الدكتور
مازالت تبكي بألم وتهتف: يارب بقا… يارب أنا عايشه ليه…
يقف سليم بجوارها حاول أن يطمئنها: حمد الله على السلامه… حاسه بإيه؟

 

تأوهت بألم وقالت بوهن
-ا… أنا حاسه بوجع جامد في جسمي كله.. وصداع…
حاولت أن تُحرك يدها لكن تأوهت بألم شديد قائله: دراعي….
بدأت بالبكاء من شدة الألم فأردف سليم
-طيب متقوميش خليكِ زي ما انتِ عمي عبدالله هيجيب الدكتور
ليدلف عبد الله قائلًا: قولي للدكتور حاسه بإيه يا سلمى؟
أردفت ببكاء
-وجع صعب أوي
وبعد الكثير من الفحوصات والأشعه تبين وجود كسر في ذراعها الأيسر وجرح في رأسها وكدمات وسحجات في أماكن متفرقه من جسدها….
وضعت جبيره لذراعها وتم تخيط الجرح في رأسها ثم عادت إلى البيت تسير بصعوبه من أثر الحادث، ولم يتركها سليم وعبد الله حتى وصلت سريرها.

 

كانت يمنى تعتني بها وتساندها دائمًا وتضغط عليها لتناول الطعام حتى تستطيع مقاومة ما هي فيه، أما هي فقد بكت حتى ذبلت عيناها، فكلما تذكرت كيف كان يلمسها ذاك الممرض ارتعبت وبكت أكثر، فالعالم مليء بالقاذورات وأشباه الرجال، تفكر أن كيف ستعيش في هذا العالم وحيده شريدة بلا مأوى أو ملجأ تلجأ إليه كلما اشتدت عليها معارك الحياه.
————–
يجلس سليم مع صديقه شريف، شارد الذهن يفكر بما حدث لسلمى، وكيف تعمد صاحب السياره أن يصدمها، وكيف فر هاربًا بعد أن تركها ترقد أرضًا من أثر صدمته، يلوم حاله فلو كان أصر عليها بعض الشيء لما حدث لها هذا..
أشار شريف بيده أمام وجه سليم وهتف منفعلًا : يا سليم…. سليم بكلمك… دا إنت مش هنا خالص!
-هاااه… كنت بتقول إيه؟
-بقولك أنا قررت أتقدم ليمنى بقا وأمري لله
ابتسم سليم وأردف: أيوه كدا فرحنا…. ربنا يتمملك بخير يا حبيبي.
بدأ شريف يتكلم ويصف شعوره لسليم لكن عاد سليم لشروده مره أخرى، فأردف شريف وهو يشير أمام وجهه
-فيه إيه يبني؟ إنت مش معايا خالص
-لا مفيش حاجه كنت بفكر في الشغل
-البنت السكرتيره الجديده دي عملت حاجه؟… مدحت عمل حاجه تاني! مالك طمني
تنهد سليم يزفر الهواء من صدره ليخرج كل تلك الأفكار التي تدور في رأسه
-متشغلش بالك دي صفقه إسكندريه شاغله تفكيري شويه… طبعًا هتيجي معايا اسكندريه
-أيوه إن شاء الله مقدرش أسيبك لوحدك المهم إنت هتبقي ولي أمري وتيجي معايا ولا هتبيعني
-أجي معاك فين؟

 

-أتقدم ليمنى متركز شويه يا سليم
-يا عم هاجي في ظهرك متقلقش
-ماشي… بكره اعمل حسابك هنروح لعمي عبدالله
-بكره! مش عارف الوقت مناسب ولا إيه لأن سلمى عملت حادثه النهارده ولسه راجعه من المستشفى من كام ساعه…
-بجد! طيب وهي عامله ايه؟
-مش عارف هي كانت مدشمله… مجبسه دراعها ومخيطه ١٠ غرز
-يا نهار أبيض… ومين الي خبطها؟
-مش عارف… الي خبطها جري بالعربيه
-ربنا يشفيها…. احنا هنروح بكره ولو لقينا الجو مناسب هتقدم ليمنى
-مفيش مشكله على بركة الله…. ربنا يتمملك بخير يا صاحبي
وبعد فتره خرج وأغلق الباب خلفه، ترك سليم يتقلب في فراشه وقد جافاه النوم هذه الليله يفكر بكل تفاصيل اليوم وكيف كانت تتألم سلمى وتتأوه…
———————————

 

في اليوم التالي في الشركه
تجلس فريده على مكتبها تتابع بعض الأعمال حتى طلبها سليم لتسليم الأوراق
قالت بدلع: حضرتك تُأمر بحاجه تانيه؟
-أيوه قوليلهم يعملولي كوباية قهوه
-حاضر يا مستر هعملهالك بإيدي
نظر لها بطرف عينيه بتعجب من طريفة دلعها المصطنع، أردفت بصوت ناعم
-حاجه تانيه يا مستر
-متشكر…. اه فريده احنا عندنا شغل في اسكندريه كمان كام يوم عايزك تراجعيلي الأوراق دي عشان أمضيها قبل ما أسافر
أعطاها الكثير من الملفات
حدثت حالها: وأنا الي فكرتك هتاخدني معاك… عاوزيني أخلصلك شغل…. الظاهر مفيش أمل فيك… شكلي هحاول مع شريف
عندما لاحظ شرودها أردف قائلًا: إنتِ معايا ولا روحتِ فين..
-هاااه…. لا تمام مع حضرتك… متقلقش حضرتك هخلص كل حاجه
تحاول فريده منذ استلام عملها أن تلفت نظر سليم لها، تتحدث بدلال مصطنع وتحاول إغرائه لكنه لا يبالي بكل تلك الأفعال فقد حاولت عبير من قبلها ولم تفلح….
————————-

 

بدأت سلمى تتحسن قليلًا إلا ذراعها الملفوف بالجبيره، أصرت أن تنزل للمطعم ابتداءًا من الغد وتكمل عملها فهي لا تريد أن تكون عاله عليهم يكفي أنهم سمحوا لها بالمكوث بيتهم.
—————–
وفي المساء جلس سليم وشريف مع عبد الله، تحدث شريف بحرج
-أنا عارف يا عمي إن ممكن الوقت ميكونش مناسب، بس أنا خايف استنى أكتر من كدا أخسر يمنى…
-فيه ايه يبني متقلقنيش مالها يمنى؟
-لأ خير متقلقيش… أنا طالب إيد يمنى
تنفس عبد الله بارتياح: يا عم وقعت قلبي لما قولت أخسر يمنى…
ابتسم شريف بإحراج: والله أنا أول مره اتحط في الموقف دا فمكنتش عارف أقول ايه
-أنا مش هتلاقي لبنتي أحسن منك يا شريف لكن طبعًا الرأي رأيها…
نادى ابنته وبعد أن سلمت على شريف وسليم
-اقعدي يا يمنى
جلست جواره وقالت:
-خير يا بابا فيه حاجه ولا إيه؟
-البشمهندس شريف طالب ايدك
عضت شفائها السفليه بحياء، كأن جملة والدها عزفت على أوتار قلبها، فبالرغم من أنها تناديه أبيه إلا أنها تحبه وتمنته زوجها، طال سكوتها فأردف والدها: هااا قولتي إيه؟
-الي تشوفه حضرتك يا بابا

 

هتف بمزاح
-طيب أنا مش موافق
نظرت إليه بتعجب وخوف من عدم موافقته، هو يعلم ما بقلب ابنته يكشفها من نظراتها، كيف لا وهو كان بمثابة الأم والأب والصديق لها! أردف بحب: متبصيش كدا يستي أنا موافق متقلقيش…
ضمها والدها وابتسمت بحياء وهي تختلس النظر لشريف، فنظراتها فضحتها وعلم الجميع بحبها له، اتفقوا على كل شيء وقرأوا الفاتحه، وتركوهم وحدهم لبعض الوقت…
—————–
أما سليم فجلس مع عبد الله يبحث بنظراته عن سلمى، لكنها لم تخرج من غرفتها فظنوا جميعًا بأنها نائمه، ولم يريدوا إزعاجها لكنها كانت مستيقظه تبكي، سمعت كل حديثهم، تغبط يمنى على وجود والدها أما هي فبلا أهل، شريدة بلا مأوى، وحيدة بهذا الزمان الحائر البائر…
—————–
على جانب أخر تجلس يمنى مع شريف في الشرفه
-إيه الي عملته دا يا أبيه

 

-مسمعش كلمة أبيه دي تاني فاهمه؟ شريف إسمي شريف وممكن تناديلي حبيبي أو روحي أو حياتي عادي
ابتسمت بخجل فأردف: شكلك زي القمر وانتي مكسوفه
-علفكره إنت فاجئتني… كنت مهدلي الأول مش خبط لزق كدا
-اسكتي يا بت الحاجه لما تيجي خبط لزق كدا بتبقى حلوه…. طيب بزمتك مش مفاجأه حلوه
-بصراحه حلوه…
أردف بحب
-بحبك يا يمنى
ابتسمت بخجل ولم تعقب علي كلامه فقال: عادي مش عايز أسمعها دلوقت كفايه إن عينك قالتها
نظر بعينيها قائلًا: لعمري إن العمر دونك كارثه، وأن حياتي كل حياتي دون عينيك مجرد حادثه..
———————–
في اليوم التالي
في المطعم تقف سلمى بالمطبخ ترتدي زي العمل تعمل بذراع واحد وتساعدها يمنى، تقوم بتزين بعض الأطباق وبعد انتهائها هتفت يمنى بإعجاب: الله ينور يا شيف سلمى
أردفت سلمى بإبتسامه: حلوه بجد ولا بتجامليني
-لأ والله تحفه، وطعمها روعه وفوق كل دا صحيه تسلم إيدك يا أصغر وأجمل شيف وأحلى دكتورة تغذية.
أردفت سلمى: أنا بجد حلمي يكون عندي مطعم أكل صحي
-إن شاء الله تحققي كل الي نفسك فيه..

 

دلف عبد الله للمطبخ قائلًا بإعجاب: الله ينور تسلم إيدك يا شيف… جهزولي طبقين من دول بقا عشان سليم وشريف بره
جهزت سلمى الطعام وحملته يمنى على صنية لتقدمه لهم
أخذ منها شريف الطعام قائلًا: البرنسس بنفسها جيباهولنا
احمرت وجنتيها بحياء: دوقوا بقا وقولوا رأيكم؟ علفكره أنا مساعده سلمى فيه
شريف: طلما من إيدك يبقى مش محتاج ندوق عشان نقول رأينا، أصل الجميل ميعملش إلا جميل
ابتسمت بحياء وقال سليم
-أنا عايز أغسل إيدي الأول
عقبت يمنى: فيه حد في حمام المطعم روح إغسل من المطبخ
دلف للمطبخ فوجدها شاردة تحضر الطعام، وتحمل بيدها كوبًا من الماء، لم ترفع رأسها لترى من الداخل ظنته يمنى أو أحد العمال
قال وهو ينظر إليها
-السلام عليكم
-عليكم السلام
رفعت رأسها وعندما رأته لا تدري لمَ توترت ووقع الكوب من يدها!
غسل يديه وقال وهو يهمس بجوارها: معلش فداكِ… عامله إيه دلوقتي؟
ردت بحياء: الحمد لله بخير
-لسه حاسه بأي وجع

 

-لا الحمد لله بقيت أحسن
-طيب تعالي اقعدي معانا بره…
دلف أحد العمال للمطبخ فطلبت منه سلمى أن يقوم بجمع ما وقع أرضًا، فخرج سليم وترك قلبها يدق بعنف من أثر كلماته الغير متوقعه…
وضعت يدها على قلبها كأنها تهدئه، وقفت قليلًا ثم خرجت تجلس معهم..
يجلس شريف بجوار يمنى قائلًا
-احنا مسافرين بعد بكره اسكندريه هنقعد تلت أيام إيه رأيك تيجي معانا وتزوري جدك؟
-مش عارفه بابا هيوافق ولا ايه… أنا عن نفسي جدو وحشني أوي… وكمان نفسي أجي معاك
انقطع حديثهم حين جلس سليم وتبعه عبد الله ثم سلمى…
—————————
في اليوم التالي
استيقظت كعادتها وتجهزت إستعدادًا للذهاب لعملها مع عبد الله….
-صباح الخير يا بشمهندس سليم
اختلس سليم نظرات إلى سلمى الواقفه على مقربة منهم مع يمنى تبتسم لها وتتحدث معها وقال: صباح النور يا عمي عبد الله
خرج شريف من باب العماره مهرولًا وهتف: صباح الخير يا عمى عبد الله
-صباح النور

 

نظر شريف ليمنى هاتفًا: ازيك يا يمنى
تركت سلمى تنظر بالإتجاه الأخر وسارت تجاههم قائله بإبتسامه: الحمد لله
أشارت له بعينها ليفتح موضوع سفر الإسكندريه مع والدها كما اتفقت معه عبر الهاتف مساء الأمس
شريف: احم…. عندنا شغل في اسكندريه بكره لو عايزه تيجي تغيري جو عند جدك وبالمره تزوريه
نظرت لوالدها قائله: ايه رأيك يا بابا؟
عبد الله: ومالو خدي سلمى وروحي لو حابين وأنا هحصلكم كمان يومين وبالمره نعمل حفلة الخطوبه هناك… بس يلا بقا عشان منسيبش سلمى واقفه لوحدها كدا… بعد اذنكم يا ولاد
ظل سليم يحدق بتلك الواقفه بهدوء، تتهرب منه ومن نظراته لها، رفعت سلمى عينيها صدفةً تنظر باتجاههم لتجد سليم يحدق بها، يخفض هو بصره ليرتدي نظارته السوداء ويستقل سيارته ليذهب للعمل
شريف: ايه الحكايه…. مشغول بيها ليه
– اسمها سلمى!…. مبيفكركش بحد الإسم دا!!
-الله يرحمها
– سلمى عايشه… وأنا هفضل أدور عليها وعمري ما هفقد الأمل
– أتمنى تكون عايشه ومتكونش بتجري ورا سراب

 

حين يدلنا القلب على شيء فعلى الأغلب هو صحيح فالقلب أبصر من العين قد يرى ما لا تراه وهذا من نور البصيره.
يقف رجل غليظ الملامح في نفس مكان سلمى الذي كانت تقف به قبل لحظات متعجبًا من هيئتها الجديده ذهب للبواب أعطاه سيجاره قائلًا: صباح الخير يا ريس
-صباح النور…. يلزم خدمه
-أيوه… هي البنت الي كانت واقفه دي أمو عين زرقا… الي ركبت العربيه مع البيه… تقربله ايه؟
-مش عارف والله هي ساكنه معاهم من حوالي شهر
-طب هما راحو فين دلوقتي
-راحو المطعم
-طيب شكرًا
-ماشي شكرًا يا ريس
يذهب الغليظ ليراقب سلمى واقفًا أمام المطعم… عازمًا أن يظل يراقبها حتي تتيح له الفرصه ليأخذها مرة أخرى..
————————-
في المطعم تجلس يمنى مع سلمى على الطاوله يتبادلون أطراف الحديث
-هروح معاهم ازاي أنا محرجه
-ملكيش دعوه بيهم انتِ هتبقي معايا… وأصلًا هنكون في بيت جدو
-لازم يعني السفريه دي! أنا عندي كليه وأبحاث ومذاكره وشغل
-يبتي ارمي ورا ضهرك دول تلت أيام هنفصل فيهم شويه عن جو الضغط دا ونرجع بقا أقوى من الأول
-خلاص ماشي… الي تشوفيه اعتبرني جاهزه
ضمتها يمنى بسعاده ثم قالت: إن شاء الله هيكونوا أجمل تلت أيام وهتتبسطي أوي
سلمى بوجه عابس: أتمنى والله

 

-طيب وشك مكشر ليه… والله لو مش عايزه تروحي هنقعد وخلاص بس مش عايزه أشوفك كدا
-عارفه يا يمنى… أنا مبقتش فاهمه حاجه… عامله زي الي في وسط البحر وخلاص استسلم للموج يرميه زي ما يحب
-يااااه كل دا عشان بقولك نسافر يومين
-لأ والله أنا ببقا فرحانه في المكان الي إنتِ مرتاحه فيه…
-طيب مالك
– ساعات كدت بيصعب عليا نفسي، تعرفي إن الممرض حاول يتحر..ش بيا في المستشفى
شهقت يمنى قائله: وبابا كان فين وسليم؟
-أنا أتحرج أقولهم حاجه زي كدا… وهو لما صرخت خاف وسابني…أنا لوحدي أوي ساعات بقول أنا عايشه ليه وأرجع استغفر وأقول الحمد لله إن رزقني بناس طيبه زيكم يقفوا جنبي
-إنتِ الي طيبه يا سلمى عشان كدا ربنا بيوقفلك ولاد الحلال… وأنا جنبك قوليلي كل الي مضايقك….
سكتت لوهله ثم أردفت بحزن:
بصي يا سلمى والله كل واحد فينا جواه قصه محدش يعرفها غيره وجواه وجع بس مش لازم يكون ظاهر…. يعني مثلًا عندك أنا مشوفتش أمي خالص مقولتش يا ماما خالص طيب أنتِ شوفتي مامتك حتى لو كنتِ صغيره بس أنا لأ
امتلئت عيونها بالدموع لكن لم تطلق سراحها، لاحظت سلمى رغرغة عينيها فابتسمت قائله: بقولك ايه بلاش دراما يلا سيبيني أخلص شغلي عشان ألحق أروح بدري أجهز نفسي للسفر الصبح
ابتسمت يمنى وهي تحمل حقيبتها قائله: سلام يا شيف هروح أنا على كليتي ونتقابل بالليل
كان هناك عيون تتابع سلمى لشاب بالثلاثين من عمره، فهو شريك بالمطعم ويثق به عبد الله وكذالك سليم ويعمل بالشركه مع سليم ويباشر عمل المطعم بين الحين والأخر، أي أنه محل ثقة الجميع؛ يختلس النظر إليها منذ عملها بالمطعم معجبًا بجمالها وقوامها…

 

وبعد أن خرجت يمنى نظر يمينًا ويسارًا ليتأكد من أنه لا أحد يراه ثم يقترب من سلمى قائلًا: إنتِ إزاي حلوه أوي كدا!
ابتعدت عنه قائله: فيه ايه يا أستاذ أحمد!! حضرتك بتتكلم كدا ليه؟
اقترب منها مرة أخرى وحاول وضع يده عليها فابتعدت لكنه اقترب مجددًا ولمس يدها دفعته بيد واحده لأن الأخرى بالجبيره.. لكنه بدأ يلمس جسدها… فصرخت به وقالت: ابعد عني… اوعى كدا حرام عليك….
إن الجراح إذا خبئتها… شُفيت
فاكتم جراحك، لا تخبر بها أحدا…
كم من كليمٍ شكى للناس لوعته…
فزاده الناس وجدًا فوق ما وجدَا!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية لتضيء عتمة أحلامي)

اترك رد

error: Content is protected !!