روايات

رواية أولاد الجبالي 3 الفصل الثامن عشر 18 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 3 الفصل الثامن عشر 18 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 3 البارت الثامن عشر

رواية أولاد الجبالي 3 الجزء الثامن عشر

أولاد الجبالي 3
أولاد الجبالي 3

رواية أولاد الجبالي 3 الحلقة الثامنة عشر

أشحن قلبك واملىء ميزانك
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
أن يطعنك أحدهم في ظهرك، فهذا أمر طبيعي، ولكن أن تلتفت وتجده أقرب الناس إليك فهذه هي الكارثة.
……………..
أطاح الغضـ.ب بعقل جاسر بعد أن أهملت حسنية الإستجابة لطلبه ولم تعيره إهتمام .
فأخذ يضـ.ربها ويركلها بكل قوته حتى صدى صوت صر.اختها فى الأركان .
وأخذت تسـ.تغيث : ألحقونى عيموتنى ، ألحقونى .
جاسر بإنفعال : محدش عينجدك منى يا حسنية ، عشان اللى أجوله يتسمع بعد كده على طول وتتربى على يدى من چديد ، عشان أنتِ عيارك فلت منى .
_ وٱظاهر إنى دلعتك زيادة عن اللزوم ، لغاية ما شوفتى نفسك عليه يا بت الجهوجى .
فازدادت صـ.رخات حسنية ، مع ضر.ب جاسر المبرح لها .
حتى تفاجىء بسماع صوت يعلمه جيدا ،جعل قلبه ينتفض بخوف وتجمد مكانه .
وهو صوت حمدى الذى تسلل غلسة من سطح المنزل إلى الداخل مع زرارة حتى لا يراه أحد .
فجاء صوته كالأسد الثائر عندما رأى مُنية القلب تصرخ تحت يدى جاسر وقد تعالت صـ.رخاتها التى مزقت قلبه فصاح بقوة : وجف يدك النچسة دى يا بن حمدان .
_ مش جادر على الرچالة ، فبتمد يدك على مَرة يا عرة الرچالة ..
_ خابر لو يدك أترفعت عليها تانى أنا هعمل ايه فيك !
طالعه جاسر بنظرة فزع وإرتعدت أوصاله .
ليستطرد حمدى يتوعد :
_ عجـ.طهالك ، ومش بس أكده .
_ ممكن أطير رجبـ.تك دى خالص ، وأخليها تجعد تاخد عزاك .
فوضع جاسر يده على رقبته بخوف ، وطالعته حسنية بشماتة ، ثم وقفت سريعا وتحول جمود وجهها وصـ.رخاتها إلى إبتسامة عذبة عندما رأت حمدى ، ثم أسرعت إليه مردفة : نورت يا سيد الناس ، ومتحرمش منيك لحجتنى فى الوقت المناسب .
_ ده أنا كنت هـ.موت تحت يده المفترى ده .
كاد الخوف أن يطيح بـ جاسر من تهديد حمدى له ، فكان كالفأر المبلول ، وابتسم إبتسامة صفراء مردفا: لا ضرب ايه يا معلم ، ده أنا كنت ههزر معاها ، بس هى اللى مبتسمحلش الهوا.
_ تجولش بسكوتة ناعمة .
فطالع حمدى حسنية بنظرة مليئة بالحب وهمس : هى فعلا كيف البسكوتة ، أو كيف الجشطة وعايزة تشال جوه الجلب وفوق العين بس .
توردت وجنتى حسنية من كلماته المعسولة ، وازدادت ضربات قلبها التى تهيم به عشقا قائلة : تسلملى ، محدش مقدرنى غيرك يا سيد الناس.
فتشنـ.جت معالم جاسر وطالعها بغضب قائلا : أكده يا حسنية ، هانت عليكِ العشرة ، ده أنا ياما قدرتك وفضلتلك على الناس كلاتها وعلى أخواتى كمان وبعتهم عشان خوطرك .
ليتدخل زرارة لينهى هذا الجدال كى لا يسوء الأمر ومهما ما جاؤا إلا ليقضوا وقت لطيف مع بعضهم البعض.
زرارة : وبعدين يا چماعة ما كفاية جولت وجولتى ، إحنا چايين عشان نتبسط ولا نعكنن على بعض .
ثم أشار الى حسنية وغمزها : إيه يا ست الستات ، مش وعدتينا إنك عترجصى وتدلعينا الليلة بمناسبة دخول اللى ما يتسمى السچن وبداية الشغل ما بينا .
فأشارات حسنية إلى عينيها مردفة بدلال : بس أكده عيونى .
فصاح جاسر بغيرة : هو ايه ده اللى ترجص جدامكم ، ده كان زمان ، دلوقتى مش بترجص غير ليه وبس .
فوضع زرارة يده على كتف جاسر مردفا بمكر :متبجاش أنانى وخليك كريم ، الليلة فرح يا جاسر .
وأديك بتشوف العروسة فى الفرح عترجص مع العريس جدام خلق الله كلاتهم ، لكن إحنا حيالله اتنين بس .
فضيق جاسر عينيه بتفكير قائلا : ايوه صوح .
ثم أشار إلى حسنية : ارجصى يا بت ، ده المعلم حمدى وزرارة بس مش كتير .
حسنية بدلال : بس أكده عيونى .
لحظة بس أبدل خلجاتى وچاية ، ثم قامت بغمز حمدى الذى وضع يديه على قلبه من شدة لهفته عليها وود لو قتل جاسر الأن لتكون له وحده ، أو إختطفها ليطفىء نار قلبه المشتعلة.
لتذهب سريعا وترتدى ملابس ملتـ.صقة بجـ.سدها مفتوحة من الجانبين والصـ..در ثم أسدلت شعرها الأسود كالليل على ظهرها وزادت من تزيين وجهها بمساحيق التجميل ونثرت عطرها المفضل ثم أحاطت خصرها بإيشارب إستعددا للرقص لتنهى ذلك بتشغيل أغنية صاخبة على هاتفها ثم التقطت العصا .
وخرجت تتمايل بها أمام ذلك الزوج المخدوع والعشيق وصديقه .
لتلهب مشاعر حمدى ويبلغ به الشوق مبلغه ، فلم يستطع الصمود أكثر من ذلك واستغل سكر جاسر وذهابه فى عالم آخر جعله لا يشعر بمن حول .
فقام وحـ.مل حسنية التى تغنجت بقولها : نزلنى يا سيد الناس ، مش أكده ، عيب أنا لسه على ذمة راچل .
ليبث حمدى سمومه فى أذنها بعشق وخبث : من بكرة هنخلص منيه وتكون فى ذمتى أنا .
لتطلق حسنية ضحكاتها التى ذهبت بعقله حمدى ، ليسرع بها إلى أحد الغرف ليقضـ..ى معها ليلة فى الحر.ام …
وما استعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه .
********
خرجت بانة من مركز الشرطة تجر أذيال الخيبة ، لا تصدق ما فعلت ، هل للتو حصلت على ما تريد وطلقها جابر !
_ جابر الذى جعلها تعشقه بل تدمنه بسبب حسن تعامله معها وحنوه عليها وتحملها أوقات غضبها ولم يتحمل ذلك غيره .
فبكت فى الطريق وكانت دموعها تنزل ساخنة على وجنتيها وشعرت بغصة فى قلبها وأنها هكذا قد خسرته للأبد .
ولكنها عندما أقتربت من القصر ، أزالت دموعها سريعا وحدثت نفسها بقوة مصطنعة : إثبتى أكده ومتخليش حد يشمت فيكِ .
_ وأنا كان لازم أعمل أكده ، مش المثل بيجول اللى باعك بيعه .
_ وهو اللى إبتدا من الأول وكان لازم أخد بتارى منيه .
_ واه كنت عحبه بس بكرة أنساه واخد سيد سيده عادى ، ده أنا بانة الجبالى .
ثم دلفت بانة للقصر بشموخ مصنع ، فوجدت زهيرة فى إنتظارها تطالعها بحدة ، فابتلعت لعابها بصعوبة وتوترت .
وحدثت نفسها : هو لحق براء يبلغها بلى حوصل ، يخيبه البعيد .
إبتسمت بانة لها بصعوبة مردفة : ايه ياما عتستنينى ، أكيد غيث غلبك جوى ، أنا خابراه زنان جوى ومبيهمدش .
_ هو فين مش شايفاه معاكِ يعنى ؟ ولا نايم فوق ؟
فهدرت فى وجهها زهيرة بغضب : مهو لازم يبجا زنان عشان مش لاجى صدر حنين منيكِ ، ويا حبة عينى يتمتيه من أبوه بدرى بدرى وهو لسه على وش الدنيا .
_ حرمتيه من الحضن الدافى والحنية بتاعته اللى مشوفتهاش عند حد .
_ حرمتيه إنه يتربى على الدين والأخلاق كيف أبوه ، ويا خوفى الا يطلع زييكِ غبى وأنانى وميحبش الا نفسه .
تجعد وجه بانة من الغضب متسائلة : انا ياما أكده ؟
_ وليه الكلام اللى يسد البدن ده ؟
_عملت ايه لده كله انااا ؟.
زهيرة : عملتى اللى عتندمى عليه طول عمرك يا بت بطنى .
_ ومكنتش متخيلة انك جليلة الأصل للدرجاتى ، ده أنا أستحملت عمر بحاله عمك الدنى ممدوح عشان أعرف أربيكم وأنتِ متحملتيش چوزك اللى كان شيلك من على الأرض شيل فى أزمته .
_ وروحتى چرحتيه وكأنه عملها بچد وأنتِ خابرة أنه لا يمكن يعمل كده وزى ما اتهموه ظلم بكتل مرات أبوه .
_ اتهموه برده ظلم أنه عيتاجر فى المحرمات دى.
وانا متوكده إن ربنا عيجبر بخاطره وهتظهر الحقيقة وعيطلع قريب .
وساعتها ألف مين تتمنى تچوز بالشيخ جابر اللى كل الناس عتحبه .
لم يعيرها بانة ما عاتبتها بها والدتها الا قولها الأخير أنه سيتزوج ، لذا صاحت بصدمة : بتجولى ايه ياما ، جابر يتجوز ، ده يستحيل !
_ هو ممكن يلاجى وحدة زييى ، أو حتى يفكر !!
لااا ، عتشوفى أكده ، هيچى وعيتحايل عليه عشان أرچعله وساعتها يا وافق عشان غيث أو موفجش على راحتى .
وهنا أطلقت زهيرة ضحكة ساخرة قائلة : يا عشم أبليس فى الچنة ، أحلمى يا بانة .
ثم أمسكتها زهيرة من ذراعها بشدة حتى شعرت بانة بغرز أظافرها فى لحـ.مها فتألمت : اااااه ياما ، حرام عليكِ.
زهيرة بغضب : حرمت عليكِ عيشتك يا بعيدة .
_ وأهو كنتِ رايدة طلاق واتطلقتى يا بانة ، وسبتى الراچل فى حاله فى محنته يا جليلة الأصل وبجيتى خلاص مطلقة ، يعنى تطلعى أوضتك وتجفلى عليكِ بابك وتربى إبنك ومفيش خروج تانى من الجصر .
فعقدت بانة حاجبيها وصاحت بغضب : هو ايه ده اللى مخرجش من الجصر ، عتحبسونى إياك !
زهيرة بحدة : ايوه عنحبسك يا بانة ، عشان أنتِ عيارك فلت خلاص ونخاف تجبلنا العار لو سبناكِ بدماغك دى .
لتشير بانة على نفسها بقهر مردفة : أنا ياما ، بتجولى عليه الكلام ده !
_ امال لو مكنتش تربيتك وخابرانى كويس .
فرفعت زهيرة فمها بسخرية مرددة : مهو عشان أكده طمرت تربيتى فيكِ وبعتى الغالى بالرخيص .
_ اطلعى يا بتى وأخفى نفسك عنى ، عشان مطولكيش يدى .
_ ده انا هنفجـ..ر منيكِ بعد ما صغرتينى وصغرتى أخوكِ .
فبكت بانة بقهر وطالعتها بعتاب ثم ألتفتت وركضت نحو غرفتها .
أما زهيرة فوضعت يدها على وجهها واستغفرت : استغفر الله العظيم ، ربنا يسامحك يا بتى .
ضيعتى نفسك بمخك الزنك ده
*******
هاتف محمود مسالم ليخبره إنه فى الطريق إليه مع قوة فى زى مدنى لحماية قمر .
فارتسمت إبتسامة إطمئنان على شفتيه مردفا : فى إنتظارك يا باشا .
ليغلق معه الخط ويعود إلى قمر التى من الخوف لا تكاد تفارق فراشها .
طالعته قمر وعينيها تدور من الخوف ، فعاتبته بقولها : عتعمل إيه بره يا مسالم ، مش جولتلك متتنجلش من جارى .
_شكلك مش خايف عليه ، وما هتصدق أموت عشان تچوز عليه ، صوح ؟
فطالعها مسالم بذهول بعد أن اتسعت عيناه من الصدمة من كلماتها تلك وهى تعلم يقينا أنه يخاف عليها أكتر من نفسه ولكنه ابتسم لإنه على علم بهرومانات الحمل وما تفعله بالنساء.
ولكنها هاجمته بقولها عندما رأته مبتسما : يعنى عجبك كلامى ومبسوط جوى وعتضحك .
_ يعنى نفسك تعملها يا مسالم ، طيب حتى إستنى لما أولد .
فداعبها مسالم بقوله : وإستنى ليه لما تموتى ولا تولدى ، ما أنا أجوز دلوك عادى يعنى وتحمل واخليها تولد على السابع عشان تحصلك .
_عشان أكده أكون عادل بينكم .
ففتحت قمر فمها ببلاهة ولمعت عينيها بالدموع ، فتجعد وجه مسالم بعد أن شعر أنها صدقت ما يقول حقا ، فأسرع إليها ونظر لعينيها بحب مردفا : ااااه يا جلب مسالم .
_ أهو انا مستحملتش بس دمعة من عينيكِ الحلوين دول ، هستحمل تبعدى عنى .
_ ولا حتى عيونى تشوف غيرك ، وهشوف إزاى بس ، وأنا عسيب عيونى وجلبى إهنه قبل ما أمشى.
قمر بتهكم : كيف ده !!
يعنى عتمشى تلطش فى الشارع ، عميت إياك .
فضحك مسالم : ايوه عميت عن كل ستات الدنيا كلاتها ومش شايف الا قمر وبس .
_وإظاهر عقبال ما تولدى ، مش هكون عميت بس ، عكون إتچننت .
قمر بحنق : ليه أنا عملت ايه ؟
ففتح مسالم فمه ببلاهة للحظة ثم ابتسم قائلا : لا معملتيش حاچة ، أنا جصدى أتچننت بحبك .
فابتسمت قمر أخيرا وداعبت وجنتيه بلطافة ثم …..
فابتعد عنها مردفا بمرح :
ف : فكرانى عيل صغير إياك عتضحكى عليه ، ولولا الباشا محمود چى ، مكنتش سبتك دلوك وإلا جبنا لشمس أخ .
فشهقت قمر قائلة : مش لما تطلع دى الأول .
ليصيح صوت رنين الباب ، فتفجع قمر وتتـ.علق برقبة مسالم .
فتعصف بقلبه بفعلتها تلك ، فيربت على ظهرها بحنو : جولتلك متخافيش طول ما أنا معاكِ عاد .
_ ده تلاجيه سيادة المقدم محمود .
_ انا هروح أفتحله ، وأنتِ چهزى حالك وألبسى وحطى نقابك وتعالى ، عشان عايز يكلم معاكِ كلمتين .
فأومئت قمر برأسها وحاولت السيطرة على خوفها وتركته ليفتح له الباب ، ثم قامت لترتدى ثيابها .
فتح مسالم الباب ورحب بمحمود قائلا : أهلا يا باشا نورت ، إتفضل بيتك ومطرحك .
فابتسم له محمود بود قائلا : اهلا بيك يا مسالم .
_ إزيك وإزاى مدام قمر ؟
مسالم : بخير يا باشا ، ونفسى تطمنها بنفسك عشان حالتها تصعب عليك ، دى عتتنفض من أى صوت ولا حركة وعتشعلق فى رجبتى زى العيل الصغير .
فابتسم محمود وربت على كتف مسالم : متقلقش خير بإذن الله.
والله أنت كمان محتاج حد يطمنك ، عشان شايف فى عينيك خوف أكتر من اللى بتقوله عليها .
فتنهد مسالم مردفا : اه والله يا باشا ، ان جيت للحق مرعوب مش خايف بس كمان .
_ قمر دى مش مرتى وبس ، دى بجت كل دنيتى وأمى وابوى كمان وأم بنتى اللى لسه مشفتش الدنيا .
ابتسم محمود وبارك له : حامل ، الف مبروك .
وصراحة مش مصدق كل الحب ده فى قلب راجل صعيدى .
أنت هتخلينى أغير فكرتى عن الصعايدة وخصوصا الرجالة هنا .
_ بيكونوا نشفين أوى على حريمهم ويستخسروا حتى فيهم الكلمة الحلوة ولا المعاملة الطيبة عشان متاخدش عليه ويكون راجل قليل فى نظرها .
فضحك مسالم مردفا بسخرية : خليهم يبجوا رجالة بس على نفسهم بجا ، لأن فى النهاية عتلاقى ستاتهم عايشين كيف الأموات والله من غير روح ومحبة وتلاقى البيت مليان نكد ومشاكل على طول .
وتلاقيه يشتكى بجا أنه مش لاجى إهتمام من مرته ولا حب .
_ طيب عتحبك كيف وانت منكد عليها ديما وماسك ليها العصاية.
_ دى مش رجولة يا باشا ، الراچل الصوح هو اللى يعرف قدر الست اللى معاه ويديها الحب والاهتمام زى ما هو محتاچه منبها بالظبط ، كده تكون معادلة بينهم عشان الحياة تمشى سهلة والعيال كمان يطلعوا نفسيتهم زينة وكويسين مش معقدين .
طالعه محمود بإنبهار ثم وقف وصفق له بحرارة مردفا : والله ما جصرت .
فضحك مسالم مردفا : الله يعزك يا باشا.
ثم جاءت قمر تمشى على إستحياء منها ولا يرى منها إلا عينيها التى بلون السماء .
والتفت لها محمود حين قالت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محمود بتعجب وإندهاش : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ليحدث نفسه : سبحان مغير الأحوال ، سبحان مقلب القلوب .
اللهم ثبت قلوبنا على طاعتك .
وسبحان الله فعلا الحب بيعمل المعجزات وعشان مسالم بيحبها حقيقى وراجل بجد دى النتيجة .
محمود : ماشاء الله عليكِ يا قمر ، ربنا يحفظك .
_ بس ازاى أنتِ كده وبتقولى خايفة ، يا ستى إرمى تكالك على ربنا .
تنهدت قمر مردفة : ونعم بالله يا باشا .
بس الخوف غصبا عنى .
فقام مسالم وأمسك بيديها بحنو ثم اجلسها قائلا : إجعدى يا أم شمس وارتاحى الأول قبل الكلام .
فابتسم محمود : أم شمس ، أنتم سميتوها كمان .
فضحكت قمر : لا وكمان حدد إنها بنت مع إننا لسه معرفناش بت ولا ولد .
فضحك محمود : دى بركات مسالم أكيد .
_ على العموم ربنا يقومك بالسلامة ، ومش عايزك تقلقى خالص .
_ المكان حواليكِ فيه عيون كتير مننا ، واى حد هيشتبهوا فيه هيمسكوه على طول .
_ ده غير دوريات الأمن اللى فى المنطقة اللى هتطلع من اليوم تمشط المنطقة وتبحث عن حمدى ،وانا متأكد أنه هيتجاب .
_ مكنش النهاردة ، يبقا بكرة .
_ فمش عايزك تخافى خالصة، تمام ؟
فطالعته قمر بتيه ، لإن الخوف الذى يمتلكها من الداخل لا أحد يشعر به سواها ، فهى وحدها التى تعلم حقيقة هذا الشيطان حمدى .
ثم قام محمود مردفا : طيب بعد إذنكم ، أسيبكم ترتاحوا .
ولكنه قبل أن يغادر ، أشار إلى مسالم : وحضرتك هتلازم البيت ولا ايه !
ملوش اى داعى ، أطمن زى مقولتلك المكان كله متراقب .
وأنزل شغلك عادى .
فتعلق نظر قمر به ، فاوجعه ذلك فأردف بقهر : شوية بس أكده يا باشا لما أطمن عليها أكتر .
أومىء محمود برأسه قائلا : زى ما تحب .
يلا سلام .
********
إتصل محمود على براء
محمود : عم البراء ، فينك يا ريس .
رجعت القصر وسئلت عليك قالوا لسه موصلتش .
_ فينك يا سيادة المقدم ؟
زفر براء بضيق : وعروح يعنى أعمل ايه !
_ مفيش هناك غير أشكال تسد النفس .
_ لكن أنت الله أكبر مچوز حتة فروالية ، جدرت توجع منصور الچبالى واتجوزته وجابت رجلك أنت كمان .
_ لكن أنا رچلى أتلوت وانكسرت بسبب حتة حديدة مصدية .
فتبدلت تعابير محمود للغضب قائلا : براء ، مسحملكش .
_ واعرف إنى بغير على مراتى ومحبش أسمع سيرة أنها كانت مرات أبوك دى تانى ، أرجوك .
براء بحرج : معلش يا محمود مش جصدى اكيد ، بس من الهم اللى الواحد فيه .
استكشف محمود أنه بينه وبين زاد بعض المشاكل فقال : مالك يا براء ؟
_ انت متخانق مع زاد ؟؟
فصمت براء للحظة ثم قال : مش عارف يا محمود ، بس كل اللى أقدر أقوله أنها مبقتش زاد اللى أنا إتجوزتها وبعدين حبتها أكتر من نفسى .
_ أتغيرت خالص عن الأول ، بقت عنيدة جوى ، ومبقتش تهتم بنفسها وكمان بتتجاهلنى والمسافة بينا يوم عن يوم بتوسع .
محمود : مهو اكيد فيه سبب لكده مش من فراغ هتعمل كده .
_ ليه متقعدش معاها ، قاعدة لطيفة وتكلم معاها وتصارحها بكل اللى مضايقك ، صدقنى مفيش أجمل من الحوار بين الزوجين .
_ وأنكم تحلوا مشاكلكم اول بأول .
_ لكن تجنب الكلام وتعدوا مشكلة وراها مشكلة من غير حل ، ده بيسبب حاجة اسمها تراكمات .
‘ والتركمات دى مشكلة بتكون عاملة زى قنـ.بلة موقوتة ممكن تنفـ.جر فى اى وقت .
وممكن دى الحالة إلى فيها زاد وهى على وشك الإنفـ.جار .
براء بذعر : يا ستير يارب ، بس أجولك يكش تنفـ.جر وتريحنى من لسانها الطويل وخلجتها اللى تسد النفس دى .
فضحك محمود قائلا : يا شيخ أنت بتقول كده من ورا قلبك ، لكن انت بتحبها ومش بتتحمل فيها الهوا .
فتنهد براء بحب قائلا : أيوه بحبها ، بس هى تقلانة عليه اوى اليومين دول ، وبتمنى أسمع منها كلمتين حلوين يفتحوا النفس عشان حتى أشحن قبل ما أسافر القاهرة بكرة ان شاء الله.
محمود : على طول كده !
براء: ايوه ، ما هو خلاص هعمل إيه هنا ، وورايا شغل متعطل هناك .
محمود : ربنا ييسر أمرك ويصلح ما بينكم .
_ بس يلا يا ابنى ، تعال الوقت اتأخر وأدخل عليها كده بوش بشوش وكلمة حلوة ، اكيد هتلين .
زفر براء بضيق : هتلين !!
_دى دماغها حجر بعيد عنيك .
وعلى العموم أهو انا فى السكة عاد وجربت أوصل ولما أشوف عتعمل ايه فيع تانى زاد !
ألا جربت أطلع من خلجاتى .
*****
كأنّ الذي في القلبِ سِحرٌ أصابني
فأمسى جنونُ الحُبِّ في كُلِّ مَوْضعِ
فأنتَ ليَ الروحُ التي بين أضلُعي
وعيني التي ترنو وقلبي ومسمَعي
فلا زهرةٌ إلّا وجدتُكَ عطرَها
ولا غفوةٌ إلا وأنتَ مَعي
وإن كُنتُ في حُلمٍ فدَعني أعيشُهُ
ويا ليتَ قلبي لا يفيقُ ولا يعي ..
كانت زاد فى غرفتها تنظر لنفسها فى المرأة من بين حينا وأخر ، للتأكد من مظهرها وشعرها وتهندم من ملابسها .
ثم أخذت تجوب الغرفة يمينا ويسارا وتتسائل : هو ماله اتأخر أكده ليه ؟
يكونش الجـ.طر داس عليه فر.مه ؟
ولا خبـ.طت فيه عربية دشدشته ؟
ولا غر.ق فى الترعة ؟
لاااااا ان شاء الله بسيطة ويكون بس رچله إنكسـ.رت .
******
أتصلت مرام على فريد وهى تطلق نار الغضب من عينيها وأردفت بسخط : إيه كل ده يا فريد عقبال ما ترد عليه .
فريد : معلش يا روح الروح كنت مشغول.
_ بس ايه يخلى القمر بتاعى زعلان كده ؟
مرام : زعلانة طبعا : عشان كل ده معملناش اللى اتفقنا عليه على براء .
فضحك فريد : معلش هانت ، وهو مكنش هنا ، انا أطقست وعرفت أنه كان فى الصعيد وجى قريب .
_ متقلقيش انا مش ناسى الموضوع بس مستنى الفرصة وأهل قربت ……؟؟
الصيد قرب ينزل القاهرة عشان يستلقى وعده ويندم على اللى عمله معاكِ يا حب .
وتمتعى عينيكِ الحلوة بيه وهو مكسـور ومذلول قدامك .
يا ترى هيحصل ايه ؟؟

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أولاد الجبالي 3)

اترك رد

error: Content is protected !!