روايات

رواية حكاية قديمة الفصل الثالث 3 بقلم مارينا عطية

رواية حكاية قديمة الفصل الثالث 3 بقلم مارينا عطية

رواية حكاية قديمة البارت الثالث

رواية حكاية قديمة الجزء الثالث

رواية حكاية قديمة الحلقة الثالثة

_ استني متتحركيش.
قربت من الباب بحركة بطيئة علشان ميسمعش خطواتي، حاولت أسمع أي صوت مكنش فيه.
بصيت من العين السحرية لقيته قاعد على السلم وساند راسه وبيقفل عينه.
° في أيه!
شديت على إيدها.
_ هوس هوس أُسكتِ.
كتمت أنفاسي وحاولت أتحرك بهدوء، كنت بتحرك شبه الفراشات اللي بتطير في الجنينة بس فراشة تقيلة مليانة شوك وبتنز..ف. د..م مع كل حركة بتخطيها، بتشيل جناحها بالعافية وهي بتتحرك بيه.
مسكت إيدي.
° أنتِ رايحة فين ؟
_ لازم نمشي من هنا.
° نمشي ؟ نمشي نروح فين ! أنتِ أتجننتي !
_ أنا متجننتش بس أبوكِ مش هيتحرك من مكانه يا أمل.

 

 

 

بصت بيأس ليا.
° لا أكيد هيزهق ويمشي.
_ مش هيزهق ومش هيمشي ومن بُكرة الصبح هيلم علينا الناس! وهنتفضح في العمارة كلها، ملهمش أصل ولا فصل وأبوهم جاي يلم عليهم الشارع كُله.
° طب هنعمل أيه هنمشي أزاي!!
_ في باب في المنور هنا
مسكتني قبل ما أتحرك.
° ومروان ! مروان هنعرف نتحرك بيه أزاي.
_ متخفيش عليه
مروان هيساعدنا.
° جميلة وحاجتنا !
طبطبت على إيدها.

 

 

 

 

_ حاجتنا حاجزة في الشُنط، ومن إمتى أرتحتا يا أمل وعشنا زي الناس الطبيعة؟
بصت ليا بعدم أمل
حست كأن الدنيا بتتهد فوق دماغها وبتتقفل في وشها، وبتترزع تاني على دماغها كأنها بتطلع بيها السما وتنزل بيها الأرض، تحت الأرض.
قومت مروان علشان يفوق، جهزنا الحاجة اللي كانت برة الشُنط ورتبنها بسرعة كأننا بنحا..رب في أخر زمن!
بصيت من العين تاني لقيته لسه موجود.
طب وبعدين ! وبعدين يا جميلة.
وقفت للحظة أسترجع كل حاجة وحشة عدينا بيها، وكأنها حصلت امبارح.
مكنتش متخيلة أن هيجي يوم سيئ بالشكل ده يرجع لنا كل اللي حاصل.
لقيت أمل ماسكة تليفونها، فجريت عليها أشوفها بتعمل أيه.
_ أنتِ بتعملي أيه ؟
بصيت على الموبايل لقيتها بترن على كرم.
خدت منها التليفون وقفلت بسرعة وأتكلمت معاها بغضب.
_ لا، لا…
بصت عليا تحاول تفهم مالي! متعصبة لية.
نفخت وتافأفت وأنا بتكلم.
_ كرم لا يا أمل، أمل أحنا هنمشي من هنا من غير ما يعرف.

 

 

 

 

° جميلة بس..
_ أمل !!
سمعت كلامي بدون إرادة، أتحركنا ناحية باب المنور كان في شُباك بينزل للشارع بس شباك كبير يسعنا وأحنا نازلين.
وعلشان أحنا في الدور الأول من العمارة فكان سهل أننا ننزل منه،
نزلت أمل الأول وفي إيدها مروان، خدت مني الشنط.
_ أستني لحظة.
° جميلة هتعملي أيه !
_ لحظة.
دخلت الشقة من تاني أشوف أيه اللي ناقص فيها مخدنهوش، لفيتها أوضة أوضة ورُكن رُكن..
رجعت تاني لأمل اللي صبرها نفذ وهي قاعدة مستنيه أني أجي.
° أنتِ كنتِ فين يا جميلة ؟
_ خلاص خلاص.
مسكت في الشُباك، ورميت الشنطة اللي كانت على كتفي عليها
° أيه ده ؟
_ أمسكِ بس.
أترميت عليها ونزلت بهدوء، قفلت باب الشُباك
كانت الساعة 4 الفجر، مفيش حد في الشارع مفيش أي صوت.
صوت نفسنا وحركتنا مسموعة !

 

 

 

نزلنا أول الشارع طلعنا على الرئيسي.
كنا بندور على عربيات لكن مكنش فيه!
أمل بصت ليا وقربت مني وهي بتسند راس مروان على كتفها.
° جميلة مفيش عربيات.
_ هنلاقي بإذن الله هنلاقي.
° طب طب…
_ قولت لا، لا أنتِ لية مصممة تكشفينا !
° أكشفك أيه !
قربت عليها وبصوت هادي بس غضبان في نبرته.
_ أومال أبوكِ عرف مكانا أزاي ؟
كان ردي عليها صدمة فضلت متنحة فيا، لغاية ما لامحت تاكس جاي من بعيد بينور وبيدي كلاكس.
فرحت.
_ يلا بينا.
مسكت الشُنط وهي ماسكة مروان على كتفها.
كان بيقرب علينا التاكس وشغال يدي كلاكسات بشكل سريع وشكل يقلق !
وقف قدمنا وأنا وقفت مشاورة ليه، لامحت سواق التاكس ومعاه تلت شباب في العربية.
واحد قدام واتنين ورا، وفي دُخان طالع من التاكس وصوت أغاني شكله عالي أوي.

 

 

 

وقف قصادنا فأتحركت أنا وأمل لورا علشان نبعد عنه فرجع لعندنا تاني.
وفضل يدي كلاكس.
أتكلم واحد فيهم
“- ها مش هتيجي ؟”
بصيت ليه بق..رف ورفعت حواجبي بدون رد.
“- طب لية البصة دي طيب؟”
سمعت واحد من جوه بيتكلم كلام بش..ع.
“- أنا هاخد الرفيعة دي وأنت المليانة”
قلبي دق، مسكت إيدي أمل وحاولت أمشي بسرعة بيها بس معرفتش عدينا الناحية التانية بسرعة علشان نبعد عنهم بس كانوا لسه واقفين.
_ أمل أمشي بسرعة.
° مش قادرة، رجلي يا جميلة.
شديتها من إيدها ومكنتش قادرة تمشي.
_ أمل حاولي.
بصيت على الطريق ليقتهم بيلفوا الناحية التانية، لمحت شارع فدخلنا فيه
_ هنعدي من هنا.
° الشارع شكله ضلمة.

 

 

 

_ متخفيش.
مشينا فيه بطوله وفي أخره كان ليه زاويتين لما طلعنا منه وصلنا للطريق الرئيسي من تاني لامحنهم واقفين وبيشربوا وأول ما لمحونا صقفوا وبصوا لبعض وبدأوا يتحركوا !
شديت أمل عليا وبدأنا ندخل جوه الشوارع الضيقة علشان ميعرفوش يدخلوا لينا، وبرضه مفيش فايدة كانوا بيدخلوا ! نزلوا ومشيوا على رجليهم وفضلوا يمشوا ورانا.
ولمشكلة أمل اللي في رجلها مكنتش عارفة تمشي بسرعة!
كانوا شغالين صفير بصوت وحش، مش عارفة أزاي محدش كان سامع كل ده !
المنطقة هنا شبه مقطوعة ومجهورة البيوت مش كاملة في بناءها، الزرع من كل ناحية شوية دخلنا لجوه أوي معرفش روحنا فين، حتى الطريق الرئيسي مكنتش عارفة أطلعه من تاني.
وفجأة وأنا بحاول أبص يميني وشمالي، سمعت صوت قزازة بتنزل على الأرض لامحت أمل وهي بترفع رجيلها وهي بتبص وراها ومش شايفه قدامها،
لسه بمسكها علشان متنزلش على القزازة معرفتش، حصل كل ده في غمضة عين بالظبط !
ولقيتها وقعت مني ورجلها كلها د..م !
القزاز دخل جوه الكوتشي من قوة السرعة اللي كانت بتمشي بيها، وقعت مني ومعرفتش أزاي تقوم !
مروان بدأ يعيط.
كانوا شبه قربوا مننا.
_ أمل..أمل أبوس إيدكِ بسرعة قومي.
° مش قادد..
_ أمل..أمل.
كنت ببص يميني وشمالي أدور على أي منجد، لامحت مكان منور نور كبير بصيت عليه كان قريب مننا.
_ أسندي عليا اسندي.

 

 

 

رفعت إيدها على كتفي، ومروان في إيدي بيمشي سبت كل الشُنط معدا الشنطة اللي متعلقة على كتفي.
سبت كل حاجة مكانها.
وصلنا عند المكان اللي فيه نور في حودة الشارع لجوه على ناصيته في الأول
يافطة منورة والمكان جوه كأنه في حد.
مكتوب على اليافطة ” ورشة آدم”
بصيت لجوه لقيت راجل كبير في السن بيبص وراه وبيكلم حد.
“- يلا يا آدم علشان نقفل يابني”
دخلت أمل لجوه وبصيت عليه، الراجل الكبير شافنا في وشه وأتصرع من الخضة اللي حصلت !

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حكاية قديمة)

اترك رد