رواية أولاد الجبالي 2 الفصل الرابع 4 بقلم شيماء سعيد
رواية أولاد الجبالي 2 الفصل الرابع 4 بقلم شيماء سعيد
رواية أولاد الجبالي 2 البارت الرابع
رواية أولاد الجبالي 2 الجزء الرابع
رواية أولاد الجبالي 2 الحلقة الرابعة
لم يعلم محمود سر إنجذابه إلى نهلة ، هل لإنه يشعر إنها ربما تكون مظلومة ، أو بسبب جمالها الطبيعى الجذاب ورقتها المتناهية حتى فى دموعها .
ولكنه عاتب نفسه بقوله …ايه يا سيادة المقدم ، بتفكر فى ايه بس ، وجمال ايه اللى بتكلم عنه ؟
عيب يا محمود وفوق لنفسك دى ست مجوزة ، وكمان متهمة ومن الصعيد كمان وانت حضرتك سيادة المقدم من القاهرة ، فمفيش توافق نهائى .
-بس هى صعبانة عليا مش عارف ليه ؟ ودموعها صعبة اوى على نفسى .
-عادى ما انت ياما شوفت ودار عليك ناس ، اشمعنه هى ؟
-مش عارف بس فيها حاجة جذابة وانا مش قادر أقاوم صراحة .
ونفسى أساعدها ،بس إزاى وبراء اصلا وأخواته عايزين يغرقوها ولو حس انى عايز أساعدها هيتهمنى بالخيانة.
– مش عارف انا دماغى هتنفجر من التفكير.
-انتِ طلعتيلى منين يا نهلة ، ده كان بالى مرتاح وعمرى ما فكرت فى حد ولا دخلت المشاعر فى شغلى ابدا .
وبالفعل لم يتمالك نفسه ووجد قدماه تحمله إليها دون شعور إلى حجرة الحبس الأحتياطى .
فوجدها متكورة على نفسها تبكى بشدة ، فمزق قلبه بكاؤها و أقترب منها وحاول السيطرة على مشاعره قليلا ليخفى ضعفه أمام تلك العيون الباكية.
ليتصنع الغضب بقوله …وبعدين يا مدام نهلة ، على فكرة دموعك دى مش هتفيدك فى حاجة خالص .
وأنتِ كده بتتعبى نفسك على الفاضى ، ومفروض تركزى فى اللى جى ولازم تشوفى محامى يدافع عنك وعشان يقدر يخفف عنك الحكم شوية .
لأن قضيتك صعبة جدا ،ولو مات منصور هتكون أصعب ، ديه ممكن يكون فيها إعدام أو الأقل تأبيدة ..
فصرخت نهلة مردفة بذعر..اعدااااام ، يا مرك نهلة كان مستخبيلك ده كله فين !
ثم أجهشت بالبكاء بهيسترية مرددة ..يارتنى ما اتهفيت فى دماغى وروحت عنديه ولا اتچوزته ، واهو ناهد ماتت وارتاحت وهو ربنا عيحاسبه لكن دلوك بدل وحدة بجوا تنين .
تعجب محمود من حديثها فحدقها مردفا …ناهد مين ؟
وماتت ازاى ؟
وهو أنتِ مش اتجوزتى منصور بمزاجك واكيد طبعا عشان فلوسه .
مهو مفيش وحدة ترضى تجوز واحد قد أبوها غير عشان الفلوس .
وكنتى عايزة برده تخلصى منه عشان تورثيه .
فنفت ذلك نهلة بانفعال ودموع …لا والله ، وانا عمرى ما فكرت فى فلوسه واصل ولا كانت تهمنى.
تعجب محمود فسئلها …امال اتجوزتيه ليه ؟ اوعى تقولى انك حبتيه !
فطالعته نهلة بإنكسار ولم تجيبه بشىء واكتفت بالصمت والدموع ..
فأشفق محمود عليها وأيقن أن هناك سرا ورائها ويجب عليه أن يكتشفه ليتمكن من مساعدتها .
…………
أثار براء غيظ زاد بطلبه منها تحضير الحمام وملابسه للخروج .
فصكت زاد على أسنانها بغيظ وأغلقت كتاب الله ووضعته جانبا مردفة بحنق ……ليه هو انت عيل صغير ، متعرفش تحضر حالك إياك .
فعبس براء وأشار بيده إليها متهكما بقوله ..ليه إن شاء الله, أنتِ مش مرتى وواجب عليكى تعمليلى كل حاچة أطلبها منيكى .
فتبدلت تعابير زاد بإنكسار مردفة …لا عاد ، عندك مرتك الجديمة ، روحلها خليها تعملك كل إللى نفسك فيه .
مش عتحبها هى ، لكن أنا عمرك ما حسيت بيه ولا شوفتنى زى أى بنت وعتفكر فيا انى كيف بانة بس .
خلاص يبجا ملكش أى حقوق عندى .
لتنهال دموعها على وجنتيها ولكنها التفتت حتى لا يرى ضعفها أمامه .
صُدم براء من حديثها ، الذى بالفعل قد جرى على لسانه من قبل ولكن الآن ليس مثل ذى قبل وهناك شىء ما يجذبه نحوها.
بل والأدهى أنه يتمنى عناقها ولكن الوعد الذى قطعه على نفسه يمنعه ، بجانب تفكيره فى قمر .
فكيف سيخرج من تلك المتاهة ، فقلبه معلق بواحدة وعقله بدء تسيطر عليه أخرى ، فلمن الغلبة يا ترى ؟.
ولكنه تكبر كعادته مردفا بتصنع …إكده ، طيب يا ست هانم .
هروحلها بالعند فيكى ، وهى تعرف صوح كيف تعاملنى كراچل وبتكون تحت رچلى كمان وبتطعنى فى كل حاچة أجولها .
مش شايفة نفسها عاد زييكى .
حريم أخر زمن ، جبر يلمك .
ثم التقط المنشفة وولج للمرحاض ، ليأخذ حمامه وتركها تلوم نفسها على حبه الذى يسيطر عليها رغم جفاؤه معها ..
ثم بكت مرارا على حظها السيىء وكأن البكاء أصبح طريقها الوحيد .
لتحدث نفسها بعد ذلك …لا انا مش هقدر أجعد انا والمخبول ده تانى مع بعض ، انا عهمله لحاله ..
لتبدء سريعا فى تحضير بعض أغراضها الأساسية ، لتنتقل إلى غرفة أخرى .
ليخرج براء بعدها من المرحاض وعلى لسانه قول …حضرتى البدلة ولا لساكى متفرعنة. .
ولكنه تفاجىء أنها ليست موجودة وخزينة ملابسها قد تركتها مفتوحة وتخلو من معظم ملابسها .
فزمجر بغضب مردفا .. هى حصلت كمان عتهملينى وتمشى ،جا إكده يا زاد ، لا أنتِ زودتيها جوى .
ولولا انى مستعجل كنت چبتك من شعرك وحبستك إهنه عشان متعوديش تعمليها تانى الحركة دى .
بس حظك بجا حلو ، بس ودينى لما أرچع مش هسيبك .
ليلتقط بذلته الرسمية ،ويسارع فى إرتداؤها ثم هذب شعره ونثر عطره المفضل وخرج من الغرفة .
بخطوات سريعة ولكنه توقف فجأة عندما سمع شهقات زاد من غرفة والدته .
ثم سمع حديث والدته معها …وبعدين معاكى يا زاد ، عتبكى لغاية ميتى يا بتى ؟
زاد بإنكسار …إظاهر أتكتب عليه البُكى يا مرت خالى .
فربتت زهيرة على كتفها بحنو مردفة بتروى …يا بتى براء طيب جوى ولو بس عملتيه بهدواة وشاف فعلا أنتِ جد ايه طيبة وعتحبيه ، هو كمان عيحبك وعتكون عنديه بالدنيا.
بس أنتِ عتكابرى معاه ، مع إنك عتحبيه وانا خابرة ده من زمان جوى ، وياما دعيت إنكوا تكونوا لبعض .
وخالك منصور الله يرحمه كان بردك نفسيه فى إكده .
فظهرت الصدمة على وجه براء الذى كان يستمع لحديثها وايضا زاد .
فشهقت زاد بفزع ….هو يا مرت خالى جالك خبر من المستشفى أنه مات ومخبية علينا ولا ايه ؟
فوضعت زهيرة يدها على فمها مردفة بتوتر …لا يا بتى ، مجصداش ، وعادى الرحمة تچوز على الميت والحى .
ربنا يرحمنا جميعا برحمته .
فحركت زاد رأسها مردفة ..امين .
زهيرة بحنو ……إسمعينى يا بتى كويس ، وخليكى حنينة كيف ما كنتى ، ومش عيب تظهر الوحدة منينا الحب لچوزها ، عشان تحنن جلبه عليها .
فانفعلت زاد …ده او كان ليا لحالى ، كنت نصبت نفسى خدامة تحت رچليه على جد حبى ليه .
ثم بكت مرة أخرى ..لكن مش جادرة أتحمل إن فيه وحدة تانية فى حياته ومش بس كده ، ده جلبه معاها هى وبس ، وانا مليش اى مكان .
فكيف بس أبين له إنى بحبه عشان أكسر نفسى جدامه .
تجمدت أطراف براء وحدث نفسه …ياااه يا زاد ، كل ده فى جلبك من ناحيتى ، وانا كيف البهيم مش عارف ولا حاسس .
وهأذيكى كمان .
فكور يده بغضب مردفا…انا اول مرة استنجص نفسى إكده وأحس فعلا إنى أذيت إنسانة جميلة چواها كل الحب ده ليا .
بس غصبا عنى ، انا جلبى مال لـ قمر ، بس هى ذنبها ايه عاد !
هى تستاهل بردك منى حب واهتمام ، هى مرتى على سنة الله ورسوله وهتسئل عنها يوم الجيامة .
طيب والوعد إللى جطعته على نفسك يا براء ، هتعمل ايه فيه ؟
طيب عتعمل ايه مع قمر لو حست منيك أن بدئت تميل لـ زاد ؟
تفتكر عتسكت ؟
فضرب جبهته متسائلا …مش خابر .
انا حاسس ان متلغبط جوى ومش خابر أعمل ايه ؟
بس اللى لازم اعمله انى أدى زاد حقها منى ، ومش صدقة منى ولا حاچة ، انا فعلا محتاچها معرفش كيف وازاى ؟
يمكن مش حب زى قمر ومش خابر اسميه ايه ؟
لكان لغاية ما أعرف لازم أقرب منيها.
وكمان لازم أشوف قمر ، انا بجالى كتير بردك مهملها .
فتحرك براء الخارج نحو سيارته ، ثم أخرج هاتفه واتصل بـ قمر .
رأت قمر اسمه على الشاشة ، فدق قلبها بخوف وابتلعت لعابها بصعوبة ولكنها حاولت التماسك مطمئنة نفسها …ايه مالك عاد ، اثبتى إكده ومتوتريش نفسك وكلميه عادى .
ففتحت الخط مردفة بدلال مصطنع …براااء ، اخيرا افتكرتنى .
اللى واخد عقلك .
ابتسم براء ولأول مرة يجيبها دون شغف بل أحس بفتور مردفا …محدش شاغل عقلى غيرك يا قمر .
وبتصل أهو عشان عايز أشوفك، عشان وحشانى جوى .
فقدامك ساعتين زمن وتكونى فى الشقة ..عجبال ما اخلص أجتماعى فى المديرية.
شعرت قمر بغصة فى قلبها ، فكيف تخرج وهى لا تعرف شيئا عن ملك !
ولكن أعادت على عقلها قوله ( اجتماع مهم ) فحدثت نفسها ..كده الموضوع فيه حاچة ولازم اعرفها ، عشان كيف ما جال حمدى ، انا بچيت منيهم واللى يصبهم يصبنى.
فلازم أعرف عشان متاخدش فى الرچلين معاهم ..
فبادرت بقولها …تمام يا حب ، انت كمان وحشنى جوى .
وعكون عنديك فى المعاد .
ليغلق براء معها الخط ، ثم انطلق بسيارته نحو مديرية الأمن .
وهناك تقابل مع اللواء محمد وبعض القادة فى سرية تامة .
تحدث اللواء محمد فى بادىء الأمر بتحذير ..انا جمعتكم عشان المعلومات اللى هقولها دلوقتى خطيرة وتمس الأمن القومى .
ولو معلومة تسربت من الاجتماع ده وده أدى لفشل المهمة اللى بنعد ليها من فترة ، هتأكد بالفعل أن فيه بنا خاين للأمانة وهيتحاسب حساب عسير.
فأكدوا جميعا على صيانة تلك الأمانة ولو كلفهم ذلك أرواحهم .
فبدء اللواء محمد بتحديد دور كل واحد منهم فى عدة عمليات مختلفة .
اللواء محمد …وبكده احنا قدام عمليات مختلفة اتأكدنا من مواعيدها باللحظة من مصادرنا والتحريات اللى قام بها زمايلكم .
فدلوقتى كل واحد منكم يا سيادة ، يتابع مع فريقه ويعمل خطة محكمة فى الهجوم والإمساك بالمجرمين دول فى حالة تلبس ، ومش هقبل ولو نسبة واحد فى المية خطأ .
لان المعلومات مؤكدة عن وقت ومكان العمليات .
ودلوقتى الاجتماع انتهى وكل واحد يتفضل يباشر مع فريقه المهمة اللى اتكلف بيها .
فقام براء ومحمود ومن معهم ، كل واحد فى إلى مكتبه لتنفيذ أوامر سيادة اللواء محمد.
……….
ولجت بانة إلى والداتها زهيرة والحزن يكسو ملامحها .
فطالعتها زهيرة بقلق مردفة …مالك يا بتى حوصل إيه ؟
أنتِ بخير ولا تعبانة ؟
فغمزتها زاد وابتسمت رغم دموعها مردفة بداعبة…تلاجى يا مرت خال مش جادرة على بعد چابر ، بس مكابرة .
مع أن عينيها عتطلع منيها من كتر ما بتجول إنها عشجته كيف ما بيعشجها وزيادة .
فصكت بانة على أسنانها بغيظ مردفة …بس يا زاد مش نجصاكى عاد ،بيكفى اللى عمله چابر .
فيه حد عيهمل عروسته أكده من اولها عشان كلمتين جولتهم فى لحظة غضب ، أُمال بعد أكده عيعمل ايه !
بس ماشى براحته ،خليه مش عهعبره ، لغاية ما يچى لغاية عندى ويبوس يدى كمان .
فرمقتها زهيرة بغضب مردفة بهدر …ايه الحديت الماسخ ده يا بانة ، يعنى مزعلة چوزك بكلام خلاه يهج منيكى واحنا لسه بنجول يا هادى وبدل ما تكلميه وتراضيه ، سيباه يتحرق وكمان عايزاه يچى يبوس يدك.
ليه يا بتى الجسوة دى ، وكل ده عشان عيحبك فضمنتى أنه عمره ما عيفتح خشمه ولا يزعل منيكى .
ونسيتى إنه راچل ملو هدومه وشاريكى بس فى الاخر بردك راچل وليه كرامة .
لو اتمست يستحيل يچى عليها ولو كنتى أخر ست فى الدنيا .
فدافعت بانة عن نفسها …لا ياما هو باين عليه زرزور زيادة وانا مليش خلق للمناهدة والصلح .
ولو صلحته نوبة عيتعود على إكده .
عبست زهيرة بقولها ….يا بتى ده چوزك ولزمن تحترميه اكتر من ٱكده ، وتراضيه عشان ربنا يرضى عنيكى .
لكن لو سبتيه إكده ، المحبة اللى متفرعنة بيها دى عتقل فى جلبه ومش بعيد يولف على صدر حنين تانى ويهملك .
أنتِ حرة بجا .
فشهقت بانة مردفة بصدمة …ايه مبجاش غير جابر اللى يولف على وحدة تانية ويهمل بانة بت الچبالى .
زاد بتروى ….يا حبيبتى ، الحنية والحب ملهمش دعوة بالنسب ابدا .
ودول الحاجة الوحيدة اللى محدش بيقدر يشتريها بالفلوس .
ووقت ما بنلاقيهم بنشبط فيهم ومش بيهمنا حاچة تانية.
فراعى جابر يا بانة عشان صدجينى لو لفيتى الدنيا مش عتلاجى زييه ، وأنتِ خابرة ده بس بتكابرى ،والدليل إنك حبتيه فى وقت صغير جوى .
صمتت بانة وأدارت كلام والدتها وزاد فى رأسها وشعرت أنهم على صواب .
وقلبها بالفعل بدأ يأن لفراق جابر .
لتحدثهم بقولها ..لا عاد انتم كلامكم كتير جوى ، أنا ماشية على أوضتى أستريح .
ثم أسرعت من أمامهم .
فنظرت زاد إلى زهيرة وابتسمت مردفة…اجطع دراعى هى دلوك رايحه تكلمه .
بادلتها زهيرة الأبتسامة ……خابرة ، هى بانة طول عمرها أكده ، عتتعصب بس هتنزل على مفيش وجلبها حنين بس عايزة اللى ينكشها .
وصراحة چابر طلع راچل صوح ، لانه لو كان سكت على حديثها الماسخ ومخدتش موقف منها كانت هتسوج فيها .
…..
أما بانة فالفعل ما أن وصلت إلى غرفتها حتى التقطت هاتفها ورددت …اه يا نارى لو مكنتش عحبك ، كنت خليتك إن شاء الله تغيب سنة ، بس جلبى جايد نار، ووحشتنى صوح يا چابر ..
فاتصلت به بالفعل ولكنه كان فى هذا الوقت يتابع العمال فى مصنعه الصغير وترك الهاتف فى المكتب ..
فانفعلت بانة لعدم استجابته لها فأردفت بغضب …لا إكده كتير جوى يا جابر ، يعنى اتصل بيك ومتردش .
طيب انا عچيلك لغاية عنديك وعتشوف وش تانى منى خالص ، ومش عسكت ، انت فاكر نفسك بجيت واحد عليا ولا ايه .
لتضع بعد ذلك عبائتها سريعا ، ثم أسرعت للخروج متوجهة نحو المصنع مردفة …يارب تكون هناك يا چابر ، لإنى مجدرش أروح عنديكوا البيت .
وصلت بانة للمصنع ، ولجت للداخل ، لتجد چابر ، يبتسم وهو يعلم فتاة كيفية النسج على خيوط السجاد .
فدبت الغيرة فى قلب بانة ، فضربت بقدميها الأرض وتلون وجهها بالغيرة وخطت خطوات واسعة نحوه ، ليتفاجىء بها جابر أمامه.
فاتسعت عيناه فرحا مردفا بعدم تصديق …بانة ، انا مش مصدق عينيه ، معجول بانة الجبالى تيچى لحد ٱهنه بنفسيها .
فطالعته بانة بغيظ مردفا …اه تصور ، بس شكل حضرتك مش فاضى ومشغول ومبسوط اوى مع الأنسة اللى بتعلمها.
فلمعت عين جابر بفرحة بعد أن شعر فى نغمة صوتها بغيرة وملامح وجهها المتغيرة .
فأطبق يده على يدها مردفا بحنو ..تعالى معايا چوه عشان نعرف نكلم .
فأذعنت له بانة وتحركت معه للداخل وما أن أغلق الباب ، نظر لعينيها التى تطلق شرار ، فحاول كتم ضحكاته .
ولكنها لاحظت أبتسامته فانفجرت هادرة فى وجهه …ساعتك مهملنى لحالى وچى إهنه تنبسط .
فصمت جابر ولكنه بدء يقترب منها أكثر فأكثر ، فأردفت ..مالك عتبصلى كده ليه وساكت ..ما انت مش جادر تكلم عاد ، وانا ظبتك متلبس .
لتتفاجىء به بانة يطبق على شفتيها بقبلة طويلة مفعمة بالحب ، قاومته هى فى البداية ولكن سرعان ما تناغمت معه بها وكأنها كانت دواء لأشتياقها له .
ثم أبتعد عنها ليتيح لها أخذ أنفاسها المتلاحقة ، ولكنها عاد مرة أخرى ليضمها لصدره فى عناق طويل ، هامسا فى أذنيها …وحشتينى جوى يا بانة .
ابتعدت عنه بانة بخجل مردفة بعتاب …لو بوحشك مكنتش هملتنى لحالى ، وچيت إهنه تسرمح .
فضحك جابر …لا وسعت منيكى دى ، لأن عيون جابر عمرها ما طلعت لحد غير بانة ، حتى البت اللى عتجولى عليها بره دى .
والله ما اعرف عاد شكلها ايه بالظبط .
لانى الحمد لله بغض بصرى عن الستات كلاتهم .
إلا على بانة وبس ، اطلع على راحتى .
فابتسمت بانة بخجل مردفة …يعنى لساك عتحبنى يا جابر ، امال ليه هملتنى ؟
زفر جابر بإنكسار …كلامك كان واعر جوى يا بانة وحسيت انك لسه شايفانى جليل فى نظرك .
فأردفت بانة بندم …لا ابدا ، انت كبير فى عينى جوى ، بس معلش انا خابرة لسانى متبرى منى لما أتعصب سامحنى .
ابتسم جابر وضمها مرة أخرى مردفا بحب ..انا سامحتك أول ما عينى شفتك جدامى يا بانة .
…………
تفاجىء باسم بـ قمر تتعلق بعنقه عند رؤيته أمام العيادة مردفة بصوت رخيم …باسم وحشتنى جوى .
فانتفض باسم وأبعدها عنه ثم سارع بفتح باب العيادة ودفعها بداخلها وأغلق الباب يطالعها بإندهاش مردفا بغضب…أنتِ أتجننتى يا ملك ، كيف تعملى إكده جدام الباب ، إفرضى حد شفنا عيجول ايه ؟
فأقتربت منه ملك مردفة بدلال ….وايه يعنى ، اتنين عيحبوا بعض .
ودلوك خلاص احنا دخلنا ومحدش عيطللعنا .
ليجدها تنظر لشفتيه بإنتشاء ثم اقتربت منه كثيرا محاولة أن تقبله …ولكنه أبتعد بصدمة غير مصدق أن التى أمامه هى ملك وتفعل تلك الأشياء التى لم يعاهدها عليها من قبل .
وكان يظن انها مختلفة عن باقى البنات وأنها بالفعل حورية من حوريات الجنة .
فهدر بغضب …أنتِ عتعملى ايه يا مچنونة أنتِ ؟
أنتِ مش معجول ابدا ملك اللى حبتها وعشجتها لأدبها وحيائها .
بس إظاهر إنى اتخدعت فيكى وكلكوا كيف بعض ، يعنى ملومش على عزة بعد إكده واجولها مفيش غير ملك .
ثم حرك رأسه بإستياء مردفا …ليه بس إكده يا ملك ؟
ده انا كنت عايش على ذكرى حلوة معاكى ،ليه تدميرها.
ملك …وبعدين معاك ، انت بطلت تحبنى ؟
لو بتحبنى أقرب منى .
فصرخ باسم ..لاااا مش انا ابدا اللى امشى فى الحرام .
واحمد ربك انى براعيه على جد ما أجدر والا كنت زمانى عملت معاكى حاچة تندمى عليها طول عمرك كيف عزة .
فأخذت ملك تضحك بهيسترية مردفة ..باسم مش بيحب ملك ، بس ملك بتحب باسم .
طالعها باسم بإندهاش وحدث نفسه …لا يستحيل تكون دى ملك ، حاسس زى ما يكون شيطان متصور فى شكلها .
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم..
هى مش طبيعية ابدا ،زى ما تكون واحدة حاچة .
بس كيف وأزاى تعمل ٱكده وتضييع نفسها .
واعمل ايه معاها دلوك ؟
لو فضلت معاها أخاف على نفسى , إن النفس لإمارة بالسوء ؟
ولو طردتها خايف عليها من ذئاب البشر .
ايه الحل ؟
……..
أنهى براء عمله ثم نظر فى ساعته مردفا…يا انا اتأخرت جوى على قمر ،زمانها وصلت فى الشقة.
ليسرع بعد ذلك إلى سيارته منطلقا نحوها .
وكانت هى فى انتظاره مردفة بتوتر …هو انا ناجصة قلق ، ايه اللى أخره لغاية دلوك ؟
ويل ترى أنتِ فين يا ملك ؟
لتستمع بعد ذلك الى صوت مفاتيح براء فى الباب ، فينقبض قلبها خوفا ولكنها حاولت التماسك .
فوقت ثم تقدمت إليه لتستقبله بحفاوة ..
فتح براء الباب فوجدها أمامه تتطلع إليه بلهفه فتمتم براء بهمس …قمر وحشتينى جوى .
ليغلق الباب ثم التفت اليها مجددا وعناقها بحرارة
قمر ..انت كمان وحشتنى جوى يا براء.
ايه الغيبة دى ، روحت وجولت عدولى .
ولا شغلتك بنت عمتك عاد ؟
فدق قلب براء وشرد فى زاد وابتسمت عندما تخيلها عندما كانت نائمة فى الفراش.
ثم طالع قمر مطولا ولاحظ بهتان وجهها فلم تعد به تلك الحمرة التى عاهدها عليها .
براء بقلق ..مالك وشك أصفر إكده يا قمر ؟
فتوترت قمر ولم تعرف ما اجيبه فرددت …لا ده عشان بس اتأخرت عليا جوى يا براء وكنت قلقانة عليك .
ادخل بس ناكل لقمة سوا هتلاجى الدموية رجعت تانى ..
…..
فكر باسم قليلا ثم جال على خاطره فكرة بالاتصال على قمر ، ليخبرها بأمر ملك حتى تأتى وتصطحبها ليطمئن بوجودها معها.
فاتصل بها ، ليرن هاتف قمر .
اثناء إنشغالها مع براء .
زفر براء بضيق مرددا …هو ده وقته .
سبيه يرن وخليكى معايا ، ولكن باسم كرر الاتصال.
فدق قلب قمر خوفا من أن يكون حدث شىء ، ورأى براء ذلك فى عينيها فالتقط الهاتف ، ليُصدم عندما رأى اسم باسم عليه .
فردد بإندهاش غاصب …باسم عيتصل بيكى ليه ؟؟
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أولاد الجبالي 2)