روايات
رواية جميلة الفصل الأول 1 بقلم ديانا ماريا
رواية جميلة الفصل الأول 1 بقلم ديانا ماريا
رواية جميلة البارت الأول
رواية جميلة الجزء الأول
رواية جميلة الحلقة الأولى
يا بنتي بطلي أكل بقا حرام عليكِ كدة مش هيجيلك عرسان ولا هيتقدم لك حد، أنا غلبت معاكِ!
لم تبالي ابنتها وأكملت طعامها بإستمتاع: بس ورق العنب ده عظمة من إيدك يا ست الكل.
قالت والدتها بضيق: ده اللي همك يا بنتي علشان شكلك حتى.
جميلة: المكرونة بالبشاميل من إيدك ملهاش حل بجد.
والدتها بغيظ: هبطل أعملها خالص وامشيكِ على دايت.
جميلة: يالهوي حتى السلطة منك تحفة بالليمون وزيت الزيتون.
زفرت والدتها بغضب فقالت جميلة بذعر: ماما!
قالت والدتها بفزع: في إيه؟
جميلة بتساؤل: عملتي الكنافة زي ما قولتلك؟ طب فيه قطايف من أمبارح ولا لا؟
جزت والدتها على أسنانها بغيظ ولم ترد، فأكملت جميلة طعامها.
نظرت لها والدتها بقلة حيلة: طب حتى علشان تقدري تصلي التراويح ده أنتِ بقيتِ بتنهجي من الركعة الرابعة!
نظرت لها جميلة بحزن وتوقفت عن الطعام، فقال والدها بعتاب: ما تسيبيها تأكل يا أم جميلة يعني هى كانت بتأكل من أكل حد؟ مالك كدة من الصبح عمالة تقولي لها كلام يزعلها؟
تركت والدتها طعامها بضجر: أنا مقولتش حاجة مش لمصلحتها أنت شايف الوضع حتى ده غلط على صحتها وهى ولا على بالها.
قالت جميلة بتذمر: يا ماما مش للدرجة دي حضرتك بتتكلمي ولا كأني ٢٠٠ كيلو ومش بقدر أتحرك من مكاني! أنا مقتنعي بوزني على فكرة وهو مناسب ليا ومش تخينة أنا جسمي مليان بس لو بتعب من الراكعة الرابعة ف ده بسبب الزنقة وعلشان الإمام بيطول وأنا رجلي بتوجعني.
زفرت والدتها بملل: الحجج بتاعتك مش بتخلص، كلي يا أختي يعني أنا هخلص منك ولا من أبوكِ.
ضحكت جميلة وهى تلقي إليها بقبلة ثم أنهت طعامها لتنهض وتستعد لصلاة التراويح مع صديقتها المفضلة.
استعدت بسرعة ثم هبطت لصديقتها التي تنتظرها أسفل المنزل، ما إن رأتها حتى هتفت: وأخيرا! هو ده اللي بسرعة بتاعك يا ست جميلة؟ العشاء هتأذن أهى.
اعترضت جميلة بعفوية : ما أنا خلصت أكل وقومت علطول أعمل إيه تاني مكنوش خمس دقائق يا ست ياسمينا!
رفعت ياسمينا حاجبها: يا سلام؟ طب يلا يلا نلحق الصلاة يا حلوة.
مشت جميلة بجانبها بثقة: طبعا حلوة وليا نصيب من أسمي كمان.
وصلوا وبدأوا الصلاة على الفور ولكن بسبب إطالة القراءة من الإمام بدأت رجلها تؤلمها في منتصف الصلاة، تحاملت على نفسها بشدة حتى انتهى.
جلست تمدد قدمها أمامها وهى تأن بألم وتدلكها.
سألتها ياسمينا بقلق: مالك؟ بتوجعك أوي؟
أومأت جميلة برأسها: أيوا بجد مش عارفة الإمام بيطول أوي كدة ليه من غير ما يدينا راحة حتى في النص.
سمعوا صوت يهمس من خلفهم بسخرية: الإمام برضو اللي بيطول ولا كتر الأكل كبس على نفسك لو ترحمي نفسك شوية.
ألتفتت لها جميلة تقول بإبتسامة ثابتة: بتقولي حاجة يا طنط؟
قالت السيدة بإرتباك: لا يا حبيبتي مش بقول حاجة ده أنا تعبت شوية علشان طولنا النهاردة.
ازدادت إبتسامة جميلة اتساعا: تعبتي من إيه يا طنط من كتر القعدة على الكرسي طول الصلاة مثلا؟ ده حضرتك حتى لسة صغيرة في السن مش كبيرة لدرجة تقعدي على الكرسي ولا عندك أي مرض يمنعك وستات أكبر منك كانوا واقفين كمان.
أحمر وجه المرأة من الإحراج فنهضت جميلة وغادرت مع ياسمينا التي قالت لها بغيظ ما إن خرجوا: طب حتى كنتِ سيبيني أرد عليها دي ست قليلة الذوق وكان مش محترمة حُرمة المسجد اللي كنا فيه.
ضحكت جميلة: كبري دماغك أنا بقيت أكبر دماغي من زمان طالما واثقة من نفسي وعارفة أنه كلامهم مفيش فيه حاجة صح وبعدين هو أنا بأكل من أكلها ولا كانت بتدفعي لي حاجة من جيبها!
ضحكت ياسمينا أيضا: لا.
كانت يتمشان معا وأوشكا على الوصول إلى البيت حين رمى أحد الأطفال عليهم شيئا فرقع بشدة.
صرخوا من الخضة وقالت جميلة بغضب: أنت يا طفل أنت وهو لو ملمتوش نفسكم والله لأكون جايبة علبة أجري بيها وراكوا!
شدتها ياسمينا: تجري ورا مين أنتِ كمان، تعالي هنا!
جميلة بغيظ: ورا العيال اللي متربتش دي بيرموا عليا ويخضوني ده بدل ما يخلوني ألعب معاهم!
زفرت ياسمينا بحنق وشدتها: يلا بدل ما أنا اللي ألعب بالصواريخ في وشك.
ذهبت معها جميلة حتى وصلوا لبيتهم فقالت جميلة بتذمر: شدتيني ليه يا بنتي كنت ناوية ازعق لهم!
لكزتها ياسمينا في كتفها: من دورك دول علشان تعملي شوية العبط بتوعك.
ضحكت جميلة وقالت بمرح: بنسلي وقتنا شوية يا أستاذة ياسمينا بدل ما نروح علطول لسة بدري.
تطلعت لها ياسمينا بتردد وقالت بحذر: هو أنتِ مش بتزعلي لما بتسمعي الكلام ده؟
عقدت جميلة حاجبيها بحيرة: كلام إيه؟
المتعت عيناها بالفهم وقالت بلامبالاة: ااه قصدك عن وزني وكدة؟ يا بنتي كبري دماغك وبعدين أنا مرتاحة وبحب نفسي كدة وعارفة أني مش تخينة كدة كدة الناس مش بيعجبها العجب دول مطبقين علينا مثل الصحاب الإزازة والكوباية بحكم أنه الصحاب لازم يكونوا واحدة رفيعة وواحدة تخينة.
ثم ضحكت فأبتسمت لها ياسمين، شبكت جميلة ذراعها بذراع ياسمينا وتابعت بنبرة حالمة: وبعدين أنا مش هاممني أي حد من دول، أنا بس مستنية قرة عيني تعرفي يا بت يا ياسمينا أنا بقعد أحلم كدة باللحظة اللي هنتقابل فيها زي الروايات كدة، لو مثلا كان هو سايق العربية وأنا عديت من قدامه وأنا مش واخدة بالي ووقفها على آخر لحظة قبل ما يخبطني وطبعا هينزل يزعق بس أول ما يشوفني هينبهر ويتنح كدة من جمالي.
نظرت لها ياسمينا رافعة حاجبها بإستنكار وعلى شفتيها إبتسامة ساخرة.
أكدت لها جميلة بإقتناع: ايوااا يا بنتي طبعا وممكن بقا يحصل بيننا موقف فنتخانق وهو يصر يلاحقني ويحاول يتجوزني غضب عني أو يفضل ورايا يقنعني وأنا أرفض ويغير عليا من إبن الجيران ولما تحصل مشكلة هوبا أوافق ونتجوز ونخلف و…
كانت مسترسلة في حديثها تتحدث بحالمية كبيرة حين قاطعها اصطدام كرة قدم برأسها بقوة لدرجة أنها أغمضت عيونها من صدمتها وانحنت قليلا من الم رأسها الشديد.
أمسكت رأسها بيدها وقالت بألم: اااه إيه ده؟
حدقت إليها ياسمينا وقد انفجرت في نوبة ضحك هستيرية، كانت تضحك بشدة وتضع يدها على فمها تحاول كتم صوت الضحك الذي عَلَى وهى تنظر لجميلة.
حدقت جميلة إليها بعيون نارية تود لو تضربها في رأسها حتى تشعر بألمها وتتوقف عن هذا الضحك المستفز.
ألتفتت حولها وهى تقول بغيظ: مين البني آدم الغبي قليل الذوق اللي عمل كدة؟
أشار لها طفل من الواقفين ناحية شخص فألتفتت بعصبية حتى ترميه بكلمات لاذعة على فعلته إلا أنها حين نظرت له وتبينت هويته سيطر الذهول عليها.
جميلة بدهشة: أنت؟
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جميلة)