روايات

رواية أحببتها ولكن 6 الفصل السادس 6 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 6 الفصل السادس 6 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 6 البارت السادس

رواية أحببتها ولكن 6 الجزء السادس

رواية أحببتها ولكن 6 الحلقة السادسة

في القصر
لارين بهدوء:انا مش مصدقه بجد
مِسك:المهم دلوقتي طالما كُلنا شوفنا بعنينا نصدق … هو غصب عنه يا جماعه
نظرت رهف لروزي وقالت:ايه يا روزي … ساكته من ساعة اللي حصل مبتتكلميش ليه
زفرت روزي ولم تتحدث فقالت أيسل:وهتفضلي ساكته كدا لحد أمتى يا روزي
تحدثت روزي بهدوء وهي تنظر أمامها قائلة:سيبوني دلوقتي لوحدي
نظرت الفتايات لبعضهن البعض بهدوء ثم نهضن وخرجن بهدوء وأغلقت أيسل الباب خلفها بهدوء، استند برأسها على يديها قليلًا قبل أن ترفع رأسها مره أخرى وتنظر لليل الذي كان واقفًا أمامها وينظر لها، نظرت لهُ روزي قليلًا قبل أن تنهض وتقترب منه بهدوء وتقف أمامه على بُعد سنتيمترات وهي تنظر لهُ بينما كان هو ينظر لها دون أن يتحدث واحدٍا منهما، نظر لها ليل نظره ذات معنى بعدما تبدلت عيناه وأبتسم بجانبيه وهو يقول:موحشتكيش ولا ايه
ظلت تنظر لهُ قليلًا دون أن تتحدث بينما كان هو ينظر لها أيضًا دون أن يتحدث، لحظات من الصمت قطعته روزي وهي تنظر لهُ قائلة:عايز ايه وجايلي ليه وازاي تدخل عليا وانا قاعدة في أوضتي من غير ما تخبط … انا بقولك كل دا ليه أصلًا … انتَ ايه اللي جابك انا مش عايزه أشوفك

 

ليل:بس انا عايز .. ودا مش أختياري … دا إجباري
عقدت حاجبيها وهي تقول بأستنكار:لا والله .. بقولك ايه قسمًا بالله لو ما طلعت دلوقتي حالًا لاصوت وألم الكل عليك وألبسك مصيبة دلوقتي
أبتسم ليل بجانبيه وبدء يقترب منها وهو يقول بأبتسامه وخبث:وليه تتهميني بالباطل … أستني حتى أعمل المصيبة دي وبعدين صوتي ولمي الكل بس يا ترى لما تلميهم ويسألوكي هتقوليلهم ايه بقى ..ها … مش هتعرفي تقولي حاجه
نظرت لهُ بقرف وقالت بأستحقار:انتَ طلعت إنسان وسخ صحيح أتفو عليك
أتسعت أبتسامته أكثر وتحولت لضحكات بينما كانت هي تنظر لهُ بقرف وغضب بينما نظر هو لها وقال بصوتٍ ضاحك:طب ما انا عارف ايه الجديد في كدا دا من بدري انتِ متعرفيش دا انا عارف بنات بعدد شعر راسي … وكلهم جامدين زيك
صرخت بهِ روزي وهي تُمسك الوسادة وألقتها عليه قائلة:أطلع برا .. غور من وشي
أمسك الوسادة وهو يضحك بينما قالت روزي بصراخ:أطلع .. أطلع بقولك أطلع
دلف عُدي في هذه اللحظة وخلفه لمار واللذان أقتربا منها وهما يتسألان ماذا يحدث، وقف عُدي أمامها وهو يقول بتساؤل:في ايه بس أهدي بتصرخي ليه وفي مين
أشارت روزي إليه وهي تقول:في الحيوان دا … دا مش محترم يا بابا خرجه من هنا وأدبه
لمار:هو مين دا يا روزي اللي يطلع برا وحيوان

 

أشارت لها وهي تقول:أهو واقف..
بترت حديثها وهي تنظر للمكان الذي كان يقف فيه وكان فارغًا، نظرت حولها وهي تبحث عنه، نظرت حولها بجنون ثم نظرت لعُدي ولمار وهي تقول:كان هنا .. دا لسه كان هنا قبل ما تدخلوا والله
عُدي بتساؤل:هو مين دا يا حبيبتي اللي عماله تقولي عليه ؟
دلفت فيروز صاحبه السادسه عشر عام وهي تقول:في ايه يا بابا مالها روزي انا سامعه صوتها من تحت وطالعه جري من الخضة عليها
أقتربت منها روزي سريعًا وهي تُمسك بذراعيها وقالت بلهفه:فيروز وانتِ طالعة شوفتي ليل نازل
عقدت فيروز حاجبيها وقالت:لا محدش نزل
روزي:أزاي لا أفتكري
فيروز:والله العظيم ما حد نزل وأصلًا ليل مش هنا ليل برا من بدري
روزي:أزاي لا دا كان لسه هنا
فيروز بتعجب:هنا فين !
روزي:في الأوضة هنا كان واقف مكان ما انتِ واقفه
لمار:روزي كفاية لحد كدا
عُدي بشك:أستني يا لمار … كان هنا في الأوضة أزاي
نظرت لهُ روزي وقالت:معرفش مِسك ورهف والبنات كانوا قاعدين معايا بعدين سابوني وخرجوا وانا سندت راسي مكملتش دقيقة أول ما رفعتها لاقيته واقف مكان فيروز بالظبط وبيبُصلي وانا قومت وقفت هنا وقعد يتكلم وقال كلام غريب ونيتُه كانت وحشه ونظراته ونبرة صوته … انا مبكدبش والله يا بابا صدقني

 

نظر عُدي للمار نظره ذات معنى والشك ظاهرًا على معالم وجهه بينما بادلته لمار نظراته ثم نظر هو لها وقال:زي ايه
نظرت لهُ روزي والخوف يُسيطر عليها بالكامل بينمل كان عُدي ينظر لها فقد بدء يقلق فبات الموضوع يكبُر كُل يوم عن اليوم الذي يسبقه وهُناك تطورات هو لا يعلم عنها شئ
على الجهة الأخرى
كان ليل يسير بجانب حُذيفة بهدوء وهو ينظر للأرض، قطع حُذيفة هذا الصمت وهو يقول:ايه يا معلم .. معندكش مواضيع جديدة تفتحها
حرك ليل رأسه برفق وهو ينظر للأسفل قائلًا:للأسف … دماغي مش فيا
نظر لهُ حُذيفة ولف ذراعه الأيمن وهو يُحاوط كتفيه وقال:ليل هو انتَ تقدر تحس مثلًا لو أتملك منك في لحظة ولا بتبقى مش دريان بأي حاجه
ليل:عارف اللي بياخد جسمك منك وانتَ مش دريان بأي حاحه كأنك متبنج … انا كدا بالظبط … مبحسش بأي حاجه بتحصلي … مبفوقش بعد ما تحصل الكارثة

 

زفر حُذيفة بهدوء وقال:خلاص فُكك من كل اللي أتقال وحصل وأنسى شويه متديش دماغك للموضوع يا ليل وأنسى خالص
ليل:بحاول يا حُذيفة … وانتَ فكرك أن انا مش بحاول لا انا بحاول .. بحاول مره واتنين وتلاته .. انا كل اللي خايف عليه روزي … انا مش مشكلة مش فارقه بالنسبالي بس روزي لا
حُذيفة:أدعي كتير يا ليل … أدعي إنها تفضل كويسه لأن زي ما قولتلك كدا الموضوع بيكبر كل شويه ولازم يتلحق في أوله قبل ما يكبر أكتر من كدا وتبقى كارثه على الكل … انا هتكلم مع عمي عبد الرحمن وهو هيشوف لو هيقدر لوحده يخلصك من كل دا تمام شايف أنه محتاج حد يساعده هيقول وساعتها هيلجأ لاتنين ملهومش تالت … يا حد من الشيوخ اللي يعرفهم يساعده في خروجه وتحصينك … يا يجيب حد من مشيخة الأزهر وفي كل الأحوال الأتنين أمان يعنى متقلقش
نظر ليل للسماء بعينان حزينتان وتحدث وبداخله أمل بأن الله لن يُخيب ظنه قائلًا:يارب
حُذيفة:بقولك ايه كنت عايز أزور حد كدا واحشني أوي ما تيجي معايا
نظر لهُ ليل وقال:وانا مالي
حُذيفة:ما هو يخُصك برضوا … ها هتيجي
صمت ليل للحظات يُفكر تحت نظرات حُذيفة، نظر لهُ ليل وحرك رأسه برفق وهو يقول:ماشي
أبتسم حُذيفة وقال:طيب يلا بينا
أخذه وتوجها إلى السيارة وهو يتحدث معه ويضحك بخفه
في المقابر
كانت ملك تجلس أمام قبر والدتها وهي تُمسك بقطعه طباشير وتكتُب بعض العبارات على قبرها “وحشتيني أوي يا نسمة انا النهاردة جايه أقولك إني هتخرج خلاص وهبقى أشطر مُصممة ديكور بإذن الله وهجتهد تاني عشان خاطر أخد لقب المُبدعة،

 

كل ما حد يقولي إني شبهك بفرح أوي بحس إني طايرة من الفرحة عشان انا فعلًا شبهك، ما انا حتة منك، في الجنة يا أعظم أمّ، بحبك أوي” أنهت كتابتها وهي ترسم قلب صغير وأبتسامه جميلة تُزين ثغرها وهي تنظر لقبرها قائلة:الفان داي بعد بكرا وحبيت أجي أقولك إني خلصت خلاص المسيرة وهتخرج … في الحقيقه انا حابه أشكرك عشان جيبتيلي أب مفيش أجمل ولا أحنّ منه … هو اللي وصلني للي انا فيه دا بعد ربنا أولًا عمره ما بخل عليا في حاجه أو قالي على حاجه لا .. وانا جايه بقى عرفت حاجه حلوه أوي أول مرة أعرفها … أول ما بدخل المقابر لحد ما اجيلك الملايكة بتكون عند كل قبر ويسألوا فلانة تبعك يعني جايه تزور الميت دا يقوله لا ويفضل كدا لحد ما أجيلك يقوله فلانة تبعك يقوله ايوه وكمان الملايكة بتقولك أن في زائر جاي يشوفك ويقعد معاكي شويه تروحي انتِ نازله عشان تشوفي الزائر دا مين ويا بختك انتِ عارفه تشوفيني لكن انا لا … قادره تسمعيني وانا لا
مسحت دموعها وهي تقول بنبره مهزوزه وباكيه:انتِ وحشتيني أوي على فكرة … لا لحقت أشوفك ولا أقعد معاكي بس صورك مغرقة أوضتي .. وقت ما بكون مضايقه بخرجهم وأقعد أبصلك كتير لحد ما أروح في النوم … وحشتيني أوي يا ماما
أنهت حديثها وهي تستند برأسها على القبر وهي تنظر للأرض وسقطت دموعها حزنًا فقد أشتاقت لها كثيرًا ولا تعلم كيف ستتحمل هذا الألم لوقت أطول من ذلك فهي لم تعُد تتحمل، شعرت بيد توضع على كتفها، رفعت رأسها ونظرت لهُ ولم يكن سوى سيف الذي جلس بجانبها وضمها لأحضانه بينما سقطت دموعها أكثر ومسدّ هو على ذراعها وقال:انا عارف إنك زعلانة .. وكل سنة في اليوم دا بالذات وجعك بيزيد مش بيقل … بس مش لوحدك صدقيني .. انا كمان بتوجع زيك بالظبط وأكتر كمان … لما بفتكرها مببقاش عارف أفرح ولا أزعل .. كل ما بشوفك قدامي كأنها هي اللي واقفة … وانتِ طلعتي شبهة أوي يا ملك … ودي حاجه مصبراني على اللي انا فيه دا .. هي جاتلي النهاردة في الحلم وكانت مبسوطة أوي شكلها عارفه إننا هنجيلها ونقعد معاها
ملك بدموع:وحشاني أوي يا بابا … وحشاني ومش عارفه أتداوى من الوجع دا
مسح دموعها بأطراف أصابعه وهو يقول بصوتٍ هادئ:عارف يا نور عيني … حاسس بوجعك وحزنك عليها بس هي دي سُنه الحياة يا ملك … أتكتب علينا كدا هنقول لا أزاي خلاص بقى واقع وبنعيشه

 

أغمضت عينيها وهي مازالت قابعة بأحضانه لتشعر ببعض الأمان والراحة بين أضلعه بينما زفر هو الهواء الساخن من فمه وهو ينظر لقبر زوجته بهدوء
على الجهة الأخرى
وقف حُذيفة وبجانبه ليل الذي نظر للقبر وقال بنبرة رجولية:صفية النجار
تحدث حُذيفة الذي كان ينظر للقبر بعينيه البُنية الحادة وهو يقول بنبرة هادئة:ايوه … صفية النجار … بقالي كتير مزورتهاش قولت أجي أزورها وأخدك معايا أكمنك مبتزورهاش أصلًا
جلس ليل على رُكبتيه أمام القبر وهو ينظر لهُ بشرود وشعر بالعديد والعديد من المشاعر الجياشة عندما نظر لهُ بينما جلس حُذيفة بجانبه ومدّ يده وهو يُمسك تلك الزهرة وهو يقول بنبرة هادئة:جدو كان لسه هنا
نظر لهُ ليل وكأنه أخرجه من دوامه أفكاره وقال بتساؤل:وعرفت منين أنه كان هنا ؟
نظر لهُ حُذيفة وقال بأبتسامه:الزرع مسقي ومحدش بيسقيه غيره .. وفي دليل تاني
أشار بيده إلى القبر وهو ينظر لتلك الكلمات الصغيرة والتي يعلم من صاحبها عن ظهر قلب وهو يقول:مش دا خط جدو برضوا
نظر ليل لما يُشير إليه إبن خاله قليلًا قبل أن يقول:اه هو … هو كاتب ايه
أقترب ليل قليلًا من القبر وهو يقرأ ما هو مكتوب “١٢/١٢ … وفيت بالوعد”
أردف بها ليل وهو يلتفت برأسه وينظر للقابع مكانه قائلًا بتساؤل:هو كان واعدها بحاجه ؟
عكص حُذيفة شفتيه ليقول بحيرة:مش عارف بس مُمكن
شرد ليل قليلًا ليُخرجه حُذيفة من شروده وهو يقول:نانا ميته بقالها قد ايه كدا

 

عاد ليل كما كان بالسابق وشرد قليلًا وهو يقول:مش عارف بس هي تقريبًا توفت لما كان عندنا أربع سنين تقريبًا
حُذيفة بحيرة:مش عارف انا فاكر إنها توفت لما كنا صغيرين بس كان عندنا قد ايه بالظبط مش عارف
ليل:أيًا كان … في الآخر هي توفت
نظر حُذيفة حوله وهو يبحث عن قبر والد جده وهو يقول:يا ترى بقى فين قبر جدو سالم
نظر ليل حوله وقال:مش عارف .. ممكن نسأل حارس المقابر
حُذيفة:خلينا قاعدين معاها شوية … وبعدها نروح نزوره
في القصر
كان زين جالسًا وهو يضع سماعات الأذن ويستمع للموسيقى بنهم شديد حتى أخرجه من عالمه ذلك صرخات عز المتواصلة بهِ لينظر لهُ زين وينزع السماعات متزامنًا مع خروج صوته المنزعج وهو يقول:في ايه حد يعمل الهبل اللي بتعمله دا خرجتني من المود اللي عمال أعمله Off من بدري
أبتسم عز أبتسامه ساخرة وهو يضرب بيده اليُمنى ظهر يده اليُسرى قائلًا بنبرة تهكمية:انا أسف يا زين المزيكات يا إمبراطور الأغاني وال Off Mood
نظر لهُ زين وقال:بطل تستهزء بيا عشان انتَ مش قد اللعب معايا
ضحك عز ضحكات ساخرة وهو يقول:لا ضحكتني يا واد .. تعرف ياض يا زين مسلسل اللعبة
عقد زين حاجبيه وقال:اه أعرفه معمول منه تلات أجزاء دلوقتي
عز:الله يفتح عليك أهو انا وانتَ بقى بنجسد المسلسل دا
أعتدل زين بوقفته ورمقه نظره خبيثة وهو يقول:تعرف ياض يا عز انتَ شبه مين في الغباوة
دفعه الآخر فضوله لمعرفه من يُشبه وقال:مين
عبست معالم وجه زين وهو ينظر لهُ ويقول بنبره حانقه:شبه الدكتور ربيع في الكبير … نفس الغباوة راضع تبن من صُغرك
جحظت عينان عز بصدمه ليفتح فمه ويقول بنبرة عالية:لا يا عين خالتك ما انا لو الدكتور ربيع انتَ تبقى هجرس ما شاء الله محمد سلام عايش معانا في البيت عامل شخصية هجرس كأنه انتَ بالظبط سُبحان الله يعني
نظر لهُ زين بمعالم وجه مغتاظه ليقول بتوعد:وحياه أمي لربيك يا عز الكلب
أبتسم عز أبتسامه جانبيه خفيفه أظهرت طابع الحسن الذي زاده وسامه وهو يقول:يلا يا بتاع ال Off Mood
أغتاظ زين كثيره وصق على أسنانه بقوه وهو يقول:لخص وقول عاوز ايه يا عز بدل ما أخلص عليك
وضع عز يديه بجيب بنطاله ونظر لهُ بغرور وتهكم بعدما أرتدى نظارته الشمسية وقال:نسيت
ألتفت عز وأعطاه ظهره وأبتعد عنه بينما كان زين ينظر لهُ بحنق شديد وهو يصق على أسنانه بقوه من حركات رفيقه الذي لا يكُف عن إزعاجه

 

في بولندا
أنهى فحصه الطبي ونهض بهدوء وجلس على طرف الفراش وهو يسمع الطبيب الذي تحدث باللغة الانجليزية قائلًا:حسنًا سيدي لقد أنتهينا
رمقه الآخر نظره ذات معنى وهو يقول:هل يُمكنك أن تُطمئنني أيها الطبيب
_مثلما قال لك الطبيب الذي يسبقني .. انتَ مريض كانسر سيدي وهو الآن في حالة نشطة عليك أن تُسرع وتبدء في جلسات الكيماوي حتى لا تصعُب المسألة عليك في المستقبل القريب
صمت للحظات وظهر على معالم وجهه خيبة الأمل ليعود وينظر للطبيب قائلًا:حسنًا هل بإمكاني أن أتعالج هُنا أم أعود لبلادي
_مثلما شئت سيدي هذا خيارك
حرك رأسه برفق وهو ينظر للأرض والحزن يكتسي معالم وجهه بالكامل، خرج من المستشفى وهو يسير في إحدى شوارع بولندا الساحرة وهو يُفكر فالطبيبان أكدا بأنه مريض كانسر ويجب بدء أخذ جرعات الكيماوي في أسرع وقت حتى لا يتأخر في معالجته
بعد مرور أسبوعين
أقترب فاروق وجلس بجانب شريف الذي كان جالسًا على المقعد الطويل وينظر أمامه بشرود، زفر فاروق الهواء من فمه وشبك يديه ببعضهما وقال بنبرة هادئة:عايز أعرف انتَ فيك ايه
نظر شريف بعينيه الرمادية بعيدًا وهو يقول بنبرة هادئه:مفيش حاجه ما انا كويس أهو
نظر لهُ فاروق وأبتسم بجانبيه وهو يقول ساخرًا:كدا وكويس … أومال لو كان فيك كنت عملت فينا ايه
نظر لهُ شريف للحظات معدودة قبل أن يقول:بقولك ايه انا هسافر أسكندرية كام يوم كدا أفُك شويه عن نفسي
فاروق:يعني مش ناوي تقولي في ايه برضوا
زفر شريف الهواء من فمه ليقول بنبره حانقه:ما قولتلك مفيش يا فاروق متقعدش تضايقني بقى
نظر فاروق لشريف للحظات ثم حرك رأسه برفق ومدّ يده وهو يُربت على قدمه برفق وهو يقول بنبره هادئه:لو مش هتتكلم دلوقتي فانا واثق أنك هتحكي بعدين انا بس هسيبك عشان مضغطش عليك بالكلام
نظر لهُ شريف للحظات معدودة قبل أن يمُدّ يده ويُربت على كتفه برفق وأبتسامه صغيره تُزين ثغره
في إحدى غُرف القصر
تجلس غدير التي كانت تستند برأسها على حافه النافذة وهي تنظر لهُ بشرود حتى أنها لم تشعر بطرقات الباب التي زادت علوًا، خرجت من دوامتها وجسدها ينتفض فزعًا ثم نظرت لباب الغرفة وقالت بنبرة هادئه:أدخل
دلفت ليالي وهي تنظر لها وتقول بنبرة حانقه:بقالي ساعه بخبط على الباب والبعيدة معندهاش دم
أبتلعت غدير تلك الغصه وهي تقول بنبرة هادئه:مخدتش بالي كنت سرحانه

 

أقتربت منها ليالي صاحبه العينان الليلية اللامعه وجلست أمامها وهي تنظر لها نظره ذات معنى وقالت:انا مش مرتحالك يا غدير في ايه
عقدت غدير حاجبيها وقالت:انا .. ليه
ليالي:مش عارفه أسألي نفسك انتِ بتسأليني انا
نظرت غدير بعيدًا وهي تقول:مفيش حاجه ما انا كويسه أهو
ضحكت ليالي ساخرةً وقالت:على مين الكلام دا يا بت دا انتِ عنيكي فضحاكي
ظهر التوتر جليًا على معالم وجهها وهي تهرب بعينيها من نظرات ليالي المترقبة لها والتي أخرجت الهواء الساخن من فمها وهي تُحرك رأسها بقله حيله
بعد مرور شهران
جلس ليل وهو يقول:يا عمي والله ما انا
جلس عبد الرحمن أمامه وهو ينظر لهُ قائلًا:أزاي دي تالت مره يا ليل عارف يعني ايه دي كارثه
زفر ليل الهواء من فمه ليمسح بعدها على خصلاته البُنيه الفاتحه ليقول:طب والحل … خلصني يا عمي من اللي انا فيه دا عشان انا زهقت وتعبت ومبقاش فيا أعصاب أتحمل أكتر من كدا انا جبت أخري بجد
مال عبد الرحمن بنصفه العلوي وهو يستند بذراعيه على قدميه وينظر لهُ نظره ذات معنى وهو يقول:لو عاوز تخلص بجد ومتأذيش روزي معاك تسمع الكلام عشان ننفذ أخر خطوة عشان تتعافى كُليًا

 

تسأل ليل قائلًا:واللي هي ؟
عبد الرحمن:تسيبني أخرجه
نظر ليل بعيدًا بينما كان عبد الرحمن يُتابعه بنظرات ثاقبه وهو يقول:ايه أضايقت ليه … مسيرُه هيطلع دا جسمك انتَ يا ليل مش جسمه هو يعني انتَ أولى بيه ومتنساش أنه هيدمر حياتك دا كدا لسه معملش حاجه خلي بالك
تحدث أحمد بعدما نظر لهُ وقال:لازم نبدء يا ليل أحنا عملنا كل حاجه عشان خاطر نوصل للمرحله دي متجيش انتَ بعد دا كله تقول لا متخليهوش يستحوذ على تفكيرك أكيد انتَ مش عاجبك اللي انتَ فيه دا ولا ايه
عبد الرحمن:قبل ما يكون عشانك هو عشان روزي يا ليل .. روزي ملهاش ذنب تبقى ضحية في الموضوع دا
فكر ليل قليلًا وهو ينظر أمامه بينما كانوا هم يترقبون وينتظرون الأجابه الحاسمة منه والتي على أساسها سيتغير كل شئ إما للأفضل أو للأسوء
تحدث علي وهو ينظر لهُ قائلًا:حُط روزي في أول خانه عشان هي أهم دلوقتي والقرار اللي هتاخده هيحدد مصيركوا انتوا الأتنين
لحظات من الصمت دامت مره أخرى ولكنها لم تمكث كثيرًا قطعها ليل وهو يقول بنبرة حاسمة:وانا خدت القرار
ترقب الجميع الإجابة بينما مرر هو عينيه عليهم جميعًا ورأى نظرات الترقب والأهتمام والفضول بأعينهم ليقتل كل ذلك بكلمة واحدة فقط:وانا موافق
تهللت أساريرهم جميعًا بسعادة وفرحة عارمة بينما عانقته كارما بحب وهي تطبع قُبلة على خده ليُبادلها ليل قُبلتها ومن ثم عانقها بحُبه وحنانه المعتاد فعناقه كفيل بأن يجعلك تود أن تبقى بهِ مدى الحياة
في المساء
كان الأحفاد يجتمعون في حديقة القصر الخلفية وهم جالسون على الأرض العشبية الخضراء وبعض الحلويات والمشروبات موضوعة بجوارهم، تحدث عز وهو يتناول الكعك قائلًا بتلذذ:واو بجد الكيكة دي جامده مين اللي عاملها

 

نظر حُذيفة لليل ينتظر رؤية رّد فعله وهو يقول بنبرة خبيثه:روزي
رأى معالم وجهه تبدلت لينظر للكعكة قليلًا وهو يُريد تذوقها وبشدة وقبل أن يفعل ذلك رأى زين يتناول منها وهو يُغمض عيناه مُتلذذًا بطعهما الساحر وهو يقول:جامده يا جدعان بجد أول مرة أكل كيكة بالحلاوة دي
نظر ليل أمامه وبداخله حرب عنيفة ما بين أن يأكل أو لا ولكن في النهاية أتخذ قراره وقرر بأن لا يضعف ويتجاهل أرأهم، نظر أحمد لعلي الذي نظر لهُ وأشار بعينيه تجاه ليل بخبث فنظر أحمد لهُ وقال بنبرة خبيثه:ايه يا ليل مش هتدوق انتَ كمان ولا ايه
نظر لهُ ليل بعيناه البُنيه الحادة التي ورثها عن جده وقال:لا … مبحبهاش
همهم أحمد وهو ينظر لهُ ويعلم بأنه يكذُب ولكن لن يدع عز الأمر يمُر مرور الكرام إلا أن يضع لمسته الخاصة قائلًا:هتحبها على أيد روزي وبعدين مين فينا مبيحبش حلويات روزي دا مفيش أحلى منها
أحتدت عيناه ولكنه لم يهتم كعادته وقال بأبتسامه جانبيه:خليهالك
تحدث أحمد وهو ينظر بهاتفه قائلًا بسعادة:حفلة التخرج أتعلن عنها يا رجالة
أنتبه الجميع لهُ وتوجهت الأنظار إليه بأهتمام بينما نظر هو لهم وقال بأبتسامه:الخميس الجاي معادنا يا رجالة
هللوا جميعهم بسعادة وعلت أصواتهم مرة أخرى وهم يُخططون لهذا اليوم
في الداخل
أقترب منهم بهدوء وقد أتخذ قراره وليحدث ما يحدث فهو يُريد التخلص من هذه اللعنة بأية طريقه حتى لو كان سيتأذى، وقف بالقرب منهم وقال:عمي
نظر عبد الرحمن لهُ بينما قال هو:انا جاهز دلوقتي
نظروا جميعهم لهُ وعم الصمت المكان فجأه والنظرات هي من تتحدث الآن، نهض عبد الرحمن بهدوء وهو ينظر لهُ نظره ذات معنى بينما كان هو يُبادله نظراته بهدوء

 

دلف للغرفة ومعه عبد الرحمن الذي وقف على باب الغرفة ونظر لهم جميعهم وقال:أيًا كان اللي هتسمعوه مش عايز حد يدخل مهما حصل ومحدش يقول أشمعنى روزي عشان روزي غير ليل وكلكوا عارفين كدا كويس فَعشان خاطري محدش يدخل لحد ما أخلص
تركهم ودلف مُغلقًا الباب خلفه بينما نظروا هم لبعضهم البعض وذهبوا بهدوء، بينما أقترب عبد الرحمن من ليل الذي كان جالسًا على المقعد وقال:مُستعد
حرك ليل رأسه برفق بينما قال عبد الرحمن:تمام عايزك تسيبلي نفسك بقى خالص وتهدى ومش عايزك تقلق من حاجه طالما انا معاك أتفقنا
حرك ليل رأسه برفق وهو ينظر لهُ بينما سمى عبد الرحمن الله ليبدء رحلته التي ستطول اليوم قليلًا معه
كان ليل جالسًا بالحديقة الأمامية وهو شارد الذهن ولكن في لحظةٍ ما خطر على باله صديق عُمره “حافظ” الذي منذُ أن مرِض لم يعُد يراه مره أخرى، شعر بالشوق تجاهه وأراد أن يراه ويتحدث معه كعادته ولذلك ذهب إلى سعيد الذي كان يقوم بمسح سيارته وتنظيفها فأقترب منه بخطوات هادئة وقال بنبرة مليئة بالذهول:بتعمل ايه يا سعيد
رفع سعيد رأسه ونظر لهُ وأعتدل في وقفته ببطء وهو يقول بنبرة هادئه:بشتغل … هو مش دا كان شُغل جدو برضوا
تفاجئ ليل كثيرًا حتى أنه صمت لعدة دقائق لا يستطيع أن يُصدق ما سمعه وما يراه، مسح ليل على وجهه ونظر لهُ وأقترب منه تحت نظرات سعيد التي تُتابعه بتعجب وأخذ منه المنشفة التي كان يمسح بها ووضعها جانبًا وأمسك يده ونظر لهُ بتلك البُنيتين اللامعتان وقال:سعيد انتَ مش أي حد بالنسبالي جاي يشتغل عشان ياخد فلوس وخلاص … انتَ حفيد أكتر شخص غالي عليا .. حافظ مكانش بيمسح عربيات ولا أي حاجه من الحاجات دي ولا كان سواق زي ما بيقولك .. دا كان ومازال دراعي اليمين دا مش أي حد حافظ انا كنت بسيب القصر اللي قدامك دا في حمايته وأمشي بالشهور وأرجع ألاقيه متاخدش

 

منه ريشة … جدك انا كنت بأمنه على قصر وعربية وفلوس وورق شغل حاجات كتير أوي كبيره انتَ مش قادر تصدقها عارف ليه عشان هي دي شُغلته … أي واحد ليه مجال في البيزنس لازم يكون ليه دراع يمين يعتمد عليه في أي حاجه وجدك كان كدا … هو لا كان خدام ولا كان شوفير ولا هيكون دا كان دراعي اليمين انا كنت مسمي وظيفته كدا وانتَ النهاردة خدت الوظيفة دي يعني بقيت دراعي اليمين يا سعيد زي ما أحفادي ليهم شغل مضمون ومستقبل كويس انتَ كمان ليك شُغل مضمون ومستقبل كويس ولمعلوماتك انتَ مش حفيد حافظ بس انتَ حفيدي انا كمان انا بأمنلك على حاجات كتير وبحطك في مواقف وأختبارات انتَ مش واخد بالك منها بس دي أحسن حاجه عشان أعرف رّد الفعل ايه وحظك إنك بتخليني كُل يوم ثقتي فيك تزيد عن اليوم اللي قابله ودي حاجه تتحسبلك عشان انتَ مش هتطلع غير للأمين … سعيد يا ابني متشوفش نفسك أقل من أي حد هنا انتَ زيك زي أي حد هنا لو أحتاجت فلوس تعالى قولي أو قول لروز يعني مش هنقولك لا أحنا هنا عيلتك التانيه يا سعيد
كان صاحب البشرة الخمرية ينظر لهُ بسوداوتيه التي تلتمع بالدموع وهو لا يعلم ماذا يقول فقد تهربت الكلمات من فمه وعقله ليقف صامتًا لا يجد شيئًا ليقوله، أقترب منه سعيد وعانقه وهو يُغمض عيناه تزامنًا مع سقوط دموعه لتنهمر على وجهه كالشلالات بينما عانقه ليل وهو يُربت على ظهره برفق وهو يعلم بأن سعيد متأثرًا بشدة بسبب مرض جده ولأن لا أحد يشعر بهِ يُريد عناق دافئ، كلمة طيبة، يُريد أن يُجبر بخاطره وهذا ما فعله ليل الآن
تحدث سعيد بنبرة باكية وهو يقول بدموع:انا مش عارف أقولك ايه مش لاقي كلام أقوله
أبتسم ليل وربت على ظهره وهو يقول:قولي يا جدو زي التيران اللي جوه دي مش أكتر دا اللي عايزك تقوله ومتتكسفش مني عشان انتَ زيهم بالظبط زي ما قولتلك من شوية وكمان عرفت أن الشباب قعدوا يتكلموا معاك ويهزروا فأظن واضحة يعني ولا انتَ شايف ايه
أبتعد سعيد قليلًا ونظر لهُ بعينان باكيتان وعلت أبتسامه بسيطه ثغره وهو يقول:بالظبط … ربنا يعلم انا بحبكوا قد ايه وانتوا ايه عندي

 

أبتسم ليل وقال:وأحنا كلنا بنحبك والله يا سعيد كفاية إنك حفيد حافظ
زفر ليل الهواء الساخن من فمه بهدوء وأردف قائلًا:قولي يا سعيد هو عامل ايه دلوقتي بقى كويس
زفر سعيد الهواء من فمه وهو يقول:والله ما عارف أقولك ايه غير إنه مفيش تحسُن
عقد ليل حاجبيه وهو ينظر لهُ قائلًا:ليه هو مش منتظم على العلاج
حرك سعيد رأسه نافيًا وهو يقول:للأسف مش منتظم عليه خالص ومغلبني معاه
تحدث ليل بنبرة جاده وهو يقول:انا هروح أقعد معاه وهخليه ياخده غصب عنه دا بيستهبل
أبتسم سعيد وقال:ياريت يا جدو لحسن دا مغلبني معاه
نظر لهُ ليل وأبتسم أبتسامه خفيفه وقال:حلوه جدو اللي طلعت منك دي .. قولها على طول بقى تمام
أبتسم سعيد وقال:أتفقنا
في إحدى المنازل
عده طرقات على باب المنزل يليها ذهاب المُمرضة التي فتحت الباب بهدوء ونظرت لهُ وقالت بأبتسامه بشوشة:مين حضرتك
تحدث ليل بأبتسامه صغيره وهو يقول:ليل سالم الدمنهوري
جحظت عينان الممرضة قليلًا وتوترت قليلًا قائلة:انا .. انا أسفه والله مخدتش بالي سعتك يعني أتغيرت
أبتسم ليل وتحولت هذه الأبتسامه لضحكات خفيفه وقال:محصلش حاجه .. حافظ موجود
أفسحت لهُ الطريق وهي تقول بلهفة:اه أتفضل
دلف ليل وأغلقت هي الباب وأشارت لهُ وهي تتجه لغرفة حافظ قائلة:أتفضل
دلفت الممرضة للغرفة وتحدثت بأبتسامه وهي تنظر لحافظ قائلة:جالك ضيف عزيز عليك يا بشمهندس
دلف ليل وهو ينظر لهُ بأبتسامه واسعة بينما ما إن رآه حافظ حتى شقت الأبتسامه ثغره وهو يقول بصوتٍ هادئ:يااااه يا راجل … وحشتني

 

جلس ليل على المقعد الموضوع بجانب فراشه ونظر للممرضة التي تركتهما وخرجت بينما عاد ينظر لحافظ الذي كان ينظر لهُ، أقترب بمقعده من فراشه ونظر لهُ وهو يقول بأبتسامه:وحشتني يا حافظ
حافظ بأبتسامه:محدش واحشني قدك … أكتر حاجه مزعلاني إني مبشوفكش زي الأول
تحدث ليل والأبتسامه لم تفارق وجهه وهو ينظر لهُ قائلًا:ولا انا … انا جاي النهارده عشان أتطمن عليك وأقعد معاك شويه … في ناس قالتلي إنك مش منتظم على علاجك وحالك كدا مش عاجبني يا صاحبي
زفر حافظ الهواء من فمه وهو يقول بنبرة هادئه:تعبت يا ليل … تعبت من العلاج كل شويه أدوية أدوية انا تعبت ومبقتش قادر عليها
ليل:عشان مبتاكُلش يا حافظ ما انتَ لو تسمع الكلام وتاكُل وتاخد علاجك هتخف يا صاحبي
أبتسم حافظ وقال:صعب يا صاحبي .. صعب انا مش قادر
أمسك ليل بيده بين يديه ونظر لهُ وأبتسم أبتسامه لطيفة وهو يقول:لا انتَ تقدر يا صاحبي … انتَ قد أي حاجه ايه يا عم انتَ نسيت كلامك ليا ولا ايه انتَ كنت بتقعد تقولي هتعدي ولازم تاخد بالك من صحتك ايه شايفك مبتعملش كدا انتَ من الناس إياهم ولا ايه
أبتسم حافظ وقال بصوتٍ مُتعب:مش قادر صدقني … كُل ما باخد حاجه بتعب أكتر وكأنه بيقضي عليا بالبطئ
عنفه ليل وهو يقول بنبرة حادة مُعاتبًا إياه قائلًا:متقولش كدا يا عم والله شكلك مش هتسكت غير وانا مديك ضربة كدا أو كدا تفوقك بقى
حافظ:لا انتَ كدا هتقضي عليا خالص

 

زفر ليل الهواء من فمه بضيق وهو يضرب بكفيه قائلًا:برضوا هيقولي هتقضي عليا انتَ مُصمم تضايقني يعني يا حافظ
حافظ:يا عم ما هي دي الحقيقة
شرد ليل وهو يتذكر هذه الجُملة التي مرت على مسامعه من قبل، لقد قالتها صفية من قبل ولم تمكث كثيرًا ثم تركته وذهبت هل من الممكن أن يتركه حافظ أيضًا ويذهب مثلها عند هذه النقطة وتوقف عقله عن التفكير لينظر لحافظ من جديد والخوف والقلق يظهران على معالم وجهه ليبتلع تلك الغصة ويردف من جديد وهو يقول بنبرة هادئة مترقبة:انتَ ايه اللي خلاك تقول كدا يا حافظ
تحدث حافظ بعدم أهتمام وهو يقول:عادي .. أقولك خلاص أنسى أعتبرني مقولتش حاجه … المهم طمني عليك
في القصر
أبتعد عبد الرحمن أخيرًا وهو يُمسك بذراعه ويتألم عن ليل الذي كان مُستلقي على الفراش فاقد الوعي، تحدث عبد الرحمن وهو يُنادي على كارما التي لم تمكث كثيرًا ودلفت سريعًا وهي تقول بلهفة:طمني يا عبد الرحمن
نظر لها بعدما دلف باسم ومعه روان وطه وقال:الحمد لله أبنك كويس وزي الفل مفيهوش حاجه
أدمعت عيناها وهي تبتسم بسعادة قائلة:بجد يا عبد الرحمن … بقى كويس بجد
حرك رأسه برفق وهو يقول بأبتسامه:بجد … من النهاردة ليل بقى طبيعي خالص مفيهوش حاجه
كارما بتساؤل:طب والعمل
عبد الرحمن:فكيته من بدري بس محبتش أقولك عشان الوقت مكانش يسمح … وروزي بقت زي الفل
سعدت كارما ومعها باسم بينما نظرت روان لطه بسعاده وهما يبتسمان، تحدث عبد الرحمن وهو يقول:أعدلوه والصبح هيصحى ويبقى زي الفل
تحدث باسم وهو يشكر عبد الرحمن بإمتنان قائلًا:انا مش عارف أقولك ايه بجد يا عبد الرحمن شكرًا أوي
أبتسم عبد الرحمن ليردف قائلًا:متشكرنيش يا باسم ليل دا أبني وانا بعالج أبني … متشكرنيش تاني
باسم بأبتسامه:طبعًا أبنك حد يقدر يقول غير كدا

 

نظر عبد الرحمن لليل بأبتسامه وقال:حمد لله على سلامته
أردف كلًا من باسم وكارما معًا وهما يقولان:الله يسلمك
تركهم عبد الرحمن وخرج وهو يُمسك بذراعه بينما نظر باسم لطه قائلًا:تعالى نعدله يا طه
تحركا تجاه الفراش وعدلا من وضعيه ليل بينما أقتربت روان من كارما وهي تقف بجانبها وتنظر لها بأبتسامه سعيدة ومن ثم عانقتها وضمتها كارما لأحضانها وهي تطبع قُبلة على رأسها
في غرفه عبد الله
دلف عبد الله للغرفة وأغلق الباب خلفه ومن ثم أتجه لنوران التي نظرت لهُ بأبتسامه وقالت:حمدلله على سلامتك أتأخرت أوي النهارده
جلس عبد الله بجانبها على الفراش وقال بصوتٍ مُرهق:الشغل النهارده كان كتير شوية
ربتت نوران على ظهره برفق وقالت بصوتٍ هادئ:معلش يا حبيبي هي شويه كدا وشويه كدا
زفر عبد الله الهواء من فمه وهو يقول:الحمد لله … المهم طمنيني عليكي انتِ كويسه دلوقتي ولا لسه حاسه بتعب
أبتسمت نوران أبتسامه باهته وهي تنظر لهُ بعينان مُرهقتان يكسوهما السواد أسفلهما قائلة:لسه حاسه بشويه تعب كدا
طبع عبد الله قُبلة على رأسها وهو يُحاوطها بذراعه ليقول:أستمري على العلاج وبإذن الله هتبقي زي الفل .. الواد حُذيفة متطمنش عليكي
حركت رأسها نافية وهي تقول:لا .. هو في ايه ولا ايه يا عبد الله ربنا يعينه ويقويه مش عايزه أشغله خليه يجهز لحفلة تخرجه ويفرح انا هبقى كويسه
نظر لها عبد الله قليلًا ثم طبع قُبلة أخرى على رأسها وقال:انا بجد مش عارف أقولك ايه فيكي كمية حنية غير طبيعية
نظرت لهُ نوران وقالت بأبتسامه:وخداها منك يا عبد الله انتَ طول عمرك حنين عليا
أبتسم عبد الله وهو ينظر لها وقال:هحبك أكتر من كدا ايه بجد
أبتسمت نوران وعانقته بحب وفي هذه اللحظة سمعا صوت طرقات على الباب يليها دلوف حُذيفة ويزيد اللذان أقتربا من والديهما وأبتسامه جميلة تُزين ثغرهما، جلس حُذيفة على رُكبتيه أمام والدته وطبع قُبلة على يدها ويليه يزيد الذي طبع قُبلة على يدها الأخرى، نظرت لهما نوران بأبتسامه جميلة بينما نظر لها حُذيفة وقال مُبتسمًا:طمنيني عليكي يا ست الكُل
ربتت نوران على كتفه برفق وهي تقول:انا كويسه يا حبيبي متخافش
تحدث يزيد الذي كان ينظر لها قائلًا:كويسه ايه بس يا ماما أومال لو مش كويسه كنتي هتبقي عامله أزاي
صفعه عبد الله على كتفه وهو يرمقه نظره تحذيريه قائلًا:نتلم يا يزيد ها
أبتسم يزيد أبتسامه أظهرت طابع الحسن خاصته لتنظر لهُ بأبتسامه قائلًة:سيبه يا عبد الله انا عارفه إنه بيهزر
أبتسم يزيد أكثر ليقول:الوحيده اللي بتدافع عني

 

طبعت قُبلة على رأسه وهي تقول:وانا ليا مين يعني غير يزيد
تحدث حُذيفة بذهول وهو ينظر لها قائلًا:ايه دا ايه دا وانا روحت فين دا انا الكبير
ضمه عبد الله لأحضانه وهو ينظر لهُ بأبتسامه قائلًا:انتَ حبيبي انا هو بتاع أمه
تفاجئ يزيد لينظر لهما بصدمة بينما نظر لهُ حُذيفة وهو بأحضان والده يُخرج لسانه ليزيد بأستفزاز شديد ليسمع نوران تقول بحده:بس ياض انتَ ملكش دعوه بأبني ماله دا حبيب أمه وزي السُكر أهو ومسمسم
يزيد بأبتسامه:نورا الجامده جموده
عانق عبد الله الذي كان يُعانق حُذيفة نوران التي كانت تضم يزيد ليُشكلوا لوحة فنية غاية في الجمال مليئة بالدفء والحُب
في غرفة عبد الرحمن
دلف عبد الرحمن وأغلق الباب خلفه وأمسك يده، نظر لرضوى التي أقتربت منه وهي تقول متسائلة:مالك يا عبد الرحمن انتَ كويس ؟
حرك عبد الرحمن رأسه برفق وهو يقول بنبرة هادئه:الحمد لله انا خلصت مع ليل وبقى كويس
رضوى:الحمد لله كويس أنك خلصت معاه
زفر عبد الرحمن الهواء من فمه وهو يقول:الحمد لله … ومتخافيش على روزي بقت كويسه مفيهاش حاجه
زفرت رضوى لتقول:الحمد لله … أرتاح شويه شكلك تعبت
جلس عبد الرحمن على المقعد وهو يقول:أوي … دراعي واجعني
وقفت رضوى خلفه ووضعت يديها على كلا كتفيه وبدأت بتدليكهما وعندما بدأت صدر منه تأوه خفيف وأكملت هي بهدوء وحذر تُكمل ما تفعله كي يرتاح قليلًا
في غرفة ليل
كان ليل جالسًا على الفراش وهو يضع رأسه على كتفها وينظر بهاتفه بينما كانت هي تُحاوطه بذراعها وتُمسد على خصلاته بهدوء بينما كان هو ينظر بهاتفه حتى رأى رسالة قد وصلته للتو من رقم مجهول الهوية، دلف للرسالة ورأى تحاليل لا يعلم عنها شئ، أعتدل بجلسته ليعقد حاجبيه وهو يقول متعجبًا:ايه دا !
نظرت لهُ روز لتقول بتساؤل:في ايه يا ليل ؟
نظر لها ليل ليقول وهو مازال متعجبًا:في تحاليل مبعوتالي من رقم مجهول
روز بتعجب:غريبه .. طب أتصل بالرقم دا ممكن يكون بعتها غلط !
فعل ليل هذا بالفعل ليُهاتف هذا الرقم ويضع الهاتف على أذنه ولكن لم يمكث كثيرًا حتى سمع العميلة تقول “عفوًا الخط خارج الخدمة” أنزل الهاتف من على أذنه لينظر لها ويقول:خارج الخدمة
روز:طب شوف أسم المريض ايه

 

حرك رأسه بقله حيله وهو يقول:مش ظاهر للأسف … ومش عارف دي تحاليل ايه أصلًا
عبث في الهاتف قليلًا وكتب عدة أرقام ثم وضع الهاتف على أذنه ليأتيه صوت قاسم مُجيبًا عليه قائلًا:مساء الخير يا بابا
ليل:مساء النور انتَ لسه في المستشفى
قاسم:اه في حاجه ولا ايه
ليل:اه في تحاليل مبعوتالي من رقم مجهول هبعتهالك تقولي دي تحاليل ايه لأن اللي بعتهالي رقم مجهول
قاسم:تمام
أغلق معه وفي غضون دقائق أرسل ليل التحاليل لقاسم الذي غاب لبضع دقائق تكاد تقترب من العشرون دقيقة حتى هاتفه مره أخرى وأجاب عليه ليسمعه يقول:انا سألتلك كتير عن التحاليل دي لحد ما وصلت لقسم مُعين كدا طلعت ليه علاقه بيه يعني
ليل بترقب:وبتاعت ايه
قاسم:دي تحاليل كانسر يا بابا

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 6)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *