رواية وعود الليل الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم نداء علي
رواية وعود الليل الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم نداء علي
رواية وعود الليل البارت الرابع والعشرون
رواية وعود الليل الجزء الرابع والعشرون

رواية وعود الليل الحلقة الرابعة والعشرون
وقفت أيامنا في بقاع البراءة، لم تغادر أحياء الود وطرق الامتنان فكيف لها أن تصل الآن إلى تلك الدروب المظلمة، التي لوثتها كفوف الغدر والنكران.
غادرت ريتاج بيت أبيها وبعد قليل غادرت رغد ورفيف.
تحدثت رغد إلى شقيقتها قائلة :
أنا مش مصدقة ان ريتاج تعمل في بابا كده، إزاي يهون عليها تبهدله وتعلي صوتها عليه بالشكل ده.
رفيف بحزن : أنا مقدرتش اتحمل دموعه علشان كده قولتلك نسيبه لوحده، لو كنا فضلنا معاه كان هيتضايق اكتر.
رغد :مش عارفه يا رفيف، أنا في البداية زعلت بس مقدرتش اعترض، لأنه مش من حقي، إحنا بنبعد عنه سنين، إيه الرابط بينا وبينه غير مكالمة تليفون، وفي نفس الوقت حسيت بالغيرة ان ممكن واحدة تاخده مننا.
رفيف : ده كلام فاضي، يعني لو بابا رفض يجوز أي واحدة فينا وقال مقدرش أبعد عنكم كنا هنوافق؟! بالعكس كنا هنعترض ونتهمه بالأنانية ويمكن بالجنون، بابا محتاج ست تسانده وتساعده يكمل حياته، ريتاج طول عمرها متدلعة بزيادة وتهتم بمصلحتها على حساب اي حد.
تنفست رغد بتعب وقالت:
عندك حق، بابا ميستاهلش أبدا إننا نزعله، وبالنسبة لريتاج أنا هتفاهم معاها ولو صممت على رأيها براحتها، هي الخسرانة.
جلس محمود بالشرفه ينظر إلى النجوم التي اضاءت سماء الليل الهادئة وترقرقت بعينيه دموع الألم الذي احتل فؤاده، همس لنفسه بانكسار :
يمكن بنتك معاها حق يا محمود، جاي دلوقت تتجوز وتعيش مراهقة متأخرة، فعلاً الناس مش هتسيبك في حالك، وبعدين انت يعني هتعيش أد إيه، مش يمكن تموت وترتاح وتريح غيرك.
اتنهد بتعب وكلام بنته بيتردد بقوة، مش قادر يصدق ولا عارف يتصرف، قلبه رافض يغضب عليها، دي بنته، دلوعته الصغيرة، ريتاج بالذات اخذت منه النصيب الأكبر من الإهتمام، يمكن لأن والدتها سابتها وهي عمرها سنتين، ملحقتش تشبع منها، هل هو غلط في دلاله الزائد لها ولا هي فعلاً معذورة في رد فعلها، يعمل إيه، ينسى نفسه زي ما نساها السنين اللي فاتت ولا ياخذ خطوة ممكن تخسره بنته للأبد .
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
اقترب جاسم من ماريا بخطوات هادئة لكن نظراته كانت مخيفة، نظرت إليه ماريا دون مبالاة لغضبه وابتسمت إلى الشاب الواقف إلى جوارها قائلة :
ميرسي جدا يا بليغ، ابقى طمني وقولي الهدية عجبت أختك ولا لأ.
مد يده يصافحها فبادلته مبتسمة بهدوء، وغادر تحت نظرات جاسم الذي وقف جوارهما دون حديث. بمجرد ما ذهب بليغ مد جاسم ايده وجذب ماريا وراه بعنف، كان بيمشي بسرعة وهي وراه مش فاهمه بيعمل إيه، أول ما ركبوا المصعد دفعها جاسم بعنف وهو بيصرخ في وجهها بقسوة:
كنتي فين يا حيوانه، ومين الولد اللي كنتي واقفة معاه ده؟!
ماريا من الخوف مقدرتش ترد، يمكن دي أول مره في حياتها حد يعنفها بالشكل ده، سكوتها جنن جاسم اكثر وفكر إن ده تقليل منه، أول ما المصعد فتح شدها من تاني لكنها وقعت على الأرض لأنها كانت شايلة أغراض كتير في ايديها، صرخت ماريا بفزع من قوة الوقعة ومن خوفها إن القطة يكون حصلها حاجة أو اتأذت، في اللحظة دي كانت كاريمان ماشية وأكرم حضنها بحب، كاريمان بصت على ماريا ومن غير ما تحس طلبت من أكرم بصوت هامس :
روح شوف في إيه، الراجل ده ضربها ولا بتصرخ ليه؟!
أكرم ضحك بخفوت وقالها:
يضربها إيه بس، ده إنسان محترم.
كاريمان : وهو في حد محترم يسيب مراته واقعة عالأرض كده وواقف يبص عليها ببرود.
أكرم رفع حاجبه بدهشة وهز كتفه بحيرة، اتحرك ناحيتهم وهو بيقول في سره
لازم كل خروجة يطلعنا عفريت ينكد علينا، شكل حد باصصلنا في يومين العسل بتوعنا.
أكرم قرب منهم وقبل ما يتكلم جاسم ضرب الصندوق اللي قدامه برجله ومكنش يعرف ان جواه قطة، وماريا صرخت بهيستريا وهي بتشتمه بالفاظ كتير، بكل اللغات اللي هي تعرفها. كاريمان جريت عليها ونزلت لمستواها بتوتر وهي بتقول:
اهدي بس، في إيه، الراجل ده عملك حاجة؟
ماريا عيطت بقوة وشاورت على الصندوق بخوف:
دي قطتي، أكيد حصلها حاجة لما ضربها.
جاسم اتنفس بقوة وقال لاكرم:
أنا معرفش ان الصندوق فيه زفت قطة، اكيد يعني مش هضرب حيوان مسكين زي ده.
كاريمان : آه، واضح طبعاً، أصلا الفندق كله هيتلم بسبب صوت مراتك، وبدل ما تهديها بتعمل كده.
ماريا كانت في الوقت ده بتبص لكاريمان بمشاعر مختلفة، أد إيه شكلها جميل ومريح، روحها حلوة أوي، تخليك تحبها من غير ما تعرفها، كاريمان التفتت لماريا وقالتها :
تحبي نساعدك، متخافيش منه، لو مد ايده عليكي قولي.
ماريا كانت هتكذب وتقولها إنه فعلاً ضربها لكنها مقدرتش تخدع كاريمان، طلبت منها بلطف وقالتها:
لأ، هو صحيح همجي بس مش هيقدر يضربني، حتى لو حاول، أنا أعرف ادافع عن نفسي.
شاورت لجاسم بتحذير وقالتله
لو القطة حصلها حاجة مش هسكت يا جاسم.
جاسم : انتِ كمان بتتكلمي، مسمعش صوتك خالص.
ماريا : ليه ان شاء الله، أنا اتكلم براحتي.
جاسم : واحدة خارجة لوحدها، بقالها أكتر من سبع ساعات وراجعة معاها شاب شكله صايع ونازلين ضحك وهزار، ده اسمه إيه يا أكرم، إسمه ايه يا مدام كاريمان؟!
كاريمان سكتت وأكرم رد فعله كان زيها، لكن ماريا قالتله :
أنا نزلت لوحدي لأننا اتخانقنا، وأكيد انت عارف سبب الخناقة كويس، والشاب ده شاب لطيف، اتعرفت عليه صدفة وصمم يوصلني للفندق لما عرف إني مش معايا حد.
جاسم صقف بسخرية وهو بيقول:
برافو، وتفتكري لو كان مجرم أو حرامي، كان مصير حضرتك هيكون إيه!
كاريمان ردت وقالتها :
على فكرة كلامه صحيح، الحياة مش بالسهولة دي، ناس كثير تبان طيبة ولطيفة وهي في الحقيقة نفوسهم مريضة، اتمنى تسمعي كلامه ومتثقيش في حد بالشكل ده.
ماريا عيونها دمعت وحست إنها مخنوقة، كل حاجة حواليها مش مفهومة، نكست رأسها شوية قبل ما تقول:
كل ده بسبب بابا، هو اللي رماني هنا، معاك يا جاسم، أنا مش هتغير ولا هغير أسلوبي، فاهم ولا لأ.
كاريمان اتضايقت لما ماريا اتكلمت عن ثابت، هي مش فاهمه إيه سبب زعل ماريا من أبوها، لكن مهما عمل كفاية إنه رباها وكبرها في حضنه.
بعدت كاريمان عنها شوية، اتنهدت قبل ما تقولها:
تمام، ياريت تدخلوا الجناح بتاعكم وتحلوا مشاكلكم بعيد عن الناس، ومدت ايدها لاكرم وقالتله :
يلا ننزل، خليهم يتافهموا سوا.
أكرم حرك رأسه بموافقة لكنه اتكلم مع جاسم بهدوء وهمسله :
بالراحة شوية، الأمور مبتتحلش بالعصبية دي، اتفاهموا بهدوء وحصلونا عالحفلة، تمام.
نزلت كاريمان ومعاها أكرم، جاسم نزل لم حاجة ماريا وهي وقفت وبصت عليه بغيظ، سبقها على الغرفة وهي وراه، أول ما دخلوا قرب منها وهي رجعت لورا بخوف.
اتكلم بتهديد وتحذير:
كل غلطة بتعمليها بفوتها بمزاجي، إلا دي، ممكن أسامح في خروجك لوحدك، الفلوس اللي بتضيعيها عالأرض ماشي، لكن تمشي مع شباب وتهزري وتنسي إنك على ذمتي ازعلك يا ماريا ووقتها مفيش حد هيرحمك مني، افتكري إني حذرتك.
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
فات ساعتين ويمكن أكتر، قضتهم كاريمان في الاكل والهزار والكلام والحب مع أكرم وقضتهم ماريا مع قطتها الصغيرة متجاهلة جاسم، لكنها بعد فترة حست بالملل، حاولت تهدي الأمور بينها وبين جاسم مؤقتا، قربت منه كان بيقرأ مجلة، سحبتها من ايده بهدوء وقالتله:
أوك، انت عندك حق، يمكن أنا غلطت بس انت كمان غلطان
جاسم : والمطلوب مني!
ماريا : نخرج سوا، ننزل الحفلة تحت، إيه رأيك؟
جاسم : لأ، أنا مش عاوز اخرج.
ماريا بطفولة : بليييز، اشمعنا إحنا، كل الناس هتنزل لأن في مطرب مشهور هيكون في الحفلة.
جاسم ضحك وسألها:
انتِ تعرفي مطربيين مصريين أصلا؟
ماريا بدلع : لأ، بس عاوزة انزل وبس، جاسم متبقاش زوج نكدي من فضلك.
رفع وشه وبصلها بدهشة، أد إيه ماريا كائن متقلب كل دقيقة في حال، عندها قدرة تجنن العالم كله بأفعالها وفي نفس الوقت قادرة تصالحه وتخليه يستجيب لطلباتها من غير حتى ما تعتذر.
دور وشه ومثل إنه هينام وقالها:
مش قادر أنزل، عاوز أنام.
ماريا بغيظ : آه فعلاً السن برده بيحكم، الناس اللي في سنك بتنام بدري.
نفخ جاسم وقام من مكانه، دخل يلبس وطلب منها تجهز بسرعة وهو بيقول:
عشر دقايق تكوني جاهزة وإلا هنام واسيبك بجد، أنا راجل عجوز زي ما انتِ شايفة ومش أد السهر.
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
سميرة خلصت شغلها ونزلت تدور على تاكسي زي كل يوم، وقفت جنبها واحدة من زمايلها في المكتب قالتلها بتعب من الشغل والحر الشديد
على فكرة بقى لازم تصلحي عربيتك يا سميرة، من وقت ما عطلت وإحنا طالع روحنا في المواصلات.
ضحكت سميرة بخفوت وبصت حواليها يمكن تلاقي تاكسي قريب وردت بهدوء:
أعمل إيه، ده تصليحها هيتكلف مبلغ كبير، مش عارفه اصلحها ولا أبيعها وخلاص وأجيب حاجة على أدى.
ردت عليها صاحبتها : لأ، هتتباع عطلانة مش هتجبلك حاجة، صلحيها الأول وبعدين تشوفيلها بيعة لو عاوزة، مع إنها طيبة وبنت حلال، صحيح متعرفش قيمة الحاجة غير لما تروح منك.
سميرة : يا شيخة، ده انتِ اكتر حد كان بيتريق عليها.
خبطت على دماغها وقالت:
غلطه وندمان عليها والله.
قربت منهم سيارة فخمة وقفت قدامهم، سميرة وزميلتها رجعوا كام خطوة لحد ما ثابت نزل زجاج السيارة وقال لسميرة:
مساء الخير، اتفضلي اوصلكم.
سميرة كانت هترفض لكن صاحبتها سألتها بفضول:
تعرفي الأستاذ ده؟!
سميرة سكتت لحظات قبل ما ترد : أيوة، ده زوج اختي الله يرحمها، أبو كاريمان.
قربت فاطمة من باب السيارة الخلفي وركبت بسعادة وقالتها:
اركبي انتِ بقى قدام يا سميرة، الحمد لله الواحد كان هيموت من الحر.
سميرة مقدرتش ترفض ركبت السيارة جنب ثابت وطول الطريق ساكتة زميلتها كانت مبهورة بكل حاجة بداية من السيارة وفخامة ثابت وشياكته، شكله وسيم رغم سنه الكبير، كانت مندهشة ان سميرة مبتتكلمش عنه ابدا.
وصلت فاطمة لبيتها ونزلت بعد ما شكرت ثابت وودعت سميرة.
ثابت اتكلم بوقار وقال لسميرة :
اوصلك البيت ولا مكان تاني؟
سميرة : البيت ان شاء الله هروح فين يعني.
ثابت : اقصد يعني السوق، النادي ،اي مكان معرفش .
سميرة : لأ ،انا بعد الشغل بروح علطول ،كنت متعودة اعمل كده علشان كاريمان متفضلش وحدها وقت طويل .
ثابت : ماشي وهي خلاص اتجوزت ،يعني عادي تغيرى روتين حياتك .
سميرة : عادي من وجهة نظرك ،لكن بالنسبة ليا التغيير شيء صعب مش بسهولة بقدر اغير نظام مشيت عليه سنين ،غير كده الجو حر زي ما انت شايف وميشجعش .
ثابت : طيب ايه رأيك اعزمك على الغدا ومن فضلك مترفضيش.
سميرة : لا طبعا، انا مرهقة ومحتاجة ارتاح.
ثابت : علشان خاطر كاريمان ، عاوز اتكلم عنها معاكي ، وافقي بقى يا سميرة ،ده مجرد غدا مش هخطفك صدقيني .
ومهما بالغت الانثى في رفضها ومهما بلغت من العمر تبقى بداخلها غرفة صغيرة لفتاة تهفو الى الدلال ،راغبة في الحياة تشتاق الى العالم وما به من اماكن تداعب رغبات القلب.
وافقت سميرة لأنها بالفعل مجهدة، عندها إحساس بالملل والتعب من كل حاجة، محتاجة فاصل من المسؤولية والتفكير.
وصلوا للمكان اللي اختاره ثابت، نزل الأول وفتح باب السيارة لسميرة وقالها:
اتفضلي انزلي، المطعم ده كويس جدا، أنا شبه مقيم فيه، لأني نازل في الفندق اللي قصاده ده، شاور لها على فندق مقابل للمطعم وهي معلقتش يمكن لأن الوضع كله غريب عليها، ازاي الأيام بتلف وتدور وتحطنا في مواقف كانت بعيدة عن خيالنا، ثابت زوج أختها ده مكنتش تتخيل في يوم من الايام إنها حتى تقوله سلام عليكم، النهاردة خارجة معاه وهيتغدوا سوا.
بعد وقت بسيط ثابت لاحظ سكوت سميرة ونظراتها المترقبة، نفخ بخفوت ومد ايده بالمنيو، سألها بلطف:
تحبي تتغدي إيه؟
ضحكت سميرة على طريقته في الكلام لأن لهجته اتأثرت بعيشته برة مصر سنين طويلة وهو بصلها بدهشة، حاولت تبطل ضحك لكنها مقدرتش وقالتله:
أنا آسفه والله، بس طريقتك في الكلام غريبة.
ثابت اتنحنح بحرج وقالها:
عادي يعني، كام يوم في مصر وهتلاقي اللغة اتظبطت تلقائي، وبعدبن إيه ده، أنا أول مره في حياتي أشوفك بتضحكي، تقومي تضحكي عليا.
سميرة : تقصد إيه بقى، أنا بحب الضحك والهزار جدا، بس مش همشي اضحك في الشارع زي العبيطة.
ثابت كان بيتأملها ولاحظ أد إيه طريقتها في الكلام تشبه كاريمان، واضح ان بنته اتأثرت بها في حاجات كتير، كأنها فعلاً بنتها.
سميرة اتحرجت من نظراته، حبت تخلص من الموقف كله قالتله:
اطلب انت اي حاجة على ذوقك علشان اخلص واروح، أنا عندي شغل بكرة وبنام بدري.
طلب ثابت الأكل وخلصوا وقضوا وقت كان معظمه كلام عن كاريمان وحياتها مع سميرة وبعد وقت مش قليل اتحركوا علشان يوصلها البيت لكنه فاجئها ببوكيه ورد شكله رائع طلبه مخصوص علشانها وقالها :
ياريت الورد يعجبك، عارف انه ملوش مناسبة بس حسيت إني لازم أجيبه.
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
سميرة طلعت على بيتها وبين ايديها الورد، مشاعرها متخبطة، آخر حد كانت تتمنى منه الورد ده هو ثابت، ليه بس بيحصل حاجات غريبة في حياتها ملهاش مبرر، هي فرحانة جدا، كأنها طفلة وحد قدملها هدية فجأة.
وعد في الوقت ده كانت خارجة من بيت أبوها وشافت سميرة، اترددت تكلمها ولا لأ، ندهتلها بصوت مترقب
طنط سميرة، حضرتك عاملة ايه، وكاريمان أخبارها ايه؟!
سميرة برغم زعلها من وعد لكنها كانت زعلانة عليها اكتر، يمكن بعدت عنهم لكنها اتربت مع كاريمان وعارفه شخصيتها كويس، رجعت سميرة ووقفت قدامها وردت عليها بعتاب خفيف:
انا الحمد لله بخير يا وعد، طمنيني عليكي وعلى يوسف، انتِ رجعتي البيت هنا ولا جاية زيارة.
وعد : أنا ويوسف بخير، لأ أنا كنت جاية اطمن على بابا وكام يوم وهرجع شقتي.
سميرة : ربنا يوفقك، أنا بطمن على أخبارك علطول من والدتك، خلي بالك من نفسك يا وعد، ومن ابنك.
وعد سألتها مرة ثانية عن كاريمان : كاريمان اخبارها ايه؟
سميرة ضحكت وقالتلها : كويسة الحمد لله، لما ترجع تعالي واقعدي معاها يا وعد، صعب الإنسان يبعد عن صديق طفولته، مهما اختلفتم متبعدوش عن بعض وانتِ عارفه كويس ان كاريمان بتحبك، ورغم زعلي منك لأنك سبتيها لوحدها في كتب كتابها لكن انا عارفه الظروف وبلتمسلك العذر.
سكتت وعد وسميرة طبطبت على كتفها ومشيت وسابتها.
نزلت من البيت وركبت تاكسي، راحت تقابل بريق وهي في الطريق جالها إشعار من قناة اليوتيوب بتاعتها، استغربت لأنها منزلتش أي فيديوهات من وقت دخول أبوها المستشفى لكنها اتفاجئت بفيديو لوالدها داخل العناية ومكتوب فوقه ارجو من الجميع الدعاء لأبي بالشفاء العاجل، للأسف أبويا بيروح مني بسبب أبو ابني منه لله…..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وعود الليل)