رواية بنات الحاره الفصل الثاني 2 بقلم نسرين بلعجيلي
رواية بنات الحاره الفصل الثاني 2 بقلم نسرين بلعجيلي
رواية بنات الحاره البارت الثاني
رواية بنات الحاره الجزء الثاني

رواية بنات الحاره الحلقة الثانية
الخبر انتشر في الحارة…
صبي القهوة راح لأحمد اللي بيلعب طاولة مع أصحابه.
صبي القهوة : إنا لله وإنا إليه راجعون.
المعلم محمد، صاحب القهوة : في إيه يا واد؟ كنت بتكلم مين؟
صبي القهوة : ده حسن قالي إن البت نوارة… تعيش إنت.
المعلم : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وبصّ على أحمد اللي كان بيضحك مع أصحابه، وفجأة وشّه اتغير من الزعل وراح له.
المعلم : قوم يا عرة الرجالة، قوم كلّمني هنا.
أحمد : في إيه يا معلم؟
المعلم : فيه إنّ مراتك ماتت.
أحمد : نعم؟ نوارة ماتت؟ لا، إنت بتهزر.
المعلم : هو الموت فيه هزار؟
صبي القهوة: منك لله، البت ماتت من ضربك ليها إنت وأمك المفتريّة. حسبي الله ونعم الوكيل فيكم.
المعلم مسكه من قميصه.
المعلم : إرتاحت كده، أهي ماتت وخلصت منك، بس إنت مش هتخلص مني النهارده، حق البت اليتيمة في رقبتنا يا رجاله.
الكل اتلمّ عليه وبدأوا يضربوه.
الحارة وقفت على رجلها كلها من الخبر ده.
طلعت أم رحاب السطوح.
أم رحاب : إلحقوا يا بنات، نوارة ماتت.
رحاب : بتقولي إيه يا ما؟!
أم رحاب : هو ده اللي بيتقال في الحارة.
رحاب : حسبي الله ونعم الوكيل…
أما في المستشفى…
نسرين بلعجيلي
الكل مستنكر الجريمة البشعة اللي حصلت.
جمال راح للدكتور.
جمال : يا دكتور، ممكن نتكلم؟
الدكتور : أيوه، اتفضل حضرتك، ممكن أساعد بإيه؟
جمال : عايز أعرف سبب الوفاة.
الدكتور : البنت صحتها كانت ضعيفة جدًا، كان عندها السكر ومش بتاخذ علاج، وكان عندها فقر دم حاد. جسمها كان فيه كدمات كثيره، وجت لنا بعد ما نزفت كتير. حاولنا نعمل اللي نقدر عليه، بس قلبها وقف في العمليات.
جمال : ممكن تكتب لي تقرير بكل الكلام اللي قلته؟ لأننا لازم نبلغ البوليس.
الدكتور : لا، من النقطة دي ارتاح… أنا بالفعل بلغت البوليس، وهما هيعملوا تحقيقاتهم.
جمال : مش عارف أشكر حضرتك إزاي. البنت يتيمة، وإحنا أهلها، ولازم ناخذ حقها من جوزها وأمه.
الدكتورو: خلي بالك، فيه دكاترة ما عندهمش ضمير، ممكن ترشيهم، وكمان بعض الممرضات للأسف. إحنا في مستشفى حكومي وانت عارف…
البوليس فعلاً وصل.
بطّة راحت لشيخ المسجد.
بطّة : كده يا شيخنا؟ تجيبوا البوليس ليه؟ ما البت كانت ضعيفة، وده قضاء وقدر، إبني ماله بقى؟
حسن : إبنك يا سِتّي مش راجل، اللي يمد إيده على ستّ مش راجل. ضربها لحد ما ماتت.
بطّة : لا، بقولك إيه؟ إوعى تفتكر إني علشان ستّ وحيدة هسكت، فشَر! أنا عندي رجالة تسدّ عين الشمس، وابني بريء.
جمال : البوليس هو اللي هيقولك إبنك بريء ولا لا.
حسن : يا شيخنا، إكرام الميت دفنه.
شيخ الجامع : هنَدْفِنها فين؟
بطّة : المدافن عندي في البلد. وبعدين، عايزين تسجنوا إبني وتدفنوها في مدافننا والله مايحصل ؟
جمال : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم…
الكل زعلان في الحارة، والكل حاسس بالذنب ناحية نوارة.
أما البوليس، قبض على أحمد، وأمه راحت وراه القسم.
البوليس قرر يعمل تشريح لجثة نوارة عشان يعرفوا سبب الموت و يشوفوا الكدمات اللي كانت فيها، خصوصاً إن بطّة قدمت تقرير إن نوارة ماتت بسكتة قلبية.
البنات كانوا متجمعين عند زينب اللي نازلة عياط.
رحاب : كفاية يا زينب.
زينب : انتِ ماشفتيش كانت عاملة إزاي؟ كانت قاطعة النفس، مش قادرة أنسى شكلها. منه لله، ربنا ياخذه هو وأمه.
هنا دخلت صفيه.
صفيه : عجبك يا مقصوفة الرقبة اللي حصل؟
زينب : حصل إيه؟
صفية : الست بطّة رفضت تدي أبوكي فلوس الجمعية، وقالت ليه؟ مش هتشوف مني حاجة. يعني الفلوس راحت علينا، أجهّز أختك منين بقى يا اللي محدش بيسأل عليكي؟ هتفضلي قاعدة ليّا هنا؟
رحاب : بقولك إيه، سيبي البت في حالها، مش شايفة إنه مش وقته؟ وحتى إنكم تروحوا تسألوا الست وهي ابنها في القسم، ومرات ابنها ماتت، ما تخلوا عندكم شوية دم.
صفية : والله وطلع لك صوت، إنتو اللي مقويين البت عليّا.
نورهان : ما تروحي عند الستات تشوفي لو محتاجين حاجة.
صفية : أهو رايحة، وانتِ يا بت، أرجع ألاقي المطبخ بيبرق.
صفاء : يا ساتر يا رب، إنتِ مستحملاها إزاي؟
زينب : ربنا اللي يعلم بحالي.
نورهان : هيدفنوها إمتى؟
زينب : سمعتهم في المستشفى بيدوروا على مدافن، لأن المفتريه مش راضية إنها تدفن عندهم.
نورهان : لا حول ولا قوة إلا بالله.
صفاء : عارفين يا بنات؟ رجالة الحارة زعلانين جدًا لأنهم ما تدخلوش، لما كانت بتشتكي ليهم، بس هما ما أخذوش الموضوع بجد.
رحاب : المشكلة إن بطة خيرها على الكل وبتعرف تتكلم، ومافيش حد حيدخل بين راجل ومراته. هي الله يرحمها كانت شخصيتها ضعيفة، وكانت خايفة من المجهول، وبقت أضعف لما حملت.
زينب : ما حدش عارف ظروفها، هي كانت عايشة فوق السطوح، لا ليها أب ولا أم، بنت لوحدها، وبطة اختارتها بـ”الفرازة” علشان تكون تحت طوعها وما تقدرش تقول “لا” على أي حاجة.
بطة راحت القسم مع المحامي علشان تعرف تحل المشكلة.
المحامي: الوضع حرج لأن التقرير اللي مقدمينه بيقول إن عليها كدمات وضرب، وغير كده، أهل الحارة كلهم شهدوا ضدك، إنتِ وابنك، الستات والرجالة.
بطة : هو أنا جايباك ومديّاك شيء وشويات ليه؟ لازم تشوف حل، ما أنا جبت تقرير إنها ماتت بسكتة قلبية. وكمان عمامه جايين من البلد، لازم تطلّعه بكفالة.
المحامي : على الله كله.
بطة : يا لهوي! لو المزغودة عندها حد من عيلتها، كنت أديتهم قرشين وتنازلوا عن القضية.
المحامي : حاولي مع جيرانك أو حاولي تلاقي حد يشهد معاكي.
بطة : خير، حبايبي كثير، أنا خيري على الحتة كلها.
في الحارة…
Nisrine Bellaajili
جمال : إحنا لازم نشوف محامي شاطر يدافع عن المرحومة.
حسن : عندي صاحبي، هو إبن الحارة بس عزل من زمان… أسامة.
جمال : ياه، ده بقاله كتير مجاش الحارة.
حسن : من ساعة حادثة أهله ما بقاش ييجي.
جمال : بس لازم نجمع فلوس من الناس علشان أتعابه.
حسن : أسامة إبن بلد، وأنا متأكد إنه مش هياخذ حاجة مننا، وعلى الفلوس… الحارة فيها خير للكل.
جمال : على بركة الله.
ريان طول الوقت كان بيحاول يتصل بصفاء، بس تليفونها مقفول.
أول ما طلعت من بيت زينب، راحت بيتها وفتحت التليفون لقيت ريان متصل كتير.
رنت عليه.
ريان : كنتِ فين؟
صفاء : آسفة جدًا، تليفوني كان مقفول لأني كنت عند زينب أطمن عليهآ. ما أنت عارف اللي حصل لنوارة، الله يرحمها.
ريان : الله يرحمها.
صفاء : طمني عليكِ، عملتِ إيه؟
ريان : مفيش، رُحت البلد وحاولت أخلّص معاهم، بس مش راضيين.
صفاء : أنا مش فاهمة، أهلك مش عايزين يدوك حقك ليه؟ ده ورثك.
ريان : عمي حطّ لي شرط، لو عايز ورثي لازم أتجوز بنت عمي.
صفاء : نعم؟!
ريان : بس أنا ما وافقتش، قلت له إني بحب بنت وعايز أخطبها.
صفاء : وقال إيه؟
ريان : هيقول إيه؟ ما رضيش.
صفاء : طب هتعمل إيه؟
ريان : هاقعد كام يوم هنا وارجع.
صفاء : طيب، لما ترجع أنا عاوزاك تتقدم ليّا.
ريان (بعصبية) : أتقدم ليكي إزاي وأنا لسه ما وقفتش على رجلي؟ أقول لأبوكي إيه؟ أنا لا معايا شقة، ولا مهر، ولا شبكة، ولا حتى شغل. قوليلي أبوكي هيعمل إيه؟
صفاء : يا حبيبي، أنا عارفة كل ده. تتقدم ونتخطب بدبلتين حتى، وأنا أجيبهم مش مشكلة، بس تبقى علاقتنا في النور. أنا مش مرتاحة.
ريان : ربنا يسهل. أسيبك دلوقتي.
بعد 4 أيام كان العزاء في الحارة، بعد ما شيخ المسجد جاب تصريح الدفن من مدافن الخير.
الكل حضر العزاء لأن قصة نوارة سمّعت في كل الحارات اللي جنب حارتنا، حتى البنات جم يعزّوا.
الكل كان متأثر من قصة نوارة، البنت اللي لسه مكمّلة 20 سنة. كانت عايشة في دار الأيتام، وطلعت منها بعد ما كملت 18 سنة، وحظها جابها الحارة، أجّرت فيها أوضة فوق السطوح وابتدت تشتغل في البيوت تلمّ رزقها. ومن ضمن البيوت، كان بيت بطه.
بطه زغللت عينيها بالفلوس لما شافت إبنها عينه منها، فطلبتها للجواز. ورجالة الحارة وافقوا، وكل واحد حاول يجهّزها باللي يقدر عليه، وعملوا لها فرح. بس من أول أسبوع بطه بانِت على حقيقتها مع نوارة، ضرب وإهانة وقلة قيمة.
كل ما يكون عندها وقت، تطلع تشتكي للبنات فوق السطوح.
كم مرة راحت لشيخ المسجد، بس ماكانوش يقدروا ياخذوا لا حق ولا باطل مع بطه، خصوصًا لما نوارة كانت حامل.
أما بطه، فكانت في القسم بتحاول تعمل أي حاجة تطلع ابنها.
جم أعمام أحمد من البلد.
عمه الكبير : إلّا قوليلي يا مرة المرحوم، هو فعلًا ضربها؟
بطه : يا لهوي عَ السؤال ده! ما تخلّصنا يا خويا وشوف لنا حل
عمه الكبير : خايف لا آخذ ذنب في البت الغلبانة اللي ماتت.
بطه : ما تخافش، المهم تطلع إبن أخوك.
طلع المحامي وبلغهم إنهم طلعوه بكفالة تحت ذمة القضية.
على باب القسم، كان أحمد بعيّط.
بطه : ما تسترجل يا واد في إيه؟
أحمد : زعلان على مراتي وابني.
عمه الكبير ضربه على قفاه:
عمه الكبير : دلوقتي عرفت إنها مراتك؟
بطه : كفاية كلام، إنت ماينفعش تيجي الحارة النهارده، عاملين العزاء.
عمه : بص، الليلة دي مش هتخلص كده، إنت كده كده ممكن تتسجن.
بطه : فال الله ولا فالك.
عمه : أنا لقيت حل… إنت لازم تسافر بلاد بره.
عمه الكبير : إزاي وهو على ذمة القضية؟
عمه : يسافر عن طريق البحر.
بطه : يا لهوي! أقعد من غيره إزاي؟
عمه : من غير ما نضحك على بعض، إنت ولية مفتريّة، وابنك معندوش شخصية قدامك، وحق البنت في رقبتك. قولتِ إيه؟
عمه الكبير : هما لسه هيقولوا؟ لولا إنّي مش عايز إسمنا يبقى في المحاكم، كنت سيبتهم يعدموه!
نسرين بلعجيلي
بطه : هو في إيه؟ مستلمين الواد كده ليه؟
عمه : قولتي إيه؟ يخلع ولا يتسجن؟
عمه الكبير : خذوه معاكم، خبّوه في أي حتة.
—
في الحارة، البنات كانوا لابسين إسود، وكلهم كانوا بعيطوا، خصوصًا زينب.
سبحان الله، العزاء كان كبير، والكل كان بيخدم فيه.
الشباب زينة الحارة كانوا قاعدين-جمال، حسن، أسامة اللي رجع الحارة بعد سنين، وجمال مهندس في شركة كبيرة.
نورهان : يا رحاب الموز اللي قاعد وسط جمال وحسن ده مين؟
رحاب : ماعرفش.
زينب : ده المحامي اللي ماسك القضية.
رحاب كانت بتبص على جمال، اللي كان كل شوية يبص على زينب.
رحاب : قومي يا زينب جيبي القهوة للستات.
زينب : حرام عليكي، أنا مش قادرة أقف على رجلي.
رحاب : ليه ياختي؟ حزينة أكتر مننا ولا إيه؟
نورهان : في إيه يا رحاب؟
رحاب حسّت إنها هتتفضح فسكتت.
في اللحظة دي أسامة وقف، وكان باين عليه إنه متضايق.
جمال : في إيه؟
أسامة : أحمد طلع بكفالة على ذمة القضية.
جمال من غير ما يحس، صوته علي وخبط الكرسي، فلفت انتباه الكل.
هنا دخلت بطه بضحكة انتصار.
بطه : شكر الله سعيكم… ما نجيلكمش في حاجة وحشة.
في ثانية، كانت واقعة على الأرض.
العزاء إتقلب في لحظة… الصريخ مالي المكان، والكل بَصَّ عليها في ذهول.
*****************************
اللهم لا تجعلنا ممن ظلموا ولا سكتوا على الظلم،
واجعلنا ممن ينصرون الحق ولو بكلمة،
واكتب لنا صحبةً صالحة تأخذ بأيدينا إلى الخير دائمًا.
*****************************
يا ترا ايه اللي حصل؟؟؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية بنات الحاره)