رواية أقدار بلا رحمة الفصل السابع 7 بقلم ميار خالد
رواية أقدار بلا رحمة الفصل السابع 7 بقلم ميار خالد
رواية أقدار بلا رحمة البارت السابع
رواية أقدار بلا رحمة الجزء السابع
رواية أقدار بلا رحمة الحلقة السابعة
– براء!!
ظل يطالعها للحظات حتى دخلت هي إلى الاتيليه الخاص بها و بدأت عملها، نظر كريم أمامه بصدمه وقال:
– معقول تكون في بنت شبه براء للدرجادي .. ولا تكون هي براء فعلا! أنا لازم أتأكد من الموضوع ده في أسرع وقت
و ظل في سيارته لساعات قصيره حتي خرجت براء من الاتيلية و اغلقته ثم عادت الي بيتها، ترجل كريم من السيارة و عندما لاحظ وجود محل آخر بجانب الاتيليه أتجه إليه و كان محل خالد، تنحنح كريم قليلا فانتبه له خالد فقال كريم :
– السلام عليكم
– و عليكم السلام
– لو سمحت أنا كنت جاي استفسر منك عن حاجه بس
– أكيد اتفضل
– هو مين صاحب الاتيليه اللي جمبك ده؟
– ده اتيليه الحاج جمال
– بس أنا شوفت بنت اللي فيه النهاردة؟
نظر له خالد بتساؤل و قال :
– بتسأل ليه معلش
– أنا بس حبيت جدا التصميمات اللي في الاتيليه و بفكر اتعامل معاها الفتره اللي جاية عشان كده بسأل
– اللي شوفتها في المحل دي بنت الحاج جمال و هي اللي ماسكه المكان كله حتي التصميمات دي بتاعتها هي موهوبه جداً ماشاء الله عليها
– بنته؟!
شرد كريم للحظات و قال في نفسه :
: يبقي أكيد دي مش براء
نظر له كريم بحزن و قال :
– تمام شكرا جدا
وألتفت ليسير فقال خالد:
– عموما فرصة سعيده و لو احتاجت أي حاجه أبقى بلغني أقول للأنسة براء
توقف كريم عند تلك الجملة و استدار إليه سريعاً و كأنه كان ينتظر تلك الكلمه ليقول بصدمة :
– براء! هي بنته اسمها براء
– ايوه في مشكله او حاجه؟
– لالا تمام .. شكرا
و التفت ليخرج من المكان و لكنه توقف حين جاءه إتصال من هاتف نسمه زوجته فرد عليها :
– ايه يا حبيبتي
– سلام عليكم .. حضرتك تعرف صاحبة الفون ده؟
سرى القلق في أوصال كريم لينتبه أكثر و يقول :
– أيوة مين معايا؟! ده موبايل مراتي
– صاحبة الموبايل ده عملت حادثة و هي حاليا في المستشفي .. ياريت حضرتك تيجي في أسرع وقت عشان حالتها صعبه أنا بكلم حضرتك من مستشفي الحياة
نظر كريم أمامه بصدمه ووقع
هاتفه على الارض ثم رجع خطوة للوراء ليلتقطه خالد و قال:
– يا استاذ انت كويس!
أبتعد كريم عنه وخرج من المكان سريعاً، استقل سيارته و انطلق بها بسرعه متجها الي القاهره، كان يسابق الرياح حتي يصل إليها بسرعه و كاد أن يصطدم بعدة شاحنات على الطريق بسبب سرعته تلك و لكنه لم يبالي فكل تفكيره كان في الوصول الي المستشفي في وقت قصير، وبعد ساعات وصل الي المستشفي و ترجل من سيارته بسرعه ثم اتجه الي الداخل و سأل موظفه الاستقبال عن زوجته و قالت له انها في غرفة العناية المركزة بعد أن خرجت من العمليات، اتجه كريم الي الغرفة و لكن الممرضه قد منعته من الدخول و هُنا جاء الطبيب المسؤول عن حالتها و قال لكريم :
– حضرتك جوزها؟
– أيوه .. طمني عليها ارجوك
تنهد الطبيب بحزن و قال :
– أنا آسف جداً .. إحنا حاولنا على قد ما نقدر أننا ننقذها بس دلوقتي كل شيء في ايد ربنا .. هي دلوقتي موجوده في اوضة العناية و ندعي أن النهار يطلع عليها!
– انا مش فاهم أي حاجه من اللي بتقوله ده .. هي جرالها إيه!
– مراتك عملت حادثة صعبه جداً بالعربية و حصلها جروح داخليه كتير و نزفت دم كتير لحد ما وصلت للمستشفي .. غير إني عرفت انها عندها مشاكل في القلب و ده من فتره
– أيوه فعلا نسمه عندها مشاكل في القلب و كانت بتتعالج منها
– للأسف كل ده هيبقي كتير على جسمها أنها تستحمله .. شد حيلك و أدعي يطلع عليها الصبح .. أنا آسف جدا
قال الطبيب تلك الجملة و تحرك من مكانه و ترك كريم في حالة يرثى لها، لم يعرف ماذا عليه أن يفعل سوا الاتصال بيامن، استيقظ يامن من نومه علي رنين هاتفه برقم كريم، سري القلق في اوصاله و رد عليه بسرعة ليسمع صوته الباكي :
– يامن تعالى حالاً
انتفض يامن من مكانه و قال :
– في إيه مال صوتك!
– نسمه عملت حادثة صعبه و هي في المستشفي دلوقتي
– مستشفي ايه؟
– مستشفي الحياة
– انا جاي حالاً
أنهى يامن معه المكالمه و نهض من مكانه سريعا، بدل ملابسه ثم خرج من غرفته و من البيت بأكمله و أتجه الي المستشفي، نهض كريم من مكانه و حاول أن يدخل الي نسمه و لكن الممرضه منعته مره اخرى و بعد عدة محاولات سمحت له بالدخول لها لمدة عشرة دقائق فقط، عقم كريم نفسه و دلف إلى غرفتها برهبه و هو يتذكر جميع ذكرياتهم سويا منذ أول مره التقى بها حتي تلك اللحظة، تذكر عندما وقع بصره عليها ولأول مره عندما جاءت لعمل مقابلة عنده في الشركه و منذ هذا اليوم وعد نفسه أن تكون من نصيبه، و كان صدمته عندما رفضته! و كان السبب أنها تعاني من مشاكل في القلب و لكنه لم يهتم لكل تلك التفاصيل و ظل يلاحقها حتي وقعت في شباك حبه و وافقت على زواجها منه، و بمعجزة أتت ابنته ملك الدنيا وسط تعب نسمه و لكنه لم يتركها للحظات، أيعقل أن يخونه القدر و يسلبها منه بطريقة أخرى!
أقترب منها حتى جلس أمامها و خانته دمعه نزلت على جانب عينيه و أمسك يدها و أردف :
– يوم كتب كتابنا انتِ وعدتيني أنك عمرك ما هتتخلي عني .. من يوم ما عرفتك و انتِ دايما بتنفذي كل وعودك ليا .. بلاش المره دي تخلفي بوعدك .. انا و ملك محتاجينك بلاش تمشي
فتحت نسمه عيونها بتعب و نظرت إلي كريم و سقطت دمعه حارة من جانب عينيها و نظر إليها كريم بلهفه و قال :
– حبيبتي .. متخافيش انتِ هتقومي بالسلامة و تبقي زي الفل
أشارت نسمة بيدها له أن يقترب منها و أقترب هو بسرعه لتقول :
– أنت كنت خايف تخسرني بسبب تعبي .. بس واضح أن الدنيا ليها رأي تاني .. عايزاك تعرف اني عيشت عمري كله في سنين جوازنا .. و أنا هكون اول واحدة مستنياك هناك لما تجيلي بعد عمر طويل .. ربنا كان رحيم معايا جدا أنه بعتلي زوج حنين زيك .. أنا هموت و مش خايفه على بنتي عشان عارفه أنها معاك .. بس ليا طلب عندك .. أنا مش عايزه بنتي تكبر من غير أم .. بلاش توقف حياتك عليا يا كريم حب تاني وأتجوز وأنا هكون مبسوطة بكده
– بلاش الكلام ده .. انتِ هتقومي وتبقي كويسة و تربي ملك بنفسك
أبتسمت نسمة لآخر مرة و قالت:
– انا بحبك يا كريم ..
و بعد تلك الجملة صدع صفير كل الأجهزة بجانب نسمة لتصعد روحها إلى خالقها، دلفت الممرضة سريعاً الي الغرفة و نادت على الطبيب و دفعت كريم الي الخارج و في تلك اللحظة وصل يامن الي المستشفي واتجه الي غرفة العناية ليجد كريم واقف أمامها ينظر أمامه بملامح جامدة و عيون متسعة من الصدمة و كان وجهه اصفر اللون، ركض يامن إليه سريعا و قال :
– في ايه .. نسمة حالتها ايه؟!
نظرت له كريم بصدمة و قال :
– نسمة ماتت ..
شهق يامن بفزع و صمت للحظات حتي قال :
– لا حول ولا قوه الا بالله .. البقاء لله يا كريم انا عارف ان الموضوع صعب عليك بس لازم تشد حيلك
كان يامن يتحدث مع كريم و لكنه لم يسمع منه كلمة واحدة، و بدون أي مقدمات اغمض كريم عينيه ليسقط مغشيا عليه هو الآخر ..
*******************
في المساء كانت براء جالسة في الشرفة حتي تأخر الوقت و قبل أن تنهض من مكانها اتجهت اليها فاطمة و جلست أمامها و أردفت :
– أستني يا براء عايزه أتكلم معاكي شوية
نظرت براء إلى فاطمة بتعجب و قالت :
– خير يا ماما؟
– هو أنتِ مبقتيش مبسوطة معانا يا بنتي
– لا طبعا ليه بتقولي كده
– مش عارفه حاسة أنك بقالك فترة متغيره معانا و مع نفسك .. علطول ساكته و سرحانه و دي مش عوايدك .. أنا زعلتك في حاجه طب
– لا والله مش كده .. حقك عليا لو قصرت في حقك
– يا حبيبتي أنا مش بقولك كده عشان تتأسفي أنا قلقانه عليكي
تنهدت براء و نظرت إلى الفراغ للحظات ثم قالت :
– خالد طلب أيدي من بابا جمال
– خالد صاحب المحل اللي جمبك مش كده؟
– أيوه هو
– و ده اللي مضايقك .. ده بني ادم محترم جداً و أخلاق حتي والدته ماشاء الله عليها .. ده أنا اتمني أن حد زيه يجيلك
– العيب مش فيه يا ماما .. العيب فيا أنا
– ليه يعني و أنتِ فيكي إيه يعيبك
– إني من ملجأ؟
– انتِ ليه مصممه تفكري نفسك كل شوية .. ليه بقيتي تفكري بعقل الناس اللي كسرك!
توقفت براء عند تلك الجملة للحظات، نعم إنها الآن تفكر بعقول الناس الذي جردتها من حقوقها كإنسانه، كل تلك الردود التي طالما كرهت سماعها من الناس تقولها لنفسها كل يوم! نظرت إلي فاطمه مرة اخرى و قالت :
– مش يمكن الناس طلعت صح و ده اللي بدأت استوعبه
انفعلت فاطمة قليلا لتقول :
– صح في ايه! صح أنهم يكسروا بنت عاملة زي الوردة المقفولة يادوب لسه بتفتح .. صح أنهم يحسسوها أنها منبوذه و ملهاش مكان وسطهم .. صح أنهم يستغلوها ويدوسوا عليها عشان مصالحهم .. صح في أيه يا براء .. أنتِ جرالك إيه أنتِ عمرك ما كنتي بالسلبية دي!
صمتت براء قليلاً و استمعت إلى كلامها و قد تمكنت فاطمة من إزالة كل هذا التفكير السلبي من رأسها، تنهدت براء و قالت :
– على فكرة خالد عرف إني مش بنتكم الحقيقية
– و رده كان ايه؟!
– مصمم عليا برضو .. و قالي أن كوني من ملجأ ده مش عيب فيا
أبتسمت فاطمه بحنان و قالت :
– طب بذمتك هتلاقي احسن من ده فين .. فكري صح يا بنتي و أوعي تفرطي فيه .. افتكري أن ده الوحيد اللي مقساش عليكي زي كل الناس
قالت فاطمه تلك الجملة وجاءت لتنهض من مكانها و لكنها توقفت حين قالت براء :
– طيب و لو قلبي مع غيره؟
نظرت لها فاطمة بتساؤل وقالت:
– معقول لسه بتحبيه .. بعد كل ده!
– قلبي مش عايز يدق لغيره .. كأنه متفق معاه يحافظ على دقاته ليه هو وبس .. نفس القلب اللي أتعلم القساوة والرفض مش عارف يطرد حبه من جواه
– و أنتِ هتفضلي رابطة نفسك بوهم كده طول العمر أكيد هتلاقيه متجوز دلوقتي ومش بعيد يكون معاه عيلين تلاته .. تلاقيه هو فكر في حياته وعدى فيها وأنتِ لسه مكانك .. مفيش راجل بيوقف حياته على واحده كل السنين دي!
– عارفه بس مش قادرة اتحكم في قلبي .. صدقيني أنا تعبت
– حبيبتي دوا قلبك بين ايديكِ .. شوية شوية حُبه هيخرج من قلبك لما يجي غيره أو على الأقل تدي فرصة لحد غيره .. لكن طول ما أنتِ مقفله على قلبك كده هتفضلي حابسة قلبك بحبه .. فكري في كلامي يا براء وبلاش تضيعي راجل زي خالد من إيدك يا بنتي
ثم نهضت من مكانها و تركت براء لتغرق في أفكارها، و لكنها وسط هذا التفكير جاءت رسالة على هاتفها، أمسكته وقرأت الرسالة بصوت مسموع :
– لو أنتِ فاكرة أن الجريمة اللي عملتيها قبل السبع سنين اتقفلت و محدش عرف عنها حاجه تبقي غلطانه .. جه وقت الحساب يا براء!
انتفضت من مكانها بخوف بعد أن قرأت الرسالة و تذكرت على الفور ما فعلته بتلك الفتاه التي تدعى مى عندما حاولت أن تهرب من البيت، أيعقل أن تكون قد ماتت! كانت تظن أنه مجرد جرح سطحي و أنه لم يقتلها، حدثت نفسها :
– أكيد ده حد بيهزر .. بلاش تشغلي بالك قومي نامي دلوقتي كفاية كده النهاردة
ثم نهضت من مكانها، كانت براء تكذب على نفسها بتلك الكلمات فهي كانت تشعر بخوف شديد داخل قلبها و لكنها لم تود أن تصدق تلك الرسالة و ذهبت الي غرفتها لتنام بصعوبة ..
و في اليوم التالي استيقظت بتعب و أخذت وقت في غرفتها حتي بدلت ملابسها و خرجت و ذهبت الي الاتيلية دون أن تتحدث مع أي شخص و بمجرد أن دلف إليها خالد كعادته كل يوم حتي يطمئن عليها قالت :
– أنا موافقة!
– مش فاهم .. موافقة علي ايه؟
– مش أنت طلبت ايدي من بابا .. و أنا موافقة!!
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أقدار بلا رحمة)