روايات

رواية غفران هزمه العشق الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم نور زيزو

رواية غفران هزمه العشق الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم نور زيزو

رواية غفران هزمه العشق البارت التاسع والعشرون

رواية غفران هزمه العشق الجزء التاسع والعشرون

غفران هزمه العشق
غفران هزمه العشق

رواية غفران هزمه العشق الحلقة التاسعة والعشرون

___ بعنــــوان ” خطر يضرب القلب ” ___
وضع رأسها برفق جدًا على الفراش حتى لا تستيقظ من نومها فى الليل لكن ما أخشاه حدث، فتحت عينيها بتعب مُرهقة من يومها الطويل وجهودها المبذول وأثر الأصطدام بالسيارة وهكذا الوقوف على قدميها طيلة اليوم فى القسم قد أستنفدوه كل طاقتها مع حملها، تحدثت بتلعثم شديد:-
_ أنت هترفض تطلقني صح
تبسم بخفة على عنادها ورخم تعبها الشديد وما حدث لكنها ما زالت تُصر على الأنفصال ولسبب لا قيمة له، ضحك بينما يمسح على رأسها وقال:-
_ أرتاحي ولما تصحي هعملك اللى أنتِ عايزاه ياحبيبة قلبي
أغمضت عينيها بتعب وظل جوارها حتى نامت فى سبات عميق ليسحب يده من يديها الصغيرة وتسلل من الغرفة بهدوء ليترجل للأسفل وكانت “فاتن” جمعت كل الخدم بأمر منه وهكذا “عُمر” جمع كل الرجال والأمن ووقفوا فى البهو أمام الدرج ليرمقهم بغضب شديد بعد ما حدث إلى زوجته وقال بنبرة قوية جعلت قلوبهم تنتفض رجفًا فى صدورهم:-
_ أمرتك أنها متخرجش من القصر ولا عينيك تغفل عنها يا فاتن وخلفتوا أمرى مرتين فى أسبوع واحد
_ يا مسيو غفران مدام قُسم عنيدة جدًا وإحنا مالناش سلطة عليها، بل بالعكس كلنا تحت أمرها بأوامر من حضرتك
صرخ بجنون فى وجهها غاضبًا أكثر بينما يقول:-
_ أنا مش عايز أسمع مبررات، اللى حصل النهاردة كلكم مسئولين عنه وأنا لو هترجم دا لشيء فهيكون أنه أهمل وتقصير منكم وأن كل شخص فيكم مش قد وظيفته
كان يبحث عن “سليم” بين الواقفين فهو أول شخص تركها وحدها فى الشارع لكن عينيه المريضة لم تتعرف عليه مما زاد من غضبه، تحدث “سليم” بنبرة هادئة:-
_ أنا أسف جدًا يا ميسو غفران لكن صدقني مدام قُسم دماغها حجر ودائمًا بتستخدم التهديدات لتنفيذ أوامرها
أدار رأسه نحو “سليم” حين سمع صوته الذي ميزه جيدًا وقال بتهديد واضح للجميع:-
_ مبررات سخيفة غير مقبول بيها، عُمر الشمس تطلع مشوفش وش أى حد فيهم فى القصر اللى مش قد وظيفته يتخلى عنها للى يستحقها أحسن
ألتف لكي يصعد الدرج ببرود دون أن ترجف عيونه للحظة وهو يطرد الجميع من عملهم فتحدثت “همس” الخادمة بعيني باكية راجية إليه:-
_ غفران بيه، أرجوك أنا محتاجة لشغلى وماليش ذنب فى اللى حصل أنا من يوم ما جيت هنا وكانت وظيفتي الأهتمام بمدام قُسم وأكلها وعملت شغلى كله، أرجوك أنا عائلتي محتاجة لشغل دا أوى
أستدار لها بشموخ وقلبه المُتحجر لن يخضع لأى سبب أو ظرف لشخص منهم أمام سلامة زوجته فبدأت الخادمة واحدة تلو الأخرى فى الرجاء منه فتأفف بهدوء وقال:-
_ لأخر مرة، أخر إنذار ليكم المرة الجاية هتكون رقبتكم الثمن مش وظيفتكم
أومأ الجميع له بنعم لينظر إلى “فاتن” وقال بهدوء:-
_ قُسم حامل مش هوصيكِ يا فاتن، بلاش بعد العمر دا كله معايا تخسرى وظيفتك
هزت رأسها بنعم وبدأ الجميع فى المباركة له بينما “قُسم” نفسها لا تعرف بحملها بعد، أنتشر خبر الحمل بين الجميع فى القصر ومن القصر إلى الأخر حتى وصل داخل قصر اللؤلؤ فقدمت الخادمة العصير والكيك المحلي بالفراولة إلى “نورهان” التى تعجبت من الخادمة ورفعت رأسها إليها بحدة تقول باستغراب:-
_ أنا مطلبتش غير قهوتي
تبسمت الخادمة بلطف وفرحة تغمر قلبها بينما قالت:-
_ دى هدية تعبير مننا لمباركة حضرتك
رفعت حاجبها ونظرت إلى “رزان” التى تجلس على المقعد المجاور لها ثم قالت:-
_ مباركة!!
_ على حمل مدام قُسم ونتمني أنها تقوم بالسلامة
قالتها الخادمة بفرحة فأنزلت “نورهان” قدمها عن الأخرى بدهشة ألجمتها مما سمعته والخبر وقع على أذنيها كالقنبلة التى أنفجرت للتو فى وجهها وقالت بتلعثم:-
_ حامل!!
أومأت إليها بنعم فنظرت إلى “رزان” ثم وقفت كالمجنون وهى تقول:-
_ ازاى…
[[ فى قصر الحـــديـــــدي ]]
تعجبت “قُسم” من دلل الخدم لها ومُنذ أن أستيقظت اليوم ويُقدم لها العصائر والفاكهة فتأففت بضيق شديد من “همس” وقالت:-
_ هو فى أي ، دا مجرد أيدي مكسورة مش محتاجة التغذية دى كلها
_ ألف سلامة على حضرتك بس مالهاش علاقة بالكسر
قالتها “همس” بهدوء شديد فتركت “قُسم” المجلة من يدها على الأريكة ثم وقفت أمام “همس” وعقدت ذراعيها أمام صدرها وهتفت بحدة:-
_ أمال أي؟ بصراحة مليت وشبعت جدًا من كمية الأكل دى ، حد قالكم أن عندي جفاف
تنحنحت “همس” بهدوء وهى لا تفهم تصرف “قُسم” من المفترض أنها أول شخص تكن على علم بحملها فقالت بهدوء:-
_ بعد الشر عن حضرتك إحنا بس نتمني أنك تقومي بالسلامة أنتِ البيبي
أتسعت أعين “قُسم” على مصراعيها بصدمة وترمق وجه “همس” بذهول تام وكلماتها علقت فى حلقها فتمتمت مُتلعثمة بشدة:-
_ بيبي!!
_ هو حضرتك متعرفيش أنك حامل، غفران بيه قالنا أمبارح
قالتها “همس” بهدوء مما جعل “قُسم” تُصدم ونظرت إلى بطنها بصدمة وبداخلها مشاعر مُختلطة لا تعرف أهى فرحة أم خوف، سعادة أم تردد، الصدمة شلت أطرافها أيمكن بهذه السهولة أن تحمل طفله بأحشائها، هتفت بحيرة وهى لا تُصدق ما تسمع:-
_ ممكن تجيبلي أختبار حمل
أومأت إليها بنعم وهى تقول:-
_سهلة نتصل بالصيدلية نطلب واحد
أومأت إليه بنعم وركضت “قُسم” إلى الأعلى وبعد ربع ساعة وصل طلبها لتجري الأختبار بخوف مُترددة من الجواب حتى رات الخطين باللون الأحمر يلمعن فى الأختبار فتنتفست الصعداء بأريحية وقلبها ينبض بجنون من هذا الخبر وشعر أن بداخلها شيء دافئ جعلها تحتضن بطنها من السعادة وتناست كل شيء وبدأت تضحك بقوة وخرجت ركضًا من المرحاض إلى هاتفها تتصل بوالدتها فبمجرد أن سمعت صوت والدتها عبر الهاتف تقول:-
_ قُسم عاملة أى ؟
_ ماما أنا حامل
قالتها بفرحة شديدة تغمرها والضحكات تسيطر عليها، أتسعت عيني والدتها بسعادة رغم أنها كانت قلقة من زواجها من “غفران” لكن الآن بعد أن سمعت بخبر حمل طفلتها فى حفيدها الأول لم تشعر بشيء سوى السعادة وبدأت تبارك لها بحماس وفرحة:-
_ يا روح قلبي مبروك يا حبيبتي، لا .. لا مينفعش فى التليفون أنا هلبس وأجيلك على طول ، أقفلي مسافة الطريق يا روح قلبي وهكون عندك
أغلقت مع والدتها والسعادة تغمرها ولا تعرف ماذا تفعل وأين تفرغ مشاعرها الجميلة حتى سمعت صوت ضجة بالأسفل فخرجت من الغرفة ونظرت من أعلى الدرابزين لترى “نورهان” تحاول الصعود لكن “فاتن” تقف أمامها على الدرج قائلة:-
_ أرجوكِ يا دكتورة متحطنيش فى موقف وحش قصاد غفران بيه، حضرتك عارفة أن غير مسموح بدخولك هنا كمان مُصرة تطلعي فوق وحياتك عندكِ أمبارح كان إنذار كافي بقطع رؤوسنا كلنا … رجاءً
كانت تستشيط غيظًا وهى تقول بحدة صارمة وعينيها يتطاير منها الغضب:-
_ أبعدي عن طريقي يا فاتن
ترجلت “قًسم” من الأعلي بعدم فهم لسبب غضب “نورهان” هكذا وقالت بهدوء:-
_ فى أى؟
ألتفت “فاتن” إليها بهدوء ثم نظرت إلى “نورهان” بجدية وقالت بترجي ونبرة خافتة:-
_ أرجوكِ يا دكتورة
دفعتها “نورهان” بعيدًا عن الطريق وسحبت “قُسم” من يدها نحوها حتى كادت أن تسقط عن الدرج من قوة سحبها لتفزع “فاتن” من الخوف، أتصلت “همس” بـ “عُمر” تخبره بقدوم “نورهان” وأفتعل المشاكل هنا….
______________________
كان “صابر” يقود السيارة مُتجهًا من المصنع إلى الشركة حين تلقي “عُمر” الاتصال فأغلق الهاتف بهدوء ونظر للخلف حين يجلس “غفران” وقال بقلق شديد:-
_ دكتورة نورهان فى القصر
رفع رأسه عن الجهاز اللوحي الموجود فى يده بدهشة من دخول أمه إلى قصره دون أذن منه ليتابع “عُمر” بقلق شديد:-
_ وكالعادة بتفتعل مشاكل لكن المرة دى مُصر على أخذ مدام قُسم
أغلق قبضته بغضب سافر محاولًا كبح غضبه على والدته وقال بضيق:-
_ مُصرة تختبر صبري عليها، أطلع على القصر يا صابر
غير “صابر” وجهته بسرعة جنونية خائفٍ أن يتأخر على هذه الكارثة ….
_________________________
[[ قصــــــر الحـــديــــدي ]]
نفضت “قُسم” ذراعها من “نورهان” بقوة غاضبة من تصرف هذه المرأة وقالت بعنادٍ:-
_ أنا مش هروح فى حتة
أقتربت “نورهان” منها بخطوات ثابتة مُخيفة وحدقت بعينيها بشرارة ثم قالت بمكر:-
_ يبقي شكي فى محله
رفعت “قُسم” حاجبها بعدم فهم لتمسكها “نورهان” من عنقها بهدوء وقالت بتهديد:-
_ أرفضي زى ما أنتِ عايزاه لكن طلبك للطلاق من ابني ودلوقت حامل دا مالهوش غير تفسير واحد أنك حامل من راجل تاني زى اللى قبلك
أتسعت عيني “قُسم” على مصراعيها من بشاعة التُهمة التى لحقت بها الآن وتجمعت الدموع فى عينيها لتبتسم “نورهان” بخباثة وقالت بمكر شيطاني:-
_ عيطي ..عيطي العياط بيغسل الوساخة اللى انتوا فيها
كزت “قُسم” على أسنانها بغضب سافر من وقاحة هذه المرأة وسقطت الدمعة من عينيها وهى لا تستوعب قذارة هذا العقل الذي ألحق بها تهمة كهذه، تمتمت بصوت مبحوح:-
_ أطلعي برا لأن أنا لحد دلوقت بحاول أحترم أنك أم جوزي لكن موعدتكيش أني هستحمل وقاحة أكتر من كدة
_الوقاحة الحقيقية أنك ترفضي تعملى التحليل عشان نتأكد أنه ابن غفران، لكن صدقيني سواء قبلتي أو لا هتعملى التحليل لأن حملك من الأساس مشكوك فيه ودموع التماسيح دى شوفتها كتير فى اللى قبلك يا أما يكون ابن غفران أو تقوليلي مين أبوه من أولها
قالتها “نورهان” بتهديد صريحة لترفع “قُسم” يدها للأعلى كي تصفحها وهى لم تتحمل قذارتها أكثر من ذلك مما أدهش الجميع من جراءة هذه الفتاة، حدقت “نورهان” بيدها المرفوعة بذهول لكن “قُسم” لم تقوى على فعلها فتبسمت “نورهان” وسحبتها من يدها معها للخارج وهى تصرخ بها غاضبة:-
_ سيبني أنا مش هجي معاكِ …اااه أبعدي عني أنتِ بتوجعيني
توقفت “نورهان” عن السير حين رأته يقف أمامها والغضب يتملكه، بل مُسيطرًا كليًا عليه وعينيه يتطاير منها الشر فأقترب أكثر منها وأخذ زوجته من يدها بلطف وقال بهدوء مُحذرًا إياها:-
_ قالتلك بوضوح أنكِ بتوجعيها
_ غفران
قالتها بهدوء ليقاطعها صارخٍ بوجهها بغضب ناري يحرق الجميع:-
_ كفاية يا دكتورة ، كفاية ، كفاية تتدخلى فى حياتي وبيتي، إياكِ تفكري تقربي من قُسم مرة تانية ورب الكعبة ما هيمنعني عنك حاجة أكتر من كدة
تشبثت “قُسم” بذراعيه مُستمعة لهذا الشجار القائم بينهما وجسدها المريض لا يتحمل الأمر أكثر من هذا فأتكأت برأسها على ظهره مُتعبة ليتوقف عن الحديث حين شعر برأسها تسقط على ظهره وألتف ليراها تُتمتم بخمول شديد:-
_ أنا تعبانة يا غفران ….. اااااه
خرجت صرخة منها وهى تنحني بقوة للأسفل مُمسكة ببطنها ليفزع الجميع وهكذا “غفران” الذي حملها على ذراعيه بفزع صارخٍ بخدمه يقول:-
_ أتصل بالدكتور يا عُمر
صعد بزوجته مُرعبٍ عليها وهى تزداد فى الصراخ أكثر وأكثر من الألم المتزايد فى بطنها بحزن وهو جالسًا بجوارها يمسك يدها بخوف ويقول:-
_ أستحملى يا قُسم، دقائق والدكتور هيوصل… أستحملي
ظلت تتلوي فى الفراش من الوجع وتصرخ بقهرة مُتألمة حتى وصل الطبيب وكانت “نورهان” تقف أمام الغرفة ليفحصها الطبيب فطلب جهز الأشعة التى جلبته “فاتن” من الغرفة المجاورة الخاصة بغرفة “كندا” السابقة ومع الفحص ظهرت ملامح الحزن على وجه الطبيب فقال “غفران” بقلق:-
_ فى حاجة
حقنها الطبيب بمسكن وترك الممرضة معها ثم خرج مع “غفران” وقال بهدوء شديد:-
_ مخبيش عليكِ يا غفران بيه، مدام قُسم عندها مشكلة فى الرحم والحمل خطر علي حياتها ونصيحتي كطبيب نعمل عملية إجهاض وخصوصًا أننا فى بداية الحمل مش هتعرضها للخطر
أتسعت عيني “غفران” على مصراعيها وهو لا يُصدق ما يسمعه فلم تدوم السعادة فى حياته من قبل، دمعت عينيه بخفة على سعادته التى سُرقت منه للتو وقبل أن يتحدث أكثر مع الطبيب رأى الخادمة تصعد مع “صفية” التى جاءت فور علمها بحمل ابنتها ليقول “غفران” بهمس:-
_ طيب خلاص متقولش حاجة دلوقت، أمشي
غادر الطبيب ليمسح “غفران” دمعته سريعًا قبل أن يستدير إلى والدتها، تحدث بهدوء شديد قائلًا:-
_ أتفضلي
_ مبروك يا غفران ربنا يقومها لك بالسلامة
قالتها بسعادة تغمرها فتبسم بسمة مُزيفة يخفي بها أوجاعه ثم ترجل للأسفل يحملق بوالدته وقال:-
_ رجاءً متختبريش صبري عليكِ كتير لأني لحد دلوقت أنا مراعي جدًا أنك والدتي
ضحكت “نورهان” بسخرية ثم قالت بجدية صارمة:-
_ أنت بتهددني يا غفران وليه؟ لأني خايفة عليك ، خايفة تتخدع تاني من واحدة ويضحك عليك باسم الحب، كندا كمان كنت عاشقها وعاملها أميرة مدللة ولا نسيت
كز على أسنانه حتى ان صريرها قشعر بدن والدته من الغضب الكامن بداخله فقال بتحذير وعينيه يبث منها الشر:-
_ إياكِ تفكري تجيب سيرة قُسم بكلمة متعجبنيش، قُسم أشرف من أى بنت وأوعي تقارنيها بكندا مرة تانية وأقفلي الموضوع دا بقي عشان متخسرنيش أكتر من كدة
تنهدت “نورهان” بنبرة خافتة ثم قالت بتردد دون أن تخشاه:-
_ طيب نعمل التحليل ونتأكد أنه من صلبك ونتعلم من اللى فات ومش هتخسر حاجة و….
كان يستمع لحديثها ونيرانه مُشتعلة بداخلها لا يقوى على تحملها أكثر ويديه تحك لحيته بغضب وهى تفكر فشيء بينما عقله مُرتعبًا عليها من مرضها وخسارته المحسومة لطفلهما حتى تزيد والدته غضبه أكثر فقاطعها صارخًا:-
_ خلاص بقي، خلصنا وإياكِ تفكري فى الموضوع دا تاني لأن قُسم حامل فى ابني أنا وأنا بحذركِ لدكتورة نورهان أوعي تفتحي الكلام الزبالة دا قصاد قُسم مرة تانية فاهمني… أتفضلي على قصرك
قاطعه دخول الخادمة تحمل فى يدها فنجان قهوة ليقول بحدة:-
_ رجعي القهوة يا همس هى مش هتشرب حاجة عندنا
أتسعت عيني “نورهان” على مصراعيها بصدمة قاتلة وعينيها تحدق بالخادمة فلم تكن “همس” وظلت عينيها تتجول بين ابنها والخادمة وتبحث عن “همس” تلك التى يُحدثها وعينيه تحدق به بوضوح، تحدثت الخادمة بقلق:-
_ حضرتك عايز همس
أرتجف عقله من الخوف حين أخطأ فى التعرف على خادمته أمام والدته فلأول مرة يتحدث دون أن ينظر إلى الشارة الموجودة على أكتافهم، خرجت والدته من القصر وهي تفكر كيف لفظ أسم الخادمة خطأ رغم أن عينيه تحدق بها بوضوح، لتشعر أن هناك شيء غريب بطفلها….
_______________________
كان “عُمر” موجود فى المستشفي الموجود بها “نالا” ويتحدث مع الطبيب الذي قال بجدية:-
_ لأزم نعمل العملية فى أقرب وقت
هز “عُمر” رأسه بهدوء ثم قال بنبرة خافتة :-
_ أوعدك نحاول نوصل لباباها
غادر المستشفي خائفًا من حالة الغضب التى تتملكه وبسبب هذا الغضب هناك طفلة صغيرة تصارع الموت ولم يشفق عليها نهائيًا، أنطلق بسيارته إلى الشركة وكان يفكر من أين يبدأ بالحديث مع “غفران” ليحاول معه أن يُعيد “نالا” إلى والدها فعذابها لم يُعيد شيء من السابق ولن يمتص غضبه وألمه، وصل إلى مكتب “غفران” وعقله شاردًا يفكر فى ترتيب الحديث وكلماته حتي يصفها أمامه، أرتشف “غفران” القليل من القهوة ثم وضع الفنجان على المكتب ووقف مُستعدًا لمغادرة المكتب بينما يقول بتعجل:-
_ جمع كل البيانات اللى طلبتها منك
أومأ “عُمر” بنعم مما جعل “غفران” يبتسم بمكر وقال أثناء مغادرته :-
_ طيب يلا بينا عشان منتأخرش على الناس
استوقفه “عُمر” بنبرة خافتة يقول:-
_ غفران بيه
نظر “غفران” إليه مُندهشٍ ليُتابع “عُمر” حديثه بهدوء شديد خائفًا من غضب هذا الرجل:-
_ أنا لسه جاي من المستشفي عند نالا، حقيقي البنت بتموت حرفيًا وحتى الأجهزة مش مساعدها بالقدر اللى حضرتك مُتخيله
تنهد “غفران” بهدوء شديد ثم قال بخفوت:-
_ عايز تقول أي يا عُمر؟
_ عايز أقول أن البنت مالهاش ذنب، البنت أتقالها أنك والدها وهى كانت بتقولك يا بابا وبتعمل بدا زيها زي حضرتك مجرد ضحية للخيانة والغدر اللى حصله
قالها “عُمر” بثبات وعينيه ترمق “غفران” الذي صمت يستمع لحديث “عُمر” بأهتمام ثم قال بحدة:-
_ فالمفروض أكفي واحد زى عفيفي وأديله بنته يتمتع بيها وأطلع أنا الوحيد الخسران فى اللعبة القذرة اللى لعبوها دى
_ معنديش جواب لدا لكن الأكيد أنى مش قابل بظلم الطفلة دى
قالها “عُمر” بجدية رغم خوفه من معارضة “غفران” لكنه تحلى بالجراءة الكاملة كي يتحدث أمامه ويواجهه بظلمه القائم فتابع حديثه بجدية:-
_ أرجوك فكر فى كلامي والحمد لله أن ربنا عوضك عن خيانتهم بزوجة زى مدام قُسم وكرم حضرتك بطفل من جديد
تذكر ما لم ينساه بحمل زوجته وطفله المحكوم عليه بالموت مما جعل “غفران” يحتد أكثر فى كلماته من وجعه قائلًا:-
_ خلاص يا عُمر، نخلص الأجتماع دا ونشوف الشريك اللى رايح يبيع وبعدين نشوف المشاكل الرهيبة دى
خرج من مكتبه مُتجهٍ إلى غرفة الاجتماعات بمكتبه؛ليقف الجميع من أماكنهم بحضوره أحترامٍ وتقديرٍ له، فتحدث بنبرة خافتة:-
_ أتفضلوا
بدأ أجتماعهم والتحدث عن قرارات الشركة فى المنتج الجديد وعن مشروع القائد الذي سيعلن عنه الذي يحتوى عن سيارة قائدة بلا سائق توفر كل الإمكانيات لتساعد على توافر الراحة التام لراكبها ليقاطع الحديث دخول “عفيفي” إلى المكتب مع رجلين مما جعل “غفران” يشتعل من الغضب من طريقه أقتحامه بعد أن همس “عُمر” فى أذنيه باسم “عفيفي” يُعرفه بهوية المُقتحم لشركته فقال “عُمر” بنبرة خافتة:-
_ ممنوع تدخل هنا، ممكن تفضل
وضع ورقة على صدر “عُمر” بغرور وعينيه تحملق بـ “غفران” الجالس على مقعده متوهجٍ كالملك لم يتحرك له ساكنًا فنظر “عُمر” إلى الورقة وكانت العقد بشراء “عفيفي” جزءً من الأسهم عوضًا عن الشريك الأجنبي مما جعل “عُمر” يرفع رأسه إليه بصدمة قاتلة وعقله لا يستوعب ما يراه والآن قد بدأت الحرب بوضع “عفيفي” قدميه فى أرض “غفران” وقد دخل إلى عرين الأسد بنفسه، أقترب من “غفران” بالعقد ليُقدم إليه بذعر يحتله من الداخل من رد الفعل الذي سيأخذه “غفران”، قرأ “غفران” العقد وأشتعل غضبًا من مكر “عفيفي” والآن بعد أن كان يفكر أن يعطيه طفله سيعلن حربه ويصوب أسلحته كاملة بوجهه، تبسم “عفيفي” بمكر شيطاني إلى “غفران” الذي غادر الغرفة بصمت يكبح غضبه فأستوقفه صوت “عفيفي” الذي جاء من خلفه يقول:-
_ غفران
توقف عن السير دون أن يستدير إليه فأقترب “عفيفي” منه ووقف أمامه فقال بهدوء:-
_ مش كنت أديتني مراتي وبنتي أحسن، أنت اللى أعلنت الحرب
تبسم “غفران” بهدوء ووضع يديه فى جيوبه بغرور مُصطنع البرود والكبر يحتل ملامحه كنبرته هاتفٍ:-
_ تفتكر هيفرق معاك جثثهم، واثق من نفسك أوي
_ متقدرش تقتلهم
قالها “عفيفي” بجدية صارمة والخوف ظهر فى عينيه التى لم تقوى على إخفاءه فتبسم “غفران” بسمة خبيثة بطرف شفتيه وقال حادقًا به:-
_ أديني سبب واحد يمنعني أقتلهم بعد خيانتهم، سبب واحد يخليني منتقمش من واحدة خانتني وحاطت شرفي فى الطين
لم يجد “عفيفي” جوابًا على سؤاله فكز على أسنانه ليرفع “غفران” يده إلى صدر “عفيفي” بتهديد وقال بحدة صارمة:-
_ أطلع من شركتي وإياك تفكر فى شراكتي لأن الشراكة الوحيدة اللى بينا هو مكان قبرهم دا لو عايز تعرفه عشان تترحم عليهم، لأنك مش قدي، أنت راجل بتاع فن ومياعة مالكش فى أنياب السوق ولا تعرف تقف قصادي
ربت على عنقه بلطف تهديدٍ إليه ثم غادر من أمامه قائلًا:-
_ أرميه برا يا عُمر
أقترب رجال “غفران” منه وقبل أن يلمسه فسأل “عفيفي” يستوقفهما بكلماته المُرعبة:-
_ مقولتليش قُسم عملت أى عند الدكتور؟
ألتف إليه “غفران” ببرود ليبتسم “عفيفي” بمكر وأقترب منه بعد أن نفض ذراع رجله عنه وقال بخباثة:-
_ مش واجب تتطمن على مراتك الحامل لما تخرج من عند الدكتور؟
رفع “غفران” هاتفه ليتصل بزوجته وعينيه ترمق “عفيفي” بهدوء بعد أن أدرك أنه يعلم بخبر حمل زوجته لكنه لم يجد جواب ليقول “عفيفي” ببرود قاتل:-
_ مبتردش… لا أعتقد أنه أتقفل دلوقت
كان هاتف “قُسم” مُغلق حقًا مما جعله يفقد أعصابه ويمسك لياقته بانفعال وقال ساخطًا:-
_ لو فكرت تقرب من مراتي…..
قاطعه “عفيفي” بنبرة حادة يساومه بعقل شيطاني:-
_ مراتك وابنك قصاد مراتي وابني وقسمًا بربي يا غفران لو طلعوا أموات بحق، ما هتلاقي منى غير رأس قُسم على باب قصرك ومعها ابنك اللى هطلعه من بطنها عشان تملى عينيك منه
دفعه بقوة وغادر مما أرعب “غفران” ولأول مرة يُهزم هذا الوحش أمام أحد ويشعر بالعجز، لأول مرة يترك أحد يهينه يذهب هباءً دون قتله، لكن هذه “قُسم” فتاته الشقية ومحبوبة قلبه …….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية غفران هزمه العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *