رواية أوهام الحب الوردية الفصل السادس 6 بقلم بتول علي
رواية أوهام الحب الوردية الفصل السادس 6 بقلم بتول علي
رواية أوهام الحب الوردية البارت السادس
رواية أوهام الحب الوردية الجزء السادس
رواية أوهام الحب الوردية الحلقة السادسة
مر بضعة أشهر على خطبة نادين وآدم وجاء موعد إقامة زفاف سمية وخطيبها وقد اتفقا على إقامة الحفل في قاعة متواضعة تتناسب مع ظروف مراد المادية.
مال مراد على أذن سمية هامسا بابتسامة:
-“أنتِ جميلة أوي النهاردة، هو أنا قولتلك قبل كده أنك حلوة وأني بحبك أوي؟”
ابتسمت سمية وهي ترد بخفوت وقد احمرت وجنتاها خجلا من غزل مراد:
-“أيوة يا مراد، أنت كل مرة تتكلم معايا فيها بتقولي أنك بتحبني”.
رفع مراد حاجبيه وشاكسها بقوله بعدما أمسك بكفيها:
-“طيب وأنتِ نظامك إيه يا حرمي المصون؟”
هربت سمية بنظراتها وسحبت كفيها برفق محتفظة بابتسامتها وهي تقول:
-“أنت عارف مشاعري كويس ومفيش داعي أقعد أعيد وأزيد في الموضوع”.
تنهد مراد وتمتم بتبرم فهو كان يريدها أن تخبره بمقدار حبها له خاصة بعدما صارت زوجته ولم يعد هناك حرج في أن تعترف له بمشاعرها ولكنها خالفت توقعاته ولم تستجب لطلبه:
-“يا ستار يا رب عليكِ، هتفضلي طول عمرك قِفل ومش هتخليني أسمع منك كلمة حلوة أبدا”.
كانت جميلة تتابع بنظراتها سمية التي تجلس بجوار عريسها ثم كفكفت دموع الفرح التي هطلت من عينيها داعية المولى عز وجل أن يرزق ابنتها بالسعادة في حياتها القادمة مع زوجها.
ارتفعت أصوات الأغاريد الصادرة من أفواه بعض النسوة فرحة منهن بزفاف سمية ومراد.
كانت نادين تقف بالقرب من سمية التي كانت تبدو كالبدر وكيف لا تكون كذلك وهي العروس التي انتظر الجميع مجيء يوم زفافها بفارغ الصبر!!
استقبل محمد التهاني من جميع أصدقائه وهو يقف في مقدمة القاعة برفقة ابن عمه وترك زوجته جالسة بالداخل برفقة زوجة والده.
كانت هانيا تتأفف بحنق وهي تتطلع إلى القاعة التي تراها من وجهة نظرها رديئة مقارنة بالقاعات التي يقام بها حفلات أصدقائها.
لاحظت جميلة تأفف هانيا ونظرات الاشمئزاز التي توزعها على الحضور فأشاحت بوجهها بعيدا عنها فهي لا تريد أن يربط بينهما أي حديث ولولا أن هانيا تكون زوجة محمد ابن زوجها الراحل وشقيق سمية لكانت قامت بطردها من زفاف ابنتها شر طردة.
حضر “وسام” شقيق هانيا وصافح محمد ثم توجه نحو الطاولة التي تجلس عليها شقيقته ومال على أذنها قائلا بضيق:
-“افردي بوزك شوية واعدلي خلقتك لأن اللي يشوفك وأنتِ قالبة بوزك كده يقول أنك مضروبة خمسين قلم على وشك عشان ترضي تحضري الفرح!!”
تمتمت هانيا بحنق شديد بسبب بساطة شقيقها الذي يتنازل دائما ويتعامل مع من هم أدنى منه بأريحية على الرغم من عمله في الشرطة وانتماءه لعائلة مرموقة:
-“أنت عمرك ما هتتغير أبدا يا وسام، بص شوف المنظر حواليك، القاعة دي ياي خالص ومقرفة أوي، أنا مش عارفة إزاي محمد وافق أن فرح أخته الوحيدة يتعمل في مكان بشع زي ده”.
ضرب وسام كفيه ثم ذهب وجلس في مكان بعيد عن شقيقته التي سوف تتسبب في جنونه في يوم من الأيام بسبب تصرفاتها المستفزة، فهي تتصرف وكأنها ملكة متوجة ويجب على كل شخص أن ينحني أمامها.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
صرخت داليا بشدة ووضعت يديها على بطنها بعدما بدأت تشعر بألم شديد لا يمكن احتماله يغزو أحشائها بقوة تكاد تفتك بها.
استمر صراخ داليا واستنجدت برامز الذي خرج من الحمام على الفور وتوجه نحوها وهو يسألها بقلق بعدما وجدها ملقاة على الأرض:
-“مالك يا حبيبتي، فيكِ إيه؟”
قبضت داليا على رسغه بشدة وهي تتحدث بصعوبة تدل على قسوة الألم الذي تعاني منه:
-“الحقني يا رامز ووديني المستشفى بسرعة، أنا شكلي هولد دلوقتي”.
اتسعت عينا رامز الذي هتف بذهول وهو يساعدها على النهوض:
-“هتولدي دلوقتي إزاي بس يا داليا وإحنا لسة كنا موجودين أول إمبارح عند الدكتور وقال أن ميعاد الولادة هيكون بعد أسبوعين؟!”
أخذت داليا تضربه في كتفه وهي تردد بحدة من بين صرخاتها:
-“أنت لسة هتقعد تسأل وتقول إزاي ومش إزاي؟! بقولك الحقني أنا بموت”.
ساعدها رامز على ارتداء رداء مناسب ثم أجلسها على كرسي متحرك كان قد قام بإحضاره في وقت سابق وأخذ يهدئها ويخبرها أنها سوف تكون بخير.
خرج رامز من الشقة وهو يجر أمامه الكرسي ثم حمل زوجته وأجلسها برفق داخل السيارة وانطلق بسرعة نحو المستشفى.
أثناء قيادة رامز للسيارة اتصل بالطبيب الذي كان يتابع معه حالة داليا وأخبره بالأمر ثم اتصل بحماته وشقيق زوجته وأخبرهم بعنوان المستشفى التي ستلد بها داليا.
وصل رامز إلى المستشفى وكان في استقباله الطبيب وثلاثة من الممرضين قاموا بأخذ داليا إلى جناح الولادة وطلبوا من رامز أن يجلس وينتظر خروجها من الغرفة.
حضر محسن برفقة والدته وسأل رامزًا عما يجرى فأخبره الأخير أنه لا يعلم أي شيء عما يحدث الآن مع زوجته التي تأخرت كثيرا بالداخل.
بمجرد إنهاء رامز لحديثه حضر أحد الممرضين وهو يحمل الصغير في يده ثم ناوله لرامز الذي ابتسم وهو يحمله وقال:
-“بسم الله ما شاء الله، وأخيرا شرفت ونورت يا سي إسلام”.
تغضنت ملامح محسن بعدما سمع رامز يدعو ابنه باسم “إسلام” فقد كان يظن أن شقيقته سوف تسمي ابنها على اسمه.
مدت فوقية “والدة داليا” يديها وطلبت من زوج ابنتها أن يسمح لها بحمل الصغير وبالفعل استجاب رامز لطلب حماته ووضع ابنه بين يديها.
هللت فوقية فرحا وهي تتأمل ملامح حفيدها:
-“ما شاء الله، الولد نسخة بالظبط من خاله محسن واللي يشوفهم يقول أنهم فولة واتقسمت نصين”.
قصدت فوقية من تلك الجملة أن تأمر زوج ابنتها بشكل غير مباشر أن يسمي حفيدها على اسم خاله وقد فطن رامز لهذا الأمر وأعلن بشكل غير مباشر أنه لن يغير اسم ابنه مهما حدث:
-“عندك حق يا طنط، إسلام فيه شبه كبير أوي من خاله محسن”.
تحدثت فوقية بغيظ مكتوم بعدما ناولت الصغير لرامز:
-“قولي يا رامز، هو أنت ليه مصمم أوي كده على اسم إسلام وأنت أصلا مفيش حد في عيلتك بالاسم ده؟!”
أجاب رامز بجدية متجاهلا ملامح الضيق المرتسمة على وجهها:
-“لأن ماما على طول كانت بتناديني بأبو إسلام وأنا قررت من زمان أني لما أتجوز ويكون عندي ولد هسميه بالاسم ده عشان خاطر أرضي أمي”.
تم نقل داليا برفقة إسلام إلى غرفة عادية بعدما تبين عدم حاجة الصغير لدخول الحضانة، وحضرت إلهام برفقة أمنية بعدما اتصل بهما رامز وأخبرهما بولادة زوجته.
حمل رامز ابنه وأعطاه لوالدته وابتسم قائلا بلطف:
-“اتفضلي يا ماما، سمي الله وشيلي إسلام حفيدك”.
ابتسمت إلهام بشدة بعدما سمعت اسم ”إسلام” فهي لم تكن تتوقع أن يلبي رامز رغبتها ويسمي ابنه بالاسم الذي لطالما أرادت أن يطلقه على حفيدها الأول.
نظرت إلهام إلى ابنها وهتفت بابتسامة:
-“يتربى في عزك يا أبو إسلام وربنا يفرحك بيه”.
باركت أمنية لشقيقها دون أن تلقي السلام على عائلة زوجته فهي لا تطيقهم لأنهم لا يختلفون كثيرا عن ابنتهم التي لم تقترن برامز إلا من أجل المال.
خرجت أمنية من الغرفة بعدما همست بجوار أذن والدتها ببضع كلمات موجزة تخبرها بها بضرورة مغادرتها حتى لا تتأخر على موعد محاضراتها فقد قررت أمنية أن تكمل دراستها العليا بعدما وجدت اسمها ضمن قائمة الأوائل على دفعتها وأخبرها أحد الأساتذة أنه سوف يتم تعيينها كمعيدة في وقت قريب.
لوت فوقية شفتيها وهتفت بضيق وهي توجه بصرها نحو زوج ابنتها ووالدته قاصدة إهانتهما مثلما أهانتها أمنية بتجاهلها لها ولابنها:
-“سلامة نظر أمنية، أول مرة أعرف أن عندها ضعف نظر للدرجة اللي تخليها تكون معانا في نفس الأوضة ومع ذلك مقدرتش تشوفنا ولا تسلم علينا!!”
أخفض رامز رأسه بحرج فقد فهم قصد حماته التي أرادت أن تقول بشكل غير مباشر أن أمنية قليلة الذوق ولم تهتم والدتها بتربيتها وتعليمها الأصول وقواعد التصرف الصحيح.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
انقضت إجازة شهر العسل التي أخذها مراد من عمله وعاد برفقة زوجته إلى منزل عائلته وقد استقبلتهما والدته بترحيب حار جعل سمية تشعر وكأنها موجودة في منزل عائلتها.
-“حمد الله على السلامة يا حبايبي”.
قالتها ميرڤت وهي تحتضن مرادًا وسمية ثم قامت بدعوتهما للجلوس على مائدة الغداء التي كانت مليئة بكثير من أصناف الطعام المختلفة.
حضر كريم ورحب بمراد وزوجته ثم جلس أمامهما على المائدة وبدأ يتناول الطعام وهو يختلس النظرات من حين لأخر نحو سمية حاسدا شقيقه؛ لأنه حصل على زوجة جميلة مثلها.
نهضت سمية بعدما انتهت من تناول الغداء ثم توجهت نحو المطبخ حتى تساعد حماتها في غسل الأطباق.
ابتسمت ميرڤت وهي تجفف يديها عقب الانتهاء من الغسيل وهتفت بوِد:
-“تسلمي يا حبيبتي، ربنا ما يحرمنيش منك”.
دلفت “لميس” شقيقة مراد الصغرى التي تبلغ من العمر خمسة عشر عاما إلى المطبخ وقامت بإعداد العصير ووزعته على الجميع ثم جلست بجوار سمية التي رحبت بها بشدة فهي لم تكن موجودة في المنزل عندما حضر شقيقها.
هتفت سمية بتساؤل وهي تنظر إلى لميس:
-“عاملة إيه في دراستك يا حبيبتي؟”
ابتسمت لميس وهي تجيب بهدوء:
-“الحمد لله، الأمور ماشية معايا كويس إلى حد ما”.
شجعتها سمية بقولها:
-“طيب شدي حيلك واتجدعني عشان تجيبي ثانوي”.
ضحكت لميس وهتفت باستنكار شديد بعدما سمعت كلمة “ثانوي”:
-“ثانوي إيه بس يا سمية!! أنا أصلا مش عايزة أدخل ثانوي عام حتى لو مجموعي جابه لأنه صعب جدا ومحتاج مذاكرة كتير، أنا إن شاء الله هدخل ثانوي تجاري وهبقى أذاكر أخر سنة عشان أجيب مجموع يدخلني كلية التجارة اللي أنا عايزة أدخلها”.
شاركتها سمية في الضحك ثم تحدثت معبرة عن إعجابها بطريقة تفكير لميس:
-“واضح أن أنتِ حاطة لنفسك هدف معين وعايزة تحققيه بس بأسهل طريقة ممكنة، على كل حال ربنا يوفقك وإن شاء الله تحققي كل اللي نفسك فيه”.
انتهت الجلسة العائلية ثم صعدت سمية برفقة زوجها إلى شقتهما وهي تشعر بالسعادة معتقدة أن حياتها برفقة مراد سوف تكون مثالية.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
أقام رامز حفل سبوع لابنه لم يقم بمثله أحد من أفراد عائلته وهذا الأمر جعل نظرات الحسد تلاحقه من زوجات أعمامه وأزواج عماته.
همست إحدى زوجات أعمام رامز بنبرة يسودها الحقد وهي تقف بجوار سلفتها:
-“شوفي يا أشجان كوم الحاجات اللي هو جايبها وكأنه هو الشخص الوحيد اللي ربنا رزقه بولد!!”
تمتمت أشجان بغيظ شديد وهي تنظر نحو داليا التي يحيط بها جميع أفراد عائلتها ويتعاملون معها وكأنها المرأة الوحيدة على ظهر الكوكب التي استطاعت أن تنجب طفلًا:
-“أمال هتقولي إيه بقى يا فايزة لو شوفتِ السلسلة الدهب اللي رامز جابها لمراته بمناسبة ولادة ابنهم؟!”
استكملت أشجان حديثها بنبرة متبرمة:
-“يا عيني على نشوى بنتي وعلى بختها المايل، لما ولدت محدش من أهل جوزها عبرها ولا جابوا هدايا ومش بس كده دول خلوها تقضي فترة ما بعد الولادة عندنا في البيت عشان السبوع يكون على حسابنا”.
هذا الحفل الذي أنفق فيه رامز بإسراف جعل كثيرًا من النساء يحسدن داليا؛ لأن الحظ حالفها وتزوجت برجل يحبها بشدة، وكما يقال: العين حق، وهذا ما كانت تقتنع به إلهام التي شعرت أن هناك أمر سيء سوف يحدث قريبا مع ابنها بسبب عيون الحساد الذين تمنوا أن تزول جميع النِعم التي أنعم الله بها على رامز.
حضرت منى حتى تلبي رغبة شقيقتها وباركت لرامز متجاهلة زوجته فهي لم تنسَ نظرات الكراهية التي رأتها في عينيها في يوم خطبة ابنتها.
انصرفت منى بعد فترة قصيرة وهي تحمد الله؛ لأنه عوض نادين ورزقها بخطيب مثل آدم والذي سيصبح عما قريب زوجها ورفيق دربها.
انفرجت أسارير رامز بعدما رأى عزامًا الذي حضر حتى يقوم بتهنئته بميلاد ابنه.
اتجه رامز نحو عزام ثم صافحه ورحب به بحرارة قائلا:
-“أهلا وسهلا بيك يا عزام بيه، أنت حقيقي شرفتني بزيارتك”.
ابتسم عزام بتصنع هاتفا بودٍ كاذب فهو لم يحضر من أجل تهنئة رامز وإنما حضر من أجل رؤية داليا التي لم يرها منذ فترة طويلة:
-“ألف مبروك، يتربى في عزك إن شاء الله”.
نطق عزام تلك الجملة وهو لديه قناعة تامة بأن هذا الأمر لن يتحقق؛ لأنه لن يترك رامز يفرح بطفله وسوف يدمر حياته ويقلبها رأسا على عقب في وقت قريب.
هتف عزام بنبرة متسائلة بعدما نظر حوله يمينا ويسارا ولم يجد داليا:
-“أمال فين مدام داليا؟ هي مش موجودة هنا في البيت ولا إيه؟”
استغرب رامز من سؤال عزام عن زوجته وشعر ببعض الضيق ولكنه نجح في إخفاء انزعاجه وأجاب بمنتهى الهدوء:
-“داليا موجودة جوة مع عيلتها”.
استفز عزام رامزًا بالطريقة التي تحدث بها بعدما علم أن داليا بالداخل:
-“طيب ناديلها عشان أباركلها”.
كاد رامز يرد بقسوة ولكن أوقفه صوت داليا التي تبعته للخارج بعدما لاحظت غيابه:
-“أهلا وسهلا بحضرتك يا أستاذ عزام”.
ابتسم عزام بعدما رأى داليا ثم مد لها يده بعلبة صغيرة جعلت بؤبؤ عينيها يلمع عندما سمعته يقول:
-“دي هدية بسيطة عشانك وأتمنى أنها تعجبك يا مدام داليا”.
فتحت داليا العلبة وابتسمت عندما رأت السلسال الراقي الذي يصعب على زوجها شراء واحد مثله؛ لأن قيمته تساوي ثمنا باهظا من الأموال.
كز رامز على أسنانه وكان على وشك نزع العلبة من بين يدي زوجته وإلقائها في وجه عزام ولكن منعته داليا بنظراتها التحذيرية بعدما لاحظت الغضب المرتسم على وجهه.
غادر عزام وهو يبتسم؛ لأنه نجح في إثارة حنق رامز، فهذه بالنسبة له مجرد بداية والأيام القادمة سوف تكون أسوأ بكثير مثلما تنص الخطة التي وضعها في رأسه.
التفت رامز إلى زوجته وسألها بحنق وهو يوجه نظرات الغضب نحو العلبة التي تحملها:
-“أنتِ إزاي تقبلي هدية غالية من راجل غريب؟! أنا لولا أني فاهم أن أكيد عندك سبب مقنع لتصرفك كان زماني عملت من وشه خريطة وخليته يكره الساعة اللي عرفني فيها”.
ربتت داليا على كتفه وهتفت بنعومة محاولة تهدئة غضبه المستعر:
-“يا حبيبي أنا مقدرة شعورك بس إحنا لازم نشغل دماغنا كويس، عزام راجل إيده تقيلة في السوق وأنت لازم تكسبه في صفك ومش هينفع بأي شكل من الأشكال أنك تخليه عدوك، وبالنسبة لموضوع الهدية فأنت عارف وفاهم أكتر مني أن الطبقة الاجتماعية اللي بينتمي ليها واحد زي عزام وأمثاله بيهادوا بعض بهدايا من النوع ده في المناسبات، يعني هو مش قاصد يهينك ولا يجرح كرامتك زي ما أنت فكرت”.
اقتنع رامز بوجهة نظر زوجته وهتف بهدوء يتنافى مع طبيعته كرجل شرقي يغار بشدة على زوجته التي يحبها:
-“عندك حق يا حبيبتي في كل كلمة قولتيها”.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
انتهت المُزينة من وضع مستحضرات التجميل على وجه نادين التي كانت تتأمل هيئتها في المرآة بملامح متجهمة يشوبها الكثير من التردد فقد انقضت فترة خطبتها بآدم واليوم سيقام حفل زفافهما وعلى الرغم من ذلك هي ليست واثقة من فكرة أنها اتخذت القرار الصحيح عندما نفذت نصيحة والدتها.
الأمر بالنسبة لها مربك للغاية، فهي لا تحمل في قلبها أي مشاعر لآدم ولهذا السبب قررت أن تنهي كل شيء وتفسخ خطبتها به ولكنها تراجعت بعدما اعترف لها بحبه، فقد أيقنت حينها أنها إذا تخلت عنه فسوف تكون مثل رامز الذي فعل بها الشيء نفسه وهي لا يمكنها أن تسمح بهذا الأمر.
قطعت نادين على نفسها وعدًا بأنها لن تتخلى عن آدم لأنها لا يمكنها أن تحطم قلب إنسان أحبها بصدق مثلما كانت تحب رامزًا الذي دهس مشاعرها بمنتهى البرود ولم يكترث لصلة القرابة التي تجمع بينهما.
نفضت نادين عن رأسها تلك الأفكار التي تشوشها ثم التفتت نحو والدتها التي أطلقت أغرودة عالية وهي تتأمل وجه ابنتها التي ازداد جمالها بعدما ذهبت إلى إحدى طبيبات التجميل وخضعت لبضع جلسات ساهمت بشكل كبير في القضاء على البثور التي كانت تملأ وجهها.
احتضنت منى ابنتها وكفكفت دموعها وهي تقول:
-“بسم الله ما شاء الله، ربنا يحرسك يا حبيبة قلبي ويبعد عنك عين كل حاسد”.
حضر آدم برفقة خال نادين وابتسم بعدما رأى عروسه ومنحها باقة الأزهار التي أحضرها خصيصا من أجلها.
تعالت أغاريد صديقات نادين عندما خرجت من صالون التجميل برفقة آدم وصعدت بجواره إلى السيارة التي أخذتهما حيث تقع القاعة التي سيقام بها حفل الزفاف.
-“إيه الجمال والحلاوة دي كلها! بسم الله ما شاء الله أنتِ النهاردة عاملة زي البدر المنور”.
قالتها سمية وهي تحتضن صديقتها وباركت لها وكذلك فعلت أمنية التي ظلت بجوار نادين طوال الحفل ولم تتركها إلا بعدما انتهى الزفاف وصعدت نادين إلى السيارة بجوار زوجها.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
اتصل رامز بمساعده الذي أكد له أن الشحنة التي قام باستيرادها من اليونان قد وصلت إلى الميناء وسوف يتم الإفراج عنها خلال وقت قصير بعدما يتم الانتهاء من جميع المعاملات الجمركية.
ابتسم رامز قائلا بسعادة فوصول الشحنة بسلام إلى بلاده وبيع تلك البضاعة في السوق المحلي سوف يحسن من مستواه المادي وسيجعله واحدا من أهم رجال الأعمال المتواجدين على الساحة:
-“تمام يا أشرف، أول ما الحاجة تطلع من الجمارك اتصل بيا وعرفني على طول”.
أنهى أشرف المكالمة مع رامز بعدما أكد له أنه سيقوم بتنفيذ أوامره، ثم اتصل بعزام وأخبره بأمر وصول الشحنة إلى الميناء.
ظهرت ابتسامة خبيثة على وجه عزام وهو يقول:
-“دلوقتي بدأ العد التنازلي لنهايتك يا رامز ولما اللي في دماغي يحصل ساعتها هقدر أخد داليا منك”.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أوهام الحب الوردية)