رواية وجوه الحب الفصل السابع والعشرون 27 بقلم نور بشير
رواية وجوه الحب الفصل السابع والعشرون 27 بقلم نور بشير
رواية وجوه الحب البارت السابع والعشرون
رواية وجوه الحب الجزء السابع والعشرون
رواية وجوه الحب الحلقة السابعة والعشرون
( ٢٧ ) – عـودة روح –
كانت تُسير بثقة خطوات متهادية وإلى جوارها يُسير صغيرها بين أروقه المشفىٰ متجهين معًا إلى حيث غرفة ” مـمـدوح ” فـِـ ” سـلـيـم ” قد أصر عليها للذهاب معها إلى المشفىٰ مضطرًا لكشف حقيقته أمامه حتى لا تتأذي والدته لذلك ذهب بعدما أجبر حالة على ذلك فهو راجلها الأوحد وظلها وعُكازها بتلك الحياة ولن يتركها تضل أبدًا طيلة حياته ووجوده إلى جواره. كانت تُسير بثبات عكس دقات قلبها المُرتجفة وهو يُسير على جوارها مُتدجرًا يتمنىٰ لو تمُر تلك المُقابلة على خير دون أن يضطر لتعريض والدته لكل هذا إلا أنه نفذ السهم وحسب وعليه الآن مُسايراتها وحمايتها مهما كلفة الأمر. فاق من تفكيره عندما وصل كلاهما إلى الغرفة المُبتغاه وأسرعت والدته في الحين بطرق الباب طرقات هادئة وبمجرد ما أن أذن لها بالدخول حتى دلف إثنانهم إلى الداخل. وبمجرد ما أن رآهم ” مـمـدوح ” الذي يجلس على ما يبدو بإنه في حالة جيدة وقد تجاوز الخطر حتى هتف بنبرة يشوبها الإنهاك والتعب.
– مين حضراتكم..!
” أصـالـة ” بإبتسامة بشوشة.
– أزيك يا مـمـدوح..!
حمداللّٰه على سلامتك..!
” هـالـة ” زوجته بنبرة لبقه محاولة فهم ما يحدث وهوية تلك المرأة الواقفة أمامها بكل أنوثة طاغية وعنفوان.
– اللّٰه يسلمك يا مدام بس حضرتك مين..؟!
” أصـالـة ” بإبتسامة صافية.
– أنا أصـالـة الـعُـمـرانـي طليقه مُـراد نـجـم الـديـن..
أنت مش فاكرني يا مـمـدوح..؟!
” مـمـدوح ” بصدمة وهو ينظر إليها بتحديق غير قادرًا على إستيعاب ما يحدث.
– أصـالـة هـانـم..!
” هـالـة ” بغضب وهي توجه حديثها إليها بنبرة معنفه، هجومية.
– وهو أنتي ليكي عين تيجي هنا بعد اللي عمله طليقك فينا..!
على رأي اللي قال يقتلوا القتيل ويجوا يمشوا في جنازته..
” سـلـيـم ” بتهذب ونبرة هادئة فهو لم ولن يسمح بإهانة والدته مهما كلفه الأمر.
– ممكن تهدي يا مـدام من فضلك وتسمعينا..!
حضرتك سمعتي هي بتقول طليقته مش مراته وإحنا هنا عشان نساعد أستاذ مـمـدوح مش جاين شمتنين فيكم..!
” مـمـدوح ” وهو ينظر إلى ” سـلـيـم ” مُشبهًا عليه.
– مين حضرتك..؟!
” سـلـيـم ” بقوة وثبات وهو ينظر إليه بتهذب.
– هنجاوب على أسئلة حضرتك كلها بس الأول لازم نكون على إنفراد لو تسمح..! قالها وهو ينظر إلى ” هـالـة ” ومن ثم إلى ” مـمـدوح ” حتى يتأكد بإن حديثهم سيكون سرًا بينهم هما الثلاثة فقط.
” مـمـدوح ” لا رد لكنه سكت لبرهة محاولًا تجميع شتات نفسه وربط خيوطه ومن ثم هتف إلى زوجته بنبرة لبقه.
– بعد إذنك يا هـالـة أطلبي عصير للمدام والأستاذ..
” هـالـة ” وهي تُطيع زوجها بعدما نظرت إليهم بوجوم ورمقتهم بنظرات كادت أن تحرقهم بمكانهم.
– حااااااضر..! وما أن رحلت وأغلقت الباب خلفها حتى هتفت ” أصـالـة ” ببشاشة.
– أزيك يا مـمـدوح..؟!
عاااااااش من شافك..!
” مـمـدوح ” بإقتضاب.
– الحمدللّٰه في نعمة يا مدام..
اتفضلوا أقعدوا..
أنا آسف جدًا على اللي هـالـة عملته ومقابلتها ليكم بس هي بعذرها اليومين اللي فاتوا مكانوش ساهلين بالمرة..!
” أصـالـة ” بإبتسامة بشوشة صافية.
– محصلش حاجة يا مـمـدوح أنا مقدرة جدًا لكل ده ربنا يعافيك يارب..
فإبتسم لها ” مـمـدوح ” إبتسامة منهكه مهزوزة ومن ثم تابع وهو يُعيد سؤاله مرةٍ آخرىٰ إلى ذلك الشاب الواقف إلى جوارها وعلامة إستفهام كُبرىٰ ترتسم على ملامحه.
– مين حضرتك..؟! أنا شوفتك قبل كده مش كده..؟!
” أصـالـة ” بقوة وفخر واضح بصغيرها.
– ده سـلـيـم إبني يا مـمـدوح..!
ومن ثم أضافت بنبرة صادقة.
– ده سـلـيـم إبني وإبن مُـراد..
” سـلـيـم ” بقوة وثبات فهو يعلم أن أمره قد إنكشف أمام ولا مجال للعودة.
– أنا سـلـيـم..!
سـلـيـم ريـاض الـعُـمـرانـي..
ثم أضاف بنبرة مُتهاديه.
– إحنا فعلًا إتقابلنا قبل كده هنا في المُستشفىٰ صدفة..! قالها وهو يتكأ على كل حرف يتفوه به وكأنه لا يريد بالإفصاح أكثر من ذلك عما حدث أمام والدته..!
” مـمـدوح ” بصدومة وعيناه كادت أن تخرج من موضعها.
– أنت اللي كُنت مع…! فلم يترك له ” سـلـيـم ” الفرصة لإكمال حديثه وقاطعه بقوة وتلقائية محاولًا إسكاته.
– ايوووووه أنا يا أستاذ مـمـدوح..!
ثم أضاف بإبتسامة مهزوزة.
– الموضوع كله كان صدفة بس زيّ ما بيقولوا رب صدفة خيرًا من ألف ميعاد..!
” مـمـدوح ” بصدمة وهو عاجز عن تجميع الخيوط وربطها ببعضها البعض.
طب إزاي..؟!
إزااااااي ده حصل..؟!
إزاي مُـراد بيه ميعرفش بالكلام ده..؟! وإزاي أنت اتعاملت معاه كأنه متعرفهوش..؟! أنا فاكر كويس أنك عرفت نفسك له ولمدام شـهـيـرة على أنك صاحب سلسلة المطاعم اللي بشمهندسة مـريـم بتشتغل فيها..!
فأكمل بصدمة أكبر وكأنه استوعب ذلك الحديث للتو.
– إيه ده..؟! وإزاي إسمك على إسم مدام أصـالـة مش إسم مُـراد بيه..؟!
” سـلـيـم ” بقوة وثبات.
– دي حقيقة فعلًا..
سلسلة المطاعم دي بتُملكها أمي مدام أصـالـة الـعُـمـراني وأنا اللي بديرها ولو تتذكر أن قولت أن سلسلة المطاعم إسمها صـولا..!
” أصـالـة ” بصدمة وهو تنظر إلى صغيرها نظرات غائمة، غامضة، مبهمة.
– أنتم اتقابلتوا قبل كده..؟!
” سـلـيـم ” وهو يدرك بإنه وقع في فخ قد صنعه بيديه بإحترافية شديدة دون أن يُفكر ولو لمرة بإنه سيقع بداخله فكما يُقال حقًا كل طابخ سم سوف يأكله.
– ايوه يا ماما اتقابلنا قبل كده زيّ ما قولتلك أن بشمهندسة مـريـم هي اللي ماسكه ديكورات المطعم وبالصدفة عمها تعب وجيت معاها المستشفى وساعتها قبلت العيلة وأستاذ مـمـدوح وعرفتهم أني صاحب السلسلة..
” أصـالـة ” وهي تنظر إلى صغيرها نظرات حارقة أربكته وبشدة وأكملت حديثها إلى ” مـمـدوح ” بنبرة هادئة محاولة عدم إبداء صدمتها وإحراج صغيرها أمامه.
– سـلـيـم بيكون إبني يا مـمـدوح ومُـراد معندهوش أدنىٰ فكرة بوجوه لحد اللحظة دي..
” مـمـدوح ” بصدمة كبيرة وهو يشعر وكأن هناك أحد قد طرق على رأسه بمطرقة قوية.
– إزاي إبنه ومُـراد بيه مش بيخلف..؟!
إزاي إبنه وإزاي إسمك مش على إ..؟! وما كاد أن يُكمل حديثه حتى قاطعته ” أصـالـة ” حتى لا تتركه في صدمته كثيرًا لعلها تتمكن من كسب الوقت لصالحهم.
– ده موضوع يطول شرحه يا مـمـدوح بس اللي هقدر أقولهولك دلوقتي أن إحنا أتلعب علينا لعبة كبيرة أوي ولازم نحط إيدينا في إيد بعض عشان نرد حقنا وكرامتنا..!
فأكملت بأسف حقيقي ونبرة شجيه.
– أنا عرفت بكل اللي مُـراد عمله معاك وصدقني زعلت من قلبي على اللي حصلك وعارفة ومتأكده كمان أنك برئ من كل التُهم اللي إنتسبتلك..
” مـمـدوح ” بنبرة منهكه.
– مُتشكر جدًا لشعور حضرتك النبيل ده يا مدام أصـالـة أنا فعلًا مظلوم ومعملتش حاجة من دي خالص وربنا شاهد عليا بس يهمني أعرف حضرتك عرفتي منين أني باللي حصل ومخليكي متأكده أوي من برائتي..؟!
” أصـالـة ” بنبرة هادئة وهي تنظر إليه بثقة.
– أنا مش بس عارفة أنك برئ يا مـمـدوح أنا كمان معايا دليل برائتك بس قبل أي حاجة يهمني أنك توعدني أن حقيقة سـلـيـم اللي أنت عرفتها والكلام اللي هقوله دلوقتي ميخرجش برانا إحنا التلاتة..!
” مـمـدوح ” بحيرة وعدم فهم لكل ما يحدث حوله ولحديثها العائم معه من وجهة نظره الذي لم يستطع فهم أي كلمة منه سوىٰ أنها تعلم ببرائته جيدًا.
– أنا حقيقي مش فاهم حاجة من اللي حضرتك بتقوليها دي وإيه قصدك بإتلعب علينا لعبة..؟!
” أصـالـة ” بثبات وهي توجه حديثها إلى صغيرها بقوة.
– سـلـيـم من فضلك شغل الريكورد اللي معاك..!
فنظر إليها ” سـلـيـم ” نظرات مُبهمه ومن ثم أطاعها وقام بتشغيل التسجيل ليستمع إليه ” مـمـدوح ” بصدمة كبيرة كادت أن تخرج من موضعها وهو يستمع إلى كل كلمة وحرف دون تصديق يشعر وكأنه غير قادرًا على إستيعاب كل ما علم به للتو إلى أن هتف والصدمة مُرتسمه بوضوح على كل أنش به.
– إيه كل الشر والسواد اللي في قلوبهم ده..؟!
هو لسه في بشر في الدُنيا كده..؟!
” سـلـيـم ” بثبات وقوة.
– للأسف دول مش بشر زيّنا دول شياطين الطمع والحقد مسيطرين عليهم وممكن يعملوا أي حاجة تخطر على بال حضرتك لو في حد بس حاول أنه يعترض طريقهم..
وحضرتك شوفت بنفسك لما حسوا أنك عقبة في طريقهم زاحوك من قدامهم بكل قوتهم من غير ما يهتموا بيك ولا ببيتك وولادك..
” مـمـدوح ” وهو ينظر إليه لا يستطيع إيجاد كلمات تُمكنه من التعبير عما يكمن بداخله.
– أنا مش قادر أستوعب..!
حاسس أن دماغي لفت زيّ ما يكون في حد ضاربني عليها..!
لا حول ولا قوة إلا باللّٰه..! نطق بها وهو يضرب كف على كف في ذهول حقيقي مما عُلم به.
” أصـالـة ” بوجع دفين وشجن عالق بنبرتها الدافئة.
– دي الحقيقة يا مـمـدوح شيئنا أم آبينا..
الحياة فيها كتير أوي وطول ما إحنا عايشين هنشوف كتير فيها..!
ثم أكملت حديثها بهدوء ونبرة واثقة.
– عشان كده جاية النهارده عيزاك تحط إيدك في إيديا وتقف على رجلك من تاني عشان نلحق ننقذ مُـراد من الورطة السودا اللي علق نفسه فيها ونشيل الغمامة من على عنيه..
ثم أضافت بنبرة رحيمة ” مـمـدوح ” بصدمة وهو ينظر إليها بتحديق غير قادرًا على إستيعاب ما يحدث.
– أنا عارفة أن قلبك كبير ومش هيهون عليك تشوف مُـراد بيغرق وإحنا واقفين نتفرج..!
” مـمـدوح ” بتسهيم وهو يشرد فيما تتفوه به.
– أنا حاسس أني مشوش ومش عارف أعمل إيه بس أنا كل اللي عارفة أني إتهانت وكرامتي أتمسح بيها السوق وصعب عليا أوي أرجع تاني أو أبص في وش أي حد فيهم بعد اللي عملوه فيا..!
” سـلـيـم ” مُعترضًا على حديثه بلباقه.
– مع إحترامي لحضرتك يا أستاذ مـمـدوح بس حضرتك صاحب حق ولازم تدافع عن حقك على الأقل عشان صورتك في نظر ولادك وأهل بيتك..
” أصـالـة ” بنبرة هادئة، رحيمة.
– أنت طول عُمرك جدع يا مـمـدوح وفي كتف مُـراد وهو كمان بيعتبرك أكتر من أخوه ويصعب عليا جدًا أن علاقتكم تنتهي بالشكل ده..
أنا عارفة أنك أصيل ومتهونش عليك العشرة والعيش والملح عشان كده بطلب منك تساعدني عشان نرجع حقنا ونفوق مُـراد من الغفوة اللي فيها بدل ما يخسر نفسه ويخسر كل حاجة بسبب شـهـيـرة و رؤف..
” مـمـدوح ” بتفكير.
– أنا مقدر كلامك ده كله ومجيتكم لحد عندي فوق رأسي بس أنا مش هقدر أقبل أن كرامتي تتهان أكتر من كده حتى لو كانت بإسم الإخوة والعشم..
ربنا يعلم أنا يعز عليا قد إيه أشوفه بيغرق نفسه والسكينة سرقاه وأنا واقف أتفرج عليه..
” أصـالـة ” بوجع ومرارة حاولت قدر الإمكان تخطيهم.
– صدقني يا مـمـدوح مُـراد مش في وعيه..!
مُـراد عايش تايهه مُغيب بقاله سنين..
والدليل على كلامي ده أنه لحد اللحظة دي ميعرفش بوجود سـلـيـم وفاكر أني خونته فعلًا زيّ ما شـهـيـرة فهمته..!
” مـمـدوح ” بعدم تصديق وتحسر على ما مضىٰ.
– عندك حق فعلًا مين يصدق أن قصَّة الحب الحلوة اللي كانت بينكم والدُنيا كلها بتشهد بيها تنتهي النهاية المُخزيه دي..؟!
ثم أضاف بكراهية شديدة.
– كله منهم دول شياطين ربنا يكفينا شرهم..!
” أصـالـة ” برزانة ونبرة مُحمسه له.
– متفكرش كتير في اللي حصل لأننا مش هنقدر نغيره أنا عيزاك تقوم وتنطر التعب والعيا وتقف على رجلك من تاني..
حط إيدك في إيدي عشان نصلح كل حاجة ونحافظ على الشركة اللي أنت تعبت فيها زيّك زيّ مُـراد بالظبط..!
أرجوك يا مـمـدوح تساعدني أرجع حقي وحق إبني وأحافظ على مُـراد قبل ما شـهـيـرة تغرقه وتغرق عيلته كلها معاه..!
” مـمـدوح ” بتقدير لها.
– صدقيني يا مدام أصـالـة أنا مش مُعترض أني اساعد حضرتك بس أنا فعلًا مفيش حاجة في إيدي أعملها..
مُـراد طردني بره الشركة وبره حياته كلها ومبقاش ليا وجود فيها نهائي..
” أصـالـة ” وإبتسامتها تعوض بالإرتسام على محياها من جديد.
– متشلش هم كل ده مادام المبدء موجود ومُستعد تساعدني..!
ثم أضافت بجدية وحماس.
– أنا عرفت أن نص الشركة والمصنع هيتم بيعهم في ميزاد مُغلق وأنا مُستعده أدفع أي مبلغ مُقابل أنهم يكونوا من نصيبي ومخليش حد يشارك مُـراد في شقىٰ عُمره..
ولو ربنا أراد والشركة والمصنع كانوا من نصيبي هترجع أنت كمان معايا بصفتك مُدير أعمالي والمُدير التنفيذي الجديد للشركة وده لأني بثق فيك وعايزه أردلك إعتبارك قدامهم من تاني..!
” سـلـيـم ” بتهذب.
– أنا مش هآمن على أمي ترجع تاني وسط الناس دي بعد كل اللي حصلنا من تحت رأسهم بس أنا واثق في حضرتك وأن وجودك مع ماما في الشركة والمصنع هيكون مطمني عليها لأن اللي بيربطكم ببعض هدف واحد ونيتكم صافية وكلها خير..
” أصـالـة ” وهي تنظر إلى ” مـمـدوح ” نظرات مُترجيه ومُترقبه لردة فعله.
– هاااااا قولت إيه يا مـمـدوح..؟!
موافق على كلامنا ولا ليك رأي تاني..؟!
” مـمـدوح ” لا رد ولكنه سكت لبرهة من الزمن يُفكر في الأمر قبل أن يتسرع في إتخاذ قرار يعقبه الندم لاحقًا تحت نظرات الجميع منها المُترقبه والآخرىٰ مُترجيه إلى أن حسم قراره وأخيرًا وختخت لهم بنبرة صادقة، هادئة، مُحبة وهو يشعر بإن بحديثها له قد إعادت به الروح من جديد.
– وأنا إيدي في إيدكم يا مدام أصـالـة ومش هسيبكم غير لما مُـراد يفوق لنفسه ويشوف بعنيه حقيقة اللي حوالين منه عاملة إزاي..!
فإبتسمت له ” أصـالـة ” بإرتياح فهي تشعر وكأنها عادت تتنفس من جديد فمنذ وقوع ذلك الخبر عليها وهي تشعر وأن الحياة أصبحت واقفة من حولها وهي تركض وتركض فيها دون فائدة إلا أن بموافقته على مساعدتها الآن قد عادت الحياة تنبض بداخلها من جديد وكأن الأمل بدء في أن ينتعش بصدرها في أن عودة جميع حقوقها ستعود ذات أيامًا قليلة من اليوم.
أنتهت الزيارة بعد ذلك ورحلت بصحبه إبنها والذي بمجرد ما أن صعدت بالسيارة إلى جانيه حتى نظرت له نظرات حارقة مُتوعده كادت أن تدفنه في موضعه من حُرقتها محاولة سبر أغواره؛ فنظر إليها ” سـلـيـم ” بدوره نظرات مُشتته، مهزوزه بعدما أستقل سيارته وجلس في وضعية الإستعداد للقيادة إلا أن نظرات والدته أوقفته. فهتف بها بنبرة هادئة وهو يبتلع لُعابه بصعوبة بالغة محاولًا تخطي الموقف وعدم ترك مساحة لسماع توبيخها له.
– مالك يا صـولا بتبصيلي كده ليه..؟!
” أصـالـة ” بنظرات ثاقبة.
– ليه مقولتليش أنك قبلت مُـراد قبل كده..؟!
ثم أضافت بنبرة مُتلهبه.
– وليه مقولتليش أن البنت اللي شوفتها في المطعم هي نفسها بنت نـجـم الـديـن..
” سـلـيـم ” بإرتباك وعو ينظر إلى الطرق أمامه في محاولة منه لتجنب النظر بعيناها حتى لا ينكشف أمره.
– أنا زيّ ما قولت فوق قصاد مـمـدوح الموضوع كان صدفة وأنا معرفنش أنها تقرب ليهم غير متأخر بعد ما مضينا العقد..!
” أصـالـة ” بقوة وهي غير قادره على تصديقه.
– واللّٰه..؟!
والمفروض أنا أصدق الكلام ده دلوقتي..؟!
” سـلـيـم ” بإرتباك عمد إلى إخفائه.
– وأنا هكدب على حضرتك ليه يعني..؟!
ثم أضاف بنبرة مدروسه.
– لو حضرتك مش مصدقاني ممكن تسألي زيـاد لأنها من طرفه وكانت عاملة ليهم ديكورات الڤيلا بتاعتهم يعني أنا مكانش عندي أي فكرة بخصوص صلة القرابة اللي بينها وبين عيلة نـجـم الـديـن..؟!
” أصـالـة ” وهي تنظر إلى الأمام بقوة بعدما إعتدلت في مقعدها وهتفت بثبات ونبرة صارمة، حازمة وهي غير مكترثه به فهي تعلم بإنها لم ولن تصل بالحديث معه إلى مُبتغاها.
– روحني عالبيت حالًا..!
• عودة إلى الوقت الحاضر – End Flash Back.
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وجوه الحب)