رواية هو لي الفصل الثامن 8 بقلم فيروز عبدالله
رواية هو لي الفصل الثامن 8 بقلم فيروز عبدالله
رواية هو لي البارت الثامن
رواية هو لي الجزء الثامن
رواية هو لي الحلقة الثامنة
وأنا راجعة كان لسة واقف بيتكلم .. عملت نفسى من بنها ومشيت ولا كأن حاجة حصلت ، بس المرادى إلى وقفنى صوتة وهو بيقول : راسل ؟ .. لا لسة نايم ، دا بقالة سنتين فى غيبوبة وعايش على الأجهزة ، موضوع أنة يفوق بقا بالنسبالى حلم !
الاكياس وقعت من إيدى .. وقولت بصدمة وأنا بقرب منة : ر ، راسل ؟ .. أنت تعرف راسل ؟ . . طويل ، و عيونة رصاصى ، بيبتسم اكتر ما بيتكلم .. ه ، هوه جوا ؟
قبل ما يرد ،كنت زقيتة ودخلت الاوضة .. ولقيت شخص نايم على السرير
مش عارفة لية فى اللحظة دى جسمى كان بيترعش ، رجليا ضعفت و بقت لا تقوى على حمل ريشة ، لابد أن الصدمة كانت كبيرة على جسمى .. وعلى عقلى إلى كان مش مستوعب الى بيحصل ، و نفسة يبقى حقيقة .. لكن يا جماعة الواقع اجمل و اغرب من أنة يطلع حقيقة !
قربت اكتر ، ودموعى نزلت لوحدها لما شوفتة ، كان نايم على السرير ، اينعم الإجهاد و التعب طاغيين على ملامحة لكنة لسة وسيم ..
قعدت على الأرض و مسكت ايدة وأنا ببكى ، بيقولوا دموع الفرحة بتبقى املح من دموع الحزن ، وأنا فحياتى منزلتش دموع املح من دى !
كل كلمة اتقالت يومها جت فبالى ، والذكريات بتتعاد فى دماغى كأنها شريط تسجيل .. ولكن الشريط وقف على جملتة وهو بيقول “لو توعدينى أن يوم ما هنتقابل تانى مش هتسبينى .. “
يعنى كان عارف ! .. كان عارف أن اللحظة دى جاية ، وهان علية أنة يسيبنى على عمايا ، كل دا أنا كنت لوحدى وأنت كنت بتعانى هنا لوحدك ، كل دا مفكرة أنها كانت مزحة حلوة ، أو ليلة خيالية ، كل دا بيتولد عندى أمل كل يوم الصبح أنى هقابلة ومش بعتر فى أثره حتى !
بس كل دا هان لما قابلتك النهاردة .. قبلت ايدة و همست : اطمن يا راسل .. انا هنا اخيرا ، وزى ما وعدتك هفضل جمبك ومستحيل أسيبك ..
هنا حسيت بإيد على كتفى ، لفيت راسى علشان الاقى الراجل إلى كان واقف بيقول بإستفهام : زهرة ؟
قومت وأنا بمسح دموعى .. : آ ، آه زهرة . . أنت تعرفنى ؟
بص على راسل ، ثم همس ليا : تعالى برا علشان نعرف نتكلم ..
مكنتش عايزة اسيب راسل وأخرج ، كم يوم ، كم ساعة ، كم دقيقة ، ثانية عدت من غير ما أشوفة .. لازم كل دا يتعوض بقربى منة ، ولونى متأكدة أن الوقت من غيرة ضايع ولا يمكن تعويضة مهما قربت .. !
…
قعدت على مقعد وكان هو _الراجل_على شمالى ، كان قاعد بيبص على أيدة بتركيز ، كأنة بيرتب الكلام الى هيقولة ، عندة كل الحق ، لأنها مفاجأة محدش مننا كان عامل حسابها ..
بدأ كلامه بارتباك وهو بيبص قدامة : زهرة .. أنتِ بجد زهرة ؟
بصتلة باستغراب : هو فية زهرة غيرى !
ضحك بخفة : لأ ، كل الحكاية انى مش مصدق .. فالواقع لو قولتى لأى حد عارف الحكاية مش هيصدق
أنا واحدة ممكن تاكل نفسها حتى الاذنين من التوتر ، والشخص دا موترنى جدا ! .. قولتلة : حكاية إية ؟
بصلى أخيرا ، وفعلا حكمى مكنش باطل لما قولت أنة شبة راسل جدا .. وقالى :حكايتك أنتِ وراسل !
بصتلة بترقب علشان يكمل ، فهم و اتنهد علشان يقول : ” من سنتين ونص راسل اكتشف أنة عندة ورم فى المخ ، و كنا مهما اتحايلنا علية علشان يعمل العملية بيقابل دايما رجائنا بالرفض .. لان نسبة نجاحها قليلة و كمان لو فاق هيعانى من مشاكل فى الحركة والسمع و النطق لأن الورم ضاغط على مراكز الحاجات دى فى دماغة ، .. وفيوم يا زهرة اتخانقت معاة لأن صبرى نفذ ، ولو سمحتى متلومنيش ، هو إلى كان قا”سى ودماغة ناشفة .. كان محسسنى بالعـ”جز وأنا بشوفة بيروح منى و مش عارف اعمل حاجة ..
بالرغم من غضبى منة إلا أن قلقى علية كان وصل لاقصى درجاتة ، ودا إلى خلانى منامش ليلتها واستناة ، وعلى وش الفجر شرف و ملامحة إلى كان جاى بيها متناقضة تماما مع إلى خرج بيها .. فيها شىء من الفرحة و القلق ، و مش هنسى اللمعة إلى فعيونة لما قالى : هعملها يا أدهم ، هعمل العملية !
مكنتش مصدق ، تغيير كبير حصل فى شوية ساعات ، تغيير مقدرناش احنا نعملة فى شهور .. أنتِ كنتى السبب فية ..
اخدت نفس طويل وكمل : ولسوء الحظ العملية فشلت وراسل دخل فى غيبوبة من سنتين ، وآخر حاجة عملها أنة وصانا عليكى قال “لو جرالى حاجة ، أنا واثق أن زهرة هتيجى ، خدوا بالكم منها و متخلوهاش تمشى وتسيبنى .. لأن على ايديها متأكد هيتكتبلى عمر جديد ”
سكت شوية ، ولقيت أنا الوقت علشان امسح دموعى إلى نزلت ، ثم عاودت النظر لية … فى بالة حاجة عايز يقولها ، أنا واثقة ..
لقيتة بصلى وقالى بحزن شديد وندم : تحسى أن فية ذنب عظيم أذنبتة و ربنا بيعاقبنى علية ، وما اقساة من عقاب وأنا شايف اخويا و حبيبى فى الحالة دى كل يوم …. ساعات بلوم نفسى على الحال إلى هو فيها ، وبقول لـ، لو مكنش عمل العملية ، كان زمانة مستريح و مكنش دا بقا حالة !
اوقات كتير ببقى مش عارف لو قابلتك المفروض ابقى حاقد عليكى و لا ممتن ليكى .. لأنك السبب فكل دا !
لكن دلوقتى أنا .. ادهم النويرى بترجاكى يا زهرة أنك تساعدية ، وتخليكى جنبة لانة محتاجك .. ساعتها لو طلبتى روحى هديهالك من غير فصال !
بصتلة بحنية وقولت : وأنا مش عايزة ولا طالبة حاجة اكتر من أنة يقوم بالسلامة . . صدقنى أنا محتاجة ابقى جنبة اكتر ما هو محتاجنى !
من بعيد ظهرت سيدة عجوز ،باين عليها الثراء و العز ، كانت بتجرى علينا وهى بتلهث .. وأول ما وصلت عندنا ، ادهم ابتسم وهو بيشاور عليا : زهرة يا ماما !
شدتنى من ايدى قومتنى وقالت بعيون بتلمع من الدموع : اخيرا جيتى .. كنا مستيينك يا حبيبة الغالى !
من فرحتها ,كانت هتبوس ايدى ، بعدتها بسرعة ، فقالت : أنا معتمدة على ربنا ثم عليكى ، رجعيلى ضنايا يا زهرة !
ام حياتها وقفت بعد فراق ابنها، و اخ قلبة و”اجعة على اخوة .. كنت ليهم امل ظهر من وسط عتمة حياتهم ، و دا خلاهم مش مصدقين نفسهم ، و شايفين أنهم وصلوا لنهاية عذا”بهم ، إلى مش عارفينة ، أن الامل دا _الى هو زهرة _ خايف جدا من انة يبقى مش كافى علشان يغير حاجة ويبقى حسرة جديدة فى حياتهم !
فجأة سمعنا صوت حاجة بتتكسر جاى من اوضة راسل و …
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية هو لي)