رواية وجوه الحب الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم نور بشير
رواية وجوه الحب الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم نور بشير
رواية وجوه الحب البارت الرابع والثلاثون
رواية وجوه الحب الجزء الرابع والثلاثون
رواية وجوه الحب الحلقة الرابعة والثلاثون
( ٣٤ ) – حـرب بـاردة –
فلم يرمش لـِـ ” أصـالـة ” رمشًا واحدًا ولم تتحرك أنشً يُذكر إلا أنها أنتقلت بأنظارها إلى تلك الـ ” شـهـيـرة ” التي تكاد تُجزم بأن هُناك أحد قد قام بسكب وعاء من الماء المُثلج أعلىٰ رأسها. فإتسعت إبتسامتها أكثر وهي ترىٰ نيرانها بوضوح بداخل أعين الأخيرة التي كادت أن تحرق العالم بأكمله من فرط غيرتها فها هو خصمها قد عاد وكأن السنوات لم تُزيدها إلا جمالًا كما أخبرها ذلك الـ ” رؤف ” من قبل ؛ كل ذلك و ” مُـراد ” غير قادر على إستيعاب كل ما يحدث حتى أنه عاجز عن إبعادها عن أحضانه فجميع عضلاته مُشنجه غير قادر على التحكم بها وكأنه أصبح مُتخشبًا في مكانه وعند هذا الحد إبتعدت عن أحضانه وهي تهتف إلى غريمتها بنبرة قوية ذات مغزىٰ.
– أهلًا أهلًا مدام شـهـيـرة نورتي شركتنا..! قالتها وهي تعود لتجلس أعلى مقعدها الوثير خلف المكتب ومن ثم وضعت ساق على آخرى تتابع كلاهما بأعين ثاقبة ، قوية ، لم تهتز للحظة وهي ترىٰ تخبطه وإرتباكه بوضوح فهو بموقف لا يُحسد عليه الآن زوجته تراه بأحضانه محبوبته ولا يعلم صدى هذا الموقف على تفكيرها ومشاعرها. فتمتم بإرتباك بعدما إبتلع لُعابه بصعوبة بالغة.
– شـ شـهـيـ … رة..
أنـ..ااااا..
” شـهـيـرة ” بسخرية وهي تخطوُ بخطواتها إلى الداخل بثقل خطوات مُتهاديه.
– أهلًا..! قالتها بتقزز وإشمئزاز ومن ثم تابعت وهي تحاول إحراق الآخرى بعدما إقتربت لترتمي بإحضان زوجها هاتفه به بإبتسامة واسعة متجاهلة لوجودها عن قصد.
– حبيبي عديت عليك في المكتب قالولي أنك هنا..
ثم أضافت وهي تضع قبلة عميقة أعلى وجنته اليمني التي هي بإتجاه ” أصـالـة ” بغنج ودلال تُحاول إثارة غيرتها.
– أنا كنت بعمل Shopping ولقيت نفسي قريبة منك قولت أجي أشوفك ونشرب قهوتنا سوا كالعادة..
” مُـراد ” بإرتباك وهو يمسح بيديه لحيته يشعر وكأنه غير قادر على التنفس.
– آااااه تماااام يلااااا بينا على مكتبي طيب..
” شـهـيـرة ” وهي تُعلق يديها بيديه.
– يلاااااا يا حبيبي..! نطقت بها بغنج ودلال كبيران في محاولة لحقن دماء غريمتها إلا أن ” أصـالـة ” كانت تتابع كل هذا حقًا بإشمئزازًا كبيرًا فهي كانت تظن بإن بعد كل هذه السنوات سترىٰ إمرأة كاملة الأنوثة أمامها يجب أن تُغار منها حقًا إلا أنها صُدمت بالواقع فها هي تُشبه البهلوان تمامًا بزينتها وحمرة شفافها المُبالغ فيها. هذا ليس غرورًا منها ولكن ثقة بإن غريمتها لن ولم يطلع معها شيئًا للصمود أمامها سوىٰ دهائها وخبثها التي هي على علم وثقة بإنها ستقع في نصب أعمالها عاجلًا فكل ذلك من صنع إيديها فكل طابخ سم سوف يأكله. فخرج كلاهما وهي لاتزال مُعلقة يديها بيديه دون أن يتفوه أحدهم إليها بنصف كلمة. فنظرت في أثرهم وإبتسامة سخرية تلوح على شفتيها على أثر تذكرها لكلمات ” عـزيـزة ” لها في الصباح فالأمر حقًا يدعوا للسخرية من وجهة نظرها وليس إلا ، حتى أنها تشعر حقًا بشفقة عليه ومن ثم همست لنفسها بسخرية.
– على رائيك يا زوزه..
اللي يربط في رقبته حبل ألف مين يسحبه..
ومُـراد غبي ويستاهل كل اللي بيحصله..! قالتها بقوة ومن ثم عادت إلى فتح الملف أمامها بعدم إكتراث لكل ما حدث وكأنها أصبحت فجأة إمرأة مُتبلده المشاعر مُتجمدة الأحاسيس.
على الجانب الآخر بمجرد ما أن دلف ” مُـراد ” إلى غرفة مكتبه برفقه زوجته حتى همس لها بإرتباك محاولًا تصحيح ما رأته بعيناها.
– شـهـيـرة أناااااا..
” شـهـيـرة ” وهي تتخطى الحاجز بينهم ومن ثم مسكت بيديها يداه مُردده بحب شديد إلا أن الخبث باطن في نبرتها.
– أرجوك يا مُراد متبررش ولا تقول أي حاجة..!
ثم أضافت وهي تحيط بيديها بعد ذلك وجهه بحب.
– أنت جوزي وأنا بثق فيك لدرجة محدش في الدُنيا يتخيلها..
أنت مش مُتخيل أنا بحبك قد إيه ولو شوفتك بعيني زيّ ما حصل من شوية في حضنها عُمري ما هصدق عنيا وهكدبها وهصدقك أنت..
أنا عارفة أنك محبتنيش زيّ ما حبيتك بس اللي أنا واثقة منه أنك مش خاين ولا عُمرك هتخوني لأن دي أكتر حاجة وجعتك وأنت عُمرك ما هتعمل فيا كده..! قالتها بلؤم وخبث كبيران وهي تحاول تذكيره بما مضى بشكلًا غير مُباشر. فأغمض ” مُـراد ” عيناه بألم محاولًا عدم التأثر بالماضي ثانيًا ومن ثم تابع بنبرة هادئة وحب وتقدير يكنه ويخصه بها وحدها.
– صدقيني يا شـهـيـرة أنا كل يوم بلؤم نفسي ١٠٠ مرة عشان مش قادر أعوضك أو أديكي الحب اللي تستاهليه بس واللّٰه غصب عني..
ثم تابع وهو يمسك بيديه يديها بحنان ونبرة لم يختبرها معها يومًا فهو حقًا يشعر بالذنب بإتجاهها ويحاول بقدر الإمكان تعويضها عن كل ذلك.
– أنا واثق أنك بحبك ليا وتفهمك لموقفي ، هنمر الأزمة دي مع بعض وهنطلع منها علاقتنا أقوى من الأول..
مفيش راجل في الدُنيا يبقا في حياته واحدة ست زيّك ويضعف أبدًا عشان كده إحنا هنقوى ببعض وهنعدي الفترة دي سوا..! نطق بها وهو يحاول بثها الدعم والأمان كما أخبرته شقيقته أمس وتقديرًا لها ولتفهمها موقفه التي رأته بعيناها بداخله منذ لحظات.
فجلس كلاهما يحتسون قهوتهم سويًا ويتحادثون بأمور المنزل والعائلة لما يقرب من النصف الساعة حتى أقترب موعد الإجتماع فهتف بها ” مُـراد ” بنبرة هادئة مُذوقه.
– معلش يا شـهـيـرة أنتي عارفة الوضع في الشركة اليومين دول مش أفضل حاجة وكل يوم والتاني إجتماعات فهضطر إستئذنك دلوقتي عشان عندي إجتماع مهم قبل سفرية بكرا..
” شـهـيـرة ” وهي تكاد أن تبثق القهوة من فهمها ومن ثم عادت لوضع الفنجان أعلى سطح المكتب وهتفت به بصدمة وذهول.
– سفرية بكرااااا..؟!
أنت مسافر يا مُـراد من غير ما تقولي..؟!
” مُـراد ” وهو يرتشف من فنجان قهوته مُتحاشيًا النظر إليها متصنعًا إنشغاله بالقهوة.
– ما أنا مكُنتش أعرف أني هسافر ، لسه عارف من شوية..
السفرية جت فجأة ودي مكسب لشركتنا ومكسب كبير جدًا ولو الدُنيا مشت زيّ ما خططنا ليها يبقا هنخلص من الفيلم ده قريب أوي وهنرجع لحياتنا الطبيعية من تاني..
” شـهـيـرة ” وهي ترفع حاجبها الأيسر بشك.
– طب وأنت معرفتنيش من بدري ليه أنك مسافر بكرا..؟!
ومسافر فين..؟! ومع مين..؟!
” مُـراد ” بهدوء وهو يولي إنتباه إليها.
– ما أنا قولتلك يا شـهـيـرة أني لسه عارف من شوية بالسفرية..
ثم تابع ببساطة أو بلاده مصتنعه وهو يعلم جيدًا مقصدها من الحديث في محاولة منه لتخطي الموقف.
– مسافر اليونان مع الشريك الجديد..!
” شـهـيـرة ” بصدمة وعيناها كادت أن تخرج من موضعها فهي أرادت إغاظتها وحقن دمائها منذ قليل والآن هي من تُميت غيظًا وغيرة.
– الشريك التاني اللي هو أصـالـة مش كده..؟!
” مُـراد ” بلامبالاة مُصتنعه.
– هو في شريك تاني غيرها..؟!
ثم تابع وهو يهب واقفًا في مكانه ناويًا الرحيل إلى حيث إجتماعه.
– أنتي عقلك كبير يا شـهـيـرة وواعية ومسؤلة وأكيد مقدره موقفي..
أنا لازم أروح دلوقتي الإجتماع عشان أظبط كل حاجة قبل السفر..
أشوفك في البيت عن إذنك..! قالها وهو يسحب ملفه خارجًا إلى حيث غرفة الإجتماعات تاركًا لها تقف تنظر في أثره بصدمة ومن ثم سحبت حقيبتها وخرجت هي الآخري بغضب كبير حيث كادت أن تخرج من أذنيها دخانًا على أثر إحتراقها الداخلي.
عودة إلى حيث مكتب ” أصـالـة ” التي كانت تستعد للذهاب إلى إجتماعها وما كادت أن تسحب ملفها ومُتعلقاتها من أعلىٰ المكتب حتى أنفتح الباب على سهوة دون إذن مُسبق وأطلت منه ” شـهـيـرة ” التي أخذت تنظر لها بتحدي وحقد واضح على كل أنش بها فرفعت ” أصـالـة ” عيناها لتواجهها بقوة وتجبُر لم تختبرهم يومًا معها دون أن تنصدم بمجيئها فهي تعلم منذ أن جاءت إلى هنا بإنها ستعود إليها ثانيًا لا محالة. فما بينهم ثأر قديم لن ولم ينتهي بإنتهاء الحدث فهو سيبدء للتو.
فكما قال الـكـنـدي:
• إن الحقود وإن تقادم عهده ، فالحقد باق في الصدور مُغيب.
وهي حقًا تعلم نواياها جيدًا. فمهما طالت السنوات والأيام وتغيرت الإناس والحياة إلا أن الحقد سيظل في قلوبهم طيلة الحياة وهذا لن ولم يستطيع أحد تغيره. فها هي تُحاول جاهده تجميل معالمها وهيئتها الخارجية إلا أن قلبها وجوهرها عبارة عن مسخ مُشوه لا يستطع أحد تجميله مهما فعل ومهما أنفقت من أموال لن يجدي نفعًا معها فأمثالها يُشبه جُهنم تمامًا كلما أصرفت في المال يقول لها الحقد هل من مزيد..؟! فنظرت إليها ” أصـالـة ” بقوة وتابعت وهي تبتسم لها بسماجه.
– أهلًا أهلًا أهلًا مدام شـهـيـرة..؟!
ثم تابعت وهي تُعيد الملف بيديها إلى سطح المكتب ببلاده وعدم إكتراث.
– مستنياكي من بدري فينك..؟!
” شـهـيـرة ” وهي تتقصع في خطواتها إلى الداخل بعدما غلقت الباب من خلفها.
– معلش أصلي كُنت بشرب القهوة مع جوزي..!
” أصـالـة ” بضحكة سخرية وهي تستدير حول المكتب بحيث تصبح في مواجهتها وجهًا لوجه مُباشرةٍ.
– ههههههه تعرفي لو مكُنتيش جيتي أنا كُنت جيت لحد عندك ما أهو أصل أنتي ليكي دين في رقبتي ولازم أسده..!
” شـهـيـرة ” بقوة وهي تنظر لها بتحدي.
– شـهـيـرة الأنـاضـولـي مش بتسيب حقها لحد ولو على جثتها واللي أنتي فكراه دين ده كان فضل وإحسان مني على حالتك وأنتي مرمية في الشارع لكلاب السكك..
بس لو أنتي شايفة أنه دين ونفسك أوي تسديه معنديش أي مانع..، تقدري تسديه ودلوقتي حالًا لو تحبي..؟!
فلم تكترث ” أصـالـة ” بحديثها ولم تنبث بنصف كلمة حتى ومكثت تنظر لها نظرات يملؤها اللؤم والتحدي فأكملت الأخيرة حديثها بثقة وثبات.
– تقدري تمشي دلوقتي وتسيبي جوزي وعيلتي في حالهم وده الرد الوحيد للدين اللي في رقبتك ليا..؟!
ثم تابعت بسخرية ونبرة قوية.
– لا ده مكانك ولا دي عيلتك..؟! ، جاية هنا تعملي إيه..؟!
” أصـالـة ” بقوة وثقة بدورها.
– تصدقي كُنت لسه هسألك نفس السؤال..؟!
ومن ثم أكملت بفحيح أفعىٰ.
– لا ده مكانك ولا دي عيلتك..؟! ، بتعملي هنا إيه..؟!
” شـهـيـرة ” بنظرات غائمة ، شرسة.
– أنا هنا مع جوزي وبنتي وعيلتي اللي عملت عشانها ياااامااااا ؛ لكن أنتي هنا بتعملي إيه وبصفتك إيه..؟!
” أصـالـة ” بسخرية وإستهزاء وهي تنظر لها بثقوب.
– من ناحية عملتي فأنتي الشهادة للّٰه مفيش حاجة معملتيهاش..
تعرفي أن ثقتك بنفسك دي عجباني أوي..؟! نطقت بها بإبتسامة باردة ، مُستهزئة ومن ثم أردفت بسخرية أكبر.
– لااااا بجد يا شـوشـو أنتي إزاي مُمثلة جامدة أوي كده..؟!
تعرفي لو الفنانة نـعـيـمـة الـصـغـيـر كانت لسه عايشة كانت هتديكي أوسكار أحسن واحدة تمثل أدوارها..؟!
” شـهـيـرة ” بإستمتاع كبير وهي تزيل قناعها للتعامل معها وجهًا لوجه دون تمثيل كالسابق.
– حلووووووو..!
حلووووو أوي..!
يبقا إحنا دلوقتي لعبنا بقااااا على المكشوف وكله بقاااا على عينك يا تاجر..!
” أصـالـة ” بقوة كالصياد الماهر الذي على أهُبه الإستعداد للإيقاع بفريسته.
– اللعب هات وخد ولا أنتي عايزه تقوشي كله لوحدك..؟!
وبعدين أنتي عيزاني أخد الضربة وأقعد العُمر كله أتفرج ولا إيه..؟!
دي مش أصول لعب يا شـوشـو..؟!
” شـهـيـرة ” بنبرة سوقية لم تلبق لأحد أفراد عائلة ” نـجـم الـديـن ” يومًا.
– هههههه على رأي المثل اللي قال:
• قليل الأصل لا تعاتبه ولا تلومه لأن قلة الأصل طبع فيه من يومه..
” أصـالـة ” وهي تضرب لها حديثها بقوة غير مُباليه بأي شئ آخر سوىٰ حقن دمائها.
– الأصل دايمًا غلاب يا شـهـيـرة وأنتي عُمرك ما هتنسي الحواري اللي أنتي جاية منها مهما لبسوكي أو نضفوكي ههههه..!
أووووبس نسيت إنك زيّ الحرباية بتتأقلمي بسرعة مع الظروف ههههه عشان كده عشتي العُمر ده كله بتتلوني قدامهم من غير ما تتكشفي قصادهم ولو مرة..
” شـهـيـرة ” بضحكة سمجه وسخرية جالية بوضوح على كل أنش بها.
– هههههه وأنتي كمان زيّ ما أنتي متغيرتيش يكش بس لسانك طول حبتين بس متقلقيش قريب أوي هقطعه وأخرسهولك خالص..!
” أصـالـة ” بتحدي.
– وأنتي فاكرة أني معملتش حسابي لليوم ده كويس..؟!
الزمن غير فيكي حاجات كتير يا شـهـيـرة بس أنتي لسه من جوه زيّ ما أنتي صفراااااا وتفكيرك سطحي بتبصي تحت رجلك بس ومبتعمليش حساب لقدام..! قالتها بقوة وهي تنظر لها نظرات ثاقبة وكأنها كالرمح تمامًا عندما يُصيب الهدف.
” شـهـيـرة ” وهي تُريد رد الصاع لها أثنين كما يُقال.
– بكرا تشوفي بعينك وتتأكدي بنفسك أن مبقاش ليكي أثر في حياة مُـراد وهتتفرجي علينا وإحنا بنكمل حياتنا وإيدينا في إيد بعض وأنتي يعالم هتكوني فين يا حرااااااام..؟!
” أصـالـة ” بفحيح أفعىٰ وهي تميل برأسها عليها وكأنها تريد أن تسمعها كل حرف جيدًا بنبرة شرسة كشراسة قطة تدافع عن حقوقها.
– الآثار عُمرها ما بتتمحي والقدر ما بيتعاندش واللي آخد حق مش حقه مسيرة هيرجع في يوم من الأيام وأنتي مش هينوبك غير الذل والإهانة والقلم أخدته زمان هيترد أتنين وهتدوقي طعم المُرَّ لما تشوفي بنفسك إيه اللي هيحصل لما حقيقتك تتكشف وتبقي منبوذه من الكل حتى من بنتك..
ثم عادت تنظر إلى عيناها من جديد بقوة نظرات غائمة تحاول من خلالها إيصال المعنىٰ لها جيدًا ومن ثم هتفت بنبرة مُتوعده ، مُستحلفه لها.
– وقتها يا شـهـيـرة أنتي اللي هتقفي تتفرجي عليا وأنا باخد منك كل حاجة..
جـوزك..!
عـيـلـتـك..!
الـهـيـلـمـان ده كله..!
وبـنـتـك..! نطقت بها وهي تبتسم إبتسامة من نوع آخر فثغرها لم يبتسم قط ولكن عيناها هي من كانت تبتسم وهي تُملي عليها مُخططها بثقة وإستمتاع كبير وكأنها مُتلذذه بكل حرف تنطق به وعلى درايه تامة بأنه سيحدث. أهي ثقة من الخالق أودعها اللّٰه بداخل قلبها أم هي ثقة في قدرة اللّٰه تعالي في سقي كل ساقي بما سقى..؟! ومن ثم تابعت وإبتسامتها تتسع أكثر فأكثر وهي تتكىء على كل حرف تردف به بإتقان تُجيده جيدًا.
– وعد مني يا شـهـيـرة لهاخد منك كل حاجة أخدتيها مني زمان لوي دراع وزيادة عليها شويتين..!
فأكملت حديثها وهي تفتح عيناها بقوة وتشفي حقيقي بها.
– لما تكوني عايشة طول حياتك مستنية تحصل حاجة مُستحيلة دي هتبقى آخرتك أنك تشوفي كل اللي خايفة منه بيحصل قصادك وقتها هتشوفي أحلامك كلها بتتكسر قدام منك والقصر الجميل اللي بقالك سنين بتبني فيه هيتهد فوق دماغك ووقتها محدش هيقدر ينجدك أو يرحمك من شر نفسك..!
” شـهـيـرة ” وهي تتصنع الحزن بتمثيل كلاهما يعلم الغرض منه جيدًا.
– خيالك واسع أوي يا صـولا مش تسمحيلي برضو أقولك صـولا هههه..!
ثم أضافت بقوة ونظرات مُتحديه وهي تتكأ على كل حرف تنطق به جيدًا.
– خيالك الواسع ده هيفضل يعلى بيكي ، يعلى بيكي وفي الآخر يا حرام هتقعي على جدور رقبتك تتكسري وتريحينا وياريتها هتيجي عالكسر بس..!
ساعتها هتعيشي عُمرك كله تجمعي في نفسك من كل بلد حتة ههههه وبعدين بكرا مش بعيد والشاطر فينا اللي هيضحك في الآخر يا ماما هيهيهي..
أنا يا حبيبتي ربنا مخلقنيش عبثًا أنا شـهـيـرة الأنـاضـولـي اللي أنا وأنتي عارفين هي تقدر تعمل إيه كويس لو لقت حد بيتجرأ يمد إيده على حاجة تخصها أو ملك ليها..!
ثم تابعت بغنج ودلال لاذع.
– المهم هسيبك أنا دلوقتي عشان ألحق أحضر الشنطة لجووووزي اللي أنا واثقة ومتأكده أنك مهما عملتي عُمرك ما هتملي عنيه من تاني..
ما أهو أصل السنين اللي فاتت دي كلها أنا مكُنتش بلعب يا حبيبتي ومسبتهوش غير لما خليته يكره إسمك مش بس صورتك هيهيهيهي..
” أصـالـة ” بالامبالاة وإبتسامتها الباردة لاتزال مرسومة بإتقان وحرافية شديدة على محياها.
– مالكيش دعوة لا بإسمي ولا بالسنين أنتي مش قولتي الشاطر اللي هيضحك في الآخر هههههه..
تعرفي أنا لما وقفت في حضن جوزك من شوية مش عارفة ليه مقدرتش أشوف غير نفسي في عنيه ده أنا حتى فكرت أنه لازم يروح يكشف نظر عشان نعرف ليه عينه مش شايفة غيري طول السنين دي كلها ولحد اللحظة دي..؟!
ثم تابعت بلؤم شديد وخبث كبير وهي تغمز لها بعيناها اليسرىٰ غمزة تعلم الأخيرة مغزاها جيدًا.
– بس متقلقيش وإحنا مسافرين مع بعض هحاول أعالج عنيه كويس..
أنا مش عيزاكي تشيلي هم الموضوع ده خالص..؟!
عن إذنك بقا هروح ألحق الـ Meeting بتاعي Bye Bye..! قالتها وهي تلوح لها بيديها بعدما إجتذبت مُتعلقاتها من أعلى سطح المكتب وما أن وصلت إلى باب الغرفة وأمسكت به حتى إستدارت لها بجسدها ثانيًا وكأنها تذكرت شيئًا للتو تُريد إخبارها به ومن ثم هتفت بنبرة تمثيلية وهي تضرب بيديه جبهتها بخفة.
– Oh Shit..!
نسيت أقولك ياريت تغيري دكتور التجميل بتاعك لأنه مبين كل ديفوهاتك..! نطقت بها بسماجه كبرىٰ ومن ثم إبتسمت لها إبتسامة باردة ورحلت من أمامها بخطوات واثقة مُتشفيه تاركه لها تكاد أن تحترق في موضعها من لهيب نيرانها وعيناها غائمة تكاد تُجزم بأنها لا ترىٰ شيئًا أمامها بتلك اللحظة سوىٰ ظلام..!
ظلااااااااام دامس فقط..!
فهمست لنفسها بفحيح أفعىٰ وشراسة تكشف عن أنيابها.
– نهايتك قربت يا بنت الـعُـمـرانـي ومش هتلومي إلا نفسك..! قالتها ومن ثم أحكمت بيديها على حقيبتها بعدما رتبت خصلاتها في محاولة منها لإستعادة توازنها من جديد وثقتها بنفسها ورحلت بخطوات أشبه بخطوات العدو المُتقهقر منذ أول جولة إلا أنها لن تدعها تنتصر عليها في الجولات القادمة مهما حدث وستريها قريبًا جدًا نتائج أحاديثها السامة تلك. كل ذلك كانت تُفكر به وهي تسير في طريقها إلى سيارتها إلى أن وصلت إلى باب السيارة الخلفي فإقترب سائقها وأسرع في فتح الباب لها ومن ثم ألقت نظرات سريعة على مبنى الشركة وهي تمسك بيديها باب السيارة قبل أن تستقلها وكأنها تتذكر جيدًا ما حدث بداخلها لتدونه بذاكرتها حتى لا تتهاون معها ثانيًا. ومن ثم عادت تُغلق الباب بعنف وهي تهتف بالسائق بحدة بعدما مدت له يديها لتأخذ منه مفاتيح السيارة.
– هااااات المفاتيح وأمشي أنت..!
” الـسـائـق ” بتهذب.
– مش هوصل حضرتك يا هـانـم للبيت..؟!
” شـهـيـرة ” بغضب أعمىٰ وكأنها تصب غضبها عليه أو بالآحرى كأنه أشبه بالعبد لديها وليس بسائقها الخاص.
– أنت مبتفهمش بقولك أديني المفاتيح وغور أنت..!
فأطاعها ” الـسـائـق ” بحرج شديد وأعطى لها علاقة المفاتيح الخاصة بالسيارة ومن ثم أستقلت سيارتها وهي تحتل مقعد القيادة ورحلت بها من أمامه وكأنها صاروخ نووي أنطلق في أقل من لمح البصر.
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وجوه الحب)