رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة أسامة
رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة أسامة
رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء البارت الرابع عشر
رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء الجزء الرابع عشر
رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء الحلقة الرابعة عشر
ارتجف داخل رِفقة فور سماعها هذا الصوت ذا النبرة الشديدة والذي ينم على أن هناك شيء سيء..
بينما يعقوب فابتسم بهدوء والتفت ينظر لها ببرود وحوّل أنظاره لرِفقة التي جلى عليها التوتر، استقام وانحنى يُمسك كفيها برِفق حتى وقفت أمامه، اقترب منها وهو يرمقها بسعادة وطبع قبلة طويلة فوق جبينها جعلت قلب رِفقة يُرفرف كالذبيح مغمضة أعينها..
أخرج من جيب سترته عُلبة مخملية غير آبهٍ بنظرات لبيبة المستشيطة غضبًا..
أخرج حلقة زواج ذهبية رقيقة وأمسك بيد رِفقة اليُسرى وجعل أصبعها يتحسس نقش داخل الحَلقة ثم همس بحبٍ صافٍ تحت أسماع لبيبة التي يسري بدماءها حُمم بركانية:-
– أنتِ عميائي .. عمياءٌ أنتِ عن جميع الشرور التي تقبع بهذا العالم..
مشاعركِ العمياء عن كل ما يغضب خالقك..
عمياء القلب عن حب كل شيء بغيض..
وقد خنع القلب المتكبر لِعمياء.. وإني لعاشقٌ لهذا العَمى الذي يتوجكِ مُميزة على عرش جميع نساء الأرض.
طفقت حُمرة على وجنتي رِفقة من كلماته العميقة جدًا وشعرت بخفقات قلبها تتزايد بجنون وهي تسمع يعقوب يقول:-
– هي دي الجملة إللي منقوشة جواها
“وخنع القلب المتكبر لِعمياء” دي جملة بتوصف حكايتنا وبوعدك إن هفهمهالك على أقل من مهلنا…
وضع حلقة الزواج برقة بخنصرها ثم سحب يدها الأخرى ووضع خاتم مُرصع بالألماس بأصبعها تحت صدمة عفاف وبناتها وهم ينظرون لرِفقة بحقد وغيرة شديدة متيقنين أن هذا يعقوب واقع في عشق رِفقة حدّ النخاع…
وضع يعقوب حلقته الفضية بإصبعه هو الأخر، ثم أمسك يد رفقة بحنان وهو يهمس لها:-
– هخليكِ النهاردة تعيشي يوم ولا في الأحلام.
ابتهج قلب رِفقة بسعادة وسارت بجانب يعقوب الذي توقف أمام جدته بشموخ ينظر لها بأعين ضيقة وقال بجفاء:-
– كنت منتظرك يا لبيبة هانم … عمومًا على غير العادة وصلتي متأخر..
المهم أحب أعرفك … رِفقة..
وصمت وهو يقول بإبتسامة عريضة:-
– مراتي…
لف ذراعه حول خصر رِفقة التي ارتجفت نتيجة فعلته وأخبرها بهدوء:-
– رِفقة …. دي لبيبة بدران … أم أبويا..
كانت نظرات لبيبة كلها تحدٍ صارخ ترمقه بهدوء وصمت رغم غضبها الناري، يحفظها يعقوب عن ظهر قلب … لذلك يفهم تلك النظرات جيدًا…
رفعت رأسها بشموخ وغرور وقالت وهي تضغط على كل كلمة … نبرتها كانت مُبطنة بالتهديد:-
– كويس إنك قولت لبيبة بدران ومقولتش جدتي يا يعقوب بدران … وأكيد واثق إن لبيبة بدران مش هتسمح أبدًا إن نسلها واسم بدران يتلوث بجوازتك دي … أموت أهون يا يعقوب باشا..
وأكملت ببرود بنبرة مُخيفة لا تعلم رِفقة لماذا بثت تلك السيدة الخوف بقلبها وبتلقائية تشبثت بذراع يعقوب ووقفت خلفه بحماية:-
– بس افتكر يا يعقوب إن إنت إللي رميتها في طريقي … طريق النار وأظن البُنية الكفيفة مش حِمل كدا … ولا أيه!!
التفت يعقوب لرِفقة المتشبثة بذراعه بينما أعين لبيبة كانت مسلطة فوق كفها المتمسك بذراع يعقوب باستخفاف..
رفع يعقوب يد رِفقة يُقبل باطن كفها بحنان تحت أنظار لبيبة التي توسعت بصدمة من هذا الانحناء في شخصية يعقوب…
بينما أردف يعقوب بنبرة قوية:-
– من هنا ورايح مفيش خوف، طول ما فيا نفس مش هسمح لمخلوق أيًّا كان هو يمس شعرة منك، متخافيش أنا معاكِ…
وأشار لنهال التي تقف تنظر بترقب لأخذ رِفقة بعيدًا عن مرمي حديث لبيبة الشائك..
ثم همس لها:-
– عشر دقايق وهنمشي من هنا..
حركت رأسها بإيجاب وهي تبتعد مع نهال بقلق..
وبمجرد أن أطمئن يعقوب بإبتعادها ارتسم البرود على وجهه واضعًا ذراعيه خلف ظهره وأحنى رأسه على جانب مبتسمًا بسخرية وهتف:-
– كنتِ بتقولي أيه…
طرقت بعصاها بالأرض وأردفت بصرامة واستنكار:-
– أيه المسخرة دي يا يعقوب باشا، انهي المهزلة دي فورًا..
وأكملت وهي ترمق الأرجاء باشمئزاز:-
– وإزاي يعقوب بدران يوصل لمناطق زي دي ويدخل بيت زي ده!!!
احتفظ يعقوب بجموده وزمجر بشراشة من بين أسنانه:-
– ابعدي عن طريقي يا لبيبة لأن إللي قدامك مش يعقوب الطفل إللي هتقدري تتحكمي فيه وتمشي تحكماتك عليه…
وواصل بنبرة نارية وأعين تقدح شرًا:-
– والله في سماه لو طال شعره من مراتي أقل القليل من الأذى لأحرق الدنيا كلها .. إنتِ لسه متعرفنيش…
رددت هي باستنكار:-
– مراتك..
أردف بتحدي:-
– أيه عندك إعتراض..
رفعت إحدى حاجبيها وهتفت وهي تحرك كتفيها لأعلى:-
– تمام يا يعقوب واضح إنها سيطرت على عقلك، أكيد نزوة وهتروح لحال نصيبها …بس أتمنى مش تطول … يعني يومين شهرين وهتزهدها وتملّ منها ويتم الطلاق في السر زي الجواز إللي في السر، ما هو مش معقول يعقوب باشا بدران يبقى خدام مراته العميا العمر كله، وممنوع الصحافة ولا أي مخلوق يشم خبر بالموضوع ده..
انفجر يعقوب ضاحكًا قائلًا بقوة:-
– مش بقولك متعرفنيش، مين قالك إن جوازي في السر …دا أنا هاخدها حالًا وألف الدنيا بيها، ومش فارق معايا أي مخلوق لا صحافة ولا أي مخلوق..
أنا هكون لها كل حاجة خدامها، أهلها، جوزها، حبيبها وكل حاجة…
هتفت لبيبة برفض قاطع:-
– صدقني مش هيحصل يا يعقوب، اسم بدران إللي فضل أجدادي محافظين على شموخه ومبادئه وقوانينه مش هسمح أبدًا لأي مخلوق مهما كان هو يلوث الاسم ده..
البنت دي أنا هعرف أتصرف إزاي وأخفيها من حياتك للأبد..
ارتفع صوت يعقوب بثوران:-
– التزمي حدودك يا لبيبة هانم واعرفي إن مش هسمح لأي مخلوق يتدخل في حياتي …الزمن ده انتهى … أما بالنسبة لاسم بدران إللي عيشتيني عمري كله أسير قيوده فأنا مستعد اتنازل عنه وأتبرى منه عمري كله…
ضربت صدمة عنيفة جسد لبيبة من هذا التهديد الخطير من قِبل يعقوب، وأيقنت بدهاءها أن العِناد لن يُجدي نفعًا مع يعقوب الذي وصل إلى تلك الدرجة وعليها أن تركن حيث الذكاء والخبث..
أردفت بصدمة ممزوجة بالغضب:-
– والله عال يا يعقوب بترفع صوتك على جدتك وأمك إللي ربيتك … تطور ملحوظ يا يعقوب باشا بهنيك…
بيما في الداخل عندما شعرت عفاف أن الأمور تخرج عن السيطرة وتمت تلك الزيجة لجأت للشق الثاني من خطتها..
أخذت الزجاجة من فوق الخزانة بملامح يرتسم فوقها الشر وغمغمت وهي تفتح الزجاجة ذات العُنق المتسع وقالت بشرّ:-
– همشي عادي وهي في إيدي بحجة راحة أنضف حاجة وبعدين أعمل نفسي اتكعبلت ويقع إللي في الإزازة على وشها..
وخرجت من الغرفة بتعجل ولم تلخظ الأحذية الملقاه بإهمال أمامها ولا ابنتيها شيرين وأمل اللتان يأتون مسرعين وهما يلتفتون من حولهم بتوتر ليخبروا والدتهم أن رفقة رحلت بصحبة يعقوب…
تعثرت عفاف مصتدمة ببناتها لتتناثر محتويات الزجاجة ساقطة بقسوة فوق وجهي أمل وشيرين وخاصةً بداخل أعينهم لينفجر الصراخ يعم أرجاء المنطقة بينما عفاف تنظر بأعين متسعة تشعر بقلبها يتوقف وهي تشاهد موقف لن يُمحى من ذاكرتها للأبد…
ــــــــــــــــــــــــــ•❥❥❥•ـــــــــــــــــــــــــ
جلست بجانبه بداخل السيارة بوجه متربد بالقلق وداخلها الكثير من التساؤلات حول يعقوب…
التفت يعقوب ينظر لها مبتسمًا وهو غير مُصدق أن كل شيء قد تم وأنها الآن بجانبه ولَهُ للأبد..
مدّ يده يُمسك كفها برِفق ليرتجف قلبها ليقول يعقوب يطمئنها:-
– مش عايزك تخافي وشيلي القلق من حياتك تمامًا … انسي كل حاجة النهاردة وخلينا نستمتع بيومنا .. وأنا وعدتك إن هفهمك كل حاجة…
ابتلعت ريقها وقالت بإرتجاف:-
– بس أنا مش فاهمه حاجة … غير كدا جدتك شكلها بتكرهني…
قاطعها يعقوب بقوله الساخر:-
– مش حكاية بتكرهك .. هي لبيبة بدران مش بتحب حد ألا قواعدها وقوانينها وتراث آل بدران إللي يتحرق بجاز..
ضحكت رِفقة على جملته الأخيرة وشاركها يعقوب الضحك لتتسائل باستنكار:-
– هي مش دي عيلتك بروده ولا أنا غلطانة.!
أردف بتلقائية:-
– أنا عيلتي رِفقة وبس..
اخفضت رأسها بخجل وشعرت بخفقات قلبها تتزايد بشكل جنوني، تنحنحت تقول لتخرج من تلك الدائرة وتهرب من خجلها:-
– بس يعقوب هي شكلها مش موافقة على جوازنا، وشكلك كنت عارف إنها هتيجي علشان كدا إنت غيرت الميعاد…
كان يعقوب قد توقف إستيعابه عند ثاني كلمة “يعقوب”، أبلج وجهه يُشرق ونهج صدره بسعادة وارتجّ نبض قلبه يمور بشدة خلف أضلعه وكأنها ألقت على أسماعه أشد قصائد الغزل العفيف..
تعجبت رِفقة من صمته وعدم إجابته، كرمشت جبينها وتمتمت على إستحياء:-
– يعقوب..
نبرة سرت على إثرها رجفة في أوصاله فتعالى لها خفقان قلبه، حمحم يستدعي ثباته وجرفها ببصره في لمحةٍ واحدة وقال بصوتٍ أجش:-
– نور عين يعقوب..
كلمات كانت هجوم غاشم على مشاعرها البتول وقد سرقت وجنتيها لون شقائق النعمان..
تنفست بعمق وامتزجت إبتسامتها مع قولها الخجل:-
– أصل يعني مش رديت … كنت بقول إنت أكيد كنت عارف إنها جايه..
أردف يعقوب بعتاب:-
– مش قولنا مش عايزين النهاردة سيرة تعكنن علينا … أنا أكتر واحد عارف دماغ لبيبة بدران ومش هسمح لها تتدخل في حياتي تاني، وإحنا قدامنا العمر كله وأنا مش هسيب حاجة مش هحكيهالك..
كان حديثه يزيد فضولها نحوه أكثر وأكثر، لا تطيق الإنتظار حتى تعلم كل شيء عنه..
بينما يعقوب فتذكر ما حدث في صباح هذا اليوم وغرق عقله بتلك الذكرى…
¤فلاش باك¤
فور أن ترك الشُرفة بعدما استرق السمع على حديث رِفقة وتلاوتها القرآن الكريم، ولج لداخل الغرفة ارتفع صوت رنين هاتفه فسحبه بكسل ليجد المتصل رقم مجهول، تجاهله وهو يُلقي الهاتف بلامبالة لكن أصرّ الرقم على الإتصال إصرار عجيب ليتيقن يعقوب أنه أحد يعرفه..
رفع الهاتف وأجاب بجمود:-
– نعم..
أتاه صوت ملهوف مُسرع:-
– يعقوب .. يعقوب لازم أقولك على حاجة مهمة ضروري..
ردد بتعجب:-
– مين…
– أنا أمك يا يعقوب..
ابتلع ريقه وتشنجت ملامح وجهه وهو يُجيب مُضيقًا عينيه:-
– خير..
قالت مُسرعة بنبرة حزينة وهي تلتفت من حولها:-
– يعقوب أنا رغم إن حزينة وكان نفسي أبقى معاك وجمبك بس مش وقت الكلام ده يا يعقوب..
المهم دلوقتي إن جدتك وصلها الموضوع وعرفت إنك هتكتب كتابك بعد صلاة العصر وهتيجي توقف كل حاجة…
اتصرف يا يعقوب وخلص قبل وصولها، أبوك معاها وبيعطلها وبيقاوح معاها وهي شاده معاه..
متسمحش لحد يقف في طريق سعادتك يا نور عيني وافرح وعيش حياتك زي ما إنت عايز..
طالما دي إللي أختارها قلبك وحارب ومتسمحش لحد يقف في طريقك..
تنهدت وهي تقول بسعادة وحنان أموي:-
– شكلها البنوتة إللي شوفت صورتها، ربنا يسعدك يا حبيبي..
خرج يعقوب من شروده على تساؤل رِفقة الفضولي:-
– هو إحنا هنروح فين..!
ابتسم لها قائلًا بمرح وهو يتوقف بالسيارة على جانب الطريق:-
– وصلنا أهو وهتعرفي يا فضوليه..
هبط من السيارة ودار حولها وهو يفتح الباب لرِفقة ثم أمسك يدها يساعدها في النزول وهو ينحني يُبعد زيل فستانها عن مرمى خطواتها كي لا تتعثر…
سار للأمام وهو يُمسك بيدها..
تنفست رِفقة الهواء النقي بعمق وأردفت بسعادة:-
– المكان ده في شجر وزرع كتير صح..
ابتسم يعقوب وقال بإيجاب:-
– كله شجر وورد كتير …مكان كله أخضر زي ما بتتمني…
اندهشت رِفقة من معرفته بهذا الشيء والكثير من الأشياء عنها لتشعر بالسعادة وهي تدرك إهتمامه بأدق التفاصيل الخاصة بها.
كانت ردة فعلها أن شددت بكفها على كفه تتمسك به بتشبث أذهب عقل يعقوب…
توقفوا أسفل شجرة كبيرة تتدلى فروعها من حولها، سحب يعقوب رِفقة بحنان وجعلها تقف أمام شيء ما ثم وقف خلفها يُحيطها وأمسك كفيها يضعهم فوق شيئًا ما..
أخذت رِفقة تتحسس هذا الشيء مدة قصيرة لتصرخ بفرحة وهي تقفز بسعادة:-
– دي مُرجيحة… صح..
غمر النور قلب يعقوب عندما رأها بتلك السعادة، فقد أصرّ على صُنع أرجوحة مُعلقة بجزوع الشجرة وحبليها مُزينان بالورد المختلف الألوان…
لم تُصدق رِفقة ما شعرت به فتلك كانت أحد أمانيها وأحلامها، أرجوحة معلقة بأحد الأشجار مُزينة بالورود…
ومن فرط سعادتها لم تشعر إلا وأنها تستدير تعانق يعقوب بقوة مُفعمة بالسعادة..
تخشب يعقوب بينما هوت به الريحُ في مكانٍ سحيق ووقع قلبه صريع ردة فعلها ولم يكن منه إلا أن فعل ما أملاه عليه قلبه، رفع ذراعيه يطوقها مُبادلًا عناقها بآخر أشد وهو يشتم عَبقها الطاهر بنهم…
لكن حرمته من الجنة حين ابتعدت عنه بسعادة طفولية تقول بلهفة:-
– دي كانت أمنية من أمنياتي… كدا اتحققت واحدة من قائمة أمنياتي…
يلا عايزه أجربها جدًا..
افترّ ثغره عن إبتسامة خفيفة وهمس لها بنبرة صادقة:-
– يعقوب موجود علشان يحققلك أمنياتك واحدة ورا التانية … مش هسيب أي أمنية قيد الإنتظار وبوعدك إن هنزود لقائمة الأمنيات أمنيات جديدة كتير أووي..
وسحبها بهدوء وهو يُجلسها فوق الأرجوحة ووقف خلفها هامسًا:-
– مستعدة…
ارتفعت ضحكتها السعيدة قائلة بلهفة:-
– أووي أووي … يلا طيرني في السما يا أوب..
أتقصد أن تُصيبه بسكتةٍ قلبيه اليوم أم ماذا، تأمل سعادتها الطفولية وبراءتها ونقاءها وهي تتمسك بالأحبال المزينة بالورد بحماس شديد وفمها لم يُوصد على إبتسامتها الجميلة..
أخذ يعقوب يدفع الإرجوحة لترتفع برِفقة وأخذ فستانها الأبيض يتطاير من حولها بينما تُغمض أعينها والهواء العليل يحتضن وجهها، صرخت بحماس وبهجة:-
– كمان .. طيرني فوق أكتر .. أنا فرحانة أووي..
– بوعدك يا رِفقة إن عيونك هتكون السعادة مُقيمة فيها للأبد … بوعدك إن الفرحة متخرجش من قلبك أبدًا…
انغمسوا مع بعضهم البعض والسعادة تحفهم غير مدرك يعقوب لهذا الرجل الذي يقف خفيةً خلف أحد الأشجار والذي خرج خلف يعقوب منذ خروجة من منزل خال رِفقة…
يقف يلتقط صور لهم بجميع الوضعيات ثم أرسلها لأحد الأرقام هاتفًا بأن “تمت المهمة”..
ـــــــــــــــــــــــــ•❥❥❥•ـــــــــــــــــــــــــ
جلست لبيبة والغضب يحفها من كل جانب، تتأمل تلك الصور المُرسلة لها بأعين تتقد بنار السعير وهي منكرة تلك الحالة التي وصل لها حفيدها يعقوب، لا تصدق أنه ذاته يعقوب الذي بذلت كل غالٍ وثمين بتربيته وإنشاءه على قوانين أجداده.
دمدمت بشر ووعيد:-
– ماشي يا يعقوب إنت إللي اختارت..
ــــــــــــــــــــــــ•❥❥❥•ـــــــــــــــــــــــــ
كانت صرخاتها تعمّ أرجاء المشفى وهي تستمع لطبيب العيون يقول بجدية:-
– للأسف المواد الكيميائية وصلت لسطح عين بناتك وحصل حروق كيميائية للقرنية ودا علشان المواد الكاوية إللي كانت مختلطة مع ماية النار، دي مواد خطيرة مدمرة إزاي وصلت بالكمية دي كلها لعين بناتك يا ست إنتِ…!!
أضافت عفاف بارتعاش تتسائل بحذر:-
– وهو … هو حصل أيه يا دكتور للبنات دول بيصرخوا جامد أووي..
قال الطبيب بأسف:-
– للأسف عيونهم تتضررت بشكل كبير جدًا، غير وشهم إللي اتشوه وأطباء الجلدية معاهم..
بس الأهم دلوقتي إنك لازم تعرفي علشان تتصرفي على الأساس ده…
بناتك للأسف فقدوا البصر…
كلمات قاسية سقطت على أذان عفاف جعلتها تسقط أرضًا بانهيار وهي تنال أسوء عقاب بعمل يديها وتلك المرة أتت العدالة من السماء، وقد جعل الله تدبيرها تدميرًا عليها وكفى رِفقة شرهم فقد استغاثت به جلّ جلاله وحاشاه أن يرد عبدًا بكى عبدًا شكى عبدًا حنى رأسه ثم دعى…
ساد صراخ عنيف الأرجاء من جوف عفاف التي سقطت تلطم وجهها باعتراض وجهل….
ــــــــــــــــــــــــ•❥❥❥•ـــــــــــــــــــــــــ
يوم جديد أشرقت شمسه بازدهاء وكأنها تعلم السعادة التي تُعبأ القلوب…
وقفت رِفقة ترتب ملابسها بوجه مُشرق شاردة في أحداث الأمس بأعين هائمة وتتنهد بين الحين والآخر تنهيدات ناعمة..
بينما يعقوب وقف يُحضر الإفطار بطاقة كبيرة…
انتهى سريعًا وجاء يذهب ليستدعيها لكن قطع مُراده رنين جرس الباب…
تأفف وهو يتجه صوب الباب معتقدًا أنه ربما عبد الرحمن القاطن في الشقة المقابلة له…
وفور أن فتح الباب اتضح أمامه آخر شخص توقع وجوده وجعل وجهه يتجهم ويعبس على الفور…
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء)