رواية ومقبل على الصعيد الفصل الرابع عشر 14 بقلم رانيا الخولي
رواية ومقبل على الصعيد الفصل الرابع عشر 14 بقلم رانيا الخولي
رواية ومقبل على الصعيد البارت الرابع عشر
رواية ومقبل على الصعيد الجزء الرابع عشر
رواية ومقبل على الصعيد الحلقة الرابعة عشر
في غرفة مصطفى
كان يحضر ملابسه داخل الحقيبة بسعادة لا توصف كي يستعد للسفر
فقد استطاع أخيرًا وبعد عناء الذهاب إليهم
دلف منصور الغرفة ليجد أبنه بتلك السعادة، ليندهش من تعلقه بهم رغم أنه لم يراهم ولا يعرف عنهم شيئًا، فأيقظ بداخله ذلك الأشتياق الذي أرق مضجعه أعوام كثيرة
لكنها استطاعت بسهولة القضاء على ما تبقى بداخله من حنين لهم ولبلدته.
تقدم منه ليقول بابتسامة
_كان لازم يعني تسافر بالليل كده؟
أغلق مصطفى الحقيبة ورد بهدوء
_ انت عارف انى بحب سفر الليل بيبقى مريح أكتر
_ للدرجة فرحان إنك هتروح الصعيد؟
أقترب مصطفى من والده أكثر وقال برزانه
_القصة مش قصة صعيد أو غيره، بس انا نفسي أشوف أهلي واتعرف عليهم، مهما حصل بينكم من خلافات، فإحنا ملناش علاقه بيها.
اومأ منصور بتفاهم وقد إزداد الأشتياق بداخله فتحدث بلين
_ على فكرة لو عايز تقعد معاهم أسبوع ولا أكتر أنا معنديش مانع.
رفع مصطفى حاجبه بدهشة وتحدث بسرور
_ عايز أوى
وضع منصور يده على كتفه وقال بإبتسامه
_ خلاص أقعد زي ما أنت عايز بس وقت ما أتصل عليكم تيجوا على طول
أومأ مصطفى برأسه
_ إن شاء الله.
فخرج منصور من الغرفة متجهًا إلى غرفته كي يبدأ بمسلسل جديد يعيد به ثقتها ليجدها مستلقية على الفراش تتلاعب بهاتفها.
بإبتسامة باهته دارى بها مكره إقترب منها منصور ليأخذه ويضعه على المنضدة ويجلس بجوارها تحت دهشتها من تصرفه وقال بخبث
_ البيت خلاص فضي علينا أيه رأيك ناخد اجازة ونروح نقضي يومين في السخنة
قطبت جبينها بحيرة وتحدثت بدهشة
_هو مصطفى مش هيجيب أخته وييجي على طول.
تناول منصور خصلة بين يديه يتلاعب بها وقال بمكر
_ تؤ مش هينفع يروح وييجي في نفس اليوم هو أنا قولتله يبات ويبقى ييجوا بعد يومين
همت بالمعارضة لكنه وضع أنامله على فمها يمنعها وقال بشاعرية
_ أنا اللي طلبت منه كده عشان نفضل لوحدنا شوية
نظرت له بشك وقالت
_من إمتى الكلام ده.
قرب وجهه أكثر من وجهها وقال بمكر
_ من زمان وأنتي عارفه كده كويس، بس إنتي اللي انشغلتي عني.
شعرت بحرارة أنفاسه على عنقها مما جعلها تنزوى قليلًا وقالت
_ أنا منشغلتش انت اللي بقيت قاسي أوي
قبل جانب عنقها وقال بتروي
_ حقك عليا كنت مضغوط بسبب الصفقة، بس خلاص الصفقة تمت والعيال مش في البيت و احنا لوحدينا نستغل ده ولا أيه؟
استطاع خداعها بكلماته مما جعلها تتجاوب للمساته وسألته بثبوت
_ لسه بتحبني؟
ضغط منصور على قبضته كي يستطيع أخراج كلماته الزائفة بسلاسة
_ أكيد طبعًا، هو أنا لو مش بحبك كنت عيشتك معايا للنهارده
خرجت كلماته الأخيرة دون إرادة منه وعندما لاحظ الشك في عينيها صحح قائلًا
_ هو أيه اللي يجمع الزوجين غير الحب؟ ولو مفيش حب أكيد مفيش حياة مشتركة بينهم
تساءلت
_ الأولاد مثلًا.
عندما تحدث تلك المرة كانت الرغبة هى المسيطرة فخرجت الكلمات بسلاسة ويسر
_ سبب ضعيف بس الأقوى هو الحب
لم يمهلها فرصة للرد عليه وقام بجذبها وتقبيلة رغبة لكن خاليه من أى الحب.
❈-❈-❈
في منزل عاصم
دلفت ياسمين غرفتها كي تتحدث مع وليد في أمر أبنتها
تعلم جيدًا أنه سيعارض بشدة لكن عليها التحدث معه ربما تقنعه
وضعت كوب القهوة على المنضدة وجلست بجانبه وهى تقول
_ وليد كنت رايده اتحدت وياك في موضوع مهم.
اعتدل وليد في فراشه ونظر إليها بانتباه
_ خير يا ياسمين في حاچه؟
أومأت برأسها وقالت
_ بصراحة انا عايزة اكلمك في موضوع زينة وجاسر
عقد حاجبيه متسائلًا
_ مالهم في أيه؟
ترددت كثيرًا قبل أن تخبرها عن حديثها معها وختمت قائله
_ وبصراحه عندها حج؛ جاسر أبن أختك طبعه شديد جوي مش هينفع مع بنتنا؛ دي زينه بتعيط من النسمه إزاي هتعرف تتعامل مع جاسر بشدته دي؟
أيد وليد رأيها لكن لن يستطيع فعل شئ، فهو يخشى إحزان أخته فتحدث بحيرة
_ أنا معاكي في كل ده بس اني مش عايز أزعل وسيلة ولا جمال، وإن كان على طباعه اكيد هيتغير بعد الجواز.
زمت شفتيها بضيق
_ يعني مفيش فايدة؟
تنهد بحيره لأنه يعرف جيدًا أن أبنته لن تتحمل وخاصةً عندما لاحظ فتورهم وقال
_مش عارف أجولك أيه بس هحاول افتح الموضوع مع وسيلة واشوف رايها.
❈-❈-❈
في المشفى
كان صابر في قمة سعادته وهو جالس مع ابنه في غرفة عادية بعد أن تم نقله من العناية المركزه، عارض عصام كثيرًا لكنه أصر على ذلك
وعندما لاحظ صابر غياب ليلى
تساءل
_ أومال فين الدكتورة اللي كانت متواجده معاه على طول مش شايفها يعني؟
رد عصام بمكر وهو ينظر إلى أمجد الذي تتبدل ملامحه فور سماع أى شيئًا عنها
_ راحت ترتاح شوية بصراحة إبنك تعبها آوى الفترة اللي فاتت دي، حتى وهو في الصعيد.
قطب صابر جبينه بدهشة وسأل أمجد
_ هى من الصعيد؟
اومأ أمجد قائلًا
_ دي تبقى حفيدة عمران المنشاوى اللي كنت عندهم
_ بنت جمال ولا منصور
لم يعرف أمجد شيئًا عن منصور لهذا جاوب بتأكيد
_ بنت جمال
أكمل عصام مكره
_ بصراحه بنت ممتازة؛ جميلة أخلاق عالية ودكتورة شاطره وبنت ناس، كنت بفكر أخطبها لابني بس النصيب
علما صابر بأنه يشاكس أبنه الذي تبدلت ملامحه
ليس لغيره كما توقع إنما لحزن أوجع قلبه هو، فينظر إلى عصام بعتاب ليرد عليه الآخر بنظرة يأكد فيها أنه يقصدها وخاصةً عندما تابع
_ أصل بصراحة في دكتور زميلها فاتحني أنه عايز يتقدم لها وقررت أكلمها في الموضوع أول مـ تيجي
قاطع حديثه أمجد الذي قال بحده
_ لو سمحت يا بابا عايز أرتاح شوية
أومأ صابر بتفاهم
_ حاضر ياحبيبي
نهض من مقعده ونظر إلى عصام بعتاب وخرجوا من الغرفة
فور خروجهم نظر صابر إلى عصام وتحدث بخشونة
_ مكنش ينفع الكلام اللى قولته ده ياعصام
رد عصام بهدوء
_ لأ ينفع ده جزء من العلاج، هى دي اللي هتخلي أمجد يقاوم
أنت متعرفش أبنك قبل ما يعرفها كان مستسلم إزاي
إنما لما شافها اتغيرت كل حاجه جواه
صحيح لسه يأس من الحياة بس بيتمنى يعيش عشانها، وعشان كده كل مـ ألاقيه بييأس بفوقه بيها.
زاد الحزن بداخله أكثر على ابنه وسأله بقلق
_ الدكتور اللي كلمتني عنه مردش عليك؟
زم عصام فمه وقال
_ للأسف كل الحالات اللي بيقابلها غير متوافقه معاه
بس ما علينا بالدعاء.
❈-❈-❈
في منزل عاصم
وقف جاسر أمام منزل جده متردد لا يعرف ماذا يفعل
هل يجازف ويحزن خاله؟ أم يلقي بتعقله عرض الحائط وينفذ ما انتواه من البداية بأن يلقيها له.
لكن هو أيضًا مجبر على ذلك، فالأمر ليس بالهين
هى ترفض العودة لوالدها وهو يخشى من معرفة أحد بالأمر، لن يتحمل جده صدمة أخرى منه
ومن المستحيل أن يقص على خاله ما حدث وسبب فراقه عن ابنته.
كان جده محق فيما قال الأمر أصعب بكثير مما تخيل.
همّ بالانصراف لولا فتح الباب وخروج عمر ابن خاله الذي سأله بدهشة
_ جاسر؟! واجف أكده ليه؟ أتفضل چوه
بوغت جاسر بـ خروج عمر مما جعله يستسلم للأمر الواقع وقال بتشوش
_ هو خالي موچود
أكد عمر
_ اه موچود اتفضل
دلف جاسر وقد زادت ضربات قلبه حده وهو يصادف جده يجلس في الردهة
_ أهلًا جاسر تعالى
تقدم جاسر من جده التي تعجب من هيئته وسأله
_ مالك أكده في حاچة حصلت؟
ازدرد ريقه بصعوبة وجلس أمامه لا يعرف ماذا يفعل
عاد عاصم يسأله بقلق
_ في إيه ياجاسر جلجتني.
واستطاع بصعوبة أن يلملم شتات أمره وقال باضطراب
_ چدي أنا كنت رايد أتكلم معاك في موضوع أكده
قطب عاصم جبينه
_ خير ياولدي؟
تردد كثيرًا قبل أن ينطقها ليقول بالأخير
_ كنت عايز أجولك إني مجبر أتزوچ بنت عمي وياريت محدش يسألني ليه.
لم يساوره الشك إزاء أى أمر سوى أنه يود الأنتقام من عمه بها لتتبدل ملامحه للشدة وهو يقول
_ ومن ميتى احنا بناخد الولاد بذنب أهلهم
هم جاسر بمقاطعته لكنه أكمل بحده
متحاولش تكدب عليا لإني عارفك زين، وعارف اد أيه انت بتكره منصور ونفسك تاچيك الفرصة عشان تردله اللي عمله مع أبوك وچدك.
بس صدجني الطريج ده محدش هيرچع منه خسران غيرك.
استاء من نفسه، ما الذي يجبره على وضع نفسه أمام ذلك الأتهام
هو لا ينكر إن به القليل من الحقيقة وهو أن ينتقم من منصور بحرمانه منها لكن السبب الأهم هو ما لا أحد يعرفه سواه.
_ الموضوع مش أكده خالص بس أنت خابر زين إن ارتباطي بزينة كان عن طريجكم أنتم، لا هي حبتني ولا أنا شايفها جدامي غير ليلى أختي، وصدقني الأنتجام اللي بتجول عليه ده مش حجيجي، كل الحكاية إني رايدها مش أكتر من أكده
تنهد عاصم بتعب ثم تحدث بروية
_ شوف ياجاسر إنت أول فرحتي، أول حفيد شيلته بين أيديا وأخد جلبي من وجتها، خابر زين إنك عمرك مكدبت عليا، زي مـ خابر انك مبتعترفش بالحب واصل
هصدجك واقجول إنك حبيتها بس يكون في علمك إن منصور هيفضل بيناتكم وكل مـ تبصلها هتفتكر كرهك لأبوها.
فكر زين ياولدي وإن كان على زينا هى فاتحتني امبارح أنها شيفاك زي أخوها، ولو صبرت شوية كنت هفاتحك فيها.
دلف وليد ليسمع كلمة والده الأخيرة
_ هو ايه يابوي اللى هتفاتحه فيها
نظر جاسر لجده كي يرفع عن أثنيهم الحرج ليتحدث عاصم بثبات
_ تعالي ياولدي كنت عايزك في موضوع مهم
جلس وليد بجوارهم وتساءل
_ خير يابوي؟
تنهد عاصم ونظر إلى جاسر وقال
_ كنت شيعت لجاسر عشان أفاتحه في موضوع زينة
عقد وليد حاجبيه بدهشة وسأل والده وهو ينظر إلى جاسر
_ مالها زينا
أراد عاصم أن يحفظ ماء الوجه بالنسبة للجميع وقال بجدية
_ زينة اتحدت معاي أمبارح أنها عايزة تلغي خطوبتها بجاسر، ولما كلمته لقيته متفاهم وجالي إن كل شئ جسمة ونصيب
شعر وليد بالحرج من موقفه وقال
_ صدجني ياجاسر…..
قاطع جاسر حديثة كي يرفع الحرج عنه وهو يقول برصانه
_ متجولش حاچة ياخالي زينة هتفضل زي أختي ومفيش حاچة هتتغير
نهض ليهم بالخروج
_ أستأذن لأن عندي مشوار ضروري لازمن اروحه.
خرج من المنزل وقد أزيل ذلك الحمل الذي أجثم على صدره والآن عليه بالمواجهة الكبرى وهى منصور.
❈-❈-❈
في اليوم التالي في المشفى
نهض أمجد من الفراش بمساعدة فارس صديقة
لكنه لم يستطيع السير على قدمة فقد تورمت بشكل يدعوا للقلق فقال فارس بمصابرة
_ معلش ياأمجد أتحمل شوية الدكتور عصام اصر انك تمشى ولو دقيقتين بس.
حقًا لم يستطيع ليعود إلى الفراش مرة أخرى وقد شعر بالإنهاك من تلك الخطوة.
_ حقيقي مش قادر
أستسلم فارس وساعده على الاستلقاء
فسمعوا طرق الباب فسمح فارس بالولوج فدخلت ليلى التي ما ان رآها حتى اشرق وجهه بابتسامة وديعة وقال بترحيب
_ اهلًا دكتورة ليلى اتفضلي
شعرت ليلى بالإحراج لوجود شخص آخر فيرفع عنها فارس ذلك الإحراج وقال
_ طيب انا هروح أشوف عمي وارجعلك.
اومأ له أمجد وما إن إقترب من الباب حتى التفت غمز له بعينيه جعل أمجد يضحك مرغمًا
نظرت ليلى خلفها لتجده قد خرج وأغلق الباب خلفه فتساءلت
_ بتضحك على إيه
رد أمجد بمرح
_ ولا حاجة، المهم أخرتي كده ليه؟
زاد احراجها وردت باضطراب
_ بس أنا ماخرتش
نظرت إلى ساعة يدها وتابعت
_ الساعة دلوقت تسعة
أكد قائلًا وهو يلتهم ملامحها بعينيه
_ بردوا آخرتي.
قررت التعامل معه بمهنية كي تجعله يخفي تلك الإبتسامه التي ترهقها
فتقدت منه كي تنظر إلى التقرير الذي أعده الدكتور عصام صباحًا وقالت بروية
_ الحمد لله بقينا أحسن بكتير
رد أمجد بامتنان
_ ده بفضلك إنتي ياليلى
اهتزت نظراتها عندما نطق اسمها بتلك الشفافية وكأنه معتاد على ذلك
لما كل كلمة تخرج من فمه لها تربك كيانها بذلك الشكل، فشعرت بأن وجودها معه خطر لا محالة
لملمت شتات أمرها وتعللت قائله
_ أنا عندي مناوبة دلوقتى ولازم أمشي
وقبل أن تهم بالمغادرة أمسك رسغها يمنعها قائلاً
_ ليلى استني
جذبت ليلى يدها بسرعة لتنظر إليه بقوة وتقول بخشونة
_ أيه اللي عملته ده؟
إغتاظ من تصرفه ورد معتذرًا
_ انا اسف معلش أتصرفت بعفوية، بس….
توقف عن تكملت حديثه
غلن تقبل منه حديث وهي بذلك العبوس فأكمل
_ كنت عايز اقولك أبعتي الدكتور عصام عشان عايزة ضروري
أومأت بصمت وخرجت من الغرفة وهي تتحسس مكان يده على رسغها
علمت أنه كان يود قول شئ لكنه تراجع خوفًا من رد فعلها بعد ما حدث، نعم ذلك أفضل كي لا يتمادى معها.
❈-❈-❈
كلما تقدم ذلك القطار من تلك البلده كلما رق قلبه شوقًا لرؤياها.
يتمنى الوصول إلى بلدته بأسرع وقت، حتى شعر بأن القطار ثابت لا يتزحزح.
لو أخبرته بذهابها لم يكن يتوانى لحظة واحدة عن الذهاب معها، فقد كان ذلك اتفاقهم حتى تم إكتشاف أمرهم
ها قد وصل القطار، وها هو ذا يقف على أعتابها تلفح وجهه نسماتها النقية ..
يتحرى شوقًا لرؤية من دمرت والدته صورتهم الوردية، لكن عبثًا، لم يصدق كلمة واحدة مما قيل.
❈-❈-❈
في غرفة جاسر طرقت وسيلة الباب لتدخل بعد أن سمح لها جاسر
وكان جالسًا على الأريكة شاردًا كعادته فتقدمت منه تجلس بجواره وتسأله بجدية
_ عملت أيه مع بنت خالك؟
تنهد جاسر بتعب ورد بهدوء
_ اطمني يا أمي خلصت كل حاچه مع چدي، واللي انتي متعرفوش انها هى كمان فاتحت چدي في الموضوع، يعني إكده ولا إكده الچوازة مكنتش هتكمل
تنهدت وسيلة براحة وعادت تسأله
_ وعمك منصور هتعمل معاه أيه؟
ضغط على أسنانه بحدة يكي يهدئ من حدته وقال بعناد
_ انا طلبتها من چدي وهو وافج، وده اللي يهمني
همت بالحديث لكنها منعها قائلًا بشدة
_ جولت اهم حاچة رأي چدي وده اللي يهمني عايزين تجلوله انتوا حرين لكن أني لا.
هزت راسها بيأس منه ومن عناده، من قال أنه يشبه منصور فقط في ملامحه بل وعناده أيضًا.
فقالت باستسلام
_ طيب جوم أفطر لول معاهم وشوف هتوصلوا لأيه.
نهض جاسر ونزل معها للأسفل
ليسمع طرقات أخرى على الباب نظر إلى والدته وقال
_ روحي إنتي ياأمي وأني هشوف مين
فتح جاسر الباب ليرى ذلك الشاب أمامه وتلك الحقيبة التي يحملها وسأله
_ مش ده بيت الحاج عمران المنشاوي؟
مأكد مصيبة أخرى من مصائبه فرد جاسر بسؤال
_ وأنت مصطفى مش أكد
أكد مصطفى تكهنه
_ بالظبط
أشار له جاسر بالولوج وقد جلسوا جميعًا على مائدة الأفطار منتظر عودة جاسر
تفاجئت سارة بمجيء مصطفى لتنهض مقتربة منه بسعادة
_ مصطفى
نظر الجميع ناحيته فعلموا فور أحتضانه لها أنه مصطفى أخيها
ارتمت سارة في أحضانه وهي تقاوم البكاء، فلم يفترقوا يومًا عن بعضهم البعض إلا عند مجيئها
وكان الجميع ينظر إليهم ببهجة؛ سوى ذلك الذي ينظر إليهم بسخرية.
ابتعدت عنه قليلًا كي تنظر إليه وقالت بعتاب
_ وحشتني آوى يامصطفى
قبل مصطفى جبينها وهو يقول بحب
_ وأنتي أكثر ياحبيبتي، بس انتي اللي سيبتينى وجيتي لوحدك
_ تعالى ياولدي.
نظر مصطفى إلى عمران الذي علم فور رؤيته بأنه جده عمران الذي لم يكف خالد عن المدح فيه وتقدم منه ليقبل يده بإحترام
_ إزي حضرتك ياجدي
_ زين ياولدي بشوفتك، تعالى
نظر إلى جليلة التي ألجمتها الفرحة وقال
_ أنتي جدتي جليلة
اومأت له بسعادة فيتقدم منها لتحتضنه بشغف وكأنها تحتضن وليدها الغائب.
_ ايوة ياضي عيني.
بدأ أول لقاء له معهم بفرحة ظاهرة على الجميع فينظر إلى أخته التي عادت الدماء لوجهها فور رؤيته
لتومأ له بأنهم كذلك.
لكن كان لذلك المحتج رأي آخر………
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ومقبل على الصعيد)