روايات

رواية زهرة العاصي الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم صفاء حسني

رواية زهرة العاصي الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم صفاء حسني

رواية زهرة العاصي البارت الثاني والثلاثون

رواية زهرة العاصي الجزء الثاني والثلاثون

زهرة العاصي
زهرة العاصي

رواية زهرة العاصي الحلقة الثانية والثلاثون

صالح شايل أبوه في حضنه، والناس بتحاول توقف الدم، بينما الجد محمد بيتمتم بهدوء:
الجد محمد:
ـ “قولوا لزهرة… إن جدها كان راجل… وهو اللي باعها وكان يدفع التمن.”
الكلمات دي نزلت على قلب صالح زي السكينة، ولحظة دخول الإسعاف، سليم كان بيتكتف، والناس كلها بتبص له بنظرات قهر واحتقار.
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
الإضاءة ضعيفة… ممرات المستشفى الريفي بسيطة، فيها أصوات أجهزة بتشتغل… الكاميرا تمر على عيون قلقانة… زينة قاعدة على طرف الكرسي، إيدها بين إيدي الجد عزيز، وياسمين واقفة بتتكلم في التليفون.
الليل ساكن، “ياسمين” قاعدة على كرسي في المستشفى.
ياسمين (بصوت دافي):
ـ “أيوه يا زياد؟ طمني… حصل جديد؟”
زياد (صوته جاد، لكنه حنون):
ـ “لسه راجع من النيابة… سليم خلاص، اتأكدت كل البلاغات ضده، والتحقيقات ماشية بشكل سريع، لأنه متورط في قضايا تانية غير المخدرات… كان تحت المراقبة من فترة طويلة.”
ياسمين (بدهشة):
ـ “يعني ماكنش مجرد صدفة إنه يظهر يوم كتب كتاب عمى صالح ؟”
زياد (بيتنهد):
ـ “بالعكس… كان ناوي يعمل حاجة كبيرة،
أما عثمان عمى زهرة ومراته؟ منهارين… بيحاولوا يفهموا إزاي واحد من عيلتهم يوصل للدرجة دي.”
ياسمين (بحزن):
ـ “هو كان فاسد من جوه من زمان… بس كانوا بيغضوا الطرف…
أنا حاسة إن دي نهاية مرحلة، وبداية جديدة لينا كلنا.”
زهرة العاصي
الكاتبة: صفاء حسني
زياد (بهدوء):
ـ “أنا مش ناسي إنك السبب في خروجي من اللي كنت فيه… وكمان…”
يسكت شوية، كأنه بيحاول يختار كلماته عشان ما يجرحها.
ـ “…وكمان زهرة هي اللي خرجت الشر اللي جوانا… هزتنا… أنا مش عارف إزاي كنت وحش كده.”
ياسمين تبتسم، ابتسامة دافية، عينيها فيها فهم وحنين:
ياسمين:
ـ “وأنا مش ناسية إن هي اللي علمتني أحبك من غير ما أستنى مقابل…
قالت لي: دعمك ليه ووقوفك جنبه مش بينسيك اللي عمله،
بس بيرجع لك قلبك الحقيقي…
رجعتني أصدق إن التوبة ممكن تغير البني آدم…
أنا فخورة بيك يا زياد.”
زياد ياخد نفس عميق، عينه تدمع شوية من غير ما يبين:
زياد:
ـ “هي كانت البداية…
بس إنتي… إنتي اللي كملت الرحلة.”
ياسمين تقعد ، تبص قدامها شوية، وبصوت فيه لمعة وجع وأمل:
ياسمين:
ـ “عارف وقت ما أنقذتني من العصابة؟
أنا كنت عارفة إنك عملت كده عشان تطلع زهرة بريئة…
بس لما حكيت لي اللي حصل في نادية…
وإزاي حرموها من طفلها عشان تفضل في شغلهم الوسخ…
احتقرت نفسي أوي، حسيتني كنت على حافة نفس الجريمة.”
ـ “بس لما دخلت الإنعاش، وأنا واقفة مستنية تطلع…
وعرفت إني حامل…
قررت…
مش هكون زيهم،
مش هكرر نفس الغلط،
هبدأ من جديد،
عشان الطفل ده،
وعشانك،
وعشاني.”
يصمتوا شوية… صمت مليان أمان، وتفاهم… صوت أنفاسهم بس هو اللي ماشي في الخط.
زياد (بصوت واطي):
ـ “أنا جنبك… وابنى يتربي في الحلال فى حضن أمه وابوه واصلي كتير ل ربنا يسامحني واعوض في كل حاجه وحشة عشتها
وجنب كل اللي نضفوا قلبهم من اللي فات…
وزمان هيتنسى، واللي جاي أجمل.”
زهرة العاصي
الكاتبة: صفاء حسني
كان زياد بيتكلم في التليفون ، لكن فجأة صوت صريخ وخبط جاي من …
صوت رجالة: ـ “اقف مكانك! ما تهربش!”
صرخات، دوشة، خطوات بتجري، وزياد بسرعة بيقوم واقف…
ياسمين (بقلق وهي ماسكة الموبايل):
ـ “إيه الدوشة دي؟ فيه إيه عندك ؟”
زياد يخرج براء القسم، يشوف رجال الشرطة بيجروا في الشارع، وأصوات أوامر واضحة.
، ويتكلم مع واحد من الظباط اللي واقفين.
زياد (بصوت قلق):
ـ “خير يا حضرة الظابط؟! في إيه؟”
الظابط يقرب منه، وبيتكلم بصوت هادي بس فيه حزن:
الظابط:
ـ “سليم عثمان محمد الصعيدي… وهو بيترحّل حاول يهرب…
جري منّا في لحظة فوضى…
اضطرينا نطلق عليه النار.”
شهقت ياسمين من الصدمة وهي لسه على التليفون، دمعة نزلت على خدها:
ياسمين (بهمس):
ـ “سليم؟!”
زياد سكت لحظة، قلبه واجع من الصدمة، عنيه شاخصة للشارع، والظابط بيكمّل:
الظابط:
ـ “للأسف… فارق الحياة.”
زياد يتنهد، ويبص للسما هو وياسمين وكأنهم بتسألوا السؤال اللي جواهم:
زياد (بصوت مكسور):
ـ “كان ممكن نهايتنا تبقى كده…
نفس الطريق… نفس النهاية…
لو ما لقيناش نور ربنا… ولا زهرة ورامى والدكتور كريم
ياسمين تبكي بصوت خافت، تحس بالخوف، تحس بقيمة الفرصة التانية، تحس إن الشر لو ما اتوقفش في الوقت المناسب… ممكن ياخد الروح قبل ما تتوب.
وزينة وجدوا عزيز وغفران اهل نيفين
يسود الصمت… لكن الصدمة فضلت محفورة جواهم… واللحظة علمتهم أكتر من أي موعظة.
قطع شروطهم
خروج الدكتور من غرفة الطوارئ):
ـ “الحمد لله، الرصاصة سطحية… بس لازم يفضل تحت الملاحظة كام ساعة، عشان عمره وحالته الصحية.”
الكل يتنفس بارتياح، وزينة تبكي وهي بتحضن يد جدها.
بعد ما يفوق تدخل زينة بلهفة :
ـ “كنت هتروح مننا يا جدي… قلبي كان هيقف!”
الجد محمد (يحط إيده على كتفها):
ـ “ربنا ستر… لسه عندنا حاجات نخلصها قبل ما نمشي.”
ياسمين تقفل المكالمة، تمسح دموعها بصوت مخنوق:
ياسمين:
ـ “زياد بلغني حالًا… سليم حاول يهرب، وكان معاه سلاح… الشرطة حاصرته… ولما حاول يضرب، ضربوه… ومات في ساعتها.”
الكل يسكت فجأة… لحظة صمت تقيلة جدًا، فيها ارتباك ومشاعر متداخلة… الجد محمد يسمع الكلام وهو على سريره، يتنهّد ويغمض عينيه.
الجد محمد (بصوت مبحوح):
ـ “اللي زرعه… حصد نتيجته… بس زهرة… متعرفش دلوقتي.”
زينة (بدهشة):
ـ “بس يا جدي… لازم تعرف! سليم سبب كل اللي حصلها…”
الجد محمد (بحزم رغم ضعفه):
ـ “أنا قلت… لأ! زهرة حالتها لسه بتتوازن… كفاية اللي شافته… متجيبولهاش خبر موته دلوقتي. سيبوها تكمل حلمها… .”
الكل يبص لبعض وميقدروش يعترضوا…
زهرة العاصي
الكاتبة: صفاء حسني
ياسمين تقرب من الجد وتبوس إيده.
ياسمين (بصوت مبحوح، وهي بتبص له في عينه):
ـ “ربنا يخليك لينا يا جدي…
ممكن أكون مش حفيدتك،
ولا من العيلة،
وممكن كلكم شاكّين فيّا عشان علاقتي القديمة مع زهرة…
بس أنا اتغيّرت، والله اتغيّرت.”
يسكت الكل، وهي تكمل بنبرة فيها كسرة قلب:
ياسمين:
ـ “هي السبب…
كلامها كان زي المشرط…
آه، بيجرح،
بس بيشيل الورم،
بيفتح القلب…
أنا كنت بضحك عليها،
كنت باستهزأ بيها لم قالتلي ‘لسه عندك فرصة تختاري الستر وتقربي من ربنا’…
كنت معميّة، غبية،
بسمع أوامر وبس…
لكن الأيام…
علمتني، وربنا هداني…
وهي مسجونة،
ربنا سخّرها لينا.”
تصمت لحظة، وبصوت يرتجف تكمّل:
ياسمين:
ـ “كلنا لفينا حواليها…
عشان نبرّاها
بس هي كانت الصح الوحيدة،
اللي شايفة…
اللي ماشية في النور.”
الجد محمد عنيه تدمع، وهي تقرّب منه خطوة:
ياسمين (بحزن عميق):
ـ “والا كان السبب في إنها تفقد ثقتها،
وكنت من اللي ضغطوا عليها،زى سليم
وكنا بنشوف الدنيا من فتحة ضيقة…
بس ربنا كبير،
وهو اللي كتب النهاية دي…
واللي طهّرنا بيها.”
تنزل دمعتها، وتبص في الأرض:
ياسمين:
ـ “عاوزاكم تسامحوني…
الجد محمد يقف، ويمد إيده يهزّها بلُطف…
الجد (بصوت فيه حنية):
ـ “اللي يتوب،
ربنا يسامحه،
وإحنا كمان…
مسامحينك يا بنتي… ربنا يثبّتك.”
تنهار ياسمين في حضنه، والكل يدمع من المشهد، لحظة غفران حقيقية بعد سنين من الوجع.
زهرة العاصي
الكاتبة صفاء حسنى
“زهرة” وهي قاعدة على دكة في ساحة الجامعة، ضهرها للكل، عينيها شايلة قلق كبير… في إيدها المصحف، وبتهمس بدعاء وهي بتاخد نفس عميق.
زهرة (في سرها وهي بتبص للسماء):
ـ “يارب… إني وكلتك على قلبي، على تعبي، على غربتي… وعلى جدي…
مش عارفة ليه قلبي واجعني، بس أنا واثقة إنك مش هتسيبني لحالي، ولا هتسيب حد فيهم يتألم…”
تدخل طالبة تنادي باسمها، وتقولها إن الامتحان قرب يبدأ… زهرة تهز راسها، وتدخل اللجنة… المشهد يتنقل وهي بتكتب، مركزة، بس كل شوية تبص في الساعة… عينيها مش مرتاحة.
بعد الامتحان تطلع بسرعة من القاعة، وتفتح الموبايل، تتصل بجدو محمد… مرة ورا التانية… مفيش رد.
زهرة (بهمس قلقان):
ـ “إنت عمر تليفونك ما قفل في وشي كده… يارب يكون بخير…”
تبعت رسالة صوتية، لكن الإشعار يطلع “لم يتم التسليم”…
تفكر لحظة، وبسرعة تبعت رسالة صوتية لـ زينة.
أكيد، أهو مشهد مكالمة بين زينة وعاصي بعد ما حصلت أحداث إطلاق النار في البلد، بأسلوب مشوّق وواقعي، وفيه انفعال وإنسانية:
زهرة العاصي – الكاتبة: صفاء حسني
كان عاصي فى مكتبه جاله تليفون من زينة (بقلق):
ـ “ألو يا زينة؟ خير؟ صوتك غريب!”
زينة (بصوت مخنوق وفيه رعشة):
ـ “عاصي… في حاجه حصلت… سليم ظهر تاني.”
عاصي (قام واقف مكانه، صوته اتغير):
ـ “إيه؟ سليم؟ فين؟ عمل إيه؟”
زينة (بتحاول تسيطر على دموعها):
ـ “ظهر يوم كتب كتاب عمى صالح … كان هربان من الشرطة…
دخل علينا بالسلاح، وكان هيقتل عمى صالح ..
.. الرصاصة جاءت فى جدى محمد ، لكن الحمد الله
كانت سطحية، نقلناه المستشفى وهو بخير دلوقتي… وسليم؟ مات، الشرطة ضربته بعد ما حاول يهرب.”
عاصي (صوته واطي من الصدمة):
ـ “يا رب.. كل ده يحصل وأنا مش موجود ”
زينة (بتتنهد):
ـ “شكله كان مترصد، ويمكن عرف من حد…
المهم دلوقتي إن جدو محمد بخير، بس مش عاوزين زهرة تعرف… جدك قال نخبي عليها لحد ما تخلص امتحاناتها… نفسيتها مش مستحملة.”
عاصي (بغصة):
ـ “وأنا ماكنتش جمبه ولا جنبكم…
وفعل لو زهرة عرفت هتقرر ترجع وفى إمتحانتها ، ربنا ستر.”
زينة (بصوت حنين):
ـ “مش مهم كنت فين يا عاصي، المهم إنك معها دلوقتي
وهي حاسة بيك، حتى لو فى مسافة ما بينكم… بس صدقني، بتتغير، وبتقوى.”
عاصي (بهدوء ممزوج بالعزيمة):
ـ “أنا هجاي… أول ما تخلص امتحاناتها، هرجع بيها، وهكون جمبكم…
كل حاجة كانت بتضيع، بس دلوقتي وقت الترميم.”
أكيد، أهو المشهد بعد التنسيق بأسلوبك الدرامي العامي، مع تصعيد في المشاعر والتوتر الداخلي لعاصي:
زهرة العاصي
الكاتبة: صفاء حسني
زينة (بابتسامة حزينة وهي بتتكلم في موبايلها):
ـ “وإحنا جاهزين…
الدنيا بتعلم،
والقلوب اللي صفت لازم تبدأ من أول سطر.”
تسكت لحظة، وبعدين تقول بسرعة وانفعال:
ـ “أهم حاجة…
أنا هكلمها فيديو دلوقتي،
ولازم تكون جنبها…
اعمل أي حاجة عشان متعرفش اللي حصل عن جدك…
لو شكت بس، ممكن تنهار!”
عاصي شد نفسه، عينه بتلمع بالقلق، وصوته منخفض بس حاسم:
ـ “هروح دلوقتي… اقفلي انتي، وخليني أتحرك.”
زينة:
ـ “اقفل دلوقتي وروح عندها بالله عليك!”
هز رأسه، وقال:
ـ “حاضر.”
يقفل المكالمة بسرعة، ويخرج من مكتبه وهو شبه بيجري…
الممرات فاضية إلا من أصوات خطواته السريعة، يدخل سكشن… مش هي هناك، يفتح باب المدرج… مفيش، يسأل بنت طالعة:
عاصي (بقلق):
ـ “لو سمحتي… الدفعة اللي فيها زهرة كانت فين دلوقتي؟”
البنت (بتفكر):
ـ “أظن شوفتها في الكافيتريا تحت… كانت قاعدة لوحدها.”
قلبه دق، جرى على السلالم، نفسه بيدق، وعرق خفيف على جبينه…
أول ما دخل الكافيتريا… لمحها من بعيد، قاعدة جنب الشباك، في ضوء نازل على وشها، ماسكة موبايلها، وبتبص فيه بتوتر.
تبعت زهرة رسالة على الوتس
ـ “زينة… بالله عليكي، طمنيني على جدو، أنا قلبي مش مرتاح، بقالي أيام بحاول أكلمه… قوليلي إنكم بخير.”
بعد شوية ترد زينة برسالة صوتية تطمنها:
زينة (بصوت طبيعي):
ـ “يا بنتي اطمّني، تليفونه باظ ولسه في الصيانة، بس هو زي الفل، حتى بيقعد يزعق عشان مش بيعرف يتواصل معاكي. لو عايزة، كلّميه من تليفوني فيديو بعد شوية؟”
زهرة تتنفس براحة شوية، وترد:
زهرة:
ـ “أيوه… عايزة أشوفه، ضروري، قلبي محتاج أشوفه دلوقتي.”
“زينة” بتبص على الجد محمد وهو نايم على سرير المستشفى، ماسك مسبحته، ووشه هادي… وبتعض شفايفها بحيرة.

زهرة العاصي – الكاتبة: صفاء حسني
الفصل 32
قرب منها بخطوات سريعة، وقبل ما تلاحظ وجوده… مد إيده بلُطف، حطها على الكرسي جنبها، وصوته هادي لكنه حاسم:
عاصي:
ـ “لو هتفتحي الفيديو دلوقتي…
ممكن تسمحيلي أكون جنبك؟”
زهرة اتفاجئت، رفعت عينيها له، ولسانها اتلجم من الصدمة… قلبها حس بيه قبل ما يفهم عقلها هو جاي ليه.
في اللحظة دي، بيرن الموبايل… واسم زينة بيظهر على الشاشة… وزهرة بتبص لعاصي باستفهام.
زهرة (بصوت واطي):
ـ “هو في حاجة؟”
عاصي (بيحاول يخبي ارتباكه، بس عينه باينة فيها التوسل):
ـ “لا…انتى ناسي ان جدك موصينى عليك عايز اطمنه
كانت مسك زهرة الموبايل بإيد، وعينيها بتلمع من الشوق… الشاشة تفتح على “الجد محمد”، قاعد في غرفة شكلها غريب، الإضاءة ناعمة، بس الخلفية مش مألوفة…
زهرة (بضحكة خفيفة):
ـ “ياااه، نور الدنيا كلها!
فينك يا جدّي؟ بقالك أيام قافل، وحشتني.”
الجد محمد (بصوت هادي ومحب):
ـ “كنت بدعيلك، وبدعي إن ربنا يفرح قلبك، ويكرمك بحياتك الجديدة…
إنتي بخير يا بنتي؟”
زهرة (بهمس):
ـ “أنا بخير بس… المكان اللي وراك مش بيتنا يا جدي…
إنت بتكلمني منين؟”
الجد يسرح لحظة… يتنهد، وبصوت مطمّن:
ردت زينة وقالت
هو هنا في القاهرة اقعد معايا انا وجدى عزيز انتى ناسي فرحى قرب
زهرة تبتلع ريقها، وشكوكها بتزيد، لكن بتسكت… فجأة،
يمسك إيدها عاصي برفق، ويبص في عيونها، وهي لسه مدهوشة.
عاصي (بصوت دافي):
ـ “مساء الخير يا جدو…
أنا عند حفيدتك، وعندي طلب…”
الجد محمد على الشاشة يبتسم رغم ضعفه.
أتفضل يا أبنى
عاصي:
ـ “ممكن أطلب إيد زهرة؟
أنا مش جاي آخدها منكم…
أنا جاي أطلبها منك…
ومنها.”
زهرة تفضل سكتة، الدموع في عينيها، مش عارفة ترد، عينيها راحت من جدها لعاصي، وكل اللي جواها بيتصارع: الحب، الخوف، الحنين، والتصديق.
الجد محمد (بابتسامة كبيرة):
ـ “أنا قلبي كان مطمن ليك من زمان…
بس كنت مستني اللحظة دي،
وربنا جمعكم،
فخليها تكون بداية جديدة…
قلبين بيتعلموا يعيشوا… مع بعض.”
زهرة تبص لعاصي، وتهمس وتصدم الجميع
ـ “أنا مش جاهزة أتجوز دلوقتي…

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية زهرة العاصي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock