روايات

رواية عازف بنيران قلبي الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم سيلا وليد

رواية عازف بنيران قلبي الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم سيلا وليد

رواية عازف بنيران قلبي البارت الحادي والأربعون

رواية عازف بنيران قلبي الجزء الحادي والأربعون

عازف بنيران قلبي
عازف بنيران قلبي

رواية عازف بنيران قلبي الحلقة الحادية والأربعون

دعني اترجم لك قصائد عشقي بكل لغات العالم ادونها بكل الاساطير والحكايات
فحبي من عينيك بدأت ثورة حروفي والكلماتِ
وسطرا رواية عشقي بلا اكاذيب أو خرافات
وعلى دقات قلبي بات حبك وانا لا اعرف هزيمة ولا ارفع رايات
فدعني اريك عشقي بكل اللغات
❈-❈-❈
اتجه لزوجته بعد انتهاء الجلسة، كانت تجلس بجوار نوح..بسط يديه يساعدها على الوقوف
تشابكت أيديهما..اقترب حمزة ويونس إليه
ألف مبروك ياحضرة النايب ، عقبال قضية الحكم في قتل سليم
حاوط ليلى متجها للخارج
-ان شاء الله..عندي ثقة في حسن أنه هجبلهم اعدام أن شاءالله
تسائل يونس
-ليه مجبوش نورسين وحكموا عليها ياراكان
تحرك للخارج واجابه
-نورسين مالهاش في المخدرات والسلاح،بس هتتحاكم على موت سليم واجهاض ليلى، واشتراكها في خطف درة
توقفت ليلى تطالعه بصدمة
-يعني ايه باجهاض، ليه هو انا مسقطش من العصبية
-حبيبتي تعالي نروح وبعدين احكيلك، اومأت برأسها متحركة بجواره ولكن كلامه يضرب صدرها بقوة
ابتسم يونس
-يااه اخيرا هتجوز، مع اني كان نفسي اشوف نورسين النهاردة خلف الأسوار،بس مش مشكلة اهم حاجة هتجوز
اتجه راكان يرمقه ساخرا
-هنفكر ياخويا في الموضوع دا بعدين
توقفت ليلى عندما شعرت بآلام تفتك ببطنها وظهرها، ضغطت على كف راكان وشعرت بالدماء تسقط من بين ساقيها ، صاحت بصوت مرتفع
-اه.. راكان ..اتجه إليها سريعا، كاد نبضه يتوقف وشل جسده بالكامل حتى توقف عقله عن التفكير
اتجه يونس سريعا إليها
-ليلى اهدي، دي ممكن يكون ولادة مبكرة، خدي نفس..لكز ر اكان عندما وجد تصلب جسده
-راكان فوق، مراتك شكلها بتولد، كان يطالعها كالتائه الذي سلب عقله
انسابت دموعها على وجنتيها بغزارة وهي تشعر بغمامة تحيط جسدها، بنتي هتعيش مش كدا، بنتي يايونس،اوعى بنتي تموت، قالتها وجسدها يترنح وهي بأحضان زوجها الذي فقدت حركته بالكامل كان ينظر لتلك المياه التي سالت من بين ساقيها
وضعت كفيها على احشائها
-بنتي ياراكان، بنتنا ..هنا فاق من حالته الشاردة وحملها متجها لسيارته، ولكن خطوات متعثرة، وهو يصرخ بيونس
-كلم المستشفى بسرعة يايونس
-اهدى ياراكان، ممكن ميكنش ولادة، دلوقتي هنروح ونعرف
قاد يونس سيارته متجها لمشفاه، وبالخلف يضمها راكان بأحضانه ، محاولا السيطرة على دموعها، هل سيعاقبه ربه مرة اخرى على مافعله من معاصي
استمع لهمسها
-بنتي، راكان بنتي، نزل برأسه يطبع قبلة على جبينها
-ان شاء الله هتجي بالسلامة حبيبتي، اهدي، تحدث يونس
-ليلى حاولي تاخدي نفس بهدوء، خلاص وصلنا اهو، وان شاء الله مفيش حاجة هتحصل
وصل إلى المشفى، ترجل سريعا وهو يحملها متجها للداخل كان المسعفون ينتظرونهم بالخارج، وضعها على الفراش المتحرك حتى دلفت لغرفة الطبيبة
دلف خلفها وتبقى يونس بالخارج بجوار نوح وحمزة اللذان وصلا للتو
قامت الطبيبة بالكشف عليها
-ولادة، المياه حول الجنين قلت، ولازم عملية قيصرية الحنين نازل برجله
دلف يونس بعد الاستئذان ونظر للجهاز بعد سماح راكان له، عندما فقد الثقة بالجميع
-ايه يايونس، ولادة فعلا
اومأ برأسة يؤكد له
اتجه بنظره لزوجته الغافية، لا حول لها ولا قوة سوى تألمها فأردف
-المهم هي عندي سمعتني، لو حياتها في خطر، قاطعه يونس قائلا
-اهدى الموضوع بسيط، ومعظم الستات بتولد في السابع عادي، متخافش ليلى هتكون كويسة، وكمان البنت كويسة، بس احتمال تدخل حضانة، عشان الرئة مكملتش، ودا طبعا دكتور الأطفال هياكد عليه بعد ماتولد بالسلامة
-خلي الدكتورة هي ال تولدها بس انت هتكون قريب منها،انا مبثقش في حد سمعتني
تحرك يونس للخارج
-تمام هشرب قهوة، دماغي هتتفجر، وبما أنها هتولد قيصري قدامنا وقت مفيش خوف عليها ولا حاجة
امسكه من ذراعه بقوة
-قهوة ايه يلا ال عايز تشربها
هتسيبها كدا وتنزل
تحرك يونس وهو يتمتم بسره
-مفيش غير مراته ال هتولد، استدار يرمقه ساخرا
-ام العروسة نايمة يااخويا، بتحسسني هتخلف أنجيلا جولي
تحرك خطوة إليها ولكنه توقف عندما استمع لتأهوات زوجته، تراجع إليها
جلس بجوارها يمسد على خصلاتها
-حبيبتي حاسة بإيه..انسابت عبراتها وهي تضع كفيها على أحشائها
-بنتي ياراكان، قولي بنتي كويسة حبيبي
استند برأسه على خاصتها
-وحياتك عندي بنتنا زي الفل، البغل يونس طمني، وهتولدي بعد شوية حبيبي اهدي، مسد على خصلاتها
-ليلى أنتِ عندي أهم منها سمعاني حبيبي
ضغطت على كفيه
-وهي غالية عشان منك ياراكان هموت لو حصلها حاجة
اشش بعد الشر عليكي ياروح راكان، ال مكتوبلنا هنشوف، ولازم نحمد ربنا عليه
آهة خرجت من بين شفتيها متألمة
نهض عاجز لم يعلم ماذا يفعل، ضغط على زر الانذار بجانبها
وصلت إليه الممرضة
-لو سمحتي ابعتيلي الدكتورة فور..إجابته بعملية
-الدكتورة في العمليات ياافندم، شوية وهتخرج، استمع لتأوهاتها وأنينها
-راكان، هتفت بها ليلى، اتجه إليها سريعا
-نعم ياحبي..بطني بتوجعني اوي، خلي الدكتورة تيجي..وصل يونس وهو يحمل كوبا من القهوة
وضع راكان على رأسها البونيه عندما استمع لحديثه بالخارج مع نوح ويحمزة
-ليلى متخليش حد ينزل البونية من على شعرك
طرق يونس على باب الغرفة
-تشرب قهوة يابو العروسة..دنى منه بعيون نارية
-انت هتسبها تتوجع كدا يلا
جلس يونس بعدما عاين المحلول بيديها
-ماتتهد ياعم رميو، مراتك معلقين محاليل، وطلق شغال، عايزين نشوف ممكن نولدها طبيعي عرفت ولا اقول تاني
اه صرخت بها ليلى، حتى توقف يونس
-تمام اهدي لو سمحتي، رفع نظره الى راكان
-اكشف ولا استنى الدكتورة
ضيق عيناه متسائلا
-انت بتسأل ياحمار، طبعا اكشف وطمني، المهم ترتاح
دقق النظر بعيناه واسترسل
-هكشف نسا ياراكان، جحظت اعينه وتجمدت مخارج الحروف على شفتيه،ينظر لتلك المتألمة ثم اتجه إليه
-لا عايز دكتورة اتحرك شوف دكتورة موثوقة مش زي التانية .
صاح صارخ به عندما ارتفع بكاء زوجته
-اتحرك..استدار على صوت بكائها بدخول والدتها إليها
-ماما هموت، طبعت والدتها قبلة على جبينها متحركة
-اهدي حبيبتي ، رفعت انظارها إليه عندما وجدت خوفه عليا
-انا كويسة ياراكان، متزعلش..اعتدلت والدتها إليه
-حبيبي هي الولادة بتكون صعبة مؤلمة كدا يابني، اومال الضنى بيكون غالي ليه
كانت اعينه عليها فقط، يراقب كل حركة من كفيها وهي تضغط بقوة وتطبق على جفنيها لتحبس صرخاتها، جذب المقعد وجلس بجوارها ممسكا كفيها ثم رفعه وطبع قبلة حانية عليه
-آسف ياليلى، عيشتك الألم دا ومش قادر اعملك حاجة..تصبب العرق على وجنتيها تحاول الحديث ثم أصابها ألما فجأة ضغطت على كفيها تغرز أظافرها متألمة بصوت بكائها
اعتدل وجذبها لأحضانه محاولا كبت عبراته
-حبيبي اهدي، صاح بصوت مرتفع على يونس
-تعالى خلصها من الألم دا يايونس، خلاص..ربتت والدتها على كتفه قاىلة
-حبيبي أهدى دا عادي، دلفت الطبيبة متأسفة
-آسفة ياجماعة كان فيه حالة متعثرة شوية زي حالة مدام ليلى..تحمحم يونس قائلا
-مدام ليلى حالتها مش متعثرة ولا حاجة يادكتورة، هي هتولد قيصري بدل مفيش طريقة للطبيعي، غرفة العمليات جاهزة يادكتورة اتفضلي
ثم اتجه بنظره الى راكان الذي يدقق النظر به
-اطلع عشان نجهزها..اقترب منه متسائلا بهدوء
-ليلى والجنين كويسين مش كدا يايونس
جذبه من ذراعه
-والله يابني كويسين ودا عادي فيه ستات كتير بتولد في السابع، متخفش
-متأكد يايونس..قالها راكان بشفتين مهتزتين
ربت يونس على كتفه
-وحياة ربنا زي ما قولتلك كدا، بس دا وجع طبيعي على أنه طلق ولادة، لكن مينفعش نولدها طبيعي لحالة الجنين، عشان كدا قولتلك نولدها قيصري ومتخافش انا متابع مع الدكتورة
❈-❈-❈
اتجه بنظره للممرضة
-جهزيها للعمليه، ثم استدار الى راكان واسترسل
-راكان متخافش دا كله عادي، اقترب منه يربت على كتفه
-اجمد كدا اومال عامل تنين عليا بس..دفعه راكان متجها لزوجته التي تتألم بصمت
-اطلعي أنتِ ودكتورك برة، بدل مااخنقه.تصنمت الممرضة تنظر إلى يونس
ضحك يونس وأشار إليها بالخروج
-تعالي يابنتي أصله تنين كبير وممكن يبخ فيكي نار ويولع في المستشفى
رمقه راكان بنظرات نارية محذرا فهو في حالة تنم على أقصى درجات الغضب
-امشي من قدامي يايونس، انت مش شايف حالتي، مش وقت هزارك
اتجه راكان لزوجته
اعدلها بهدوء..تشبست بذراعه تتوسد كتفه محاطة بدفئ ذراعيه اللذان اتخذتهمها قلعة لتهدئة الالم ، طبع قبلة على رأسها
-حبيبة قلبي اتحملي شوية، ضغطت على ذراعه عندما شعرت بآلام بكامل ظهرها، وسحبت نفسا قويا لتثبط نوبة البكاء المتألمة تنظر لوالدتها التي تمسد على رأسها وتهمس لها ببعض ايات الذكر الحكيم ، سحبت نفسا وتحدثت متألمة
-أنا كويسة حبيبي دا عادي زي مايونس قالك من شويه
تحركت والدتها للخارج
-هستناكي برة ياماما، اجمدي ياليلى، ياله حبيبتي كلها دقايق وتحضني بنتك لحضنك
حاوطها بذراعيه يقوم بإزالة ثيابها بهدوء بعد خروج والدتها، لفت ذراعها حول خصره تدفن رأسها بأحضانه ودموعها تنزل بصمت من شدة آلامها حتى لا تشعره، ولكن كيف للعاشق أن لا يشعر بمعشوقه..اهتز جسده مع ضربات دقاته تكاد اضلعه تنكسر كأناء فخار من آلامها التي تحاول تخفيها قدر المستطاع، ولكن أصبحت ملامحها شاحبة
❈-❈-❈
أوقفها بهدوء والبسها الرداء الخاص بالعمليات، اهتزت عيناه وهو يرى جمالها الذي حاول أن يخفيه من التقرب من يونس إليها، ليس شكا ولكن غيرة فطرية طبعت بقلب العاشق، فهي كالنيران تأكل احشائه
استمع الى همسها
– البنت هتيجي كويسة، يا راكان مش كدا اهم حاجة بنتنا تبقى كويسة
شعر بألم حاد في كامل جسده، كلما شعر بتألمها ازداد الألم بصدره
انتهى مما كان يفعله، واجلسها على الفراش يحتضن وجهها
-ان شاء الله ياروح راكان، بنتنا هتيجي وهنربيها كمان
استمع لطرقات على باب الغرفة، امال رأسه يلتقط ثغرها بقبلة محاولا كبت خوفه بها
فصل قبلته يحتضن عيناها
-بحبك مولاتي، دنت من شفاه تلامسها بابهامها
-ادعيلينا معذبي ..قالتها وهي تطبق على جفنيها عندما فقد قدرته من حالتها المتألمة، ليروي قلبه المتألم على حالها،ويخفف من حدة الألم
أوقفها متجها للشيزلونج يضعها عليها بهدوء، ثم سمح بالدخول
دلفت الممرضة ثم اردفت
-المدام لازم تكون جاهزة دلوقتي..حركت الشيزلونج وهو بجوارها متشابك الأيدين ..اتجهت أسما ودرة إليها سريعا بعد خروجها
اقتربت اسما تمسد على رأسها
-ان شاء الله تقومي بالسلامه حبيبتي وتجبيلنا عروسة زي القمر
اومأت بعينيها تحرك راكان بها وكأنها متجها لغرفة إعدامه
توقف على باب غرفة العمليات عندما أوقفته الممرضة
-مينفعش يافندم، دي معقمة للعمليات، وحضرتك مينفعش تدخلها
تلاقت اعينهما وهي تترجاه بهما ثم همست له
-متسبنيش ادخل معايا، أنا خايفة
كأن عبراتها زجاج اخترق قلبه ليشعر بكم الآلام من ترجيها بعينيها
رفع نظره للطبيبة التي خرجت تستقبلها
-عايز ادخل معاها لو سمحتي
نظرت الممرضة وأردفت
-جهزيه يامنى، وخليه يدخل معاها
ابتسمت ابتسامة خفيفة تضع رأسها على ذراعه، وتضغط بقوة حتى لا يتركها.همس بجوار أذنيها
-حبيبي هجهز وارجعلك، تحرك خائر القوى كأن روحه تسلب منه، عاد إليها سريعا، كانت الممرضة تساعدها على النهوض لفراش العمليات .اتجه وحملها بهدوء، يضع وكأنها نوع من أنواع البسكوت الذائب يخشى عليه من تحطيمه
امال برأسه وهمس لها
-اقراي اية الكرسي حبيبتي واستعيذي بالله
أغمضت عيناها وبدأت ترتل ايات من الذكر الحكيم، وهي تضغط على كفيه تستمد منه القوة، وصلت الطبيبة اليها، لتحقنها ضمها يساعدها على الجلوس ويتحدث إليها حتى لا تشعر بتلك الأبرة التي تغرز بأسفل ظهرها، ظل يهمس لها ببعض الكلمات حتى لاتشعربشيئا
انتهت الطبيبة وهو يشير إليها بالتأني همس بجوار أذنها
احتضن وجهها يهمس بجوار أذنها وهي بين اليقظة والنوم
يكفي أنني أشعر بنبض قلبي بقرب انفاسك، رفع كفيها يوقف الطبيبة
لتذهب بنومها، خلال لحظات تخدر جسدها وهي تتمتم له
-بحبك معذبي..نهض طابعا قبلة على جبينها
-ومعذبك بيعشقك مولاتي..اتجه بنظره الطبيبة
-دلوقتي ممكن تشوفي شغلك، انا هخرج وهسبها أمانة عندك اتمنى تصونيها كويس ..قالها وتحرك بخطوات متعثرة وعيناه تودع جسدها المسجى على الفراش، أوقفته الطبيبة
-ممكن تفضل لو عايز
هز رأسه رافضا، وتحرك هاربا حتى لا يضعف أمام الطبيبة
خرج من باب الغرفة قابله يونس على باب الغرفة
-ان شاء الله هتقوم بالسلامة متخافش، نص ساعة بالكتير وهتلاقيها هي وبنتك في حضنك
خلي بالك منها يايونس، قالها وتحرك للخارج..جلس يونس بجوار باب الغرفة يتابع بعينيه الطبيبة وهي تقوم بالعملية القيصرية مرت فترة من الوقت والجميع بالخارج
حاوط حمزة درة بذراعيه محاولا تهدئتها من خوفها على اختها
بينما يجلس عاصم بجوار زوجته يقرأ بمصحفه
وذاك العاشق الذي يقف يستند على الجدار، اقترب نوح إليه
راكان أهدى إن شاء الله خير
خرج يونس متنهدا على حالته
-مبروك يابو ريا، حتى البنت شبهكوا جتكوا القرف، نازلة تنينة واء، واء
امسكه راكان بقلب متلهف
-ايه الدكتورة خلصت..دفعه يونس بعيدا عنه ورفع حاجبه بشقاوة
-قولي أنا آسف .امسكه من عنقه في وسط ضحكات الجميع ثم دفعه حمزة
-خلاص سيبه دا حتى شكله عايز يدخل دنيا مش آخرة..خرجت الطبيبة، اسرع إليها منتظر حديثها
-البنت دخلت الحضانة بأمر من دكتور الأطفال
ومراتي تسائل بها بلهفة
اجابته مبتسمة
-هي كويسة شوية وهتتقل لاوضتها ، مبروك قالتها وتحركت..رمق يونس بتحذير عندما اقترب ثم أردف
-لو سمعت صوتك هعلقك من رجلك، امشي من قدامي، افوقلك بس وحياة ربنا لأخليك تندم على حرق اعصابي..اتجه بنظراته لسيلين
❈-❈-❈
-مش كدا ياسيلين ..إجابته سيلين مبتسمة
-انت تؤمر ياكبير..جحظت أعين يونس قائلا
-طيب شوفي مين هيربي ال في بطنك، ومين هيتجوزك ويعملك فرح
صاعقة نزلت على رؤوسهم جميعا، حتى أردف بتقطع ينظر لأسعد الذي هب ناهضا، ولكن توقف عندما امسكه راكان ناهرا إياه
-بتقول ايه ياحمار..ابتعد وهو يطلق قهقهات مرتفعه ، قاطعه خروج ليلى من غرفة العمليات متجهة لغرفتها
اسرع خلفها يسأل عن حالتها
-هي كويسة دلوقتي ..اومأت الممرضة
هتفوق بعد شوية يافندم..أسرعت والدتها خلفهما
-ايه ياراكان قالتلك ايه
أجابها بهدوء رغم قلبه الذي يأن
-كويسة أن شاءالله بتقول شوية وهتفوق
حملها بهدوء ووضعها برفق على فراشها، طابعا قبلة على جبينها
-حمدالله على سلامتك ياروح راكان، قالها بنبض قلبه العنيف
جلست والدتها بجوارها، فيما دلفت درة بجوار سيلين ووالدها
اتجه للخارج قائلا
-خلو بالكم منها شوية وراجع..تحرك متجها لحضانة الاطفال وجد الممرضة تضع طفلته بمكانها المخصص تحركت إليه
-اسمها ايه يافندم عشان نسجل اسمها على أيدها
طالعها بنظرات تفحصية هامسان
-كياني دي كياني ،
اسمها كيان، اومأ برأسه واجابها
“كيان راكان البنداري” قالها وقلبه ينبض فرحا ثم دلف للداخل، ممكن اشوفها
أشارت إليه واتجهت للطفلة
-مطولش عشان نحطها على الجهاز، اومأ اليها بالموافقة، وتحرك حتى وصل يقف أمامها ينظر لتلك الملاك الغافي
رفع الزجاج ولمس وجنتيها الناعمه بابهامه، شعر بقشعريرة تسري بجسده
عندما شعر بملمس نعومتها، احساس لأول مرة يشعر به حتى ترقرت عيناه بطبقات كرستالية تحجب رؤيته بوضوح
أشار للممرضة
-عايز اشلها حتى لو ثواني ينفع..تنهدت الممرضة ولكن رفعتها إليه
خلي رأسها عالية شوية، شرحت له كيف يحملها، ضمها لصدره وآهة خرجت من بين شفتيه ورغم أخرجها من فمه الا تركت أثرا رائعا بقلبه
استنشق رائحتها بتلذذ، حتى بللت عبراته رأسها مبتسما وهي تحرك ساقيها وتلمس وجهه من حركاتها
نزل برأسه هامسا لها بآذان الله الحي الصمد ثم أسماها
تلقتها الممرضة مبتسمة تضعها بمكانها ، ظلت نظراته عليها حتى أغلقت زجاجها
أخرج جميع مايحمله بجيبه من نقود قائلا بتقطع
-خدي دول انا مبشلش فلوس، اهتمي بيها ووعد مني هفرحك
هزت راسها موافقة بعد اعتراضها في بداية الأمر، ولكن إصراره جعلها تتقبل النقود
تحرك حتى وصل إليها
-حبيبة بابي ياله بسرعة وتعالي لحضننا ، ظل لحظات وعينيه تراقب كل انش بها، ثم تحرك متجها للخارج ودقاته تعزف كاللحن الموسيقي، وصل لغرفة زوجته التي كانت تفيق من مخدرها وهي تمتم باسمه، تحرك الجميع للخارج بعد دخوله
اتجه وجلس بجوارها يحتضن كفيها بين راحتيه، ظلت تردد اسمه مما جعلت الأبتسامة تشق ثغره بعدما فقد حيويته منذ ساعات ، ود لو تفتح عيونها ويحملها يدور بها ليؤكد لها كم شعوره بالسعادة الآن
فتحت جفونها بتثاقل متألمة من جرحها، دنى يهمس لها
-فوقي مولاتي لقد اشتاق اليكِ معذبك، فتحت جفونها تائهة بما يدور حولها
وجدت وجهه قريبا من وجهها همست مابين النوم واليقظة
-بنتي فين ياراكان..داعب أنفها قائلا
-بنتك تنينة صغيرة تاخد العقل والروح زي امها، خطفتني ياليلى زي ماخطفتي ابوها
رفعت كفيها ووضعته على وجنتيه وترجته بليلها بصوتا هامس
-عايزة اشوفها حبيبي ، هاتها اشبع عيني منها..طبع قبلة على كفيها
-هي في الحضانة مينفعش تيجي، قومي بالسلامة وبعدين يبقى روحي شوفيها ايه رأيك ..تحرر من صدرها نفسا ناعما مبتسمة بثغرها متسائلة
-هي حلوة مش كدا، شبهك صح
توسمت ملامحه الرجولية وانعقد لسانه عن كلماتها حتى لمست وجنتيه مرة أخرى
-مش بترد عليا ليه؟! هي حلوة زيك كدا
لم يجد مايعبر عن شعوره سوى اقتناصه لقبلة يثبت لها عشقه الجارف الذي أثقل قلبه، كانت شفاه تعزف سيمفونية رائعة فوق خاصتها حتى شعرت باختطاف أنفاسها، ورغم ما اشعرته باختناقها إلا أنه ظل ينهل من رحيق كرزيتها حتى تركها عنوة عندما استمع لطرقات الباب قائلا
-اقسم لكِ انكِ تملكتي روحي وكياني..ابتسمت من وسط آلامها الذي بدأت تشعر به
ابتعد ناصبا عوده متحركا لنافذة الغرفة محاولا السيطرة على كيانه الذي بعثرته معشوقة الروح
ادخل قالها بعد أعاد الطرق مرة اخرى، دلفت الطبيبة تبتسم
-ماميز بتاعنا عاملة ايه..ابتسمت لها دون حديث تنظر لذاك الذي يواليها ظهره
قامت الطبيبة بفحصها قائلة
-عال كل حاجة تمام، لازم تتحركي عشان نطمن وكمان الجرح، وصل إليهما
-فيه اي حاجة يادكتورة، فحصتها الطبيبة وأردفت
-لا كله تمام بس لازم تتحرك، ياله مدام ليلى لازم تحركي رجلك
-مش حاسة بيها يادكتورة….
اجابتها بعملية
-عادي حبيبتي..هو انتِ اول مرة تولدي ولاايه
-لا ولدت قبل كدا بس نسيت..مسد راكان على خصلاتها
-مراتي ذاكرتها زي ذاكرة السمكة ..تحركت الطبيبة بعد فحصها ودلفت اسما للأطمئنان
-عاملة ايه يالولة، واخبار عروسة ابني ايه، البت ماشاء الله زي القمر
غفت مرة أخرى وهي تضغط على جفونها بألما
وقف يتأملها بغفواتها المتألمة،ظلت لبعض الدقائق ثم استيقظت وهي تتألم
اقتربت منها اسمها تمسد على خصلاتها
-حمد الله على سلامتك ياحبيتي ..يالة عايزة عروسة ابني
رفع راكان حاجبه بسخرية
-عروسة مين ياختي، روحي أنتِ وجوزك شفولكم غفير، قال عروسة ابنك
ضحكت أسما على حديثه متصنعة الزعل
-لا انا زعلانة منك ياحضرة المستشار هو ولادي وحشيني، دا احنا ال منرضاش
أطلق ضحكة صاخبة ينظر لزوجته ليخرجها من حالتها
-سمعتي صاحبتك بتقول ايه، قال بنت راكان البنداري مش يرضوا بيها
-مغرور ياحبيبي استنى نشوف البنت وبعد كدا نتخانق، اتجهت بنظرها لأسما
❈-❈-❈
-اودهالك ياأسوم لحد البيت ياقلبي، هو انا اطول جوز بنتي يكون ابنك أنتِ ونوح، بس ياترى هدتيله مين
ياسين ولا يامن
اقتربت تطبع قبلة على رأسها
-حبيبة قلبي أنتِ ياليلى، ربنا يديم محبتنا ياروحي،
انكمشت ملامحه بتعبير ساخر مع نظرات متهكمة
يعني انا بقيت الوحش ياليلى، كدا تبعيني لصحبتك، هانت عليكي بنتنا
طالعته بعيونها السوداء واجابته
-انا أبيع الدنيا كلها عشانك ياحبيبي، حمحم ثم اقترب منها بخطوات وقورة وهو يضع يديه بجيب بنطاله وعيناه تعانق عيناها
-لا انا لازم امشي، عشان ام كيان بدأت تخبط قدام الناس..همست له
-كيان..انت سمتها كيان قالتها وهي تنظر لعيناه التي تشبه قرص الشمس
دنى متناسيا وجود اسما واضعا جبينه فوق خاصتها
-لانها هتكون كيانا حبيبي ، دي أجمل كيان من أجمل ليلى في الدنيا
-راكان..همست بها وليلها يحاوط شمسه
دنى يهمس لها وينظر لسوادها
-روحه وحياته ياليلة قلبي ياأم كيان
ابتسمت عيونها..ورجفة قوية تسير بسائر جسدها ، قاطع لحظتم ، عندما حمحمت اسما
-عشقانا الحلوين ممكن نقوم ونتحرك عشان نطمن ولا ايه، تراجع للخلف
-هشوف يونس وحمزة برة وراجع..أمسكت كفيه
-متسبنيش، اقتربت اسما منهما
-لازم حد يسندها معايا وبما أن درة مشيت هي وسيلين يبقى مفيش غيرك نحركها شوية عشان متتعبش
رفع الغطاء وهو يقوم باعتدالها
-انا بعت سيلين تجبلك هدوم مع درة، ووالدتك راحت مع والدك مراجعة كشف، هي قالت ابلغك لما تفوقي، كانت معاكي لحد مافوقتي شوية
اومأت برأسها وامسكت ذراعيه وهو يعدل ساقيها للأسفل ويلملم ثيابها
ليلى اسندي عليا،ثم رفع نظره لأسما
-خليكي ياباشمهدسة انا هتولاها
هسندها معاك، هز رأسه رافضا
– هي ليلى محتاجة غير جوزها ..ارتجف قلبها من حديثه المروي لقلبها
تهاوى جسدها متألمة عندما أوقفها، حاصرها بذراعيه القويتين؛ حتى استندت عليه بثقل جسدها
-راكان مش قادرة، لا مش قادرة
حبيبتي لازم تحركي رجلك ياله، خلي قلبي يطمن
أكمل مسترسلا وهو يحاوطها
-خليكي كدا استندي عليا حبي، حركت قدمها بصعوبة متألمة
همس لها بأنفاسه الحارة
-ليلى أنتِ كدا خطر عليا، شوفي عاملة ازاي
اقترابه منها ورائحته، ناهيك عن دقات قلبه التي تشعر بها تحت كفيها، تجعل من أنفاسها عزفا منفردا لا ينصت إليه أحد سواها، تحركت خطوة وهو مازال يهمس لها بكلماته العاشقة حتى تناست مايؤلمها وضعت رأسها بصدره وهي تتحرك ببطء في البداية تحركت خطوة واحدة ثم جلست، جثى أمامها يرفع خصلاتها من فوق وجهها ثم تحدث
-ايه حاسة بحاجة، اوعي تقولي موجوعة ازعل منك ياحياتي
رفع نظره لأسما الجالسة بصمت تراقبهم بابتسامة
-وبعد كدا مدام أسما تتريق عليكي متخليش حد يشمت فيكي ياحبي
ألتمعت عيناها ببريق عشقه الخالص
واضعة كفيها على وجهه
لا تشرق شمسي إلا بشمس عيناك ياقلب مولاتك
قبل كفيها ونهض
-طيب ايه مش هنكمل رياضة المشي ، ولا هنفضل نتغاذل كدا قدام مدام أسما
ضحكت أسما قائلة
-لا خدوا راحتكم ولا كأني موجودة، نهض وأوقفها متحركا مرة أخرى
ظل يفعل كل فترة ذاك حتى تحركت بهدوء على فترات متباعدة
وصلت والدتها إليها
-حبيبتي حمدالله على سلامتك ، شوفت بنتك ياليلى،الله اكبر ياحبيبتي
زي القمر شبهك
رفعت نظرها لراكان الصامت
-بتضحك عليا وتقولي شبهك..قهقهت أسما تضرب كفيها ببعضهما
-بنتك ياطنط سمية عايزة تتخانق مع جوزها وبس
مسدت سمية على خصلاتها وتحدثت
-لا دي مش خناقة يااسما، دا حب لجوزها نفسها تكون شبه مش كدا ياليلى
توردت وجنتيها، فتحرك مستئذنا
-هروح مشوار وراجعلك، اتجه بنظره لوالدتها
-خلي بالك منها..قالها بعدما إومإت له وتحرك للخارج
قابله حمزة متسائلا
-ليلى عاملة ايه..لكزه بكتفه
-ايه ليلى دي ياحمار، بعد كدا متقولش غيرمدام ليلى أو ام كيان
رفع حاجبه ساخرا
-ليه أمير بلعته ولا ايه، بلاش كلمة أم كيان دي ياصاحبي عشان والدتك ، بس كدا وشوفها جاية ووشها بيضحك ازاي مهما كانت دي أم وابنها مات وهو لسة شباب
ساد صمتا ثقيلا بينهما قاطعه وصول زينب
-مبروك ياابو كيان، مبروك ياحبيبي وأخيرا شوفتك أب ياراكان، تتربى في عزك ياحبيبي وتفرح بيها
ضمها لأحضانه وعيناه لحمزة متألمًا
-تسلمي ياست الكل، بس حضرتك نسيتي انا أب أكتر من سنتين نسيتي أمير ولا ايه دا ابني ياأمي
طبعت زينب قبلة على خديها
-ربنا يبارك فيك ياحبيبي ويتربوا في عزك ومايتحرموس منك
طبع قبلة على رأسها
-ويخليكي ليا ياست الكل..ادخلي لليلى انا هروح مشوار وراجع
اومأت له وودعته مبتسمة متجهة إلى ليلى
امسكه حمزة من ذراعه-راكان انت زعلت مني
اتجه بنظره للبعيد مردفا
-هزعل منك ليه، عشان فوقتني على الحقيقة، ليلى فعلا ام أمير وهتفضل كدا حتى لو جبنا دستة عيال
استدار بنظره إليه واسترسل
-نصيبي كدا ولازم ارضى بيه، لا اعتراض على حكمه
خليك هنا ورايا مشوار مهم لازم اروحه اجلته من زمان
توقف حمزة أمامه ونظر إليه متسائلا
-رايح فين ياراكان لوحدك
خليك هنا متتحركش لحد ماارجع
امسكه بقوة ينظر لمقلتيه
-رايح فين يابني .انزل يديه
-رايح لعايدة، لازم نتقابل أجلت الزيارة، ولازم تاخد حقها قبل الجلسة
أوقفه يهز رأسه بالرفض
-بلاش ياراكان عشان بنات عمك
استدار مردفا
-معنديش حاجة اسمها مينفعش وعشان خاطر حد..قالها وتحرك دون حديث آخر
بعد قليل وصل لمنزل عمه قابلته سارة مبتسمة
-ابيه راكان اذيك..اومأ لها مردفا
-عاملة ايه حبيبتي..توقفت أمامه
-الحمد لله، ليلى وميرو عاملين ايه، ايه مش ناوين ترجعوا للقصر وحشوني اوي
اقترب ثم طبع قبلة على رأسها يعبث بخصلاتها
-وقت ماتحبي تشوفيهم روحي وملكيش دعوة
تشبست بذراعه متحركة معه للداخل قائلة
-ان شاء الله ياآبيه، توقف وهو يوزع نظراته بالمكان
-ايه مامتك مش موجودة
كانت تهبط درجات السلم فقاطعت حديثهما
-دا ايه ال هيحصل في الدنيا راكان البنداري عندنا، لا وواقف ساكت ومبيزعقش وكمان حاضن سارة، هي عجابك ولا ايه
تراجع بجسده ينظر إلى سارة وأردف
-سارة حبيبتي ممكن تروحي مع سيلين تشتروا شوية حاجات للبيبي اه نسيت أقولك
-مش تباركي لابن عمك مش ليلى ولدت وجبتلنا كيان، أصل الحمدلله المرادي الدكتورة كان عندها ضمير ومحاولتش تقتل الجنين، أو تشيل الرحم، معلش ياسارة فيه ناس مؤذيين لا وكمان لما يكونوا قريبن اوي منك ياحبيبتي دا لو بتراعي كلب هيصون العشرة، لكن الكلب إنما تقولي هنمشي بمثل ديل الكلب منجوس عمره مابيتعدل، قالها وهو ينظر إلى عايدة يتفحص ردة فعلها
اتجهت بنظرات مذعورة لدى سماعها اهتز داخلها وحاولت السير إليه محاولة السيطرة أمامه
بعد اتهاماته لها التي أصبحت مثل الرصاص يخترق جسدها بالكامل
-ياله ياسارة عشان تشوفي كيان، بنت زي القمر شبه مامتها ال لو لفيت العالم كله مش هلاقي زيها
صفقت سارة بيديها
-ايوة كدا ياابو كيان واخيرا بقيت اب، فرحتنا كتير والله يابن عمي
-شكرا ياسارة، أوقفها متسائلا
-فرح فين مش باينة، هي بطلت الشغل
فركت كفيها بارتباك تنظر لوالدتها
-اصل ماهو يعني..اقتربت عايدة منه تعقد ذراعها
-بتلف على ايه ياراكان، مالك ومال بناتي، في البداية يونس اكل بعقل سارة حلاوة وقال ايه اخوها ومحدش يقدر يلمسها ولا يقرب منها، لما بقت ظل ليكم، ودلوقتي عامل حامي لفرح وسلمتها شغل في مكانة مرموقة على أساس ايه
عايز توصل لأيه بالضبط
-سارة …أردف بها ثم تحدث
-روحي زي ما قولتلك..
لفظ الهواء بقوة من رئتيه بعد خروج سارة، ثم جلس على المقعد وقام بإشعال تبغه ينفثه بالهواء وهو يطالعها بغموض واضعا ساق فوق الأخرى
-سامعك مدام عايدة، ليه عملتي كدا ؟!
بللت حلقها وابتلعت ريقها بصعوبة
-انت تقصد ايه؟!..نفث تبغه وظلت نظراته تحاوطها
-سامعك يامدام عايدة، ومتفكريش بحترمك لشخصك، انا لو احترمك في وقت من الأوقات فدا عشان عمي مش اكتر
نصب عوده واقترب وهو يطالعها يفترسها بنظراته
-ماهو محدش بيختار أهله، ودلوقتي سامعك بالأدب، بدل مااسمعك بطريقة تانية
أشار بسبابته واسترسل حديثه موبخا إياها
-اوعي تفتكري انا ساكت عليكي عشانك ..تخرج صوت اعتراضيا من فمه وأكمل وهو ينفث تبغه بوجهها
-ال زيك تحت جذمتي، هز رأسه عندما توسعت بؤبؤة عيناها ترمقه شزرا
وأشار لحذائه
-ايوة الست النجسة الحقيرة ال تخون جوزها..صمت مضيقا عيناه واستطرد
-بيقولوا عليها ايه !! دار حولها ونظرات مشمئزة مردفا
-انا مكسوف من نفسي وبحتقرها عشان واقف بكل ادب واحترام بكلم ست ذبالة ذيك ..جلس مرة أخرى واسترسل
-ازاي عديتي عليا، تلاتة وعشرين سنة واحنا بينا عقربة، بتبوخ سمها في الكل ، وعاملة بنت ناس، وهي مش محصلة بنت الذبال مع احترامي للذبالين لاني صورتهم بشخصية مقرفة ذيك
❈-❈-❈
احكي ياعايدة سامعك
اهتز جسدها ونهنهات متقطعة وأصوات مستنكرة لحديثه خرجت من جوفها تطالعه ببغض ثم صاحت
-بأي حق جاي توقف قدامي يابن اسعد وعايز تحاسبني، ايه محدش قادرك
أشار بسبابته محذرا إياها وتحدث بتوبيخ
-اخرصي صوتك مايطلعش ولا يعلى قدامي، متنسيش نفسك الاول كنتي مرات عمي دولقتي ذيك ذي الشوز دا، على الاقل دا مفيد عنك ياحقيرة
نهض وتحرك إليها بخطى سلحفية ارعبتها وجعلتها كالهشاشة
-واحدة حقيرة زيك تخون عمي مع واحد حقير زي النمساوي ياذبالة، حاولتي تموتي مراتي بعد ماموتي ابني وواقفة تتبجحي فيا، لا فوقي دا انا ادوس عليكي بجذمتي
دفعته صارخة به ولوحت كالمجنونة
-اه موت ابنك وكنت عايزة احصرك على الكلبة ليلى ال حصرت بنتي وخطفت منها حبببها، وانا ال خطفت درة مع نور عشان اضغط على ليلى تطلق من سليم قبل جوازه منها،بس كالعادة ظهرت فجأة وانقذتها وانا برضو ال بعت لها ناس المزرعة وخليتهم يرعبوها وكنت هخطف الولد واقتله واتهمك به، وانا ال ضربت يونس وبنجته عشان يدخل على سارة عشان اعرف ابوك مش كل الطير ال يتاكل لحمه، وانا ال ساعدت قاسم والممرضة يسمموا توفيق عشان بدأ يخرف ويقول ال يقرب من راكان هدفنه، كل كلامه مفيش غيرالزفت راكان، زي مايكون الباقين مالهمش نصيب من حياة البنداري، وعايز تعرف ليه عملت كدا، روح اسأل ابوك
-يالة عرفت وريني هتعمل ايه
صفعة قوية على وجنتيها مما أدى إلى سقوطها
-جاية توقفي بكل بجاحة وحقارة وتشتمي في مراتي وأبوي وجدي، وانت كنتي تحلمي تمسح جذمهم بس ياذبالة
-انا مش هقولك هعمل ايه، انا مش بحب الكلام، واكيد انتِ عارفة انا بتاع أفعال وبس
لحظات ثم رفع هاتفه
-ادخل يابني..دلف الضابط بعد قليل وتوقف أمامه
-خدوها وكلم حسن يعمل معاها الصح، قالها راكان واستدارمتحركا للخارج وهي تصرخ كالمجنونة
-هطلع يابن البنداري وهندمك على كل حاجة والله، وقول لأسعد عايدة مش هتسكت وهتاخد حقها منكوا كلكوا
أشار بكفيه للضابط
-خدوها وخلي بالك منها، ثم تحدث
-هات أمر من حسن بالقبض على نور كمان
بعد شهر بالمحكمة وقفت نورسين بجوار عايدة وقاسم وأمجد وتم الحكم عليهم بالسجن المشدد لارتكابهم جريمة قتل سليم البنداري، وإجهاض ليلى والتحريض على قتل توفيق البنداري كما تم الحكم على نور بالسجن لمدة عشر سنوات بعد التأكد من اختطافه لدرة وتهديدها تحت السلاح ، كما حكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات لسطو مسلح ومحاولة خطف الطفل امير سليم البنداري
بعد قليل انتهت الجلسة التي شفت قلوبهم جميعا…توقفت فرح بالخارج تنظراليه بحقد وغضب
-طول عمرك اناني ياراكان، مبتفكرش غير في نفسك وبس وان شاء الله الباقي يموت مفكرتش فينا روحت بكل بجاحة وسجنت مرات عمك
أشار بيديه لأحد البودي جارد
-خدوها من قدامي، مش عايزها تخرج برة لحد ماباباها يرجع من السفر، قالها ثم ارتدى نظارته الشمسية واستقل سيارته متجها لمنزله
قام بمهاتفة جاسر
-عملت ايه في شركة الأمن ال طلبتها منك
اجابه على الجانب الآخر
-بكرة هيكونوا عندك متخفش
تنهد متألما كلما تذكر حديثه مع نورسين، قبل قليل وصل إلى مكتبه وطلب من المسؤل
-قول للضابط يبعت يجيب لي نورسين قبل المحاكمة
وصلت بعد قليل، دلفت إليه
-اوووه راكان باشا البنداري بنفسه باعتلي ياترى ليه
اشعل سيجاره وجلس يطالعها بهدوء
-وحشتيني فعشان كدا بعتلك،ضيقت عيناها مستفهمة بماذا يقصد
-عايز ايه ياراكان ..نصب عوده يضع يديه بجيب بنطاله
-مين ال قتل سليم يانور، وال قتله كان قاصده ولا قاصدني
جذبت سيجاره وبدأت تنفثها
-يهمك ياراكان تعرف..وصل وتوقف أمامها قائلا
-جدا يانور، مين ال قتل سليم وليه قتله
-امجد هو ال قتله، كان مفكر لما يتخلص منه هيعرف يسيطر على ليلى غبي مكنش يعرف أن يفضي مكان للأسد
-ازاي قتله والعربية كانت بتاعتي، هو كان يعرف ازاي أنه هيخرج فيها
نفثت دخان سيجارها واقتربت حتى تلاصقت بجسده
-تدفع كام وأنا اقولك، وضعت ابهامها على شفتيه تنظر لعيناه
-قبل ماتتكلم ال هطلبه لو عملته هقولك كل حاجة
تضجرت ملامحه بحمرة الغضب متسائلا
-امتى هتنضفي ؟!قالها وهو يدفعها بعيدا عنه مشمئزا منها ثم أشار محذرا
-اياكِ تلمسيني تاني،ثم ضغط على زره ليدخل العسكري
-نزلها للمحاكمة، اقترب منها قائلا
-مش عايز اعرف..امشي من قدامي..دنت منه حتى لم يفصل بينهما سوى خطوة وتعمقت بالنظر لمقلتيه
-مبروك عرفت انك خلفت وبقيت اب، خاف على بنتك وامورتك الحلوة وحياة رقدتي في القرف دا لاندمك ياراكان على كل دقيقة قعدت فيها هنا، أطلقت نظرات نارية وأشارت بسبابتها
-هخرج حتى لو دفعت كل ال ورايا وقدامي، وهخليك تيجي زاحف انت والحقيرة الذبالة
دفعها بقوة حتى صرخت من شدة آلامها بصدرها من قوة دفعته
-يبقى قربي وشوفي هعمل فيكي ايه هدفنك حية واخليكي تتمني الموت، ووريني هتطلعي ازاي
❈-❈-❈
تحركت وهي تصرخ
-هطلع ياراكان، لازم اطلع عشان اخليك تبكي بدل الدموع دم
خرج من ذكرياته مع وصوله لقصر البنداري بعد إصرار والدته بالرجوع إليه، دلف سريعا متجها للداخل يبحث عنها وحدها، دلف لغرفتهما ولكنه لم يجدها، هوى قلبه وهو يجد ابنته تغفو بهناء بجوار زينب التي غفت بجوارها، ثم اتجه لغرفة أمير قابلته داليا فتسائل
-مدام ليلى فين يا داليا
توقفت واجابته
-مدام ليلى تحت في السوانا، وانا واخدة أمير لليسون .
فيه حد معاها تحت تسائل بها
رفعت أكتافها قائلة
-معرفش..هي قالتلي هتنزل تعمل جلسة سوانا بس معرفش فيه حد معاها ولا لا
اومأ متحركا يبحث عن سيلين وجدها تجمع أشيائها وتمسك بيديها صورة سليم وتتحدث معه
-وحشتني اوي ياحبيبي كان نفسي تكون معانا ياسليم، فرحي بعد أسبوع، كدا اتجوز من غيرك
انسابت دموعها على وجنتيها
-وحشني حضنك اوي، تعرف أمير واخد منك كتير اوي، اه والله
طبعا ايه الهبل ال بقوله دا ماهو لازم يكون شبهك هو انت مش أبوه
دنى منها واحتضن كتفها
-سيلي بتكلم مين، استدارت مبتسمة له
-ولا حاجة ياحبيبي، تعالى وقولي بنتك دي جايبها منين والله عايزة اكلها ياراكان، مع انها غلابوية ومش بتبطل عياط بس جميلة اوي
احتضنت وجهه تنظر لملامحه فاردفت
-تعرف عينيها شبه عينيك اوي، بس لونها زي ليلى ودقنها زي ليلى إنما عيونها ورموشها لبابا الجميل ، بس زعلانة مش واخدة مني حتى مناخيري، ايه العيلة ال مبتجبش حد شبه عمتهم دي
قهقه عليها وهو يضمها لأحضانه
-المرة الجاية هخليها شبهك أن شاءالله
تمسحت بصدره تلكمه بصدره
-بتتريق ياراكي طيب..رفع ذقنها وتسائل
-عايزة تقضي شهر عسلك فين
توردت وجنتيها واستدارت
-اي مكان ياحبيبي مش هتفرق
تحرك عندما وجد خجلها قائلا
-تمام ياحبيبي انا هختار مكان على ذوقي
في مزرعة نوح
دلف لغرفة أولاده وجدها تغفو بمنتصف الفراش وتحتضن كل واحد بجانب
توقف ينظر إليهما بحب، تحرك إلى أن وصل إليهما وحمل طفله يضعه على فراشه
وهمس بجوار أذنها
-اسما قومي حبيبتي..فتحت عيناها تنظر حولها، وجدت طفلها غافي على ذراعها وضعته بهدوء على الفراش تنظر للاخر،ثم دثرتهما وتحركت خلف زوجها الذي حملها فجأة متجها لغرفتهما
-لازم شاور في التو والحال دون حديث لاسومي ال التعب باين عليها اوي
احتضنت عنقه تدفن رأسها
-تعبانة اوي حبيبي..طبع قبلة على وجنتيها
-روح حبيبك انتي، خدي شاور ونامي وانا هسهر مع المربية بتعتهم
عند حمزة ودرة دلف لأحد المحلات ” الاتليهات “المشهورة بالبلد يشاهدون بعض فساتين الزفاف حتى وقعت عيناها على أحدهما
خرجت بعد قليل بصحبته متجهين لشاطئ النيل
جلس بمقابلتها
-عجبك الفستان..اومأت برأسها خجلا واجباته
-شكله حلو اوي،احتضن كفيها
-حبيبتي لو مش عجبك ممكن ابعت اجيب الفستان ال يعجبك من أي مكان في العالم
هزت راسها رافضة
-لا ياحمزة دا حلو وعجبني..شبك اصابعهما قائلا
-طيب تعالي ناكل درة على الكورنيش..وضعت رأسها على كتفه عندما حاوط جسدها بذراعيه متجها للتنزه على شاطئ النيل
عند راكان دلف للداخل يبحث بعينيه عنها رآها من خلف الزجاج بتلك الهيئة ، سحبته أقدامه إليها فتح الزجاج بعدما تخلص من ثيابه وارتدى ماهو مسموح به لتلك الساونا، وقف يتأمل تفاصيلها التي اشتاقها كثيرا، خصلاتها التي ترفعها للأعلى، وصفاء بشرتها رغم قطرات البخار التي تحاوطها، كانت مطبقة الجفنين وانفاسها المنتظمة كالذي تنعم بالسلام النفسي وتستمع لإحدى المقطوعات الموسيقية ..همس باسمها حتى لا يفزعها
فتحت عيناها سريعا تمركزت عيناها على عيناه، تحرك بهدوء متجها نحوها، لم يتحدث ولم يفعل شيئا سوى جلوسه بجوارها حيث راق له قربها بتلك الهيئة، لم يعد يريد شيئا اخر،ضمها بذراعه وهو ينظر بحرارة الغرفة قائلا دون النظر لعيناها
-تيجي من غيري دا اتفاقنا، رفعت أصابعها على زر الحرارة تغلقه ولم تفعل سوى أنها لمست وجنتيه
-وحشتني اوي معذبي ..شعر بنبضة مثيرة أرهقت صموده، فلم يعد له القدرة على إخفاء اشتياقه للهيبة روحه سوى العزف على انغام نبض القلوب
بعد اسبوع وهو اليوم المقرر لحفل زفاف حمزة ودرة ويونس وسيلين بالفندق كانت تحمل ابنتها وتجلس بجوار سيلين تنتظر وصول راكان للهبوط بها للأسفل
ولكنه تأخر كثيرا ، امسكت هاتفها تهاتفه لعدة مرات ولكن هاتفه مغلق، وصل حمزة يطرق على الباب
خرجت سريعا ظنا منها أنه ولكنها توقفت عندما وجدته حمزة
-راكان فين وليه ماجاش لحد دلوقتي
قطب مابين جبينه متسائلا
-يعني أنتِ متعرفيش هو راح فين وكمان يونس مختفي
اهتز جسدها وشعرت وكأن الأرض تميد بها عندما استمعت ذاك من حمزة، دقائق واستمع لهاتفه
-ايوة ياراكان انت فين، ولكنه تصنم بمكانه قائلا
-انت بتقول ايه

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عازف بنيران قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *