رواية حرب الأسود الفصل الثالث 3 بقلم ناهد خالد
رواية حرب الأسود الفصل الثالث 3 بقلم ناهد خالد
رواية حرب الأسود البارت الثالث
رواية حرب الأسود الجزء الثالث

رواية حرب الأسود الحلقة الثالثة
(غضب رحيم) ❤️
في فيلا رحيم الصياد
بعد ذهاب سليم وعائلته صعد رحيم لأعلى لتصعد حور خلفه وهي تتقدم بحذر تخشى كثيرا ردت فعله.. لتقول بشجاعة زائفة وصوت أقرب للهمس… رحيم
توقف رحيم عما يفعله واغمض عينيه محاولا السيطرة على أنفاسه الغاضبة.. ليلتفت إليها بهدوء مصطنع قائلا دون النظر إليها : نعم
توقفت الكلمات في حلقها لرده البارد عليها وخشت كثيرا من هدوءه الذي يحاول اتقانه.. أخذت نفس عميق ثم تقدمت إليه بارتباك واضح وتوتر : انا عارفه اني غلطانه… انا اسفه.. بس والله كان غصب عني.. مقصدتش أعلى صوتي. حقك عليا
التفت بنظره إليها لتلمح تلك النظرة المعاتبه فى عينيه ليقول : الموضوع متوقفش عند علو صوتك.. الموضوع اتعدي ده.. انتي اتهمتيني اني مقصر معاه.. واني مبقومش بواجبي كأب.. خلتيني وكأني تلميذ واقف قدامك بتعلميه الصح من الغلط.. ومهمكيش كل اللي كان واقف.. حتى ولادك.. بس انا بقى عملت حساب انهم موجودين والا كان رد فعلي هيزعلك مني واوي كمان.. القى بكلماته وتركها خارجا من الغرفه بل من الفيلا بأكملها لتتيقن أن رحله مصالحته لن تكون سهلة ابدا فعليها بذل الكثير والكثير من الجهد خصوصا مع إدراكها التام بخطئها
__________________________________
في المستشفي
مر أكثر من ثلاث ساعات على آدم وهو مازال في سباته ليبدء بالاستفاقه محركا راسه بوهن يحاول فتح عينية لتقابله إضاءة الغرفة المزعجة فيغلقها سريعا ويحاول فتحها مره اخري ببطئ حتى اعتاد الإضاءة ليحرك راسه جانباً ليرى سيف الجالس على المقعد بجواره ممسكا بهاتفه… لينادي بوهن : سيف
ليلتفت سيف سريعا له تاركا هاتفه مقتربا أكثر منه واضعا يده على كتف آدم :حمد الله على السلامه يا صاحبي.. أي ياعم كده تخصني عليك
ليقول آدم متسائلا: حد عرف اني هنا؟
ليزفر سيف بيأس منه : متقلقش محدش عرف.. المهم حاسس انك أحسن؟
ليهز رأسه :ايوه… ثم يحاول الاعتدال في جلسته.. يلا
ليقاطعه سيف وهو يسنده : انت بتهزر… آدم بالله عليك بطل استهتار.. مش هينفع تمشي دلوقتي الدكتور قال تقضي اليوم هنا
نظر له نظره تبين مدى إصراره :سيف انا همشي
_الله يخربيت سيف ليخربيت اللي جابو سيف.. عاليوم اللي شفتك فيه.. كانت تلك كلمات سيف الغاضبة التي تمتم بها وهو يخرج من الغرفه ليأخذ إذن الخروج تبعتها إغلاقه للباب بقوة ابتسم لها آدم.. فحقا سيف يعاني منه كثيرا
عاد إليه بعد قليل ومعه إذن الخروج وفتح الباب بقوة تدل على غضبه واتجه إليه قائلا بحنق: يلا يا استاذ.. اتفضل خليني اوصلك واخلص من الغلب ده
نظر إليه آدم ليقول باستفزاز وابتسم بسماجه : سلامتك من الغلب يا صاحبي
اتجه إليه يساعده في الوقوف قائلا بغضب : والله يا آدم هييجي يوم واموت مشلول منك
ابتسم آدم بخفة وخرجا معا من المستشفى واوصله سيف الي الفيلا
_وادي يا عم وصلنا ومفتاح العربيه اهو
وانت هتروح ازاي؟
_هطلب اوبر يوصلني لمكان عربيتى
_انت اهبل يلا.. اوبر اي اللي تطلبه.. خد عربيتى وانا هبعت حد من عندنا يوديلك العربية البيت وبعدين ياخد عربيتى
_ولي الغلب ده… لا ياعم بلاش تعب انا هتصرف
حسيس اوي بروح امك.. اخلص يلا انا مش فايقلك
_الشغل بوظ أخلاقك اوي يا آدم.. قالها سيف وهو يمط شفتيه باسف مصطنع
رد عليه آدم بسخريه: كده وبوظ أخلاقي.. مبتشفنيش انت يا سيفو وانا مع المجرمين ها
ليرد سيف بفظع :لا الشخصيه دي انا ولا اعرفها اصلا.. يا ساتر بتبقى حاجه لا تطاق.. تقول مسوره ألفاظ قذره وانفجرت
_طب اخلع بقى بدل ما تنفجر في وشك دلوقتي.. قالها ادم بتهديد
_لا يا عم وعلي اي… خد بالك من نفسك.. وبلاش استهتار يا آدم بالله عليك
_حاضر… قالها ادم بهدوء
ليذهب سيف ويدلف هو ببطئ لداخل الفيلا داعيا الله ألا يجد أحد في طريقه
_____________________________________
في فيلا الألفي
ليل… التفتت بملل تنظر لهذا الشاب.. نظره غامضة
ليقول متسائلا بحدة :انتي محولتيش الفلوس اللي طلبتها منك لي؟
وقفت مكانها مستندة علي جانب الدرج بيدها قائلة :هو انا لسمح الله قولت اني هحولها؟
ليرد بحده :بس انا قلت
ردت بسخرية :طيب روح حولها انت بقى
اقترب منها حتى وصل إليها ناظرا في عينيها بقوة :هتحولي الفلوس ولا لأ؟
نظرت في عينيه بماشره لتقول بقوه مقابله :لأ
امسك يدها بعنف : أنتي باين عليكي اتجننتي.. انا ميتقليش لأ.. فاهمه.
نظرت إليه بكره متغاضيه عن ألم معصمها : لا مش فاهمه.. وبقولهالك تاني انا مش هحول فلوس ليك.. انا مش هدخل فلوسي في صفقات مشبوهة.. ابعدني عن القرف اللي بتعمله
رد بعصبيه : القرف ده هو اللي معيشك العيشه دي
ردت مقاطعة بعنف : لا عندك… اوعي خيالك يسرح بيك بعيد.. انا مش عايشه من فلوسك انا عايشه بفلوس ابويا.. ورثي منه.. ولا نسيت… ابويا ها… فاكره يا زين.. فاكر اي اللي حصله وبسبب مين
نظر لها زين نظره مطوله وترك يدها بعنف قائلا : انتي اللي فاكره…. فاكره مين هو زين الألفي… جوزك يا هانم.. عاوزك تعرفي اني سايبك بمزاجي.. مش عايز أذيكي ولا احاسبك على خروجك عن قوانيني.. عشان لو عملتها هأذيكي بجد… وللأسف ساعتها هكون بأذى نفسي قبلك
تركها وهبط للأسفل ودخل غرفه مكتبه صافعا الباب خلفه
وقفت تنظر على باب مكتبه واغمضت عيناها قائلة (انا كمان بأذى نفسي… كان نفسي اقدر اكمل حياتي معاك.. بس في الف حاجز ما بينا… عمر الحواجز دي ما هتتهدم مادام لسه ماشي في نفس الطريق..) فتحت عيناها التي تتلألأ بها الدموع قائلة بهمس: كل ما ابص ليك اشوف كام واحد عانى بسببك.. وكام واحد فقد حياته بسببك… ربنا يسامحك يا زين على اللى بتعمله فيا وفيك… صعدت إلى غرفتها لتنعم بحمام بارد لعله ينتشلها مما هي فيه
……………..
في الأسفل بمكتب زين كان يجلس على مكتبه واضعا راسه بين يديه مسندا بها على حافة المكتب
(زين معتز الألفي… ابن عم ليل… شاب في التاسع والعشرين من عمره.. بشعره الأسود وعيونه البنيه ورموشه السوداء وبشرته الخمريه…. جسده الرياضي الطويل.. أصبح هو المتحكم في أملاك عائله الألفي.. خصوصا بعد وفاة ابيه وأمه في حادث سياره حين كان عمره عشرون عاما… ووفاة عمه منذ أربع سنوات تقريبا.. لديه ابن عم وحيد وهو اخو ليل.. لكنه مسافر منذ وفاه ابيه تاركا ليل تحت رعايته بعد زواجهما…)
رفع رأسه محادثا نفسه وهو ينظر لصورتهما معا أمامه وكانت قبل وفاة ابيها.. كانت تنظر فيها إلى زين وهي تضحك بشده وعيونها مليئه بالسعاده وهو ممسكا بيدها ناظرا إليها مبتسما… “عارف اننا مستحيل نرجع مع بعض زي الاول… عمرك ما هتسامحيني.. كان نفسى نقدر ننسى ونبدأ من جديد… بس فعلا الموضوع شبه مستحيل…. رغم قسوتي اللي بظهرها وعصبيتي اللي مش بقدر اتحكم فيها… إلا أني هفضل احبك لآخر يوم في عمري.. واللي عارف انه مش بعيد.. عارف انى بغلط كتير اوووي بس نفسي تفهمي اني مقدرش أتراجع عن الطريق ده… غلط في الأول لما دخلته وكنت مستمتع و فرحان بالفلوس الكتير وخوف الناس مني واسمي الي بيهز اي حد.. بس لما خسرتك عرفت انه اسوء حاجه عملتها اني دخلت الطريق ده وبنفسي… غلط وهتحمل نتيجة غلطي… المهم.. انك تكوني بخير ”
انهي كلماته واتجه الي الاريكه الموجودة فى مكتبه ليرمي بجسده فوقها واضعا يده فوق عينيه محاولا الهرب من واقعه المؤلم في النوم
___________________________________
في فيلا الصياد
أشرقت شمس يوم جديد تعلن عن بداية فريده من نوعها لقصص جديدة ستبدأ وتنسج خيوطها بين خيوط القدر رغما عن أصحابها… فتحت حور عينيها ببطئ لتجد نفسها بين أحضان رحيم لتبتسم بحب.. فهي قد انتظرته أمس لوقت متأخر جدا ولم يأتي ودقت علي هاتفه ليجيبها باقتضاب أن لديه بعد الأعمال وسيتاخر قليلا ذهبت لغرفه آدم لتطمئن عليه للمره التى لا حصر لها فهي قد أحست برجوعه مع حلول الظلام ولكن لم ترد المواجهة معه واكتفت بأن تذهب تطمئن عليه من وقت للآخر بعدما خلد للنوم وتعود لغرفتها فلم تشعر بنفسها وهي تذهب في نوم عميق… تنهدت براحه فرحيم رغم غضبه منها إلا أنه عندما عاد أخذها باحضانه كما أخبرها من قبل انه مهم بينهم من خلافات لا يحق لأحدهم أن ينام بعيدا عن الآخر بالادق بعيدا عن أحضان الآخر… بدأت تتململ بين يديه تحاول الخروج دون افاقته.. لكن وجدته يفتح عيونه ببطئ.. نظر إليها ثم ابعد يده سريعا والتفت معطيها ظهره كان شيئا لم يكن… كتمت ضحكتها بصعوبة فهو لم يستطع النوم بعيدا والآن يتظاهر بالامبالاه…. اقتربت منه قليلا واضعه يده فوق كتفه “رحيم.. حبيبي… رحيم رد عليا لو سمحت”
_افندم
_صباح الخير.. قالتها بابتسامه وهي تقبله من وجنته
_صباح النور… رد باقتضاب
_يلا قوم عشان نفطر
_روحي وهحصلك…. تنهدت بيأس ثم اتجهت للمرحاض
____________________________
استيقظت جنه مبكرا عن المعتاد لترى آدم فهي خائفه عليه بشدة منذ أمس.. خرجت واتجهت للغرفة المقابلة لها دقت الباب ولكن لم تسمع إذن الدخول لترجح بأنه نائم بعد نظرت للساعه لتقول باستغراب: الساعه ٨.٥ معقول لسه نايم!. ده بيصحي ٦ في المعتاد… لتضرب جبينها قائله: اي الغباء ده اكيد تعبان مش هيصحي بدري يعني.. فتحت الباب ودلفت.. لتتفاجئ بالفراش فارغ… وباب المرحاض مفتوح دلالة على عدم وجود أحد بالداخل.. هو راح فين بس…. معقول مجاش من امبارح؟؟ دب الخوف في قلبها من إصابته بمكروه خرجت من الغرفه لتجد حور بوجهها.. حور باستغراب : اي اللي مصحيكي بدري.. لوحدك كمان.. مش بالعادة
لترد عليها بتوتر: ماما هو آدم جه امبارح؟؟
ردت حور بعدم فهم : يعني اي.. آه جه لي؟
_اصل جيت اطمن عليه مش لاقيته خوفت يكون مرجعش من وقت ما خرج
_يعني اي مش لاقياه… دلفت للغرفة لتجدها فارغه… لتصرخ بغضب… لااااا كده كتير بقي.. الواد ده هيموتني والله… ثم انهارت فجأه فوق الفراش وأخذت تبكي بعنف…. لتقترب منها جنه باستغراب لانهيارها المفاجئ.. ماما.. اهدي يا روحي.. في اي بس اللي حصل لكل ده هي أول مره يعني آدم يعملها… اهدي في اي
لترد ببكاء: في إني تعبت قلبي معدش مستحمل وجع اكتر من كده… تعبت ياناس والله تعبت منه..
_يعني العياط هو الحل.. كانت تلك كلمات حمزه التي قالها وهو يدلف من الباب
_عايزني اعمل اي؟؟؟ في أيدي اعمله ومعملتش.. تسالت حور بعجز
ليرد حمزه: انا قابلته الصبح وهو خارج
نظرت إليه لتعاتبه: موقفتوش لي ازاي تسببه يخرج…
مقدرتش عليه… ثم حكي لها ما حدث صباحا
فلاش باك 〰️
كان حمزة عائدا من الخارج بعد أن ركض قليلا ليجد آدم يهبط الدرج ليسرع إليه : رايح فين يا آدم!؟
رد ببرود: صباح النور
زفر حمزة قائلا : صباح الخير يا سيدي… رايح فين بقى!؟
_رايح الشغل
_آدم انت تعبان… حرام عليك نفسك
_انا كويسه يا حمزة متقلقش
_فيك اي يا آدم لي بقيت غريب كده ومحدش بقي فهمك
رد عليه بحزن : كلنا بنتغير يا حمزة.. بتحصل مواقف تجبرك انك تتغير
_اي اللي حصل خلاك تتغير كده؟؟
_متشغلش بالك… سلام
امسك يده : يا آدم اسمع بس خليك النهارده ارتاح
نظر ليده وانزلها بهدوء : حمزه انا رايح الشغل.. سلام
نظر حمزه إليه وهو يغادر بحزن شديد على حاله
باك 〰️
تنهدت حور بحزن وقبل أن تنطق وجدت صوت رحيم وهو يقول بتهكم : ابنك بقاله ٢٥ سنه عايش معاكي ولسه وكأنك عارفه النهارده.. هو ده آدم يا حور.. آدم اللي انتي مش عايزه تصدقي انه مش هيتغير وهيفضل كده
لترد حور بسخرية :عندك حق.. هو انت اتغيرت عشان هو يتغير
نظر لها رحيم فها هي تخطأ للمره الثانيه : ده كله ومتغيرتش.. واضح انك نسيتي رحيم الصياد اللي جيتي شركته اول مره.. عشان تقولي اني متغيرتش.. تركها وهبط للأسفل لتغمص عيناها بتعب فقد أخطأت في حقه مرة ثانيه… قامت للحاق به ولكن قبل ان تصل باب الغرف وقعت مغشي عليها لتصرخ جنه باسمها وتتجه إليها هي وحمزة يحاولوا افاقتها
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حرب الأسود)