رواية رهان خاسر الفصل الرابع 4 بقلم سلمى سمير
رواية رهان خاسر الفصل الرابع 4 بقلم سلمى سمير
رواية رهان خاسر البارت الرابع
رواية رهان خاسر الجزء الرابع

رواية رهان خاسر الحلقة الرابعة
عادت ريم إلي بيتها وهي شخص آخر لا تعرف نفسها فقد خرجت في صباح الأمس لتاتي بنتيجها وتسعد بنجاحها وتفوقها وتحقيق اول أحلامها لياتي اليوم التالي وهي زوجة هاربة من انسان لا تعرفه،
فا من أجل أن تحافظ علي اخلاقياته التي تفتخر بها، كتبت علي نفسها التزام سيخسرها حبيبها نعم حبيبها الم يعترف لها ويتمني الارتباط بها،
وها قد حان أوان عودته ليكلل الله حبهم بالارتباط الرسمي، لكن تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن،
فقد اوقعها خوفها من خسارته بسبب الحقد والغيرة في زواج عابر الي واقع تعيشه وتتجرع مرارة خسارة من اختارها قلبها عشيقًا له،
فتحت باب الشقة دلفت الي الداخل ومنها الي غرفته والدتها كي تطمئن عليها،
كم هو المعتاد رأت هنية نائمة في الفراش المقابل لوالدتها ، هزتها برفق حتي لا تصاب بالهلع،
فتحت هنيه عيناه بصعوبة وابتسم حين رأت ريم وقالت لها بحب وفرحه:
حمدالله بالسلامه يا ست ريم، الف الف مبروك الحجه قالت انك نجحتي وطلعتي الاولي كالعادة
ربطتت ريم علي كتفها بحزن دفين :
ايوه يا هنيه وياريتني ما نجحت، المهم طمنيني ماما اتعشت كويس وأخذت علاجها قبل ما تنام ولا لاء
نهضت هنيه من الفراش ووقفت امامه هاتفا:
طبعّا يا ست ريم اكلت وخدت العلاج وفضلت تحكي وتتحاكي وتقولي ريم فرحتني بنجاحها عقبال ما تريح قلبي وتفرحني بجوازها
كانت كلمات هنية عن أمنية والدتها بفرحه زواجها، مسكين حاد يشق صدرها ويطعن قلبها النازف حسره وندامه علي نفسها وعلي مااذنبت به في حق حمزة وخيانتها لعشيق قلبها فردد بانكسار :
كله باذن الله يا هنيه، هسيبك بقي تكملي نوم،
هزت هنية رأسه برفض:
نوم ايه بقي الساعه بقت سابعه يدوب اقوم اجهزلكم الفطار واشوف شغلي عن اذنك يا ست ريم
خرجت وتركتها تتجرع مرارة الحسرة ناظرة الي والدتها التي ضحت بكل ذكرياتها مع أبيها كي لا تجبر علي الزواج من ابن عمها وتكسر فرحتها، لتاتي هي بكل رعونها تكسر فرحتها بيدها، ضغطت علي شفتاها بغضب من نفسها ودنت من والدتها تقبل راسها بحب محدثا نفسها :
حقك عليا يا ماما بس قبل ما اكسر فرحتك، كسرت قلبي وضيعت مني حبي علشان أحافظ علي أخلاقي وتربيتك فيا والله
هربت دمعه من مثيلاتها فنزلت علي جبهة والدتها فتحت والدتها عينها حين شعرت بها وقالت لها والقلق يرجف قلبها الضعيف :
حبيبة قلبي وفرحه عمري، بتعيطي ليه، انت جيتي امتي ورجعتي بدري ليه هو في حد زعلك
عانقتها ريم بحنان والقت نفسها علي صدرها تريد أن تبكي وتخفف عن نفسها أحزانها التي تتتغلل داخل جوانحها تدمرها وتكسر روحها الأبية:
لا يا ماما مش بعيط ولا حاجه، عيني بس دمعه من قلة النوم، وانا لسه راجعه مفيش ربع ساعه،
ضمتها بقوة وقالت مازحه رغم أحزانها حتي لا تشعر والدتها بما تعانيها:
متقلقيش عليا انا بخير ومفيش حد زعلني، كل الحكاية اني متحملتش ابعد عنك والنوم جافي عيني، ما صدقت الشمس طلعت وليست وجيت
ضمتها والدتها اليه بحنان وتنهدت براحه:
فعلا باين عليكي الإرهاق ووشك مخطوف واصفر لولا واثقه من فرحتك بنجاحك كنت قولت انك حزينه ومكسور نفسك، بس الحمد لله طلع قلة نوم،
يلا روحي اوضتك غيري علي ما هنيه تجهز الفطار نفطر سوا وهسيبك تنامي براحتك
هزت ريم راسها بالرفض وبررت قائلة:
معلش يا ماما والله ما هقدر اكل. حاجه انا ميته نوم، سيبني انام دلوقتي ولما اصحي هاكل بعد اذنك
زفرت والدتها بضيق وقلة حيلة، بعدما شفقت عليها من الاجهاد الواضح علي محياها وجعلها تقف أمامها تترنح غير قادرة علي التوازن :
طيب يا حبيبة قلبي نامي ولما تصحي هخلي هنيه تعملك الاكله اللي بتحبيه علشان ترم بدنك
قبلت ريم يد والدتها وفرت هاربه الي غرفتها قبل أن تشعر بحزنها وتكتشف سوء حالتها النفسية
***********
دلفت ريم الي غرفتها تجر خلفها أذيال الخيبة والندامه، ما ان دلفت الي الداخل اتصلت من الهاتف الارضي برقم صديقتها وانتظر الرد، لكن لا مجيب، ظلت تحاول. تحاول الي ان أتاها صوتها ناعس:
الو مين معايا
ردت ريم بلهفه:
انا يا حنين ، الحقيني انا ضعت ، واحلامي ادمرت ، تعالي بسرعه انا بموت
لم تستوعب حنين ما قالت ريم وسألتها بقلق وخوف تملك منها بسبب الحزن والانكسار الذي سكن صوت صديقتها التي طالما اعتزت بكبرياءها:
ريم انت فين، وروحتي امتي انا فضلت منتظراكي لحد الفجر واخويا جه خدني، وتليفونك مقفول ليه،
وايه حكاية ضيعتي دي اوعي يكون السافل ده عمل فيكي حاجه، طمنيني
بس ارجع واقولك انت السبب ازي تروحي مع شاب بيته بالساهل كده، وترضي غرور واحدة حقيره زي خلود انت كان في عقلك
اجهشت ريم بالبكاء وردت بصوت ممزوج بالدموع:
انا في البيت ياريم لما تجي هتعرفي روحت معاه ليه، بس صدقيني انا معملتش حاجة ضد أخلاقي لكني ضعت وضيعت حلمي وحبي من ايدي
وانقطع صوتها وزدات وتيرة نحيبها فقالت لها حنين مهدئه من حزنها علي نفسها:
طيب اهدي وانا جيبك في الطريق بس هستاذن من ماما الاولي لان الوقت بدري واحنا خلصنا دراسه واكيد هتستغرب خروجي ليكي دلوقتي وبالذات بعد ما اتاخرت بالرجوع للفجر
شكرتها ريم لموقفها معها وغلقت الاتصال علي وعد حنين بالحضور باسرع وقت، نزعت ثيابها الشاهدة علي ليلة زفافها علي الفراش وارتدت أحدي منامتها وتمددت لتنال بعض الراحه، لكن من اين تاتي الراحه بعد ما ما حدث، لكن الغريب كان عطر حمزة الذي بدأت تتشممه واستغربت ذلك فأمسكت ثيابها بحيرة
فلاحظت أن رائحته الذكيه تمتزج بها،
أغمضت عينها بحزن ، وتخيلت كيف سيكون رد فعلها علي هروبها منه، فهي الان زوجته وعرضه وهروبها يدينها ويحط من كرامتها وكرامته،.
للتذكر صديقتها خلود التي تسبب في كل ذلك وتلعن اليوم الذي عرفته بها والتقت بها فيه
لتعود بذاكراتها الي ذلك اليوم ،
كان أول يوم لها بالدراسة بعدما انتقلت من كليتها بالمنصورة الي القاهرة،
دخلت ريم الي الحرم الجامعة ورأت مجموعه من الطلاب يقفون سويا اقتربت منهم وسالت أحدهم:
لو سمحت فين كلية تجارة
التفتت اليها فتاة منهم وقالت:
عايزه مدرج تجارة أنجلش ولا قسم ايه
ابتسمت ريم لها وقالت:
لاء تجارة أنجلش الفرقة التاتية،
تحدث اخري وقالت بمرح:
دي دفعتك يا خلود يلا استلمي واستاذن انا علشان محاضرتي بدأت سلام يا بنات
كانت خلود تلك هي نفسها من سالتها عن تخصص كليتها فقالت له بترحيب رسمي:
اهلا بيكي اعرفك بنفسي انا خلود طه
وانت بقي منين وياتري متحوله من كلية ايه،
مدت اليه ريم يداها تصافحها وتعرف عن نفسها:
انا اسمي ريم محمد جمعه، اخذت سنه أولي بامتياز من جامعة المنصورة، بسبب تعب ماما نقلنا للقاهرة وحولت ورقي هنا في الجامعة علشان الدكتور طلب يتابع حالتها بالمستشفي بتاعته
ضحكت خلود ببعض السخرية:
يعني دحيحه ماشاء الله رغم انك جميله اووي وشكلك كيوت، بس باين عليكي سوسه،
بقولك ايه تعالي معايا المحاضرة الاولي هتبدا وبعدها اعرفك علي الشلة
دخلت ريم الي المدرج خلف خلود التي ذهبت الي أحد البنات وقالت لفتاة هادئة الملامح ما ان راتها شعرت معها بالالفة وارتاح قلبها له ، هتفت خلود قائلة بتهكم وسخرية مستفزه:
خلاص. يا حنون راحت عليكي وبعد ما كنت دحيحة الدفعة، جت ليكي زميله هتاخد اللقب وكمان هتطلع الاولي بامتياز مش جيد جدا زيك
طالعت الفتاة ريم وابتسمت لها بحبور:
ومين يكره علي الاقل الاقي حد اذاكر معاه بدل ما بضيع مجهودي مع عيال خايبة زيكم
نهضت ومدت يدها الي ريم قائلة بترحيب:
اهلا بيكي نورتي الجامعة كلها يا قمر انت، انا بقي اسمي حنين سامح وانت
عرفت ريم نفسها الي حنين التي جذبتها لتجلس بجوارها وقالت:
سيبك بقي من العيال الفشله دول اخرهم ينجحو بتقدير جيد وتعالي جمبي علشان ننجح بتفوق
ثارت خلود عليه بغيظ :
هو انا هتحلقي عليها هي كمان بدل ما تخافي منه، لانها هتبقي التوب عليكي، انت بجد غريبه،
اقولك اشبعي بيها، انا بس أوقع دكتور خالد ووقتها لا عايز علام ولا تفوق هسيبهولك تفرحي بيه،
ضحكت حنين علي أحلامها المستحيلة وقالت بسخرية منها وليس تقليل من طموحها الواهي:
عشم ابليس في الجنة،يا بنتي ده مش شايفك خالص فوقي لنفسك يا خلود، د/ خالد ده ابن عز وكاريزما ومشهور وصاحب شركة استثمار كبير هيبص لوحده زيك بتنجح بالعافية وكمان مش من مستواه
دفعتها خلود في كتفها بغيظ:
الفقر مش عيب يا ست حنين، ولعلمك دكتور خالد مش هيتجوزك انت كمان حتي لو بقيتي الاولي علي الدفعه فاهمه,
تركتها بعدم تملك منها الغضب وبدا صوتها يعلو، واخذ الطلبة يتهامسون عليهم، ضحكت حنين من حديثها وقالت لريم المصدومه فيما حدث بينهم:
سيبك منها هي كده خلود دائما شايف الكل بيقلل منها علشان فقرها، ياريت تفكر في دراستها وتتفوق هتعمل لنفسها كيان وكارير كويس، بس هي غبية بتحلم بالمستحيل
طالعتها ريم بحيرة وسألته:
وايه هو المستحيل مش عارفه تقصدى ايه
ربطت حنين علي كتفها برفق ولمعت عيناها ببريق اخلذ ينبأ عن شئ تصبو اليه النفس :
كله بوقته يا ريم هتعرفي لما محاضرة دكتور صفوت تخلص المهم قوليلي انت حولتي من المنصورة ليه دي فيها دكاترة ممتازين كانو هنا في ندوة السنه اللي فاتت وبصراحه اسلوبهم ممتاز
زفرت ريم بتوتر إحساس قوي يلزمها بالصراحه مع حنين لا تعرف سببه غير أن قلبها ارتاح لها فقالت:
بصراحه يا حنين انا ارتحت ليكي ومش عايزه اكدب عليكي زي ما كذبت علي خلود،هقولك سبب التحويل
من جامعة المنصورة لهنا رغم امتياز الدكاترة بيها،
الاول لازم تعرفي انا كنت في كلية اقتصاد وعلوم سياسية، بسبب تفوقي بالثانوية العامه
لكن بابا قبل ما يموت قالي ابن عمك هيسرق مالي وعايزك تكوني سندى وضهري، هما فرحانين انك هتدرسي سياسة واقتصاد هتبعدي عنهم،
لكن أنا عايزك تدرسي تجارة علشان تديري تجارتي وتساعديني فيها وتعرفي تحافظي علي مالك بعدي
وفعلًا حولت لتجارة أنجلش من غير حد ما يعرف من أهل بابا كأن القدر كان بيرسم طريقي، لان بعد موته عمي وابنه طمعو فيا ولما عرفو ان بابا كتب كل حاجه باسمي اتجننو وعمي حبسني في البيت
وقالي قدامك لحد الاربعين لتتنازل عن مال اخويا كلها ، لاما تتجوزي ابني علشان نحافظ علي الورث
لكني قدرت اهرب، ولأنهم ميعرفوش اني في تجارة قدرت احول ورقي لهنا بسهوله، حتي عنواني بالبطاقه مغيرتهوش علشان محدش منهم يوصل ليا،
وكل املي دلوقتي انجح واحافظ علي مالي بابا اللي وهبه ليا ومنه بعيش انا وماما،
صمتت فجأة بعدما اغروقت عيناها بالدموع واكملت:
حنين تقبلي تبقي اختي وصديقتي وبئر أسراري انا ارتحت ليكي اووي, ونفسي يكون ليا أحد اشكي ليه همي ويشاركتي فرحي وحزني
ضمتها حنين الي صدرها بقوة وقالت:
وربنا انت احلي واطعم اخت هو انا اطول، طبعا أصحاب واخوات للابد باذن الله
ظل يتحادثان ويتعرفان علي بعضهم البعض الي بدأت المحاضرة الاولي ، وما أن انتهت خرج الدكتور
لاحظت ريم حركات غريبة بين الطلاب فسألت حنين بحيره من امرهم:
هما مالهم البنات كل واحده طلعت مرايا وبتظبط نفسها واللي غيرت لفة طرحتها واللي سرحت شعرها هي دي فسحه ولا ايه بالظبط
ضحكت حنين وقالت بمرح جلي:
ثواني وهتعرفي البنات بتعمل كده ليه، هو ده المستحيل اللي قولت عليه لخلود
لم تمر دقائق ودلف شاب في أواخر العشرينات وسيم يرتدي نظارة ذو ماركة مميزه والبسمه تعلو ثغره فزاد هذا من وسامته ، وضع حقيبتها علي المنضدة
ونزع نظارته فاشرقت عيناه ببريق يخطف الانظار وخطف القلوب حين هتف بمرح وبشاشه: :
صباح الخير علي طلابي الاعزاء، ان شاء الله هستمر معاكم السنادى كمان،
اتمني انكم تستفادو وتتفوقو في مادتي وانا كالعادة موجود لاي استفسار
ما ان انتهي من حديثه واندفعت فتاة وراء الأخري تسأله وتستفسر منه في أمور شخصية لا تم للدراسة بشئ وهو يرد عليهم بمودة وترحيب كانه صديق لهم وليس دكتور المادة
استغربت ريم أسلوبه السلس مع طلابه والتي جعلت منه حلم كل فتاة فسألت حنين:
هو ده كان الدكتور بتاعكم من سنه أولي
هزت راسها بتأكيد وقالت:
ايوه والواضج انه هيكون معانا الاربع سنين لانه احسن دكتور بيشرح المادة بالانجليزي والعربي والكل بيشكر فيه، لعلمك هو عنده شركة كبير لكنه بيحب التدريس ودائما بيبحث عن نيل الدرجات العلمية كل سنه بياخد ماجستير او دبلومه تمهيدي للدكتوراة رغم أنه لسه متخطاش الثلاثين عنده اتنين دكتوره وثلاثه ماجستير، ماشاء الله يارب اوعدنا
فجأة أثناء حديثها مع حنين برق ضوء في عيناه فجفلت منه وضحكت حنين وقالت:
لا اتعودي كده من دكتور خالد، ده بريق الخاتم بتاعه، كلنا كنا زيك كده السنه اللي فاتت
ابتسمت ريم بحيرة وسألته:
مش فاهمه هو في دكتور متدين يلبس دهب وكمان ليه بريق ايه من الماس معقول
هزت حنين راسها باحتجاج وردت عليها:
لا ده ولا ده، خاتم دكتور خالد اثري من ايام أسرة محمد علي، وهو الوريث ليه حاليًا، عايزه اقولك أن سعره ثروة، احنا سالناه في اول يوم دخلنا وعرفنا حكايته، وقد ايه هو بيعتز بارثه ده لان في فص من نوع نادر بيخليه يبرق لما تكون حالته النفسية جيده
يعني بريقه ده دليل أنه سعيد معانا، ولعلمك أصبح علامه مميزه، اي حد بيعرفه بيه، تعرفي انه قال الخاتم ده كنز حقيقي، لكنه استحاله يفرط فيه لانه ورورثه لابنه زي ما ايوه ورثه ليه
من يومها وكل بنت هنا بتتمني تكون ام ابنه، بس علي مين ده ليه مواصفات اعجازية في شريكة حياته بالذات انه وحيد والدته والوريث الوحيد
لكل ثروة العيلة،
صمتت فجأة وقالت لها باضطراب:
قومي ردي علي دكتور خالد بيسالك انت مين
نهضت ريم وردت عليه بارتباك:
اسف يا دكتور مخدتش بالي انك بتكلمني
ابتسم لها بسماحه وسأله:
طيب ممكن اتشرف بيكي اول مره اشوف هنا، محوله ولا زيارة
ردت عليه بسرعه وايجاز:
لا محوله من جامعة المنصورة لظروف صحية تخص والدتي وان شاء الله اتشرف باني اكون من طلابك
اؤما برأسه متفهمًا وعاد وسألها:
طيب اسمك ايه يا انسه وتقديرك في الفرقه الاولي كان ايه
ابتلعت ريقها وردت عليه بثقه:
اسمي ريم محمد جمعة وتقديري امتياز
أطلق صفير اعجاب فهو أول مره يلتقي بفتاة جميلة ورقيقة ومتفوقة بامتياز في نفس الوقت فقال:
برافو عليكي انا سعيد بانضمامك للفرقة واتمني تنال التفوق الدائم والامتياز هنا معانا
لان الواجب أن الإنسان يكون هدفه الاسمي العلم والأخلاق والواضح انك بتتميزي بيهم اتفضلي يا ريم
كانت هذه شرارة البداية بينهم منذ ذلك اليوم كانت ريم تكثف وقت دراستها كي تنال رضاءة وتكسب ثقته، لم تكن تعلم أنها احتلت قلبه، روايدًا روايد
لكن الغريب كان هدفها من التفوق لم يكن لنفسها فقط بل من أجل أن تكون تليمذته النجيبه، هذا هو المعتقد التي كانت تهرب به من حبها له
فكانت تلوم نفسها لانها عشقته وتمنته مثل كل طلابه، كيف لا تحبه وهو شاب مثقف وذو خلق عالي ووسيم وفوق كل ذلك ثري لكنه ايضا متواضع ؟!!
لاحظت حنين نظراته إليه فهو كان يخصها بالاسئلة الصعبة ليتأكد من مدي تفوقها وذكاءها وكانت هي لا تخيب أمله وتجيب بطلاقه وتفوق
فكانت حنين من لفتت نظرها أن الذي تحمله الي دكتور خالد حب وليس تقدير علي كونه استاذها،
حاولت ريم كثيرًا أن تجنب قلبها انجذابها اليه لكن استمرت شعلة الحب تلهب قلبها عام وراء الآخر وهي لا تري نفسها مع غيره الي ان وصلو الي العام الأخير
وبعد انتهاء الترم الاول ومع بداية الترم الثاني دخل اليهم دكتور خالد في محاضرة ختامية لتسلم نتيجة الأبحاث عن مادته للترم المنتهي
وكم هو متوقع كانت ريم الاولي بعد أن نالت الدرجة النهائية، شكر مجهودها وشكرهم جميعًا فهذا اخر عهده بهم وبدأ يشرح لهم أطروحته الجديدة كي يستفاد منها في المستقبل،
ما ان انتهت المحاضرة اخذ خالد يلملم اشياء داخل حقيبته وأثناء ذلك سمع تهنئة الطلاب الي ريم علي تفوقها عليهم جميعًا في البحث، بعدما نالت الدرجة النهائية عن جدارة واستحقاق؛
حينها طالع خالد ريم بإعجاب فهي الفتاة التي كان يصبو اليها قلبها، ومن اول نظرة وقع اسيرها وتمناها زوجته وشريكة حياتها لكن كيف السبيل اليها وهي لا تعطي أحد فرصه للحديث معها، ابتسم عند مرورها من أمامه وقد أتته فكرة لبتجاذب معها أطراف الحديث، فهتف بجدية قائلًا:
انسه ريم ياريت تحصليني علي مكتبي فورا
تركها وذهب الي مكتبه مؤكدًا عليها اللحاق به ونظرت ريم الي حنين بتوتر وقلق وحيرة من تصرف دكتور خالد معها وقالت:
هو انا حصل مني حاجه وقت المحاضرة علشان كده عايزني في مكتبه انا خايفه يا حنين
ضحكت حنين من ارتباكها وقالت بمزاح مرح:
يمكن حس بحبك ليه وهيسالك بتحبيه ليه، ما انت مش بتشوفي نفسك اول ما بيدخل المدرج ووشك اللي بينور وبيجيب الوان ولا الاحمرار اللي بيكسوه لما بيبص ليكي، دا انا ببقي خايفه لما بيسالك عن حاجه تقوليله بحبك يا دكتور
دفعتها ريم في كتفها بغيظ وصاحت فيها بهلع:
معقول حسا بحبي ليه دا علي كده هيعمل فيا ايه
معقول هيحرجني ويقولي انه مكنش يتوقع مني كده ولا ايه، يا كسفتي، طيب انا ذنبي ايه قلبي اللي دق ليه، بقولك ايه انا مش هروح،
ربطت حنين علي كتفه برفق وحنان كي تشد من ازرها وتهدأ من روعها بعد مزاحها السمج معها هاتفا بجدية:
اهدي يا ريم انا بضحك معاكي، ثم فعلا مفيش حاجه حصلت بالعكس دا انت الوحيدة اللي اخدتي الدرجة النهائية في البحث الاخير، يمكن عايز يستفسر منك عن المراجع اللي استخدمتها في بحثك
تنهدت ريم بقوة شاعرة بالراحه، وبدا الهدوء يتسلل الي قلبها بعدما طمئنتها حنين بحديثها، فطلبت منها أن تذهب معها وتنتظرها خارج مكتبة، وقد كان،
طرقت ريم الباب، وفورًا سمعت صوته من الداخل يطالبها بالدخول:
دلفت بحذر الي الداخل ووقفت امامه سائلة:
تحت امرك يا دكتور يارب خير
ابتسم دكتور خالد وطلب منها الجلوس قائلًا:
مالك متوترة كده ليه دا انت هتبقي زميله لينا قريبا، اقعدي يا ريم عايز اتكلم معاكي
جلست ريم مستغربه حديثه عن انها ستكون زميله، لتتفاجاء به يجلس أمامها في المقعد المقابل لها وقال:
بصي يا ريم انا متابعك من ثلاث سنين وبصراحه انا سعيد وفخور بيكي وبتفوقك اللي هيتيح ليكي تكون معيدة وبجدارة
لكن طلبي ليكي هنا لسبب تاتي خالص، بصراحه كده انا معجب بيكي ،
صمت فجأة أمام صدمتها وتحديقها به وقال بجراءة:
لا انا مش معجب بيكي بصراحه انا بحبك ده. شئ مقدرش أنكره واتمني انك تديني فرصه نتعرف علي بعض قبل ما ترفض أو تقولي رايك
عن نفسي انا عندي استعداد اتقدم لوالدتك لو في قبول، بس للاسف الوقت مش في صالحي اطلاقا،
لاني مسافر بكره بعثه ست شهور وهرجع بعد ظهور النتيجة تقريبا، علشان كده صارحتك بحبي خايف ارجع القيكي بقيتي لغيري، انا مش طالب منك اي رد دلوقتي،اظن وقت سفري دي فرصه كافية تفكري فيها، ولاني علي ثقة بنجاحك وبتفوقك وبإذن الله تعينك كمعيدة فأكيد هيكون ليا لقاء بيكي تاني
بس لعدم الاحراج ليا وليكي لو رفضتي اتفضلي ده
لتصدم ريم بما قدم اليه كدليل علي موافقتها او رفضها، فكان هذا هو السبب الذي دفعها للزواج من حمزة ذلك الشاب النزية ذو الأخلاق العالية
عادت ريم من ذكرياته علي دخول حنين غرفتها فهبت ناهضة وسألته بلهفه :
حنين طمنيني وقوليلي اني مضيعتش نفسي هباءا وانك جبتي معاكي ال…….؟!
اخرجت حنين خاتم دكتور خالد من حقيبتها وأعطته إياها وقالت له بضيق:
ممكن افهم بقي انت روحتي مع الشاب ده ليه بيته
وازاي تسمحي لخلود تستفزك كده
انا كان عندي تضربيها ونفضحها ولا انك تنفيذي ليها شرطها دي وقحه وحقودة وغيرانه منك
تناولت منه ريم الخاتم وضمتها الي صدرها كأنها تضم حبيبها وقالت بحزن:
علشان استرد الخاتم ده ضيعت حلمي بالارتباط بيه
انا خسرت خالد يا حنين وبقيت لراجل غيره خلاص
جلست أمامها حنين وعزتها بقوه سائلة:
انت بتقولي ايه اوعي يا ريم تقولي أنه اغ……
وضعت يدها علي فمها تخرص كلماتها التي تعتبر اهانه لحمزة ذلك الشخص النبيل وقالت موضحا:
لاء يا حنين انا قولتلك استحاله اعمل حاجه تخالف أخلاقي وتربيتي وتدينيى، لكن بسبب طلب خلود اضطريت اتجوز حمزة..
حدقت فيها حنين بقوة وصرخت بهلع:
ايه اتجوزتي ازاي ودكتور خالد اللي كلها ايام ويرجع هتقوليله ايه انت اتجننتي ثم اتجوزتي ازاي وفين
وامتي حصل، كلنا روحنا وراكي البيت زي ما اتفقنا انا وزفته خلود ومنه وشوفتك طالعه معاه
ازاي بقي اتجوزتو، اوعي يكون عرفي مستحيل انت تعملي حاجه زي دي لانها ضد اخلاقك زي ما بتقول
صمتت حنين حين لاحظت دموعها تسيل علي خدها فضمتعا الي صدرها بحنان اخوي نادر وسألتها بقلق: ريم خليكي صريحه معايا انا حنين اختك وصديقتك ستر وغطا عليكي قوليلي انت اتجوزتيه بجد يعني
أغمضت ريم عيناها وهزتها بقوة صارخه بلوغه:
ايوه اتجوزته بجد علي سنه الله ورسوله، لكن الكارثه اني بقيت مراته حمزة فعلا لانه دخل عليا ..؟
**********
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية رهان خاسر)