رواية نبض الهوى الفصل الثالث عشر 13 بقلم أماني سعيد
رواية نبض الهوى الفصل الثالث عشر 13 بقلم أماني سعيد
رواية نبض الهوى الجزء الثالث عشر
رواية نبض الهوى البارت الثالث عشر
رواية نبض الهوى الحلقة الثالثة عشر
قومت من مكاني وقعدت جمبها ومسكت إيدها بوستها، لقيتها برقت وتنحت
_ماما!
ببص قدامي لقيت مامتها على الباب، دخلت بهدوء شديد وأنا قومت من مكاني
_هسيبكم شوية مع بعض
ليلي بصتلي بحدة، سبتها وخرجت برا الأوضة
*فلاش باك*
صحيت من النجمة اخدت دش وكلمت محمد يلغي حالاتي النهاردة وطلعت رقمها كلمتها واتفقت إني أقابلها ضروري، اتخضت في الأول بعد كده وافقت، نزلت من البيت وطلعت على مطعم صغير في وسط البلد قعد على تربيزة جمب الشباك، لمحتها لما جت قومت وقفت سلمت عليها وطلبت إتنين قهوة
_إزيك يا أمي
_بخير يابني طمني جايبني على ملا وشي من النجمة كده ليه أنا قلقت أوي
_حقك عليا مقصدتش اقلقك بس أنا محتاجك أوي الحقيقة وليلى كمان محتجاكي
_مالها ليلى!
_ هحكيلك كل حاجة بس الأول أوعديني إنك مش هتعملي أي حاجة من غير ما تقوليلي عشان الموضوع حساس بالنسبة ل ليلى
_ خلص يا بني في إيه
_ليلى بقالها فترة تعبانة وكانت بتحاول تخبي عليكي عشان خايفة عليكي بس جه الوقت اللي لازم تعرفي فيه وتدعميها، ليلى عندها شوية مشاكل بسيطة في القلب
شهقت وحطيت ايديها على صدرها وقالت بخضة
_في القلب!
_أهدي يا أمي، المشاكل دي عندها منذ الولادة بس مكنتش باينة بانت لما قلبها ضعف بعد وفاة باباها بس الحمد لله قدرت أعالج كتير منها وفاضل خطوات بسيطة وبنتك تكون بخير
_براحة عليا عشان عقلي لسه مش مستوعب، أنت عالجتها؟
_ أيوة منا الدكتور بتاعها واليوم اللي ليلى غابت عن البيت كانت بتعمل عملية ضرورية عشان كده كنت معاها ومسبتهاش
بصتلي بعيون مدمعة والصدمة في عيونها، قومت من مكاني بوسة راسها وحضنتها
_ عارف إن كلامي تقيل عليكي يا أمي بس أنا واثق إنك قوية زي ليلى، تعرفي ليلى كانت حد ضعيف ومستسلم أوي بس كل ما كانت تفتكرك كانت بتقوى عشانك عشان مش عايزة تسيبك عايزة تكون سندك وقوتك، وإنتِ كمان لازم تقوي لأجل ليلى، رفعت وشها ومسحت دموعها وقالت
_وإيه المطلوب أعمله؟
رجعت مكاني على الكرسي وبصتلها بجدية
_ هترجعي البيت بشكل طبيعي وكأنك متعرفيش حاجة وحتى تصرفاتك مع ليلى متتغيرش وتقوللها إنك وافقتي إني أنا وهو نسافر سوا
_وبعدين؟
_ هاخد ليلى وهطلع ع القاهرة هنعمل العملية وهطمنك بالفون كل شوية
_ طب ما أجي معاكم وأكون جمبها
_ لا أوعي تعملي حاجة تبين ل ليلى إنك تعرفي أصلا، نفسيتها لو اتأثرت حالتها هتسوء، بعدين أنا هطمنك عليها واول ما حالتها تستقر هقولك تيجي او هجبها لغاية عندك
_ اللي تشوفه يبني المهم بنتي ترجع لحضني وهو سالمة غانمة
_ دي أمانة في رقابتي
قومت وصلتها البيت كانت الساعة قربت ع التمانية، خلصت شوية مشاوير مهمة ولما الساعة جت ١٢ كلمت ليلى وقولتها إني حابب افطر معاها، بصراحة كنت عايز اروح اطمن على الأجواء خوفت مامتها تبوظلي أي حاجة بس الحمد لله كل شيء مشي حسب الخطة.
*عودة للأحداث الحالية*
“مامت ليلى”
قربت منها كان في دموع هربت من عنيها مسحتها بكفي زي كنت بعمل وهي صغيرة لما تبكي مكنتش أبص أبدا للسبب مش مهم إذا كانت غلطانة ولا لا كان المهم عندي مشوفش في عنيها دموع أبدا، قربت منها وميلت راسها على صدري
_ممم ما ما
كانت بتبكي بشدة ومش عارفة تجمع الكلام حاولت أوقف دموعي او دموعها بس فشلنا إحنا الاتنين فأكتفيت بأني أحضنها أكتر وابوس راسها يمكن تطمن وتهدى، فضلنا على الحال ده فترة لحد ما هديت، قعدت قدامها على طرف السرير
_ ليه يا حبيبتي مقولتليش، مش كنت أكون جمبك في لحظات زي دي
_ خوفت عليكي اوي
أبتسمت إبتسامة خفيفة
_ مين فينا اللي أم للتانية يا ليلى، تتحملي كل ده لوحدك عشان خوفتي عليا بس
_ مليش غيرك إنتِ دُنيتي ولو كان حصلك حاجة بسببي مكنتش هسامح نفسي أبدا
_ أنا كويسة بيكي وعشانك، خلينا ننسى الماضي ونقول حمد الله على سلامتك يا قلب ماما
دخل زين مُترقب اللي بيحصل، بصتله أنا وليلى وقولت
_ تعالي يا زين إنت كمان وجودك بقى جزء مننا، مش هنسى جِميلك مع بنتي ده أبدًا
_ جِميل إيه يا أمي ده كان واجبي
بصيت ل ليلى لقيتها مبرقاله وقالت بصوت عالي
_ شكرًا جدا يا دكتور زين، دورك إنتهى خلاص
_بتقولي إيه يا ليلى!
_بقولك زي ما سمعت اللعبة أنتهت أنا كويسة تقدر تمشي
_ ليلى إنتي مراتي
_ اه بخصوص الموضوع ده برضو أظن معدش له لازمة دلوقتي تقدر تبعتلي ورقتي في أي وقت
زين بصلنا وهو مزهول وانا كمان مصدومة من اللي هي بتقوله، دي كانت دايبة فيه عنيها كل حب، حصلها إيه!
*زين*
مش قادر أستوعب كلامها هي أتجننت ازاي امشي بعد ما لقيت روحي معاها، قربت منها وحاولت اخدها في حضني يمكن تهدى بس قبل ما ألمسها كانت زقاني، جابت منين القوة عشان تزقني دي مكنتش قادرة تحرك إيديها، بصيت للأجهزة كان ضربات قلبها عالية والتنفس غير منتظم أدركت إن حالتها هتسوء لو أستمريت على كده فقررت أنسحب
_اللي تشوفيه يا ليلى أنا أهم حاجة عندي إنك تكوني بخير
_ يبقى تبعد تطلع برا حياتي نهائي سامعني، كفايا شفقة بقى أنت خليت قلبي لعبة ومشاعري لعبة ده انت حتى أستخفيت بعقلي وكملت اللعبة من ورايا وحضرتك خدت القرار تقول لأمي بمزاجك وتتجوزني بمزاجك وتتسلى بمشاعري على كيف كيفك، براڤو يا دكتور زين براڤو
خرجت من قدامها وأنا مصدوم دي أول مرة تلمع في عيوني دموع، خرجت وأنا سايب روحي وقلبي ورايا ماشي بجسم ضعيف ملوش أي لازمة معدش ينفع أرجع لحياتي الطبيعية، حياتي بقت هي، خرجت للشارع بحاول أمنع دموعي تبان بحاول ابلع الخنقة اللي في زوري، بصيت للسما وقولت بصوت عالي
_ ليه يارب أتعاقب فيها، لو ده تكفير ذنوب فسامحني ورجعهالي أنا مغلطتش معاها في حاجة وانت عالم بقلبي كويس، أنا لو كانوا طلبوا قلبي لأجل هي تعيش كنت هديهولها وأنا في منتهى السعادة
نزلت دموعي غصب عني زي الشلال بقى اللي رايح واللي جاي يسألني مالك، مش شايف حد قدامي وسعت الكل من طريقي وكملت مشي، ماشي في طريق معرفوش، مجهول زي مستقبلي، رجلي بتمشي وعقلي واقف وقلبي سبته ورا ضهري، وصلت لمكان مفهوش ناس، قعدت على الرصيف ببص حواليا كأني تايه مش عارف أنا فين ولا بعمل أيه ولا اعرفلي عنوان الجأ إليه، كنت إعتادت العيلة الدافية وحضنهم أمان ليا أمان للطفل اللي جوايا اللي مشفش يوم حلو غير معاهم، أحساس العيلة حلو أوي كنت بدأت أعتاد عليه..
*ليلى*
أول ما خرج من الباب رجعت ليلى الضعيفة تاني بكيت من قلبي بحرقة صرخت في كل اللي حواليا، معقول الحب ده كله كذبة يااه يا ليلى للدرجة دي الكذب وحش للدرجة دي مؤلم، كان طول الفترة دي جمبي شفقة وتمثيل طب والله كتر خيره رسملي حلم جميل وتعب نفسه
“مامت ليلى”
حالتها ساءت اكتر وأضطر الدكتور يديها حقنة مهدئ وطلعني برا الأوضة خرجت وأنا ببكي، إيه اللي أنا عملته ده أنا بوظت كل حاجة، رنيت على زين أشوفه راح فين، صعبان عليا أوي الواد ده ميستهلش أبدا يتأذى بسببنا، رنيت كتير أوي محدش بيرد، قعدت على الكرسي قدام اوضتها وحاولت أوقف دموعي مقدرتش، رنيت على زين تاني قلبي واكلني عليه، فتح عليا أخيرا
_ ألو يا زين يا بني أنت فين
_ ألو يا أمي
_مين معايا؟
_ أنا شريف صاحب زين
_ فين زين؟؟
_ زين عندي في البيت، كنت ماشي بالعربية لقيته قاعد ع الرصيف وحالته وحشة خالص ف جبته على هنا بحاول أفهم منه حاجة بس هو مبينطقش، هو حصل إيه يا أمي؟
_ هو وليلى سابوا بعض
_ إيه!!
_ إديني عنوان البيت بسرعة أجي اطمن عليه
_ انا جمبه يا أمي متخافيش
_ لا لازم اشوفه بنفسي
_ طيب تعالي عند شارع*** هستناكِ قدام باب البيت
_ تمام
روحت على العنوان اللي قالي عليه صاحب زين كان في شاب طويل واقف ع باب بيت لونه بني رنيت ع فون زين رد عليا شريف وشاورلي إتأكدت انه هو روحت سلمت عليه بسرعة ودخلت ل زين، كان قاعد على السرير بعيون مدمعة ومش بيتكلم خالص مقدرتش أتحمل شكله دموعي نزلت غصب عني، معقول حاله إتبدل في لحظة كده حرام عليكي يا ليلى، حطيت أيدي على كتفه
_شد حيلك يا زين ليلى لسه محتجاك
_ ليلى بقت قوية مش محتاجة زين تاني
_ متهيئلك يا زين ليلى مفتاح قلبها بين إيديك، ليلى بتحبك
بصلي وهو بيضحك وعنيه بتدمع
_ بتحبني
وكمل ضحك بهستريا، شريف دخل وطلب مني أسيبه شوية، قعدت في الصالون وشريف جابلي ليمون ودخل لزين
“شريف”
_مالك يا صاحبي بس قوم وكل شيء هيرجع زي ما كان وأحسن
_سابتني يا شريف
_ لا يا زين هي هتهدى وهترجعلك
_سابتني يا شريف، أول ما بقت أقوى سابت إيدي وأنا اللي طول الطريق ماسك إيدها خايف تبعد، أهي بعدت
_ مبعدتش يا زين صدقني ليلى راجعة، بُصلي هنا فُوق وارجع لوعيك محدش هيرجعها غيرك لازم تبقى أقوى يا زين ومتنساش هي مراتك وعلى اسمك وهترجعها سواء وافقت أو رفضت
_ طب وحبها هرجعه إزاي
_ حبها مراحش أصلا، الأنفعال الشديد ده هو حبها، هي حست إنك كنت بتساعدها شفقة منك عشان كده انفعلت لو مش بتحبك مش هيفرق معاها صدقني
_ تفتكر
_متأكد يا زين، ليلى بتحبك اوي
“مامت ليلى”
قومت بخطوات ضعيفة دخلت الأوضة فضلت واقفة على الباب وهما بيتكلموا، منظره يقطع القلب يا عيني عيونه وصوته المبحوح ولهفته لما شريف قاله إن ليلى لسه بتحبه لهفة عيل صغير، مسكت نفسي وقررت أدعمه وأقويه زي ما كان سند لبنتي أنا هكون سند ليه، دخلت وقربت من السرير
_ سامحني يا زين أنا السبب كان لازم استني لما أنت تكلمني بس مقدرتش استنى أنا قلبي قلب أم برضو صعب أكون في بيتي وبنتي بين الحياة والموت
مسح دموعه وطبطب على إيدي
_ مفيش لوم عليكي يا أمي حصل خير
_شد حيلك يا زين، لازم نرجع ليلى
_هترجع والله لترجع لحضني من جديد
أبتسمت لما لقيت عيونه لمعت بالأمل، سبته هو وشريف وخرجت وقبل ما امشي وصيت شريف عليه أوي، يطمني عليه لو في جديد، روحت جري على المستشفى قبل ما ليلى تصحى، كانت لسه بتفوق لما أنا وصلت، قعدت جمبها مسحت على شعرها بأيدي وبوست إيديها الجميلة، بدأت ترجع لوعيها بصتلي بضعف وطلبت تخرج من المستشفى، ناديت الدكتور كشف عليها وقال إنه حالتها مش مستقرة لسه، بدأت تنفعل تاني وتطلب الخروج، كلمت الدكتور و وافق تخرج بعد كام ساعة على الأقل يطلع النهار وتكون تحت المراقبة، دخلتلها وبدأت أجهز شنطتها عشان تفهم وتهدى، هديت شوية وفضلت سرحانة وعيونها دبلانة، مرت الساعات والصبح طلع، جت الممرضة سانّدتها قصادي قامت على الحمام غسلت وشها وسبتها تجهز، خلال دقايق كانت جاهزة فعلا، جبت شنطتها ولفيت إيدي على ضهرها ومشينا سوى بعد ما رفضت تخرج ع كرسي متحرك، خايفة اوي ده الدكتور منبه علينا منخلهاش تبذل مجهود، وقفنا قدام الأسانسير، بصيت لعنيها بحزن كانت سرحانة وساكتة سكوت يخوف، وصل الأسانسير ركبنا ونزلنا تحت كان في عربية مستنيانا كان زين اللي باعتها بس مرضتش أقول قدام ليلى، زين قرر يهتم بيها من بعيد يكون ضلها وضهرها ولو حتى مش هيكمل معاها بس في النهاية مش هسيب الإنسانة اللي حبها في نص الطريق، ركبنا العربية وطلعنا على الأوتيل، طلعنا الأوضة وخليت ليلى تريح شوية وقعدت جمبها على السرير أمسح على شعرها واقرا قرآن، لحد ما جه الليل، باب الأوضة خبط صحصحت وقومت براحة فتحت لقيت زين قدامي!
بصيت ورايا ل ليلى كانت في سابع نومة مقدرتش أمنعه يدخل بس كنت خايفة تصحى في أي لحظة.
“زين”
كانت نايمة زي الملاك، حتى بعد كل اللي عملته بترجع لطبيعتها وأصلها أصلها الجميل اللي قلبي أتعلق بيه، قربت منها قعدت جمبها ع السرير وبوست راسها، كانت وحشاني ريحتها اوي فضلت جمبها بحاول أشبع قلبي منها يا عالم إمتى يشوفها تاني، حركت راسها وفتحت عنيها ببطء أول ما شافتني قعدت مكانها بسرعة وبرقت، ازاي قادرة تتحولي كده يا ليلى معقول تكون كرهتني بجد، بدأت تزعق تاني وتعك في الكلام بصيت ل طنط وطلبت منها تسبني مع مراتي شوية، قعدت قصادها ومسكتها من كتفها وبصيتلها بجدية
_ إنت هتهدي وتسمعي سواء كان بأرادتك او غصب عنك عشان ده حقي مش هقول عشان جوزك هقول عشان خاطر كل حاجة حلوة عملتها لأجلك، أنا كنت جمبك من اول الطريق ولأخر الطريق أنا برضو جمبك كل المشاكل حاولت احلها بدون ما اشيلك هم أو اسببلك قلق، حتى حوارك مع مامتك أنا اللي حليته انا اللي اتحملت صدمتها وهديتها وخليتها تتقبل كذبتك وترجعلك وحضنها مفتوح بدل ما كانت تعرف بطريقة تانية وتدايق منك، أنا مش شايف إني غلطت في حقك ابدا، اه قولتلها من وراكي قولتلها عشان توافق وتدعمك وتقويكي، كل حاجة كانت عشانك، أنا مش كداب يا ليلى أنا لو هكدب على الدنيا كلها إستحالة اكدب عليكي، مشاعري نحيتك كلها حقيقية يمكن في البداية اه كنت بساعدك شفقة بس بعدها حبيتك، حبيتك فوق ما تتصوري
بصتلي بصمت وعنيها مليانة دموع سبت كتفها وأخدت نفسي وقولت بصوت أهدى
_ طبعًا مش من حقي أجبرك تكملي معايا ف فكري وشوفي إنتي عايزة إيه وأيًا كان قرارك فأنا أول واحد هدعمك فيه، بس أفتكري إن محدش هيحبك قدي
خرجت من الأوضة وأنا واخد قراري النهائي، مش هحاول تاني القرار قرراها تكمل أو تسيب، مشيت بسرعة من المكان مش عارف هروح فين بس معدش ليا وجود هنا.
“ليلى”
خرج وخد روحي معاه كان نفسي أقوله ضمني ليك ومتسبنيش، بس جوايا خوف، خايفة أكون عايشة الوهم، الخوف رجع يسرق مني حياتي تاني، قومت كسرت المرايا وبعلو صوتي قولت
_ سبني بقى سبني اعيش حياااتي
حدفت كل أزايز البرفانات في الحيطة حاولت أعلي الصوت يمكن يغطي على صوت قلبي بس بلا جدوى، أحد البرفانات جت في السفينة اللي جابها زين وقعت والإزازة إتكسرت والمية إتدلقت على الأرض، ريحتها فكرتني بيه، كل حاجة بتفكرني بيه، مع كل دقة قلب هفتكره، قعدت على الأرض ومسكت الإزاز حاولت أنضف السفينة منه، طلعتها من وسط الإزاز وبصيت لإيدي ورجلي المجروحين، تجاهلتهم وفضلت بصالها، بصيت للرسالة المربوطة في الدفّ وضحكت بسخرية، كان قايلي أقراكي لما أحس إني محتاجة بس، بس تعمل إيه حتة ورقة بعد اللي حصل، يا ترى تقدري تعالجي جروحي، دخلت ماما وشهقت من منظر الأوضة قومت من مكاني وقفلت إيدي على الرسالة
_إيه اللي حصل يا ليلى
_محصلش حاجة يا ماما
حطيت شال عليا وخرجت من الأوضة سايبة كل حاجة ورايا بايظة زي حياتي بالظبط، قعدت في الهواء في الجنينة شوية، وحاولت أصفي ذهني وأفكر طب حتى لو كان بيحبني بجد إزاي هرجعله بعد اللي عملته ده كله، حصل شرخ بينا أظن صعب يتصلح، سرحت مع الهواء وخدني معاه لذكريات جميلة كنت ببتسم لما أفتكر قربه وخوفه عليا وأرجع أكشر لما أفتكر اللي وصلناله، بصيت حواليا لقيت الشارع فضي شوية من الناس، الدنيا بقت ليل خالص طلعت أوضتي تاني، كان الفندق بعت عمال النظافة نضفوا كل حاجة ورجعت زي ما كانت، بصيت ل ماما وقولت
_هنرجع إسكندرية يا ماما معدش في لازمة نقعد أكتر
_ أستني الصبح يطلع والدكتور يشوف إذا كانت حالتك تسمح بالسفر ولا لا
_ أنا هستنى النهار يطلع وهسافر أيًا كان
فتحت الدولاب وطلعت هدومي كلها ع السرير وبدأت اجهز شنطتي بدون ولا كلمة، اليوم ده عيني مداقتش النوم إستنيت لما الصبح طلع وصحيت ماما براحة عشان تجهز، دخلت الحمام خدت دش وجهزت، صليت الصبح وحسيت نفسي أفضل من إمبارح، بعد تفكير طويل حاسة إني بدأت أعرف أنا عايزة إيه
لبست الطرحة كانت ماما جهزت هي كمان أخدت الشنطة حاولت أشيلها حسيت بوجع وكهرباء في دراعي ورقبتي، ماما شالتها بسرعة نزلنا ف الأسانسير، روحت الريسبشن أسدد تمن الليلة اللي فاتت وماما إستنت برا
_ لو سمحتى عايزة اسدد حساب الاورضة رقم ٨ بأسم زين عماد الدين
بصت في الكمبيوتر وقالت
_ حسابها متسدد يفندم
_ والحاجة اللي إتكسرت إمبارح
_ إتسدد تمانها برضو
_مين سددها؟
_دكتور زين
_إمتى
_النهاردة الصبح
_كان موجود؟
_ لا هو متابع معانا كل حاجة بالفون
شكرتها ورجعت لماما وجوايا إحساس بالفرحة، لسه في أمل نرجع، طلعنا على محطة الأتوبيس حجزنا تذكرتين لإسكندرية، قعدنا في الأستراحة شوية عبال ما الباص يوصل وماما طلبتلنا فطار فطرت وأخدت الدواء إفتكرت كلام زين في المستشفى وأبتسمت، الأتوبيس وصل قومنا وركبنا، ركبت أنا جمب الشباك كالعادة وماما جمبي، أتحرك الأتوبيس وبعد أول ساعة حسيت ماما بتنام ميلت راسها على كتفي وغطتها بالشال وبصيت من الشباك للطريق، سرحت شوية معرفش عدى قد إيه وقت، فتحت الشنطة أشوف الفون شوفت الرسالة بتاعة زين لسه ملفوفة بشريطتها الحمراء وعليها دم مكان إيدي أمبارح، طلعتها وفكيت الشريط براحة كانت ورقة طويلة على عكس ما باين عليها أخدت نفس عميق وبدأت أقرأ
” الواحد طول ما هو عايش بيواجه تحديات كتيرة، لكل واحد طريقته في إجتياز التحديات دي، في القوي اللي بيواجه مخاوفه وفي الضعيف اللي بيهرب منها وفي الجبان اللي بيكدب على نفسه وبيصدق الكدبة كمان، فاكرة لما قولتلك إني حبيت ليلى الجديدة، حبيت القوية اللي مبقتش تخاف، أنا معرفش هيكون فيكي إيه في الوقت اللي هتقري فيه الرسالة ولا إذا كنت جمبك أو لا بس اللي أعرفه إن ليلى الضعيفة ماتت، ليلى دلوقتي أقوى بكتير وإن ضعفتي في يوم ف ميلي عليا، خدي من حبي القوة نكمل بيها الطريق سوا، مهما واجهنا ف طول ما أحنا مع بعض مفيش حاجة هتهزمنا، كل المشاكل اللي بنواجهها بتحصل لما بنتهرب منها وبنخاف، واجهي مخاوفك يا ليلى وكوني صادقة مع نفسك إسمعي صوت قلبك، الصدق هو حبل النجاة يا ليلى ودي فرصة بتيجي مرة واحدة كوني قوية قومي و واجهي أي حاجة تقف قصاد سعادتك وأفتكري دايمًا إن زين موجود، زين بيحبك يا ليلى”
خلصت الورقة والدموع بتتساقط من عيني غصب عني، حطيت إيدي على قلبي وأخدت نفس عميق، غمضت عيوني وبدأت أجمع ذاتي، أنا لازم أشوف زين حالا، رنيت عليه فونه مغلق، طلعت نمرة شريف ورنيت عليه
_ ألو أستاذ شريف معايا
_ أيوة مين معايا
_ أنا ليلى مرات زين
_ اه إزيك يا ليلى عاملة إيه دلوقتي
_ بخير الحمد لله، معلش يا شريف لو زين لسه عندك تديه الفون لأني بكلمه فونه مقفول
_ للأسف هو مش عندي هو لم هدومه بليل ورجع إسكندرية
_ متأكد؟
_ على حد علمي اه هو رجع إسكندرية وممكن تتصلي بالعيادة تتأكدي
_ طيب شكرا جدا
_ العفو
فرحت لما عرفت إنه في إسكندرية وفضلت باصة في الساعة طول الطريق مستنية اللحظة اللي نوصل فيها، بدأت ماما تصحى بصتلي ورفعت حاجبها
_حصل إيه يا ليلى
_ محصلش حاجة
_ وشك نور فجأة كده
_ بصراحة عندي مهمة لازم إعملها ومحتاجة مساعدتك
_ مهمة إيه
_ في واحدة زعلت جوزها وطفشته ومش عارفة ترجعه إزاي ف لو تساعديني اساعدها اكون شاكرة جدا
_ اه والوحدة دي نعرفها يعني
_ امم مظنش
_ متهورة ومجنونة زيك
_ طيب طيب أنا عايزة ارجع زين وأعتذرله على اللي حصل بس مش عارفة المفروض أعمل إيه
ضحكت وطبطبت على ضهري
_عين العقل يا بنتي ربنا ما يبعدكم عن بعض أبدا
_ يارب يا ماما
_ بصي الموضوع بسيط شوفي زين فين وروحيله وقولي كل اللي في قلبك وهو هيفهمك
_ خايفة اوي لمنرجعش
_ معدش ينفع تبقي خايفة يا ليلى، جمدي قلبك واعملي اللي المفروض تعمليه
قررت فعلا أقوم باللازم واصلح كل حاجة عشان ليلى إنسانة قوية وهتواجه كل مخاوفها ومش هتسمح لحاجة تسرق سعادتها تاني، وصلنا إسكندرية كان قُرب آذان الظهر نزلنا وخدنا تاكسي للبيت، دخلت البيت وأنا حاسة بالدفء كان واحشني اوي، دخلت اوضتي وخلعت الحجاب وقعدت شوية ع السرير بفكر هعمل إيه، ملقتش فعلا حاجة ممكن تتعمل غير إني أسيب قلبي يرسم طريقه، قومت اخترت فستان رصاصي جميل و عليه طرحة بيضاء وكحلت عيوني مع درجة روج كاشميري ولبست الشبكة كاملة، قررت اقابله بقوة وجمال كأن محصلش حاجة، رنيت على العيادة محدش رد قررت اطب عليهم بنفسي، خرجت من الأوضة وبصيت ل ماما بأبتسامة، بوست إيديها
_ ادعيلي كتير يا ماما
_ أجي معاكي يا ليلى
_ لا يا ماما انا اللي هحل كل حاجة بنفسي
_ طب خلي بالك من نفسك واوعي تنفعلي وخلي فونك في إيدك
_ متخافيش يا ماما هبقى بخير
_ان شاء الله يبنتي
طلعت من البيت وقفت تاكسي وروحت العيادة طلعت السلم وانا بفتكر أول مرة جيت هنا كان القدر باعتني عشان ألقي روحي معاه، دخلت الريسبشن سألت عليه قالوا إنه مجاش، غريب اومال هيكون فين!
طلبت أقابل دكتور محمد كان في إيده حالة إستنيت لما خلصها ونادتني السكرتيرة دخلتله، سلمت عليه وقولت
_ أنا ليلى مرات دكتور زين فاكرني
_ فاكرك طبعا أنا كنت حاضر كتب الكتاب بنفسي
_ كنت بدور على زين عشان سافر بدون ما يقولي ف لو تعرف هو فين ممكن تقولي
_ هو زين جه إسكندرية أصلا!
_ اه
_متأكدة؟؟
_ اه أومال هيروح فين
_ زين كلمني أمبارح وقالي اخدله اجازة شهر وكان رايح يحجز تذاكر طيران
_ تذاكر طيران لفين!
_ معرفش بس يمكن راح يشوف أهله
طلعت من عنده وأنا حاسة بالفشل، أنا اللي ضيعته من إيدي انا غبية، نزلت ومشيت شوية لحد ما حسيت بالتعب مكنتش شايفة قدامي من الدموع والكحل اللي ساح، وقفت تاكسي وروحت البيت فضلت واقفة قدام الباب شوية مش عارفة هقول ل ماما إيه، أخدت نفسي ورنيت الجرس محدش رد، رنيته تاني برده بدون رد، غالبا نامت هي مجهدة خلال اليومين اللي فاتوا برضو، فتحت شنطتي ودورت فيها الحمد لله لقيت مفتاحي، فتحت ودخلت كان البيت كله ضلمة، زي ما توقعت نامت الحمد لله إني مش هتكلم دلوقتي مع حد فتحت باب أوضتي و ولعت النور بلف لقيته قدامي!
زين!
جريت أخدته بالحضن وأنا مش قادرة ابطل عياط
_ أسفة يا زين أسفة على كل حاجة
_اشش محصلش حاجة أصلا
_ بحبك أوي
_ وأنا بموت فيكي
فضل حاضني شوية بعدها بصتله وقولت
_اومال فين ماما
_ سابتنا عشان نبقى على راحتنا شوية
_ يا حلاوة يعني إنتو متفقين سوا
_عيب عليكي ده انا زين
_طب وتذاكر الطيران؟
_تذاكر الطيران دي يستي عشان نقضي أنا وأنتي أحلى شهر عسل في باريس، هو أنا مقولتلكيش صح؟
_ مقولتليش إيه تاني
_ مش أحنا فرحنا الاسبوع الجاي
_ مين؟
قرب من ودني وقال
_انا وانتي فرحنا الاسبوع الجاي وبعدها هنطير على باريس نقضي شهر عسل ينسينا كل اللي مرينا بيه، عند حضرتك أي اعتراض؟
_ أصل..
_ طب الحمد لله إنك موافقة
_ زين
_عيون زين
_ بحبك
بصت ليلى لزين النايم في حضنها ولبطنها المنفوخة حسست عليها وحست بحركة مشاكسة من طفلها اللي اوشك يزور الحياة قريبًا وقالت:
“وبكده يسيدي ابقى خلصتلك حكاية نبض الهوى وإزاي الحب قادر يحي ناس مكنوش يعرفوا معنى حياة.”
النهاية🥺❤️
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نبض الهوى)