رواية ومقبل على الصعيد الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم رانيا الخولي
رواية ومقبل على الصعيد الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم رانيا الخولي
رواية ومقبل على الصعيد البارت الثاني والعشرون
رواية ومقبل على الصعيد الجزء الثاني والعشرون
رواية ومقبل على الصعيد الحلقة الثانية والعشرون
تحدثت وسيلة كي تهدئ الوضع
_ أستهدوا بالله ياچماعة دي عين وصابتنا زي مـ جالت مرات عمي هعملكم الشاي وجيبه في الچنينه يهدي أعصابكم شوية.
ربت جمال على كتفه وقال بابتسامة
_ تعالي نجعد في الچنينة بره
نظر إلى والده
_ يالا يابوى
تحدث عمران بفتور
_ روحوا انتوا اني داخل اوضتي أرتاح
نظر إلى مصطفى وقال
_ دخلني ياولدي
ساعد مصطفى جده على الولوج لغرفته
وذهب الجميع إلى غرفهم ماعدا جمال ومنصور الذين خرجوا إلى الحديقة كي يتحدثوا في أمر الزفاف غدًا.
❈-❈-❈
في المشفى
مر اليوم عليه ببطئ حتى شعر بأن عقارب الساعات قد توقف عن الدوران
بدأ يشعر بالاختناق من المكان وعاد اليأس يأخذ طريقه إلى قلبه الواهن.
بدأ الألم يشتد لكن هناك أيضًا ألم من نوع آخر وهو ألم الفراق يشتد أكثر عليه
يشتاقها بكل كيانه حتى تساءل كيف كانت تمر أيامه قبل معرفتها
سبق وظل ايام داخل ذلك المكان لكن لم يشعر بوحشيته كما يشعر بها الآن
ماذا فعلت به تلك الفتاة؟
اراد سماع صوتها بحنين جارف لكن يعلم جيدًا إن سماع صوتها سيجعل الأمر شاقًا عليه
دلفت سهى الغرفة هى والدكتور ساهر كي يطمئن عليه أثناء غياب الدكتور عصام
_ عامل ايه يامستر أمجد؟
أجاب أمجد بجمود
_ بخير الحمد لله
قام الطبيب بالكشف عليه ليظهر العبوس على ملامحه وقال
_ انا شايف إنك مكنش لازم أبدًا تسيب غرفة العناية، وأنا من رأيي إنك لازم ترجعها تاني
رد أمجد بإقتضاب
_ لأ
اندهش ساهر وسأله بجدية
_ يعني أيه لأ؟! وجودك في العناية ضروري عـ…..
قاطعه أمجد بلهجة لا تقبل نقاش
_ قلت لأ ومش عايز أسمع كلام كتير وياريت تسيبوني لوحدي
لم يريد الطبيب الضغط عليه كي لا يتعبه وخرج من الغرفة
❈-❈-❈
في غرفة ليلى
كانت سارة تجلس على الفراش بثبات زائف وشعرت ليلى بما يدور بخلدها فجلست بجوارها وهى تقول بتعاطف
_ متزعليش ياسارة هو جاسر أسلوبه حاد شوية بس مفيش أطيب وأحن منه، والموضوع جاه معاه غيرة مش أكتر.
حاولت سارة الابتسام وهي تقول بتفاهم
_ عارفه ياليلى وصدقيني مزعلتش أنا بس قلقانه إنه يشد قصاد بابا والأمور تتعقد بينهم تاني.
طمئنتها ليلى قائلة
_ لا ياستي من الجهة دي اطمني جاسر على اد جبروته ده بكلمة واحدة من عمك جمال بيرجع عيل صغير من تاني.
أرادت التخفيف عنها قليلًا فقالت بمكر
_ بس مـ أخدتيش بالك من جاسر لما شافك من غير الشال كان عامل إزاي، بجد كان عايز اللي يصوره
كنت خايفه يتهور ويعمل حاجة
ابتسمت سارة بألم وهى تتذكر تلك اللحظات التي عاشتها معه
كانت تتمنى أن تعيش حقًا تلك اللحظة دون شعورها بالخزي الذي يجعلها منكسرة أمامه
احتارت ليلى من شرودها الذي لا تكف عنه، لكنها اقنعت نفسها بأنها تشتاق لوالدتها ليس اكثر
ولم تدري عن تلك المعاناة التي تعيشها وحدها دون أن تجد من يهون عليها
تبدلت ملامح ليلى عندما رن هاتفها برقم سهى
أخذت الهاتف وخرجت إلى الشرفة وقلبها يدق بعنف
_ خير ياسهى.
أجابت سهى
_ أستاذ أمجد أصر إنه يخرج من العناية ومن وقتها وهو تعبان ورافض إن حد يدخل عنده
أنخفق قلبها خوفًا وسألتها بريبة
_ وفين دكتور عصام
_ دكتور عصام مش موجود والدكتور ساهر حاول يقنعه أنه يرجع بس رافض
_ طيب ادخلي عنده واديله الفون
ارتبكت سهى وقالت بتوجس
_ بس ده مش طايق حد وكل اللي بيدخل عنده بيتعصب عليه ويخرجه تاني
آلمها حالته فقالت لسهى برجاء
_ معلش ياسهى ادخلي بس وقوليله إني عايزة أكلمه.
وافقت سهى على مضد ودلفت الغرفة لكن ما إن رآها حتى عنفها قائلاً
_ انا مش قلت مش عايز حد يدخل
أشارت سهى بالهاتف وهي تقول
_ دي دكتورة ليلى عايزة تكلمك
ازداد غضبه أكثر وقال بحدة
_قلت مش عايز اكلم حد
خرجت سهى من الغرفة
_ زي ما سمعتي كدة مش عايز يشوف ادامه
_ طيب سيبيه لحد ما يهدى ومتدخليش حد عنده عشان الانفعال غلط عليه.
قالت سهى بتعاطف
_ من وقت مـ سافرتي وهو بالحالة دي
اخذت نفس طويل تهدئ به روعها وقالت بحزن
_ إن شاء الله هيكون كويس وبكرة الصبح هكون عندكم
اغلقت الهاتف وعادت إلى الغرفة بوجه متجهم لترمقها سارة بقلق
_ في إيه ياليلى، حاجة حصلت؟
ملامحها التي تبدلت لحزن ووجع جعلت سارة تتناسى اوجاعها وتقترب منها بلهفه عندما رأت الدموع تلمع في عينيها
_ طمنيني عليكي
لم تستطيع ليلى التظاهر بالثبات اكثر من ذلك فقالت بحزن
_ بيضيع مني ومش قادرة اعمله حاجة
تحيرت نظراتها لتقص وسألتها بقلق
_ هو مين؟ وبيضيع إزاي؟
قصت عليها ليلى كل شئ منذ البداية حتى تلك المكالمة التى رفضها
تعاطفت سارة معها وقالت بهدوء
_ متزعليش مني ياليلى انتي غلطتي لما سيبتي مشاعرك تتمادى مع مريض عندك وخصوصًا واحد في حالته
وعلى فكرة حبك ليه هيتعبه أكتر وأكبر دليل على كدة أنه كل شوية بحال معاكي، مرة يقولك قربي والتانية يقولك ابعدي
عايز ينعم بحبك وفي نفس الوقت خايف عليكي من ألم الفراق
يعني عايش في صراع طول الوقت.
نظرت إليها تسألها بتوجس
_ انتي يعني عيزاني ابعد عنه؟
هزت رأسها برفض
_ لا طبعًا لانكم ببساطة وصلتوا لنقطة مينفعش تهربوا منها، خليكي معاه للآخر لإنه أكيد محتاجلك
الصبح إن شاء الله حاولي تكلميه تاني هيكون هدي وممكن تلاقيه بيكلمك ويعتذر لك كمان.
مسحت دموعها براحة يدها وقالت بتمني
_ يارب ياسارة.
وهنا الكل حكيم مادام القصة ليست قصته
❈-❈-❈
اوى الجميع إلى فراشهم إلا هو ظل قابعًا في غرفته يفكر كيف ستكون حياته معها؟
فبعد ساعات ستجمعهما غرفة واحد وربما فراش واحد ماذا سيفعل حينها!
وإن تجاهلها؛ فـ إلى متى؟
وإن استطاع تجاهلها كيف سيتجاهل تلك المشاعر التي لم يعد باستطاعته كبتها.
ها قد أشرقت شمس الصباح ومازال على وضعه
وقف ينظر من شرفة غرفته ليجد الحديقة قد عمت بالعمال
لم يبتسم وجهه كما يراها في وجه أصدقاءه وفرحتهم بتلك المناسبة
تمر عليه وهو قلبه يئن آلمًا
ولم يختلف حالها عن حاله وهى تقف في الشرفة أعلى شرفته وكلاهما ينظر إلى استعدادات العمال بقلب مثقل بالألم
عادت لغرفتها لتنظر إلى ذلك الثوب الأبيض الذي حلمت به كثيرًا لكنها الآن تقف أمامه تنظر إليه بإنكسار
تلمسته بيدها تستشعر ملمسه بلوعة تتخيل ليلتها الأولى معه
كيف ستكون حياتها معه؟ هل سيظل ينظر إليها بنظراته المبهمة؟ أم بنظرات العتاب التي تلمحها أحيانًا في عينيه؟ ام نظرة الإشمئزاز التي مرقها بها عندما علم الحقيقة ومازالت تتذكرها حتى الآن.
لم تغمض عينيها تلك الليلة وهى تفكر فيما سيحدث بعد غلق باب غرفتهم عليهم
كيف تستطيع النظر إليه؟
تذكرت تلك الليلة عندما آوى الجميع إلى الفراش وظلت هى تجول بحديقة المنزل ولم تعلم بأنه واقفًا أمام شرفته التي تطل على حديقة المنزل
فلاش باك
تسمرت في وقفتها عندما صادفته يقف أمام شرفة غرفته، وعندما رآها اخفضت عينيها كي لا ترى نظراته التي لا ترحمها وعندما همت بالعودة أوقفها قائلًا
_ أستني
رفعت عينيها تنظر إليه بترقب فتقدم منها ليقف أمامها بطلته المهيبة وقال بلهجة حادة
_ ايه اللى نزلك دلوجت من اوضتك؟
كانت تجابه عينيه الحادة لترى لونهما الرمادي والذي تشبه عين أبيها توجه إليها نظرات قاتله لا ترحم فازدرأت ريقها بصعوبة
_ مفيش أنا بس قلقت شوية وقلت انزل اتمشى في الجنينة
رفع جفنيه بسخرية وقال متهكمًا
_ وانتي متعوده انك تخرچي من اوضتك الساعة اتنين بالليل وتمشي في الضلمة إكدة؟
تهكمه جرحها لكنها قالت بقوة زائفة
_ أنا خرجت لإني عارفه إن المكان آمان، واه في البيت عندنا كنت بطلع من اوضتي في وقت زي ده لإن البيت فيه حراسة يعني آمان برده
ابتسامة متهكمة مع لهجة ساخرة وجهها إليها
_ وياترى بجى كان بيمشي وراكي حراسة بردك ولا كان سايبك تدوري براحتك
التفتت إليه بحدة وعينيها تلك المرة تنظر إليه بغضب عارم وقالت بحدة
_ انا مسمحلكش إنك تتكلم عني بالطريقة دي.
تحولت نظراته من السخرية إلى غضب وعينيه تطلق لهيب حارق وهو يقول من بين أسنانه
_ مش دي الحجيجة؟ ولا تنكري؟
لم تزيدها كلماته سوى مرارة وإزدراء فأرادت إيلامه كما يفعل هو وقالت بحدة
_ هو ميختلفش عنك كتير، هو غدر بيا وبثقتي في أخته، وانت بتكمل غدره وبتقتلني في كل نظرة بتبصلي بيها بكل كلمة بتوجهها ليا
بتحاسبني على شئ خارج إرادتي واتخذت فيه غدر من صاحبتي، لو زي ما بتقول انا اللي رميت نفسي في التهلكة فهى كانت محتجاني ومرحتش معها إلا لما اكدتلي انه مش موجود
اول ما شربت القهوة محستش بنفسي؛ وفقت لقيته واقف أدام المرايا
وقالي انه عمل كده لما يأس إني أوافق اتجوزه
فكرت في الانتحار بس خفت من عذاب ربنا ولجأت ليكم اتحامى فيكم والآخر عرفتك انت وللأسف مرحمتنيش
بس هلوم عليه ليه؛ وانا اقرب الناس ليا بيعمل فيا كده..
اهتزت نظراته وشعر بحماقة فعلته ليلقى اللوم عليها كي يقنع نفسه قبل أن يقنعها بأنها هى المخطئة
_ بس انتي بردك اللي رميتي نفسك في التهلكة متجيش تجولي غصب عني
ردت بألم
_ وانا لو أعرف إن ده هيحصل كنت حبست نفسي بين أربع حيطان ولا إني أنجبر أتجوز واحد قاسي ومبيرحمش زيك.
ساد الصمت بينهم وبدأت العيون حديثها بما لا تقوى الشفاه على التفوه به
عينيها التي ترمقه بإزدراء جعلت نظراته تهتز
ودقات قلبه التي تزداد وتزداد كلما رآها جعلته يعترف لنفسه أخيرًا بما يكبته بداخله وينكره
واعترف لنفسه بأنه عاشق متيم مهما أنكر ذلك.
أما هى فكانت نظرتها تحمل عتابًا حادًا جعلته يقول بهدوء تام رغم ما بداخله من نيران
_ أرچعي اوضتك دلوجت ومتخرجيش منها في وجت زي ده لأي سبب من الأسباب.
لم تجادل او تناقش بل أنسحبت بكل هدوء وعادت إلى غرفتها
باك
عادت إلى واقعها على صوت ليلى التي رأتها تقف أمام الثوب بشرود فقالت بمرح
_ صباح الخير على أحلى عروسة
ابتسمت سارة بامتنان وقالت
_ صباح النور، شكلي قلقتك
نظرت ليلى في ساعتها لتجدها العاشرة صباحًا
_ قلقتيني ايه انا اول مرة أخر في النوم كدة
يالا بسرعة عشان زمان جليلة ووسيلة محتاسين تحت.
❈-❈-❈
خرجت ليلى وسارة من الغرفة لتتفاجئ بهم وسيلة وهى تخرج من غرفتها وتسألهم
_ انتوا رايحين فين؟
اندهشت ليلى ونظرت إلى سارة
_ نفطر معاكم ونشوف إذا كنتوا محتاجين حاجة
تحدثت برفض
_ لا مش محتاچين حاچة ارجعوا يالا اوضتكم واني هبعتلكم الفطار مع سعدية
نظرت إلى سارة وقالت بتحذير
_ وانتي ياسارة مش عايزاكي تخرجي من اوضتك نهائي لحد ما الكوفيرة اللي بتجولوا عليها دى تاچي
اومأت بتفاهم
_ حاضر ياطنط
وعادوا إلى الغرفة مرة أخرى.
خرج جمال من الغرفة ليجدها مازالت واقفة أمامها فسألها باهتمام
_ واجفة إكدة ليه ياوسيلة؟ في حاچة؟
أجابت وسيلة بابتسامة عريضة
_ لا ياجلبي أنا بس لجيت ليلى وسارة نازلين خلتهم عاودوا تاني.
عقد حاجبيه مندهشًا وتسائل بحيرة
_ ليه؟ كنتي خليهم يفطروا معانا
اقتربت منه لتمسك ياقة جلبابه تعدلها وهى تقول بمكر
_ خلينا نشوجه شوية، حكم إني خبراه زين جفل ومفيش حاچة هتحركة غير طريجتي دي، اراهنك انه فضل صاحى طول الليل من تفكيره فيها.
ضيق عينيه متسائلًا
_ عملتي ايه ياوسيلة مش مطمنلك.
ضحكت وسيلة واقتربت من أذنه لتتابع مكرها
_ كل خير وبكرة تجول وسيلة جالت
ضحك جمال وقال بمزاح
_بخاف اني من مكر الحريم ده بس مادام شايفة أنه هيحرك الجفل اللي مخلفه ده أني معاكي
كان حازم ومعتز خارجين من غرفتهم عندما وجدوا هذا المشهد ليوكز حازم معتز قائلًا
_ شايف المحن بتاع أبوك وامك، تحس أنهم عرسان جداد
ضحكهم لفت انتباه جمال ووسيلة الذي أبتعد عنها قليلًا ونظر إليهم ليقول بصلابة
_ واجفين اكدة ليه، ماتنزلوا تجفوا جانب أخوكم.
تحدث حازم بجدية مصطنعة
_ مـ كنا نزلين بس جولنا نشوفكم لو محتاچين حاچة
حرك رأسه بيأس منهم وقال بنفى
_ لا مش محتاچين حاجة يالا على تحت.
نزل حازم ومعتز وهم يتحدثون بخفوت وتعلوا ضحكاتهم وجمال ينظر إليهم بيأس
_ الولد ده بيفكرني بخاله وليد كل حاچة يتمسخر عليها
ضحكت وسيلة وقالت بحب
_ ربنا يخليك ليهم، يالا بجى لحسن أخرنا جوي على عمي وزمان سعدية محتاسة
اوما لها وترجلوا إلى الأسفل ليجدوا الجميع على طاولة الإفطار إلا من جاسر ولده
_ صباح الخير
رد الجميع ثم سألهم وهو يجلس في مقعده.
_ اومال جاسر وينه؟
أجاب عمران
_ فطر من بدري وواجف برة مع الرچالة.
أومأ جمال ثم سأله منصور
_ وسارة لسة مصحيتش؟
أجابت وسيلة
_ صحيت من بدري بس مينفعش تطلع من اوضتها النهاردة وخليت ليلى معها وبعتلهم فطارهم.
❈-❈-❈
بعد محاولات عديدة رد عليها أمجد الذي أجابها بجمود
_ نعم ياليلى
تحدثت ليلى بعتاب
_ مش بترد ليه؟
تنهد أمجد بتعب وأجابها بفتور
_ مـ انا رديت اهه
_ بعد كم محاولة
ساد الصمت قليلًا وكلًا يتحرى شوقًا لرؤية الآخر ثم رد بهدوء
_ مكنتش عايز اكلم اى حد
تحدثت بعتاب
_ وانا أي حد؟
عاد لصمته يهرب منها إليه وهى علمت بذاك فقالت بتفاهم
_ خلاص ياأمجد أنا هسيبك دلوقت وبكرة الصبح إن شاء الله هكون عندك.
أغلقت الهاتف دون أن تنتظر منه ردًا، وألقى هو الهاتف على الفراش بغضب من نفسه على أحزانها
يحتار بشدة ولا يعرف ماذا يفعل
يبعد فلا يستطيع
يُبعدها فيندم
شتان ولا يعرف اى طريق يتخذ
سخر من نفسه؛ وهل له طريق حتى يختار.
❈-❈-❈
وقف ينظر إلى إنعكاس صورته في المرآة وقد أصبحت عينيه الرمادية قاتمة وهو يتخيل حياته بعد ساعات قليلة من الآن
هل فرض عليه أن يتزوج رغمًا عنه، سواء ابنة خاله التي اقنعه بها والده
أم ابنة عمه التي فرضتها الظروف عليه او بمسمى أدق فرضها هو على نفسه.
دقات قلبه الرتيبة جعلته ينتبه إلى شيءٍ آخر وهو عشقه الخفي لها والذي تصدى له كثيرًا لكنه لم يستطيع الصمود أكثر من ذلك وليرضخ لذلك العشق الذي استوطن قلبه بعد أن جابه بكل بسالة.
كتب عليه مرارته وعليه التحمل.
طرقات خافتة على باب غرفته أعادته من شروده
سمح للطارق وهو يجذب سترته ليرتديها
دلف حازم ومعتز وهم ينظرون إليه بإعجاب وقد زادته بدلته جاذبية فصفر حازم بإعجاب
_ ايه الشياكة دي كلها، دا انت طالع ولا نجوم السيما
ايد معتزة رأيه
_ فعلًا دي الحاچة جليلة لو شافتك مش هتخرجك بره الاوضة دي
نظر إليهم وهو يرتدي ساعته وقال بثبات
_ عقبالكم
آمن الاثنين خلفه ليعاود ينظر لهيئته في المرآة فقال حازم
_ عارف أحلى حاجة لحظتها فيك دلوجت
نظر إليه بطرف عينيه وهو يعدل رابطة عنقه
_ خير؟
اقترب منه ليعدلها بدلاً عنه وهو يقول
_ إن الكراڤتة دي شبه لون عينيك
لم يستطيع الثبات أكثر من ذلك أمام مزاحهم ليبتسم لهم بحب
_ طيب يلا بجى لان كلهم مستنيينك برة
خرجوا من الغرفة ليجدوا الجميع منتظرينه بالخارج تعالت الزغاريد والكل بيارك له بفرحة عارمة وهو يرسم ابتسامة زائفة على محياه يخفى بها ما بداخله من ألم
تحدث جمال بفخر وهو يتقدم منه
_ مبروك ياجاسر
كانت ابتسامته تلك المرة صادقة وهو يقبل يد والده ويقول بامتنان
_ الله يبارك فيك يابوي
ربت جمال على كتفه وقال
_ يالا بجى أطلع هات عروستك
اومأ برأسه وصعد إليها في سعادة فرحة من الجميع
❈-❈-❈
في غرفة سارة
دلف مصطفى الغرفة ليجدها تقف أمام المرآة بطلتها التي تخطف الأنظار وثوبها الأبيض الذي جعلها تبدو كأميرة الأحلام
دنى منها أكثر وهو مأخوذًا بجمالها وتحدث بولع
_ ايه الجمال ده كله؟
ابتسمت سارة بود وقالت
_ انت اللى عينيك حلوة عشان كدة ديمًا بتشوفني حلوة
هز راسه بنفي وقال
_ لأ انتي فعلاً جميلة آوي بالفستان الابيض والحجاب اللي مخليكي زي الملايكة ده.
جذبها إليه ليحتضنها بشوق
_ النهاردة أجمل يوم في حياتي وانا شايفك عروسة وبسلمك للأنسان اللي فعلًا يستاهلك بإيدي.
أختفت ابتسامتها عند سماعها تلك الكلمة لتخفي وجهها أكثر في صدره كي تداري ذلك الوجع الذي بات يؤلمها أكثر من ذي قبل.
ابعدها عنه قليلًا لينظر داخل عينيها وقال بحب
_ مبروك ياقلبي
ابتسمت سارة رغماً عنها وهي تقول بامتنان
_ الله يبارك فيك
تناول يدها وخرج بها من الغرفة لتجد جاسر أمامها وقد أخذ ينظر إليها وهو يراها خارجة من الغرفة في يد مصطفى
أمعن النظر بها ليتوقف قلبه عن النبض عندما طلت عليه بإطلالة تخطف الأنفاس وجعلته يجاهد كي يتنفس
ازدرد ريقه بصعوبة وهو يراها تتقدم منه بكل هذا الجمال الذي يلقي سحره على من يراه
كانت تخفض عينيها وتحجبها عنه إلى أن رفعتها إليه عندما اقترب بها مصطفى منه لتقف أمامه وياليتها لم تفعل
ازدادت وتيرة تنفسه ودقات قلبه تعلوا بصخب حتى أيقن بأن الجميع يسمعها بوضوح عندما رمشت بأهدابها الساجية خجلًا من نظراته
ومن عينيه التي تلتهم ملامحها دون هوادة وكأنه فقد السيطرة عليهم كما فقد لسانه النطق.
وليكن صادقًا اكثر فـ قد فقد حتى السيطرة على مشاعره التي أخمد نيرانها التي تهدد بالانفجار
أما هى فكانت عينيها تنظر إليه نظرة يملؤها الإمتنان، نعم الامتنان له على وقفته بجوارها وسترها من ذلك العار على حساب سعادته
انتشله حازم من تلك الفقاعة الوردية عندما وضع يده على كتفه ينبه بأن الجميع ينتظره
فحمحم بإحراج وتقدم منها يأخذها من يد أخيها وهو يغصب نفسه على الابتسام أمام الجميع ويقول بثبات
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ومقبل على الصعيد)