روايات

رواية أسرت قلبه الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه البارت الرابع والعشرون

رواية أسرت قلبه الجزء الرابع والعشرون

أسرت قلبه
أسرت قلبه

رواية أسرت قلبه الحلقة الرابعة والعشرون

(هل يحبها )
هل تضمنين اني لو أحببتك ستحبينني؟!أنا لا أستطيع تحمل جرح آخر
)سيف لمياس )
….
تصاعدت النيران بعينيه …وكان يشعر بالإختناق وهو يراها معه ….تم نسف اي أمل بداخله …قبض على كفيه بقوة وهو يمنع نفسه أن يتهور …ماذا سيفعل …هل سيذهب ليضرب طليقها مثلا ويضع نفسه في موقف محرج …هذا هو طليقها وربما سوف تعود إليه …ألم يمل من الرفض….هل يريد أن يكسر قلبه مجددا ؟!اغمض عينيه بألم وهو يفكر أن للأسف قلبه كُسر للمرة الثالثة ….ولكي لا ينكسر أكثر يجب الأ يحارب …لقد حارب كثيرا على شئ ليس له وهو من تحطم في النهاية …لذلك لن يحارب مجددا …ماجدة ليست له يجب أن يفهم ذلك ….كان يعترف بهذا وهو يشعر بالهزيمة …ينظر إليه وهي بين ذراعيه ويفكر لماذا لا يحصل على الحب الذي يريده ..لماذا يتم رفضه من الجميع …هل هو شخص لا يستحق حتى الحب …هل به مشكلة …هل الناس ينفرون منه …ام أنه كُتب عليه أن يعيش بقلب محطم مدى الحياة….للمرة الثالثة يعشق وللمرة الثالثة يتحطم قلبه …هل لهذا العذاب نهاية ؟!!
…..
توسعت عيني ماجدة وهي تشعر به يضمها إليه حتى ازكمت أنفها ….شعرت حقاً بالإشمئزاز منه وابتعدت بعنف وهي تشعر أنها سوف تتقيأ …نظرت اليه وهي تفكر كيف أحبت يوما رجل مثله…
-اياك تقرب مني كده أنا مش بطيق ريحتك اللي كلها دم …
-كلها دم !!!
قالها بصدمة وحزن وهو يرى نظرات الكره بعينيها …لا يصدق أنها تكرهه لتلك الدرجة ….كلما حاول أن يقترب منها تدفعه بعيدا عنها …ولكن الآن تلك الأدلة بيده هو …لذلك سيجبرها أن تعود إليه ….
نظر إلى يوسف الذي ما زال واقفاً بكره …هل هذا هو الرجل الذي تجرأ على أخذ مكانه بحياة زوجته …هل هذا هو الرجل الذي تحبه هي …نظرت ماجدة إلى حيث ينظر وشحب وجهها كالأموات وهي تنظر إلى يوسف الذي تلون وجهه بالغضب …كان ينظر إليها بغضب وإشمئزاز أوجع قلبها ….أطرقت برأسها وهي تخفي دموعها عنه …كيف تخبره أنها تتألم….تحارب لوحدها رجل ليس له ضمير ….استدار يوسف فجأة وولج للكلية غاضباً
……
-هو ده اللي مش عايزة ترجعيلي بسببه …الدكتور يوسف !!!…
نظرت إليه بكره فابتسم بسماجة وقال:
-بجد أنتِ مسكينة يا ماجدة اووي ….فاكرة أنه بيحبك وعايزك ….حبيبتي أنتِ هتكوني مجرد تسلية ليكي …تعرفي أن دكتورك العظيم كان مرتبط بواحدة ولا ملكات الجمال … واحدة من اللي بتشوفيهم في التليفزيون ومتقدريش توصلي لنص جمالهم ورغم كده سابها لما مل …رغم أنها كانت من دور عياله …بجد يا ماجدة فاكرة أن واحد عايش كده هيبصلك أنتِ ست متوسطة الجمال مطلقة ومعاها طفل ….مفلسة بتشتغل في مكتبة قديمة …بتجيب حق اكلها هي وابنها بالعافية !!
انتفضت بعنف وهي تستمع لكلماته المهينة وقالت:
-طيب مادام أنا وحشة كده …مادام محدش هيبصلي …ليه بتجري ورايا …..ليه مش عايز تسيبني في حالي يا لطيف ….سيبني اربي ابني بعيد عنك وبعيد عن فلوسك الحرام !!!
نظر اليها بهوس وقال:
-متعرفيش يا ماجدة أنا بحبك قد ايه …مهووس بيكي …مش قادر استحمل أن حد تاني يبصلك …أنا ممكن اقتل الدكتور بتاعك .ده بس خلاص أنتِ دلوقتي بقت رقبتك تحت ايدي…كل الأدلة اللي واخداها عليا وعلى اللي شغالين معايا بقت معايا انا …أنتِ متقدريش تعملي حاجة ومسألة وقت وهترجعيلي تاني !!
دموعها نزلت وهي حاسة بخنقة …مش قادرة تصدق انها هترجع ليه تاني …هترجع للإنسان اللي دمر حياتها ..دمر حياة اولادها …
انهمرت دموعها وهي تنظر إليه …تشعر بالإختناق …للمرة الأولى التي تكره شخص لتلك الدرجة …للمرة الأولى التي تتمنى أن تقتل أحدهما ….
مسح دموعها برفق وقال:
-صدقيني مش هتلاقي حد يحبك اكتر مني يا ماجدة ….أنا حياتي متتكتملش الا بيكي !!!
ثم استدار واستقل سيارته وتركها !!
….
كان في مكتبه يشعر يالإختناق ….يتذكر مشهد وقوفها معه …احتضانه لها ويشعر بالنيران تسري في عروقه…..أوقع أوراقه من على المكتب بصيحة غضب ….كان يموت بالفعل …….الغيرة تلتهمه….
جلس على مقعده وهو يدفن رأسه في كفيه ..لقد اعتذر عن إتمام المحاضرة…لا يصدق أنها تؤثر به لتلك الدرجة ….هي تدفعه للجنون …..لا يستطيع أن يتوقف عن التفكير بها …ومشهد وجودها بين ذراعي زوجها يقتله حرفيا ….لماذا يقع في حب الشخص الخطأ دوما …..رفع وجهه وهو يشعر بالدموع تحرق عينيه…حزين هو على حاله … حزين لانه ليس له نصيب في الحب ….لقد قال إن الأمر لا يهمه …ولكن العكس هو مهتم …يريد أن يشعر بالحب …يريد أن يشعر أنه محبوب ….تنفس بحدة وهو يرى كم هو شخص ضعيف ..
تلك هي الحقيقة مهما حاول أن يخفيها …هو ضعيف للغاية أمام من يحب ….
نهض بيأس وهو يمسح وجهه وهو اتخذ قرار أنه سوف يترك التدريس بتلك الجامعة …قرار غريب ولكنه لا يمكنه أن يتحمل وجودها أمامه ….لن يرتكب خطأ أن يكون مهووس بها كما حدث سابقا مع نسرين ….هذا هو الصواب !!
……..
في المساء …
-طيب قوليلي قررتي تعملي ايه ؟!هو بيتصل بيا وبيهددني ….
قالتها جيلان وهي تشعر بالرعب ….ضغطت رحيق على كفها وهي تقول بلطف :
-متخافيش إن شاء الله كل حاجة هتكون بخير يا نوران …ربنا ان شاء الله هيكون معانا ….ادعي كتير اللي هعمله ده هينفع معاه …
ابتلعت نوران ريقها وقالت :
-طيب قوليلي هتعملي ايه ….أنا خايفة!!
ابتسمت رحيق في وجهها ابتسامة تطمئنها وهي تقول :
-ان شاء الله خير متقلقيش …هعمل المستحيل عشان ميقدرش يأذيكي …ثقي فيا ….
انسابت دموع نوران وقالت بإختناق :
-انا خايفة عليكي تتورطي بسببي وفرحك يبوظ ….
تصاعدت الدموع بعيني رحيق ….تعرف أنها سخيفة الآن ولكن شعورها بحب نوران وخوفها عليها جعلها في قمة سعادتها ….ودت في تلك اللحظة أن تُعطيها عينيها ليس مساعدتها فقط …
ابتسمت رحيق دامعة وقالت:
-متشيليش هم ان شاء الله خير …
ثم مسحت دموع نوران وقالت بلطف :
-يالا روحي دلوقتي وارتاحي وبكرة إن شاء الله يحلها ربنا ….
هزت نوران رأسها ونهضت من الفراش وهي تخرج من غرفة رحيق…تسطحت رحيق على الفراش وهي تقول:
-يارب ساعدني أنا مليش غيرك
……..
ولجت نوران لغرفتها لتجد رحيق ما زالت جالسة على الفراش وهي تبكي ….اقتربت منها نوران وجلست بجوارها وهي تضمها برفق وقالت :
+متزعليش من أمجد يا جيلان هو خايف عليكي ….
لم ترد جيلان وبقت تبكي …
جلست نوران بجوار جيلان وضمتها برفق وهي تقول :
-والله يا جيلان أمجد أصر انك تكوني هنا عشانك…مينفعش تبقي لوحدك في البيت….أمجد فعلا مهتم بيكي ….
قالت جيلان من بين شهقاتها :
-لو سمحتي يا نوران ممكن متجبيش سيرة أنه مهتم بيا …أنا خلاص مبقاش حد يهمني …بعد موت ماما اهتمام أمجد من عدمه مبقاش يهمني.!!!
……
بعد منتصف الليل …
-انا قصداك في خدمة !
قالتها رحيق وهي تمسك هاتفها بخوف بينما تتحدث معه …..
كان عاصي يحارب النعاس عندما اتصلت به خطيبته في منتصف الليل …كاد أن يصرخ بها ولكنه هدأ نفسه قصراً وقال وهو يحاول الا تخرج نبرته غاضبة وقال :
-اتفضلي …
ابتلعت ريقها وهي تقول :
-انا طبعا اسفة اني بتصل في وقت غريب زي ده …بس حد يخصني عنده مشكلة وحله في ايديك انت …
كسا البرود ملامحه وهو يقول؛
-عايزة فلوس!!
صُدمت وهي تسمع كلمته وقالت:
-لا لا خالص الموضوع مش موضوع فلوس …معرفش انت فكرت في كده ازاي …
ابتلع ريقه وهو يشعر بالخجل من نفسه للحظات …يجب أن يعترف أن ما زالت ذكرياته مع زوجته تؤثر عليه….يظن أن الجميع عاشق للمال مثلها ….
-أنا اسف قوليلي عايزة ايه ؟!
ذهلت قليلا وهي تسمع نبرة الإعتذار الصادقة الصادرة منه …هي دوما ظنته فظ غليظ القلب ….هزت رأسها بضيق ….ما شأنها حقاً الان ….هي لديها هدف محدد لا يجب أن تحيد عنه …
تكلمت بتردد وقالت:
-أنت تعرف طارق البكري رجل الأعمال المشهور صح ؟!
-اكيد ..
قالها بحيرة
بتقول بتوتر :
-محتاجة أقابله ضروري لمسألة خطيرة اتمنى متسألش عن تفاصيلها …
رفع حاجبيه بدهشة ولكنه قال بهدوء :
-حاضر بكرة تقابليه …
-بكرة!!بالسرعة دي !!
قالتها بصدمة ليرد:
-مش عايزة تشوفيه ضروري هخليكي تشوفيه …ممكن انام دلوقتي …
احمر وجهها وقالت :
-شكرا يا استاذ عاصي …تصبح على خير …
ثم أغلقت ليرفع حاجبيه وهو يهز رأسه بدون اهتمام ثم نام مجددا
…….
تجمد فجأة وهو يجدها بالمطبخ …كانت تبدو اقل تحفظا حيث أنه ليس موجودا…كانت ترتدي بنطال وبلوزة بربع كم …شعرها كان يخفي وجهها بينما هي تأكل بنهم طبق مكرونة بالصلصة …الشئ الصحيح الذي كان يجب أن يفعله أن يذهب سريعا من أمامه قبل أن تكتشف وجوده ولكنه وجد نفسه متجمد مكانه وهو يتأملها …هي جميلة للغاية….صغيرة للغاية….عينيه العسلية مرت عليها بنهم ..تفاصيلها تبهره ….أشعلت مشاعره كرجل نحوها ….أصبحت رغبته بها تشتعل شيئا فشئ ….اقترب منها رغم أن هذا هو الخطأ بعينيه ولكنه كان عاجز عن المقاومة ….لقد قاوم كثيرا حتى خسر المعركة أمام عينيها….جمالها ….
شعرت هي بوجوده …فنظرت إليه لترتبك وتتراجع للخلف …نظر هو إلى جانب فمها حيث أن كان هناك لطخة بسبب صلصة الطماطم ….ابتلعت ريقها وقالت:
-انا كنت جعانة….
حامت نظراته عليها وقال بصوت ثقيل من فرط المشاعر التي تجتاحه؛
-أنتِ عملتي فيا ايه يا جيلان …أنا كنت مرتب حياتي كويس وجيتي أنتِ في غمضة عين قلبتيها كلها …مبقتش عارف افكر في غيرك….خطوبتي بتبوظ …حياتي بتنهار بسببك …بسبب اني مش قادر اخرجك من عقلي …
لمعت الدموع بعينيها وقالت :
-ده اللي كنت حاسة بيه يا أمجد …انا كنت بحبك …بحبك اكتر من اي حاجة في حياتي …انت كنت مشقلب كياني …أنا موت حرفيا لما خطبت غيري …وانت بتعاني اهو نفس معاناتي ….
ابتسامة متشفية ظهرت على شفتيها وقالت:
-ولسه هتعاني اكتر لما اتخطب لفادي!!
ثم كادت أن تتجاوزه ولكنه وضع كفه على خصرها يمنعها من الذهاب ….بينما يحرك شفتيه على شعرها ….أمسكت ذراعه وهي تقول :
-أمجد ابعد.!!
-ياريتني كنت اقدر ابعد …أنتِ لعنة …
ثم جعلها تواجه ومد إصبعه ليمسح البقعة بجانب شفتيها…ثم تلمست اصابعه شفتيها وبدأ فاقد للسيطرة بشكل لن تراه من قبل ثم اخفض فمه و….
..
نهض أمجد.من نومه بصيحة فزع …كان صدره يرتفع ويهبط بسبب سرعة أنفاسه…كان العرق يحتشد على جبينه …رباه …رباه …
شد شعر بعنف وهو يقول :
-انا ازاي احلم بكده …ازاي ….ياربي سامحني …سامحني …اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
صدح أذان الفجر لينهض بتثاقل ….
…..
بعد قليل ..كان ينزل وهو ممسكاً سبحته بينما يستغفر الله وهو يحاول ان ينسى هذا الكابوس الذي ما زال مسيطرا عليه ….ولكنه وقف فجأة وهو يراها تجلس على المقعد أمام باب المنزل …ترتدي خمارها والدموع تغرق عينيها …
-أنتِ بتعملي ايه هنا ؟!
انتفضت بعنف وهي تنظر إليه ومسحت دموعها سريعا وهي تطرق برأسها أرضا…ازدادت وتيره أنفاسها وحلمه معها يطارده بقوة….أغمض عينيه وهو يحاول السيطرة على نفسه وقال بعصبية :
-لو سمحتي ادخلي ومتطلعيش في الوقت ده لوحدك تاني …فاهمة !!!
هزت رأسها بإرتباك…وولجت للمنزل ليتنفس عدة مرات لكي يتحكم بنفسه..كم يشعر أنه حقير …كيف يحلم بها بتلك الطريقة …هل تلاعب به الشيطان لتلك الدرجة …
…………..
بعد انتهى من اداء صلاة الفجر جلس قليلا في المسجد وهو يسبح بالمسبحة الخاصة به …يستغفر الله وهو يشعر بالذنب …يشعر بالإختناق ايضا بسبب حلمه هذا..كيف يرغب بما ليس له …كيف يكون بتلك الحقارة …كيف يفكر اصلا بجيلان بتلك الطريقة …رغم أنه كان حلم إلا أنه يشعر بالذنب بسببه …أنه يشعر بكل شئ يتعقد …كل ما حوله يتهاوي…هو رجل سوف يتزوج قريبا ورغم ذلك قلبه مع اخرى …يحلم بآخرى ….ماذا يفعل ؟!هو تائه للغاية …لا يمكنه أن يترك أريام بعد كل هذا …لا يمكنه أن يكسر قلبها ….مسح وجهه بتعب ليقترب منه رفيق صديقه …وأمام المسجد الذي يصلي به
-ايه يا امجد مالك ؟!
قالها رفيق وجلس بجواره…نظر إليه أمجد …شعر وكأن قد أتته نجدة من السماء …فهو يثق في رآس رفيق …تنهد وقال بلهفة:
-كويس انك جيت …
ابتسم رفيق برفق وقال:
-انا حسيت بيك يا صاحبي …ها قولي ايه مشكلتك …
نظر أمجد وقال:
-أنا تايه يا رفيق ..الشيطان قدر يلعب بيا ويضحك عليا ….مهما حاولت ابعد أفكاره عن دماغي بتتزرع فيا اكتر….أنا أول مرة اكون تايه بالشكل ده …أول مرة اخاف بالشكل ده يا رفيق …
نظر إليه رفيق بحيرة وقال:
-وضحلي اكتر يا أمجد مشكلتك ….
-أنا حبيت…
قالها وقد أحمر وجهه بحرج وفرك كفيه بتوتر …ابتسم رفيق بتفهم ليكمل أمجد :
-حبيت حد مينفعش احبه يا رفيق ….
-ليه مينفعش ؟!
تنفس أمجد بإرتعاش وهو يلمس طوق الخطبة ويقول :
-انا خاطب ….وهتجوز ..واللي حبيتها
أغمض عينيه للحظات وهو يشعر نفسه أنه حقير وأكمل :
-حبيت بنت عمي….
فتح عينيه مجددا وقال:
-مش عارف اعمل ايه يا رفيق…وياريت متجيبش سيرة الجواز التاني لاني مش هقدر اعدل ومش عايز أشيل ذنوب على ذنوبي
صمت رفيق ليطرق أمجد برأسه وقال :
-اعمل ايه يا رفيق ….أنا مش قادر اشيلها من بالي مهما حاولت …كل حاجة بتقربني منها …حاسس نفسي انسان وحش …عاصي حاسس ان ربنا غضبان مني …أنا عمري ما كنت مزلزل للدرجادي…أنا دايما عارف انا عايز ايه …بس …
صمت وهو يشعر بالتوهان …كان ينظر إلى رفيق عينيه تصرخ بالمساعدة …تنهد رفيق وهو عاجز تماما عن نصيحته ولكنه قال الشئ الذي يستطيع أن يريح ضميره :
-أمجد لو اتجوزت خطيبتك تقدر تضمن انك مش هتظلمها …مش هتفكر في واحدة تانية وهي معاك….تضمن انك مش هتخليها تعيسة وتكره اليوم اللي اتجوزتك فيه…تضمن انك هتبطل تفكر في بنت عمك …قولي. ..
هز أمجد رآسه بالنفي وعينيه يشوبها الألم فابتسم رفيق وقال:
-أنت عارف حل مشكلتك بس مش عايز تطبقه يا أمجد …فكر مستقبلا حياتكم هتكون ازاي. ..
…………..
في اليوم التالي ….
جلست بتوتر على الكرسي المريح وهي تنظر إلى الرجل المسن الذي يجلس أمامها …تلك مخاطرة كبيرة جدا..نعم تعرف هذا بشكل جيد …أن تستعين بخطيبها لكي تقابل طارق البكري والد عادل …رغم أن عاصي حاول معرفة السبب الذي جعلها تريد مقابلته إلا أنها لم تحكي له أي شئ….لا يمكنها أن تفضح شقيقتها بتلك الطريقة …عرفت أن عاصي هو الوحيد الذي سوف يساعدها …هو رجل أعمال ووالد عادل أيضا ربما يدبر معها هذا اللقاء ….وها هي في اليوم التالي استطاع أن يجعلها تقابل الرجل بينما هو ينتظر خارجا
كانت تفرك يديها بتوتر والرجل ينظر إليها بصمت وقال بلطف :
-خير يا بنتي …عاصي قالي انك عايزة تشوفيني في موضوع ضروري….عاصي ده على فكرة زي ابني …صحيح كان بيننا شراكة قبل كده وانتهت بس بجد أنا بعزه اووي وأنتِ محظوظة به …
ابتسمت من تحت نقابها بأمل…هذا الرجل يبدو طيب للغاية قد يساعدها بالفعل ….
-طارق بيه اللي هقوله دلوقتي اتمنى ميطلعش لأي حد وخاصة عاصي …الموضوع متعلق بشرف بنت …موضوع حياة أو موت …لو سمحت اوعدني الكلام ده ميطلعش بره
……….
-بخصوص شرف مين ؟!
قالها بتوجس لترد وصوتها مختنق بالدموع :
-شرف اختي يا طارق بيه ….أنا دلوقتي هكشفلك سر محدش يعرفه عشان انقذ اختي من ابنك.
.-عادل !!
قالها طارق بصدمة …كان يشعر أن ابنه الأحمق قد ارتكب خطأ كعادته …
-هو …هو عمل ايه ؟!!
أغمضت رحيق عينيها وهي تجمع كلماتها ثم فتحت عينيها مجددا وهي تقول ؛
-انا هحكيلك كل حاجة ….
ثم بدأت تحكي له بصوت مختنق عن حقارة عادل وكيف أنه يهدد نوران لكي تهرب معه …

بعد أن انتهت هز طارق رأسه وقال:
-أنا مش مصدق ….بجد مش مصدق!!!
كان يشعر أنه بدوامة عميقة …لا يصدق أن ابنه قد فعل هذا …ولكن لما الدهشة للاسف لقد دلل عادل حد الفساد ….
اخرجت رحيق هاتف نوران وقالت:
-ده تهديد عادل لأختي على الواتس آب …
ثم فتحت برنامج تسجيل المكالمات وأكملت :
-ودي مكالمة لإبنك وهو بيهدد اختي …
فتح طارق التسجيل واتسعت عينيه وهو يسمع التسجيل الصوتي بصوت ابنه .:
-ايوة يا حلوة ….فكرتي في عرضي ولا انشر صورك على السوشيال ميديا ….نوران ..أنتِ مش هتكوني لغيري…صدقيني مستعد اعمل اللي ميخطرش على بالك !!
أطرق رأسه بخجل من أفعال ابنه المشينة….
قالت رحيق بتوسل:
-ابوس ايديك يا طارق بيه اختي ممكن تتفضح ….خلي ابنك بس يتجوزها ولو لفترة وبعدين يتطلقوا …انت عرفت كل حاجة اهو ساعدني ربنا يسترك دنيا وآخرة
نظر اليها طارق بخجل وقال :
-أضمنلك أن عادل مش هيعترض طريق اختك تاني …لكن سامحيني جواز لا ….
-يا طارق بيه …
قالتها رحيق بإنهيار ليرد ؛
-عادل خاطب بنت عمه يا بنتي مقدرش ادمر العلاقات بيني وبين اخويا …كل اللي اقدر اعمله اني هبعده عن اختك!!!
……….
-بس يا اريام هو عنده حق …مرات عمه لسه متوفية مينفعش يعمل كتب كتاب !!!
قالتها سلوى بإرتباك …كانت تنظر إلي صديقتها الحزينة …كانت اريام قد طلبت منها أن يتقابلا …أخبرتها أنها تشعر أنها في دوامة كبيرة ….
-يعني مينفعش نعمل كتب كتاب بس ينفع أن بنت عمه تعيش عندهم ويحب فيها براحته …
رمشت سلوى وقالت:.
-يا اريام البنت والدتها اتوفت طبيعي هتعيش معاهم وبعدين بنفسك قولتي أنه طلع الشقة اللي فوق يعني مش معاهم اصلا …
-ده اللي قالهولي …أنا ايش عرفني أنه صادق …ما يمكن يكون بيحصل بينهم حاجة بعد ..
-بس يا اريام اسكتي عيب …ايه اللي أنتِ بتقوليه ده …مترميش الناس بالباطل حرام …
-والنبي يا ست الشيخة اسكتي ابوس ايديكي الحرام والحلال أنتِ اخر واحدة تتكلمي عليهم….أنا مش عارفة أنا باخد رايك ليه اصلا …عمرك ما جيتي في صفي ابدا ….أنتِ اصلا مش عايزاني ابقى فرحانة ….غيرانة مني لأن حياتي ماشية وأنتِ واقفة في الماضي ….أو يمكن كان عينيك على أمجد ….
نظرت إليها سلوى بإستياء …للاسف هذا الجانب في صديقتها تكرهه بشده …هي تتكلم دون أن تفكر ولكنها تعرف أن اريام طيبة القلب ….
-اريام أنتِ مش كده !
قالت سلوى بلوم لتنفجر اريام بالبكاء وهي تقول :
-انا اسفة يا سلوي …بس بجد مضغوطة …هو خانني …حتى لو محصلش بينهم اي حاجة بس بيفكر فيها …بيحبها أنا عارفة…وانا عايزة الفرح بتاعنا يتم بسرعة عشان أنا مش هسمح لعيلة زي دي تاخده مني …
تنهدت سلوى وقالت:
-ربنا يجبر بخاطرك يا اريام يارب
………
كان يقف أمام المدرسة التي تعمل بها ينتظرها هي وابنه ….قرر أن يأخذها اليوم ويسعدها …سوف يقنعها أنه حقا يريدها….ثم يتنزهان كأي أسرة سعيدة ….ابتسم وهو ينظر إلى السلسال الذي أحضره هدية لها …ثم أخفاه …كان يريد أن يفاجئها …نظر إليها ليجدها تخرج من المدرسة تمسك عمر بينما تنظر إلى أحدهما وتضحك….تجمدت ملامحه وعصف الغضب بعينيه وهو يتعرف عليه …ماجد خطيبها السابق….ضغط على مقود السيارة بعنف حتي ابيضت مفاصله …كانت الغضب يتصاعد داخله …الغيرة كانت سيئة تلك المرة ….كان غيور لدرجة أنه رغب بتحطيم.أنفه ثم جرها هي وحبسها بالمنزل عقاباً لها ….
ترجل من سيارته واتجه نحوهما وملامح الإجرام تعلو وجهه ….
،-حبيبتي …
قالها بنبرة مشدودة لتنظر إليه سما وتتوتر بينما اختفت ابتسامة ماجد وهو ينظر إليه بضيق …هذا هو الرجل الذي استطاع التأثير على سما حتى تركته …ما زال يشعر بالحقد نحو أمير …الرجل الذي سلب منه المرأة التي لا يستطيع حتى الآن يننساها رغم زواجه ….كان أمير واعي جيدا لنظرات ماجد لسما …تلك النظرات يعرفها جيدا ….تلك النظرات جعلته غاضب بشدة ولكنه سيطر على أعصابه …مهما حدث لا يمكنه أن يحرجها هنا ويحطم أنف هذا الرجل ….
ابتسم سما بتوتر وقالت:
-امير….
بادلها الابتسامة بحب وقال:
-يالا يا حبيبتي عشان اوصلكم ثم حمل ابنه وأمسك كفها وهو يرمق ماجد ببرود لتبتلع سما ريقها بعسر وتقول وهي تحاول أن تنحي التوتر عنها :
-ده…ده يبقى ….
قاطعها امير بفظاظة وقال :
-مش مهم يالا ..
ثم سحب زوجته خلفه ….
بينما الأخير أخذ يطحن أسنانه بغيظ …لا يصدق كم أن هذا الرجل وقح !!!. لا يصدق أن سما أحبت رجل مثله !!!..
….
…..في السيارة ….
كان يقودها وهو يضغط على المقود بقوة ….تنهدت سما ونظرت إلى عمر لتجده مشغول فى الدبدوب القطني الخاص به …قررت حينها أن تتكلم مع أمير …
-امير ممكن تقول حاجة ؟!
نظر إليها ..عينيه محملة بالغضب وقال:
-نعم اقول ايه يعني يا سما ….شايف مراتي بتضحك وتهزر مع خطيبها القديم …
-يا امير ماجد يبقى ..
-استاذ ماجد يا سما ….
قالها من بين أسنانه ثم ضغط على المقود بشكل أقوى وهو يقول بغضب عاصف:
-كلامك بيعصبني …لو سمحتي التزمي الصمت لحد ما نوصل للبيت أنا والله مش عايز اعمل اي حاجة تضايقك ….
ابتلت عينيها بالدموع وقالت بإختناق :
-بأسلوبك ده عايز فرصة مني ازاي ؟!!
نظر إليها وضحك بدهشة وقال:
-لا…أنا اللي غلطان دلوقتي ….بقولك شوفتك بتضحكي معاه وبتهزري ….هو مفيش احترام للي متجوزاه يا سما ولا هو مجرد كرسي في حياتك …
-وطي صوتك !!!
قالتها سما وهي تنظر لعمر بقلق ….تنهد أمير بضيق ثم ضرب المقود بقوة وقال من بين أسنانه :
-متتكلميش دلوقتي ممكن …لو سمحتي !!
نظرت لنافذة السيارة وهي تحارب دموعها كي لا تسقط ….نعم انها مخطئة جدا أيضا …تعترف بهذا …ولكن يعلم الله أنها لا تهتم بماجد ابداً…ربما اندفاعها بسبب شعورها بالذنب ….
مسحت دمعة انسلت من عينيها وهي تعرف أن ما ينتظرها في المنزل سيكون أصعب !!
….
-عمر ادخل اوضتك …
قالها امير بنبرة آمرة ليهز الصغير رأسه ويلج لغرفته …..
ثم نظر امير إلى سما وولج لغرفته هو الآخر…ولجت سما خلفه وقررت أن تعتذر منه ….رآته يخلع ملابسه وهو يبحث بعنف عن قميص قطني ليرتديه لدرجة أنه أوقع بعض الملابس …تنهدت وهي تتجه للخزانة أمسكت كفه برفق وقالت:
-أنا هجيبلك تيشرت …
ثم أخرجت له قميص قطني بنصف كم ليرتديه بغضب ثم كاد يخرج إلا أنها أمسكت كفه ثم قبلت باطنه بعمق …انقشع الغضب عن عينيه وهو يرى تلك المبادرة منها …نظرت إليه وقالت:
-أنا اسفة …عارفة اني عملت غلط…مش هتتكرر تاني ابدا…امير متزعلش مني عشان خاطري ….أنا والله ما كان قصدي ازعلك …عارفة اني غلط اضحك معاه مش عشان كان خطيبي وبس لا عشان ده الصح …وانا غلطت في كده …وغلطت لما جادلتك في العربية ….كان صامت وهو ينظر إليها ….ارتبكت وهي تقول ؛
-ممكن تقول ايه حاجة يا أمير انت بتخوفني بصراحة …أنا بجد أسفة …
شدها امير ثم دفعها نحو الخزانة وهو يحاصرها هناك …توسعت عينيها وهي تنظر إليه…كانت الغيرة تتصاعد بعينيه أكثر من الاول …ابتلعت ريقها …هل ما زال غاضب ….مد كفه ولمس وجنتها وهو يقول بإبتسامة بينما الغيرة تعمي عينيه:
؛أنتِ ملكي يا سما …ملكي …قولي انك ملكي …
-أمير …
قالت لاهثة ليكرر بحدة:
-قولي انك ملكي !!
هزت رأسها وهي تقول بتوتر :
-أنا ملكك …
توسعت ابتسامته وهو يقول :
-أنتِ هتسيبي الشغل ده يا سما وده قراري النهائي !!
-أمير ..
قالتها بإعتراض ليضع إصبعه على شفتيها وقال:
-لو مش عايزاني اقتله هتسيبي الشغل ماشي يا سما والا والله هقتله !!
…………
في المساء….
-السلام عليكم …
قالها سيف وهو يلج لصالة القصر…كانت مياس تجلس على طاولة الطعام ..ترتدي النقاب وهي تأكل نظرت إليه وقالت بخفوت؛
-وعليكم السلام …
-اهلا يا سيف …
قالها جلال ببسمة ليجلس سيف ويقول ؛
-معلش جيت وطلعت على فوق علطول الشغل النهاردة كان كتير في الشركة …روحت اخدت شاور ونزلت ….
-شد حيلك أنا معتمد عليك …
-متقلقش يا بابا هرفع راسك إن شاء الله عندنا صفقة مهمة مع عاصي صفوت لو تمت هيعم الخير على الكل …
-عاصي شاب قدك بس رغم كده رجل أعمال مخضرم يا سيف ما شاء الله في وقت قصير قد ينافس في السوق ….
-عايز تخليني اغير عشان اتحمس يعني …
قالها سيف ضاحكاً ليبتسم جلال ويقول :
-قدرت تكشفني …
نظر سيف إلى مياس التي تأكل بهدوء وقال بهمس :
-وحشتيني على فكرة …
اختنق الطعام في فمها ولكنه قالت بعد برهة بهمس ؛
-شكرا ليك….
علت ملامحه خيبة الأمل وقال:
-مفيش وانت كمان وحشتني
تنهدت وقامت وهي تقول :
-انا الحمد لله أكلت ..هروح اطلع الاوضة ثم هربت للأعلى شرد هو في هروبها منه وابتسم وهو يتنهد
…..
-شكلها حبيتها !!
قالها جلال ليخرج سيف من شروده….توتر قليلا وهو ينظر إليه وقال:
-لا طبعا يا بابا …
-ليه لا طبعا يا بابا …يا بني أنا بشوف نظراتك ليها ….
نظر سيف إلى طعامه بآسى وقال:
-انا لسه خارج من تجربة مكانتش ألطف حاجة ومش عايز….
-انا بقول اللي شايفه يا سيف …انت بتقع فيها …نظراتك بتقول كده …
نظر سيف لوالده وقال:
-طيب افرض أنا حبيتها بس هي محبتنيش وقتها أتكسر للمرة التالتة يا بابا …
ابتسم جلال بغموض :
-هتحبك …انت لو عايز هتخليها تحبك …
عبس وهو ينظر لوالده وقال:
-مش فاهم…
-يا بني الستات سهل تكسب قلوبهم وواحد زيك هيكسب قلب مياس بس محتاج محاولة شوية ….شوف من رأيي انا شايف لو خلفتوا هتقربوا من بعضكم أكتر …ايه رأيكم تجربوا تخلفوا عيل
سعل سيف ووجه احمر من الإحراج ونظر إلى والده ليفهم أن جلال يعرف بشأن أن سيف لم يتمم زواجه بها بعد….
أخفى سيف توتره خلف ابتسامة مهتزة وقال:
-ان شاء الله !!
،….
ولج لغرفته وهو يجدها جالسة على الفراش تنظر إلى الكتب التي تفرزها وابتسامة واسعة تحتل شفتيها ..استدارت مياس وهي تنظر إليه وقد خلعت نقابها ….اقتربت منه وهي تقول :
-بجد.شكرا يا سيف ….دي كل سلسلة شيرلوك.هولمز متتخيليش بحبها قد ايه ….
ابتسم سيف وهو يمرر كفه على الحرق بوجنتها وقال:
-احنا تحت امر البرينسس ….دي كانت أول أمنية في الأجندة بتاعتك…والنهاردة كمان هشوف كتبتي ايه ….
ابتسمت وقالت وهي تشبك يديها سويا :
-المرة دي كتبت امنيتين ….
ابتسم وقال:
-اكتبي الكمية اللي حباها وانا هحققها ..شباك لبيك سيف بين ايديكي …
ضحكت وقد احمر وجهها فقال :
-بس أنتِ مش بتشكريني بضمير …
نظرت إليه بحيرة ليكمل وهو يشير على وجنته:
-ممكن تشكريني بضمير لو سمحتي …
-سيف مينفعش …
قالتها وهي تشعر بالإحراج لينظر إليها ويقول ببراءة:
-بوسة اخوية مفيهاش حاجة يعني ….
ابتسمت له وهي تقترب منه ثم تقبله على وجنته برفق …
أغمض عينيه وهو يبتسم ثم أمسك كفها وقال:
-يالا نشوف الأجندة …
جلس على الفراش لتجلس بجواره …فتحها هو ليجد الصفحة الثانية مكتوب فيها انها تريد أن تكمل دراستها …
نظر إليها لتبتسم وتقول :
-بعيد الحادثة بتاعتي للاسف انقطعت عن الدراسة مع اني كنت في كلية علوم وكنت شاطرة بس اللي حصل خلاني ادخل في فترة اكتئاب وحتى اني محضرتش الامتحان وبعدين سحبت ورقي ….
ابتسم لها وهو يقول :
-حاضر ….
توسعت عينيها وقالت بلهفة :
-بجد …
هز رأسه وقال :
-بجد …
ابتسمت بسعادة فبدت في تلك اللحظة كطفلة سعيدة غير محملة بالآلام…اقتربت وهي تقلب الصفحة لتريه الأمنية الثانية غير مدركة أنها قريبة منه للغاية …ثقلت أنفاسه وهو يشم رحيق شعرها واغمض عينيه وكلام والده يدور في عقله …هل يعقل أنه يقع فيها بالفعل !! ….ضحكة صغيرة هربت منها وقالت:
-الامنية دي غريبة شوية بس انا نفسي في سكوتر لونه زهري عشا….
ولكنها قاطعت كلماتها وهي تدرك الوضع المريب الذي هما به …كان وجهها قريب للغاية من وجهه بينما هو ينظر إلي شفتيها …عينيه الزرقاء كانت صافية تماما وقد توسعت بؤبؤتيه ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تشيح بوجهها عنه وتقول بإرتباك :
-أنا هنام…تصبح على خير …
هز رأسه واقترب منها ثم طبع قبلة على خدها وقال؛
-وأنتِ من أهله ….
تسطحت وهي تنظر من الجهة الآخرى ….نام هو جوارها واحتضنها واضعاً كفه على كفها ويقول :
-مياس ممكن في يوم تقرري.انك تكملي حياتك معايا ؟!ممكن ده يحصل …
الأمل في صوته مزقها …كانت خائفة أن تعطيه امل وهي لم تحبه بعد …ماذا أن فشلت في أن تحبه …أغمضت عينيها وقالت بتعب ؛
-مظنش ….
ابتسم بحزن وهو يضمها أكثر ويغمض عينيه…
………..
في اليوم التالي …
نهض بكسل لينظر إليها ويجدها تغط بنوم عميق اقترب وقبل ذراعها العاري الظاهر من القميص القطني الذي ترتديه وابتسم لها ثم نهض ليجهز نفسه ….
….
كان تحت صنبور المياة والماء يندفع عليه ….لقد قرر أن يفاجئها اليوم …قرر أن يسعدها …كان متحمس لما سيفعله ….فجأة لاح طيفها بعقله ليتكدر بعد سعادته …لا يصدق كيف اصبحت مشاعره نحو سيلا سلبية بتلك الطريقة….لقد احبها وربما ما زال …ولكن ما حدث بينهما يجعله يشعر بالقرف من نفسه لأنه كاد أن يخون زوجته…هو يحملها سبب هذا …ولو كان حدث هذا كان سيكره نفسه للأبد …هز رأسه وهو ينفض تلك الأفكار عنه …هو لا يجب أن يفكر بها…اليوم هو يومه ويوم ماريانا يجب أن يجعله مميزاً….
.
بعد قليل خرج من الحمام وهو يرتدي مئزر الحمام بينما يجفف شعره الناعم بمنشفة صغيرة …..ولح للغرفة ليجدها جالسة على الفراش تزيل أثار النوم عنها ….اقترب وقبلها على رأسها وهو يقول :
-صباح الخير يا روحي …
ابتسمت له وهي تقول:
-صباح النور …هقوم احضر الفطار وأجهز عشان الشغل ..
-لا مفيش داعي ارتاحي النهاردة من الشغل فيه مفاجأة ليكي النهاردة …
نظرت إليه بحيرة وقالت:
-مفاجأة ايه ؟!
كاد أن يرد إلا أن رنين جرس المنزل رن ليبتسم وهو يخرج مسرعا ليفتح الباب …عبست ماريانا بدهشة ولكن بعد ثواني كان يدخل جورج وهو يحمل صندوق كبير …..
ثم وضعه على الفراش…وقال:
-جزء من المفاجأة ..
نهضت ببطء وهي تفتح الصندوق بحيرة فجأة اتسعت عينيها بصدمة وهي تجد مفاجأة عظيمة تنتظرها …
-فستان فرح !!
قالتها لاهثة وهي تتلمس فستان الزفاف…كان يبدو رائع للغاية …ابتسم وهو يقترب منها وعانقها من الخلف ثم طبع قبلة خفيفة على عنقها وقال:
-يوم فرحنا مكانش قد كده …أنا يومها جرحتك عارف…عشان كده بقا دين في رقبتي اني اعملك فرح من اول وجديد ……
نظرت إليه ذاهلة ليمسك ذقنها بلطف ويقول :
-دلوقتي جاية مادلين عشان هي اللي هتجهزك وبعدين انا حجزت يخت لينا النهاردة هنحتفل بفرحنا ونبات هناك ونرجع بكرة ….
ترطبت عينيها بفعل الدموع فقال بتحذير:
-متعيطيش …
هزت رأسها وهي تقول :
-أنا مش مصدقة أن كل ده عشاني و ..
قاطعها وقال:
-دي أقل حاجة عشانك …انا رايح اجهز عند كريم صاحبي وتلات ساعات ..وهاجي تكوني جهزتي…
رنين المنزل رن مرة أخرى فابتسم وقال:
-مادلين دقيقة في مواعيدها لازم اعترف
……..
بعد ثلاث ساعات ….
خرجت أنفاسه حادة وهو ينظر إليها تخرج من الغرفة بينما حمرة الخجل تزين وجهها فبدت اجمل بكثير من مساحيق التجميل التي تضعها …كان الفستان من الحرير ابيض اللون بأكمام طويلة مطرز بورود صغيره أعطته سحر لا يقاوم …بينما شعرها الطويل جعلته منساب على جانبي وجهها فبدت كملاك هبط على الأرض …حورية تماماً….
-شكرا يا مادلين …
قالها جورج مبهورا…لتهز مادلين رأسها ثم تأخذ ادواتها وتخرج تاركة لهما خصوصية…ما أن خرجت حتى اقترب منها وسرعان كانت بين ذراعيه وهو يضع شفتيه على جبهتها ويقول :
-تعرفي لولا اني وعدتك انك هتعيشي يوم فرحك كامل النهاردة مكنتش خرجتك من البيت …
ابتسم وابتعد عنها وهو ينظر إلى أشتعال وجنتها ثم أمسك كفها وقال:
-يالا ….
……
بعد ساعة تقريباً…
كان يقف أمام اليخت….ركبه وساعدها هي حتى ولجت إلى اليخت الرائع ..كان مزين بطريقة تخطف الإنفاس …ينبعث من مكان ما أغنيتها المفضلة )I wanna be yours ( بينما الإضاءة الداخيلة أعطتها انفصال تام عن العالم رغم وجود الشمس بقوة ….اقترب جورج منها وأمسك كفها وقال:
-يالا ناكل الأول وبعدين نرقص ….
ثم جذبها برفق نحو الطاولة الصغيرة المزينة وأجلسها برفق …نظرت إلى الأصناف اللذيذة نت الطعام وشعرت أنها جائعة للغاية ودون أي اعتبار لأساليب الرقي في الأكل بدأت تأكل بشراهة ….بينما جورج ينظر إليها بتسلية ….
بعد قليل …
خرجت من الحمام وهي تجفف يديها وتضع كفها على بطنها وهي تقول:
-أنا اكلت كتير النهاردة…بس مش ذنبي والله ابنك طالع مفجوع زيك ….
ضحك جورج وقال :
-بالهنا والشفا يا روحي …مش يالا بقا …
-يالا ايه ؟!
قالتها بتوجس …ابتسم بلطف وقال:
-مفيش يوم فرح يمر من غير الأغاني …يالا نرقص …
ثم جذبها برفق وهو يرقص بها على الإغنية التي تنتشر في اليخت ….
وضعت رأسها على كتفه وقالت :
-انا بحلم صح يا جورج …ده حلم جميل ….
قبل رأسها وهو يضمها ويقول:
-لا يا حبيبي ده مش حلم …ده حقيقي …حبي حقيقي وقلبي ليكي وبس …
ابتسمت برضا وهي تضمه بشكل أقوى ….
ا…….
ظلا يرقصان طوال اليوم …يتكلمان …كانت حقاً ماريانا سعيدة بشكل لم تختبره بعد….

وعندما اختفت الشمس وبدأ الظلام يسدل ستائره ..امسك.جورج كفها ثم رفع صوت الموسيقى لتنتشر اغنيها المفضلة مرة أخرى )wanna be yours(
ادخلها للغرفة المجهزة للعروسين …لمعت عينيها وهي تجد غرفة بيضاء جميلة واسعة بعض الشئ …الآزهار الحمراء متناثرة على الأرض…بينما الفراش يغطيه أيضا ازهار حمراء صغيرة تخطف الإنفاس برفق قام جورج بحمل ماريانا وهو يتجه بها للفراش ويقول :
-أذيتك كتير أنا عارف….كسرت قلبك في أيام كان مفروض تكون اجمل حياتك …وأنا كاره نفسي عشان كده ….
-جورج متقولش…
ولكنه أوقفها وقال:
-خليني اكمل يا ماريانا ….
جلس على الفراش وأجلسه على ساقيه وأكمل :
-واحدة غيرك كان مفروض تسيبني بعد اللي عملته بس أنتِ اتمسكتي بيا …عشان كده انا بوعدك من النهاردة عمري ما هزعلك أبدا…بس اوعديني انك تحبيني دايما …اوعي في يوم حبك ليا ينتهي يا ماريانا وقتها أنا اللي هنتهي …
ضمته بقوة وقالت بصوت مختنق بفعل المشاعر :
-أنا مستحيل ابطل احبك … مستحيل!!
ابتسم وهو يبعده عنها ثم أخذ يربت على شعرها ثم اقترب منها يعوضها عن ليلة زفافهما الكارثية ….
…………
-دي صورته…
قالها معاذ وكفه يرتجف بإنفعال بينما يمد له صورة سيف ….نظر إليه الرجل الضخم وقال:
-تمام هاخد نص المبلغ دلوقتي ونصه بعد ما اقتله ….
هز معاذ رأسه وقال :
-موافق …بس المهم اقتله!!!شيله من على وش الدنيا !

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أسرت قلبه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *