رواية ليلة العمر الفصل الخامس 5 بقلم Lehcen Tetouani
رواية ليلة العمر الفصل الخامس 5 بقلم Lehcen Tetouani
رواية ليلة العمر الجزء الخامس
رواية ليلة العمر البارت الخامس
رواية ليلة العمر الحلقة الخامسة
……. قال لي أحمد لاتنسي اليوم مساء سيزورنا أهلكِ وأهلي كما العادات لكِ حرية التصرف والكلام
اجبته اطمئن : لن اتكلم بشيء مطلقا دع الامور تجري بتقدير الله وكل ماهو قادم مقدرٌ ومكتوبٌ فمرحبا بالقدر خيره وشره
وبعد أن خرج ببضع خطوات خارج الغرفة ناديته أحمد : هل لك بمشاركتي قهوة الصباح توقفت خطواته ليجيب بعد ثواني من الصمت نعم لو كانت في الشرفة من فضلك فقد اشتقت لآزهاري
تملكتني السعادة من دون أي سبب إلا إنه وافق على الجلوس معي اقفلت باب الغرفة بدلت ملابس وتأنقت قمت بتجهيز القهوة كان الجو صباح شتاء بارد وغائم لطيف صوت العصافير والغيوم آزهاره الندية ذات الرائحة الفواحة ورائحة القهوة الممزوجة برائحة دخانه وقبل كل ذلك وجوده هو تلك هي السعادة التى تكمن في التفاصيل والتى قد تخفى عن الكثير منا نعم
واحظرت شالي الصوفي ووضعته على اكتافه كانت نظراته حذرة اتجاهي إذ يتحدث وكأنه يشرح للأزهار وليس لي لم يرفع نظره اتجاهي يحدثني عن طريقة زراعتها وماتحتاجه
وبين الفينة والآخرى كان يشتم الشال الذي علقت به رائحة عطري كنت أراقبه بتأني فقلت له : ليتني زهرة من زهورك لتعطيني بضع من اهتمامك وأنا كالزهرة ايضا احتاج إلى الإهتمام والرعاية ليبقى عطري وأثري موجود اليس كذلك
وإذا به يرد : أنتِ لاتشبيهن شيء أبدا تخجل الآزهار منك حنونة بشكل مفرط اتعلمين لم أجد هذه الخصال بتلك ولم يذكر اسمها
خاطبته قائلة : في القرب يا أحمد تجد أشياء كانت تخفى عليك بكل ذلك البعد منها الجيد ومنها السىء الآشياء تظهر على حقيقتها ثم وقفت عن إذنك سأجهز لك الفطور حالا لمحته من الشباك يتنفس ذلك العطر الذي بات في شالي شيء بسيط ربما يجعله يتنفس الحياة مجددا
حل المساء وجاء الآهل دخلت المطبخ لأعد القهوة برفقة أمي لتساعدني بتحضير الحلويات ووضعها بالأطباق
اغلقت الباب وشرحت لها الأمر حزنتْ ولكنها قالت لي اصبري ابنتي ولاتتركي بيتك وزوجكِ الله قدرّ كلّ ذلك والله كفيل به
لاتخبري أحدا غيري اتفقنا
حاضر يا أمي اجبتها ووعدتها أن أكون كما ربتني وخرجنا لنقدم الضيافة فورا نظرات أحمد كانت قلقة جدا تجاهي فهو أحسّ أنّ هناك شيئًا ما بالداخل يقال
أيام عدة مرت ونحن غرباء هو ينام خارجا وأن وحيدة بغرفتي ومواقف كثيرة أشدها تأثيرا عندما كان أحمد يقف خلفي يراقب مااكتبه في راويتي
كان يتشوق لقراءة كل جزء جديد أكتبه بعد أن أدخل لأنام بغرفتي حتى يشق الفجر ضوئه احيانا برفقة سجائره وفناجين من القهوة والشاي أمامه
وكان يعمل ويرتب البضاعة بالمول القريب من بيتنا رغم شهادة الهندسة المعلوماتية لعدم توفر وظيفة له باختصاصه ويكمل دراسة الماجستير بالجامعة نخرج معا في الصباح بعد أن نتبادل الآراء كل منا بثياب الأخر هو لعمله أو لمحاضراته وأنا لعملي في المشفى
كان يعود منهكا ومتعبا فترتيب البضاعة يتطلب جهدا كبيرا
فيجدني قد حضرت له أطباق شهية يسند بها جسده المرهق نتناول الطعام سويا ولكنه كان قليل الكلام والشرود والصمت في أغلب اوقات تواجده بينما كنت الطف الجو بمزاحي وضحكاتي فيهرب إلى سيجارته وأزهاره
ويوما راقبته يقف أمام مكتبتي الصغيرة يقلب الكتب بعد أن وجدني غير مهتمة به مثل كل يوم وأنا منهمكة بكتابة جزء جديدًا من روايتي وأخذ يبحث عن شيء ليفتح النقاش معي أي شيء
قال لي : سأقرأ كتابكِ هذا هل تسمحين لي به
أجبته بشقاوة ادفع لي ثمن أجرة القراءة اولا
وقف خلفي بيده الكتاب وسأل ماهي الآجرة ؟
اشعر وكأنني في باص المواصلات العامة
ضحكَ بصوت عالي لأول مرة أشعر أنه يضحك من قلبه من كلام
أجاب : هل يمكن أن يكون الآجر فنجان شاي ساخن من يدي ايتها الشقية ؟
التفت اليه بعد أن رفعت حاجبي والقلم بفمي ضحكت وطأطأت رأسي على الطاولة قال : مابك كم من المال تريدين
رفعت رأسي ونظرت إليه وقلت له وأنا أهز رأسي :شاي شاي أَقبل آيها الرجل العنيد ..!
ضحك وقال سأعد الشاي الساخن لي ولكِ على الفور وأسرع إلى المطبخ وأنا غارقة بالضحك التفت من داخل المطبخ لثواني وأخذ يتمتم كف عن سرقة قلبي توقفي عن الضحك اَفهمكِ اَفهمكِ والله
مرت الأيام اصبحنا ندوال الكلام بسهولة دون تكلف نتناقش بكتاباتي و نقرأ الكتب معًا نحضر مباريات وبطولات كرة القدم نلعب الطاولة ونضحك كل ليلة ومرات كثيرة أترك اللعب وأهرب إلى صدره خائفة من صوت الرعد ونحن جالسين فجأة فيضحك يقول لي تخافين الرعد ياآيتها الصغيرة المجنونة الغريبة أنتِ تارة عاقلة وحنونة كألامهات وتارة كطفلة خائفة هاربة ؟
لاتمتم سرا وقد دفنت رأسي بصدره لا أخاف الحياة بدونكِ والخاسر منا كان شرطا عليه إعداد القهوة في الصباح لكلانا
مرّ شهر ونصف ويوما كنت متعبة أرتجف من البرد بسبب شعري المبلل جلست قرب المدفأة قليلا لعله يجف لأذهب للنوم بغرفتي وأحمد يحضر لإمتحان الماجستير بجانبي
غفوت بقربه مال رأسي عليه وضع الكتاب من يده وعدل رأسي على قدمه يده التى لم تفارق خصلات شعري المنسابة ابدا لساعتين وأكثر قام بكل هدوء من على الأريكة بجانبي ووضع لي وسادة إذ لم يريد أن يزعجني ثم غطاني
بعد أن طبع قبلته الأولى على جبيني شعرت أن النور بدأ يتسلل لقلبه شيئا فشيئا من تصرفه لكن بعد يوم واحد مرض أحمد لأسبوع كامل فطلبت إجازة من المشفى لأبقى بجانبه وأعتني به إلى أن يتحسن لكنهم قاموا بطرده بسبب غيابه من عمله
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ليلة العمر)