رواية وانقطعت الخيوط الفصل الثاني عشر 12 بقلم ميمي عوالي
رواية وانقطعت الخيوط الفصل الثاني عشر 12 بقلم ميمي عوالي
رواية وانقطعت الخيوط البارت الثاني عشر
رواية وانقطعت الخيوط الجزء الثاني عشر
رواية وانقطعت الخيوط الحلقة الثانية عشر
كان مدكور يجلس مع سليمان فى صمت شديد و كأن الطير على رؤوسهم و هما يتبادلان النظرات مابين نظرات حذرة من سليمان و نظرات يغلبها الجمود من مدكور
حتى نطق سليمان اخيرا و قال بفضول : ها يا مدكور .. قلت ايه
مدكور : قلت ايه فى ايه يا سليمان .. انت عاوزنى ارفض و اللا اوافق على حاجة انا مش عارف تفاصيلها حتى
سليمان : انت عاوز تعرف تفاصيل ايه بس
مدكور : اولا كلامك ده ما ينطبقش ابدا على جبوش الدول ، كل دولة بتس/لح نفسها باستراتيجيات تخصها و تتوافق مع اوضاعها و ظروفها ، انا عمرى ما سمعت عن دولة بتسلح جيشها من تجار سل/اح
سليمان بحمحمة و هو يحك انفه : ما هو اصلهم مش جيش رسمى
مدكور : مش فاهم
سليمان بتأفف : مش جيش رسمى يا مدكور .. ما تركز معايا شوية .. ايه اللى فى كلامى مش مفهوم بس
ليقول مدكور بفضول : انت تقصد جيش من اللى بيقولوا عليهم مرتزقة
سليمان بتنهيدة متأففة : اخيرا فهمت
لينهض مدكور من مجلسه قائلا : اسف يا سليمان ، انا لا يمكن الوث ايدى بدم حد ابدا
سليمان بجدال : و ده ايه اللى هيخلى ايدك تتلوث بدم حد انا مش فاهم
مدكور بشرح : تعرف يا سليمان .. طول عمرى و انا ليا رأى فى مواضيع الحروب الاهلية دى و انت النهاردة اثبتتلى ان رايى ده صح مليون المية
سليمان بسخرية : و يا ترى بقى ايه رايك ده
مدكور : ان انت و اللى زيك اللى ما بيدوروش غير على المكسب و الثروة حتى لو متغمسة بارواح الابرياء .. اللى بتولعوا الدنيا لمجرد مكاسبكم الشخصية ، لدرجة انكم لو لقيتوا الناس كلها اتصالحت مع بعضها ، لازم تشوفوا اى مشكلة و تنفخوا فيها النار عشان مكاسبكم الشخصية
سليمان : ده قانون الارض يا عزيزى.. البقاء للاقوى ، و لو ما عملتش كده هتتاكل ، و لولا ان راس المال اللى محتاجله ماينفعش اشيله لوحدى ماكنتش دخلت حد معايا ابدا .. بس لما فكرت فيها قلت انت اولى .. لان مهما ان كان انت جوز بنتى ، يعنى فى الاول وفى الاخر الخير رايح لها برضة
مدكور : انا عمرى ما عملت كده يا سليمان و لا عمرى هعمل كده ، و عمرى ما اتاكلت زى ما انت بتقول
سليمان : يعنى ايه .. افهم من كلامك ده انك بترفض تشاركنى
مدكور : انا ما احبش انى اكسب قرش واحد حرام ممكن اتكوى بيه يوم القيامة
سليمان : ومين اللى قال انها حرام .. دى تجارة زى اى تجارة و اكم من مصانع قايمة على صناعة السل/اح و اكم من تجار تجارتهم الأساسية فى السل/اح
مدكور : كل شئ و له شئ يا سليمان .. ماتخلطش الاوراق ببعضها
سليمان بخيبة امل : كنت معتقد ان راجل بخبرتك و احتكاكك بالسوق خلى افقك اوسع من كده
مدكور : و هو الافق مايوسعش اللا بتهر/يب السل/اح و خراب البلاد و الديار .. يا اخى الله الغنى عن كل ده
سليمان بجمود : طب ياريت تنسى اى كلمة سمعتها منى فى الموضوع ده ، و ياريت تالا ماتعرفش حاجة عن كلامنا ده
مدكور بسخرية : و مخبى عنها ليه طالما شايف انك مابتعملش حاجة غلط
سليمان : لكل مقام مقال يا مدكور ، الشغل اللى زى ده مابيبقاش على المشاع و الكلام فيه لازم يبقى له اصول ، و انت اكيد فاهم ده كويس
مدكور بصدق : يا ريت انت كمان تشيل الحكاية دى من دماغك يا سليمان .. خلينا ماشيين بستر ربنا ، و اعتقد ان واحد فى مركزك و حجمك مش محتاج ابدا انه يعمل حاجة زى دى حتى لو هتكسبك مليارات زى ما بتقول مش هتلحق اصلا تصرفها و لا تتمتع بيها
و قبل ان يأتيه اى رد من سليمان كان صوت تالا قادما اليهم و هى تقول : ايه يا دادى .. خلصتوا اسرار و اللا لسه
سليمان بانتباه : ااه يا بيبى تعالى
تالا : افهم من كده ان فى مشروع جديد هيتعمل مابين المجموعتين
مدكور : لا يا حبيبتى .. احنا كنا لسه بنتكلم اننا عاوزين نخلص المشروع اللى شغال بسرعة .. و ياللا بينا بقى و اللا ايه
تالا و هى تقبل سليمان : اشوفك بكرة بقى يا دادى
سليمان : ماشى يا بيبى .. تيك كير
…………………
فى سيارة مدكور كانت تالا تتلقى مكالمة تليفونية من احدى صديقاتها بينما كان مدكور مشغول البال كليا بحديثه مع سليمان ، و اعترف لنفسه بان سليمان رجلا اخطر بكثير مما كان يظن ، و لم ينكر الرهبة التى شعر بها ، و اصبح التردد المقرون بالحيره حليفه منذ ترك سليمان ، لينتبه على صوت تالا و هى تقول : ايه يا حبيبى السرحان ده كله
مدكور : ابدا .. سايبك تتكلمى مع صاحبتك براحتك
تالا : البنات كلهم بيسالونى عن معاد الحفلة
مدكور : هدى قالت انها بعد تلت ايام و الدعاوى انطبعت و اتوزعت
تالا : اتوزعت ازاى ، طب و فين الدعوات بتاعتى انا و دادى
مدكور : راحوا لسليمان النهاردة
تالا : غريبة .. دادى ما قالليش .. بس انا كنت محتاجة دعاوى خاصة بيا انا و اصحابى
مدكور : مش مشكلة .. هخلى هدى تبعتلك بزيادة لو لقيتى سليمان وزع كل اللى راحوا له .. قوليلى بس على العدد اللى انتى عاوزاه
تالا : ماشى .. اما نوصل هعمل بيهم كشف و اقوللك .. انما ماقلتليش .. دادى كان عاوزك فى ايه
مدكور : و هو دادى لو كان عاوزك تعرفى كان طلب منك تسيبينا لوحدنا
تالا بدلال : ايوة يا حبيبى ، بس طبعا انا هعرف منك عشان انت ما ينفعش تخبى عنى حاجة
مدكور : ده لما يبقى الحاجة دى تخصك ماتخصش حد تانى
تالا بامتعاض : يعنى مش هتقول لى
مدكور : و الله سليمان قاللى ما اقولش .. و اديكى رايحة له الصبح ، انتى و شطارتك بقى لو قدرتى تعرفى منه حاجة
و عند وصولهم الى منزلهم ، و دلوفهم الى الداخل وقفت تالا امامه و احاطت عنقه بذراعيها بغنج قائلة : امتى هتحبنى زى ما بحبك
مدكور بابتسامة : ليه بتقولى كده
تالا بامتعاض : عشان انا بعمل لك كل اللى انت بتقول عليه ، لكن انا اى حاجة بطلبها منك مابتعملليش منها اى حاجة
مدكور : و هو انتى طلبتى ايه و ما عملتوش
تالا : ابسط حاجة اهو .. مش عاوزنى اشتغل معاك
ليمد مدكور يديه و يزيح ذراعيها من حول عنقه و هو يقول بتؤدة : انا بطلب منك اللى شايف انه حقى كزوج ليكى ، و لحد دلوقتى انا مش شايف انك طلبتى منى اى طلب ممكن يتوصف بانه طلب زوجة من زوجها
تالا : و ايه بقى طلبات الزوجة دى
مدكور : تاكلى اكلة نفسك فيها .. اجيبلك فستان و اللا جزمة و اللا حتى دهب ، افسحك فسحة ، انما تطلبى حاجة فى الشغل دى .. فانا ما احبش حد ابدا يتدخل فى شغلى يا تالا
تالا بدلال : و هو انا حد برضة يا مدكور .. ده انا تالا مراتك .. اللى وعدتنى انك هتورينى حاجات عمرى ما شفتها
مدكور بسخرية كامنة : و مستعجلة ليه يا حبيبتى .. كل شئ باوان
تالا و كأنها تتخيل مشهد من الجنة : تعرف يا حبيبى انا نفسى فى ايه
مدكور : فى ايه يا ترى
تالا : نفسى يبقى اسمك اكبر اسم فى عالم المقاولات فى البلد و الشرق الاوسط كله
مدكور : مش بعيد عن ربنا ، ادينا بنعمل اللى علينا ، بس ماتنسيش ان فى شركات و مجموعات حجمها اكبر مننا بكتير
تالا : ده حقيقى .. لكن كل مسكلة و ليها حل
مدكور و هو يتجه الى غرفة نومهما : و يا ترى ايه الحل من وجهة نظرك
تالا و هى تلحق به : فى خطوة معينة خطرت على بالى لو عملناها .. نبقى حطينا رجلنا على اول سلمة ، و بعدها … بعدها ماحدش ابدا هيقدر ينافسنا مهما كان حجمه و وزنه
مدكور و هو يقوم بتغيير ملابسه : و يا ترى بقى ايه هى الخطوة دى
تالا وهى تقوم بقياس رد فعله : ان انت و دادى تدمجوا المجموعتين مع بعض ، بدل ما يبقى فى العزيزى جروب و الانصارى جروب ، نعمل دمج للمجموعتين و تبفى اكبر مجموعة مقاولات فى الشرق الاوسط كله
مدكور بسخرية : الشرق الاوسط مرة واحدة
تالا بثقة : ايوة طبعا .. و ماتنساش ابدا ان الجروب عند دادى اكبر جروب فى البلد ، و كل سنة بيكبر عن السنة اللى قبلها ، و انت كمان يا حبيبى ، الجروب بتاعك مش قليل ابدا .. الجروب بتاعك متصنف التانى او التالت بعد الجروب بتاع دادى ، فلك ان تتخيل بقى انكم تتحدوا مع بعض و تعملوا دمج … يااااه يا حبيبى لو ده حصل .. هيبقى انقلاب فى عالم المقاولات .. عارف ، لو انت ماعندكش مانع انا ممكن افاتح دادى و اقنعه يوافق
ليعلو صوت ضحكات مدكور الساخرة .. لتنظر له تالا بفروغ صبر تنتظر رأيه فى اقتراحها ، و عندما وجدته لم يعلق بكلمة فعادت تقول : ايه يعنى .. شايفاك ضحكت اوى و ماعلقتش بولا كلمة بعد كده
مدكور و هو يتجه الى الحمام : اصل كلامك ما يتعلقش عليه يا حبيبتى
تالا بامتعاض : و ليه بقى .. شايفنى مجنونه و بقول اى كلام
ليغلق الباب خلفه دون ان يرد عليها ، فتذهب هى الاخرى لتغيير ثيابها و هى غاضبة على طريقة معاملته لها ، و عند رجوعه الى الغرفة ذهب مباشرة الى الفراش و هو يتأهب للنوم تحت نظراتها الحانقة و قالت و هى تجلس بجواره و هى ترتب خصلات شعرها : على فكرة حتى لو كلامى مش عاجبك .. على الاقل ماتحسسنيش انى بكلم نفسى
مدكور و هو يعتدل فى نومه : فهمتك و حذرتك اكتر من مرة و انتى مصممة ماتسمعيش الكلام
تالا : حذرتنى من ايه بقى انا مش فاهمة
مدكور و هو يغلق الانارة بجانبه : فهمتك ان شغلك و اهتماماتك بالمجموعة بتاعة دادى و بس ، و مالكيش دعوة بالمجموعة عندى
تالا : هو انا مش مراتك
مدكور : مراتى فى البيت و بس ، و بلاش تخلينى اكرر كلامى كتير عشان الموضوع ده بيضايقنى .. تصبحى على خير
لتنظر اليه تالا بحنق و هى تتوعد له بكل انواع الاذلال وقتما تتمكن من وضع يدها على المجموعة الخاصة به
فى خلال الثلاثة ايام التالية .. كانت رهف قد استطاعت بمساعدة هدى و امينة تأسيس الفرع الجديد للاتيلية الخاص بها تحت اشراف مراد و انور حتى اضحى المكان مهيأ تماما لبدء العمل وقتما يكتمل فريق العمل الخاص و الذى اضحى قريب الاكتمال
فقد قامت امينة بوضع المواصفات المطلوبة لكل تخصص و استعانت ببعض الصناع المهرة لديهم باسيوط حتى يقوموا باختبار المتقدمين للعمل
و كان يوم الاحتفال بزواج مدكور و تالا هو نفسه يوم اشارة بدء العمل بالفرع الجديد للاتيلية
صباحا بمنزل مدكور .. كانت تالا نائمة بفراشها بكسل و هى تتابع مدكور بعينيها اثناء استعداده للذهاب لمجموعته ، و كان مدكور يطالعها هو الاخر بتسلية حتى انتهى تماما من ارتداء ملابسه فقال : ايه يا حبيبتى .. مش ناوية تصحى تفطرى معايا النهاردة و اللا ايه
تالا و هى تعتدل جالسة فى مكانها بالفراش : لا يا حبيبى هفطر معاك طبعا ، بس مستنياك تخلص لبس
مدكور : طب و انتى مش هتقومى تستعدى لشغلك انتى كمان
تالا و هى تتثائب بكسل : انا مش فاضية النهاردة ، يا دوب بعد الفطار هجهز و انزل البيوتى سنتر عشان استعد للحفلة
مدكور بذهول : هتقعدى طول النهار تستعدى للحفلة
لتنهض تالا من الفراش و تقف امامه بدلال قائلة : انت ناسى ان الحفلة دى بمثابة فرحنا اللى الناس ماحضرتهوش .. يعنى لازم ابقى فى كامل شياكتى و انوثتى
مدكور بابتسامة سخرية : بس مش لدرجة انك تقعدى اكتر من عشر ساعات يعنى .. ده انتى و لا اللى هيركب قطع غيار
تالا بامتعاض : دى حاجات ستات احنا بس اللى بنفهم فيها
مدكور و هو يتجه الى خارج الغرفة : ماشى .. جود لاك يا حبيبتى
و اثناء تناولهم للافطار قالت لمدكور : اعمل حسابك انك هتيجى تاخدنى من البيوتى سنتر يا حبيبى ، و انا اول ما اوصل هناك هبعتلك اللوكيشن على طول
مدكور : طب و ليه ما تخلصيش و تيجى تلبسى هنا
تالا : ماينفعش ، فى حاجات لازم تتظبط بعد اللبس
مدكور : براحتك .. بس خليكى فاكرة .. تلتزمى بالفستان اللى اختارته لك و مش عاوز مكياج اوفر
تالا بمحاباة : طبعا يا حبيبى .. ماحنا خلاص اتفقنا على كل الحاجات اللى انت بتحبها ، و كمان لما هتيجى تاخدنى من البيوتى سنتر مش هتحرك من مكانى و لا هخرج من هناك قبل ما اتاكد انك راضى تماما عن مظهرى
مدكور : اتمنى
تالا بنعومة : الا قولى يا حبيبى .. انت عزمت مين
مدكور : ناس كتير اوى .. اكيد مش هفتكر اقول لك عليهم كلهم ، انا خليت مراد عمل كشف بالاسامى اللى عاوزينها و اداها لهدى
تالا : لا انا مش قصدى .. انا اقصد هل فى حد معين من اللى انا اشتغلت معاهم قبل كده .. حد اعرفه يعنى
مدكور : اكيد ، و طبعا على راس القايمة جاسر و فريق العمل بتاعه
تالا : انا ملاحظة انك مهتم بيهم اوى .. خصوصا فى اليومين اللى فاتوا .. سمعتك اكتر من مرة بتكلم مراد عنهم
فى التليفون
مدكور بعدم اهتمام : جاسر مش قليل ، جاسر شركاته من اكبر شركات المقاولات فى وجه قبلى ، و لو كانت مجموعته موجوده فى القاهرة .. كان هيبقى من اكبر المنافسين لينا ، لكن وجوده فى الصعيد خلانا نباصى لبعض و نشارك بعض فى المشاريع الكبيرة
تالا باهتمام : انت عاوز تفهمنى ان جاسر ده مجموعته فى حجم مجموعاتنا
مدكور : انتى بنفسك دخلتى فرع من فروعهم و شفتى اد ايه صرح متكامل
تالا بانشداه : فرع .. انا كنت معتقدة ان هو ده المقر بتاعهم
مدكور : لاااا .. المقر الرئيسى بتاعهم فى المنيا ، لكن ليهم فروع فى اسيوط و الفيوم و سوهاج ، ده غير فرع قنا كمان
تالا بانبهار : واااو .. على كده جاسر ده تقيل اوى
مدكور : مش جاسر لوحده .. جاسر و مؤمن ابن عمه بيمتلكوا ميراث عيلتهم بالكامل ، و اتحادهم مع بعض حافظ على مركزهم المالى و الاجتماعى
تالا بدهشة : رغم انه مش باين عليهم خالص .. لما اتعاملت معاهم حسيتهم ابسط من كده بكتير
مدكور و هو ينهض من مقعده بعد ان انهى قهوته : و عاوزاهم يبان عليهم ازاى يعنى .. يمشوا و هم شايلين ملايينهم فى جيوبهم مثلا
تالا : اقصد انى حسيتهم بيتعاملوا ببساطة
مدكور : ده لانهم عارفين هم بيتعاملوا مع مين ، احنا برضة مش قليلين ، و بعدين احنا بنكسب بعض ملايين كل سنة
تالا بتفكير : عندك حق
……………….
فى مركز التجميل .. كانت تالا تحدث سليمان فى الهاتف قائلة : انا عاوزاك تتعرف على اللى اسمه جاسر ده يا دادى .. ده طلع تقيل اوى .. و انا اللى كنت فاكراه ابسط من كده بكتير ، اتاريه طلع اتقل من مدكور ذات نفسه
سليمان : انا اسمع عنه من زمان ، بس ماسبقليش انى اتعاملت معاه مباشرة ، همتك بقى ابقى عرفينى عليه .. بس ماقلتيليش
تالا : اقول لك ايه
سليمان بفضول : ماجابلكيش سيرة برضة عن كلامى معاه عن موضوع السل/اح
تالا : ابدا ، سألته زى ما اتفقنا و ما رضيش ابدا يقوللى حاجة ، و لما ضغطت عليه ، قاللى لو عاوزة اعرف اسالك انت ، لكن من يومها ماجابليش سيرته تانى
سليمان بتحذير : انا عاوزك تنتبهى اوى و ماتتخليش عن حذرك و انتى بتتعاملى معاه
تالا : ماتقلقش يا دادى ، انا خلاص عرفت مفتاحه
………………..
كانت رهف و امينة و هدى فى كامل اناقتهن و هن فى طريقهن لمكان الاحتفال بعد ان حاولت رهف مرارا و تكرارا ان تقنع زينب بالانضمام إليهن و لكنها فشلت فشلا ذريعا
و كان مراد قد اصطحب رهف و هدى و تميمة ايضا بعد ان اصر مراد على حضورها الحفل بصحبتهم ، و قام انور باصطحاب امينة
و اثناء الاحتفال .. كان المكان يعج بالمدعوين ، و الذى كان معظمهم من اكبر رجال المال و الاعمال ، و الذين قدموا التهنئة لمدكور و تالا و لمراد و رهف على حد سواء
و لم تنكر تالا اعجابها بتنظيم الحفل الذى نظمته هدى و اشرفت عليه بمهارة شديدة حتى خرج فى ابهى صورة اشاد بها الجميع
و فى اثناء فقرات الحفل .. اعلنت هدى عن الفرع الجديد للاتيلية الخاص برهف و افتتاحه بالقاهرة و عرض مقاطع فيديو لبعض تصميماتها ، ليقدم الجميع التهنئة لرهف و تحيتها على ابداعاتها
و قامت هدى و امينة بتعريف رهف على رجال و سيدات الاعمال القائمين على خطوط الموضة و الازياء فى مصر و الوطن العربى و الذين تبادلوا بعض وجهات النظر الخاصة بالعمل و اتفقوا على التعاون معا بالتنسيق مع الجميع
اما بالجهة الاخرى .. فاثناء مرور مدكور و تالا على المدعوين للترحيب بهم ، اصرت تالا على ان يكون سليمان ملازما لهما دائما حتى وصلوا للمائدة التى كان يجلس عليها جاسر و مؤمن و بصحبتهما فؤاد و عدى و زوجات الجميع عدا زوجة جاسر فقالت تالا ببعض المكر : دى تانى مرة اشوفك من غير المدام يا جاسر بية .. ايه الحكاية ، يا ترى المدام اللى مش حابة تشوفنا و اللا انت اللى بتغير عليها لدرجة انك تخبيها كده عن الكل
جاسر بمرح : و الله تقدرى تقولى كده انها مالهاش فى الدوشة و الحفلات و السهر
مؤمن ضاحكا : و طبعا جاياله على الطبطاب
جاسر بابتسامة : مافيش احسن من الحرية
تالا : بس انت مش حر
جاسر و هو ينظر اليها نظرة تقييمية : مين قال الكلام ده ، ما انا حر اهو و بعمل ما بدالى
ليتبادل الجميع الضحكات المرحة بينما قالت بثينة بعد ان تبادلت النظرات مع رفية و سميحة : بس اسمحيلى اهنيكى على ذوقك .. فستانك يجنن
لتميل تالا بدلال على كتف مدكور و عى تقول : الحقيقة ده ذوق مدكور .. من وقت ما اتجوزنا و هو اللى بيختار لى لبسى كله
سميحة : واضح كمان انه من تصميم رهف .. الحقيقة رهف فنانة بجد
رقية : الف مبروك .. ليكم جميعا ، بتمنى لكم السعادة من قلبى
تالا : ميرسى يا مدام رقية ، و اسمحوا لى كلكم انى اقدم لكم دادى .. سليمان بية الانصارى مالك و مؤسس صرح الانصارى جروب
مؤمن : غنى عن التعريف طبعا .. تشرفنا يا سليمان بية
سليمان : الشرف ليا
جاسر بترحاب : الحقيقة الانصارى جروب تعتبر رقم واحد فى عالم المقاولات .. و سمعتها مسمعة فى كل البلد ، و طبعا فرصة عظيمة اننا نتقابل و نتعرف يا سليمان بية
سليمان : ان شاء الله اكيد هنتقابل تانى و قريب اوى
مدكور : بعد اذنكم .. هنرحب بباقى المدعوين
سليمان بمرح : لا يا عم .. انا هستريح شوية مع جاسر بية و مؤمن بية ، انت عريس و جددت شبابك ، لكن انا لسه ، روحوا انتو رحبوا ببقية ضيوفكم على ما اشم نفسى شوية ، ده لو مايضايقش جاسر بية
جاسر : ده شرف لينا .. اتفضل
سليمان : الحقيقة انا سمعت برضة عن مجموعتكم من تالا و من مدكور بية ، بس يا ترى بقى شغلكم كله فى المقاولات زى مدكور كده و اللا ليكم نشاط تانى
مؤمن: الحقيقة .. اصل الجروب .. شغل المقاولات ، لكن فى الفترة الاخيرة قررنا نجرب حظنا فى الاستيراد
لتلتمع عينا سليمان و يقول بنشوة : و يا ترى مبسوطين فى المجال الجديد ده و اللا لسه بتحاولوا
جاسر : الحقيقة المجال اللى اخترناه مش سهل انه يتكرر او حتى يبقى فيه منافسة كبيرة
سليمان : و ياترى تجارة ايه دى بقى اللى اخترتوها
مؤمن بابتسامة : الاثاث
سليمان باستغراب : اثاث .. موبيليا يعنى .. و اللا انا فهمت غلط
جاسر : لا مش غلط و لا حاجة ، هو زى ما فهمت كده بالظبط
سليمان : بس اشمعنى النوع ده من التجارة .. رغم ان البلد فيها مصنعين كتير ، و لما حد بيحب يستورد حاجة بتبقى تكلفه الجمارك عالية جدا ، و كمان نقلها عاوز تقنية مخصوصة و ناس بروفيشنال
مؤمن بابتسامة : و احنا بنوفر على الناس كل الكلام ده
و كمان الموبيليا تعتبر من الواردات التقيلة اللى الجمارك بيتعاملوا معاها بحساب خاص
سليمان : ازاى بقى
جاسر ضاحكا : يعنى بيحسسوا عليها و هم بيكشفوا عليها ، لان لو اى حاجة اتخدشت بس خدش صغير بيبقوا ملزمين بدفع التأمين فورا ، و خصوصا ان بيبقى فى انتيكات كتير وسط الموبيليا دى
سليمان باعجاب : واضح ان الموضوع يستحق المجازفة
مؤمن ضاحكا : و اذا ذكرت المجازفة .. ذكر جاسر فورا
سليمان : ايه .. بيحب المغامرة
جاسر : مش بس مغامرة ، بس زى ماتقول كده .. يفوز باللذة كل مغامر ، و كمان الثروة مش هتجيلنا و احنا فى مكاننا .. لازم نتحرك ، و على راى الشاعر اللى قال .. و ما نيل المطالب بالتمنى
سليمان ضاحكا : و لكن تؤخذ الدنيا غلابا ، هو ده .. تعجبنى .. انا كان لازم اتعرف عليك من زمان ☺️
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة جميع حلقات الرواية اضغط على : (رواية وانقطعت الخيوط)