رواية طغيان الفصل الأول 1 بقلم ملك ابراهيم
رواية طغيان الفصل الأول 1 بقلم ملك ابراهيم
رواية طغيان البارت الأول
رواية طغيان الجزء الأول
رواية طغيان الحلقة الأولى
بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير.
ارتفعت الاصوات بالزغاريد عقب انتهاء المأذون من عقد قران ابن عمدة البلد “عواد الشهاوي” شاب يبلغ من العمر خمسة وثلاثون عامًا، يتزوج للمرة الثانية من احدى فتيات القرية وهي”ورد البسيوني” فتاة في الثامنة عشر من عمرها.
قامت والدة العريس باصطحاب العروس إلى غرفتها بالأعلى لكي تنتظر صعود عريسها إليها.
بالاسفل..
وقف عمدة البلد الحاج “مرزوق الشهاوي” يتحدث بصوت مرتفع مع احد الرجال:
ـ انا عايز الوكل ده يخلص كله يا رجاله.
تحدث احد اهالي البلد:
ـ ربنا يتمم بخير يا عمده وعقبال ما تفرح بعيالهم.
ابتسم العمدة بسعادة ثم اقترب من ابنه وتحدث إليه بحماس:
ـ إيه يا عريس، هي قاعدة الرجاله عجبتك ولا إيه؟.. قوم اطلع لعروستك.
ابتسم ابنه وتحدث بخشونه:
ـ انا كنت مستني سليم اخويا يا بوي، اصله اتأخر في الطريق أوي.
ربت والده على كتفه قائلاً بمزاح:
ـ اخوك سليم تلاقيه نايم دِلوك في حضن واحده من بتوع البندر.
ظهر صوت من خلف العمدة قائلاً بمزاح:
ـ دايمًا ظالمني كده يا حاج!
التفت إليه العمدة، ليقترب منه صاحب الصوت ويقبل يديه قائلاً:
ـ ازيك يا بوي.
ابتسم له والده قائلاً بسعادة:
ـ الحمدلله يا ولدي.
ابتسم عواد وهو ينظر إلى شقيقه الصغير بحب، لقد اشتاق اليه كثيرًا، لم يراه منذ اكثر من ستة اشهر، يقيم سليم بمحافظة القاهرة، حيث عمله بالتدريس الجامعي، بجانب عمله الخاص بشركة هندسية، اسسها عقب تخرجه من الجامعه.
تحدث إليه عواد بسعادة:
ـ اتوحشتك أوي يا سليم، مرضتش اطلع لعروستي قبل ما اشوفك.
اقترب سليم من شقيقه الكبير عواد وقام بمعانقته وهو يربت على ظهره قائلاً بسعادة:
ـ الف مبروك يا عريس.
ثم غمز له قائلاً:
ـ انا عايزك ترفع راسنا النهاردة.
ابتسم عواد قائلاً بثقة:
ـ متقلقش على اخوك، هرفع راس البلد كلتها.
ابتسم والده بفخر قائلاً:
ـ اطلع لعروستك ومتتأخرش علينا، احنا كلنا مستنين تبشرنا.
بهتت ملامح سليم بضيق، يعلم ما يقصده والده؛ تلك العادات الخاطئة التي توارثتها الاجيال.
تحدث سليم باعتراض:
ـ انتوا لسه بتعملوا الموضوع دا يا ابويا، ما تسيب العريس والعروسه برحتهم.
استمع والده الي حديثه ببرود، تحدث اليه بثقة موضحًا:
ـ هي دي عادتنا وتقالدنا يا سليم، لازم نطمن على شرف البنته، ولا عشتك في مصر نستك عادات بلدك وتقالدها.
زفر سليم بضيق، تحدث بنبرة هادئة:
ـ يا بوي الموضوع ده غلط، ولو انتوا مش متاكدين من اخلاق العروسة يبقى كنتوا بتجوزوها لـ عواد ليه؟!
نفذ صبر والده، تحدث اليه بصرامه:
ـ احنا متوكدين من اخلاق مرت اخوك بس دي عادتنا من يوم ما اتولدنا.
اراد ان يتحدث سليم مرة أخرى، قاطعه والده واضاف وهو ينظر إلى ابنه عواد:
ـ اطلع يا وِلد وفرحنا.
وقف عواد بشموخ، يبتسم بثقة، مسد بيديه فوق الشال الذي يرتدي فوق جلبابه الفاخر، اتجه الى داخل المنزل، قابلته والدته، اقتربت منه وهمست له بجانب اذنيه:
ـ براحه على البنيه يا عواد، البنيه لستها صغيره.
نظر الي والدته بطرف عينيه، تجاهل حديثها وصعد الي الأعلى حيث غرفته، وقفت والدته بالاسفل تتابع صعوده الدرج بقلق! تهمس بداخلها “ربنا يستر”.
صعد الدرج بخطوات واثقة حتى توقف امام غرفته، وقف قليلا يفكر في شئً ما! فتح الباب ودخل لعروسته ليجدها تجلس على طرف الفراش بثوب الزفاف الابيض، تخفض وجهها ارضًا وتضع فوق وجهها طرحة الزفاف البيضاء الشفافه.
اقترب منها ووقف امامها، تطلع اليها ببرود ثم تحدث اليها بصرامة:
ـ قومي اخلعي خلجاتك دي وتعالي عشان نخلص.
ارتعد جسدها بخوف من صوته القوي ونبرته القاسية! كيف يطابلها ان تقلع ثوبها بالامر! لم يعطيها فرصة للاستيعاب؛ اقترب منها اكثر وجذبها من ذراعيها قائلاً بقسوة:
ـ قومي فزي على حيلك وانا بكلمك!
وقفت امامه ترتعد بخوف شديد، أزاح عن وجهها طرحة الزفاف، تأملها للحظات؛ فتاة صغيرة لا تتخطى العشرون عاما، ملامحها هادئه رقيقه، عيونها لامعة، اخذت نصيبً كافيً من الجمال، جمالها الشديد اغضبه كثيرا! تحدث إليها بأمر:
ـ اخلعي خلجاتك.
نظرت إليه بصدمة! ارتعد جسدها بقوة، حاولت الابتعاد عنه. قام بنزع طرحة الزفاف عن شعرها بعنف! تمزقت طرحة الزفاف مع اقلاع بعض الخُصَّل من شعرها في يديه.
صرخت بألم، لا تصدق طريقته العنيفه في نزع طرحة الزفاف وقبل ان تستوعب ما يفعله معها، وجدته يقوم بشق ثوب زفافها الذي ترتديه!
صرخت بهلع، حاولت اخفاء جسدها اسفل ثوب الزفاف، ليقوم بدفعها فوق الفراش بطريقة عنيفه، قام بقلع جلبابه وهو ينظر إليها بشهوة.
تراجعت بجسدها فوق الفراش، تحدثت إليه بهلع:
ـ انت هتعمل إيه؟!
جذبها من قدميها قربها إليه مرة أخرى يتعامل معها بعنف قائلاً لها:
ـ هاخد حقي الشرعي.
نظرت إليه بهلع، حاولت ان تبتعد عنه لكنه جذبها إليه اكثر، حاول الاعتداء عليها بطريقه وحشيه عنيفه، ابتعد عنها فجأة، قام بصفعها على وجهها قائلاً لها بغضب:
ـ يا بنت المركوب! دا انا هخرب بيت ابوكي، انتي طلعتي مش بنت بنوت..
نظرت إليه بصدمة، تراجعت بجسدها فوق الفراش للخلف، تحاول اخفاء جسدها بالغطاء، تحدثت اليه وهي ترتجف:
ـ انت بتقول ايه، والله العظيم انا بنت وعمر ما حد قرب مني ولا لمسني غيرك..
اقترب منها وصفعها على وجهها بقسوة قائلاً.
ـ وكمان بتردي عليا يا خطيه!
تمادىٰ في ضربه لها بقسوة، تلقت منه عدة صفعات متتالية، كانت تبكي بصوت مكتوم، تخشى ان يرتفع صوتها بالصراخ قليلاً؛ فيعاقبها بأكثر قسوة، انتفخ خديها متورمًا من قسوة ضربه، بدأ الدماء ينسال بجانب فمها، هدأ قليلاً عندما رآى الدماء.
جذبها من شعرها وقرب وجهها اليه، نظر الي الدماء التي تسيل بجانب فمها بابتسامة قاسية، اخذ قطعة قماش بيضاء اللون، كانت موضوعه بجوار الفراش، بدأ يجفف بها الدماء السائل بجانب فمها الناتج عن قسوة ضربه لها.
تأكد من ظهور قطرات الدماء فوق قطعة القماش، دفعها بعيدا عنه قائلاً لها بتحذير:
ـ انا هستر عليكي وهنزلهم المنديل ده وعليه دمك، بس ورحمة الغاليين، لو فتحتي بؤك بكلمة لاكون فاضحك وقتلك وغاسل عاري.
نظرت إليه بهلع، هزت رأسها بالايجاب وهي لا تفهم ولا تستوعب ماذا حدث وكيف يشكك باخلاقها ويتهمها انها ليست عذراء وهي تعلم جيدًا انها عذراء ولم يمسها اي رجل قبله.
اتجه إلى النافذة ثم رفع المنديلا للأعلى وهو يبتسم بفخر ويشير برأسه لوالده بالايجاب.
ارتفعت اصوات اطلاق النار وبدأ الجميع يحتفلون بسعادة.
تكومة فوق الفراش وهي تحاط بجسدها، تستمع إلى صوت اطلاق النيران بالاسفل ودموعها تنهمر على خديها بخوف، جسدها يرتجف كلما استمعت الي صوت اطلاق النيران، لا تفهم ماذا يحدث، هل هذا هو الزواج الذي احضرها عمها من منزل خالتها بالاسكندرية لكي يزوجها الي هذا القاسي!
“لقد اخذها عمها من منزل خالتها التي تولت مسؤولية تربيتها لمدة خمسة اعوام بعد وفاة والدها وزواج والدتها من رجل اخر وسفرها مع زوجها الي الخارج، تاركه ابنتها لشقيقتها لكي تقوم برعايتها حتى بلغت عمر الثامنة عشر، ارادت دخول الجامعه بعد حصولها على شهادة الثانوية العامة، لم يعطيها عمها تلك الفرصة، قرر اخذها من منزل خالتها بالقوة واجبرها علي الزواج من هذا القاسي”
ارتجف جسدها بخوف عندما عاد الى داخل الغرفة وقام باغلاق النافذة ثم نظر إليها ببرود قائلاً:
ـ قومي اتسبحي و غيري خلجاتك دي.
هزت رأسها بالايجاب بخوف، وقفت من فوق الفراش وهي تتألم بشدة، اصاب وجهها وجسدها بضربه القاسي العنيف وكأنه يحمل بداخله عداوة شخصيه بينه وبينها، على الرغم انها لم تقابله من قبل! هذه هي المرة الأولى التي تراه بها، وكم تمنت لو لم تراه بحياتها.
ركضت إلى المرحاض الملحق بالغرفة لكي تهرب من امامه، دلفت إلى المرحاض واغلقت الباب عليها، استندت بظهرها علي باب المرحاض وهي تكتم شهقاتها بالبكاء، تنهمر الدموع على خديها بغزارة. تتذكر “أحمد” ابن خالتها الذي فتحت عينيها على حبه، لا تعلم لماذا رفضت خالتها زواجهما واجبرته على السفر منذ عام لكي يعمل بالخارج ويبتعد عنها!
تتذكر وعده لها عندما اخبرها انه سيعود بعد ان يحصل على الكثير من النقود من العمل بالخارج ويتزوج منها على الفور. اصبح زواجهما الآن مستحيل بعد ان ارتبطت حياتها بحياة هذا القاسي، تفكر ماذا سيفعل احمد بعد ان يعلم بزواجها، كم تتمنى ان يعود مسرعًا ويأتي اليها ويخلصها من هذا العذاب.
بداخل الغرفة..
اقترب عواد من الفراش وتمدد عليه، اخذ علبة السجائر الموضوعه بجانب الفراش واخذ منها احدى السجائر وقام بأشعالها، اخذ نفسً عميق وقام بأخراجه وهو ينظر امامه بشرود، تذكر زوجته الاولى وما حدث في أول ليلة من الزفاف.
عاد بذاكرته الي عامٍ مضى.
ليلة زفافه علي زوجته الأولى منذ عامٍ تقريبًا، دخلت العروس إلى الغرفة لتنتظر عريسها وبعد دقائق قليلة دخل عواد الغرفة وهو ينظر إليها بلهفة، ثم اقترب منها وتحدث بلطف:
ـ مبروك يا عروسة.. نورتي دارك.
ابتسمت بخجل من اسفل طرحة الزفاف البيضاء، ليقوم عواد بأزاحة الطرحه عن وجهها وهو يتأملها بأعجاب شديد، ثم قام بدفعها فجأة فوق الفراش، تهجم عليها بطريقة وحشيه عنيفة، قام بتمزيق ثوبها وهو يحاول التقرب منها بقوة وعنف، كانت الفتاة مستسلمة له بخوف، جسدها يرتجف بقوة بين يديه، اراد ان يتمم زوجهما، لكن محاولته معها جاءت بالفشل، اكتشف انه عاجزا ولا يمكنه إتمام الزواج منها گرجلا طبيعي، ابتعد عنها فجأة، ثم صفعها بقوة على وجهها وهو يتحدث اليها بغضب:
ـ بتمنعي نفسك عني يا بنت المركوب انتي!
صرخت الفتاة بصدمة وهي تبكي قائلة:
ـ انا معملتش حاجه وممنعتش نفسي عنك، انت اللي مش عارف تعمل حاجه!
جن جنون عواد بعد مواجهتها له بعجزه، ليقوم بصفعها بقوة ثم جذبها من شعرها وتحدث اليها بقسوة:
ـ مين ده اللي مش عارف يعمل حاجه يا بنت المركوب!
ارتفعت الاصوات بالاسفل يطالبونه ان يطمئنهم ويثبت لهم عفتها.
دفعها بقوة فوق الفراش مرة اخرى، اخذ طرحة الزفاف من على الارض وقام بقيد يديها الاثنين بطرحة الزفاف، ثم قيدها بالفراش كي لا تستطيع التحرك بيديها ومنعه من ما ينوي فعله.
نظرت إليه الفتاة بزعر، لا تعلم ما ينوي فعله بها.
وقف بالاسفل والده واهل القرية المدعوين لحفل الزفاف، ينتظرون ان يبشرهم باتمام الزواج والتاكد من عفة وشرف العروس.
تحدثت الفتاة معه بذعر ويديها الاثنين مقيدتان ومعلقتان بالفراش.
ـ انت هتعمل فيا ايه حرام عليك يا عواد.
نظر إليها بقسوة قائلاً:
ـ هاخد حقي بشرع ربنا.
صرخت الفتاة بذعر مطالبة ان ينقذها احدً من ما يريد فعله بها، لكن الجميع كانوا يبتسمون بالاسفل وهم يستمعون إلى صوت صراخها، يعتقدون ان سبب صراخها هو اتمام زواجهما بطريقة شرعية.
بعد لحظات قليلة صرخت الفتاة صرخة مدوية صدح صوت صراخها عاليا بعد ان حصل عواد علي ما يريده منها بطريقه عنيفة، مستخدمً يديه في فض عذريتها.
توقفت الفتاة عن الصراخ بعد ان انقطع صوتها مع فض عذريتها بهذه القسوة.
نظر إليها عواد بقسوة وهو يحرك قطعة قماش بيضاء ملطخة بدمائها امام عينيها قائلاً بفخر:
ـ اما اروح ابشر الرجاله.
ابتعد عنها واتجاه الي النافذة.
اغمضت الفتاة عينيها وهي تبكي بأَنِين خافت، تشعر بالألم الشديد يزداد عليها.
ارتفعت اصوات اطلاق الرصاصات في الهواء بالاحتفال، ليغلق عواد النافذة ويعود إليها مرة أخرى، تفاجئ بالدماء تنسال منها بغزارة وهي مغمضة العينين ووجهها شاحب بشدة ويديها مقيدتان بالفراش.
اقترب منها بهلع وقام بفك قيودها وحاول افاقتها، بعد محاولات كثيره منه ولم تستجب له الفتاة، قام بنزع باقي ثوب الزفاف عنها سريعًا، ثم ركض إلى خزانة ملابسها وجاء بعباية منزلية لها وقام بمساعدتها في ارتداء العبايه والفتاة بين يديه شبه غائبة عن الوعي، وضعها فوق الفراش واخفى ثوب الزفاف ورتب كل شئ بالغرفه وجعل كل شئ يبدو طبيعيا، ركض خارج الغرفة سريعًا يهتف الي والدته ان تصعد اليه.
صعدت إليه والدته بفزع قائلة:
ـ خبر ايه يا عواد؟!
تحدث عواد ببرود:
ـ تعالي شوفي العروسة اللعبة اللي انتو جيبنهالي دي، مستحملتش الجواز!
ضربت والدته على صدرها وهي تشهق بفزع، ركضت امامه إلى غرفته، لتجد الفتاة متمددة فوق الفراش بوجه شاحب مثل الموتى.
اقتربت منها والدة عواد وحاولت افاقتها، لكن الفتاة لا تستجيب لها، لاحظت والدته انسيال الدماء أسفل الفتاة تغرق الفراش وعبايتها المنزليه التي ترتديها.
شهقت بصدمة ثم صرخت على ابنها قائلة:
ـ انت عملت في البنيه ايه يا عواد؟!
وقف عواد ينظر إلى زوجته ببرود غير مبالي بما تعرضت له من قسوة على يديه، تحدث الي والدته ببرود:
ـ هكون عملت ايه يعني!!، خدت حقي بشرع ربنا، بس هي اللي بت ضعيفه ومستحملتش راجل زيي.
نظرت اليه والدته بصدمة، صرخت به قائلة:
ـ راجل زيك ايه! البنيه بتموت، اجري بسرعه نادي الدكتورة بتاع الصحة.
زفر عواد بضيق، ثم اتجه إلى الاسفل لياتي بالطبيبه التي تعمل بالوحدة الصحية بالقرية، قبل ان يخرج عواد من المنزل استمع الي صوت صراخ والدته قائلة بفزع:
ـ العروسة ماتت..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية طغيان)