رواية الماسة المكسورة الفصل الثالث عشر 13 بقلم ليلة عادل
رواية الماسة المكسورة الفصل الثالث عشر 13 بقلم ليلة عادل
رواية الماسة المكسورة البارت الثالث عشر
رواية الماسة المكسورة الجزء الثالث عشر
رواية الماسة المكسورة الحلقة الثالثة عشر
{بعنوان خفقه قلب}
_ كفر الشيخ
_قصر منصور
_مخزن الأعلاف ١ م
_ نشاهد مخزن كبير به مجموعة كبيرة من الاشولة المخزنة …
ثم نشاهد بعض حراس سليم بما فيهم مكي وهم يتحركون مع رشدي للداخل ..
رشدى بحدة : مش فاهم سليم عايز إيه مني هنا .
مكي بحترام : هو طلب مننا كدة .
توقف رشدي ونظر له من أعلى لأسفل بغيظ : أنت هتحور يا مكي !! سليم بيقولك كل حاجة .
نظر له مكي دون رد ..
جز رشدى ع أسنانه و أكمل التحرك لداخل المخزن وصلا الى المنتصف ..
ظهر سليم يجلس على أحد المقاعد الخشبية وهو يضع قدم ع قدمه بقوة وكبرياء ..
توقف رشدي أمامه وهو ينظر له بنزعاج .
رشدي بعجرفة : خير جايبني هنا ليه ؟
رمقه سليم بصمت من أعلى لأسفل بضيق ممزوج باشمئزاز و ملل، فقد سئم منه و طفح الكيل من أفعاله الصبيانية التي لا تنتهي .
رشدي بوقاحة هو يلوح بايده : ايه هتاخدلي صورة !!!
نهض سليم و توقف أمامه مباشرة وهو يقرب وجهه من وجه رشدي.. ونظر داخل عينيه بقوة وقال بتهكم وتساؤل .
سليم : لحد امتى هتفضل كدة ؟ أنا بحاول استوعبك و استوعب سبب استهتارك بالشكل دة، مش لاقي إجابة ؟
رشدي بلا مبالاة : كل ده عشان عاكست البت الخدامة !!
سليم بهدوء وهو يدقق نظره في عينيه لكن بقوة : أنا مش مشكلتي إنك عكست البنت، وانك كنت بتحاول تتحرش بيها !! أنا مشكلتى أنها لو كانت صوتت ولا حكت ل لارا مثلا، عارف وقتها كان منظرنا هيبقى ايه ؟ خصوصا إن من ضمن المدعوين ناس مستنية غلطة على عزت الراوي، وأنت كنت هتقدمها لهم على طبق من فضة .
رشدى بعدم اكتراث ببرود : اللي حصل بقى سوري .
سليم بتعجب وتساؤل : أنا عايز أفهم ! ابن الباشا الكبير وابن فايزة رستم اغا، يحاول يتعدى على بنت صغيرة مكملتش ١٨ سنه وخدامة كمان !!
رشدي بلا مبالاة واستفزاز : خلاص لو دي مشكلتك هركز المرة الجاية أنها تكون بلص ٢١ وبنت ناس .. وضحك بسخرية .
ضحك سليم باستخاف و رد عليه وهو يخبط على أعلى صدره .
سليم : بتستظرف يا رشدي ؟
رشدي : عايزني أرد و أقول إيه ع الهبل ده ؟
سليم تنهد بزهق ابتعد وهو يقول : أنا زهقت منك .
وفجأة تحولت ملامحه كالأسد الغاضب وصرخ بغضب وبنبرة رجوليه جهورة قال .
سليم بصراخ : مـــكي .
اقترب مكي منه مهرولا .. هز سليم رأسه وهو ينظر له .
فهم مكي من تلك النظرة ما يريده..
أشار مكي للحراس الذين يقفون في الخلف ..
تقدمو و معهم حبال.. وفجأة قامو بمسك رشدى بقوة وربطوه وسط صيحات توبيخ وتهديد منه .
رشدي بضجر وهو يحاول فك نفسه : أوعى أنت اتجننت أوعى… سليم والله لو مافكتني لقتلك .
أخذ سليم ينظر له و إلى صياحه بجمود شديد وعدم اهتمام أو اهتزاز …. وبعد ربطه ..
تقدم سليم نحوه وتوقف أمامه مباشرة وهو يركز النظر في ملامحه .
رفع سليم حاجبيه بتعجب ممزوج باستخاف وقال
سليم : هتقتلني !!
نظر له رشدي وقال و هو يتحدث من بين أسنانه ويتك ع كل كلمه بثقه كاذبة .
رشدي : اه هقتلك، انا هوريك وهعرفك ازاي تعمل كدة معايا، ومكنش رشدي إلا مخليتك تدفع الثمن ..
(بغضب) … فكني يا جبان طبعاً عارف إنك لو فكتني هعمل إيه فيك !!
ارتسمت ع شفتي سليم نصف ابتسامة استخفاف ثم قال بنبرة هادئة قوية مرعبة .
سليم ببرود شديد : أنا لو منك متعصبش ..
أنت متعصب كدة ليه ؟؟؟ العصبي دايما قراراته مندفعه و غلط، دة غير أنها بتخلي الإنسان يقول كلام ويرجع يندم عليه ، أنا من رأيي تهدي لأن كل ماتتعصب أكتر، كل ما هتغلط أكتر، وكل ماهتغلط أكتر… كل ماعقابي هيضاعف أكتر .
رشدي بنوع من التهديد : حسابك تقل .
سليم : أنا مش عارف مين فينا اللي حسابه تقل ! بعدين أنت مش عامل فيها راجل وجامد وبتعرف تتعدى ع البنات !! فك نفسك يلا ورينى شجاعتك وقوتك اللي بتفردها على البنات الضعيفة اللي زي ماسة وصفاء !!
أطلق سليم ضحكته المستفزة باستخاف وهو ينظر له من اعلى لأسفل بشمئزاز …
وتركه وتوجه إلى الباب مع صياح رشدى بصوت عالي بتهديده .
رشدى بغيظ : سليم فكني بقولك اللي بتعمله غلط .. سليم .. سلـــــيم .. تعال هنا بقولك والله لقتلك … يا سليم … وأخذ يقول بعض الشتائم النابية .
سليم بتنبيه أثناء تحركه تحدث مع مكي : فكه بعد ٣ ساعات مفهوم ..مافيش مياه ولا أكل ولا حمام سامعين .
مكي برجاء : يا باشا رشدي بيه مينفعش يتعمل معه كدة .
توقف سليم وهو ينظر له بتعجب : إيه يا مكي هتفهمني أعمل ايه ! ولا ايه ؟
مكي بتوضيح : مقصدش يا باشا ، أنت مبتعملش حاجة غلط، احنا بنتعلم منك، بس كان ممكن تحبسه من غير ربط، ده أخوك بردو، والباشا الكبير لما يعرف ممكن يزعل .
سليم بضجر : رشدي لازم يتكسر يا مكي، لأنه ساق فيها أوي والباشا مدلعه .
تركه ورحل … وتوجه إلى حديقة القصر
**************************
_ الحديقة ٢م
_ كان يتواجد في الحديقة جميع أفراد العائلتين وهم يضحكون و يتناولون الفاكهة الطازجة .. اقترب سليم منهم .
سليم : مساء الخير .
طه بتساؤل : أنت و رشدي فين مختفين من بدري ؟
جلس سليم ع أحد المقاعد : كنت بتمشى الجو هنا جميل .
وجه نظرته إلى منصور ..
انكل أنا قررت أقعد هنا كم يوم ياريت تحضرولي الاستراحة .
فايزة : مش قولتلك هيعجبك جو المزرعة .
سليم بتأييد : فعلاً ومحتاج أعوض الأيام اللي ضاعت عليا .
منصور باعتراض : استراحة إيه هو أنت غريب يا سليم أنت تقعد في القصر براحتك .
سليم : معلش سبني على راحتي .
منصور : طيب .
أشار بيده للخلف فجاءت إحدى الخادمات الأجانب.
منصور : خلي سعدية وبناتها يروحو ينضفو الاستراحة لسليم بيه .
الخادمة : تحت أمرك .
توجهت الى الداخل .
صافي وهى تبحث بعينيها حولها : أمال رشدى فين ؟
سليم هو يخرج شفته السفلي بتصنع عدم معرفة : معرفش .
أخذ من الصحن موزه وقشرها وبدء في تناولها.. نظر عزت له بانتباه فايبدو أنه شعر أن هناك شيء ما حدث، فهو يعلم سليم جيدا .
_ بعد قليل
_ جاءت ماسة وتوقفت امامهم ..
ماسة بحترام وعينيها على لأرض : أسفه يا سيدى. بس مارسيل قالت لي حضرتك عايزني أنضف الاستراحة آني و أمي و أختى.
منصور بعجرفة وتكبر : آه وتخليها أنضف من وشك…. فاهمة؟؟؟
ماسة بطاعة : عنينا يا سيدي بس أمي تعبانة و واخدة إجازة .
كارولين : خلاص اشتغلي أنتي وأختك وخدى تقى و فاتن معاكي يساعدوكم، سليم بيه اللى هيقعد فيها أول مرة يشرفنا… فاهمة يا ماسة .
وهنا رفعت ماسة عينيها لأعلى و تبسمت بسعادة حين استمعت أنه سيمكث معهم بضعة أيام .
ماسة : حاضر يا ستي ما تقلقيش .
رمقت سليم بنظرة رائعة وهو أيضا .
ماسة : عن إذنكم .
نهض سليم وهو يقول : استني خدينى معاكي عشان أعرف مكانها ، أو لو محتاج حاجة .
ماسة : اتفضل يا سيدي .
تقدم سليم وتحرك وهي خلفه .
**********************
نشاهد ماسة وسليم وهما متوجهان نحو الاستراحة بجانب بعضهما .
كانت ترتسم ابتسامة على وجه ماسة بشدة و قلبها يدق ويرفرف من السعادة كطائر يحلق حرا سعيدا في جو السماء…. لكنها أيضا لا تعرف لماذا هي سعيدة بهذا الشكل ؟؟
فهو لم يكن الشاب الوحيد الذي تعاملت معه وكان مهذبا معها !!
لكن هناك شيء ما قد حدث لا تعرف ما هو ؟
حتى سليم كان يرمقها من حين لآخر بطرف عينه بابتسامة رائعة ..
فهو أيضا يحتار في أمره !! يشعر بشيء نحوها يجذبه إليها بشدة !! لكن لا يفهم ما هو ؟؟
وصلا أمام الاستراحة .
توقفت ماسة و التفتت بزاويته وهي تشير بيديها .
ماسة : هي دي الاستراحة يا سليم بيه .
هز سليم رأسه بايجاب وهو يقول .
سليم : تمام افتحيها بقى .
ماسة بابتسامة واحترام : من عينيا ثانية واحدة .
توجهت إلى الباب وقامت بفتحه ثم دخلت .
دخل سليم خلفها فكانت الاستراحة مكونة من غرفة وصالة كبيرة ومرحاض ومطبخ أمريكاني صغير ..
ولا يوجد الكثير من الأثاث الذي كان مغطى ببعض الاقمشة البيضاء ..
أخذ سليم يتفحصها بعينيه
ماسة وهي تلف في الصالة : شوف كده يا سيدي لو في حاجة محتاجها !! و ما تقلقش هما ساعتين ثلاثة بالكثير و كل حاجة هتكون جاهزة…أصلا احنا بنضفها ع طول عشان ست لارا بتجيب أصحابها الشباب هنا على طول وبينامه فيها .
تبسم سليم بلطف وقال معلقا : بتتكلمي كتير يا ماسة !
ماسة بخجل : آني آسفة بس عشان بفهمك .
ركز سليم النظر الى. وجهها الخجول الذي ما زادها إلا جمالا وفتنة وقال .
سليم بلطف : ماتعتذريش اتكلمي براحتك .
ماسة بتعجب: يعني حضرتك مش متضايق مني ؟
سليم بلطف : لا .
ماسة : الست لارا بتقولي أنتي رغاية أوي..، آني مش رغاية، آني بس بوضح الموضوع .
سليم تبسم بخفة : طب وضحتي ولا لسة ؟
ماسة تبسمت ببراءة : آه خلاص وضحت .
سليم بلطف : ماشي تمام .
ماسة بتساؤل : هو أنت مش هتشوف اللي محتاجه واللي ناقص ؟
ارتسمت على شفتي سليم ابتسامة جذابة للغاية وقال
سليم : خلاص يا ماسة أنا قولت كدة تمام .
نظرت ماسة له بتعجب فهو لم يتفحص الاستراحة كما قال !
ماسة :طيب اتفضل بقى و آني هنضفها بس هروح أنادي أختي .. والله حضرتك هتنورنا وهتأنسنا عن إذنك .
تحركت قبله وتوجهت إلى الباب وهي تلتفت له برأسها بانتباه مما جعلها تخبط فى أحد المقاعد التي أمامها بشدة ..
تألمت وكادت أن تقع لكن تحرك سليم مسرعاً نحوها وأحاطها بذراعيه من خصرها مما جعلها تقترب منه بشدة ..
لا يعلم سليم لماذا شعر بتلك الهزة والرعشة التي أصابته حينما تلامس جسده الرجولي بجسدها الرقيق ..
فلم تكون أول فتاة جميلة يراها !! فقد رأى الكثير من الفتيات الأكثر منها جمالا وفتنة وإثارة… لكن لا يعلم لما يشعر نحوها بهذه الأحاسيس هي بالذات وبهذه السرعة ؟؟ فهو لم يعرفها إلا من بضع ساعات فقط !!
أخذ ينظر ويغوص داخل بحور عينيها وهو تائه بهما، لا يعرف كيف الوصول إلى البر ليجد نفسه …
كانت تتسارع أنفاس ماسة بشدة وهي تنظر له بقلق وتوتر مما حدث ..
كانت كالفراشة الصغيرة بين ذراعيه القويتين
أفاق سليم من ذلك التوهان بعد ثواني و تنهد وهو يقول ببحة رجولية هادئة .
سليم : مش تاخدي بالك !
ثم ساعدها حتى تعتدل …
توقفت وهي تنظر له بقلق وخجل دون تحدث فكانت على وشك البكاء مما فعلت خوفا منه .
فهم سليم من تلك النظرة ما تشعر به ..
اقترب منها وربت ع كتفها بحنان ليطمئنها .
سليم : معلش حصل خير خدي بالك المرة الجاية عشان ميحصلكيش حاجة .
هزت رأسها بنعم بصمت .
سليم باهتمام : فى حاجة وجعاكي ؟ .
ماسة وهي تهز رأسها : لا .
تبسم سليم : تمام، يلا روحي .
ماسة : حاضر عن إذنك .
خرجت ماسة وعين سليم عليها أخذ يحك في جبينه مستغربا من نفسه فهو لا يعلم لما هو مهتم بهذه الفتاة لهذا الحد !! وما أصابه منذ لقائه بها ..
بقلمي ليلة عادل 。◕‿◕。♥️
**********************
_ فى الغرفة التي يمكث بها عزت وفايزة ٣م .
نشاهد سليم وعزت يجلسان مع بعضهما على الأريكة
سليم : خير يا بابا في حاجة ؟
عزت بتنبيه : أنا فكيت رشدي و هو جاي دلوقتي.. مش عايز مشاكل يا سليم .
غلت الدماء في عروق سليم نهض وهو ينظر له بغضب .
سليم : أنت ازاي تعمل كدة من غير ماتقولي .
نهض عزت و وقف أمامه مباشرة وتحدث بنبرة قوية : أنا عزت باشا يا سليم، و كلمتي لازم تتنفذ .
نظر له سليم باتساع عينيه و بنبرة حادة تعكس قوة شخصيته وثقته بنفسه .
سليم بثقه وقوة : وأنا سليم وكلمتي لازم تمشي على الكبير قبل الصغير، ابنك مش متربي كان هيتعدى ع بنت صغيرة، والنهاردة تحرش بيها، هتفضل لحد امتى مغمض عينيك عن تصرفاته.. رشدي غلطاته زادت وكان لازم يتعاقب على نتيجة أخطاءه .
عزت وهو يهز رأسه بتعجب وعقلانية : كنت بقول عليك ذكي شكلي غلطت، رشدي ماينفعش معه الطريقة دي (بقلق وهو يمسكه من كتفه) كدة غلط.. اهدى يا سليم مش بالأسلوب ده.. رشدي متهور مش هيفتكر إنك أخوة من لحمه ودمه .
سليم بتعجب وهو يرفع حاجبيه : المفروض أخاف !!!
عزت بحكمة : المفروض تفكر قبل ما تعمل خطوة زي دي وبالتحديد مع واحد زي رشدي .
سليم بضجر : لأني طلبت منك كتير تاخد أنت الخطوة دي، وأنت فضلت ساكت !!
ومعرفش ساكت ليه و لحد امتى ! فهمني سكوتك ده سببه ايه ؟
سكت أول مرة لما اغتصب البنت و هددتها وجوزتها لواحد من رجالتك عشان تضمن سكوتها ..
وتاني مرة لما اتخانق مع الجرسون الغلبان وضربه وعمله عاهة مستديمة ومبقاش يقدر يشتغل ونضفت وراه من غير حتى ما تراجعه بحرف، ونضفت ثالث لما خبط الشاب بالعربية ومات وهو راجع سكران واشتريت سكوت أهله بالفلوس .. طبيعي إنك تداري ع أخطاءه ، بس مش طبيعي إنك متاخدش موقف حازم في استمراره بتكرار نفس الأخطاء .
عزت بحنان الأب : بكرة تتجوز وتخلف وتعرف يعني ايه يبقى ليك ابن .
سليم باعتراض ورفض : لا الابن اللي زى ده، موته أحسن .
عزت بعقلانية : رشدي ابني ياسليم، مهما حصل هيفضل ابني، وعشان ابني بقولك احذر منه، رشدى سماوي يمكن أنت يبان عليك إنك أصعب وأجمد منه.. بس أنا عارف إنك مستحيل تخدش حد من اخواتك أو تمسهم بسوء. .
وأثناء حديثهما اقتحم عليهما رشدي الغرفة وكأن شياطين الإنس والجن تتراقص أمامه …
وحين شاهد سليم يقف. اقترب منه وعينيه تقدح شرارا .
رشدي بغضب : بقى أنت تربطني وتحبسني في المخزن أنت اتجننت .
كاد أن يرفع يده عليه لكن أمسكه سليم بقوة وهو ينظر له باتساع عينيه و بنظرات شرسة ..
أمسك الحراس رشدي وحاول عزت الوقوف بينهما لمنع التشابك …
فهو يعلم مايمكن أن يفعله سليم بيه جيداً ..
كان سليم ممسكا برشدى بشدة وهو يحدق به بعين تغيم بالسواد وهو يميل برأسه ..
سليم ببرود : أنت لسه لحد دلوقت متعصب وبترفع ايدك في وشي !! انا قولت العقاب علمك ..
رشدي أنا رجعت من امريكا مش عشان وحشتوني ، عشان ريحتك اللي وصلت لهناك ، والاسم اللى بنيناه من أجيال مايجيش واحد مستهتر زيك يضيعه.
وهو يتك ع كل كلمة بشراسة
رشدي بلاش تكون أول واحد أقتله برصاص مسدسي.. أنا المرة دي هكتفي بده …
وفجأة قام بلوي أحد أصابع يد رشدى للخلف و كسره ..
شعر رشدي بألم شديد وقال : اااه
كاد أن ينطق رشدي ويوبخه … لكن سبقه سليم بنظرة شرسة أكبر وقال
. لو نطقت بكلمة واحدة هتكون ايدك كلها .
دفع عزت سليم لكن بهدوء وتوقف أمامه ..
رفع سليم يده وهو يشير بكفيه ✋✋ وقال ببرود شديد
بس بس مافيش حاجة أنا بس باسيبله ذكرى صغيرة عشان يفتكرنى لو فكر يعيدها تاني .
رشدي بغضب وهو يحاول الهجوم ع سليم لكن كان الحراس يمسكونه بشدة قال بتهديد .
رشدي : هقتلك يا سليم و الله لقتلك .
..التفت له عزت وصفعه على وجهه بقوة .
صاح بهما عزت بحدة وحسم قائلا .
عزت : بس أنتم الاتنين ايه بتهدده بعض قصادى !!!
لو مابطلتوش اللى بتعملوه ده عقابكم هيكون عندي .
ثم وجهه نظرته إلى أحد الحراس وقال ..
شوقي خرج رشدى برة (بصراخ) يلا .
سحب شوقي رشدي من كتفه بصعوبه .
_ بعد خروجه .
نظر عزت بتركيز في وجه سليم وقال برجاء : سليم عشان خاطري أنا كفاية .
سليم بهدوء شديد وقوة : أنا قولت اللي عندي عن إذنك .
أثناء تحرك سليم وهو متوجها للباب قال .
سليم بتهديد : طول ماهو ماشي عوج هيفضل في القائمة السوداء .
وصل إلى الباب و توقف والتفت برأسه .
لو خايف عليه ربيه عشان أنا مش هفضل طول عمرى متحمله وبنضف وراه .
عزت برجاء : سيبه ليا أنا .
سليم بتعجب : مكنتش فاكر إنك بتحبه أوي كدة !
عزت بحزن : مش عايز يكون موت ولد من أولادى ع ايد أخوه يا سليم.( برجاء )عشان خاطرى أنا سيبه ليا اوعدني .
نظر له سليم من أعلى لأسفل بحزن مبطن وهز رأسه بنعم. ورحل .
بقلمي ليلة عادل (◍•ᴗ•◍)❤
***********************
_ الاستراحة ٤ م
_ دخل سليم الاستراحة كانت سلوى وبعض الخدم على وشك الإنتهاء من التنضيف.. وكان يبدو عليها التعب ..
وعند دخول سليم وقف الجميع باحترام .
سليم بتساؤل : لسه مخلصتوش ؟؟
سلوى بتوضيح ممزوج بتعب : لا خلصنا كل حاجة ورتبنا كل حاجة في مكانها وحطينا الحاجات فى الثلاجة.. وكنا هنخرج أهو، بس اختى بتعلق لحضرتك الهدوم .
_ هز سليم رأسه بنعم ودخل إلى الغرفة .
************************
_ غرفة النوم
كانت تقف ماسة وهي تقوم بوضع الملابس في الخزانة( الدولاب) دون انتباه لدخول سليم ..
وفور دخوله ارتسمت على شفتيه ابتسامة جذابة وهو يرمقها بعينيه….، تحمحم لكي يلفت انتباهها ع تواجده .
التفتت له ماسة بابتسامة : سليم بيه خمس دقائق بس وأخلص ع طول .
سليم بلطف وهو يحرك رأسه : براحتك .
جلس على الفراش وهو يشاهدها بابتسامة.
ماسة وهي تعلق ملابسه فى الشماعه تحدثت بترحيب وسعادة .
ماسة : أنت هتنورنا والله، وهتنبسط بالقعدة هنا،
الهوا هنا يرد الروح و نضيف أحسن من مصر .
سليم بتساؤل : أنتي جيتي القاهرة قبل كدة ؟
رفعت ماسة عينيها له وهي تمسك الشماعه بتوضح .
ماسة : لا عمرى ما خرجت بره الكفر ، بس الست لارا بتقول كدة، إن الهوا هنا نضيف عكس المدينة كله مرض .
سليم بتأييد : مظبوط، عشان كدة حبيت أقعد كم يوم معاكم .
ماسة وهى تعلق الملابس فى الشماعة وتنظر له بعقلانية قالت بطريقة مثقفة نوعا ما .
ماسة : مش هتندم وممكن تعمل activity (اكتيفتي) ( انشطه) كتير هنا مختلفة .
نظر لها سليم بذهول تام ، فكيف لفتاة مثلها أن تعرف وتقول كلمه بلانجليزيه مثل هذه ،!! وتتحدث بلكنة قاهرية تشعر من أمامها أنها فتاة متعلمة ومثقفة نوعا ما !!!
رفع سليم حاجبيه وسأل متعجباً وهو يتك ع كلمة : activity !!! ؟ أنتي عارفتي منين الكلمة دي ؟؟
نظرت ماسة له بتركيز وقالت بتلقائية : من لارا هانم كانت دائما تقول لأصحابها إن ممكن ..
وفجاه تحولت نبرتها وطريقتها لفتاه قاهرية متعلمة لحد ما وقالت ..
إن ممكن تعمله هنا activity كتير زى ركوب الخيل و بارتي ريفي وحفلة باربكيو ، غير إن الجو هنا بيعمل relaxation (ريلاكسيشن) تهبل .
كان ينظر سليم بذهول وهي تتحدث، فهي نطقت الكلمات بشكل صحيح وراقي جداً مثلهم بشكل كبير .
سليم بتساؤل وستغراب : أنتي عرفتى كل الكلام ده من بس استماعك ل لارا !!!
هزت ماسة رأسها بايجاب بابتسامة وتوضيح : آه هي قالتها كتير قصادي، واني سألتها قالت لى إن كلمة رلاكسيشن دي يعني هدوء أعصاب اكتيفتي يعني انشطة حاجات يعملوها عشان الملل .
رمقها سليم من أعلى لأسفل بنبهار : برافو عليكي يا ماسة أنتي حقيقي مبهرة، أنتي بتلقطي حلو أوي، دى موهبة فطريه رائعه جدا ، و ممتاز إنك قدرتي تستغليها بشكل دة .
ماسه بلطف وبراءة : لارا هانم قالتلي كدة، إني شاطرة و ذكية أوي، و وداني حلوه .. وقالت كمان أنتي لو كنتي اتعلمتي كنتي طلعتي من أوائل الثانويه العامة بس نصيب بقى .
سليم : ماتكملي، أنتي واصلة لحد فين في المدرسة ؟
ماسة بحسرة : آني معيش حاجة خالص، متعلمتش نهائي، بس دخلت الكتاب وحفظت كم سورة من القرآن، ولارا هانم الله يكرمها، لما لاقتني بحب العلام، ونفسي أتعلم حفظتني (ألف باء والأرقام، وخلتني أعرف أكتب اسمي بالعربي و الأنجليزي .
سليم : إنتي ممكن تتعلمي عادي حتى وانتى في سنك دة ، مادام بتحبيه، الموضوع سهل ممكن أعرفلك الإجراءات وتقدمي .
ماسة بتلقائية ممزوجه بشجن : عارفة وشفتها في مسلسل صفاء أبو السعود، كانت زي حالاتي وتعلمت ودخلت الثانوية بس هى أهلها ساعدوها ووافقو أنها تكمل علام، لكن آني لا .
سليم بتعجب : لا ليه .
ماسة بتوضيح ممزوج بضيق : أبويا لما لاقني شبطانه في العلام قالي هدخلك، بس منصور بيه الله يسامحه رفض .
سليم باستغراب ،: منصور رفض ليه ؟
ماسة بحزن : منشعارفه و أبويا زعقلي وقالي ماعتيش تتكلمى في الموضوع ده، لحسن أضربك .
سليم بأسف : خسارة أنتي ذكية جدا وحرام الذكاء دة مايتعلمش .
ماسة بحسرة : هنعمل ايه بقى الحمدلله .
سليم بابتسامة إعجاب: أنتي كم سنة يا ماسة .
ماسة بمزاح بريء ترفع أحد حاجبيها : تديني كم ؟
اتسعت عين سليم بابتسامة مستغرباً : اديكي كام ؟
ماسة بتفسير وهو تضحك بنعومة : أصل شفتها في فيلم امبارح البطل سأل البطلة انتي كم سنة ؟ قالت له تديني كام ؟ قالها مش بعرف ، قالت له ! ٢٤ قالها ٢٤ !! باستغراب يعنى .. راحت ضحكة و قالت له طب متزعلش ٢٤ ونص ..
ثم ضحكت ماسة مقلدة لضحكة البطلة التي تحكي عنها .
ضحك سليم بشده ع حديثها وطريقتها وقال بستغراب : أنتي واخدة كل معلوماتك من التليفزيون ؟
ماسة بقلة حيلة : يعنى آخده منين !! مانى مش بنعرف نقرأ عشان نتعلم من الكتب، بتعلم من التليفزيون، تعرف اني كنت مسميها زمان الصندوق الصغير إللي في ناس بتتحرك، بس لارا هانم واعتني، وقالتلي اسمه تليفزيون، و دول ممثلين بيجسدو الواقع .
سليم تبسم نصف إبتسامة سخرية : تقصد واحد فى الميه من الواقع .
ماسة بتعجب : يـــا لو ده حته صغيرة منه، أمال هو ازاي ؟؟
سليم بتنبيه ممزوج بلطف : بلاش تعرفي خليكي فى كوكب الورد اللي أنتي فيه، بلاش البراءة دي تتخدش منك، وبعدين خدي بالك مش كل اللي بتشوفي في التليفزيون حقيقي .
ماسة بابتسامة تمني وشغف : أني شفت فيه بحر كبير لونه أزرق…. الهانم قالتلي أنه مالهوش نهاية .
سليم بتساؤل : نفسك تشوفي البحر ؟
ماسة بتمني شديد مصحوب بحزن : اوى انى عرفت ان في بلده اسمها بلطيم فيها بحر نواحينا، اتحايلت ع ابويا عشان يودينا، بس بعد ماوعدنى ماروحناش زى كل مرة بيوعدنى مش بينفذ .
سليم : شكلك زعلانة من بابا ؟
ماسة وهى تحرك راسها بنعم : لأنه كل مابيوعدني بحاجه مابينفذهاش .
سليم بتوضيح : أكيد غصب عنه .
ماسة وهى ترفع حاجبيها بعدم تصديق: يمكن !!،( بعتذار) دوشتك يا بيه .
سليم بابتسامة رائعة حرك رأسه بنفي : بالعكس، أنا مستمتع بالكلام معاكي جداً .
التفتت ماسة وعلقت باقي الملابس وأغلقت الدرفه التفتت له مرة أخرى بانتباه .
ماسة : اني خلصت مش محتاج حاجة .
سليم بتهذب : شكرا .
ماسة : عن إذنك .
حاولت الرحيل لكن أوقفها سليم وهو يقول .
سليم بنداء : ماسة .
ماسه : افندم يا بيه .
سليم بفضول ممزوج بمزاح : مقولتليش كم سنة؟ والا عايزة أقولك أنا !! عندك ١٨ او ١٧ .
ماسة تبسمت برقة : كنت عارفة إنك هتظن كدة آني ١٥ .
اتسعت عينا سليم بذهول : ١٥ !!!
ماسة بتلقائية شديدة : أهو كل اللي بيعرف بيعمل زيك كدة، امى بتقول لى أنتي جسمك فاير عشان كدة الناس بتتخم فيكي .
سليم باعتراض: صدقيني مش مسألة جسم، أنتي كمان عقلك كبير وسابقة سنك .
ماسة ؛ سيدى منصور قالي نفس الكلمه دى، وقالى كمان انتي يتخاف منك !! بس معرفش ليه ؟؟. أنت تعرف ليه؟
سليم هو يهز راسه بلا بابتسامه : أول معرف هقولك .
ماسة ببراءة : ماشي يلاا بالإذن .
خرجت وعادت مرة أخرى وقالت باهتمام :
ماسة : أنت بتحب تاكل ايه على الغدا .
سليم بلطف ونظرة خلابه : أنتي بتعرفي تطبخي أية !
ماسة : بعمل كل حاجة قولي أكتر حاجة بتحبها وأعملهالك بايدى .
سليم بحماس : اعمل لي أكتر حاجه بتعرفي تعمليها وشاطره فيها على الغدا .
ماسة : ماشي بس خليها مفاجأة .
سليم هز رأسه بإيجاب : موافق، بس بشرط أنا امتلاكي جداً، وبحب إللي يعمل لي حاجة باسمى تبقى ليا وبس، ومحدش يقرب منها غيرى مهما حصل.
ماسة : خلاص هجبهالك هنا، ماتكلش بقى على الغدا كتير معاهم .
سليم تبسم : اتفقنا .
ماسة بسعادة : والله أنت منورنا ابقى تعال على طول .
سليم بمغازلة مهذبة : هاجى عشان خاطر العيون القمر دول .
نظرت له بخجل واحمر وجهها بشدة . و خرجت للخارج وقلبها يرفرف من سعادة ..
أخذ ينظر سليم لها بابتسامة عريضه على براءتها ولطفها ..
فهى جذبته بشدة من طريقة حديثها البريئة وجعلته يبقى لكي يشاهدها .
وبعد ذلك الحديث الطويل المليئ بالمشاعر المختلفة انجذب سليم أكثر لها وأراد أن يعرفها أكتر !!
أراد أن يعرف تلك الصغيرة الجميلة المحيرة التى تجعل كل من تحدث معها ينجذب لها بشدة دون إراداته .
**************************
_ قصر منصور
_ السفرة ٥م
_ نشاهد جميع أفراد العائلتين وهم يتناولون طعام الغداء.
منصور بتساؤل : سليم في حاجة ناقصة في الاستراحة .
رفع سليم عينه وهو يتناول الطعام وهو يهز رأسه بلا
سليم : لا كله تمام .
كارولين باستهجان : مش عارفة ليه صممت تقعد زى الأغراب هناك. ؟؟
فريدة : سبيه يا طنط سليم مادم قال كلمه مينفعش حد يسال ليه .
كارولين باعتراض : بس ده مش أسلوب لازم يتناقش ويوصل وجهة نظره .
سليم بتفسير : أنا هكون مرتاح أكتر كدة، من فضلك سبيني براحتي .
منصور بمهاوده : براحتك .
عزت وهو يوجه حديثه لسليم : بكرة تيجي عشان الاجتماع .
سليم : اوكيه .
انتبهت لارا لصباع رشدى المتجبس وسألت باهتمام .
لارا : رشدي مال صباعك ؟؟
رشدى وعينه ع سليم أجاب بغل : الباب اتقفل على ايدي
صافيناز : مش تاخد بالك .
ياسين بسخرية فهو يعلم ما حدث : أكيد هياخد عشان مره الجايه متكونش كلها .
نظرت صافيناز وفايزة باستغراب فهم شعرو أن هناك شي حدث وليس كما قال !!
سليم وهو ينظر لكارولين : طنط أنا هكون محتاج مساعدة ليا بستمرار يعني تعملي قهوة شاي فطار لأني بأفطر بدري .
كارولين : أوي أوي هخلي مارسيل معاك .
سليم : أنا عايز ماسة .
لورين باستغراب : اشمعنا الفلاحة دي؟
رمقها سليم بعدم اهتمام ولم يرد عليها كأنها لم تتحدث ونظر إلى كارولين وأكمل .
سليم : وابقي خليها تجيلي بعد الغدا أفهمها شوية حاجات، آه كمان مش عايزها تخدم هنا تبقى معايا وبس تمام .
لورين : أنا بكلمك ع فكرة .
وجه سليم نظره لها قائلا بجمود .
سليم : وأنا رديت عليكي .
لورين بتعجب وهي ترفع أحد حاجبيها : فين ده !!
سليم بعملية : سكوتي كان ردي .
لورين باستفزاز : يعني ايه ؟
نظر لها سليم بجمود دون تحدث وأشاح وجهه عنها وأكمل طعامه .
فهم منصور أن سليم بدأ ينزعج منها ..
فهو يعلم أن سليم يكره إعطاء أسباب أو مبرارت عن شيء يريده أو يفعله ..
فخشى أن يبدأ الإعصار إذا تحدث أكتر .
فحاول إدراك الموقف بذكاء مسرعا .
منصور بتأييد : فعلاً ماسة إللي تنفع مع سليم ذكية وهتفهم بسرعة، مش هتتعبك أنا عارف إنك مش بتحب تعيد الكلام والمعلومة كتير، ومعنديش مشكلة أنها تخدمك أنت بس طول وجودك .
سليم حرك رأسه بإيجاب : تمام .. نهض عن إذنكم .
فريدة باستغراب : أنت أكلت ؟
سليم : الحمدلله .
تحرك سليم الى الخارج وخرج .. وبعد تأكد منصور من خروج سليم تحدث .
منصور بتساؤل : لسه مصر أنه يكون مكانك .
عزت بحسم : أنا قررت وبكرة هنتاقش في الموضوع ده .
منصور بعملية: سليم صعب أنا من رأيي الأنسب طه….. طه هو الكبير .
فايزة : احنا هنعمل اختبار واللي هينجح فيه هو اللي يستاهل يكون وريث عرش امبراطوريه الراوي .
لارا بتأييد : أنا متأكدة إن سليم هو اللي هيقعد على العرش لأنه يستاهل .
رمقتها فايزة بابتسامة إعجاب : وانا مش هلاقي أحسن منك تكون الملكة اللي هتستلم التاج .
تبسمت لارا بخجل .
.
*******************************
_ الاستراحه ٥ ونص م
_ نشاهد سليم يجلس على الأريكة بعد ثواني طرقت ماسة الباب ودخلت وهي تحمل صنية بها طاجن فخار .
ماسة بحماس : أنا جيت .
سليم : وأنا قاعد مستني بحماس .
ماسة : اتفضل
وضعته له ع الطاولة .. بدأ سليم في تناوله،
ارتسمت ع وجهه ابتسامة عريضة فيبدو أن مذاقه رائع.
سليم : فعلاً جميل جداً.. ده طاجن لحمة بلسان العصفور والخضار صح .
ماسة بسعادة : آه، يعني بجد أكلي عجبك !
سليم بتاكيد ممزوج بتملك: طبعاً مش هاكل بعد كدة إلا من ايدك، أنا طلبت منهم إنك أنتي بعد كدة اللي تاخدي بالك من المكان وتبقي المساعدة بتعتي ومش هتشتغلي تاني في القصر ، هتبقى ملك لسليم بس مفهوم .
فاننتبه أنه لايريد ان ينطق بكلمة خادمة أو تخدم عليه !! .
ماسة بحب واحترام : آني نخدمك برموش عينيا يا سليم بية، يعني كدة هقعد هنا و مارجعش القصر ؟
سليم : اممم هتروحي بالليل على بيتك .
ماسة : طب هقعد هنا في المطبخ عشان لو طلبت حاجة .
سليم : تمام .
توجهت ماسة إلى المطبخ وجلست وهي تشاهده يتناول الطعام بابتسامة رقيقة وهو يتناول الطعام بتلذذ ..
وبعد الإنتهاء نهضت ماسة واقتربت منه بإبتسامة
ماسة : ألف هنا يا بيه .
سليم : تسلم ايدك .
أخذت ماسة تجمع الأطباق من السفرة وهي تنظر له باهتمام تساءلت : هو حضرتك يومك بيمشى ازاي ؟
سليم بتعجب وهو ينظر لها : يعني ايه ؟
ماسة : يعني بتصحى امتى بتاكل إيه؟؟ أقصد في لحضرتك برنامج معين ؟
سليم بتوضيح : بصحى من ٦ الصبح الفطار على ٨ لأني بلعب رياضة أول مابصحى وبشرب كوبايه مياه بمعلقة عسل نحل بنص ليمونه على الريق بس.. معتقدش في حاجة تانية ممكن تعرفيها .
ماسة : ماشي طب أعملك حاجة تشربها دلوقت ؟
سليم بنفي : لا .
ماسة : طب هروح أودي الحاجه دي بعد إذنك .
تبسم لها سليم وهو رأسه بإيجاب خرجت ماسه واخذ ينظر لاثارها بإبتسامة اعجاب .
********************************
سيارة عزت الراوي ٨ م
نشاهد عزت وفايزة وهما يجلسان على الكنبة الخلفية ويتحدثان أثناء عودتها إلى القاهرة .
نظرت فايزة له وتحدثت بأرستقراطية : أنا انبسطت أوي يا عزت إن سليم هيقعد في المزرعة ويقرب من لارا ، انا شايفة إن لارا أنسب واحدة تكون عروسة لسليم، كفاية أنها من عائلة رستم آغا والا أنت رأيك إيه ؟
عزت بضجر : فايزة لو سمحتي سيبي سليم يختار عروسته براحته.. سليم مش زي طه تقدري تفرضي عليه العروسة اللي أنتي مختاراها .
فايزة : بس أنا شايفة إن سليم ولارا منسجمين مع بعض ، برغم إن لسانها طويل بس مش مهم أنا هعودها على طبعنا .
عزت بحدة : فايزة بالراحة ، ده سليم .
فايزة بتوضيح : أنا فاهمة متقلقش أنا بس مبسوطة من الخطوة دي سليم وفر عليا حاجات كتير .
عزت بتعجب : هو أنتي ليه مصرة تشوفي إن سليم قاعد هناك عشان لارا ؟
فايزة بضيق : أمال إيه السبب.. الجو عجبه مثلا ؟ انت مصدق ؟
عزت : محدش يفهم اللي في دماغ سليم ، بلاش تحطي آمال على الرمال .
فايزة : بعد إذنك يا عزت، انت بس ماتتدخلش وسيبلي أنا الموضوع ده ممكن !
هز عزت رأسه بإيجاب .
بقلمي ليلة عادل (◕ᴗ◕✿)❤️
***********************
_ القاهره
_ شركة عزت الراوي
_ غرفة الاجتماعات ٩ ص
_ نشاهد عزت وفايزة وأبناءهم بما فيهم سليم وبعض الأشخاص الذين يبدو عليهم من ملابسهم المهندمة والفاخرة أنهم الشركاء و معهم منصور .
عبد القادر أحد الشركاء بتعجب : يعني مش خايف إن سليم يضيع صفقه مهمة زى دي .
عزت بثقة : مش هتضيع ولو ضاعت فلوسها عندي .
عبد القادر بعجرفة وهو يدخن السيجار : محمود ابني كلم ميلاد وشبه خلص معه الإتفاق و أنا شايف أنه الأحق بالمشروع .
فايزة برفعة حاجب وقوة تتحدث بارستقراطيه: عبد القادر بيه، احنا اتفقنا إن كل واحد في أولادنا هياخد مشروع ، و محمود وسليم حظهم جه في صفقة البترول ، اللى ياخدها الأول يستحق لقب الأمير الصغير للامبراطورية .
عبد القادر بنظرة تقليل : وسليم يفهم إيه في شغلنا ؟
نظر له سليم بحدة و قوة وثقة : أوعى تنسى إن شركة الشحن اللي كان ليها فرع واحد في أمريكا، بقى ليها ١٢ فرع فى أكتر من ولاية ..
و إني أنا صاحب فكرة امتلاك منجم الماس، بدل ماكنا بنشتريه بمبالغ كبيرة ونصنعه ونبيعه باسم ناس تانية وناخد شوية فتافيت..
لكن انا حبيت يبقى لينا احنا مصممين وخط إنتاج بإسمنا.. وبرغم إن الكل عارضني ! لكن الباشا وثق فيا وإداني كل الصلاحيات، و المشروع نجح وبقى المستثمرين ييجو يشترو مننا، وبقينا بنتحكم في سعره. و بقينا أكبر تجار الألماظ في الشرق الأوسط وبنافس ع العالميه …
(وضع قدم على قدم وعاد بظهر للخلف يعكس مدا قوه شخصية وثقته )
إني مثلا يا أنكل غطيت على غلطة محمود ابنك اللي عملها مع مستر ماركو زعيم مافيا في ايطاليا، ولولا إني أتدخلت، كان ابنك اتبعتلك فى نعش…
أنا مش هأدخل حرب وجدال عشان لعبة التوريث اللي بدأتو تلعبوها من دلوقت ..
أنا هخلى شغلي هو اللي يحطنى هنا، لأن الكلام الكتير ده ضعف …
بعدين أنا رافض الفكرة، الباشا لسة عضمه قوي وطول ماهو عايش محدش غيره هيقعد مكانه ولا انا هسمح بده .
منصور باستهجان : أنت هتغير العادات !!!
دى عاداتنا من سنين مادام كبرتو لازم من دلوقت تتحضرو وتتحطو فى امتحانات واختبارات عشان نشوف مين يستحق بعد عمر طويل .
فايزة : منصور كلامه صح ياسليم الموضوع مش سهل خصوصا إنكم أربعة وأفضل من بعض .
رشدي باستخفاف : خايف ليه ده أنت لسه في الأول .
ياسين بثقه ممزوج بمزاح : أنا شايف إن الأمر محسوم من دلوقتي… سليم اللي هياخدها أنا خارج التصنيف من زمان .
سليم بقوة : لو تحب تبقى الأول عندي استعداد .
ياسين باعتراض : لا أنا حابب مكاني ده .
طه وهو يبتسم : أنا لسه بجرب
سليم بدعم : جرب و أنا متأكد إنك هتوصل للنهائي لأنك ابن الباشا
رشدي بثقة : بس النهاية هتكون بنا
سليم بابتسامة مستفزه : ده هيبقى أحلى ماتش.. (عدل من جلسته تنهد)
نرجع بقى لموضوع المشروع في حاجة عايز تقولها يا انكل .
عبد القادر بحسم : لو أخذت الصفقه دي أنا هستقيل .
سليم بتحذير : خد بالك بلاش تاخد قرارت متهورة .
عبدالقادر بحسم : انا ومحمود هنكون مجرد اسم شرفي في الإمبراطورية .
سليم بموافقة : اوكيه اللي تشوفه.. تمضي ع كدة .
عبد القادر : طبعاً .
سليم باستخفاف : عجبني ثقتك في نفسك .
عبد القادر بثقة : لأني متأكد إنك مش هتاخدها .
سليم بقوة وثقة : تمام ٣٠ يوم من النهارده ونشوف .
عامر : طب لو ماخدتهاش هتتأدب بإيه .
سليم باستخفاف : شكل الذاكرة مش قد كدة يا انكل لأن الباشا قال من كم دقيقة إن الفلوس عندي، أصل الباشا مدلعنا وبيسبنا نغلط براحتنا،….. (بشدة) وأوعى تنسى ولا حد فيكم ينسى إن الإمبراطورية دى باسم الراوي وإنكم مجرد شركاء بكم مليون، وقريب جداً مش هيكون ليكم مكان فيها .
سالي بحدة : أوعى تنسى إن لولا وجودنا كان زمان العرش اتهد .
نظر لها سليم بابتسامة مستفزة وقال باستخفاف وبرود
سليم : اللي أعرفه يا طنط إنكم جيتو اتحايلتو على جدو زاهر الله يرحمه عشان يديكم نسبة بعد ماشركتكم أعلنت إفلاسها، بعدين بلاش نبرة التهديد دي احنا مابنتهددش،.. لو فاكرين عدم وجودكم ممكن يهز العرش، اعتقد ده تفكير غبي منكم .
عزت بتأييد وقوة : مظبوط ، سالي اوعي تنسي إن الكلمة الأولى والأخيرة ليا، واني باخد رأيكم بس عشان الديمقراطية، لكن لو حسيت بأي استخفاف لاي ابن من ولادي هنمشيها ديكتاتورية .
سليم بتأييد ممزوجه بثقه وتحذير : من غير ديكتاتورية. احنا سلسال ملكي، والملكية نظام توريث للأبناء، يعنى ابن حضرتك محطوط غلط ف الاختيار ولذلك صدر القرار.. الاختبار هيكون لولاد عزت الراوي وبس، ولو مش عاجبك ممكن نلغي الشراكة حالا، قدامك دقيقة للتفكير
عامر بتهكم : شكل الكلام عجبك يا عزت
عزت بإيجاب : لو معجبنيش كنت اعترضت !!
عبد القادر بقوة : أنا لسه مصر على رأيي أنت مش هتاخدها .
رفع سليم عينه نحوه بابتسامة مستفزة وثقة عالية : ميعادنا كمان ٣٠ يوم .
حرك الجميع رأسهم بإيجاب .
عزت : الاجتماع خلص اتفضلو .
بدأ الشركاء في التوجه للخارج بما فيهم منصور….
فور خروجهم …
رشدى بتعجب : انت هتعرف تاخد الصفقة .
سليم بثقة : الإجابة هتاخدها كمان ٣٠ يوم .
عزت بثقة : سليم أنا واثق فيك .
سليم بابتسامة : يستحيل أخذلك عن إذنكم عندي شغل .
خرج سليم للخارج وفور خروجه .
رشدي بتهكم : سليم زودها .
طه بتأييد : فعلاً مكنش لازم يهددهم .
عزت : بالعكس خليه يوريهم العين الحمرا لأنهم قلو منه .
فايزة : سليم هياخد الصفقة عند بس لأنهم قللو من قدراته .
رشدى باستهجان : معرفش أنتم بتعملو معه كدة ليه؟ هو عشان دخل كم صفقة بقلب جامد وخدهم بالحظ خلاص هو اللي يستحق .
عزت بتوضيح: لا يا رشدي سليم كبر اسمنا بره وعمل لنفسه هيبة وسط زعماء المافيا، بالأخص في شغلنا التاني، مش فضل يسهر ويشرب ويشم ويعرف بنات زيك .
رشدى بسخرية : على أساس أنه مش بيقوم من على السجادة !!!!
عزت بشدة واستخفاف : بس على الأقل قدر يعمل اللي أنت معرفتش تعمل منه واحد في الميه .
وهو ينظر له بتوضيح وجدية
اسمعو كلكم، أنا مش بأميز سليم، أنا قولتها وهقولها تاني اللي هيثبت نفسه خلال السنين الجاية في شغله والاسم اللي هيعملة لنفسه، في المجموعة أو الشغل التاني، بنت أو ولد، هو ده إللي يستحق اللقب والعرش مفهوم .
هز الجميع رأسهم بإيجاب ما عدا رشدي الذى كان ينظر بحقد وعدم رضا فهو يشعر أنه الذي يستحق اللقب والعرش أكثر من إخوانه وخصوصا سليم .
****************************
_ كفر الشيخ
_قصر منصور
_ الاستراحة ٦ م
_ نشاهد ماسة تقوم بوضع الطعام الغدا على طاولة السفرة وكان سليم يجلس ع المقعد .
ماسة : أنا قولت إن الجو معجبكش ومشيت على طول اصلي صحيت بدرى وحضرتلك الليمون بالعسل اللى طلبته بس عم جابر قالى انك مشيت .
سليم بتفسير : لا أنا كان عندي شغل وهنزل تاني وهرجع .
ماسه : تروح وتاجي بالسلامة هو أنت مبتكلش معهم ليه يا بيه ؟
سليم بتوضيح : هبقى اتغدى معاهم والفطار بس هنا .
ماسة : تمام أنا هقعد هناك لحد ماتخلص أكل… ألف هنا .
سليم : ماسة استني .
ماسة : نعم ؟
نهض سليم ودخل الغرفة و عاد وهو يحمل هاتف محمول حديث موديل السنة و قدمه لها .
سليم : امسكي خلي معاكي عشان لو احتجت حاجة أكلمك عليه، بتعرفي تستخدميه ؟
ماسة : آه بعرف أرد واتصل متعلمة على تليفون لارا هانم شبهه كدة .
سليم : أنا مسجلك رقمي ، ده ليكي مش للشغل و بس .
اتسعت عين ماسة بفرحة طاغية : ده بتاعي بجد يعني ألعب بيه براحتي وأنزل الألعاب عليه.
سليم بابتسامة : آه .
ماسة بامتنان وسعادة : إن شاء الله يخليك يا سليم بيه… ربنا يباركلك .
سليم : يلا روحي اوضتك ارتاحي ولو احتجت حاجة هكلمك .
ماسة : حاضر .
خرجت ماسة وهي سعيدة جداً كان يراقبها سليم بعينه وهو سعيد لسعادتها .
*********************
_ قصر منصور ١١م
_ غرفة لارا
_ نشاهد لارا وهي تجلس على جهاز الكمبيوتر بتركيز… بعد دقائق يطرق الباب تدخل كارولين والدتها .
كارولين : كويس إنك لسه صاحية … جلست على المقعد المجاور لها وأكملت حديثها … كنت عايزة أتكلم معاكي شوية .
ابتسمت لارا و وجهت جسدها بزاوية والدتها وقالت :
لارا : خير يا ماما في حاجة ؟
كارولين : أنا وفايزة اتكلمنا النهارده في موضوع يخصك أنتي وسليم .
لارا بعدم فهم : موضوع ايه ! .
كارولين : فايزة حابة إنك تكوني الملكة الجديدة لعائلة الراوي، خصوصا إن سليم بنسبة كبيرة هو اللي هياخد مكان عزت ، أنتي إيه رأيك ؟
سليم شاب هايل و ذكي ومستقبله مشرق و أفضل واحد في اخواته .
لارا بتساؤل : طيب وسليم رأيه إيه ؟
كارولين بعقلانية : سليم شكله مرحب، أمال هو حضر العيد ميلاد ليه ! وكمان قاعد هنا كم يوم ، ده عمره ماجه ، فانا عايزاكي بقى تستغلي الفرصة على قد ماتقدري وتقربي منه ، لأن كل الثروة والمكانة العالية هتكون ليكي، جوازك من سليم مكسب كبير أوي يا لارا .
لارا بتعجب ممزوج باعتراض : مامي أنا مستحيل أتجوز بالطريقة دي، بعدين حضرتك اللي بتقولى كدة ؟ وأنتي أكتر واحدة عارفاني كويس ، و عارفة إني مستحيل أقبل إني أكون جزء من المخطط بتاعكم .
كارولين : إيه المشكلة هو سليم فيه حاجة تخليكي ترفضي !!
لارا : لا.. بس على الأقل أختار الإنسان اللي أكمل معه حياتي بنفسي وأحس أنه هو كمان مختارني بإرادته مش مختارني عشان المصلحة واسم العيلة .
كارولين بعقلانية : لارا فكري كويس سليم عريس هايل بعيد عن مصالح العائلة حاولي تقربي منه، عجبك وحسيتى بقبول يبقى كسبناه، ولو حسيتي إن الموضوع مش مقبول ليكي خلاص أنا هقف معاكي، أنا بس عايزاكي تجربي، والولد أهو موجود، وبعدين أنا ملاحظة أنه ليه كلام معاكي وفيه بنكم انسجام عن لورين .
لارا بتسال: هو مش سافر امبارح ؟
كارولين : هو سافر عشان كان عنده اجتماع ورجع النهارده العصر ، أنتي بقى خديه بكرة وتمشوا شوية خلي يلف في البلد شوية وتكلمى معاه .
لارا : طيب .
كارولين : يلا تصبحي على خير .
نهضت وتحركت للخارج .
نظرت لارا لآثارها بتفكير عميق و أكملت ماتقوم به.
((اليوم التالي))
_ الاستراحة ٨ص
_ نشاهد ماسة تمسك صينية طعام بين يديها وتدخل من باب الاستراحة وهي تنظر من حولها تحركت حتى الطاولة ووضعت الصينية عليها وهي مازالت تبحث بعينيها عن سليم لكنها لم تجده .. توجهت إلى غرفة النوم و طرقت على الباب و فتحته لكنه كان غير موجود نظرت باستغراب وقالت بصوت داخلي : راح فين؟ يمكن لسه بيجري هاقعد استناه بقى .
جلست على المقعد و بعد دقائق دخل سليم الاستراحة… توقفت ماسة لاستقباله باحترام .
سليم باستغراب : ماسة ؟
ماسة : صباح الخير جبتلك الفطار .
سليم : تسلم ايدك بس أنا هتمرن الأول ابقي أخري نفسك ساعة كمان .
ماسة : حضرتك قولت ٨ .
سليم : خلاص خليها ٩ .
ماسة : حاضر .
سليم بلطف : ميرسي صحيت لقيتك محضرالي كوبايه المياه بالعسل والليمون .
ماسة : حضرتك قولتلي إنك بتشربها على الريق وإنك بتصحى من الساعة ٦ الصبح .
سألها سليم وهو يحتسي الماء : هو أنتي بتصحي الساعة كام على كدة ؟
ماسة : من الفجر باصلي وأروح أشتري لوازم البيت .
سليم : تمام…أنا هروح أتمرن عن إذنك .
ماسة : اتفضل .
سليم : تيجي تتفرجي عليا ؟
ماسة بابتسامة : ماشي .
تحركا حتى الباب الآخر المطل على حديقة صغيرة بحمام سباحة صغير … وكان معلق في الحديقة استاند البوكس اقترب سليم منه وأخذ القفازات وارتداها وبدأ يتمرن بتركيز كانت عضلاته قوية و مفتولة بشدة .
جلست ماسة تشاهده بابتسامة جميلة وبعد وقت انتهى سليم من التمرين و خلع القفازات …
ركضت ماسة عليه بمنشفة صغيرة وأخذت تنشف له عرقه باهتمام من على وجنتيه وجبينه ..
كانت عين سليم مسلطة عليها بتحدق و اعجاب بما تقوم بيه … فقد شعر بهزة قوية من تلك اللمسات
لكنه كان يخفيها ببراعة وفور انتهائها أمسكت زجاجة الماء وناولتها له باهتمام .
سليم بامتنان : ميرسي يا ماسة على اهتمامك .
نظرت له بخجل بابتسامة رقيقة بصمت .
سألها سليم : هو أنتي مش قولتلي إن أصحاب لارا بيجوا هنا صح ؟
ماسة : آه على طول ؟
سليم : بتعملي كدة معاهم ؟
ماسة بتعجب :: بعمل ايه ؟
سليم بغيرة مبطنة : كدة لما بيتمرنو بتتفرجي عليهم و تمسحي عرقهم وتيجبيلهم مياه من غير مايطلبو و لو بيشربو حاجة تحضريها من بدري .
ماسة ببراءة : لا خالص حضرتك و بس اللي بأعمل كده معاه ، آني كنت بس بجيب الفطار و الغدا أعمل قهوة ، شاى كدة بس، لكن عمري ماخدت و اديت وعملت مع حد كدة إلا مع حضرتك .
سليم بإبتسامة غزل : أنا كدة مميز .
تبسمت ماسة بخجل دون حديث
سليم بنرجسية اعتاد عليها : ياريت أفضل مميز عشان لو حسيت إن اللي بيتعمل معايا بيتعمل مع غيري هأزعل أوي .
ماسه تبسمت : حاضر .هروح أسخن الفطار عقبال ما تاخد الشاور بتاعك .
سليم : اتفضلي .
ذهبت ماسة وأخذ ينظر سليم لآثارها باعجاب شديد
((وخلال كم يوم ))
كانت ماسة هى من تقوم بتحضير الفطار لسليم. وتجلس تشاهده حتى ينتهى من تمرين البوكس وبعض ألعاب القوى فهو رياضى جداً .
كما نرى مدى تطور علاقة سليم وماسة وقربهما من بعضهما
فكان يتعامل معها سليم بتودد ولطف شديد،
وهي كانت تتحدث معه بكل براءة وتلقائية وكان يحب أن يستمع إليها برغم أنه كان قليل الكلام لكن معها كان الأمر مختلفا….
كان سليم منجذبا لها بشدة وهو لا يعرف ما هو سبب ذلك الانجذاب …
كما أنها كانت لا تعمل في قصر منصور كما طلب سليم .
وكان هذا سبب كافي لحديث الجميع عن هذا الأمر ؟؟
*************************
غرفة عائلة ماسة ١٢م
نشاهد ماسة تقف أمام البوتجاز تقوم بعمل الطعام
كان والدها مجاهد يقوم بأداء صلاه الظهر… بعد الإنتهاء انتبهت له ماسة .
ماسة : حرما ياابا .
مجاهد : بت ياماسة تعالي .
ماسة : حاضر .
اقتربت منه حتى توقفت أمامه .
مجاهد : معندكيش شغل مع سليم بيه ؟
ماسة : لا .
مجاهد باهتمام : قوليلي عاملة ايه معه؟ كويس معاكي ولا أكلم الست كارولين تخليه يشوف غيرك .
ماسة أجابته مسرعة بلهفة ورفض : لا والنبي يا بااا
دة سليم بيه طيب أوي، والشغل معه حلو ومش متعب ، أنت فاكرني بقعد أعمل حاجة هناك طول النهار ! ده آني بفضل قاعدة بتفرج على التلفزيون ، هو مش بيطلب حاجات كتير، ياريته يفضل هنا على طول كفاية أنه بيناديني باسمي مش بيقولي يا بت ولا عمره زعقلي .
مجاهد وهو يربت على كتفها : طيب يا ماسة ربنا يسعدك هو اللي قالك روحي اعملي الغدا .
ماسة : أنا استأذنت منه لأني خلصت كل حاجة قالى روحي و متتأخريش… هخلص الغدا و أروح أشوف لو عايز حاجة .
مجاهد : طيب اعملي الغدا ورحيله ربنا يسترها معاكي يا بنتي ، انا رايح الأرض مش عايزه حاجه .
ماسة : كتر خيرك يابا .
بقلمي ليلةعادل (. ❛ ᴗ ❛.)🌹
_ قصر منصور ١م
_ نشاهد لورين و لارا و كارولين ومنصور يجلسون في الهول وهم يتحدثون وكان يبدو على ملامح منصور ولورين الضجر قليلا .
منصور باستخفاف ممزوج بتعجب : أنا مش فاهم ايه الأفكار دي ! سليم معجب بماسة !!! ، أنتي مجنونه ، سليم مستحيل يبص لماسة، هى بس مريحاه مش أكتر، و يوم يعني ما هيحصل حاجة، هتبقى زي صفاء مش أكتر .
لارا بتهكم وهى ترفع احد حاجبيها بتعجب : وأنت هتسمح أنه يحصل كدة فى البنت الغلبانة دي وتعيد قصة صفاء !!!
منصور : سليم غير رشدي، سليم عاقل بس أنا بطمن أختك، بعدين أنتي ليه بعيدة عنه كدة ؟ الوقت اللي الخدامة دي معه، المفروض تكوني أنتي ، (وجه نظرته كارولين بضيق) ايه يا كارلا أنتي لسه متكلمتيش معها ؟
تنهدت كارولين وقالت وهي تنظر له : اتكلمت ووعدتني.. (التفتت باتجاه لارا بضيق ) لارا أنا زعلانة منك .
نظرت لها لارا بعدم فهم : زعلانة مني ! ليه ؟ أنا عملت حاجة تضايق حضرتك وأنا مش واخدة بالي؟
كارولين بعتاب : ايوة عملتي، وعدتيني إنك هتقربي من سليم وهتدي لنفسك فرصة تتعرفي عليه، وأنا بنفسي وعدتك وقلت لك لو ما حسيتيش من ناحيته بأي حاجة أنا هكون معاكي، لكن للاسف وعدتيني وماكنتيش قد وعدك معايا .
لارا باعتراض ممزوج بتوضيح: مامي أنا ما وعدتكيش أنا سكت، وسكوتي مش معناه إني وعدتك، لكن كان معناه إني هفكر ، وأنا فكرت ولقيت إن أنا وسليم لا نصلح لبعض، فالو سمحتم ما حدش يتكلم معايا في الموضوع ده تاني .
منصور وهو يوجه حديثه ونظرته ل لارا بضيق و بنبرة حادة قليلا : يعني ايه محدش يتكلم معاكي في الموضوع ده !! هو الموضوع ده في تفكير أصلا ! هو سليم ده يترفض ؟ ده الملك الجديد ، عارفة يعني إيه الملك الجديد ، يعني هو اللي هيقش ملايين مجموعة كاملة بتتكون من ١٠ شركات، عايزة كل ده يروح لوحدة غيرك .
لارا باستهجان : يروح ما يروحش أنا مليش دعوة هو أصلا باين عليه أنه ما بيفكرش في الموضوع ولا بيفكر فيا من الأساس ، وجوده هنا مكنش أبداً زي مافكرتو عشان يقرب مني ، هو جاي هنا فعلاً يغير جو ويهدي أعصابه مش عشان خاطر يدور على عروسة أو ياخذ معايا فرصة.. عن إذنكم .
تحركت وصعدت الدراج .
منصور بضيق : غبية .
كارولين : سبها تهدى وهكلمها .
لورين بتهكم : اشمعنا هي !! ليه مش انا ؟
منصور : أنتي صغيرة .
لورين : يعني هى دي المشكلة ؟ هو أنا أصغر بكتير هما ٣ سنين بعدين كلكم عارفين إني معجبة بسليم من زمان.. خلوني آخد فرصة معه يا بابي… اللي يهمك أنت وطنط فايزة إن سليم يتجوز بنت من بنات العائلة، مش مهم مين، وأنا من العائلة، بعدين أنا وطنط فايزة قريبين من بعض عكس لارا.. يبقى أنا الأصلح .
نظر لها منصور يبدو أنه عجبته الفكرة : ماشي خلاص من النهارده حاولي تقربي من سليم .
لورين بابتسامة أمل : أكيد .. نهضت
كارولين : رايحة فين .
لورين : هروح أقرب من سليم عن إذنكم .
_ قصر منصور ٢م
_ داخل الاسطبل
_ نشاهد ماسة وسليم وهما يقفان بجانب بعضهما ويضحكان بمرح وانسجام وكان بجانبهما أحد الخيول العربية الأصيلة…. كانت ماسة تمسك بالسرج وكان سليم يقوم بتجهيزه ليصعد عليه .
ماسة وهي تضحك : بس و أمي من وقتها حلفت عليا ما أوقف تاني على البوتجاز انا كان كل همي شعري اللى اتحرق ههههههههه .
سليم : أمال رجعتي ازاي تطبخي ؟
ماسة : أبويا قلها مش عشان حرقت الأكل مرة خلاص لازم نديها فرصه تانية وتثبت نفسها بقى .
سليم بمزاح : طب أوعي تحرقي الأكل النهارده أنا جعان أوي .
ماسة : ايه مش هتتغدى معاهم؟
سليم بابتسامة جذابة : لا عايز آكل من ايدك .
ماسة : عينيه يا سليم بيه .
سليم : ماسة أنتي قولتي شعرك كان واقف ازاي بقى .
رفعت ماسه شعرها لأعلى واحولت بعينيها بمزاح وهى تقول: كدة ههههههه .
ضحك الاتنين بصوت عالي .
اقتربت لورين منهما والحقد يملأ قلبها .
لورين : مساء الخير .. ازيك يا سليم .
سليم : تمام .
لورين وهي تضع يدها على الخيل : مركبتش سلطان ليه .
ماسة : سلطان الدكتور قال يرتاح شوية عشان كدة طلعنا عنتر .
لورين بشدة : محدش سألك .
ماسة باحراج : آسفة
نظر لها سليم بضيق لكنه لم يتحدث أو يعلق .
لورين : أنتي مابتجيش تقعد معانا ليه… اقتربت منه بعض الخطوات وتلامست بكفها قميصه بإغواء اكملت … يعني ٣ أيام مشفنكش على طول في الاستراحة .
سليم بجمود : أنا جاي أهدي اعصابي مش أقعد مع حد عن إذنك … صعد الخيل نظر لماسة وقال :
ماسة مستني الغدا من غير حرق .
ماسة بابتسامة : حاضر من عيوني… هروح دلوقت أعملك أحلى غدا .
سليم : تسلم عيونك الحلوين .
تحرك بالخيل قليلا لكن كانت عيون لورين تنظر لهم بغل وغيرة … فهي تشعر أن هناك شيء ما داخل سليم لماسة… فهو يتعامل معها بلطف ويبتسم لها وحين تحدثت هي معه عبس وجهه ولم يعطيها من وقته سوا ثواني معدودة وتركها برغم أنه يعطى الكثير لتلك الخادمة…. نظرت لها لورين
لورين بحدة : أنت يا بت ما تروحي القصر تساعديهم في الشغل .
ماسة ببراءة : بس يا ست لورين سيدي سليم قالي متعمليش حاجة بالقصر… وأني كمان رايحة أحضرله الغدا .
لورين بجلافة : أنتي بتعصي أوامري يا زفتة
ماسة ببراءه : العفو يا هانم آني بس بوضحلك .
لورين : وأنا بقولك روحي انجري على القصر .
_ على الاتجاه الآخر
_ كان سليم قريبا منهما لحد ما جذب انتباهه طريقة حديث لورين مع ماسة التى يبدو عليها الغضب والصراخ… توقف وأخذ يشاهد ما يحدث من مسافة قريبة .
_ على الاتجاه الآخر عند ماسة ولورين .
ماسة : ماشي بس هروح أقول لسليم بيه لحسن يزعل .
تنهدت لورين بضجر : بت أنتي بتفهميش… بطلي سهتنة.. أنا فهماكي كويس عيلة غبية (زغدتها من كتفها ) غوري من وشي واعملي اللي قولتلك عليه .
ماسة بحزن : حضرتك بتضربيني ليه أني معملتش حاجة ؟
لورين يتهكم : أنتي كمان بتردي عليا ؟ عايزة تشوفي الضرب اللي بجد ! حاضر ..
وفجأة صفعتها بقلم على وجهها ..
وضعت ماسة يدها على وجهها وهبطت دموعها بألم و انكسار
وفجأة اقتحم سليم عليهما المكان وهبط مسرعا من على الخيل .
وبنبرة رجولية جهورة يهتز لها اقوى الرجال بعروق نافره قال : لـــورين .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الماسة المكسورة)