روايات

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الثاني عشر 12 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الثاني عشر 12 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) البارت الثاني عشر

رواية هوس متيم (هيامي) الجزء الثاني عشر

هوس متيم (هيامي)
هوس متيم (هيامي)

رواية هوس متيم (هيامي) الحلقة الثانية عشر

دلفت هيام المنزل برفقة والدها ومالك الذى أصر عليه خالد الصعود معهم للأعلى وبداخله راحة لامتناهية لما سيسببه من إحراج لـ زوجته أمام شقيقتها و ابنها الذى هاتفه اليوم وأخبره برغبته بالمجئ و التقدم لأبنته
أشار لـ هيام التى أعتراها التوتر و اصبح باديًا و واضحًا على وجهها كوضوح الشمس وتمتم بنبرة حنونه دافئة اعتادت عليها منه
-تعالى يا هيام ادخلى متخافيش
أزدردت ريقها وخطت بقدميها داخل المنزل و عينيه تجول بزوايا المنزل فـ فرغت شفتاها وأتسعت عيناها بأعجاب لرقى وجمال المنزل الذى لا يشبهه منزل والدتها، فليس هناك أى داعى للمقارنه فذاك المنزل كالجحيم بالنسبة لذاك الجمال الذى تراه، تفحصت عيناها أثاث المنزل وتلك التحف والجدار
أقترب مالك الذى كان يقف خلفها يراقب أعجابها الطفولى بأركان المنزل و رمق عمه بنظرة سريعه و ابتسامة شغوفة على وجهه، وتمتم من خلفها بصوت خافض هامس
-عجبك البيت مش كدة؟؟
أماءت برأسها بهدوء شديد متمتمة بخفوت مماثل له
-عجبنى بس ده يجنن، ايه الجمال ده
أتسعت أبتسامة مالك وكذلك خالد ولكن لم تدم أبتسامتهم طويلًا
خرجت ندى من حجرة الصالون بعدما استمعت لبعض الهمهمات بالخارج فظنت بأنه يتحدث بالهاتف و تناسى قدوم إياد و والدته رجاء
أستأذنت من شقيقتها و خرجت لـ تـرى زوجها التى تشتعل منه ومن تأخره الدائم وكأنه يتعمد أن يحرجها أمام شقيقتها
كادت أن تفتح فوها و تعنفه عن تأخيره وأنه دائمًا ما يقلل منها ولكنها سرعان ما رفعت حاجبيها بأستنكار رامقة هيام بنظرات متفحصة من أعلاها لأسفلها مقتربة منهم بخطوات هادئة والكثير من التساؤلات على وجهها
انتبهت هيام و كذلك مالك و خالد لقدومها فـ تـسمرت هيام مكانها تتفحص هيئتها و ملابسها القصيرة نوعًا ما ولا تليق بـ عـمرها
-مين دى يا خـالد!؟
إلتوى فم خالد بأبتسامة جانبية و كاد أن يجيبها فسبقته هيام متعلقة بذراعيه مقتربه منه متمتمة ببراءة مصطنعة وابتسامة على وجهها
-انا هيام بنته وبنت هبه فكراها طبعًا
أتسعت عيناها وأشتعلت بنيران حارقة وتعلقت عينيها بذراعيها التى تشبتت بخالد فصاحت بصوت عالى وغاضب بآن واحد محاولة الأقتراب من هيام والنيل منها
-نعـممممم!!!!!! بنته ازاى يعنى أنتى هبلة يا بت أنتى
وقف خالد حاجزًا بينهم وزمجر بها بشراسة
-اللى سمعتيه يا ندى هيام تبقى بنتى و من أنهاردة هتقعد معايا هنا وليها فى البيت زيك بضبط انتى سامعة
خرجت رنا وإياد ورجاء من غرفة الصالون و الدهشة تعتريهم لاصواتهم العالية و استمعوا لكلمات خالد الاخيرة بما يخص هيام قكانت صدمتهم لا تقل شيئًا عن ندى التى كانت تتمنى ان تجلبها من خصلاتها فصاحت هى الآخرى بشراسة
-يعنى ايه بنتك جايبلى بت شحطه زى دى وتقولى بنتك و عايز تقعدها معانا فى بيت واحد انت أكيد اتجننت وجنانك ده ميتسكتش عليه، البنت دى مستحيل تقعد معايا و مع بنتى فى بيت واحد
ظل خالد محتفظًا بابتسامته وإذا به يقبض على ذراعيها بحركة مفأجاة ويجذبها تجاه غرفتها
تطلعت هيام برنا التى اقتربت منها بفستانها القصير والصدمة تعترى وجهها ولكن سرعان ما تخطت صدمتها وضيقت عينيها هاتفه بسخرية
-مش انتى البنت بتاعة المل
قاطعها مالك بصياحه الحاد مغمغم بشراسة
-رنا أتلمى هااا
حدقت به رنا و نهشت الغيرة قلبها لـ دفاعه عنها وظل يدور بخلدها الكثير و الكثير ولكنها فضلت بألتزام الصمت بالوقت الحالى
ألتفت مالك تجاه رجاء وإياد و رسم بسمه بسيطة على محياه
-طيب يا جماعة رنا قالتلى انكم هنا عشان بتطلبوها و طبعا شوفتوا اللى حصل فياريت نأجلها بكرة و انا واثق ان عمى هيهدى الوضع
عقدت رجاء يديها أمام صدرها وقالت بنبرة متكبرة رامقة هيام بأستعلاء
-هو فى ايه بضبط وايه اللى البنت دى وعمك بيقولوه وصحيح تبقى بنته
لم يعجبها لـ هيام تلك النبرة التى تحدث بها فقامت بتقليدها و عقدت يديها أمام صدرها قائلة بعجرفة مصطنعة
-انتى مسمعتيش اللى انا قولته ولا ايه
-انا موجهتلكيش كلام وأصلًا مبكلمش مع أشكالك
شهقت هيام شهقة طويلًا فأثارت تلك الفعلة إعجاب إياد وظل يطالعها بنظرات ليست بريئة بالمرة
-ومالها أشكالى يا طنط وبعدين انا اللى ميشرفنيش اتكلم مع ناس متعنتظين زيكم الا صحيح شبعة من بعد جوعه
كادت ان تعنفها رنا وترد عليها لولا حديث مالك مهدئًا الأجواء غامزًا لها بعينيه اليسرى مكافحًا أبتسامته التى أرادت الظهور على وجهه الوسيم غير منتبهًا لـ رنا التى رأته يغمز لها
-بس يا هيام انتى هتردحى ولا إيه
وألتفت تجاه رجاء معتذرًا منها فتجاهلت أعتذاره و غادرت من أمامهم بصحبه ابنها الذى رمق هيام بنظرة خبيثة
*********
دفعها داخل الغرفة مما جعلها تترنح بفضل ذاك الكعب العالى التى ترتديه و أغلق الباب من خلفه بأحكام، وأقترب منه بأعين قد أسودت من شدة الغضب، و تطلع بها بنظرات جعلت الرعب والذعر يدبان بقلبها و بجسدها الذى أنتفض ما أن لمسها مقربًا إياها منه دافعًا إياها مرة أخرى تجاه الحائط وقبض على فكيها متمتم من بين اسنانه بشراسة و غل
-حسك عينك تفكرى ترفعى صوتك ده عليا تانى، وبنتى هتقعد معايا هنا وفى بيت واحد وأنتى هتتقبلى ده سواء بمزاجك أو غصب عنك، لان اى كلام هسمعه من الودن دى و هخرجه من التانية وهرميه كمان فى أوس* مقلب زبالة، وبعدين لو نسيتى اللى حصل زمان مستعد أفكرك وأفكرك بعمايلك الوس**
ظل جسدها يرتجف بين يداه وما زاد الامر سوءًا وزاد من ارتجاف جسدها هو تذكرها لـ فعلتها التى لا تغتفر
أزدردت ريقها و ظل تتطلع لعينيه عدة ثوانى قال خلالهم بنبرة واعدة مهددة
-متفتحيش على نفسك أبواب أنتى مش قدها يا ندى وعايزك تحمدي ربنا ليل نهار أنى لسه مخليكي على ذمتى لولا بنتك كان زمانى رميكي، وهبه اللى خلتيها تبعد عنى زمان هترجعلى وانتى هتوافقى برضو ماهو يا توافقى يا نفتح الدفاتر القديمة وبنتك ساعتها هتعرف أن أمها واحدة
كاد يكمل باقى جملته فقاطعته مغمضة عينيها بغل مغمغمة بأستسلام ظاهرى و توعد داخلى
-ماشى يا خـالد اللى عايزه اعمله كدة كدة انت تعارف أنك مش فارق معايا
ضغط على شفتيه بقسوة وقال راسمًا بسمه على محياه أشعلتها قبل أن يخرج من الغرفة ويصل إليه صوت أبنته الكبرى العالى
-وانتى كذلك يا حبيبتى متفرقيش معايا انا عايش عشان بناتى وهبه وبس
خرج من الغرفة ليري ما يحدث خارجًا و لحقت به ندى راسمه قناع البرودة على وجهها
**********
بالخارج وبعدما غادرت رجاء وإياد
أشار مالك برأسه لـ هيام تجاه غرفة الصالون قائلًا بنبرة مرحه متجاهلًا رنا التى تحدق بهم بغيظ
-تعالى يا هيام افرجك على الصالون متأكد انه هيعجبك
حركت هيام عينيها التى كانت تحدق برنا التى بادلتها نظراتها بأخرى هادئة، أماءت له برأسها وتحركت أمامه فكاد ان يخطى خلفها فجذبته رنا التى اسرعت مقتربه منه هامسه بجوار أذنيه بغيرة واضحة
-هى عجباك و لا إيه طب ما تأخدها وفرجها على اوض النوم يمكن تعجبك أك
ألتفت ينظر لعيناها بأعين قاتمه محررًا يديه من قبضتها
-تصدقى بالله أنك مهزقة وأنا مش هرد عليكى وبعدين مش هيبقى أنا وانتى ولا إيه
تركها واقفة مكانها و لحق بهيام للصالون فدبدبت بقدميها على الأرض
-أعااا ماشى يا مالك بقى انا مهزقة والله لوريك
خلعت كعبها العالى ودفعته ارضًا بطريقه عشوائية و لحقت بهم فوجدته يقف بجوارها والابتسامة على وجوهم يتهامسون على ما فعلوه منذ قليل بـ رجاء فاقتربت منهم وقد طفح الكيل وقالت بهستيريا و هى تدفعه بقبضتها الصغيرة على صدره العريض عدة مرات متتالية فصدمت هيام و مالك من فعلتها وصياحها
-ما انت بتعرف تضحك و تهزر اهو أومال انا على طول مصدرى الوش الخشب ليه، ليه طريقتك ناشفة معايا على طول ليه بتعاملنى ببرود حته بت لسه متعرفهاش عمال تضحك وتهزر معاها واتفقت معاها على خالتو و خلتوها مشيت زعلانه
عض على شفتيه وانفجر بها مغمغم
-البنت دى تبقى اختك، وأنتى عارفة سبب اسلوبى معاكى انا مبحبش اسلوبك وطريقتك فى الحياة و انتى عارفة ده، وبعدين انتى البجاحة دى جيباها منين انتى ليكى عين تكلمى
دلف خالد و من خلفه ندى فتمتم بدهشة
-فى ايه يا رنا بتزعقى ليه؟؟
ألتفتت رنا تجاه والدها و صاحت به هو الآخر لتنسى مالك ما كاد ان يتفوه به و يفضح آمرها وكانت نظرات والدتها الفخورة معلقه بها
-فى أنى زهقت، ومحدش فيكم حاسس بيا البيه اللى المفروض ابن عمى عُمره ما ضحك فى وشى ولما ظهرت الهانم اللى جمبه دى ضحكته بقت من الودن للودن وبقى بيعرف يضحك و يهزر و يدافع كمان، وبعدين انا عايزة افهم البنت دى طلعت منين ازاى يعنى يبقى ليا اخت..أنت خنت ماما يا بابا!!
كادت هيام ان تجيبها و لكن سابقها مالك مدافعًا عن عمه منهيًا ذاك الشجار الذى كان على وشك الحدوث بين الاختين
-لا أتجوز على سنه الله و رسوله و ندى هانم كانت عارفة بس ادخلت وقت ما حبت انها تدخل مش كدة يا ندى هانم
أبتلعت ريقها بتوتر و اقتربت من أبنتها محاولة تهدئة روعها
-رنا حبيبتى مش عايزاكى تفكرى باى حاجه ولا تشغلى دماغك والدك فعلا كان متجوز زمان بس انا كنت عارفة يعنى مخباش عليا و بعدين حصل سوء تفاهم و انفصل عنها ومكنش يعرف أنها حامل
ابتعدت رنا عنها وقالت بسخرية و تهكم
-عبيطة انا مش كدة انتى مصدقة اللى انتى بتقوليه ده كلام ميدخلش عقل عيل صغير بس على العموم انا مش هشغل دماغى و لا هفكر فعلا زي ما قولتى
وألتفتت تنظر لوالدها الذى نفذ صبره من أسلوبها المتعجرف و المستهتر والذى يشبه اسلوب والدتها وقالت قبل ان تدلف غرفتها مغلقة الباب بوجههم
-إياد هيجى بكرة مع خالتو عشان تتفقوا وياريت تبقى موجود المرة دى
***********
-تعالى يا هيام دى من أنهاردة أوضتك وبأذن الله من بكرة هضبطهالك و هخليهالك اجمل اوضة فى البيت كله وحاليا هتقعدى فى اوضة أصغر عقبال ما نوضب دى ها تحبى ألوانها تبقى إيه
خطت بقدميها داخل الغرفة وتفحصت الغرفة الواسعة وذلك الفراش الوثير الذى يتوسط الغرفة وكذلك التسريحة و الأريكة متوسطة الحجم
أتسعت أبتسامتها وهى تتخيل الوان الحائط و الأثاث بالوانها المحبه لقلبها و لعينيها
-أحمر فى أسود يا بابا أنا بحب اللونين دول اوى غير انهم هيبقوا حلوين اوى أنا واثقة
أقترب منها وضمها لأحضانه مقبلًا اعلى جبينها
-ذوقك يجنن يا هيام و فعلا اللونين حلوين أوى، يلا بقى دلوقتى على اوضتك الاحتياطى عشان تنامى و بكرة هعرفك على باقى العيلة تمام
تنفست الصعداء مجيبة إياه بأبتسامة محبه
-تمام
اوصلها للغرفة التى ستقيم بها و تركها مغادرًا الغرفة فتنهدت براحه و اخرجت هاتفها من جيب بنطالها الأمامى و التى وضعته صامتًا منذ ان كانت بالسيارة فـ معشوقها لا يكف عن الاتصال بها
نظرت بالهاتف واتسعت عيناها من عدد أتصالاته
-يا ابن المجنونه كل دى مكالمات
ارتجف جسدها عندما وجدته يعاود الأتصال بها مرة أخرى فأغلقت بوجهه ووضعته بالقائمة السوداء (بلوك) بهاتفها و بذلك لن يستطع مهاتفتها و الوصول إليها فأرتسمت أبتسامة شغوفة وهى تتوعد له قائلة
-أنت لسه شوفت حاجة انا هوريك أزاى ترفضنى و ترفض حبى
***********
دفع هاتفه بالحائط فسقط على الأرضية وتهشم لقطع بعدما فهم فعلتها فكلما حاول ان يهاتفها يعطيه بأنه مشغولًا فظل يدور كالثور الهائج اسمه ثائر و هو بتلك اللحظة كان ثائر عن حق لن يستطع احد الوقوف أمامه بتلك اللحظة كان هائجًا لأقصى درجة يطيح بكل ما يقابلة بالمنزل مهشمًا إياه لعدة قطع لا يصدق رحيلها ورفضها لـ البقاء معه ومع والدتها
يعتريه الغضب تجاه هبه التى تركتها ترحل دون ان تعترض او تمنع رحيلها الذى آلمه و جعل قلبه يتمزق و يحترق بنيران العشق و الغرام
ظلت سارة تتابعه بعينيها لا تتجرأ على الأقتراب منه بتلك الحالة ولا تفهم شئ مما يحدث وما سبب غضبه وبركانه ذاك، فقامت بمهاتفة زوجها والذى لن يستطيع غيره تهدئه ثائر
صدح رنين المنزل فأقتربت منه بحذر تتفادى ذاك الزجاج المهشم على الأضيه فوجدت بوجهها يوسف فقامت بجذبة من ذراعيه هامسة بخفوت وقلق لاح عليها
-كل ده يا يوسف انا مكلماك بقالى شوية
أقترب منها محاوطًا وجهها بحب وخوف نابع من قلبه ومن مشاعره تجاها
-فى ايه يا سارة انتى كويسة قلقتيني عليكى انا آسف انى أتاخرت عليكي بس انا كنت فى مشوار
أماءت له محاولة طمأنته
-كويسة بس ثائر هو اللى مش كويس مش عارفة ماله حنين جت أخدته و رجع عينيه بطلع نار و عماله يكسر فى اى حاجه عينه تيجى عليها انا مش عارفة اهديه
أزاحها من طريقه و دلف المنزل فأغلقت سارة الباب من خلفه و أتجهه تجاه غرفة ثائر
وما ان اقترب من الباب حتى وجده بتلك الحالة فأقترب منه و غمغم بقلق
-مالك يا ثائر ايه اللى انت عمله ده أنت اتجننت
ألتفت ثائر ينظر لـ صديقه و الذى جاء بوقته المناسب فأقترب ثائر منه والشرار يطلق من عينيه
قطب يوسف حاجبيه وهو يرى تلك النظرة وذاك الغضب تجاه وكاد ان يتحدث فوجده يقترب منه يسدد له لكمه قوية جعلته يترنح
اتسعت عين سارة ويوسف وأقتربت سارة من يوسف لتطمئن عليه فوضع يوسف يديه مكان اللكمة وقال
-يا بن المجنونه انت عبيط يالا بتضربنى ليه يا عم
زمجر ثائر به بصوته الرجولى الغليظ
-عشان مش طايقك و لا طايق اختك اللى مبيجيش من وراها خير أبدًا و اخفى من قدامى يا يوسف عشان مشلفطش وشك ده وانا اصلا بتلكك ومش طايق نفسى فأنفدت بجلدك أحسنلك
أعتدل يوسف و علم بأن صديقه اخرج شحنه زائدة من غضبه بلكمه فتغاطى عن فعلته و تحدث بلهجة حاول جعلها مرحة لـ يخفف عنه
-يا عم أنا أخوها ومش طايقها عادى قولى بس عملتلك ايه
-عملها أسود و منيل انا طول عمرى بتشائم من اختك أعوذ بالله منها بت ده الله يكون فى عون اللى هيجوزها أمه داعيه عليه
تحدتث سارة بنبرة ذات مغزى تقلق على شعور يوسف فمهما كانت هى شقيقته الوحيدة ويحبها مهما فعلت
-خلاص يا ثائر وبعدين حنين مش جديدة علينا يعنى
أقترب يوسف من ثائر و وقف بمقابلته و قال
-ايه اللى حصل يا ثائر وليه كل اللى انت عمله ده وحنين عملتلك إيه
-مش مهم عملت ايه دلوقتى المهم ان هيام مشيت من الحارة مشيت و سبتنى، مشيت مع ابوها وابن عمها الحيوان اللى إن شاء الله همسك فى زمارة رقبته و مش هحله غير ما اطلع روحه فى أيدي
-أبوهاااااااا!!!!!!!!!!!
قالتها سارة و يوسف بصدمة فصاح ثائر وهو يزيحهم من طريقهم
-يوووه أنا مش ناقصكم انتوا الاتنين انا نازل أقعد على القهوة ومجيش ورايا يا يوسف سامع
خرج ثائر من المنزل ودفع الباب من خلفه
أستدرات سارة تجاه يوسف بقلق
-أنت كويس الضربة وجعاك
رفع يوسف يديه و وضعها على اللكمة قائلًا بكذب
-ااه وجعانى اوى أخوكى ايدك مزربة روحى جبيلى حته تلج احطها على وشى اللى اخوكى بوظه
أماءت له ببراءة و أتجهت للمطبخ وما كادت ان تخرج له ثلج فوجدته خلفها يحيط بها مغمغم بهمس جوار اذنيها
-وحشتينى يا سارة
أبتلعت تلك الشهقة التى كادت أن تخرج وألتفتت تنظر له متصنعة الغضب
-خضتنى وبعدين ايه اللى جابك هنا مش بجبلك تلج عشان وشك ده
التصق يوسف بها واصبح لا يفصل بينهم شئ وغمغم أمام شفتيها
-مش عايز تلج
ابتلعت ريقها بتوتر و دفعته بعيدًا عنها لتبعد تأثيرة وحضوره الطاغى عليها
-أومال عايز إيه
-عايز مراتى، وحبيبتى عايز سارة وبس
-وسارة مبقتش عايزاك يا يوسف روح أتجوز هنادى اللى امك اختارتها وحباها عشان مش بور وهتجبيلك العيل اللى نفسها فيه
كاد أن تخرج من المطبخ فجذبها و جعلها تلتفت إليه و تقابلت عينيهم فقال بنبرة حاسمة لا تقبل أى نقاش
-وأنا مش عايز اى حاجة فى الدنيا دى غيرك ومفيش واحدة هتملى عينى غيرك وأنتى عارفة الكلام ده كويس يا سارة و مش هنفضل كل شوية نعيد نفس الكلام انا تعبت وعايز اعيش فى هدوء
-بس ده عُمره ما هيحصل يا يوسف خالتى صباح مش هتسيبنا وهتفضل وراك لحد ما تجوز ومش بعيد تحلف عليك و ده اللى انا خايفة منه، انا كنت موافقة فى الاول بس يمكن عشان مكنش فى واحدة معينه فكنت بكلم وعايزة اريحك و خلاص بس بس
اطرقت راسها للاسفل فرفع ذقنها بأنامله
-بس إيه يا سارة!؟
رفعت عينيها لـ تتقابل مع عينيه الصادقة الساحرة والتى تأخذها بمكان آخر
-لما شوفت هنادى و شوفت نظراتها ليك مستحملتش يا يوسف والموضوع زاد لما والدتك فاتحتنى فى الموضوع و استفزتنى بكلامها انا انفجرت فيها و مستحملتش ولميت هدومى و جيت على هنا
وضع يوسف يديه بجيب بنطاله و اخرج مفتاحًا وضعه أمام وجهها فأرتسم التساؤل على وجهها
-ايه المفتاح ده يا يوسف
ألتقط يديها وقام بفتحها واضعًا بهم المفناح مغمغم بحب و يديه التى وضعت المفتاح بيدها تداعب وجنتيها بأشتياق
-ده مفتاح بيتنا الجديد واللى هنعيش فيه لوحدينا و نبعد عن اى حاجه ممكن تهدم جوازنا، عشان شكوكك حصلت يا سارة بس أنا مستحيل انفذلها اللى هى عايزاه هى كدة عايزه تخرب بيتى وربنا أكيد عارف نيتى وانى مش قصدى اعصيها بس هى اللى مش قادرة تفهم انى مقدرش اكمل من غيرك يوسف من غير سارة يعنى جسد من غير روح أنتى روحى يا سارة
صمتت لعدة ثوانى لم يستطع معرفة ما يدور بخلدها وأعتراه القلق حول صمتها وتلك الدموع التى يراها بمقلتيها فقامت بدفع جسدها داخل أحضانه ضاممه إياه بقوة متشبثه به كالطفل الصغير الذى يتشبث بوالدته فقالت بحب
-أنا بحبك اوى يا يوسف بحبك أووى وحبى ليك كل شوية بيزيد أن آسفه عشان زعلتك منى بس مكنتش هستحمل اشوفك فى حضن واحدة غيرى
ضمها يوسف بقوة وظلت يديه تربت على ظهرها بأكمله محاولًا بثها الأطمئنان والحنان فقبل خصلاتها هاتفًا بصدق
-أنا اللى بحبك يا سارة و مش هستحمل بعادك عنى
*************
جلس على القهوة بمفرده ومسح على وجهه براحة يديه وصاح بصوته
-واد يا عبدة
جاءه عبده وغمغم بمرح واضعًا الشيشة امامه
-عارف طلبك وحفظة و وضبته اول ما شوفتك
ألتقطتها ثائر و غمغم قبل ان يسحب منها نفسًا عميقًا
-هات تليفونك يا عبده عايز اعمل مكالمه ضرورى
أخرج عبده هاتفه الصغير
-اتفضل يا كبير ومتقلقش لسه شاحن امبارح يعنى هتلاقى فيه رصيد
لم يستمع ثائر لـ حديثه فكان منشغل بأدخال رقم هاتفها ليحادثها ويستمع لصوتها
***********
خرجت من الحمام الملحق بالغرفة التى تقيم بها حاليًا
ومنشفة على جسدها المبلل أثر استحمامها ويديها الأخرى بها منشفة صغيرة تجفف بها خصلاتها، فوقفت أمام المرآه ودفعت المنشفة من يديها فأستمعت لصوت هاتفها، تحركت من أمام المرآه و اتجهت لهاتفها فوجدته رقم غير مدون ارتسمت ابتسامة خبيثة على وجهها
-أكيد هو اصل هيكون مين يعنى مفيش غيره
فسعلت عدة مرات لـ تجعل نبرتها أكثر نعومة ورقة ووضعت الهاتف على أذنيها و هى تجيب بـ رقة
-ألو
-نهار أبوكى اسود ومطلعلوش شمس يا بنت هبه ده انتى هتشوفى منى سواد على عملتك المهببه دى وبعدين ايه ألو دى يا بت متتضبطى كده وتكلمى عدل بلاش مياعة
-ثائر!!!!!!!
قالتها بصدمة مصطنعة فأجابها بتهكم
-آه يختى ثائر اللى عملتيله بلوك وحياة أمك يا هيام ورحمة امى لوريكى وهربيكى من اول وجديد
-ايه الأسلوب الزفت ده هو انت مبتعرفش تكلم مع بنت ليه، ليه متكلمش زى مالك مثلًا مشفتوش بيكلم ازاى وأسلوبة عامل أزاى
-مالك!!!!!
قالها بصدمة ممزوجة بغيرة شديد نهشت بقلبه
-ايوة مالك وبعدين ايه تربينى دى انا متربية يا ثائر و على ايدك ولو كنت ناسى ممكن افكرك معنديش مشكلة
ضرب على الطاولة امامه بعنف مغمغم بعصبيه
-انتى اللى نسيتى ومشيتى ومبصتيش وراكى واديتى ظهرك ليا انا و امك اللى تعبت عليكى، كانت اخر اتوقعها انك تطلعى مبيطمرش فيكى اى حاجه من اللى عملناها معاكى
صاحت به بغضب وبانفعال
-لا يا ثائر انا بيطمر فيا ومبنساش حاجه بس كمان انت مش فاهم حاجه و لا عارف حاجه خالص، ومش معنى انى مشيت مع بابا انى مش بغلطه هو كمان بالعكس انا مغلطاهم هما الاتنين ماما مستنتش تسمع بابا ويشرحلها سبب اللى عمله و بابا غلط عشان خبى عليها من الاول انه اتجوز بس ماما غلطتها اكبر وادينى قولتلك ايه سبب بعدهم زمان وانه بابا كان متجوز قبل ماما
تنفست الصعداء وجاء بذهنها تلك الفكرة التى ارادت بها زيادة نيرانه ونيران الغيرة فغمغمت بنبرة ذات مغزى
-انا هقفل يا ثائر عشان عايزة البس مالك مستنينى بره اصله عايز يخرجنى ويفسحنى مع السلامة
-هياااااام هيااااام متج
أغلقت بوجهه فلم يجد سوى الشيشة أمامه فأطاح بها واسقطها ارضًا وصاح بمن ينظرون له مزمجر بقوة غير منتبهًا لمن تتابعه من خلف النافذة و سعادتها تزداد لأبعاد هيام عنه، وذلك الذى يترجل من سيارته راغبًا بشرح كل شئ لمحبوبته ذات الرأس اليابس
-ما تبص قدامك يا عم انت وهو… ايه هى فرجة و لا ااااايه
أنهى كلماته و وقعت عينيه على خالد فكز على اسنانه وقادته لقدميه تجاهه
أوقفه أمام البناية بصوتة الغليظ
-أستنى عندك
ألتفتت خالد له وقطب ما بين حاجبيه وسرعان ما ارتسمت السخرية على ملامحه متمتم باستنكار
-انت بتكلمنى انا
-ايوة بكلمك انت
أنزعج خالد من أسلوبه وعدوانيته الواضحه فى الحديث معه
-بقولك ايه أنا مش فاضيلك اطلع من دماغى أحسنلك
قالها وهو يدلف البناية تاركًا ثائر يقف مكانه و الغيظ و الغضب ينهشان به فلحق به ثائر قبل ان يصعد الدرجات وقال دون اى مقدمات
-لا هتسمعنى هيام أنا اللى كنت معاها فى كل حاجه وكنت على طول معاها وانت جيت كدة وخدت كل حاجه على الجاهز….هيام دى ملكي وتخصنى وعشان كدة لازم أتجوزها
-تجوزها!!!!!!
قالها خالد بتهكم واضح فأماء ثائر مؤكدًا حديثه
-ايوة عايز اتجوزها
ألتوي فم خالد بأبتسامة عابثة
-طلبك مرفوض يا كابتن بنتى مستحيل اجوزهالك
كاد أن يصعد خالد مرة أخرى فصاح ثائر بنبرة ذات مغزى حملت بين طياتها الكثير
-لا هتجوزهالى ما هو لما هبه ترفض ترجعلك مش هيبقى قدامك غيرى عشان اقنعلك هبه

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية هوس متيم (هيامي))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *