رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء الفصل الثلاثون 30 بقلم سارة أسامة
رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء الفصل الثلاثون 30 بقلم سارة أسامة
رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء البارت الثلاثون
رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء الجزء الثلاثون
رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء الحلقة الثلاثون
أللقلب أرجُل يركض بها ركض الملهوف؟!
كان قلبها هو الذي يهرول وليست أقدامها، وخفقانه المُرتعب يكاد يصم أذنيها، فقد ترجت لبيبة أن تُخبرها ماذا أصاب يعقوب لكنها التزمت صمتٌ مخيف..
لم تُبالي بألم رأسها ولا برؤيتها المشوشة، فقط تركض ودموعها تتدحرج بسخاء..
هدرت بعذابٍ واصب:-
– مستشفى!! ماله يعقوب .. هو فين .. يعقوب..!
أردفت لبيبة بهدوء:-
– تعالي معايا..
سارت خلفها بركض متلهف حتى وقفت أمام غرفة العناية المشددة، رفعت رأسها ليسقط قلبها إلى سابع الأراضين بعدما لمحت ماهية ما تقف أمامه، ما علاقة هذه الغرفة بيعقوب!!
توسعت أحداقها بدقة شديدة وقد انجلى أمامها من خلف هذا اللوح الزجاجي السميك جسد تحت العديد من الأجهزة الطبيبة ومتصل به مجموعة من الأنابيب الرفيعة الشفافة..
طال سكوتها وعزوفها وقد سكن العالم من حولها بشكل مُخيف، طوفان من المشاعر العاتية يجرفها نحو الهاوية..
تجمدت الدموع على أسطح عسليتيها ورفعتهم نحو لبيبة وشهقة مُميتة تحتجزها داخل جوفها، نظرة وجيعة من أعين رِفقة الصافية كان بها ألف حديث وتسائل..
واكتفت لبيبة بالإجابة بكلمة واحدة كانت كافلة بحدوث خراب عاتٍ بقلبها:-
– يعقوب..
وهنا خرجت شهقة من جوف رِفقة وكأنها شهقة خروج الروح من جسدها، واستدارت مسرعة تتشبث بكفيها فوق الزجاج بينما تُحرك رأسها برفضٍ تام…
اجتُث قلبها من أرضه وتمزقت أوتاره وثباتها أصبح كرمادٍ اشتدت بِه الريح في يومٍ عاصف..
جاء الطبيب فقالت لبيبة بأمر وهي تشير نحو رِفقة:-
– دخلها ليعقوب وخليها جمبه..
كاد الطبيب أن يعترض لكن بنظرة محذرة ابتلع رفضه وأشار للمرضات بتجهيز وتعقيم رِفقة التي هرعت بالركض للداخل لكن أوقفتها الممرضة بلطف:-
– لازم تتعقمي علشان خاطر صحته..
على مضض ارتضت وفور إنتهاءها من التعقيم ركضت للداخل بتوق وتلهف تحت نظرات لبيبة المراقبة بدقة..
داخلها كان مغمورًا بخفقان القلب الجارف فكانت كل خلية من جسدها تنبض بإرتعاش، قابلتها برودة الغرفة الكالحة وهنا تقع أنظارها للمرة الأولى على يعقوب…
عفوًا … هي على بُعد خطوة واحدة لتعلم أنها المرة الثانية وليست الأولى، المرة الأولى كانت منذ سنواتٍ عتيقة ستتذكرها حتمًا..
وقفت أمام جسده الغافي تنظر له بأعين غشاها الدموع وأنظارهم تجري بلهفة على ملامحه المُرهقة..
جلست بركبتيها أرضًا بجانب الفراش وأعينها لم تهبط عنه ثم بأيدي مرتعشة وضعتها فوق يده وهتفت بلوم من بين شهقاتها:-
– كدا يا أوب … وعدتني إن إنت أول واحد هشوفه أول ما أفتح .. وأول مرة أشوفك تكون بالوضع ده ومش حاسس بالدنيا ولا حاسس برِفقة..
بس أنا هنا ومش هسيبك أبدًا يا يعقوب، هتفوق علشان خاطر رِفقة..
رفعت يدها المرتجفة تضعها على جانب وجهه بحنان ثم همست مبتسمة بألم:-
– طلعت أوسم بكتير من تخيلي يا أوب…
ولم تُكمل حديثها فقد قاطعتها تلك الذكرى العتيقة من الماضي البعيد..
تلك الملامح تعرفها جيدًا، تلك الملامح المشوشة قد مرت مشوشة على عقلها قبل ذلك..
عادت بذاكرتها إلى تلك الذكرى الأليمة بعدما تلقت ضربة عنيفة خلف رأسها أسقطتها أرضًا على بُعدٍ من والديها السابحان بدماءهم..
كان الرجل على وشك أن يطعنها طعنة نهائية لكن جعلهم يفرون صوت قدوم سيارات..
كانت ممدة بألم لم تقوى على الحركة تستمع لأنّات والديها ونادئهم المتقطع باسمها..
شعرت بأصوات سيارات تتحرك من حولها تبعها صوت أقدام وأحاديث بسرعة قدوم الإسعاف..
توقفت سيارة يعقوب وخلفها سيارة لبيبة بدران التي تتبعها سيارات رجال الأمن…
هبط يعقوب مسرعًا وأول ما قابله وسط الظلام الذي يتخلله ضوء السيارات .. هذه الفتاة المُلقاه أرضًا…
جثا مُسرعًا بجانبها لتتعلق أنظار رِفقة المُشوشة به وأنفاسها متسارعة تحاول إلتقاطها وصدرها يعلو ويهبط..
كان وجهها شاحب به ذعر لم يره بحياته..
حمل رأسها برفق فوق ساقه لتتشبث به وتقبض على قميصه بقوة رغم هوانها، التصقت أنظارها بوجهه وهمست بضعف وتعسر وقلبها يأكله الرعب على والديها:-
– متسبناش…
كان هذا أخر ما رأته بعدما فقدت أنظارها لسنواتٍ عديدة..
أسرع يعقوب ينحني وحملها ثم وضعها بسيارته والتفت نحو لبيبة التي أخذ رجالها يحملون يحيى ونرجس بداخل السيارة الأخرى ولم يتمكن وقتها من رؤيتهم والاطمئنان عليهم فقد تأكد أنه تم إنقاذهم هم أيضًا..
قالت لبيبة مسرعة:-
– بسرعة على المستشفى يا يعقوب، وإحنا وراك…
حرك رأسه بإيجاب وقاد مسرعًا حتى تم تسليمهم إلى المشفى وتكفلت لبيبة بجميع تكاليف علاجهم..
ترقبت لبيبة حتى تأكدت من سلامته وخرج الطبيب لتتسائل:-
– هما كويسين يا دكتور..
قال الطبيب بإحترام:-
– البنوتة إللي كانت معاهم في القسم التاني..
والسيدة عندها رضوض والطعنة موصلتش للأعضاء يعني مفيش خسارة بالنسبة للسيدة وزوجها..
حالتهم مستقرة بس هما مش قابلين يرتاحوا وعايزين يروحوا لبنتهم..
حركت لبيبة رأسها ثم ولجت للداخل فترى نرجس المنهارة وزوجها الذي يحاول الوقوف، وفور رؤيتهم لها قال والد رِفقة برعب:-
– بنتي فين .. بنتي كويسة..
قالت لبيبة بهدوء:-
– كويسة .. الدكتور بيقول إنها بخير بس هي في قسم تاني، براحتكم هي معاها فريق كامل يعتني بيها ومتخرجوش ألا ما تكونوا بخير..
قالت نرجس بإمتنان:-
– الله يجازيكِ خير .. مش هننسى إللي عملتيه علشانا أبدًا .. إحنا مديونين لكِ بروحنا..
أيدها يحيى وقال:-
– ربنا بعتك لنا في الوقت المناسب يا مدام ودينك في رقبتنا ليوم الدين…
شكرًا جدًا لكِ..
رددت لبيبة باقتضاب:-
– الحمد لله على سلامتكم..
وخرجت ليقابلها يعقوب الذي تلوث قميصه الأبيض بدماء رِفقة، طالعته بلهفة متحسسه جسده وهتفت:-
– يعقوب إنت كويس .. إنت انجرحت..
قال وهو يسير للخارج:-
– لأ .. أنا كويس .. دا دمها..
والدها ووالدتها بخير..
– أيوا بخير وفاقوا .. والبنت كويسة..؟
– أيوا الدكتور بيقول حالتها مستقرة بس لسه مفاقتش..
– طب يلا بينا .. إحنا عملنا إللي علينا هما كدا في أمان.
عادت رِفقة إلى أرض الواقع بصدمة لم تكن بالحسبان، توسعت أعينها واندفعت نحو يعقوب تتحسس وجهه بعدم تصديق وهي تُردد ببكاء:-
– معقول .. إنت نفسك .. يعني إنت إللي أنقذتني اليوم ده .. أيوا أيوا أنا فاكره الملامح دي..
بس إنت مش فاكرني يا يعقوب … للدرجة دي ملامحي اتغيرت من وقتها .. أيوا أنا من وقتها مشوفتش نفسي لغاية دلوقتي..
اقتربت منه تحتضنه وهي تضع رأسها فوق صدره وأخذت تقول:-
– إنت لازم ترجع يا أوب، مش تنسى وعودك ليا، لازم ترجع علشان تفي بالوعود دي..
مش وعدتني إنك هترجعلي بايا وماما .. وعدتني بكتير وإنت دلوقتي نايم هنا حتى مش بترد عليا ولا راضي تفتح عينك..
بس أنا هنا مش هسيبك لغاية ما ترجع .. أنا مش هسيبك أبدًا وهفضل أدعي ربنا وأنا واثقة إن مش هيرد إيدي أبدًا..
أنا كنت واثقة إن أوب مستحيل يسيب رِفقة أبدًا..
اختلج الذي في صدرها وارتفعت صوت روحها وهي تتكلم من العين بهذه المعاني السائلة التي نسميها دموع..
ولج الطبيب ليقطع تحدثها معه وقال بعملية:-
– لو سمحتي يا مدام كفاية كدا النهاردة وغلط إللي بتعمليه ده … لازم نتكلم بخصوص حالة يعقوب باشا..
ابتعدت باضطراب عن يعقوب فأشار لها الطبيب حيث باب الخروج لتقول رِفقة برجاء:-
– ممكن بس تخليني جمبه وأنا بوعدك مش هعمل أي حاجة تضره..
كانت لبيية تقف ثابته أمام اللوح الزجاجي الشفاف تشاهد ما يحدث بالداخل بأعين فائضة بالذكريات الحنظلية..
لكن فور أن لاحظت الطبيب تحركت ودلفت للداخل وهدرت بحسم وثبات:-
– هي مش هتسيب يعقوب ومش هتتحرك من جمبه أبدًا .. وجودها هنا هيحسن حالته..
استفهمت رِفقة بألم:-
– حالته!! هو يعقوب ماله وأيه إللي حصله..!
شرح الطبيب بهدوء:-
– يعقوب باشا دخل في غيبوبة نفسية، وحابب أقول لحضراتكم بعض التعليمات المهمة..
المريض في الغيبوبة بيبقى حاسس بكل حاجة حواليه وبيفهم كل الإشارات..
اتكلموا معاه واحكيله عن أحداث يومكم، امسكوا إيده ولو في عطر مُعين أو ريحة بيحبها ياريت تكون جمبه..وتعرفوه على نفسكم..
هو دخل في حالة كُره العودة للحياة ومش بيستجيب لأي مؤثرات طبية، يبقى إحنا مش قدامنا ألا إننا نرجعه بمؤثرات نفسية، يعني أتمنى السبب إللي اتسبب ليه في الحالة دي يتلاشى وينتهي..
أنا مش بمانع وجود مدام رِفقة بالعكس دا وجودها هيفيده جدًا، لازم يكون حواليه الأشخاص إللي بيحبهم..
لم تستوعب رِفقة ما يقوله الطبيب، فكلماته كانت كأثقال الجبال جثمت على قلبها، كررت بعدم فهم:-
– غيبوبة!! وكره العودة للحياة … أيه الكلام ده!!
خرجت وهي تلتفت من حولها بصدمة جمدت أطرافها لتجد سيدة مفترشة الأرض وبجانبها رجل يبدو أنه زوجها، تبكي بمرارة وهي تردد اسم يعقوب، علمت على الفور أنها والدة يعقوب ومن بجانبها والده..
وعلى الجانب الأخر يقف شاب فور أن رأها بصحبة لبيبة ركض تجاهها بلهفة ولم يكن سوى كريم الذي قال بقلق:-
– مدام رِفقة إنتِ كويسة.!!
ابتعدت لبيبة عنها والتزمت مكانها أمام اللوح الزجاجي بينما تسائلت رِفقة بحذر:-
– إنت مين..!!
قال كريم:-
– أنا صاحب يعقوب وبشتغل معاه، يعقوب كان كلمني وإنتِ في المستشفى علشان تبقي تحت حمايتي..
هو غصب عنه .. كان لازم يختارك، هي أجرته يعمل كدا وهي السبب في حالته دي..
وأخذ يسرد لها ما حدث، وسبب ترك يعقوب لها، وما حدث ليعقوب من بعد ذلك…
التفتت تنظر للبيبة ذات الوجه المغلف بالصمت وقد انبجست عبرات رِفقة من محاجرها..
اقتربت منها وقالت بقوة:-
– ليه كدا … أيه سبب الكره ده كله .. استفادتي أيه لما وصلتيه لكدا!!
ليه مصعبة الدنيا كدا، إنتِ مفكره إنك كدا بتحبيه، فين الحب في كدا…!!
حبك الأناني وصله لأحضان الموت يا لبيبة هانم، يعقوب لو حصله حاجة هيفضل ذنبه برقبتك..
وتركتها رِفقة ودلفت للداخل ولم تُحرك للبيبة ساكن إلا أنها تحركت للطابق الأسفل لمقابلة الطبيب وأثناء سيرها تقابلت مع يامن الذي يقف أمام أحد الغرف بقلق..
توقفت لتتسائل بتعجب:-
– أيه موقفك هنا..
قال بوجه شاحب قلق:-
– يعقوب حصله حاجة .. أنا كنت جاي حالًا..
تنهدت وأردفت بهدوء:-
– مفيش حاجة حصلت يعقوب بخير..
إنت هنا بتعمل أيه..!!
مسح على وجهه وقال بتعب:-
– وأنا جاي على الطريق بعد ما عرفنا إللي حصل ليعقوب خبطت اتنين شكلهم تايه وهما بيعدوا الطريق … ولولا إن ضربت فرامل أخر لحظة خففت السرعة كان زمانهم خلصانين..
تسائلت هي بهدوءها المعتاد:-
– وهما كويسين ولا أيه حصلهم..
ضغط يامن على جسر أنفه بإرهاق وقال بتيهة:-
– عندهم كسور ورضوض وجروح، بس الست حالتها وحشة ومنهارة وبتصرخ إنها عايزه بنتها والدكتور بيقول إنها مريضة قلب وعندها عملية لازم تتعمل بس هي رافضة..
أنا مش عارف أعمل أيه وخصوصًا إنهم شكلهم ناس متبهدلين وشكلهم تايه لا يعرفوا أماكن ولا معاهم أوراق شخصية..
أعمل أيه يا جدتي قوليلي..
كانت نبرة يامن نبرة مستغيثة حركت كل مشاعر لبيبة فرمقته نظرة تطمئنه بها، ثم قالت وهي تسير تجاه الغرفة:-
– طب وديني لهم .. أنا هحل الموضوع..
ولجوا للغرفة لكن فور أن وزعت لبيبة أنظارها ووقعت عليهم نطقت بدهشة:-
– إنتوا..
تمعنت بها نرجس قليلًا هي ويحيى المتمدد فوق الفراش وسرعان ما نطقت نرجس:-
– مدام لبيبة…
وزع يامن أنظاره بينهم بتعجب وهتف:-
– هو إنتوا تعرفوا بعض..!
جذبت لبيبة أحد المقاعد وجلست بهدوء ثم أدرفت:-
– إنتوا متبهدلين ليه كدا وأيه وصلكم لهنا..
تنهد يحيى بثقل ثم قال بأعين غائمة بالحزن وقلب ثقيل بالهموم:-
– إحنا ضحايا الغدر يا مدام لبيبة، حصلت معانا حاجات مش هتصدقيها..
بعد يوم الحادثة وكل حاجة في حياتنا اتقلبت..
مش عارف أقولك أيه ولا أيه..
رددت نرجس بسعادة وأعين باكية بينما تضع يدها فوق قلبها تمسد عليه:-
– بس شوف يا يحيى بعد كل السنين دي نقابل الست لبيبة صدفة زي المرة الأولى..
أكيد دي مش صدفة يا يحيى، دا ترتيب ربنا أنا واثقة من كدا … أنا واثقة من كل الأقدار إللي ربنا كتبها لنا..
على الأقل حد نعرفه وهي ست خير وأكيد هتساعدنا نلاقي بنتنا…
رغم انشغال عقلها الكُلي بيعقوب لكن شيء بداخلها يجذبها ويجترها لأن تستمع إليهم، أدرفت بثبات جعل أعين يامن تتسع بصدمة وهو يتعرف على جانب أخر من جدته بخلاف القسوة والبرود كان يجهله تمامًا بل لم يتوقع وجوده من الأساس:-
– احكوا أنا سامعة..
شرع يحيى في قصّ ما حدث من بعد يوم الحادث الأليم:-
– بعد ما أنقذتينا في اليوم ده والشاب إللي كان تبعك أنقذ بنتي..
وبعد ما رِفقة فاقت للأسف فقدت البصر..
إلى هنا توقف الإدراك لدى لبيبة وكررت وقد نشبت التساؤلات بداخلها:-
– فقدت البصر …. ورِفقة..
واصل يحيى سرده وهو يُحرك رأسه بأسف:-
– للأسف بنتي رِفقة فقدت البصر، وعدت فترة صعبة جدًا علينا لغاية ما تأقلمت..
كنت أنا وأم رِفقة نفسنا في الحج وكنا مقدمين وربنا كرمنا وجاتلنا، بس ساعتها قولنا بلاش ومش هنطلع بس رِفقة أصرت علينا وساعتها قالتلنا روحوا وادعولي هناك..
كان عندي حتة أرض من ورثي والحمد لله ربنا كرمنا وبعتها بمبلغ كبير، حطيت مبلغ منه في حساب لرِفقة، ومبلغ طلعنا بيه الحج، وسيبنا مبلغ في شقتنا في مكان ميوصلوش حد، ومبلغ خدناه معانا علشان نشتري هدايا للكل ونفرح الجميع ونصرف منه..
مكانش حد يعرف بكل ده ألا الناس القريبة مننا زي الحاج عاطف أخو نرجس ومراته، وبصراحة دول أهلنا ونأمنهم على روحنا علشان كدا لما جينا نسافر سيبنا رِفقة عند الست عفاف لأنها كانت بتحب رِفقة أووي زيها زي بناتها استأمنها على بنتنا وبيتنا وكل حاجة..
وسافرنا واتحركنا للمطار بليل بس في طريقنا حصل إللي عمرنا ما تخيلناه ولا توقعناه..
العربية إللي كنا مسافرين بيها والسواق إللي كان بيوصلنا للمطار وإللي كان عن طريق الست عفاف لقيناه بيروح بينا على مكان مقطوع واتفاجئنا إننا مخطوفين ولقينا زي ما يكون عصابة كدا مقبلاه واستفردوا بينا وسرقوا فلوسنا وبهدلوني أنا ونرجس ووقفت عاجز إن أحمي مراتي، حسبي الله ونعم الوكيل يارب … ربنا ينتقم من كل ظالم..
بس إللي كسرنا لما سمعونا صوت صريخ بنتي وصوت رصاص من بعده انقطع صوتها وقالولي إن بنتكم كمان انتهت معاكم وإننا كدا كدا ملناش حد ومفيش حد هيسأل عليكم فحبينا نريحكم ونريح بنتكم وإحنا أولى بالفلوس..
دمرونا علشان الفلوس إللي مش عارف هما عرفوا بيها إزاي..
كان يامن يقف خلف جدته يستمع إلى إنعدام الرحمة والإنسانية والدين لدى من فعلوا ذلك وبالكاد احتجز دموعه وهو يرى القهر المرتسم على وجه هذا الرجل والدموع التي أغرقت وجهه، بسنوات عمره لم يرى هذا الترتيب الرباني واستجابة الدعاء مثلما رأى اليوم، فهو حقًا لا يمتلك هذا اليقين والثقة..
فلقد ساقه الله وساق يعقوب وساق لبيبة ورِفقة ذاتها لتجتمع الأم ذات القلب المكلوم والأب ذا الروح النازفة بابنتهم التي يعتقدون موتها..
وذلك إستجابة لنداء ورجاء مشبع بالرضا واليقين وحُسن الظن صرخوا به إلى رب وملك السموات والأرض جاءت إجابته بترتيبات بها من الرحمة والرعاية أطنان قد أعادت جميع الموازين لوضعها الصحيح واعتدل بها مسار الطريق والحكاية..
ابتلعت نرجس ريقها ومسحت وجهها ثم التقطت خيط الكلمات من زوجها لتُكمل نسج الحكاية:-
– ساعتها أسودت الدنيا في عينا ودخلنا في حالة من الصدمة وفقدان الواقع، أنا دخلت في غيبوبة معرفش لمدة كام شهر ويحيى حالته مكانتش أحسن مني..
بس رحمة ربنا كانت كبيرة، لما سابونا مرميين على الطريق وأخدوا مننا بطايقنا بس هما نسوا سلسلة كانت في رقبتي كان يحيى جايبها ليا في جوازنا، قلب نصّ مكتوب جواه يحيى والتاني مكتوب فيه اسمي نرجس، وإلا مكانش حد عرف اسمنا لأننا كان مُغيبين عن الواقع والصدمة خليتنا نفقد جزء من الذاكرة بس أنا إللي اتأثرت زيادة بالموضوع ده..
وكان في ناس لقيتنا على الطريق ونقلونا لدار رعاية لما معرفوش عننا حاجة..
هناك عشنا عايشين ومش عايشن كنت زي إللي مش حاسة بأي حاجة حوليا، زي الميتة، وربنا يشهد صاحبة دار الرعاية والناس إللي شغالة فيها كانوا ناس لطيفة قد أيه، ربنا يجازيهم خير يارب على إللي عملوه، لغاية ما اتكفل بينا شاب اسمه يعقوب … ربنا يجبر بخاطره وينجيه في كل خطوة في حياتي ويسعده ويحققله كل إللي بيتمناه ويجعل الخير إللي عمله معانا سفينة نجاة من كل سوء… اتكفل بينا والإهتمام بينا زاد، دكاتره ولبس على أعلى مستوى، غير إن كان بيجي يقضي معانا وقت ويكلمنا ويحكلنا ورغم إننا مكوناش بنتفاعل معاه ولا حتى بنرد عليه، لكن كنت بسمعه بقلبي وكنت بحبه أووي ومعتبراه زي ابني … بس كان بيبقى غصب عني..
ويمكن بسببه اتحسنت حالتنا..
لغاية ما جه يوم يشوفنا بس قبل ما يمشى صرخ باسم رِفقة ساعتها وكأن كان شريط ذاكرتي ضايع وفي ثواني حسيت بكل حاجة قدامي، كأن كانت حاجة تايهة مني ولقيتها … وفعلًا كانت هي رِفقة إللي تايهة مني ورجعت لعقلي بس هي كانت في قلبي مخرجتش منه..
ساعتها حسيتها إشارة من رب العالمين لنا، وهربنا من الدار وقولنا لازم نلاقي رِفقة، بس مقدرناش نوصل لبيت أخويا عاطف..
لسه تركيزنا وكل الذكريات الخاصة بالعناوين والأرقام والكلام ده كله مفقود، لغاية ما الأستاذ ده خبطنا بعربيته وإحنا بنعدي الطريق وجينا على هنا..
في قريرة نفس لبيبة تعلم مَن المجرمة المتسببة في كل ما حدث، وتيقنت أنهم هم والدي رِفقة، لكنها قالت بثبات:-
– طب أنا مسؤول مني أوصلكم ببنتكم، والمطلوب منكم تكونوا بخير علشان لما ترجعلكم ميبقاش في أي عقبات وتقدروا تعيشوا مع بعض..
وجهت حديثها لنرجس:-
– أنتِ لازم تعملي العملية وترجعي أحسن من الأول وتقعدوا فترة نقاهة والأفضل نفسيتكم تتحسن..
ومن غير إعتراض، ودا وعد مني إن في أقرب وقت بنتكم هتدخل عليكم من الباب ده..
ارتعش جسد نرجس وهمست بدون تصديق:-
– أنا مش عارفة هنرد معروفك ده إزاي، إنتِ في كل ضيقه ربنا بيبعتك لنا، دي مش أول مرة تنجدينا .. أنا مش هنسى وقفتك جمبنا دي يا مدام لبيبة، ربنا يجعلك دايمًا سابقة للخير..
قال يحيى بأُنفة وترفع:-
– دا دين في رقبتنا يا مدام لبيبة أول ما نخرج من هنا وأمورنا تتحسن هنردلك دينك، إنتِ كتر خيرك..
واتجهت أنظاره نحو يامن وقال:-
– وإنت يا ابني ربنا يسهلك طريقك إحنا مسامحينك وبردوه في غلط علينا..
ردد يامن بمرح تجاوز به صدمته بجدته:-
– أنا على فكرا أبقى حفيدها..
قال يحيى بترحاب:-
– يا محاسن الصدف ويا مليون أهلًا وسهلًا بيك يا ابني..
بعدما خرجا لم يتمهل يامن وأردف بلهفة:-
– إزاي ….إزاي إنتِ مش قولتلهم على بنتهم وإنها في الدور إللي فوقيهم!!
أوعي تكوني هتمنعي لقاءهم..
اكتفت بالصمت ولم تُجيب وصعدت للأعلى لتجد أن الحال مازال كما هو..
رِفقة تجلس بجانب يعقوب لتقف تشهدها وهي تُصلي بجانبه وأخذت تدعو الله بإلحاج ورجاء ووجها يقطر دموعها..
ثم جلست بجانبه ممسكة المصحف وأخذت تتلو من كتاب الله وهي ممسكة بيده بينما تبتسم بثقة وأعينها تقطر عشقًا…
وقفت فاتن بجانب زوجها تنظر نحو يعقوب من الداخل ابتمست فاتن من بين دموعها وقالت بيقين:-
– يعقوب هيفوق يا حسين … أنا واثقة من كدا، عندي يقين بالله كبير وكمان رِفقة جمبه مش هتسيبه…
وافقها حسين بلهفة وردد بثقة:-
– هيرجع … هيرجع يا أم يعقوب وهعوضه عن كل إللي فات..
انسحبت لبيبة من بينهم بصمت حتى وصلت لشُرفة منعزلة، وقفت تنظر للفراغ بصمت وأعين رغم برودها إلا أنها باهتة قد خفت واختفى منها حب الحياة..
هي المُلامة كدائمًا .. أصابع الإتهام نحوها كما كانت أصابع السخرية قديمًا…
أخرجت دفتر مصفر اللون تلمسته برقة بيدها التي غزتها التجاعيد لتُهاجمها ذكريات امتقع لها وجهها بالألم وابتلعت غصة مريرة وهي تتنفس بتكرار كي لا تنهار وتسقط…
أصوات تدور برأسها … أصوات ضحكات صاخبة ساخرة مرددة بجميع الكلمات الساخرة اللاذعة..
فتاة ضعيفة البدن صماء بكماء قد وقعت فريسة نفوس مريضة ناتجة عن ثقتها وطيب قلبها الذي أوصلها حد السذاجة..
كانت مرحة، مُحبة للحياة، لا تنطفئ الإبتسامة من فوق فمها..
وثقت في أصدقاء رسموا لها الوفاء لتُطعن على يد قارئ الحياة لها .. على مَن كان الأذن التي تسمع بها … واللسان الذي تتحدث به..
جاءت به كي لا تُضل فأضلها وألقاها في غيابة الجُب..
مَن أهدته قلبها وروحها ولُبها وأوهمها هو أنها له كل ذلك..
صوت بكاءها المكتوم وهمهاتها التي لا تُفسر وهي تترجاهم بأعينها وهم يسحبونها يقيدونها ويضعون عِصابة فوق أعينها يحجبون الرؤية وهي بكماءٌ صماء وألقوها في أحد الأبار الخالية المهجورة..
فأصبحت في وسط الدُجنة عاجزة قد فقدت جميع الحواس..
الحركة … السمع … الرؤية … والصراخ لأجل الإستغاثة، فقط تذرف دموع غير مرحومة…
لقد حملت جميع معاني العجز وأتاها غدرها من مأمنها.
لقد ثكلوا حتى معنى الإنسانية..
فكتبت في رأس مذكراتها…
“لقد تكبكبوا عليّ دون رحمة لأجل أني صماءٌ بكماء..”
سحبت قلمها ثم نقشت بهدوء…
“لقد خشيت فقط أن يحلّ بالعمياء ما حلّ بالصماء البكماء …لقد خشيت أن يحلّ بها ما حلّ بي، أردتُ إبعادها عن كل معاني الغدر، وإبعاده عن كل معاني الخذلان؛ لتيقُني أن الغدر مدفون بجميع الأرواح واجتثاث تلك النبتة الساذجة التي تسمى ثقة من معجمي وداخلي منذ ذاك اليوم…”
________بقلم/سارة نيل_______
ضافت في دفترها الرقم خمسة وأربعون “45” ووضعت من حوله دائرة، فهذا اليوم الخامس والأربعون على نوم يعقوب..
أدت صلاة الفجر وأخذت تتلو سورة البقرة كعادتها كل يوم، فمنذ اليوم الأول لنومة يعقوب التي طالت فهي تلتزم بروتين خاص يبدأ بقراءة سورة البقرة يوميًا بجانبه وترديد الأذكار عقب صلاة الفجر في الصباح الباكر..
وضعت المصحف برفق فوق وحدة الأدراج بجانبه ثم أخذت تُبعد الستائر التي حرصت على تغيرها من الخاصة بالمشفى إلى أخرى ذات ألوان زاهية موشومة بالورود..
غمر ضوء الصباح النقي الغرفة، لتجلس بجانب يعقوب ممسكة بإناء به القليل من الماء تغمر به قطع القطن ثم تمسح بها وجه يعقوب وانحنت تُقبل جبينه وهي تبتسم باتساع قائلة بنشاط:-
– صباح الورد والفل وخير الدنيا كله على أوب حبيب قلب رِفقة…
أخذت تمسد على شعره وهي تتحدث بتفائل ويقين:-
– مش عارفة ليه قلبي حاسس إن النهاردة هتحصل حاجات حلوة أوي يا أوب..
أنا عارفة إنك سامعني وحاسس بيا، وأنا واثقة إنها فترة إنت بترتاح فيها وهترجع..
ماما فاتن وبابا حسين ويامن وكريم وعبد الرحمن كلهم بيجولك وبيتكلموا معاك كل يوم…
تعرف كمان أنا بقيت أشوف كويس أووي الحمد لله، بروح أحط أكل لرِين وأجيب هدوم وأرجع جمبك عالطول..
أنا غيرت جو الأوضة دي خالص يا أوب، إللي يشوفها دلوقتي مش يصدق إنها أوضة في مستشفى، غيرت ستاير المستشفى الكئيبة وفرش السرير والكراسي والزينة وكل حاجة، لما تفوق هتنبهر بيا…
والأحلى من كدا إن ختمت القرآن على أسماعك مرتين، وقرأتلك كتابة (لا تحزن) أيوا الدكتور أكد ليا إنك بتسمع وبتحس بينا وبتميز الروايح إللي بتحبها..
وعند تلك النقطة شرد عقلها في هذا اليوم عندما كان يتمدد واضعًا رأسه على فخذها وهي تسأل بينما يُجيبها…
وقتها تسائلت بصوتها الهادئ:-
– قولي يا أوب .. أكتر ريحه بتحبها أيه، يعني ريحتك المفضلة..
اتكأ واقترب منها يشتم رائحتها بنهم ثم قال بصدق وعشق:-
– ريحتك يا رِفقة … ريحة الطهارة المنبعثة منك، ريحتك هي بقت هوسي ونهمي، ريحة برائتك ونقاءك ده…
ابتسمت رِفقة بعشق على كلماته الصادقة واقتربت منه تحويه بأحضانها وهي تهمس بغصة باكية:-
– أنا هنا يا يعقوب .. أنا جمبك وريحتي مش بتفارقك ولا لحظة … ليه مش راضي ترجع ليا..!
ابتعدت تنظر له وهي تتحسس وجه بحنان ثم قالت:-
– بس أنا واثقة إنك هترجع وهتفوق، واثقة وعندي يقين، قلبي مليان يقين بالله، لأن دعيت بكل يقين وواثقة إن الإستجابة قريبة مني..
لكن تزلزل فؤادها وهي ترى خطان من دموع يعقوب يهبطان من نهاية عينه المغلقة نحو أذنه، هرعت أصابعها تمحيهم بحنان قائلة ببكاء وهي تضع جبينها فوق جبينه:-
– والله كل حاجة بخير يا يعقوب .. أنا هنا جمبك..
وخرجت مسرعة تنادي الطبيب بلهفة تخبره عن هذا التطور..
قابلها لتقول مسرعة:-
– دكتور .. دكتور في حاجة مهمة حصلت..
استفهم بقلق:-
– خير يا مدام رِفقة، يعقوب باشا حصله حاجة..
أجابت مسرعة:-
– لا .. لا … يعقوب بخير … بس في دموع، عينه نزل منها دموع..
ابتهج وجه الطبيب وردد بسعادة واطمئنان:-
– دا مؤشر كويس جدًا جدًا..
دا بيدل إن يعقوب باشا عنده مقدار من الوعي وحاسس بإللي يحصل حوليه ولو كان نسبة بسيطة، يعني هو مستجيب للمؤثرات إللي حوليه..
تنهدت براحة وأخذت تتمتم بامتنان:-
– الحمد لله .. الحمد لله يارب…
ابتسم الطبيب وقال بعملية:-
– هدخل علشان أفحصه الفحص الصباحي..
حركت رأسها بإيجاب ورفعت رأسها للسماء وهي تضع كفيها على صدرها بسعادة وقالت برجاء ويقين:-
– يارب العالمين أنا صابره وراضية وواثقة في عطاءك .. يارب فرح قلبي .. راضي قلبي يا رحيم يا ذا الجلال والإكرام..
شعرت بأحد يقترب منها التفتت لترى لبيبة التي تقف بثبات ومازالت ملامحها مغلفة بالصمود، فتلك الأيام المنصرمة كانت منعزلة على نفسها لا تتحدث مع أحد، فقط تقف خلف الزجاج تشاهد يعقوب وتارة أخرى تدلف للداخل تجلس بجانبه تكتفي بالنظر إليه بصمت ثم تخرج بعدما تُقبل باطن كفه وجبينه..
طالعت لبيبة رِفقة التي ظلت تنظر لها بلطف ونقاء يُذيب قيود القلوب، تنهدت لبيبة ثم أردفت:-
– تعالي معايا..
لم تعد رِفقة تخشاها؛ وذلك لمعرفتها جوهر لبيبة الداخلي الذي لم يستطع أحد الوصول إليه إلى الآن، تعلم أنها تُدثر بداخلها الكثير وتُغلّف حنانها بهذه الطبقة القاسية لتنزوي بها عن الجميع، لكن أعينها تخبرها بالكثير … لا تعلم لماذا تشعر تجاهها بهذا!!
لكن أعين لبيبة تحمل الكثير الذي مسّ قلب رِفقة، حبها للجميع صامت، حنانها وحبها الشديد ليعقوب أصبحت تسترق النظر لتشاهدها معه، وهذه الأيام كانت كفيلة لإخبارها أن أكثر شخص يستحق الثقة وأن تسلم روحك إليه بإطمئنان هي لبيبة بدران…
سارت بجانبها رِفقة بصمت حتى هبطوا للطابق الأسفل، تسائلت رِفقة بإبتسامة وقلبها يخفق بشدة:-
– إحنا رايحين فين..!
وقفوا أمام أحد الغرف ثم بسطت لبيبة كفها أمام رِفقة التي توسعت أعينها بصدمة ودون تردد وضعت كفها فوق كف لبيبة لتسحبها بهدوء ثم دلفت للداخل….
وهنا ….. اسمحوا للعالم أن يتوقف قليلًا حتى تستوعب القلوب ما يحدث…
إنها الأم … إنه الأب … إنهما الغائبان … إنهما نبض الحياة…
نعم مرت سنوات عديدة لكن هذا الفؤاد فؤاد أم، وهذه الروح جزء من روح يحيى وجزء من روح نرجس فكيف للأرواح ألّا تتلائف وتتلاقى وتتعارف حتى وإن تغيرت الملامح…؟!!
لا تعلم كيف خرج هذا الهمس المشتاق من بين بقاع الحناجر بل من بين جدران القلب وبين أوتارها، وهمست رِفقة بصوت مرتعش:-
– ما…ما …. با…با..
________بقلم/سارة نيل________
في الأعلى بين حنايا ذاكرته، صوتها يتغلغل بقلبه تناديه … تبكي .. تبتسم … تتحدث…
وفي الأخير الجملة الرعدية التي انتفض لها كل ذرة بجسده:-
– يعقوب …. رِفقة عشقاك .. رِفقة روحها في روح يعقوب … رِفقة بتحب يعقوب…
وهنا شهق يعقوب بقوة وتوسعت أعينه مُعلنًا العودة للحياة بأربعة أحرف همس بها بإحتياح:-
– رِفقة…..
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء)