رواية الشيطان وقع أسيرها الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سولييه نصار
رواية الشيطان وقع أسيرها الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سولييه نصار
رواية الشيطان وقع أسيرها البارت الثاني والعشرون
رواية الشيطان وقع أسيرها الجزء الثاني والعشرون
رواية الشيطان وقع أسيرها الحلقة الثانية والعشرون
الفصل الثاني والعشرون(الخطيئة)
اليد التي أمسكتها وظننتها أماني هي من ألقتني من الهاوية…لقد حطمتني ولن أنسى هذا ولن أغفر أبداً .
#سولييه_نصار
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-نعم بتقول ايه ؟!!!
صرخت بها السيدة ليلى بعنـ ف ..عينيها متسعة بصدمة والدموع فعليا على حافة الإنفـ جار …كان يحيى جالساً أمامها على طاولة الإفطار يرفع وجهه ويواجهها …لن يتردد الآن …تلك حياته سيعيشها كما يريد هو …ليس لوالدته سلطة على قراراته بشأن الزواج …هذا لا يجوز …رأى يحيى بطرف عينيه والده الذي ينهض من طاولة الطعام ويذهب الى الأعلى …اخفى ابتسامته المريرة …والده أبداً. لم يقف بجواره أمام والدته …أبداً …
أعطى يحيى اهتمامه لوالدته وهو ينظر إليها بثبات …قرر ان يخبرها ما يشعر به بصدق…لن يتردد او يخاف …هو بالغ ويستطيع إتخاذ قراراته بنفسه دون تدخل من احد وبالأخص والدته… هو لن يكون سعيداً مع ليان …هو لا يحبها …وهي أيضا لا احبه ويبدو انها تحب حارسها الشخصي…هذا الرجل الذي كاد ان يقتـ له لانه فشـ ل في حمايتها …
-ماما !!!
قالها يحيى متنهداً…أغمض عينيه بتعب يحاول ترتيب كلماته كي يكون واضحاً بقدر إمكانه…هو لا يريد ليان وبالطبع لن يعود إليها وهو يعرف ان هناك شخصاً آخر في قلبها….شخص من الواضح انه يعشقها حد المو ت …لقد رأى الخوف في عينيه….بل الرعب …شخصاً كهذا هو من يستحقها فليان فتاة تستحق ان يحبها الرجل بكل كيانه …يحبها أكثر من حياته…
-قولي يا يحيى ان اللي قولته من شوية ده نكتة سخيفة منك …أنت مستحيل تكون سيبت ليان رشيد صح !!!
-لا يا امي أنا سيبتها …دي مش نكتة …دي حقيقة …
-ليه…ليه…هو أنت كنت هتلاقي زيها فين ..هي عملت ايه ؟!
تنهد بتعب وقال:
-هي معملتش حاجة. البنت كويسة أوووي ولطيفة واي شاب يتمناها بس مش أنا صدقيني …أنا مش قادر اتقبلها …مش قادر احبها!!!
-حب !!
صرخت وهي تنهض بينما تضرب على طاولة الإفطار وتقول :
-حب ايه يا يحيى بيه هو أنت مؤمن بالحب…انت طول عمرك بتقول ان الحب آخر اهتماماتك …من أمتي بقا بقيت مهتم أنك تحب البنت اللي هترتبط بيها من امتى!!!
-من دلوقتي يا ماما …من دلوقتي ..أنا من حقي اتقبل شريكة حياتي ..مش هتجوز عشان ارضيكي يا ماما…المهم انا هتقبلها ولا لا وده حقي..
كانت عيني والدته جاحظة بقوة …ستصاب بنوبة قلبية بالتأكيد …يحيى سيقـ تلها من القهـ ر …كيف اضا ع هذا الغـ بي تلك الفرصة …هذا ما كانت تفكر به …لقد انفصل عن شقيقة عدي رشيد …عدي رشيد !!!…اضاع عليها الملايين …اضاع عليها فرصة ان تعيش في راحة طوال حياتها …ابنها الغـ.بي ….لابد ان هناك فتاة استطاعت إيقا عه في شبا كها …هي ستعرف من تلك الفتاة وستد مرها نهائياً ..
-أنت بتحب واحدة تاني …فيه واحدة أكيد في قلبك !!!
قالتها والدته بتقرير …لم يكن سؤال بل كانت متأكدة من ذلك …ورغم تبعثره من الداخل الا انه حافظ على ثبات وجهه ونبرته أيضاً وهو يقول:
-لو في حد هبلغك واروح اخطبها علطول …أنا بس مش متقبل ليان يا أمي …هو مش عافية …الجواز مش عافية يا أمي ولا عمره هيكون ..افهميني أبوس إيديكي …
-لو مرجعتش لليان اعرف اني غضبانة عليك الى يوم الدين يا يحيى …عمري ما هسامحك عشان ضـ يعت فرصة اني اناسب عدي رشيد …
نهض يحيى وابتسم بلطف وقال :
-أمي أنتِ عارفة اني بحبك قد ايه …وانا عارف أنك بتحبيني كمان …وعشان بتحبيني مش هيهون عليكي اني ابقى تعيس…عايزاني ابقى تعيس يا ماما ؟!…أكيد لا يبقى يا ست الكل مفيش داعي للدراما.دي كلها …عن إذنك هجهز نفسي عشان اروح المستشفي واشوف ايه اللي حصل مع ليان …
ثم نهض وتركها تغـ لي…
….
في غرفته وبعد ان انتهى من إرتداء ملابسه امسك هاتفه واتصل بإحداهن وقال:
-مدام منى..معلش كنت حابب اطلب منك خدمة …حابب تجيبلي رقم تليفون او عنوان رانيا الغريب اللي كانت شغالة عندنا …
-رانيا الغريب !!
تمتمت والدته بصدمة وهي تقف على باب غرفته بينما هو لم يلحظها …
-هي دي اللي د مرت أحلامي في ان أكون نسيبة عدي رشيد …هي دي …
لمعت عينيها بجنو ن وقالت:
-أنا هوريها !!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-بس بس يخربيتك هتفضـ حينا !!
قالها أمير وهو يضع كفه على فم تحية لمنعها من الصراخ حتي لا تفضـ حه وتجمع عليه أمة لا إله الا الله …
ارتبكت عبير وأطرقت برأسها وهي تفرك كفيها بتوتر …استطاعت الشعور بقلبها يدوي داخل صدرها وتمنت أن ينتهي هذا الموضوع سريعاً…لتكن صريحة هي تريد البقاء مع أمير …لا تريد أن تذهب ..
الابتعاد عنه سوف يؤ لمها …ولكن من ناحية آخرى لا يمكنها البقاء هنا بعد كل ما حدث بينها وبين أمير …سوف يكون هذا كجعل البنزين بجوار النا.ر…هي لا يمكنها تجاهل الجاذبية بينهما …ولا تلك المشاعر التي تولدت داخلها من ناحيته …لن تحمل ضمير أمير أكثر من هذا …يكفيه أنه ساعدها كثيرا حتى الآن ..غفر لها خد اعها وكذ بها وأدخلها منزله وحاول كثيراً الحفاظ عليها …
…
كانت تحية تنظر الى عبير وعينيها متسعة وهو تزوم بفمها بينما أمير يضع كفه عليها…
-شوفي أنا هبعد ايدي بس متصرخيش أتفقنا يا تحية …
هزت رأسها بسرعة ليبعد كفه فتقول بنبرة عالية :
-جايب نسوان في بيت الشيخ أسامة …الله يرحمك يا شيخ تعالى شوف ابنك …تعالى…
-بس أسكتي ..وطي صوتك فضـ حتينا ..
قالها أمير بتوتر لتهمس هي :
-حاضر….أنت جايب نسوان في البيت يا أمير …البيت الطاهر ده اللي مفيش ولا ست دخلته الا أمك وأنا…
احمر وجه أمير من الإنفعال وقال:
-لا لا دي مش نسوان ولا حاجة …
رفعت تحية حاجبيها وقالت:
-نعم يا اخويا …ازاي مش نسوان يعني …
ثم اقتربت من عبير وأمسكت شعرها الطويل نسبياً وقالت:
-لا أهي نسوان …ونسوان زي القمر كمان …أنتِ مين يا مزة ؟!
تراجعت عبير بخوف لتقترب تحية من أمير وقالت:
-شعرها ناعم يا واد وعندها غمازات وحلوة اووي….أتجوزها وداري على فضـ يحتك .
-ايه اللي أنتِ بتقوليه ده يا تحية أسكتي شوية
-بسم الله ما شاء الله قمر اووي …اسمك ايه يا مسكرة ؟!
قالتها تحية مجدداً وهي تقترب منها لتقول عبير بتوتر وهي تنظر الى أمير لينجدها :
-أسمي بيري …عبير أقصد …
-ايه الاسم القمر زيك ده …لا والله يا أمير عرفت تختار…دي شبه النسوان اللي بشوفهم في التلفزيون يا ولا…شبه البنات الاتراك بتوع الشعر السايح والعود الفرنسي ….أنا بقولك اتجوزها وعلى بركة الله …
تخضبت بشرة عبير بحمرة الخجل ونظرت أرضا وهي تفرك كفيها …تشعر بقلبها يرتعش للفكرة نفسها ….
هز أمير رأسه بغضب وحاول.جذبها إليه وقال:
-تحية ممكن تسمعيني.شوية …
الا أن تحية لم تعيره انتباه وقالت وهي تمسك كف عبير :
-أنا بقولك أهو مش هتلاقي لا في أدب ولا احترام أمير ..راجل من الاخر دين وأخلاق ورجولة والله مش شايفة السبحة اللي في إيده …دايما.عينيه في الأرض حبيبي عمره ما بص على تاء مربوطة أصلا من سنتين كان فاكر النسوان دي صابون غسيل ملهوش فيهم…ربنا يحرسه اخويا مش هتلاقي زيه …اتجوزيه وأكسبي فيه ثواب المسكين كمل التلاتين وهيعنس …
-تحية بس !!!
قالها.بغضب ولكنها تجاهلته مجدداً وقالت:
-قولتي ايه يا حلوة اهو مش هتلاقي لا في أدبه ولا اخلاقه …راجل من الآخر ..زي ما بيقولوا كده في التلفزيون جود بوي …
ولكن عبير ظلت صامتة لتعبس تحية وتقول:
-شكلك ملكيش في الجود بتحبي السرسج…قصدي الباد بوي …عموما موجود يا أختي والله …ميغركيش الأخلاق اللي هو فيه والسبحة اللي في أيده ده في الإعدادي مرة اتقفش بيشرب سجاير في حمام البنات …يعني مقطع السمكة وديلها .
جذبها أمير إليها وهو يكتم فمها ويقول:
-مسمعتيش عن الستر قبل كده ..اقعدي يا حبيبتي عشان أحكيلك عن كل حاجة عشان أنتِ كده فضـ.حتيني خالص !!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بعد ان انتهى أمير من الكلام ظلت تحية صامتة للحظات وهي تنظر إليهما بينما تضيق عينيها ….
-تحية قولي حاجة .
قالها أمير بتوجس لتنقل تحية عينيها بينهما وتقول :
-يعني أنتوا مش ناويين تتجوزوا ؟!
هز أمير رأسه فورا وقال:
-يا تحية ما أنا قولتلك الحكاية من الألف للياء …جواز ايه اللي لسه بتتكلمي فيه ده ؟!!مفيش جواز ولا حاجة ….
أطرقت عبير وجهها وهي تشعر بخيبة الأمل … رغم معرفتها ان موضوع ارتباطهما مستحيل كإستحالة وجود مصاصي الد ماء ولكن من داخلها شعرت بالحزن…
مطت تحية شفتيها ونظرت الى الفتاة الجميلة بأسف وقالت:
-طول عمرك فقري يا أمير …بقا تضيع السمسمية دي من إيديك …انت هتفضل معنس.طول عمرك
..
نفخ.أمير بغضب لتقول تحية :
-خلاص خلاص يا اخويا خرسنا أهو ..
ثم.وضعت كفها على فمها ليكمل هو :
-دلوقتي وجود آنسة عبير معايا هنا غلط …يعني لو حد عرف بوجودها مش هيبقى حلو لا ليها ولا ليا عشان كده يا أختي أنا قاصدك في خدمة يعني لو مش هتعبك معايا …ده بعد إذنك يعني ولو عايزة ترفضي ارفضي عادي مش هزعل …بصراحة أنا عايزك تقعديها معاكي في الشقة
-يعني أخدها معايا بيتي ؟!
قالتها تحية بإستفسار ليهز أمير رأسه ويقول:
-كده كده حسين مسافر والوضع هيكون مؤقت لحد ما أشوفلها حل في مشكلتها دي ..وأنا عمري ما هنسالك الجميل ده أبداً يا تحية …
-جميل ايه يا عـ بيط هو أنا غريبة …أنا أختك يا واد …ولو أنا مساعدتش مين هيساعد يعني …ضيفتك هتكون في عيوني قبل ما تبقى في بيتي …
ابتسم أمير وقال:
-انا مش عارف أقول…..
ولكن تحية قاطعته وقالت بغضب :
-والله لو فكرت تشكرني.هضر بك …هو فيه شكر بين الأخوات يا واد ..قولتلك خلاص متاكلش دماغي بقا …يا ساتر ده أنا هرحم البت من زنك وكلامك الكتير
ثم.نظرت تحية الى عبير وقالت:
-قومي يا سمسمية جهزي.نفسك هتيجي معايا البيت …متقلقيش يا أختي ..جوزي مسافر ومش معايا غير جوز قرود …
-جوز قرود …
قالتها عبير بدهشة وقد اتسعت عينيها بشكل أذاب قلب أمير لتضحك تحية وتقول:
-يوووه أقصد اني معايا توأم يا اختي مطلع عيني …علي وعمر عندهم ست سنين بس ايه شيبوا راسي ربنا يهديهم ويرجع حسين بالسلامة يارب …
-أمين يا رب ..
تمتمت بها عبير وهي تبتسم …نهضت عبير لتجهز نفسها بينما ظل أمير مع تحية …
نظرت إليه بغيظ وقالت:
-فقري طول عمرك …البنت باين عليها واقعة فيك …وأنت كمان واقع زي الحما ر ..
أطرق أمير وقال:
-طيب ما أنا قولتلك هي بنت مين يا تحية …
-وأنت كمان يا أمير …
ولكنه قاطعها وهو يبتسم بحزن :
-انا حتة ميكانيكي معايا ورشة في حارة بسيطة زي دي ..عمر ابوها ما يوافق يجوزها شحات زيي …
كادت أن ترد الا أن خروج عبير جعلها تتوقف …نظرت بدهشة الى عبير التي تنكرت في هيئة رجل …
-ايه ده يا أختي ؟!
-اتنكرت عشان مجيبش لأمير مصـ يبة..
قالتها عبير بهدوء لترد تحية :
-يعني خايفة على أمير مش خايفة عليا من الفضـ.يحة لما يشوفوني معيشة معايا راجل في البيت …استني يا ولية هجبلك عباية سودا من بيتي …عشر دقايق وهاجي ..بيتي مش بعيد متخافيش …
ثم ذهبت مسرعة بينما ولجت عبير للغرفة
بعد أن ذهبت تحية لإحضار عباءة سوداء لعبير ..كان أمير جالس بالصالة متجهم الوجه يشعر بقبضة باردة تعتصر قلبه ….دقائق معدودة وسوف تذهب من هنا …تترك منزله …رغم ان هذا كان الشئ الصحيح والواجب فعله منذ ان عرف بالحقيقة الا انه يتألم ولن ينكر …هو سيفتقدها …قد يستطيع منع نفسه من لمسها او النظر إليها ولكن مشاعره القوية ناحيتها كيف سيمنعها …كيف سيفهم قلبه انها ليست له ولن تكون …فعالمها غير عالمه….هي لن تقبل أن تعيش حياته وزالدها الثري لن يقبل ان تتزوج ابنته منه
……
بعد عشر دقائق
أتت تحية ومعها العباءة السوداء …..
…….
لحظات وخرجت عبير وهي ترتدي العباءة التي كانت تلائمها كثيراً…تعلقت عيني أمير بها…..لم يكن قادراً عن ازاحة عينيه…ليكون صريحاً مع نفسه …هو لديه ضعف غريب امام النساء التي ترتدي العباءة السوداء ولكن عبير كانت حقاً اجملهم …كانت العباءة تلائمها كثيراً …
عندما شعر بنفسه أطال النظر إليها وهذا بسبب وجنتها التي تخضبت بحمرة الخجل وهي تراه يتأملها ثبت عينيه في الأرض ونهض قائلاً:
-تحية هتحطك في عينيها انا واثق من كده خلي بالك من نفسك …
هزت رأسها وهي تمنع دموعها من الإنفجا ر من عينيها بينما وضعت النقاب على وجهها وأمسكت كف تحية وخرجت من البيت بكل حذر وهدوء …جلس هو مجدداً على الأريكة بينما ينظر للسقف …لقد غادرت وهذا كان الشئ الصحيح ليفعله ولكن لماذا قلبه يتمز ق من الأ لم … لماذا يشعر بهذا الشئ الثقيل يجثم على قلبه …اسئلة كثيرة كانت تدور داخل عقله وإجابتها كانت معروفة ولكنه أبداً لن يتجرأ عن البوح بها !!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-عايز اروح اشوف ليان …بقولك اتضربت بالنار …عايزة اشوفها .
قالتها نسرين ودموعها تنفجر من عينيها فبعد موافقة فؤاد المفاجئة جلبها والدها الى المنزل هي ونهى …رغم انها كانت لا تريد أن تأتي ولكنها كانت اكثر انهاكا من ان تعترض وكما ان فؤاد أتى معهما ليتأكد ان كريم لن يقوم بإيذاء نسرين مرة آخرى ..ولكن لسوء الحظ كان يوسف أسفل البناية ينتظرهما وما ان رآه كريم حتي ساء كل شاء ….اشتعلت النيران به وأخذت الشياطين تعبث بعقله…لم يفكر في شئ الا ان يوسف خانه
ارتبط بإبنته وأغواها …وكم كان هذا مؤلم أن يفعل بيه صديقه هذا …يوسف من اعتبره شقيقه
أغمضت عينيها وهي تتذكر ما حدث
-أنت بتعمل ايه هنا تاني !!!!
صرخ كريم وهو يقترب من يوسف ويلكـ مه بقوة ليسقط أرضا …صرخت نهى بينما ظلت نسرين تنظر إليه وهي تشعر بالفراغ من الداخل …لم تخاف …لم تشعر بالهلع ….كانت مجر وحة منه …مجرو حة لدرجة انها لم تشعر بالحزن عليه عندما ضر به والدها ….
اقترب فؤاد من كريم وأمسكه بقوة وقال بإنفعال:
-عمي …عمي كفاية كده خلاص !!!
كان فؤاد.يتنفس بعنـ ف ….هو أيضاً غاضب من يوسف ولكن ليس هذا الحل …فشجاره مع يوسف سوف يتسبب بفضيـ حة سوف تضـ ر نسرين …
ولكن كريم كان كالثور الهائج يريد ان يفتك بيوسف ….خيبة الامل داخلها من ناحية يوسف كبيرة ..كبيرة جداً …لان لطالما كانت مكانة يوسف لديه .كبيرة…لقد كان مثل شقيقه بل أعز وهو من وقف معه عندما تخلت عنه رقية…فهل.هذا يكون جزاؤه …
نهض يوسف وهو يمسح الد ماء التي نز فت من فمه ونظر الى كريم التي يمتلئ وجهه بإمارات الشـ ر ثم نظر الى نسرين التي تسندها نهى وشحب بقوة وهو يرى وجهها المكدوم …نظرات الإنكـ سار بعينيها …تنفس بعنـ ف وهو يشعر بغليان داخله …لقد.ضر بها !!!!اذ ى نسرين وبسببه …الغضب والذنب كانا يتصارعان داخله ……
-أنت ضر بتها !!!!!
صرخ يوسف ثم أكمل :
-ازاي قدرت تعملها…ازاي تمد ايديك عليها …
ثم أقترب واشتبكا سويا وقد علت أصواتهما مما دفع بعض سكان البناية للخروج الى تراس شققهم السكنية وبعض المارة للوقوف بفضول …شعر فؤاد ان الوضع سوف يصبح أسو ء بكثير لذلك تدخل بينهم وهو يبعدهم عن بعض ويقول وهو يرمق يوسف بحد ة …كم كان يكر هه …هو السبب فيما حدث لقد استـ غل صغر.سنها وحاجتها العاطفة…بالنسبة له يوسف أسوأ من كريمظ :
-عيب كده يا حضرات يا كبار وعاقلين …الناس.تقول عليكم أيه ؟!…لو سمحت يا أستاذ يوسف امشي من هنا دلوقتي وأنت يا عمي خلينا نطلع وكفاية فضا يح لحد كده …عيب فرجتوا علينا الناس …
ولكن إمارات الشـ ر كانت تغطي وجهي كل من يوسف وكريم …كانا يريدان الفتك.ببعضهما…يوسف كان غاضب …يشعر بالذ نب لانه أخبر كريم بعلاقته مع نسرين …لانه تسبب بالضر ر لها ….يعلم الله ان يوسف يعشق نسرين ولا يتحمل ان يمسها أي احد بسوء ولكن لي لحظة جنو ن منه اذ اها وهو لن يسامح نفسه أبداً
-أستاذ يوسف لو سمحت امشي من هنا !!!أمشي كفاية اللي حصل بسببك هنا …ولو سمحت أبعد عن نسرين
قالها فؤاد بقوة ليصرخ يوسف بجنو ن:
-وانت مالك…أنت مالك؟!!مين أنت عشان تأمرني أبعد …مين !!!
واجهه فؤاد بقوة وقال :
-انا ابن خالة نسرين …و …
قاطعه كريم بتشفي :
-وكمان فؤاد هيتجوز نسرين قريب يا يوسف فلو سمحت أمشي وسيب بنتي في حالها خلاص كفاية أنك استـ غلتها واستـ غلتني …ومن اليوم صداقتنا انتهت أنا مش عايز اشوفك تاني هنا قدامي …وديني.لو شوفتك يا يوسف تاني هقـ تلك !!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
فتحت عينيها وهي تعود للواقع وقالت بقوة :
-أنا هروح لليان….لازم أروح …
-يعني هتروحي من غير رضايا ..والله جميل يا هانم وناوية تعملي أيه تاني كمان…هتصـ يعي مع صاحبي …
-عمرك ما هتتغير …
قالتها بتعب ثم كادت أن تذهب من امامه الا انه قبض على شعرها وكاد ان يصفعها الا ان صوت فؤاد جمده عندما قال:
-عمي !!!
ثم أقترب منه وارجع نسرين قليلا ووقف أمامها :
-لو سمحت يا عمي اظن أنا وضحت أنك متأذ يش نسرين لحد ما أخدها من عندك …التزم بوعدك زي ما أنا هلتزم بوعدي !!!
قالها فؤاد بنبرة حازمة وهو يقف بين نسرين ووالدها. ..
ظل كريم يرمقه ببرود ولكنه ابتعد وقال:
-اتمنى أنك فعلا تاخدها من هنا بسرعة أنا مبقتش اطيقها !!!
كانت نسرين مطرقة برأسها …تضم كفها بإنفعال بينما عينيها مشبعة بالدموع ..كانت تسيطر على نفسها بشق الأنفس …لاتريد البكاء …لا تريد أن تكون مثيرة للشفقة …وقد نجحت …لم تبكي وهي تسمع كلام والدها السام رغم انها من الداخل كانت محطمة….
-هاخدها متقلقش بس متمدش ايديك عليها تاني ….
رفع كريم رأسه وقال بقوة :
-مادام مش عايزة تضر ب يبقي متعاندنيش يا كريم ….نسرين ممنوع تخرج الا على بيتك …بيت جوزها !!!
-ليان اتضر بت بالنار …لازم اشوفها …ليان صاحبتي ….لازم أشوفها …
واجه فؤاد كريم وقال :
-أنا هاخدها معايا تروح تشوف.صاحبتها وأرجعها تاني …
ظل كريم جامد للحظات ليكمل فؤاد :
-لو سمحت يا عمي في الوقت ده نسرين هتبقى مسئوليتي وأنا اللي هوصلها لليان وبعدين أرجعها لحد عندك ….
ظل كريم صامتاً للحظات ثم قال أخيراً وهو يتنفس بحدة :
-ساعة بالكتير وتجيبها ..
هز فؤاد رأسه …ثم نظر الى نسرين وقال بشفقة :
-أجهزي يا نسرين بسرعة …
مسحت الدموع التي تكونت على جانبي عينيها وهزت رأسها بطاعة ثم ذهبت لغرفتها وهي تحاول السيطرة على نفسها كي لا تبكي …كم هي تعيسة الحظ ..
أرتدت ملابسها بسرعة وخرجت يداً بيد مع فؤاد
…….
في السيارة …
كان الصمت يسيطر على السيارة …فؤاد يقود.بهدوء بينما نسرين تنظر من نافذة السيارة وهي تتنهد بتعب … تفكر كيف أصبحت الامور بذلك.السوء …ها هي انفصلت عن يوسف نهائيا وسوف تتزوج فؤاد …فؤاد من وقف بوجه والدها لحمايتها …ما زالت تتذكر كلمته …لقد أخبر والدها بصراحة انه سوف يتزوجها …تحمل هو نتيجة خطأ لم يفعله وكم.تكر ه نفسها لانها وضعته ووضعت نفسها في هذا الموقف …لم تظن أبدا ولا حتى في أسوأ احلامها ان والدها سوف يعرضها بتلك الطريقة لفؤاد…لقد شعرت بالرخص …
انسابت دموعها ثم همت.بمسحهما بسرعة الا ان فؤاد مد كفه بمحرمة ورقية وقال:
-متعيطيش ..أنتِ عيطتي بما فيه الكفاية ريحي عيونك ودماغك شوية…ومتفكريش كتير…أنا موجود ….
-أنا ورطتك في جوازة مش عايزها …دبستك.فيا …أنا …
-مين قالك اني مش عايزها ؟!أنا مبعملش حاجة غصب عني يا نسرين ..افتكري ده واطمني …
……..
-موسى ممكن حد يجي…
قالتها ليان بخجل وهي تحاول سحب كفها من يده الا انه شد على كفها وهو يرفعه لشفتيه ويقبله…احمر وجهها بقوة وهو يقول بصوت أجش:
-ميهمنيش ….
-أفرض جه عدي !!!
قالتها بإعتراض ولم يخفى عنها شحوب وجهه …أبعد كفه بسرعة وقال مبتسماً محاولا بقدر ما يستطيع إخفاء توتره :
-هطلب منه اني أتجوزك .
ضحكت هي بتعب وقالت؛
-عشان ير ميك من الدور السابع صح ؟!
لم يضحك هو …بدت في عينيه الزرقاء نظرة غريبة …نظرة لم تفهمها هي بينما اقترب بوجهه منها وقال :
-محدش هيقدر يبعدك عني يا ليان …محدش أبداً…
رفعت كفها بضعف ووضعته على وجنته وقالت:
-ولا أنا هسمح ان حد يبعدني عنك يا موسى …هفضل معاك للأبد …هلزق فيك لحد ما ازهقك …
-مش هزهق متقلقيش ..بس متزهقيش أنتِ من ان من هنا ورايح رجلي هتبقى على رجلك …مش هسمحلك تبعدي عني يا ليان …مش هسمح لأي حد انه يأذيكي ..
ابتسامة رائعة تكونت على شفتيها … ابتسامة واثقة للغاية ..نعم هي تعرف هذا …وتعترف به أيضاً…موسى مستعد للتضـ حية بحياته من أجلها وقد فعلها مرة …لن تنسى أبداً انه دون تردد اخذ رصاصة بدلاً منها …لم يفكر …لم يتردد…رغم انها قللت مما فعله مرتين نتيجة لغضبها ولكن داخلها تعرف انه فعل كل ما يستطيع لإنقاذها…هي تعرف انه الشخص الوحيد الذي تشعر بالآمان الكامل وهي معه …
ابتلعت ريقها وقد تكون ستار رقيق من الدموع بعينيها بينما شدت على كفه وقالت بصوت مختنق:
-اسفة اني في يوم قللت من اللي عملته عشاني ..بس صدقني يا موسى أنا كنت مجرو حة أووي منك …كنت بتعذ ب وحبيت أني أو.جعك …عارفة ان اللي عملته واللي قولته بشـ ع بس صدقني …
-مفيش مشكلة مزعلتش …أنا مبزعلش منك يا ليان ولا عمري هزعل …خلاص خلينا ننسى الماضي أحنا أولاد النهاردة مش ك
ده ؟!
هزت رأسها بحماس وقد أمسكت كفه وشدت عليه وقالت :
-صحيح ومن النهاردة عمري ما هجرحك …ولا أي حد هيقدر يفرق بيننا …ده وعد مني ان عمري ما هخلي حد بيعد عننا ولا أنا هبعد عنك …ابدا …
ابتسم ونهض وهو يقبل رأسها وقال:
-ووعد مني مش هبعد عنك ولا هسمحلك تبعدي …
ابتسمت له بإتساع ..كانت الفراشات فعليا تتحرك في معدتها …شعرت بسعادة لم تشعر بها من قبل …بينما هو بهذا القرب منها كان قلبها يدوي بعنف داخل صدرها …لم تكن تريد غيره الآن ..هو حبيبها ومالك قلبها …أمانها ….
هو الشخص الوحيد الذي استطاع سر قة قلبها…وكم تخاف ان تفقده …كم تخاف ان يكون هذا مجرد حلم جميل نسجته ..وان يكون الواقع غير هذا …الا يكون موسى معها الآن …بالتأكيد سوف تجـ ن نهائيا ….هي لمست النجوم ….شعرت بالسعادة وللمرة الأولى
-هات إيديك ..
قالتها وهي تمد كفها ليمد هي كله وتمسكها وتقول :
-أمتى هطلع من هنا يا عدي …أنا مخنوقة أووي وعدي ليه مجاش لحد دلوقتي.ولا بيري كمان …اتصل بيه يا موسى أنا عايزة أخرج …
هز موسى رأسه بإصرار وقال:
-لا يا حبيبي مينفعش …أنت أخدتي رصاصة هو أي حاجة ..دي رصاصة يا حبيبي وهتفضلي هنا لحد ما تتعافي خلاص ده آخر قرار …
مطت شفتيها وقال بحزن مصطنع:
-أنت حبيب متسلط هشوف واحد غيرك ميكونش متسلط …
ضحك لها لتبتسم هي ..كم تحب ضحكته …هي مستعدة لدفع أي شئ كي يظل يضحك بتلك الطريقة …لا تريده ان يكون حزينا …بل دوما تريده أن يكون سعيداً …ابتعد.فجأة وهو يشعر بأحد يقترب من الغرفة والتي لم تكن الا نسرين …
-ليان …
قالتها نسرين بلهفة وهي تقترب من صديقتها وتمسك كفها …كانت تخاف ان تضمها إليها فتتسبب لها بالأ.لم …
ابتعد موسى قليلا عنهما ليأخذا راحتهما في التحدث وخرج من الغرفة منتظراً عدي ….
ابتسمت ليان وهي تشد نسرين إليها وتضمها برفق ….كانت عيني نسرين مبتلة بالدموع وقالت ؛
-لي لي …لما اتصلت بعدي وقالي اللي حصلت حسيت أني همو ت من الرعب عليكي …ايه اللي حصل …وموسى كان فين ؟!
ربتت ليان على كفها وهي تخبرها بكل ما حدث ةختي اخبرتها عن اعتراف موسى لها …
بعد ان انتهت صرخت نسرين بحماس وقالت وهي تعانق ليان وتقول:
-الف مبروك يا لي لي تستاهلي كل خير يا حبيبتي
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بعد يومين ….
مساءا….
كان يقود السيارة عائداً للقصر…ينظر إليها من مرآة السيارة وهي بجوار شقيقها تستند عليه …اليوم أخيراً سمح لها الطبيب بالخروج ولكنه حذرها من التحرك كثيراً وطلب منها الاهتمام بنفسها …ابتسم عندما التقت نظراتهما سويا ….هو أسيرها نعم يعترف ويفتخر بهذا …
-اومال بيري مجتش تستقبلني ليه يا عدي ؟!
سألته ليان وهي تنظر ليه ليمط شفتيه ويقول :
-معرفش يا لي لي قالت انها مش جاية ..
-شكلها مشغولة …
قالتها ليان بخيبة أمل وهي ترمش كي لا تبكي بسخافة …لا تعرف لماذا ولكنها تعلقت بعبير كثيراً…صحيح انها باردة احياناً معها ولكن ليان تعلقت بها بشدة …تحب تلك الاوقات التي تتكلم فيها معها …تحب ابتسامتها المشرقة وكلامها المضحك …هي متحدثة جيدة تعترف بهذا…تعرف كيف تخرج الضحكة من القلب
تنهدت بخيبة أمل وهي تعود برأسها على كتف شقيقها بينما تغمض عينيها …
ابتسم عدي وهو يرى تجهم شقيقته ثم نظر الى موسى وغمز له ليخفي موسى ابتسامته ثم يتنهد براحة وهو يفكر ان هل سيكون كل شئ على ما يرام …هل سيستطيع حماية ليان …هل سيفعل …هو متأكد انه سيفديها بحياته فقط لتعيش هي ..ولكن ماذا إن كانت بخطر وهو ليس موجود …هو أيضاً أقسم على حماية روان وفشل …هل سيفشل أيضاً…هذا السؤال كان يحاصره بقوة …هذا السؤال كان يرعبه
…….
وصلا الى القصر وما أن دخلا.القصر …
-مفاجأة …
صرخت جواهر بقوة مبالغ فيها عندما دخلت ليان وشقيقها يتبعهما موسى …تراجع عدي قليلا بينما صرخت ليان بخو ف…رفع موسى حاجبه ثم أدار عينيه بملل …بالتأكيد تلك الفتاة مُختلة عقليا هاربة من مشفى المجانين ….
تنهد عدي وهو يحك جبينه ويقول :
-بيري حبيبتي أنا قولت عايزين نعمل مفاجأة لليان مش عايزين نمو تها بسكتة قلبية !!!البنت توها راجعة من المو ت حرام عليكي يا مهلبية مش كده…
ابتسمت جواهر بإعتذار وقالت:
-أسفة يا لي لي مكنتش أقصد …
ابتسمت ليان ونظرت الى صالة القصر المزينة والطاولة الطويلة التي كانت تمتلئ بأصناف الكعك بالشوكولاتة والكريمة التي تفضلها ليان …
-هو كل ده عشاني أنا ؟!
قالتها ليان وستار رقيق من الدموع يغطي عينيها…
اقتربت منها جواهر وهي تربت على كتفها وقالت:
-لا عاملاها للجيران.اكيد يا عبيطة عشانك …يالا عشان تحتفل بخروجك …
…..
في غرفة ليان …
-شكرا …شكرا اووي يا بيري …
قالتها ليان وهي تضم جواهر إليها …هزت جواهر رأسها وهي تفكر ان تلك الفتاة مجنونة من أجل تلك المفاجأة عانقتها أكثر من عشرين مرة ..هل هي مفتقدة للحب ؟!.ابتعدت جواهر قليلا وقالت:
-خلاص أنتِ ارتاحي دلوقتي وأنا هروح أنام…يالا تصبحي على خير يا حبيبتي …
ثم ذهبت بسرعة من الغرفة …
-أخيراً مشيت.
قالها موسى وهو يلج الى غرفتها مبتسما….بادلته بإبتسامة رائعة كالمعتاد وقالت :
-تعالى يا موسى…
ابتسم واقترب منها ثم جلس على المقعد المقابل لفراشها وأمسك كفها وقبله ثم قال :
-يالا نامي…
عبست وقالت:
-ايه مش هتنام جمبي….
ضحك وقال:
-هو أنتِ فاكراني ملاك يا حبيبتي …لا نامي أنتِ وانا هفضل هنا يالا غمضي عيونك ونامي …
-طيب مش هتحكيلي حدوتة …
-هو انتِ بنت اختي عشان أحكيلك حدوتة …واصلا مبعرفش احكي حواديت فنامي يا ليان وارتاحي
مطت شفتيها بضيق مصطنع وقالت :
-يعني أول طلب ليا كحبيبتك هترفضه …لا أنا زعلانة …
ضحك ثم قبل رأسها بنعومة وقال:
-والله لو اعرف احكي حواديت مش هتأخر بس فعلاً مبعرفش عموما يا ستي هتعلم وأحكيلك …
-بجد …بجد هتتعلم.عشاني يا موسى …
-اكيد.يا ليان أنتِ أغلى حد في حياتي …أنا مستعد أعمل المستحيل عشان أسعدك …يالا نامي …
ابتسمت له وأغمضت عينيها … دقائق معدودة وكانت قد نامت بالفعل بينما ظل هو جالساً مكانه يتأملها وداخله ضجيج لا يهدأ …هو خايف…خايف من المستقبل …مستقبل علاقتهما …ويخاف من ذلك اليوم الذي سوف يواجه عدي به ويخبره بكل شئ!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-وخلصت الحدوتة خلاص يا ياسمين ولازم تنامي دلوقتي …
قالتها ورد مبتسمة وهي تقبل رأسها بلطف …
ابتسمت ياسمين وقالت:
-طنط ورد أنا بحبك أووي …أووي ..
ابتسمت ورد بتأثر وكادت أن تبكي بعاطفة كالأطفال وقالت:
-يا روحي وانا كمان بحبك …بحبك أوووي …
ظهر التردد على وجه ياسمين واردت أن تقول شئ …فهمت ورد انها تريد أن تقول شيئاً ولكنها مترددة فقالت بلطف:
-ياسمين قولي اللي عايزاه من غير تردد يالا احنا اتفقنا أننا اصحاب صح ؟!
هزت ياسمين رأسها وهي تجهز نفسها لما ستقوله …ولكن هل ستتقبل ورد ما ستقوله لها …ام ستغضب …هل يمكن أن تغضب هي …ولكن ربما من يغضب من الأمر هو والدها..ولكنها قررت ان تتكلم وأمرها لله …
-ياسمين حبيبتي اتكلمي .
قالتها ورد بلطف
-هو أنا ينفع أقولك يا مامي ؟!
قالتها ياسمين بتردد …كان لمحة من الخوف تسكن عينيها …هذا الطلب جمد ورد تماماً …شعرت أنها غير قادرة على قول أي شئ . ابتلعت ريقها وقالت بصوت خافت :
-بس أنتِ عندك أم يا ياسمين وانا مفروض مأخدش مكانها في حياتك …
احتشدت الدموع بعيني الصغيرة وقالت:
-بس أنا عايزاكي أنتِ تكوني ماما …مش عايزاها هي …هي عمرها ما حبتني خالص يا طنط ورد …عمرها ما عاملتني زيك ولا حضنتني خالص ….
انسابت الدموع من عينيها وقالت وشفتيها ترتجف:
-ولو كنت عملت حاجة غلط من غير كانت …بتعا.قبني
نظرت ورد إليها بصدمة وقد احتشدت الدموع بعينيها بينما تبكي ياسمين وقد ارتفع نشيجها :
-كل ما كانت تتخانق مع بابا ويسيب البيت كانت بتحر قني في ضهري وبتحبـ سني في أوضة ضلمة …
شهقت ورد وهي تضع كفها على فمها بينما تكمل ياسمين ببكاء:
-كانت بتقولي لو قولت لبابا هتضر بني ..وكنت بخاف اقوله حاجة لحد ما هو قدر يكتشف بنفسه وأخدني منها …أنا مبحبهاش يا طنط ورد …أنا عايزاكي أنتِ تكوني ماما …أنتِ عمرك ما ضر بتيني …أنا بحبك أنتِ مش هي ….
-تقدري تقوليلي مامي…تقدري …
قالتها ورد وهي تمسح دموع ياسمين ثم قبلت رأسها وقالت:
-مرتاحة دلوقتي ؟!
هزت ياسمين رأسها بسعادة لتربت ورد على رأسها وهي تمسح دموعها …ظلت هكذا طويلا حتى نامت الفتاة …
……
خرجت من غرفتها وهي تمسح دموعها واتجهت الى غرفة نومها مع ياسين …
….
في الغرفة كان ياسين يمسك ورقة كُتب عليها قصيدة لمحمود درويش يحاول أن يحفظها …حك شعره وهو يهز رأسه بيأس وقال:
-ايه المرار ده يا ربي هو لازم قصايد عشان أبان أني بحبها …الستات دوول أوفر والله لو عملتلي صينية بسبوسة بالقشطة هعتبر انها بتمو ت فيا. صحيح مفيش ابسط مننا كرجالة….
توقف وهو يرى ورد تلج الغرفة …وجهها باهت وعينيها حمراء … ألقى الورقة جانبا ثم نهض بخوف واقترب منها وقال:
-مالك فيه ايه يا ورد ؟!
نظرت إليه ورد ثم أنفجرت بالبكاء وهي ترتمي بين ذراعيه !!شعر بالهـ لع وهو يراها بتلك الحالة ولكنه لم يفعل أي شئ الا ضمها بقوة إليه …يربت على ظهرها برفق وهو يقول ؛
-حبيبتي مالك…قوليلي ؟!…
ابتلع ريقه وهو يبعدها عنه وقال بينما يحتضن وجنتيها ؛
-مالك يا ورد ..أنا زعلتك في حاجة…
هزت رأسها وقالت:
-لا أبداً..بس ياسمين عايزة تقولي ماما …
عبس وابتعد عنها وقال:
-أنتِ بتعيطي عشان كده ؟!ما تقولك ماما يا ستي …
-ياسين ..ياسمين قالتلي على اللي مامتها كانت بتعمله فيا …هي ازاي تعمل في طفلة كده …ودي مش اي طفلة دي.بنتها …
تنهد ياسين وهو يجذبها إليه ويعانقها قائلا:
-عشان هي واحدة غير متزنة نفسيا يا ورد …واحدة مجنو نة ….
ظل للحظات يعانقها ثم ابتعد وهو يمسح دموعها بينما يشعر بأ لم هائل في عينيه جراء سيطرته على دموعه وقال:
-أيه رايك.اقولك.قصيدة شعر تغير من مزاجك ..
هزت رأسها ليبتسم هو ويقول :
– أمر بإسمك ا….
عبس وهو يحاول تذكر الباقي …ولكن دون جدوى…
-ثانية واحدة
قالها بلطف وهو يتجه الى الفراش ويمسك الورقة ليقرأ منها القصيدة…ابتسمت وهي تهز رأسها..هو لن يتغير وهي لن تتوقف عن حبه !!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في غرفة عدي …
-شكرا على كل حاجة يا بيري .
قالها عدي مبتسما ثم ضمها بقوة إليه …زفرت بضيق وهي تهمس في سرها :
-ايه العيلة اللي بتحب الأحضان دي هما متحضنوش وهما وصغيرين ؟!.
-على ايه بس ده أنت جوزي وليان أختك يعني أختي .
قالتها جواهر بسخرية وهي تربت على ظهره…تتمنى ان يبتعد قليلاً فهي بدأت تشعر بالإختناق من نفسها لانها أحبت الشعور وهي تعانقه …ولكنها يجب ألا تنسى ان عدي ليس من حقها ..وان تلك ليست حياتها …هي مز يفة وعندما يكتشف عدي حقيقتها لن يسامحها أبداً ..فكرت بحزن ..وما أحزنها اكثر انها لا تستطيع العودة عما تفعله …ليس مش أجلها فحسب بل من أجل والدتها …والدتها التي بدأت أخيراً تستجيب مع العلاج وتتحسن …لن تكون أنا.نية وتحرمها من تلك الفرصة …
كان عدي مغمضاً عينيه وهو يعانقها …كلما يقترب منها بتلك الطريقة يشعر بشئ يتحرك داخله …شئ مختلف تماماً عما اختبره من قبل …ولكن هل يعطيها الآمان ؟!هل يثق بها وهي ابنة من حطـ م قلبه …ان هذا صعب …صعب للغاية ..ولكنها تبدو صادقة وبريئة…وأخيراً سخر منه عقله وأخبره أن.كارمن أيضاً بدت صادقة …كارمن أيضاً بدت بريئة …لقد انخد ع ببراءتها وبؤسها المزيف وماذا حدث ؟!تحـ.طم قلبه….أحبها كثيراً ولكن قبل خطبتهما أكتشف انها كا ذبة…هل يكرر نفس الخطأ ويثق بعبير ….
تنهد وهو يحاول طرد تلك الأفكار السيـ ئة من عقله …ليستمتع باللحظة فحسب ..هي كل ما يمتلك….لن يعطيها الآمان ولن يثق بها …ولكن لا ضير من الإقتراب منها فهي زوجته بالأخير …قد يثق بها في حالة كانت صادقة بقصة والدها
-خلاص ..خلاص يا أخويا ابعد شوية كل ده حضن!!
قالتها جواهر وهي تبعده عنها بينما اصطبغت بشرتها البيضاء بحمرة الخجل ولكن ظلت عينيها ساطعة كسطوع الشمس في يوم مشرق ….
-فيه ايه بس يا مهلبية ده أنا زي جوزك .
قالها عدي وهو يقترب منها ليعانقها مجدداً الا انها ابتعدت وقالت :
-ولا مالك فيه أيه ؟!أنت فاقد للحنان ولا أيه ؟!شكل ابوك كان بيعذ بك ومتحضنتش وانت وصغير …
ضحك …حقاً ضحك بقوة ..هي قادرة على اضحاكه بأسلوبها الفكاهي المميز …
كف عن الضحك وقال:
-يووه ده أنا اكتر واحد اتحضنت يا بيري….متتخيليش قد ايه اتحضنت وأنا وصغير …
-يا راجل …
-آه والله ..
قالها مبتسماً ثم أكمل :
-تعرفي أني في سنة تالتة ابتدائي جالي استدعاء ولي أمر عشان حضنت مرمر في الفصل وبوستها من خدها .
-مين مرمر دي ؟!
قالتها بحيرة ليشرد مبتسماً:
-ياااه مرمر ..كانت بنت أستاذة العربي عندنا …كانت اجمل بنت في الفصل وأنا كنت بحبها بس يا خسارة لما روحت الاعدادي أنفصلت عنها …
-كانت حلوة ؟!
قالتها.بغيرة طفيفة ثم أكملت بغيظ:
-يعني لو حلوة ولسه عاوزها اروح ادور عليها وأخطبهالك يا حبيبي …
ابتسم بخبـ ث وقال:
-يااه كانت أجمل واحدة شوفتها في حياتي …البنت كانت كارميلا بجد وانا أكتر حاجة بحبها في حياتي الكريم كارميل ..هي كانت زيه لذيذة وتتأكل.أكل….
استدارت وأمسكت الوسادة ثم ألقتها بوجهه وهي تصرخ :
-خلاص روح اتجوزها يا حبيبي وطلقني…طلقني !!!!
ضحك بقوة وهو يجذبها إليه ويقول :
-بتغيري !!!
-لا مبغيرش ابعد كده !!
قالتها بغضب وهي تحاول دفعه الا انه بدأ بدغدغتها وهو يقول :
-لا بتغيري…بتغيري …
حاولت هي الابتعاد منه ولكنها سقطت على الفراش ليقترب منها ويستمر في دغدغتها بقوة لتضحك هي …فجأة سكن وهو ينظر إليها …كانت تضحك وكانت ضحكتها هي أجمل شئ رآه في حياته …اقترب بوجهه منها وهي لم تمانع وهو يسرق منها قبلتها الأولى وما كانت تخشاه قد حدث …ها هي تقع في الخطيئة!!
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشيطان وقع أسيرها)