روايات

رواية جاريتي 3 الفصل التاسع عشر 19 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 الفصل التاسع عشر 19 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 البارت التاسع عشر

رواية جاريتي 3 الجزء التاسع عشر

رواية جاريتي 3 الحلقة التاسعة عشر

كانت تقف مع ليل بجانب احدى النوافذ تحتويها بين ذراعيها و تتحدث معها بأهتمام شديد و كان أيمن يجلس بجانب شمس التى غفت بين يديه ينظر الى وقفتهم بأهتمام شديد و بقلق و خوف … يود لو يستمع لما يقولونه ان يعلم الحقيقه
– انا مصدقاكى يا ليل و مشكتش فيكى لحظه … بس بحاول افهم ايه الى حصل .. كمان رساله جواد غريبه ؟
قالت مهيره ذلك بتأكيد … لتخفض ليل راسها وهى تضع يدها على وجنتها و قالت بألم
– انا مش عارفه ده حصل ازاى يا عمتو و الله ما عارفه ؟
نظرت مهيره الى مكان جلوس ايمن وشمس وهى تفكر بهدوء قدر استطاعتها ثم امسكت الهاتف واتصلت بفجر و طلبت منها الحضور و حين وصلت فجر طلبت منها ان تظل بجانب ليل لا تتركها ابدا حتى تأتى اليها من جديد
واقتربت من ايمن الذى ينظر اليها بأستفهام .. وحيره و قلق وقالت بغضب مكتوم و بقوه
– انت صحيح اخويا الكبير بس لو ايدك اترفعت على ليل تانى هكسرهالك .. و طالما انت متعرفش حاجه عن بناتك يبقا متدخلش … يتكون اب بجد يا تسكت .
وتركته ورحلت … بعد ان القت كلماتها الجارحه والصادمه بالنسبه له و التى كانت كصفعه مدويه على وجنته والمته بشده وهى تضعه امام مرآه حقيقته ( انه اب فاشل )
***********************
كان يجلس امام سريرها ينظر اليها وهى غافيه … بعد تلك الحقنه التى اعطاها لها أكرم بعد تلك الحاله التى كانت عليها و ذلك الانفجار الذى لم يتوقعه … و صدمته من بضع كلمات وصلت اليه من صراخها و كلمات أكرم له قبل ان يرحل بها
– عقلها الباطن هيغلف على كل الى حصل بغمامه مؤقته و ممكن كمان تكون مش مستوعبه اى حاجه من الى حصلت
كان يشعر بالحيره …. فكيف يتعامل معها و ذلك كان سؤاله له
– ايوه يعنى المفروض اعمل معاها ايه ؟
اجابه اكرم بهدوء محاولا توضيح الفكره ببساطه
– الى حصل ده مش خطوه دى قفذه … نور فتحت باب الذكريات المؤلمه الى كانت مستخبيه وراه دخلته و مش هتقدر تخرج غير و هى مواجهه كل الماضى … وكل الى حصل ده قشور بس … الى جاى اصعب .. حاول تتعامل بهدوء شديد و كأن مفيش حاجه حصلت و خليها هى تبدء من نفسها تتكلم لو هى عايزه
كلمات تجعله يشعر بالخوف فهى حقا فى مأساه حقيقه و هو حقا و لاول مره يعترف بالخوف … عاد من افكاره على ململتها وفتحت عيونها ببطئ شديد ثم ااه الم و هى تضع يدها على راسها ثم اعتدلت جالسه تنظر حولها بأندهاش وحين وقعت عينيها عليه وجدته يبتسم ابتسامته التى لمست قلبها من اول مره رأتها و جعلتها تثق به دون ان تشعر … فقالت بتشتت
– هو ايه الى حصل وانا نمت ازاى هو مش انا كنت عند دكتور أكرم
ليقف صهيب واقترب منها و وقف بالقرب منها وهو يبتسم وقال
– و لا حاجه بعد ما خرجنا من عند الدكتور كنتى مجهده و نمتى فى العربيه و شيلتك ونيمتك على السرير و قاعد مستنيكى تصحى من النوم علشان اطمن عليكى و اروح
قطبت جبينها و هى تحاول تتذكر ما حدث لكنها تشعر بألم قوى فى رأسها و لكنها تشعر ايضا ان هناك شئ لا تستطيع فهمه او ادراكه
وكان هو ينظر اليها و يتخيل ما يدور داخل راسها فقال محاولا الهائها عن اى افكار
– انا بعت البواب جاب اكل كلى كويس انت مش طفله … هروح انا دلوقتى .. وهكلمك الصبح ماشى
هزت راسها بنعم وهى تود قول شئ ما شعر من نظره عينيها ان هناك شئ ما تريد قوله فجلس على طرف السرير وقال
– عايزه تقولى ايه يا نور ؟
رفعت عيونها اليه ليجد سحابه من الدموع تغطى سواد عينيها وهى تقول بخجل
– انا لازم انزل اشتغل هو انت هتفضل لأمتى هتأكلنى و تشربنى و تدفعلى فلوس الدكتور و كمان ايجار الشقه
الم قوى اعتصر قلبه جعله يقطب جبينه بغضب و قال بشئ من العصبيه
– ايه الى انت بتقوليه ده انت ناسيه ان عمك بيدور عليكى و انك مينفعش تنزلى الشغل فى الشركه علشان لو جه سأل عليكى تانى
كانت تنظر اليه بخجل شديد بعد فهمها لكلماته خطئ و قالت بهدوء و استسلام
– انا عارفه ان ما بقاش ينفع اشتغل عندك وكمان اكيد انت دلوقتى شايفنى مالقش انى اكون موجوده فى مؤسسه كبيره زى مؤسسه الهاشم … واكيد طبعا انا نزلت من نظرك بعد كل الى حكتهولك .. بس انا كنت بتكلم انى اشوف اى شغل فى اى مكان
كان يستمع الى كلماتها وهو يشعر بالصدمه كيف تفكر بتلك الطريقه وكيف نزلت من نظره وهو يقف بجانبها و يدعمها وقف يشعر بنار تشتعل داخله نار غضب و نار حب بداخله لا يعلمه و قال بعصبيه
– انت ايه الى انت بتقوليه ده … نزلتى من نظرى ازاى وايه الكلام الاهبل ده … وبعدين انت من يوم ما وثقتى فيا وامنتينى على سرك ونفسك انت مسؤله منى لحد ما تخفى وكل امورك تبقا تمام و وقتها ابقى اعملى الى نفسك فيه مفهوم
قال اخر كلمه بأمر وبصوت عالى نسبيا …. ولم يسمح لها بالرد او ان يرى نظره امتنان او انكسار فى عيونها غادر الغرفه والشقه بأكملها لتبكى هى بقهر واغمضت عينيها وهى تمسك تلك السلسال الصغير فى عنقها وقالت بصوت هامس
– سيبتنى ليه … ليه ؟ انا محتجالك … محتجالك اوووى
************************
كانت تقف خلف النافذه الكبيره فى بهو الفيلا تنتظره بقلق … انه غادر مكتبه فى الشركه فى وقت باكر .. فأين ذهب …. هل هو معها الان هل هو فعلا على علاقه بتلك الفتاه .. اذا ماذا عليها ان تفعل
غادر جواد غرفه مكتبه ليجدها على تلك الوقفه فاقترب منها و وضع يديه حول كتفيها و هو يقول
– مالك يا ميما ايه الى شاغلك اوى كده ؟!
نظرت اليه وعيونها تحمل من الحيره والخوف الكثير و قالت
– حال صهيب قالقنى اوووى … ومش عارفه اعمل ايه ؟
كان ينظر اليها و هو يتذكر حديثه مع ولده من قبل و اخباره له انه معه و يدعمه فهو يثق فى عقل صهيب وحسن تصرفه ولكنه يريد ان يريح تلك القلقه فقال
– خلى عندك ثقه فى ابنك واختياراته … وبلاش تحكمى على المواضيع بسطحيه … او من وجه نظرك بس كمان لازم تحترمى دماغ ابنك لانه مش صغير و كمان خلى الماضى قدام عينك وبلاش تحكمى على الموضوع من قبل ما تفهميه
كانت تنظر اليه بتركيز ثم قالت بغموض و غضب و شك
– يعنى انت معندكش مشكله لو ابنك كان بيحب البنت المسترجله الى بتشتغل عندكم فى الشركه ؟
قطب جبينه من وصفها وكلماتها فهو لم يستسيغ ذلك الاسلوب و قال بهدوء رغم ضيقه
– بلاش تخسرى ابنك يا ميما … ومتخليش غيرتك وخوفك على ابنك تخليكى تغلطى … فكرى كويس قبل ما تقولى اى حاجه لابنك .. لانه عنيد .. و لو مقتنع يبقا انت بتخسريه
ثم تركها و عاد الى غرفه مكتبه واغلق الباب خلفه و هو يفكر هو ايضا قلق على ابنه ويتمنى له الافضل دائما ولكن كلمات ابنه له فى اخر حديث بينهم
(( محتار و هتجنن و الافكار مش رحمانى والاكثر من كده يا بابا حاسس ان قلبى مبقاش معايا بقا معاها هى ))
((هى وراها سر كبير الغموض هو عنوان حياتها ورغم انك لما تشوفها متحسبهاش من اصحاب نون النسوه بالمره الا انى ومن اول نظره خطفت قلبى و اتعلقت بيها ))
عاد من افكاره و هو يأخذ نفس عميق هو يعلم لوعه الحب و عذاب الفراق … فهو سيدعم ابنه بكل طاقته و لن يسمح بجرح قلبه او عذابه
************************
كان ينتظرها خارج حمام السيدات فهو لاحظ نظراتها لملك حين دلفا اليها .. و رأى دموعها الحبيسه داخل عينيها وخاصه بعد خروجها من الغرفه و دلوفها الى الحمام مباشره …. هو يعلم انها تبكى تخرج كل خوفها وقلقها الذى حبسته داخل قلبها منذ معرفتها بمرض ملك فهى صديقتها الوحيده … و هو يشعر بما تشعر به الان لقد مر بالامر من قبل … حين اصيب سفيان فى كلا المرتان خرجت من الحمام عيونها حمراء رغم انها قد غسلت وجهها
و حين رفعت عيونها اليه وجدته ينظر اليها بحنان ثم فتح ذراعيه لها لتلقى بنفسها بين ذراعيه تبكى من جديد خوف كبير يسكن قلبها ان تفقد صديقتها
ظل يربت على ظهرها بحنان وهو يقول
– اهدى يا فرح … اهدى يا حبيبتى ان شاء الله ملك هتكون كويسه اهدى يا حبيبتى بناتها محتاجينك خصوصا و ان مهيره مشغوله مع سفيان … و مش هتعرف تعمل كل حاجه لوحدها
هزت راسها وهى بين ذراعيه ثم رفعتها وقالت وهى تنظر اليه بعيونها الباكيه وقالت
– دى صحبتى الوحيده يا زين … خايفه عليها اووى .. اووى
ليقبل جبينها وهو يقول بصدق
– حاسس بيكى وعارف احساسك كويس اووى … بس البكى مش هيفيد .. هى محتاجه دعانا و اننا نكون جمب بناتها و نقويهم تخيلى خوفك ده و لا حاجه جمب خوفهم و احساسهم بالضياع من غير امهم … صح
هزت راسها بنعم ومسحت دموعها بظهر يديها و قالت
– عندك حق انا لازم اكون جمبهم .. ايمن الله يكون فى عونه تايه و مش عارف يتصرف و مهيره كمان .. بس صحيح فين زينه
ابتسم وهو يقول بمرح و تعالى
– محمد يا عينى كان هيبوس رجلى علشان يقعد معاها شويه فسمحتله يقعد معاها تحت فى جنينه المستشفى
كانت تنظر اليه بأبتسامه متفهمه ثم هزت راسها بنعم ليضع يديه حول كتفها وهو يقول
– طيب يلا
و توجها سويا لمكان جلوس البنات وجلست بجانب ليل الصامته بشده رغم محاوله فجر الحديث معها او معرفه ما اصاب وجنتها
**********************
جالس بجانبه ينظر الى جانب وجهها الرقيق فقد اشتاق اليها بشده ظل يتأملها لاكثر من عشر دقائق حتى نظرت اليه ليبتسم بسعاده وهو يقول
– وحشتينى اووى يا زينه … اووى
اخفضت راسها يخجل و لم تجيب على كلماته ليكمل هو بحب حقيقى
– رغم انك هنا معايا فى نفس البلد بس مش عارف كمان اشوفك … و وحشتينى اوووى
ظلت تنظر ارضا بخجل ليبتسم وهو يفكر كم هى رقيقه وصغيره … كم هى بريئه و ناعمه يشعر حين يكون بجانبها انه رجل كبير يداعب ابنته الصغيره اخذ نفس عميق ثم قال
– اخبار المذاكره ايه الامتحانات على الابواب وعايزين مجموع كبير
نظرت اليه بأبتسامه رقيقه و اشارت اليه بما يعنى
– كله تمام .. ومستعده كويس و ان شاء الله هجيب المجموع الى بحلم بيه
كان يتابع حركات يديها و تعابير وجهها السعيده و كأنه يحفرها داخل عيونه وقلبه يتمنى لو يطبع قبلاته على كل مكان فوق عيونها و بجانب شفاهها على وجنتيها يقبل يديها بل كل اصبع فى يديها يتمنى ان يضمها ويزرعها بداخل قلبه ويغلق عليها الى الابد .
– انا عارف ان حبيبتى شاطره و ذكيه … و مفيش منها اتنين … و هتفرحنا كلنا
قالها بأبتسامه واسعه لتتلون و جنتيها بالاحمر القانى ثم نظرت اليه واشارت اليه بما يعنى
– طمنى عليك انت اخبارك ايه دلوقتى ؟
ظل ينظر الى عينيها و ابتسم ابتسامه حزينه وقال
– كويس … رغم الالم والوجع .. موت امى كسر جوايا حاجه كانت انشرخت بموت ابويا … وجع موت ابوبا امى هى الى احتوته و خففت وجعى .. لكن دلوقتى وجعى زى وجع اخواتى وكلنا محتاجين الى يحتوينا
كانت تنظر اليه وهى تشعر بكل كلمه يقولها فهى ايضا يوما ما مرت بأحساس مشابه .. الخواء و الضياع .. الوحده والوخوف .. هى ايضا يوما ما شعرت بالفقد و الموت احساس مؤلم احساس قاسى لم تشعر بنفسها وهى ترفع يديها تربت على كتفه بحنان و دموعها تغرق وجنتيها… لينظر اليها بأندهاش سعيد و ابتسم ابتسامه صغيره و هو يقول
– بلاش دموع يا زينه …. ربنا يخليكى ليا و جودك فى حياتى مهون عليا كتير
ثم نظر الى السماء وقال برجاء
– يارب الايام تعدى بقا
ونظر اليها ليكمل حديثه وهو ينظر اليها بحب رغم الحزن العميق الساكن بداخل عينيه
– لانى بجد محتاج قربك منى .. محتاج حنانك و عطفك … محتاج لمسه ايدك تمسح كل وجعى
كانت تنظر اليه بحب صادق و حنان فطرى لامس قلبه واسعده بشده وخجل شديد يعشقه وهو يشعر ان مشاعرها تتفتح على يديه وانه اول من يعلمها كل شئ عن الحب و ذلك يجعله يشعر بفخر ذكورى كبير
********************
كان يقف على منصه التدريس يشرح لطلابه كعادته الجاده دائما و لكن عيونه ثابته على من ملكت قلبه لا يعلم ماذا حدث هو لم يتصل بوالدها بعد … فاليوم موعد معرفته بقرارها وكان يود لو تريحه بنظره من عيونها التى يعشقها ولكنها كعادتها تستمع اليه بتركيز رغم بعض التوتر الواضح عليها
انتهت المحاضره وبدء الطلاب بالمغادره ليخرج هو هاتفه واتصل بوالدها سريعا وحين اجاب قال بادب
– السلام عليكم استاذ عماد …. انا محمود عادل
صمت قليلا ثم ابتسم ابتسامه وقوره وهو يقول
– اهلا بحضرتك … يا ترى ايه الاخبار
صمت يستمع لرد محدثه … ثم ابتسم بسعاده وهو يقول
– حقيقى … طيب انا بس هستأذن حضرتك فى اسبوعين ثلاثه وهتصل احدد مع حضرتك معاد للزياره العائليه
صمت مره اخرى ثم قال
– انا حقيقى مش عارف اشكر حضرتك ازاى … بس ممكن طلب صغير
صمت قليلا ثم قال بخجل
– تسمحلى اتكلم مع الانسه ندى .. داخل الحرم الجامعى
صمت و كان السيد عماد ايضا صامت حتى قال
– ماشى يا دكتور محمود … بس عشر دقايق مش اكتر وداخل الحرم الجامعى ومش فى مكتب حضرتك
ابتسم محمود بسعاده وهو يقول
– – اكيد طبعا حضرتك … انا عندى اختين و الى مش هقبله عليهم مش هقبله على الآنسة ندى
اغلق الهاتف وهو ياخذ نفس عميق وشعور كبير بالارتياح و السعاده تغمره خرج من المدرج متوجها لمكان تواجدها فهو يعلم اين تجلس .. وما هى عادتها داخل الجامعه
***********************
كانت تجلس بجانب جورى التى تقص عليها كل ما حدث من يوم حادثه خالها وادم .. واحساسها وقتها و احساس ادم وخوفه على والده واخته
وايضا قصت عليها ندى ما حدث من محمود وذهابه الى والدها وقبل ان تعلق جورى بأى شئ كان محمود يقف امامهم وهو يقول
– السلام عليكم … اخبارك ايه يا جورى و انت يا انسه ندى
كانت الفتاتان ينظران الى بعض باندهاش فهو القى التحيه على جورى دون رسميه كما فعل مع ندى الذى اكد على كلمه انسه قبل اسمها
اجابت الفتاتان التحيه لينظر الى ندى وقال
– ممكن اتكلم معاكى على انفراد
لتشعر الفتاتان بالصدمه و قالت جورى بتعجب وبرسميه
– خير يا دكتور محمود هو فى حاجه و لا ايه
وقبل ان يتحدث علا صوت رنين هاتف ندى ليقول هو بأبتسامه خطفت قلب الجالسه امامه
– طيب ردى على تليفونك الاول
وكتف ذراعيه اما صدره ينظر اليها بنفس الابتسامه اجابت والدها بصوت يرتجف و زادت صدمتها حين سمعت حديث والدها الذى اخبرها بطلب محمود وموافقته على ذلك الطلب و اغلق الهاتف لتنظر الى جورى بصدمه وكانت جورى تنظر اليها باستفهام مندهش لقول محمود من جديد
– ممكن بقا اتكلم معاكى شويه
هزت راسها بنعم ثم نظرت الى جورى وقالت وهى تقف على قدميها
– عن اذنك يا جورى 10 دقايق
ليبتسم محمود وهو يتأكد ان والدها اوصاها بان الا تزيد وقفتها معه عن العشر دقائق وكانت جورى تشعر بالصدمه وهى لا تفهم ما يحدث لكن من داخلها تشعر بالسعاده وخاصه لتحرك محمود و ذهابه لوالد ندى فكم هى سعيده بذلك
*********************
كانت تقف امامه تنظر ارضا بخجل وكان هو ينظر اليها وداخله شعور قوى بالسعاده احساس كبير انها اصبحت له وانه حقق حلم كان يظنه بعيد .. لكنه الان شعر انها ملك يديه .. خاصه مع كلماتها التى سمعها سابقا فهو الان يود لو يطمئنها كما اطمئن قلبه ان له مكان مميز داخل قلبها
– اذيك يا انسه ندى ؟
نظرت اليه بخجل وقالت بأبتسامه رقيقه
– الحمد لله شكرا لحضرتك
اخذ نفس عميق وهو يقول بمرح غير معتاده عليه جعلها تشعر بالصدمه حقا
– حضرتك …. هعديها النهارده بس لكن بعد كده
صمت لثوانى يتابع تدرج اللون الاحمر الذى يطلى وجهها الان من كثره الخجل ثم قال
– هيبقا فى كلام تانى …. والدك بلغنى بموافقتك .. وان شاء الله خلال اسبوعين ثلاثه بالكتير ونخلى كل حاجه رسمى انت اكيد مقدره الظروف
كانت تشعتل خجلا تشعر بأحاسيس مختلفه سعاده وخجل و رهبه و قالت بصوت ضعيف
– اه طبعا مقدره وربنا يصبركم ويجعلها اخر الاحزان
ابتسم بسعاده انها تملك قلبه ورقتها وكلماتها الرقيقه تجعل قلبه يقفذ داخل صدره فرحا يود لو تكون الان حليله له حتى يضمها الى صدره ويجعلها تذوب بين ذراعيه من لهيب شوقه وحبه لها
اجلى صوته وقال بصوت رخيم
– انا حبيت ان انا اللى ابلغك بالكلام ده علشان تبقى عارفه ان الموضوع بقى رسمى و اننا فى مقام المخطوبين
كانت يديها ترتعش من كثره الخجل ليقول هو برقه حتى يرحمها من ما هى عليه
– همشى انا بقا … سلام يا خطيبتى المستقبليه
و غادر من امامها و تركها تنظر الى اثره بسعاده كبيره ودهشه اقتربت منها جورى تنظر اليها بتعجب وقالت
– ايه يا بنتى الى حصل
نظرت اليها ندى بأبتسامه واسعه وقالت
– بابا بلغه بموافقتى .. وكان عايز يعرفنى بنفسه انه اسبوعين ثلاثه بس ويجى البيت .
صمتت لثوانى وقالت وهى تضم كتبها الى صدرها بقوه اكبر و ابتسامه واسعه
– قالى يا خطيبتى المستقبليه
لتضحك جورى بسعاده و اقتربت منها وضمتها بقوه وقالت
– مبروك يا حبيبتى … ربنا يفرحك ديما
وكان هو يشعر انه سعيد بشده رغم استمرار حزنه على والدته الا ان جزء كبير من سعادته يأتى من انه يشعر بأنه ينفز وصيه امه و يحقق لها ما كانت تتمناه
********************
كانت تجلس جوار هاله يتحدثان او بمعنى اخر هاله من تتحدث تقص عليها قصص عرسانها الكثيره الذى يرفضهم والدها دون سبب مقنع فهذا قصير .. و ذلك بدين … وهذا مدخن … اخر يقطن بعيدا كانت مريم تضحك على كلماتها و مزاحها و لكن دون ان تنتبه لذلك الجالس خلفها يبتسم مع كل ابتسامه لها يشعر بالسعاده لرؤيتها تعود للحياه من جديد و حين قالت هاله
– عارفه المثل الى بيقول من كتر خطابها بارت … اهو ده حالى
لتضحك مريم بصوت عالى ضحكه اسرت ذلك الوحيد داخل ظلمات نفسه لتسكنه فى حديقة غناء بها زهور و فراشات و ما جعله مسلوب العقل و القلب كلماتها الرقيقه و مشاعرها المليئه بالحب و العطاء و لكن ما جعل قلبه يخرج من مكانه و يركض اليها راكعا اسفل قدميها يتوسل و صالها كلماتها التى وصلت له مع صوتها الحزين
– من الواضح كده ان بباكى متعلق بيكى اوووى وعلشان كده حاسس بصعوبه انه يجوزك وانك تبعدى عنه
صمتت ثوانى ثم قالت بشجن يشوبه حزن عميق
– بابا كان ديما يقولى انا و خديجه (( انا مش عارف ازاى هفرط فيكم واجوزكم … انتو نور عيونى وفرحه قلبى )) الله يرحمه هو وماما
لم يعد يحتمل هو يريدها بحياته طوال الفتره الماضيه وهو يحارب شياطين نفسه هواجسه و ماضيه الذى يقيده بأغلال من نار يغرقه فى اعماق ظلمته و وحشته ويحرمه من نور شمس نهار جديد
تذكر حين كان يفكر فى ان يذهب الى طبيب نفسى ولكنه تراجع عن الفكره خاصه انه شعر بالخجل …. و لكنه وجد نفسه فى احدى الايام يأخذ عكازه و يقرر اداء صلاه العشاء فى المسجد بدلا من التزامه بصلاته فى المنزل منذ الحادث اراد ان يشعر انه يستطيع فعل ما يريد و ما كان معتاد عليه قبل الحادث و هناك فى بيت الله شعر براحه وسكينه حرم منها لسنوات و وجد نفسه يبكى … يبكى بحرقه وبصوت عالى يخرج كل ما بداخله من حزن وخوف و ايضا يبكى حاله وحين انتهى من الصلاه وجد الشيخ يقترب منه و يجلس امامه و قال بأبتسامه هادئه و وقوره
– السلام عليكم يا ابنى …. تقبل الله
نظر اليه عمر و دموعه تغرق وجه و قال بصوت ضعيف
– وعليكم السلام يا شيخ .. تقبل الله منا ومنك
ربت الشيخ على قدم عمر المبتوره وقال
– مالك يا ابنى … احكيلى يمكن اقدر اخفف عنك ؟
ظل عمر ينظر اليه و عادت دموعه تسيل من عينيه وهو يقص عليه كل شئ و كأنه حين شعر بتلك الراحه داخل بيت الله لم يستطع السكوت عما يؤلمه فباح بكل شئ من وقت زواجه والحادث وخسارته الكبيره و حياته من بعد ما فقد اغلى الناس على قلبه و رفضه تركيب طرف صناعى كنوع من العقاب لنفسه
حتى رؤيته لمريم و محاوله تقربها منه و احساسه انه لا يستحق ان يشعر من جديد بالحب او السعاده و زوجته و ابنه تحت التراب .. وايضا يوصف له احساسه و ما يصوره له الشيطان من حياه ورديه مع مريم ويجملها فى عينيه .. يجعل جسده يشتعل بنار المشاعر الذكوريه التى دفنها منذ وفاه زوجها نار تلتهمه حى و هو يشعر بالضعف الشديد و بدأت مقاومته تقل
كان الشيخ يستمع اليه ويبدوا عليه التأثر الشديد ولكنه ايضا كان يشعر بالضيق من ذلك الشاب الذى يعاقب نفسه و يعترض على قضاء الله
حين انهى عمر كلماته ابتسم الشيخ وهو يقول
– قولى يا ابنى هو الانسان عارف امتى هيموت ؟
– لا ده فى علم الغيب
اجابه عمر سريعا ليقول الشيخ من جديد
– طيب حد عارف هيموت ازاى؟
– لا طبعا يا شيخ
قالها عمر بأقرار و نفاذ صبر ليبتسم الشيخ وهو يقول بصبر و رويه
– ومراتك وابنك ده كان معادهم و لو وقتها محصلتش الحادثه كانو هيموتوا بأى طريقه تانيه … يا ابنى كل دى اسباب علشان قدر ربنا يحصل و الى مكتوب يتم
صمت الشيخ قليلا ثم قال
– يا ابنى ده اختبار من ربنا .. صبرك على موت زوجتك وابنك ورضاك بقضاء الله … ربنا عايزك تقول الحمد لله … عايز تقول اللهم اجرنى فى مصيبتى و اخلف لى خيرا منها … عايز يسمع منك انا لله وانا اليه راجعون … عايزك تقول راضى بقضائك … متقبل حكمك مش معترض على قدرك
صمت الشيخ لدقيقه كامله كان عمر ينظر اليه وداخل عينيه خوف كبير ليقول الشيخ سريعا
– يا ابنى ربنا فاتحلك بابه و بيديلك فرصه تانيه … امسك فيها و متخليهاش تهرب منك … انجح فى اختبارك .. وارضي يا ابنى ارضي
عاد من افكاره على صوت هاله و هى تقول
– هروح اجيب اتنين نسكافيه وارجعلك
هزت مريم راسها بنعم وهى تسمح لعقلها الان بالتفكير فيه ان نظراته لها طوال الفتره الماضيه كانت لها اكثر من تفسير …. قلبها يخبرها انه بدء يلين وعقلها يبعدها عن الفكره تماما و ينهاها عن الاقتراب لكنها لا تستطيع .. تبحث عن اخباره تنتهز اى فرصه حتى تنظر اليه
كانت غارقه فى افكارها حين شعرت بشئ ما يقف امامها رفعت عينيها لتصطدم بوقوفه امامها ينظر اليها وعلى وجهه ابتسامه لم تراها من قبل .. فهو العابث الكبير
هو الشخص الاكثر عبوثا فى التاريخ …. وارتفع معدل اللا فهم مع صدمتها حين قال بهدوء و اتساع فى ابتسامته
– ممكن اقعد معاكى شويه يا انسه مريم فى موضوع مهم عايز اكلمك فيه لو تسمحى ؟
ادب شديد .. وابتسامه كبيره .. كيف ترفض كل هذا كيف تقطع على نفسها فرصه ان تستمع الى حديثه وهو بتلك الحاله المختلفه و ايضا ان تحرم عينيها من رؤيه ابتسامته لوقت اطول
حين طال صمتها جلس بجوارها و قال
– فى حاجه عايز احكيهالك ممكن تسمعينى ؟
هزت راسها بنعم ليقص عليها كل شئ و كانت هى تستمع اليه تبكى على كلماته و وصفه للحادث وخسارته ابنه الصغير و يتقطع قلبها الما من وصفه لحبه الشديد لزوجته و احساسه بخسارتها … و يرقص قلبها فى سعاده وهو يصف تفكيره فيها و كيف كانت هى سبب فى فتح كل الابواب و النوافذ المغلقه التى كانت تحيط بقلبه وختم كلماته قائلا ما جعلها تفقد النطق
– انسه مريم تقبلى تتجوزينى ؟
شهقت بصوت عالى لتختفى ابتسامته للحظه لكنه قرر ان يعافر ان يحاول ان الا يترك نفسه لشيطانه يعلم ان امامه الكثير حتى يكون يستحقها لكنه سيتمسك بالامل لاخر نفس اعتدل فى جلسته وهو يقول
– تقبلى بشخص عاجز زى … تقبلى بأنسان غارق فى بحور ظلمات نفسه … تقبلى انسان بيعافر مع شياطينه علشان يوصل لجنته …. تقبلى تكونى سبب فرحى و سعادتى .. تقبلى توهبيلى حياه جديده وامل جديد … تقبلى تكونى ام اولادى و حب الباقى من عمرى ؟
كانت الان تبكى بسعاده … فما يقوله يجعلها تقبل به و تحارب الكون بأثره حتى هو نفسه لتحقق له ما يتمنى
وقفت على قدميها وهى تمد يدها له لينظر اليه بأستفهام لتقول هى بخجل شديد
– تليفونك
امسك هاتفه و وضعه بين يديها لتقول
– افتحه
ليتسم ابتسامه صغيره وقال
– مفتوح
تلونت وجنتاها بخجل وفتحت الهاتف لتتفاجئ بصوره طفل صغير غايه فى الجمال لترفع عيونها تنظر اليه لعده ثوانى ثم كتبت شئ ما واعادت له الهاتف و هى تقول
– ده رقم اخويا الكبير بس سيبلى يومين افاتحه فى الموضوع
وغادرت من امامه سريعا على وجهها ابتسامه سعاده ترافقها عده دمعات تسيل على وجنتيها وكان هو ينظر اليها بسعاده كبيره ثم اخذ نفس عميق به بعض الراحه
************************
كان يجلس ارضا بجانب صديقه الذى ينظر من نافذه الغرفه الى السماء و يبدو عليه الضيق الشديد فمنذ عودته من اجازته وهو لا يتحدث الا قليلا …. و للغرابه اتصل بوالدته اكثر من ثلاث مرات على غير عادته … يسألها ماذا حدث فيما طلب منها و الذى لا يعلمه بالطبع
هو لا يفهم شئ ولكنه اليوم قرر ان يكسر حاجز الصمت وان يخرج صديقه من دائره الوحده .. وان يجعله يتكلم و يخرج كل ما بداخله
اعتدل فى جلسته ونظر الى صديقه و قال
– صفى
نظر اليه صديقه ليهول اسر ما رأى فى عيون صديقه من حزن شديد ألم و نار فأقترب قليلا ووضع يديه على ساق صديقه و قال
– مالك يا صاحبى ….. فيك ايه احكيلى يا صفى .. خرج كل الى فى قلبك بلاش تشيل الوجع لوحدك … خلينا نشيل الوجع سوا
ظل صفى ينظر الى اسر بصمت ولكن داخل عينيه عذاب يتفاقم … والم شديد يزداد و بعد عده دقائق قال
– جلبى جايد نار يا صاحبى … نار بتحرج روووحى … بتموتنى بالبطئ … نفسى ربنا يريح جلبى من الوجع و يرحمنى لانى تعبت جوووى … جووووى
كان اسر مقطب الجبين يستمع لكلمات صديقه المتألمه يشعر بالغرابه من تلك الكلمات صحيح كان يشعر ان صديقه يتألم من امر ما لكنه لم يتخيل يوما ان يكون كل ذلك بداخله … وأزدادت صدمته مع كلمات صديقه المرافقه لرفع كف يده امام وجه
– بأيدى اشتريت شبكتها … وفستان فرحها علشان تبقا مرت اخوي .. اخوي الى ربانى … ابوي الى معرفش اب غيره …. حب عمرى بأيدى سلمتها لاخوي … شافتنى خاين وجبان و اتخليت عانها … طيب ازاى اقول لاخوي لا ازاى اخوي الى حرم نفسه من كل حاجه علشانى … كان شجيان وتعبان و نسى نفسه ولا اتجوز و لا حب … عاش حياته شغل فى شغل و لا يوم ارتاح … كانت عايزانى ازاى اكسر جلبه و فرحته لما جالى انه عايز يتجوزها اجوله ازاى انها حبيبتى وحب عمرى الاخ الى حرم نفسه من كل حاجه علشان خاطرى احرمه من فرحه اتمناها وحلم بيها ازاى … ازاى احرمه من الفرحه الى شفتها فى عينه يوم فرحه عليها و فرحته ببنته الى سماها على اسمها … احرمه ازاى
ليغمض اسر عينيه بألم … ألم شديد داخل قلبه و شعور بشفقه كبيره لما يعانى منه صديقه .. ان ما يعيشه صفى لا يتحمله اى انسان كيف يرى حب حياته زوجه لاخيه وام لاولاده انه لمجرد التخيل فقط شعر بنار تحرق احشائه … وقلبه يتلوى الما اقترب من صديقه و قال بصوت هادىء قدر استطاعته
– كل ده شايله لوحدك يا صاحبى … ليه ساكت دى نار تحرقك … تحرقك لحد الموت بيها ومن الحسره … خرج كل الى جواك يا صفى .. خلى النار دى تخرج من جسمك احرق بيها العالم و طفى نارك
اخفض صفى راسه وظل يأخذ عده انفاس متلاحقه يحاول فيها استجماع نفسه .. وان لا يبكى فالرجال لا تبكى … الرجال اقوياء ليس بضعفاء … البكاء فقط للنساء .. البكاء ليس للرجال فالرجال بلا شعور بلا قلب لا دموع فى عيونهم
ليقترب منه اسر اكثر وربت على كتفه وقال
– البكا مش عيب يا صفى … خرج وجعك يا صاحبى .. خرجه .
ليخفض صفى راسه اكثر و بدء فى البكاء بصوت عالى … وهو يفكر انه يخرج كل ما بداخله من وجع عله يطيب جرحه و يستطيع التنفس براحه من جديد دون ان يؤلمه صدره مع كل نفس .. عله ان يتخلص من كل ذلك عليه ان يطيب
ظل على هذا الحال اكثر من عشر دقائق واسر بجانبه يربت على كتفه يتألم من اجله … يشعر بناره وعذابه
خيم الصمت عليهم لعده دقائق كان صفى يعود الى هدوءه من جديد وقبل ان يقول اسر اى شئ علا صوت هاتف صفى برقم اخيه ظل ينظر الى الاسم و عقله و قلبه يرفض الرد و لكن اسر شجعه قائلا
– رد يا صفى رد
نظر اليه صفى يطلب دعمه ليشجعه بعينيه ليأخذ نفس عميق ثم اجاب و لكن وجه تحول لابتسامه رائقه لسماعه لصوت والدته وهى تقول
– وحشتنى يا ولدى
– وانت يا اما و حشتينى جوى جوى
ابتسم وهو يسمعها تقول
– الى انت كنت عايزه حوصل يا ولدى .. هتنزل الاجازه الجايه و لا لا
– ايوه يا اما نازل … مش هى على زوجك يا اما صح
لتضحك الحاجه صفيه بسعاده وقالت
– طبعا نجاوه عنيه … هو انا عندى كام صفى
صمت لثوانى ثم قال
– حد عرف حاجه يا اما
– لا .. متخافش محدش هيعرف حاجه غير لما انت تنزل بالسلامه
اجابته سريعا ليقول هو بتأكيد
– خلاص يا اما هنزل الاجازه الجايه علشان نخلص كل حاجه
و اغلق مع امه الهاتف لينظر اليه اسر باستفهام ليقول صفى و هو يقف على قدميه و يتوجه الى سريره
– الاجازه الجايه هخطب
لتظهر الصدمه جليه على ملامح اسر الذى وقف على قدميه و التفت الى صديقه وكاد ان يتكلم ليجد صفى اخذ وضع النوم و كأنه يغلق الحديث فى الامر
ظل اسر واقفا فى مكانه ينظر الى ظهر صديقه بشفقه ثم اخذ نفس عميق و قال لنفسه
– ربنا يريح بالك يا صاحبى
و تحرك ليذهب الى سريره و هو يفكر فى حبيبته التى يخشى خسارتها و الم فراقها
****************************
كان يقف فى نافذه الغرفه التى كانت تجمعه بصديقه الذى اشتاقه بشده و يدعوا دئما له بالشفاء العاجل و العوده سريعا فامتحانات التخرج على الابواب
امسك هاتفه واتصل بملكه قلبه … وحين اجابته قال
– مودتى وحشتينى يا قلبى
لتضحك موده بخجل وقالت
– وانت كمان طمنى عليك ؟
ابتسم بسعاده وقال بحب به بعض المشاغبه
– كويس طول ما انت كويسه .. وهبقا كويس اكثر لما تبقى مراتى حبيبتى .. و اعمل كل الى نفسى فيه ياااا يا موده لو تعرفى تخيلاتى عامله ازاى اااااه
ااه قويه خرجت منه واجهها صمت تام … ليقول هو بشك
– انت قفلتى يا مودنى ولا ايه ؟
– لا .. بس لو مبطلتش قله ادب هقفل
اجابته سريعا …. ليضحك بصوت عالى وهو يقول موضحا
– طيب ما هو بعد الجواز ده مش هيبقا عيب يا حبيبتى ده هيبقا حلال .. وهناخد عليه ثواب كمان
ابعد الهاتف عن اذنه ليضحك بصوت عالى حين وجدها قد اغلقت الهاتف فى وجهه ليفتح احد تطبيقات الرسائل وكتب لها
(( بحبك … و بحب خجلك .. قلبك الطيب … رقتك .. خدودك الحمر الى شبه الفراوله دلوقتى من كتر الكسوف .. بكره هتجوزك واعلمك كل حاجه و اعمل كل الى فى نفسى … يا مودتى ))
ظلت الابتسامه على وجهه وهو يتصل بصديقه الذى اجابه قائلا
– يا ابنى هو انا خطيبتك علشان تتصل بيا كل يوم بليل .. يا حبيبى هنتفهم غلط
ليضحك راجح بصوت عالى ثم قال
– طيب اعمل ايه اتعود على وجودك معايا فى اوضه واحده . ومش لاقى حد ارخم عليه و موده لسه قافله فى وشى السكه … مفيش حد غيرك اكلمه لان انت عارف اخويا بنام بدرى
ليضحك ادم بصوت عالى وهو يقول
– يا ابنى سيبلى فرصه اقول انك وحشتنى .. انا مصاب يا راجح محتاج راحه والله
ليقول راجح باستسلام و ضيق حزين
– حتى انت يا سى ادم … هو انا ليا غيرك يا اخويا … ده انا بتمنى رضاك
ليجاريه ادم فى مزاحه وقال
– احلى حاجه فيكى يا بت انك ديما عايزه راحتى
ليقول راجح بدلال زائد
– انا خدامتك يا سيدى
– – ولااااا… اتعدل ياه بدل ما ابلغ عنك علشان انا وخطيبتك الغلبانه نخلص منك
ليضحك راجح بصوت عالى وقال
– وحشتنى بجد يا ادم خف بسرعه بقا وارجع على طول عايزين نتخرج بقا يا عم
ليبتسم ادم ابتسامه رائقه وقال
– امتى اليوم ده بقا عايز اتجوز
– و مين سمعك
قالها راجح بنفاذ صبر … ثم قال بهدوء
– اخبار البيج بوص ايه دلوقتى
– الحمد لله بيتحسن وقريب اووى هيخرج من المستشفى
ابتسم راجح بسعاده و مرح و قال
– يخرج بالف سلامه .. ربنا يطمنا عليكم … اسيبك ترتاح بقا .. خلى بالك من نفسك يا سى ادم
ليضح ادم بمرح وهو يقول
– عيونى يا قلب سى ادم
اغلق راجح الهاتف و توجه الى سريره سريعا حتى ينال قسط من الراحه .. و يستطيع الصمود فى يوم غدا
*******************************
فى صباح اليوم التالى … استيقظت مهيره على صوت طرقات على باب غرفه سفيان فى المستشفى ارتدت اسدال صلاتها و فتحت الباب لتجد عسكرى يقف امام الباب
شعرت بالخوف وقالت بصوت ضعيف
– خير فى ايه ؟
ليقول العسكرى برسميه شديده
– انا عايز سفيان صفوان الحديدى
شعرت مهيره بالخوف و تراجعت خطوتان للخلف وحينها سمعت صوت سفيان يقول
– مالك يا مهيره فى ايه ؟
نظرت اليه وهى تشير الي الباب و هى تقول بصوت ضعيف
– عسكرى على الباب بيسأل عنك
قطب سفيان حاجبيه بحيره ثم قال
– طيب خليه يدخل
كانت تنظر الى سفيان بخوف فقلبها يخبرها ان هناك شئ سئ سيحدث

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جاريتي 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *