رواية الأحمق الشارد الفصل الرابع 4 بقلم سارة أسامة نيل
رواية الأحمق الشارد الفصل الرابع 4 بقلم سارة أسامة نيل
رواية الأحمق الشارد البارت الرابع
رواية الأحمق الشارد الجزء الرابع
رواية الأحمق الشارد الحلقة الرابعة
[الأحمق الشارد]
-الخاتمة-
وقف ثلاثتهم أمام منزل خشبي قديم مُنعزل خلف الغابة يحدّه الأشجار الكثيفة من جميع الجهات، مُلِئت دواخلهم بالريبة والتساؤلات المختلفة.
تقدم “أرسلان” أولًا بحذر، وقال موجِه حديثه لهم:-
– سوف تظلون خلفي وإياكم والتحرك.
أماءت “حوّاء” بقوة وتدعوا بداخلها بإلحاح أنّ تعثر على ابنتها..
طرق “أرسلان” الباب عدة طرقات وانتظروا عدة دقائق فُتِح الباب بعدهم، طلّت إليهم عجوز مُسّنة مُقوسة الظهر ووجهها مُمتليء بالتجاعيد ويتدلى من وشاح تعقصه على رأسها جديلتان بيضاويتين تَدُلان على شيّب خصلاتها.
أشارت العجوز لهم بالدخول، قائلة بنبرة مُريحة:-
– تفضلوا للداخل لا شيء يدعو للخوف.
هرولت “حوّاء” إليها وقالت بلهفة وأعينها تفيضُ حُزنًا:-
– ابنتي، أين هي؟ أرجوكِ أخبريني سأفقد عقلي، أستحلفك بالله أين هي حور ليس لدي سواها.
ربتت العجوز على يدها وهمست بصوتٍ دافيء:-
– اهدئي بُنيتي استرِحي بالداخل وسأخبركم بكل شيء.
تسارع الجميع للداخل يتقدمهم “أرسلان” وعقله يعمل بكافة الجهات يُحلل كل شيء..
منزل قديم من الداخل لكنه نظيفٌ ومُرتب وأكثر أثاثه من جذوع الشجر..
جلست حوّاء وورد على أحد الأرائك وأمامهم جلس أرسلان..
أتت العجوز بلوح خشبي أعلاه ثلاث أكوب خشبيةٌ أيضًا يتصاعد البُخار منهم تبين بأنهم حليبٌ ساخن وبجانبهم مجموعة من الفطائر..
جلست ببطء على أحد المقاعد المُغطاة بجلود وفرو الحيوانات، وظلّت أعينهم ترقُبها عن كثب وقد أثار هدوءها غيظتهم لكنهم التزموا الصمت.
أجلى أرسلان صوته وتسائل بوضوح:-
– هل أنتِ صاحبة الرسالة.؟
أجابت العجوز بهدوء:-
– نعم بُني.
– إذًا أنتِ نفسها من وضعت اللافتة تُحذر من الإقتراب؟
رددت العجوز بإبتسامة بشوشة:-
– يبدو أنكَ ذكي أيها المُحقق، نعم أنا من وضعت لافتة التحذير.
قال بصرامة:-
– إذًا أخبرينا ما تعلمين عن الأمر، أنتِ قد كتبتِ أنّكِ تعلمي أين حور.
حدقت بهم ثلاثتهم بإبتسامة ندية والتقطت خيط الكلمات تقول بهدوء:-
– ما سأخبركم به لا يستوعبه العقل البشري فقد يكون ثقيل في التصديق بعضُ الشيء لكن بعد مرور ثمانِ ساعات من الآن ستعلمون أنّ ما سأُخبركم به صحيح حقًا لكن أتمنى أنّ تكون الصغيرة ذات حظٍ وافر مثلي.
عقد الجميع ما بين حاجبيهم وطفق الإستفهام وعدم الفهم على ملامح وجوههم، فهتفت ورد بتيهة:-
– وضحي أكثر نحن نجهل ما تقوليه ولا نفهم شيء؟!
– تجملي بالصبر ابنتي ودعيني أُكمل لكن عِدوني بحُسن الإستماع وعدم مقاطعتي.
رضخ الجميع لرغبتها فتنفست بهدوء وأكملت تُخبرهم:-
– لقد وقعت الصغيرة حور تحت تأثير سحر “الأحمق الشارد”.
هتف الجميع يُكرر بصوتٍ واحد والتعجب والجهل يكاد أنّ ينبثق من وجوههم:-
– الأحمق الشارد…
رددت العجوز بإحباط:-
– ماذا قولت!؟
قال أرسلان وبالكاد يتمالك أعصابه:-
– أرجوكِ أيتها الجدة وضحي ما تقولي.
– حسنًا، الأحمق الشارد هو عُشب مُشبع بخصائص سحرية ومعروف أيضًا بإسم – Fae – إذا خطى عليه الشخص، فسوف يُصاب بالتشوش ويفقد طريقه في الغابة، بغض النظر عن مدى درايته بالمنطقة، فيظل الشخص الخاضع لتلك القوى السحرية يتجول في دوائر أو بشكل أعمق في البرية، غير قادر تمامًا على معرفة كيفية العودة، كما لو أنه قد تجاوز حاجز الزمان والمكان وانتقل إلى عالم آخر!
وكل من يسير في المسار الذي ينمو عليه يخضع تحت تأثير سحر يجعله يمشي بلا هدى وبلا توقف في حالة هذيان واضطراب، عبر مستنقع أو جبل، عبر الأسوار والخنادق، ويستمر في السير حتى إن كان مرهقًا أو مصابًا، بملابس مُمزقة وأيادي تنزف ويجد نفسه في الصباح على بُعد عشرين أو ثلاثين ميلًا من مكانه.
الأحمق الشارد يتسبب بضياع الناس وليس هذا فقط بل ولكن أيضًا في أنّ يصبحوا غير مرئيين للأشخاص الآخرين الذين يبحثون عنهم.
أخذت العجوز أنفاسها وواصلت الحديث تحت صدمة هؤلاء الذين يكادون يفقدون عقولهم محاولين فهم ما تقول وتُلقي على مسامعهم:-
– اختفت حور تحت أنف والدتها دون حتى أنّ تتحرك، التعبير الصحيح أنّها أصبحت غير مرئية.
أعلم أنّ ما أقوله لا يُصدق لكن تلك هي الحقيقة لأن تلك المنطقة ومعظم مناطق الغابة مُمتلئة بعُشبة الأحمق الشارد أو – Fae – التي تنمو بكثرة هُنا ..
وهُناك بعض الطُرق للتخلص من سحره وتأثيره أولها ..
هي إما ارتداء ملابس المرء من الداخل إلى الخارج أو وضع حذائه أمام قدمه.
وثانيهما أنّ هناك عُشب آخر يمكن أنّ يحيد آثار تلك العشبة السحرية، أعشاب مُعينة من المفترض أنّ تُحدِث تأثيرات مُعاكسة لمفعول عُشب الأحمق الشارد.
ويظل هذا الشخص غير مرئي لمدة ثمانٍ وأربعون ساعة.
سببٌ أغرب من الخيال ثقيل أنّ تستوعبه العقول إلا من ذاق تلك التجربة، غير أنّ “حوّاء” صرخت تقول بتوتر وهلوسة:-
– حديثك صحيح أيتها الجدة، هذا حدث بالفعل حور اختفت أمام أعيُني ولم تتحرك قيد أنمُلة..
أُنشدكِ بالله جدتي متى ستعود حور، أأنتِ واثقة من أنّ مفعول هذا السحر سيزول؟!
قالت العجوز بشفقة حانية:-
– طمئني قلبك يا ابنتي ستعود ابنتكِ إليكِ، لم يتبقى الكثير وسينتهي مفعول سحر الأحمق الشارد وسيعود كل شيء إلى ما كان عليه.
استفهم أرسلان بتعجب:-
– وكيف علمتي تلك الأمور أيتها الجدة وما علاقتكِ بكل هذا؟!
رددت وهي ترتشف بعضًا من الحليب بهدوء:-
– لأنَّي وقعت تحت تأثير سحر الأحمق الشارد مُحقق أرسلان.
شهق الجميع بفزع وعاد أرسلان يستفسر في دهشة:-
– وكيف حدث هذا، أخبريني؟
تنهدت وقالت:-
– بذات الغابة حدث واختفيت وظللتُ يومان أهيمُ بها بهذيان وتيهة لا أعلم أين أنا وكيف أعود للمنزل..!
وبقى الجميع يبحث عني دون فائدة..
وبعد مرور يومان ودون أنّ أدري وطئت قدمي على العُشبة ذات التأثير المُعاكس للأحمق الشارد فوجدتُ نفسي في هذا المكان الذي بنيتُ به هذا المنزل، رويّتُ ما حدث معي للجميع لكن لم يُصدق أحد ما حدث غير صديقٌ لجدي كان ذا خبرةٌ بالأعشاب والنباتات وأنبأنا بأن هذا يكون الأحمق الشارد وكل شيء عنه.
فوضعتُ اللافتة على بداية تلك المنطقة لئلا يتخطاها أحد لكن يبدو أنّكِ لم تنتبهي لها.
وثبت حوّاء واقفة وقالت بتلهف:-
– حمدًا لله .. هذا يعني أنّ حور ستعود بعد مرور ثمانٍ وأربعون ساعة من إختفائها، لكن أين ستعود!؟
قالت العجوز:-
– نعم لم يتبقى الكثير وستعود حور لا تقلقي..
ستعود إلى هُنا أمام منزلي بنفس المكان الذي عُدت إليه لذلك دعوتكم إلى هُنا.
رددت حوّاء وهي تبكي:-
– حمدًا لله .. أشكركِ جدتي سيظل دينكِ هذا بعُنقي ولن أستطيع أنّ أوافيكِ مُقابل له..
جزاكِ الله خيرًا وراحة بال ولا أوجع قلبكِ على غالٍ..
سأخرج وأنتظر حور إلى أنّ تأتي..
وهرولت للخارج وهي تبكي بعنف وبالكاد تقف على أقدامها تبعتها ورد سريعًا بعدما أفاقت من صدمتها ..
بينما شكر أرسلان العجوز بحرارة
– أشكركِ حقًا أيتها الجدة، لن أنسى معروفكِ هذا.
وتبعهم للخارج ينتظر حور….
[ ‘بعد مرور ثمانٍ ساعات’]
كانت قد غابت الشمس وآوت لمخدعها وحلّ الظلام ونشر أثوابه السوداء على السماء ..
مازال ثلاثتهم يترقبون أمام منزل العجوز وسط البرد وقطرات المطر التي أخذت تتناثر ببُطء ..
قالت ورد بقلق:-
– قد مرّ الثمانِ ساعات لماذا لم تعود حور، أنا قلقة جدًا..
ولم تكاد تُكمل جملتها حتى تعالى صوت صراخ حوّاء وركضت متسارعة:-
– حور … حور ابنتي أخيرًا حبيبتي..
ركضت واحتضنت “حور” بشوق أعوام وعَلَا بُكائها بينما الطفلة تنظر بتعجب حولها ..
لماذا حلّ الظلام فجأة، وكيف غيّم الطقس دون سابق إنذار؟!
منذ ثواني كانت الشمس ذهبية ساطعة بصفاء والسماء كانت جميلة رائقة..
ملابسها مُمزقة وذراعيها مليئتان بالجروح وتقف بتيهة حافية القدمان..
هذه والدتها .. كيف خرجت هكذا فجأة؟!
وأيضًا هذا أرسلان صديقها، وبجانبه ورد..!!
حالة من التشوش والهذيان كأنها كانت بعالم وخرجت لعالم آخر ..
نثرت حوّاء القُبل بأنحاء وجهها، وقالت وهي مازالت تبكي:-
– حور حبيبتي، ما الذي حدث، وأين كُنتِ أخبريني؟
قالت الطفلة بتلعثم:-
– أمي .. بحثتُ عنكِ كثيرًا … أنا كُنت بالغابة لكن أمي كانت الشمس ساطعة والسماء جميلة غير غائمة ..
لماذا هذا الظلام والجو البارد.
نظرت لها حوّاء بدهشة لتجذبها داخل أحضانها ويدها تسير على جروح ذراعيها وتقول:-
– لا تتحدثي حور .. أنتِ بخير يا روح أُمك لم يحدث شيء فداكِ عُمري كُله.
شعرت بالدفء بأحضان والدتها وحاوطها الأمان فغرقت بنومٍ عميق تهرب من التشتت والهذيان الذي أصابها…
طالعهم “أرسلان” بقلبٍ يفيضُ حُب وحنان وأخيرًا استكان قلبه ..
سار نحوهما وانحنى يقول وهو يأخذ “حور” يُريد حملها:-
– هيّا حوّاء أعطيني حور لأحملها فأنتِ مُتعبة ولن تستطيعي حملها … هيّا استقيمي وقفي..
حملها بين ذراعيه برِفق وحنان لتتشبث به الطفلة وهي ترتجف فيُشدد من إحتضانها..
وخرجوا ذاهبين إلى منازلهم حيث الراحة والأمان وقد أثبت هذا الحدث الخيالي الكثير والكثير….
****************
وقفت حوّاء ترتدي فستان زفاف طويل ذا طبقات حريرية جميلة ومُرصع بقطع من اللأليء اللامعة، أفرج فمها عن إبتسامة مُشرقة سعيدة ونظرت لإبنتها حور التي ترتدي فستان أبيض أيضًا وتعدل من وضع تاج رقيق على خصلاتها الصفراء الناعمة التي أعطتها الحرية وأطلقت عنانها..
قالت حور بشغف وحماس طفولي:-
– أنا سعيدة جدًا أمي أكاد أنّ أُرفرف من فرط سعادتي، وأخيرًا ستتزوجي بصديقي أرسلان كم كُنت أتمنى وكم كان يتوق أرسلان..
– شقية أنتِ حور .. لم تكُفي ثرثرة بصديقي أرسلان صديقي أرسلان، وأخبريني من أخبركِ أنّ أرسلان يتوق لهذا.؟
– لقد لاحظتُ عليه وهو أيضًا أخبرني فأنا أعلم أنّه يُحبك كما يحبني.
غرقت ورد التي تعدل من وضع ثيابها في الضحك، وأردفت وهي تلكز حوّاء بكتفها:-
– حتى الحجر يعلم أنّ أرسلان يعشقك يا حمقاء يا قاسية القلب.
– اصمتي أيتها الفطيرة العفنة.
– لن أُجيبك فأرسلان على أعتاب الباب يا زوجة أخي.
وعلى الفور خرقت أسماعهم طرق على سطح الباب فاستدارت حوّاء سريعًا وطفقت إبتسامة خجلة على فمها..
بينما ولج أرسلان للغرفة بحِلة زفافه السوداء والتي زادته وسامة، والأرض لا تسعه بسعادته..
احتضنته ورد بسعادة وقالت:-
– مبارك أخيّ وأخيرًا تزوجت بمن تعشق.
مسد على رأسها وطبع قُبلة اعلاه:-
– باركَ الله فيكِ وردتي، العُقبى لكِ.
رددت بمرح:-
– اللهم آمين أخيّ.
هيّا سأخرج لأُفرغ لكم الطريق، هيّا حور اتبعيني.
قالت بتذمر:-
– انتظري ورد فلم يُعانقني أرسلان بعد.
ضحك بصخب على وجهها العابس وضحكت ورد وحوّاء ليقول بمرح:-
– هيّا يا شقية يا قلب أرسلان اسرعي لأحضاني..
ركضت إليه بينما فتح ذراعيه لها ويحويها بداخلهم وهو يحملها بحنان فاضت له أعيُن حوّاء، طبعت حور قُبلة على وجنته ليُقبل جبينها ويتبعها بوجنتيها وخصلات شعرها، وتقول حور:-
– لقد زِدتَ وسامة أرسلان.
قال وهو يطبع قُبلة على يدها الصغيرة:-
– أين أبي … ألم نتفق.
احتضنته وتشبثت بعنقه قائلة:-
– نعم أبي .. لقد أصبحت أبي كما تمنيت يا أبي أرسلان.
– أنا دائمًا هكذا يا صغيرتي.
ابتعدت عنه فجأة وقالت بمراوغة:-
– يكفيكَ عناقًا .. أتركني لأذهب خلف ورد قبل أنّ تُنهي فطائر الحليب خاصتي..
وركضت خارجة بينما ابتسم أرسلان على شقاوتها…
استدار لينظر لمن أرهقت قلبه وشردته خلفها..
اقترب منها وأعينه تتأملها دون إكتفاء، أخفضت رأسها خجلًا وقد أصبحت وجنتيها مثل الشفق كعذراء في خِدرها..
وضع اصبعه أسفل ذقنها ورفع رأسها ليتأمل عينيها المُهلكتين، وهمس برقة عاشقة:-
– وأخيرًا حوّائي وأخيرًا أصبحتِ ليّ، أصبحتِ زوجتي يا مُهلكتي.
انتفض قلبها بعنف لمرتها الأولى تسمع مثل هذا الكلام الرقيق، وقد وُجِد من يحبها بصفاء مثل هذا الحُب..
أرسلان فعل الكثير لأجلها وظل ينتظر عشر سنوات لأجل إجابتها بنعم، أثبت لها جدارته بها وأنّه يستحق قلبها وستسلمُه مفتاحه ومقاليد أمورها..
رددت بصوت هاديء رقيق يمتليء بالإمتنان:-
– أشكرك أرسلان على كل شيء..
كوب وجهها بين راحتيه ولثم جبينها بحب جمًا لتُغمض عينيها بخجل بينما يُمسك يديها ليُحدث قشعريرة يهتز لها بدنها ويرفع كُل يدٍ على حِدة ويطبع القُبل الرقيقة الحانية على بشرتها..
وردد بعشق خالص:-
– أعشقكِ حوّاء … أهيمُ بكِ عشقًا يا قطعة من روحي..
أعدك أنّي لن أخذلكِ ولن أجعل قلبكِ يتألم..
وسيكون قلبي مأواكِ..
أحبك حوّائي والقلب في حضرة حُبك تفتت..
ابتسمت والسعادة تغمر قلبها، وتعلقت أعينها بأعينه وهمست:-
– وأنا أيضًا أحبك أرسلان.
تسارعت دقات قلبه بعنف ولم يُصدق ما سمعت أذناه وكاد أنّ يُجيبها لكن تفاجىء بمن يُفرّق بينهم ولم تكن سوى حور التي قالت بوجه عابس:-
– يكفي تغزُل بأمي.
قال بصدمة وتذمر:-
– حور لماذا عُدتي ألم تذهبي مع ورد..!!
ضحكت حوّاء عليهم وقالت باسمة:-
– لقد كُنتَ لنا جميعًا مثل الأحمق الشارد جعلتنا نغيب وندور في فلك حُبكَ وحنانكَ لكن للأبد…
-تمت بحمد الله-
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الأحمق الشارد)