رواية حياة مريرة الفصل الثاني عشر 12 بقلم أمل صالح
رواية حياة مريرة الفصل الثاني عشر 12 بقلم أمل صالح
رواية حياة مريرة البارت الثاني عشر
رواية حياة مريرة الجزء الثاني عشر
رواية حياة مريرة الحلقة الثانية عشر
– حقِك على قلبي يا رغد، ماتعيطيش!
– كانوا جايين عليا يا جابر، عمو طلعت .. عمو طلعت يا جابر بيقول إني ماشية بطّال.
– طب خلاص عشان خاطري، أنا آسف!
توقفت عن الكلام ولكن مستمرة في البكاء، وبعد فترة كانت هدت قال – بقيتي كويسة؟ تقدري تمشي.
مسحت وشها وهزت رأسها بصمت فوقف – يلا نمشي من هنا، يلا نرجع بيتنا يا رغد!
• على ناحية تانية عند عزة، كانت قاعدة على كرسي في المحل بتاعهم بتكلم نفسها بقلق وخوف – حقّا كدهو يارب العيال دَهي! محدش فيهم راضي يعبرني ويرد على التلفون.
اتكلم فتحي اللي بيرتب المكان ورا بضيق – عايز أقفل المحل يا عزة، ما تطلعي تستنى فوق.
لفتله بعصبية – أنت تسكت خالص، تسكت ماتقولش كلمة واحدة يا فتحي، عشان أنت السبب في اللي بيحصل دا كله، كانت عملتلك إيه رغد؟! كانت عملتلك إيه الغلبانة دي؟! مكنتش عارف تمسك لسانك وتسكت يعني، ياما ربنا سترها معانا ووقف جنبنا ولاد الحلال، ما نقف جنب الناس إحنا كمان.
– إيه إيه كل دا! من بقية أهلِك رغد دي؟ واحدة من الشارع لا نعرف أصلها ولا فصلها، مقعدينها معانا من خمس ولا ست أشهر، بنصرف عليها من دم قلبنا.
– مين قالك كدا، دي كل لقمة كنا بناكلها فلوسها كانت بتبقى داخلة فيها، كانت كل يوم والتاني تسيبلي فلوس في البُكْ بتاعي، إشي ٥٠ جنيه إشي ١٠٠ جنيه ومكنتش ترضى تاخدهم أبدًا، دي مفيش في غلبها ولا طيبة قلبها..
– خلاص يا عزة! خلاص ضحكت عليكِ ودخل عليكِ كذبها بسهولة كدا؟!
– حقك، حقك ياخويا تقول كدا … ما أنت ماتعرفش اللي فيها، أنت لو تعرف إيه اللي حصلها مكنتش قولت كدا..
وقفت – أنا هطلع فوق بدل ما كلامك السم دا يجلطني، يكش تلاقي اللي يسِم بدنك بكلامه يا فتحي عشان تعرف إن الله حق.
وقبل ما تطلع من بوابة البيت وقف توكتوك كان جواه رغد وجابر، اللي نزل وفي ايده حاجة رغد وبسرعة قال لأمه – تعالي سنديها يامّا.
لفت عزة بسرعة ناحية رغد اللي مسكت إيدها ونزلت من التوكتوك وقالت ببسمة صغيرة – لأ لأ أنا عارفة أمشي.
– اسكتي خالص، سامعة! اصبري بس حسابِك معايا لما تفوقي من اللي أنتِ فيه دا.
اتكلم جابر بهزار – خلاص يا حجة عزة براحة على البنية اللي حليتنا.
– وأنت كمان اسكت! ما بتردش على تلفونك ليه يا جحش أنت؟
– الله! وأنا مالي يا لمبي.
كل كلامهم كان وهم طالعين على السلم، جابر سابق لوحده قصادهم ووراه رغد وعزة اللي سانداها، وقف قصاد شقتهم فقالت رغد – لأ لأ يا جابر، فوق مش هنا.
ردت عزة – فوق ازاي بس، دانتِ محتاجة حد لازق فيكِ الليلة دي بوضعِك دا.
– معلش يا طنط عشان معملش قلق لعمو فتحي، أنا أساسًا كويسة مفيش حاجة تستدعي قلق.
بصت عزة لجابر – يلا بينا على فوق، لما نشوف آخرتها مع أبوك.
طلعوا فوق ودخلوا الأوضة، فتح جابر الدولاب وحط الشنطة بحالها فيه بعدين لف لأمه وقال – تعالي يا حجة أنتِ فضّي الشنطة وأنا هنزل اجيب الأكل من تحت.
– طيب انزل، سخَّن الأكل حلو وعرَّف أبوك إني بايتة هنا مع رغد.
لفت تبص لرغد السرحانة – وأنتِ يختي، تقومي معايا أحط عليكِ شوية ماية تروقي كدا.
ضحكت رغد – لأ يا طنط مش لدرجة تحميني! الحمد لله لسة فيا صحة أحمِّي نفسي.
ضحكت عزة وهي بتخبط بايدها فوق ايد رغد قبل ما تقف وتجيب كرسي من برة، حطيته قصاد الدولاب وبدأت ترتب هدوم رغد فيه – تاني مرة ما تكرريهاش ااني، أوعي تمشي من هنا من غير يبقى في كلام بيني وبينِك..
بصتلها – دا أنتِ حتى يا عبيطة ساعة ما كررتي تهجي قومتِي هاجة الساعة ٩ ولا ١٠ بليل، طب والله عقلِك تعبان.!
رجعت تبص في اللي بتعمله وهي مستمرة في الكلام – كل دا عشان عمِك فتحي هَلْفَط بكام كلمة! أومال أنا اللي عايشة معاه من ٢٩ سنة أعمل إيه؟ أموت نفسي بقى.
ضحكت رغد ضحكة خفيفة – أنا أصلًا مكررة أمشي من قبل كلام عمو فتحي يا طنط، وكلمت جابر عشان يقولِك بس هو حلوف، اتحمق عليا وماعبرش.
– إبن أمه بصحيح، أيوة هي دي الرجالة ولا بلاش.
سكتوا الاتنين بعد جملتها للحظات قطعتعا رغد – هو أنتِ ليه بتساعديني يا طنط، ليه من أول مرة جيت فيها وأنتِ واثقة فيا ومصدقة كلامي؟
اخدت عزة نفس طويل قبل ما تجاوبها ببسمة – ياستِ أنا بنت حلال وربنا موقفني ليكِ، دانتِ غريبة جِدًا!
اتعدلت رغد – لأ بجد، ليه؟
سكتت عزة شوية بعدين جاوبتها – زمان وأنا لسة متجوزة جديد، كان صالونات وجه بسرعة يعني معملناش خطوبة ولا فترة تعارف ولا ولا ولا، هو كتب كتاب وزفة على الخفيف وخلص الموضوع..
سابت الهدوم في إيدها وكملت ببسمة وهي بتبص لِـ اللاشيء قصادها – كان عمِك فتحي يطلع يشتغل برة البلد ويرجع على آخر اليوم، والفترة اللي هو مكنش يبقى فيها هنا كان سعد اخويا يجي يمر عليا، كان يجي معاه فاكهة مرة تسالي مرة وكنا نقعد بساعة وال٢..
بصت لرغد – بس عمِك سعد ياختي كان غريب على الحارة هنا وجه جديد، فطلعوا عليه إنه واحد مش ولابد وأنا ماشية معاه.
رغد عينها وسعت بدهشة من تفكير الناس وعزة اتكلمت – أيوة يختي ما تتخضيش كدا، دي حارة ** من يومها، المهم بقيت ابقى ماشية الاقيهم بيتهامسوا، قاعدة وسطهم واخدين جنب مني، لحد ما اتقالتي في وسط خناقة قالولي أنتِ بتقرطسي جوزِك يا عزة وهو في الشغل..
ضحكت عزة جامد وهي بتكمل وسط ضحكها – نساوين فاضية!
المهم كنت أقعد أحلفلهم بالله واعيط واحكي لعمِك فتحي يقولي طنشي…
بصت لرغد بطرف عينها – أصل بيني وبينِك أنا مكنتش ولية قادرة زي ما أنتِ شايفاني كدا، دا هي الحارة دي منها لله اللي خلتني كدا، المهم أنا من يومها بقيت باخد الحوارت دي بتفكير، المواقف بقت تعدي عليا ناس بتكذب وأصدقهم وناس مابيكذبوش ومااصدقهمش لحد ما بقيت خبرة من نظرة بس اعرف الشخص قدامي صادق ولا لأ.
غمزت رغد – يا خبرة أنت يا جميل.
دخل جابر وهو شايل في إيده صينية الأكل – أوعا الغمزة.
ضحكوا التلاتة وعزة قامت قعدت قصاد رغد، ظبطتلها المكان عشان تكون مرتاحة وهي بتاكل وجابر قعد على الكرسي مكانها – ها كنتوا بتتكلموا في إيه من غيري؟
ردت عزة – وأنت مالك.
– حجة لو سمحتِ برستيجي مش كدا!
– بس ياض يا معفن أنت.
– على فكرة أنا ممكن أطلعلِك موس من بُقي.
– على فكرة أنا ممكن اخلع اللي في رجلي.
ضحكت رغد عليهم بعدين بصتلهم وقالت ببسمة بعد لحظات صمت – على فكرة أنتوا ناس جميلة أوي.
قال جابر وهو بيسند وشه فوق إيده – على فكرة أنتِ عسل أوي.
– أنا قاعدة يا روح أمك لسة..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حياة مريرة)