روايات

رواية الشيطان شاهين 2 الفصل الحادي عشر 11 بقلم ياسمين عزيز

رواية الشيطان شاهين 2 الفصل الحادي عشر 11 بقلم ياسمين عزيز

رواية الشيطان شاهين 2 البارت الحادي عشر

رواية الشيطان شاهين 2 الجزء الحادي عشر

الشيطان شاهين 2
الشيطان شاهين 2

رواية الشيطان شاهين 2 الحلقة الحادية عشر

بعد ثلاثة أيام…..
على الاريكة البيضاء الصغيرة التي تتوسط مكتب كاميليا تجلس نور في الوسط و على يمينها هبة
التي كانت تضع يدها على بطنها كعادتها
و كأنها المرأة الوحيدة الحامل في هذا
العالم اما على يسارها فكانت كاميليا
تتفحص عدة أوراق تخص إحدى المشاريع
التابعة للشركة…
تأففت نور بصوت عال قبل أن تصرخ
بحنق :”على فكرة انا الغلطانة اللي سايبة
مذاكرتي و جايلاكم هنا عشان تساعدوني
الاقي حل في مصيبتي… اتاريكم إنتوا في حد
ذاتكوا أكبر مصيبة…
نظرت لهبة قبل أن تكمل بسخرية :” واحدة
سرحانة و كأنها في عالم ثاني و كل شوية تضحك
زي الهبل و الثانية مشالتش عنيها من الورق
و كأنه الشغل حيطير منها…..
قهقهت هبة على كلام نور الساخر قبل أن
تجيبها :” و لما انا هبلة عاوزة تاخذي رأيي ليه
يا ست العاقلين….
جاءها صوت كاميليا من الجهة الأخرى :” أنا
من رأيي ياريت تتجوزي و ترحمينا و إنت
كل أسبوع جايلنا بمشكلة شكل…
شهقت نور متصنعة الحزن :”قصدك إن انا
بتاعة مشاكل….ماشي يا كوكي متشكرة”.
كاميليا بابتسامة صفراء :” you welcome
ياحبيبتي “.
هبة بموافقة:” أيوا معاكي حق…يتجوزوا أحسن
على الاقل نغير جو انا بقالي كثير محضرتش فرح”.
كاميليا :”و انا كمان…الله الولاد حيفرحوا اوي”.
هبة بفرح:”حيكون اول فرح أحضره وانا حامل “.
:” بس بقى كفاية إنت و هي…نهاركوا أسود و مخطط بالاسود…. بقى عاوزيني
اتجوز عشان تتبسطوا إنتوا و أولادكم….
هي حصلت تعملوني لعبة؟؟
صرخت نور بغيظ و هي تبادل نظراتها بين
أختها و صديقتها اللتين كانتا تكتمان ضحكاتهما
قبل أن تنفجرا مقهمقتين بأعلى صوتهما….
نفخت نور خديها بغضب ثم إقتربت منهما لتأخذ
حقيبتها الموضوعة مكانها :”أنا ماشية و إبقوا
إحذفوني بالطوب لو رجلي هوبت ناحية
الخرابة دي ثاني….
جذبتها كاميليا على حين غفلة لتقع على الاريكة
قائلة من بين ضحكاتها:” يابنتي أقعدي و اقفلي
ماسورة الشتايم اللي إتفتحت دي…إحنا كنا
بنهزر معاكي بس…
نور بتهكم:”شايفاني أسيل بنتك عشان تهزري
معايا…
هبة بخفوت :”و هو مين يقدر يهزر مع العفريتة دي؟؟
كاميليا وقد تركت نور :” بقى انا بنتي عفريتة
ياست هبة…
هبة بتأسف مزيف :” متزعليش مني بس
دي حقيقة الكل عارف…
كاميليا و هي تلوي شفتيها بعدم رضا :”عفريتة
عفريتة… بس قمر… طالعة لماماتها
حبيبة قلبي إبقي توحمي عليها “.
هبة :” لا دي شبه باباها و فادي…آسر هو اللي
شبهك حتى عينيه نفس لون عنيكي…
إنحنت نور للأمام واضعة رأسها بين كفيها
مستندة على فخذيها:” لما تكملوا حصة الشبه
دي قولولي عشان انا نسيت انا أصلا جاية هنا
ليه؟؟؟
قاطع جلستهم دلوف شاهين للمكتب
بهيئته الساحرة و عطره النفاذ الذي
يسبقه لتجفل نور بخوف و تتراجع بجسدها إلى الوراء متحاشية النظر إليه…
إبتسم شاهين حالما رأى ملامح حبيبته
السعيدة ليشير إليها أن تأتي نحوه….
ثم إنتبه لوجود هبة نور ليضحك في
داخله على نفسه على هذه العادة السيئة التي إكتسبها …فهو عندما تكون كاميليا في مكان ما عيناه لاترى سواها و كأنها الوحيدة الموجودة..
:”صباح الخير يا بنات…
هبة :” صباح النور…
بينما تجاهلته نور و لم ترد عليه مدعية الانشغال
بحقيبتها…
إقتربت منه كاميليا مضيقة حاجبيها بتساؤل
عما يريده لكنه فاجأها بأن أحاط كتفيها
بذراعه ليحثها على الخروج قائلا :”أستأذنكوا
شوية عشان عاوز كاميليا في كلمتين…
خرج بعدها مباشرة دون أن ينتظر إجابتهما
ليجد كاميليا تنظره أمام باب المكتب…
:” هي نور مالها متضايقة؟؟؟
همهم شاهين بتفكير و هو يسير بها نحو مكتبه
فهو طبعا لم تفته نظرات نور الحادة نحوه رغم
انه لم ينظر إليها سوى لثوان معدودة….
هزت كاميليا كتفيها بعدم فهم و هي تدلف داخل المصعد قائلة :” أصلي رخمت عليها شوية
أنا و هبة… بصراحة كثير مش شوية عشان
كده زعلت”.
دلف وراءها ثم قام بالضغط على ازرار المصعد
إلتفت مجددا نحو كاميليا التي كانت تثرثر
دون توقف :”اصل محمد عاوز يعمل حفل
الجواز آخر الأسبوع داه يعني بعد بكرة يا
إما توافق يا إما كل واحد فيهم يروح لحاله”.
شاهين بدهشة:”إيه بعد بكرة بس ليه الاستعجال
داه كله “.
حدقت فيه كاميليا قليلا قبل أن تجيبه
بسخرية :”ليه هو أول و إلا آخر واحد
يقرر يعمل فرحه على غفلة”.
شاهين بخبث وقد فهم مقصدها :”قلبك ابيض
يا كوكي بس محمد عرف يلعبها صح…..
كاميليا :”زيك بالضبط…هو بيعيد اللي إنت
عملته بس بطريقة ثانية…. جواز بالاجبار”.
فتح باب المصعد لتخرج كاميليا تاركة
شاهين مصدوما من كلامها… زفر بحنق
قبل أن يتبعها نحو مكتبه….
تجاهلت كاميليا ترحيب السكرتيرة
بها لتندفع نحو المكتب لكنها فوجئت
بالأحرى توقفها قائلة :” شاهين بيه مش
هنا حضرته خرج من….
توقفت بعد أن وجدت كاميليا تتوقف
عن فتح المكتب و تعود نحوها…تفحصت
ملابس السكرتيرة بتمعن :قميص أبيض
ضيق جدا يبرز تفاصيل جسدها و بالطبع تنورة
قصيرة سوداء هذا ماخمنته كاميليا فهي
لم تكن ظاهرة لها بالكامل فقط جزءها العلوي
أما وجهها فكان عبارة عن لوحة زيتية احمر شفاه
صارخ و عدستين باللون الأزرق و وو …
وصل شاهين ليجدها مازالت تتفحص السكرتيرة
و الأخرى واقفة أمامها لا تدري ماذا تفعل
حمحم ليجلب إنتباهها لكن دون فائدة….
أشار لداليا لتخرج لترافقها عينا كاميليا
الغاضبتين إلتفتت نحوه بعد أن غابت
الأخرى عن أنظارها قائلة بحنق :”دي بتشتغل
سكرتيرة في شركة و إلا في كباريه؟
إكتفى شاهين بالصمت محدقا فيها
لتكمل حديثها بعد أن ثارت ثائرتها
:” أكيد عجباك عشان كده ساكت و
مخليها….. جاوب ساكت ليه؟؟ طبعا
مفيش حاجة تقولها عشان عندي حق
لاقيني ساكتة و مش بتكلم فقلت
خلاص تعمل اللي تعمله”.
فرك شاهين ذقنه مخفيا ضحكته التي
تكاد تفضحه في اي لحظة هامسا بخفوت
:”شكلها حتولع….
كاميليا بحدة قبل ان تتجه نحو الخارج
لتعود لمكتبها :”نكمل كلامنا في البيت
و لو سمحت متجيش ورايا عشان انا
عفاريت الدنيا بتنطط قدامي و كنت
ماسكة نفسي بالعافية قدام نور.. بس
حبيت اقلك إني حكلم محمد بنفسي
و أفهمه إن اللي بيعمله مينفعش و لو
عاوز يمشي خليه يمشي نور أختي الف
واحد يتمناها الدنيا مش حتقف عليه
يعني….
أنا مستحيل أخلي اللي حصل معايا زمان
يحصل مع أختي مرة ثانية….. عن إذنك “.
عند نور و هبة……
نور بهدوء:” فهمتي بقى انا ليه مش عاوزة
اتجوز من أساسه..؟؟؟
هبة بصدمة :”يعني إنت كنتي عارفة كل
حاجة حصلت مع كامي و ساكتة؟؟
نور بحزن :” و كنتي عاوزاني أعمل إيه
كاميليا لو عرفت إن انا عرفت حتزعل
أكثر هي فضلت كل السنين دي ساكتة
و كاتمة في قلبها عشان متحسسناش
بالذنب… ماهي في الأول و الاخر إتجوزت
شاهين عشاننا.. “.
هبة و هي تمسك بكف نور لمساندتها:”بس إنت
غلطانة يا نور محمد غير شاهين بيه خالص….
مفيش أي وجه مقارنة بينهم….و كمان شاهين
بيه تغير اوي داه بقى بيتنفس كاميليا…
لما تجوزوا مكانش بيحبها و….
نور بمقاطعة:”يعني عشان مش بيحبها
يقوم يعمل فيها كده؟؟ داه حيوان مش بني
آدم اصلا….
هبة بخفوت :” يابنتي وطي صوتك في
كاميرات هنا…بقلك إيه من الاخر محمد
بيحبك اوي و هو عمل كده عشان إنت
بصراحة و متزعليش مني حجر… لوح
ثلج متنقل….و مينفعش معاكي غير كده…
نور بحنق:” اوووف ليه مفيش حد عاوز
يفهمني….
هبة بخبث:”طب لما إنت مش عاوزاه سيبيه
يعني هو بصراحة ارحم من شاهين بيه بكثير
عشان زمان هدد كاميليا لو ماوافقتش تتجوزه
حيأذيكم لكن محمد عداه العيب…هو خيرك
ياتتجوزوا يا إما كل واحد فيكم يروح لحاله
و بصراحة انا شايفك إن معاه حق…. الراجل
مش عاوز يضيع وقته أكثر كفاية صابر عليكي
بقاله سنه….
نور :”دلوقتي بقيت انا الشريرة في الحكاية….
هبة بتفكير :” طب إنت عاوزة إيه من الآخر
عاوزة تتجوزي و إلا تفركشي…
نور بتنهيدة :”مش عارفة بصراحة انا
ساعات بقول ياريتني ماقابلت محمد و لا عرفته….
قاطتها هبة بلهفة :” يبقى بتحبيه..
نور بنفي:”حب إيه إنت كمان… انا عمري
ماحبيت في حياتي… انا وافقت عليه عشان
بيحبني و قبل بيا رغم إني اقل من مستواه
بكثير…و كمان خايفة ملاقيش حد غيره
في أخلاقه و رجولته و متنسيش إن ماما
بتحبه اوي…. دي ضربتني لما قلتلها إني
عاوزة أتطلق….
هبة :” طب حتعملي إيه… حسب كلامك
هو إداكي مهلة لغاية النهاردة بالليل…
نور و هي تتراجع بجسدها على الاريكة
:” أيوا
هبة :”إنت مشكلتك إنك مش عارفة إنت عاوزة
إيه.. للأسف لو كنتي بتحبي محمد ربع حبه
ليكي كنتي إنت بنفسك بتطلبي منه إنكوا
تتجوزوا…نور إنت ليه مش عاوزة تتخلي
عن الفكرة اللي زرعتيها في دماغك فجأة
دي…يا بنتي إفهمي محمد مش زي شاهين….
طب اقلك على حاجة انا إتجوزت عمر
بعد جواز كاميليا بشهور قليلة و رغم إني
عرفت بعدها بكل اللي حصل معاها بس
عمري ماقارنت بين حياتها و حياتي…و لا
شفت عمر زي صاحبه أبدا و إنت كمان
لازم تعملي زيي عشان متتعبيش…. إنت لو
فضلتي كده حتتعبي اوي و مش حتقبلي
تتجوزي لا دلوقتي و لأبعد عشرين سنة….
نور :َ”مش عاوزة… كفاية إنت و كاميليا
تجوزتوا..
هبة و هي تتظاهر بالتفكير :” على فكرة إنت
مجاوبتنيش… ليه مش عاوزة تتجوزي و متقليليش
خايفة ليطلع محمد زي شاهين بيه… السبب
داه مش داخل دماغي “.
نور :” أمال حيكون في إيه غير داه….
هبة بخبث:”يمكن خايفة.. من الجواز اقصد
العلاقة ال……
دخلت كاميليا في تلك اللحظة بملامحها
الغاضبة… جلست على الاريكة في مكانها
السابق تحت أنظار اختها و صديقتها المتعجبتين
توجهت بعيناها نحو نور قائلة دون تفكير:” بقلك إيه إنت لو مش عاوزة تتجوزي بلاش مافيش حد حيقدر
يغصبك على حاجة طول ما انا عايشة…و لو
على ماما انا حبقى أتكلم معاها وافهمها… امتى
حيفهموا إن الجواز مش بالعافية…
نور محاولة تهدأة كاميليا فكلامها يوحي بأنها قد تذكرت ماحصل معها قديما :” خلاص ياكوكي
مفيش داعي تزعلي نفسك…محمد مش جابرني
على حاجة انا بس اللي مكبرة الحكاية…يلا
اسيبك انا بقى عشان عندي محاظرة بعد
ساعة…
هبة بعد أن خرجت نور :” مالك ياكوكي
إيه اللي حصل معاكي…
كاميليا بغضب مكبوت :”مفيش حاجة
خلينا نرجع لشغلنا أحسن… و لو على نور
انا مش حخلي نفس اللي حصل معايا زمان
يرجع يحصل معاها دلوقتي….
هبة بخفوت :”بس محمد مغصبهاش على
الجواز هو خيرها…
كاميليا بحدة :” وإيه الفرق…يا تتجوزيني
يا كل واحد يروح لحاله… مايمشي هو يعني
حد ماسكه و إلا مفيش رجالة بعده…
هبة بلهجة حالمة و هي تتذكر وسامة محمد
و جسده الرياضي الضخم ‘”لا في رجالة
بس مش زيه….
كاميليا بتهديد :”إتلمي بدل ما اقول لجوزك…
إنتفضت هبة من مكانها قائلة برجاء:” أنا كنت
حقول إنه مش أحلى من عمر طبعا”.
كاميليا بحاجبين مرفوعين:”كذابة و جبانة…”
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
بعد نصف ساعة وصلت نور للجامعة…
نزلت من سيارتها لتجد ميار تقف مستندة
على سيارتها و كأنها تنتظر شخصا ما….تملكها
الغضب عندما رأتها لتتجه نحوها و قد عزمت
علي تلقينها درسا حتى تريها قيمتها الحقيقة…
ميار :” كويس إنك جيتي اصلي كنت
مستنياكي”.
نور باشمئزاز :”خير عاوزة إيه ثاني…
ميار و هي تنظر في عيني الأخرى قائلة
بثقة:” عاوزة محمد “.
نور بضحكة مستهزئة:” نجوم السماء أقربلك
عشان محمد عمره ماحيفكر يبص لواحدة
وسخة زيك….
ميار بابتسامة :”حنشوف بكرة مين فينا
اللي يضحك يا.. بنت سعيد.. “.
أجابتها نور بصفعة قوية نزلت على
وجنتها جعلتها تعانق الأرض ثم نزلت
لمستواها لتمسكها من شعرها لتصرخ الأخرى
بألم لكن نور لم تتركها بل كانت تهزها بعنف
حتى شعرت باقتلاع بعض الخصلات….
أسرع بعض الطلبة المتواجدين في المكان
لإبعاد نور التي كانت تضرب و تركل ميار
بكل قوتها و هي تصرخ :”سيبوني أربيها
الحيوانة دي…إنتوا متعرفوش هي عملت
إيه.. يا شيطانة و الله لندمك على عملتك
السودا معايا بكرة حتشوفي ياميار بنت
سعيد حتعمل فيكي إيه أصبري بس …
نفضت يديها من الفتاتين التين كانتا
تمسكانها ثم ألقت نظرة أخيرة على ضحيتها
التي كانت تبكي بعنف وهي تحاول لملمة
شعرها و ثيابها قبل أن تتجه من جديد
نحو سيارتها لتنطلق مغادرة الجامعة..
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
عند شاهين….
إستدار بكرسيه ليصبح مقابل الحائط
الزجاجي مدلكا صدغيه بتعب :”مهما
عملت و صلحت.. ماضيك لسه حيفضل
يطاردك ياشاهين …..هي عمرها ما حتنسى
اللي حصل زمان…يارب…يارب….
هتف شاهين بخفوت قبل أن يلتفت
من جديد نحو مكتبه ليحاول التركيز
من جديد و إكمال أعماله بقلمي ياسمين
عزيز صفحتي على الواتباد..
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
مساء…..
طرقت نور باب شقة محمد و هي تعض
يديها بتوتر… فتح الباب لتدلف إلى الداخل
رفعت نظرها لتتفحص أركان الشقة التي
تدخلها لأول مرة في حياتها…
تشبه كثيرا شقتهم لكن هناك فرق طفيف
في ألوان الحيطان التي تراوحت
بين البيج و الرمادي لون محمد المفضل..و
الأرضية الخشبية باللون البني الفاتح .
توجهت للأمام لتجد الصالون الذي تميز بلونه
الرمادي و الأحمر و البيج لونين متناقضين
لكنهم شكلا مزيجا رائعا مريحا للعين
أغلق محمد الباب ثم سار نحو المطبخ ليحضر
كوبين من عصير الفراولة الذي تحبه نور…
وضع احد الاكواب على الطاولة ثم جلس بجانبها
و كأنه يتعمد زيادة توترها أكثر…مد لها الكوب
الثاني لتتشبث به نور و كأنه حبل النجاة بالنسبة
لها….
حمحمت لتنظف حلقها قليلا قبل أن تتحدث
بصوت منخفض :”شقتك حلوة اوي…
أجابها :” ميرسي… بس للاسف العفش كله
حيتغير بكرة…..
نور هي تنظر له بدهشة :”ليه؟؟
محمد. هو يسند ظهره بارتياح على
الاريكة :”عشان مش معقول نتجوز بالعفش
القديم و إلا إنت عاوزة نعيش في الفيلا
َمع العيلة؟؟
نور :”عادي مش بيفرق معايا الكلام داه
بس إنت اكيد حتحب نقعد عنا عشان الشقة
قريبة من مكان شغلك…
محمد بابتسامة :” لا عادي.. اللي يريحك
حنعمله و إلا أقلك إحنا نعيش شوية هنا
و شوية هناك….
أومأت له بالايجاب و هي ترتشف من كوبها
معاتبة نفسها في داخلها:”يخرب بيتك يا نور
إيه اللي هببتيه داه…. مش على أساس جاية
عشان ترفضي ياشماتة كاميليا فيكي..
تحدثت هذه المرة بصوت عال و هي تضع
الكوب على الطاولة :” محمد… انا كنت عاوزة
أقلك على موضوع مهم….
محمد و هو يستند بكتفه على ظهر الاريكة
متوجها ببقية جسده نحوها :” إتفضلي…
نور :”أنا… بصراحة مش عاوزة أخبي عليك
أي حاجة عشان متلومنيش بعد كده… انا…
مش بعرف أعمل حاجة في شغل البيت
حتى اوضتي أحيانا بكسل أرتبها…كل
وقتي بقضيه في المذاكرة…. و مش بعرف
أطبخ و كمان عصبية و مجنونة….و مش
مبعرفش أتصرف أحم أحم أقصد يعني
معاك إنت…يعني انا مش بفهم في الحاجات
الرومنسية و كدا….
أمسك محمد يديها اللتين غابتا بين يديه
الضخمتين مدلكا إياهم بحنو ليحثها على
قول كل ما يعتمر قلبها ليجيبها بعد أن إنتهت
من إعترافاتها.
:”طيب مبدئيا انا مش متجوزك عشان تطبخي
و تغسلي و تنظفي البيت…و متقلقيش انا بعرف
أطبخ كويس و حعلمك و باقي الحاجات في البيت
حتبقى نعملها سوى داه لما نبقى هنا و لما نروح
الفيلا في رحمة و البنات هناك هما بيعملوا كل حاجة
و بالنسبة للعصبية و الجنون فأنا متعود عليكي….
و حافظ تفاصيلك كلها متقلقيش اما موضوع
الرومنسية أحم أحم (تعمد تقليدها) فدي مشكلة
بصراحة….
توسعت عينا نور بدهشة ممزوجة بالخوف
من كلام محمد لتقاطعه بنبرة خافتة قبل أن تبتلع
ريقها بتوتر :”قصدك إيه… ميؤوس مني صح؟؟كنت
عارفة اصلا هبة و كاميليا بيقولوا عني لوح
ثلج متنقل….
أوشكت على البكاء ليكتم محمد ضحكته
التي كادت تفضحه ليسارع بمواساتها و إبعاد
هذه الفكرة من عقلها رغم إقتناعه بصحتها
:” فشر…مين اللي لوح ثلج اكيد بيتكلموا
عن نفسهم دول…
نور بعدم إقتناع :” ما إنت لسه قايل إني
مشكلة “.
محمد بابتسامة مشاكسة :” و كل مشكلة
و ليها حل بس إنت تطاوعني يا قمر “.
عض بوقاحة على شفتيه لتشهق نور و تجذب
يديها قائلة باضطراب:” أنا… انا لازم امشي
ماما زمانها بتدور عليا…
وقفت من مكانها تريد المغادرة لكنها ما لبثت
إن وجدت نفسها تطير في الهواء بعد أن
حملها محمد ليدور بها عدة مرات كما يفعل
ما أيسم إبن أخيه… تشبثت في قميصه
و هي تغمض عيناها بخوف و خجل لتتعالى
قهقهات محمد و ينزلها على الأرض محتفضا بها
بين أحضانه حتى لاتقع بسبب الدوار…
وضعت نور يديها على صدره لتدفعه عنها
رغم شعورها بعدم توازنها ليحكم محمد ذراعيه
حول خصرها ملتهما شفتيها بقبلة قصيرة
قبل أن يبعدها عنه قليلا هامسا أمام شفتيها
برقة :” إوعي تخافي مني يا نور انا كنت بهزر معاكي بس .. نور إنت لازم تتأكدي إن انا عاوز كون
سندك و امانك في الدنيا مش مصدر خوف و رعب
ليكي.. إمتى حتفهمي إني بحبك بجد و إني
مش حيوان عشان يكون همي الحاجات دي…
أنا مستحيل أعمل حاجة غصب عنك و لو
قعدت أستناكي مية سنة لقدام مش حزهق
عشان انا غايتي قلبك قبل جسمك….
أنهى كلامه بغمزة :”و البوسة دي كانت
عشان تحاولي تتعودي عليا مش أكثر
يعني step by step ماشي يا قلبي…
أومأت له نور وهي مازالت تشعر و كأنها
في عالم ثاني لتقفز فجأة بعد أن أفاقت
من غفوتها قائلة :” ماما… ماما انا لازم
أمشي….
اوصلها محمد إلى الباب لتفتحه نور متلهفة
للخروج لكن محمد جذبها إليه بعد أن ألقى
نظرة أمام الشقة ليتأكد من عدم وجود أي
شخص… قبل وجنتيها الاثنتين قائلا
بتأكيد :” الصبح تكوني جاهزة تمام…عشان
نكمل كل اللي ناقصنا….
نور و هي تشعر باحتراق وجهها من شدة
الحرارة :” تمام… تصبح على خير..
افلتها محمد و هو لايزال يراقبها حتى وصلت
نور لشقتهم قائلا بهيام :” و إنت من أهلي يا
نوري”.
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
في فيلا فخمة…..
تجلس ميار فوق سريرها تبكي بحرقة
و هي تتوعد نور بأن تنتقم منها بأبشع
طريقة…. رن هاتفها لتجيب عليه..
ميار ببكاء:”كنتي فين يا زفتة عمالة
ارن عليكي من ساعة مش بتردي ليه؟
ديالا بملل :”كنت بدور على الرقم أصله
كان ضايع مني و كلمت كريم عشان يدهولي….
ميار بصراخ :”إخلصي هو إنت حتحكيلي
قصة حياتك… إبعثيلي النمرة حالا على
الواتس….
أقفلت الخط في وجه ديالا ثم رمت الهاتف
جانبا و دلفت إلى الحمام غسلت وجهها ونشفته
جيدا ثم عادت إلى الفراش لتجد رسالة
من ديالا….
إبتسمت بخبث و هي تدقق النظر في الرقم
الذي أرسلته لها هامسة بشر :”أقسم بالله
لخليكي تبوسي رجلي عشان أرحمك
يا نور و بردو مش حرحمك…العين بالعين
و السن بالسن و البادي أظلم… يابنت سعيد..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشيطان شاهين 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *