روايات

رواية مرسال كل حد 2 الفصل الخامس عشر 15 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 الفصل الخامس عشر 15 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 البارت الخامس عشر

رواية مرسال كل حد 2 الجزء الخامس عشر

مرسال كل حد 2
مرسال كل حد 2

رواية مرسال كل حد 2 الحلقة الخامسة عشر

ألتفت وريا وبتفاجأ إنه خالد وكانت معه شنط سفره واحدة على ضهره والتانية في ايده وعلى يمينه مهاب, بصتله باستغراب وأنا بقول بصوت هامس: بتعمل ايه هنا؟
رد على بنفس صوت الهمس: نفس الي بتعمله دلوقتي.
“قصدك إنك هتجي معي؟”
“أه.”
“بس حسام يعرف إنك هتمشي؟”
“لو كان يعرف مكنتش اتسحبت زي الحرامية في الوقت ده ثم هو لو عرف مش هيخلني أمشي”.
“بس…”
قاطعني في الكلام وهو بيضغط على أزار في جهاز جمب الباب بيكتب فيه كلمة السرعلشان يفتح الباب بيقول: مش وقت كلام دلوقتي يا هادي خلينا نمشي قبل ما حسام يصحي. قال كلمته الاخيرة وهو بيدوس على زار الenter, وفجأة حسيت بحركة الباب وهو بيتفح, أنا مش فاهم ازاي مشوفتش الجهاز ده أو أخدت بالي منه بس مكنش فيه وقت للتفكير, أخدت مهاب من ايده وخالد طلع ورانا علشان يقفل الباب زي ما فتحه بدون ما حد يحس, كنت هتوجه ناحية البوابة الرئيسة بس خالد وقفني, ودلني على طريق تاني مكنش بيقف عليه حرس, بس هو للاسف بردو كان طريق مسدود مكنش له باب أو أنا الي كنت مفكر إنه مالوش باب لحد ما لقيت خالد جث على ركبته وابتدى يحسس على الحيط من ورا الاعشاب الي كانت متتدلة من فوق السور لأسفله كشكل من أشكال الزينة, فضل يدور لحد ما لقيته وقف بحث وابتدى يزيح الاعشاب دي على جنب, بص للجدار وابتسم, ولقيته بيدفع طرف المربع الحجري الي قدامه أو الي كنت مفكر إنه حجري وطلع في الاخر باب خشبي صغير بس متلون علشان يبدو إنه جزء من الجدار, المميز في الباب ده إنه كان مخرج للشارع عالطول, خالد طلب مني أخرج أول حد وبعدين مهاب وقالي إن حجم الشنط أعرض من حجم الباب علشان كدا هو هيرميها من فوق السور وأنا همسكها, وفعلا عمل كدا رملي الشنط من فوق السور وأنا كنت بلقطها قبل ما تقع على الأرض وفجأة لقيته قفل الباب ومخرجيش, استغربت وهمست بصوت وأنا ساند وشي عالباب الصغير علشان يسمعني بقول: خالد أنت بتعمل ايه؟ ليه مخرجتش؟
ولسه مكملتش كلامي وسمعت صوته جمبي بيقول: أنا هنا.
بصتله باستغراب وبعدين بصيت للباب وأنا بقوله ازاي فابتسم بيقول: نطت من فوق السور.
“ازي؟ أنا مسمعتش حتى صوتك وأنت بتنط على الارض.”
“ابتسم وهو بيقول: ده لأنك كنت قاعد على الارض وعاطني ضهرك على أساس بتكلمني من ورا الباب فمشوفتنيش أما بالنسبة للصوت فده لأني متعود على ده.”
“متعود ازاي مش فاهم؟”
“أنا وحسام كنا بنهرب ديما من الفتحة دي في الاوقات الي بيكون فيه حفلات أو بنكون محاصرين فيه في وسط عدد كبير من الناس ولأن ديما كان فيه حراسة فكنا بنخرج من هنا ونرجع تاني قبل ما الحفلة ما تخلص بخمس دقايق, وعلشان محدش يكشف مخرجنا كان واحد فينا بيخرج والتاني بينط من فوق السور يقفل الباب ويغطيه بالاعشاب تاني, محدش يعرف عن المخرج ده حاجة غيري أنا وحسام وأنت ومهاب دلوقتي.”
“طب طالما بتعرفوا تنطوا من فوق السور ايه لازمة الباب بقي؟”
“ماهو أنا الي ديما كنت بنط علشان حسام عنده فوبيا من الاماكن العالية”.
ابتسمت ومعقبتيش فتابع خالد كلامه: مش يلا قبل ما يصحى؟
هزيت راسي بالموافقة ومشينا لحد ما وصلنا المحطة علشان نركب مباشرة لباريس بس خالد كانت عنده خطة تانية, ما أكتشفتها غير واحنا في المترو الي وقف عند محطة “لو بلون مينيل” ولقيته بيلبس شنطته وبيقولنا: يلا.
بصيت عالمكان باستغراب وأنا بقول: بس دي مش باريس.
“أه.”
“ليه؟”
“خلينا ننزل الأول وهقولك ليه”.
أخدت شنطي ومسكت ايد مهاب ونزلت, فضلت ساكت طول الطريق وحتى لما ركبنا “التيكونول” فضلت ساكت لحد ما فجأة لقيت التيكونول وقف عند منطقة شبه مهجورة في فرنسا, منطقة خالية من أي نوع من التكينولوجيا تقريبا وكأنها الجانب المظلم من فرنسا, بصيت لخالد باستغراب , تجاهل نظراتي ونزل من التيكونول, نزلت وراه وانا بسأل: احنا فين بالظبط؟ وبنعمل ايه هنا في الحتة المقطوعة دي؟
“هفهمك كل حاجة بس خلنا ندخل الفندق الأول.”
“الايه معلش؟!!”
“الفندق”.
“فندق؟ هو ده فندق مش مقبرة مثلا؟”
“ممكن تسأل دي بي لو مش مصدقني.”
“خالد أنت بتهزر صح؟”
“لا”.
“لا إزاي يعني؟ ماهو أنت لازم تكون بتهزر علشان اكيد أكيد أنت مش هتخلنا نحجز أوضة في المقبرة دي لحد الصبح”.
“لا طبعًا أنت بتقول ايه؟”
اتنهدت وأنا بقول: الحمدلله, طمنتني يا شيخ, كنت مفكر إننا هنام هنا.
ابتسم وأخد ايد مهاب وهو بيتجه ناحية باب الفندق بيقول: احنا لسه هنحجز؟ أنا حجزت خلاص.
رفعت حاجبي فاتح فمي مش مستوعب من الصدمة, لحقته وجريت خطوتين بسأل: حجزت ايه مش فاهم؟
“حجزت أوضتين في الفندق, واحدة لك والتانية لي انا ومهاب”. قال كلمته الاخيرة واحنا بنتوقف عند موظف الاستقبال, كنت لسه هتكلم ولقيته بيكلم موظف الاستقبال وبياخد منه مفاتيح الأوض, بصلي وابتسملي وهو بيدني مفتاح أوضة بيقول: ده مفتاح أوضتك.
قال كلمته الأخيرة وطلع علي فوق معطنيش حتى مهلة أستغرب, كنت مضايق منه, أنا مش فاهم أي حاجة وهو مش راضي يوضح أي حاجة فسكت, طلعنا على أوضنا بس كنت مستغرب المفتاح الي في ايدي مفيش جهاز أحطه قدامه علشان الباب يفتح ثم شكل المفتاح كان غريب, كان معدني بس مش زي المعدن بتاع مفاتيح الأوض العادية, وكان له تتدرج من المعدن مدبب, حاولت أحط المفتاح على أوكرة الباب وجمب الباب وعلى الباب بس مفيش حاجة راضية تفتح, بصلي خالد بملامح استغراب وهو بيقولي: أنت بتعمل ايه؟
“بفتح الباب.”
بصلي باستغراب وابتدي يضحك بصوت عالي وأنا مش فاهم حاجة, أخد مني المفتاح وحطه في فجوة في الباب الي ليها نفس التتدرج المعدني المدبب الي كان موجود في المفتاح بس كانت مفرغة مش مصمتة, وبعدين ابتدى يحرك المفتاح جوها لحد ما فجأة لقيت الباب اتفتح, بصتله بانبهار وأنا بقول: واو بجد عرفت تعمل كدا ازاي؟
ضحك وهو بيطبطب على كتفي بيقول: ادخل نام دلوقتي وهفهمك بعدين.
انزعجت واتضايقت أكتر ودخلت الأوضة وروحت رزاع الباب في وشه, بصراحة مكنتش عارف اتضايق من خالد علشان مش راضي يفهمني حاجة ولا أتضايق منه أكتر بسبب المقبرة الي خلاني أنام فيها النهاردة, كانت حاجة في منتهى البشاعة, الارضية خشبية, والسرير حجمه صغير وعليه مرتبة تكرهك في الحياة والي عاشينها, حاجة كدا تخليك تنام على الارض ولا تنام عليها, مكنتش طايق نفسي ولا طايق خالد ولا طايق حاجة في الاوضة دي بي لاحظت انزعاجي وأنا نايم عالسرير عمال أتقلب مش عارف أنام, فقربت مني ووقفت على المخدة الي نايم عليها بتقول: هل ترغب بعرض أحد تسجيلات السيد رماح؟
ابتسمت وقومت من عالسرير قاعد وأنا بقول بحماس: ياريت.
” أي واحدًا تريد؟”
“مش هتفرق كتير أنا بحب فيدوهاته كلها.”
ولسه دي بي بتفتح شاشتها علشان تعرضلي الفيدو فجأة لقيت رسالة جاتلي ودي بي بتقول: رسالة من مرسال, رسالة من مرسال.
ضربت جبهتي وأنا بقول: يا إلهي, أنا نسيت أكلمها خالص.
طلبت من دي بي تقتح الرسالة على أساس إنها رسالة فيدو بس أكتشفت إنها رسالة كتابية كانت بتقول فيها:
من مرسال إلى ذاك الغافل عني:
لا يهمني أنك سافرت ولم تودعني ولا يهمني أنك لم تتصل بي حتى الآن, ولا يهمني أن أول شخص فكرت في الاتصال به هي دينا ولم تفكر حتى الآن في مكالمتي, لا أدري منذ متي وأصبحت جاف القلب هكذا ولكن رغم ذلك لازال قلبي يسألني عنك, كيف حالك يا ناسي حالي؟
قرأت الرسالة واضايقت أكتر مانا مضايق من نفسي , أنا مش متخيل ازاي نسيت حاجة زي, بصيت لدي بي وطلبت منها تتصل بمرسال فورًا, بصتلي دي بي وهي بتقول: لكن سيدي…
“ايه؟”
“ستحادثها في مثل هذا المكان؟”
“بصيت حوالي على الاوضة وادركت إني لو اتصلت عليها وأنا في مكان زي ده هتقلق أكتر, المكان أبشع من السجن نفسه ومكنتش عارف هكلمها كدا ازاي, وفي ذات الوقت لو مكملتهاش دلوقتي هتقلق برود انا بقالي أيام من ساعة ما جيت هنا وانا مكلمتهاش فمكنش قدامي غير إني أكلمها صوت بس, وفعلًا دي بي اتصلت عليها صوت وما هي إلا ثواني ولقيتها ردت بلهفة بتقول: هادي اخيرًا.
ابتسمت وانا بقول: وحشتني اوي يا مرسال.
حسيت في نبرة صوتها بالعياط وهي بتقول: كنت خايفة يكون جرالك حاجة, طول الوقت كنت قلقانة لحد ما مريم قالتلي إنك كلمت دينا, مفكرتش انزعج وقتها لأن كل الي كان هاممني إنك تكون بخير واسمع عنك أي خبر, استنتك كتير تتصل بس أنت مفكرتش لحد ما بعتلك الرسالة, كنت فين كل ده؟
“أنا آسف بجد يا مرسال انشغلت بس الفترة دي شوية”.
“هادي هو أنت مش بتكلمني فيدو ليه؟ أنا نفسي أشوفك أوي.”
اتلعثمت في الكلام وأنا بقول: ب..بصرااحة يعني يا مرسال مش هعرف دلوقتي.
“ليه؟”
“أصل, أصل…”
ردت بنبرة تخللها الحزن: ايه مش عايز تشوفني؟
“لا أبدا انا بس كل الفكرة إني مشغولة دلوقتي ومش هعرف أكلمك فيدو و…
قاطعتني وأنا بتكلم بتقول: كويس إنك بخير سلام علشان مأعطلكيش.
“مرسال استني أنا بس…”
ومن قبل ما أخلص كلامي لقيتها قفلت السكة , اتضايقت ودثرت راسي في المخدة وأنا منزعج هي أساسا من غير حاجة مضايقة مني ودلوقتي اتضايقت أكتر وكل ده بسبب خالد والمكان الغريب الي جايبنا عليه ده, اتعدلت علي ضهري ببص للسقف وأنا فارد ايدي ورجلي مش عارف مصيري هيكون ايه ولا بكرة ايه الي مخبيه, وفجأة قاطع شرودي صوت خبط على الباب, اعتدلت في جلوسي وأنا بسال: مين؟
سمعت صوت خالد وهو بيقول: أنا خالد يا هادي.
اتعصبت وقولت: غور يا خالد من وشي الساعة دي علشان أنا حرفيًا مش طايقك.
“طب افتح بس وأنا هفهمك.”
“تاني؟ الكلمة دي تاني؟”
“صدقني المرادي هفهمك بجد, أنا بس كنت مستني مهاب ينام”.
اترددت وأنا ببص عالباب وبعدين اتنهدت وقومت فتحت الباب, ابتسملي وهو بيقول: نمت كويس؟
بصتله بقرف وأنا بقول: نمت ؟ في النص الساعة دي؟ وفي مكان زي ده؟!! أنت أكيد عايزني أقتلك باستفزازك ده.
ضحك وهو بيدخل الاوضة وبيقعد عالسرير بيقول: وماله المكان؟ ماهو لذيذ أهو.
مسكته من ايده وأنا بقول: خالد بقولك ايه؟ اطلع بر علشان حقيقي هقتلك.
ضحك وشدني من ايدي قعدني جمبه بيقول: اهدي بس, مالك بقيت عصبي كدا ليه؟
“مالي بقيت عصبي كدا ليه؟ أنت مش عارف ليه يعني؟”
“قصدك يعني علشان منزلتش باريس ونزلنا في مكان زي ده.”
” قصدك مقبرة زي دي.”
ابتسم خالد وهو بيقول: أنا آسف بس مكنش قدامي حل تاني, أنت عارف كويس إني لو سافرت على باريس عالطول حسام هيعرف, وأنا مش عايزه يعرف دلوقتي, مش عايز حد يعرف غير لما أقابل جدي, ومش بس حسام هيعرف بابا كمان هيعرف لأنه هيبقي عارف كويس أنا جيت فرنسا ليه, وأول حاجة هيفكر فيها هو إنه يروح لبيت جدي, صحيح أنا مش متأكد إذا كان في باريس ولا لا بس أكيد لو روحت باريس بابا هيعرف هو له عيونه الخاصة في باريس الي تقدر تلقط أي حد وتحدد مكانه فين, علشان كدا حجزت في الفندق المهجور أو هو كدا بالنسبالنا علشان عايشين في عالم غير العالم الي الفندق فيه, هو تقريبًا مفهوش أي تكنولوجيا من الموجودة حاليًا يدوب مجرد كمبيوتر قديم عفا عليه الزمن من خلاله قدرت أتواصل مع صاحب الفندق وأحجز الاوض.”
“ازاي يعني؟”
“رجعت بالزمن لسبعين سنة لورا.”
“أنت بستختف بعقلي.”
“أبدًا بجد, بس كل الفكرة إني قدرت أغير التاريخ في جهاز حسام لسبعين سنة لورا بحيث تظهرلي الشبكة في الوقت ده ومن خلال ده قعدت ابحث على مكان الفنادق والاوتيلات, لحد ما لقيت الفندق ده, جيت احجز بس مينفعيش الحجز بسبب عامل الوقت علشان كدا رجعت بالزمن تاني في جهاز حسام لوقتنا ودورت على اسم الفندق وبالعافية لقيته عالنت في بوست كان ناشره واحد بيتكلم فيه عن العالم المظلم لفرنسا, الناس الي لسه محتفظ بفرنسا قبل التضخم الكبير ده في التكنولوجيا, كان بيقول إن مع مرور الوقت الناس دي هتختفي لأن مفيش حد محتفظ بالحاجات القديمة دي غير العواجيز وده الي بيفسر ليه موظف الاستقبال كان راجل عجوز في السن هو أساسا صاحب المكان مع كم واحد تاني تقريبًا في نفس السن, محدش بيخاطر ويجي للمكان ده غير أشخاص مش قادرين يدفعوا فلوس الايجار في الفناديق الحالية, أصل فيه أقاويل قالها صاحب البوست زي إن الاماكن دي هتبقي مسكون بأرواح العواجز دول لأن مفيش حد هيسكنها من بعدهم”.
ابتديت أخاف وأنا ببص عالاوضة بقول: طب متغير الموضوع علشان بدأت أحس بحاجات غريبة.
ضحك خالد وهو بيقول: متخفيش مفيش الكلام ده, صحيح هم محتفظين بجزء من ماضيهم بس ده مش معنيه العبط الي سمعته من شوية, أساسًا لوبلون مينيل دي مدينة لها روقان وجمال خاص حتى وإن كان فيها جزء مظلم من فرنسا بس ده حال أغلب المدن والاكيد إن بعد ما الناس دي تموت ومكنش ليهم ورثة الحكومة هتاخد المباني دي وتهدها وتبنيها من جديد, وحتى وإن كان ليهم ورثة أكيد يا هيبعوها علشان تتبني برود ياما هم يبنوها.”
“طب أنا لسه مش فاهم برود ليه جبتنا هنا”.
“مانا قلتك ده اخر مكان ممكن حد يفكر يلاقينا فيه, احنا مش هنقعد كتير احنا بس هنقعد لحد ما بابا وحسام يبطلوا يدوروا في باريس وبعدين نروح احنا”.
“طب افرض فضلوا يدوروا هناك بالشهور هنفضل قاعدين في المقبرة دي؟”
“يبقي هنسافر لمدينة تانية و…”
قاطعته وأنا بقول: لمدينة تانية؟ وندور برود على مقبرة تانية نتواري فيها بدون ما نحقق أي حاجة من الي عايزينه, اسمعني يا خالد انت لو فضلت تتخبي من باباك عمرك في حياتك ما هتلاقي جدك ولا أنا هلاقي رماح, لازم تجازف وتخسر في مقابل الي أنت عايزه, أنت فاهمني؟ وبعدين مش فاهمك, أنت ازاي جالك قلب تجيب مهاب في مكان زي ده أنت بنفسك كنت عايز تخليه مع حسام علشان يبقي في مأمن.”
“صحيح لو خليته مع حسام هيبقي في مأمن بس انا لو سبته احتمال كبير مشوفهوش تاني في حياتي, أكيد بابا مش هيصدق حسام وهيعرف بوجود مهاب ووقتها هياخده وهيحرمني من إني أشوفه للابد ويطردني زي ما حرمني إني أشوف جدي, مكنش ينفع أسيبه يا هادي وأنا روحي متعلقة فيه”.
ملامح وشه كانت مليان خوف وقلق وهو بيحكي وعلى قد مانا كنت متعصب منه إلا أني فهمت دلوقتي ليه عمل كدا, اتنهدت وباشرت كلامي وأنا بقول: طب اسمع يا خالد, حوار باباك ده أنا متفهم انت ليه خايف منه, إنما حسام حتى ولو لاقنا او عرف فأنت مش لازم تخاف أنت لازم تقنعه بالي عايزه وهو لو لاقاك مُصر هيساعدك, مش هيجي ضدك هو مش عايز لك إلا الخير صدقني.
“أنا فاهم ده بس أنا مش عايزه يساعدني يا هادي, هفضل العيل الصغير في نظره طول العمر أنا طول حياتي وأنا بعتمد على حسام, عايز اعتمد على نفسي ولو مرة واحدة.”
“ومين قالك إننا هنعتمد على حسام احنا بنفترض مش أكتر إنه لو عرف, أنا كل الي عايز أقولهالك إن مينفعيش نقعد في المكان ده كتير بالكتير يومين ونمشي, لأننا لو فضلنا خايفين ومتخبين عمرنا ما هنوصل علشان كدا بعد اليومين دول هنروح باريس عالطول سواء باباك مشي منها أو لا, ومتخفش على مهاب علشان أنت مش وحدك, أنا كمان معاك”.
ابتسم خالد وهز راسه بالموافقة بس فجأة ملامح وشه اتبدلت لخوف, ومرة واحدة نط عالسرير واقف بيتنط في مكانه بيصرخ: ف..ف..فااااااااااار.
اتنفضت من مكان ونطت عالسرير من الخوف, مهاب سمع صوتنا جه جري بسرعة على اوضتي وهو بيسأل: فيه ايه؟
بصيت على الارض وأنا بقول بكلمات متقطعة: ف..ف..فار.
بص مهاب على الارض وبعدين بص على أنا وخالد باستغراب, وفجأة ابتدى يضحك لحد ما وقع على الارض ماسك معدته وهو لسه بيضحك, بصتله بنفور وأنا بقول: على فكرة بقي ده من القوراض وعنده أسنان يعني بيعض الموضوع خطير مش هين على فكرة.
قام مهاب من مكانه وهو لسه بيضحك واتقدم ناحية الفار وطلع من جيبه بسكوت كسره لكذا جزء وحط منه قدام الفار كام قطعة على خط مستقيم بينتهي بايد مهاب الي كان فيها كمية أكبر, بالتتابع أكل الفار البسكوت لحد ما وصل لايد مهاب وأخد آخر قطعة, مهاب مسكه وقربه منا وهو بيقول: هو ده الي بيعض؟ ده كيوت خالص.
أنا وخالد مسكنا في بعض من الرعب واحنا بنزعق في مهاب يسيبه, ابتسم مهاب وبص لخالد وهو بيقول: ينفع أربيه, ارجوك أرجوك أرجوك.
خالد كان مغمض عينه من الخوف ومش راضي يبصله وقال وهو بيزعق: ابعد البتاع ده عني والا هوريك الويل.
“هبعده بس وافق إني أربيه”.
“مش لما أعرف أربيك الاول تبقي تربيه.”
“خالد علشان خاطري, علشان خاطري ده حتى كيوت خالص حتى بص.”
“أنت عارف يا مهاب لو مبعدتش البتاع ده عني أنا هرجعك لحسام وهخليه يرجعك لباباك”.
ميل راسه وهو زعلان وساب الفار بر الاوضة وهو بيبص عليه بنظرات وداع, بصيت لخالد وأنا بقول: بخصوص إننا هنحمي مهاب وكدا أنت لسه واثق إن مهاب هو الي محتاجة الحماية مش احنا”.
ابتسم خالد, ونزل من على السرير واتقدم ناحية مهاب الي كان قاعد في الارض وساند راسه لطرف الباب بيبص في الاتجاه الي الفار مشي منه, حط خالد ايده على شعر أخوه وهو بيقول: متزعلش مكنش فيه حل غير كدا.
“بس أنا حبيته أوي”.
“حبيته من خمس دقايق؟!!!”
“هي اه خمس دقايق بس كأنها عشرة خمس سنين.”
“لا دنت في الباي باي خالص”.
هم مهاب يحضنه وهو بيقول: معتز هيوحشني اوي.
قبل ما مهاب يحضنه تراجع خالد لورا وهو بيبعد ايده عنه بيقول: لا انت تغسل ايدك الاول بماية نار علشان تحضني بعد الي عملته ده, بس هو بعيدًا عن كل ده معتز مين؟
“الفار”.
“وهو انت لحقت تسميه كمان”.
بصله مهاب بعيون بيترقر فيها الدمع وهو بيقول: سبني في قعر أحزاني أرجوك.
بغض النظر عن إني مكنتش فاهم علاقة الحب أم خمس دقايق دي بس ضحكت جامد الحقيقة, بصلي مهاب بمقت وساب الاوضة ومشي, قام خالد من مكانه وابتسملي وهو بيقول: تصبح على خير أشوفك بكرا.
“خالد استني.”
“ايه؟”
“ينفع أجي أنام معكم النهاردة, أصل بصراحة الموضوع…”
ابتسم خالد وكمل: مش محتاج توضح أنا فاهم شعورك, أكيد طبعًا محدش ضامن فيه ايه تاني ممكن يطلع, ابتسمت واتجهت معه على اوضتهم , هو ومهاب ناموا على سرير وانا نمت عالسرير التاني, يمكن المرتبة مكنتش مريحة بس قدرت أنام ومفوقتش إلا على صوت خالد وهو بيصيحني علشان أنزل افطر تحت, بصيت بسخرية وأنا بقول: هم بيقدموا فطار كمان؟
ضحك خالد وقال: ده فيه مطعم مخصوص حضرتك علشان تعرف بس إني مش حارمكم من حاجة.
ابتسمت ونزلت معه وكان مهاب تحت مستنينا على تربيزة صغيرة وبيأكل, بصراحة مكنش عندي رغبة أكل لأني كنت حاسس إن جودة أكلهم زي جودة الاقامة عندهم, بس الحقيقة الاكل كان شكله مغير وبصراحة مش بس شكل الاكل كمان طعمه كان مختلف عن الاكل الي باكله عادة بس كان لذيذ فكرني بأكل دينا, بصيت لخالد وأنا بقول: غريبة يعني المطعم هنا غير الفندق خالص.
“مش ديما أي حاجة قديمة وحشة فيه حاجات كل أما بتقدم كل ما بتبقي أحلى, لسه محتفظين بالطرق القديمة الي كانوا بيعملوا بها الأكل وحتى إنهم بيستخدموا أفران قديمة للتسوية.
“أفران؟ أنت عرفت الفرن منين؟ أنا لسه عارفه من قريب”
“بحب أطلع على الحاجات القديمة مش أكتر”.
“وبتحب تجربها كمان.”
“ما خلاص بقي يا هادي ما قولتك السبب”
“طيب كدا المفروض هنتحرك أمتي؟”
“بص بصراحة أنا مش عايز أقعد هنا أكتر من كدا علشان كدا شايف إننا نتحرك ونشوف فندق تاني”.
“وايه الي غير رأيك بالسرعة دي مش كان المكان لذيذ؟ ولا هو الفار كان له دور مؤثر في الموضوع؟” قلت الأخيرة وأنا بضحك, بصلي على مضض وهو بيقول: شوفوا مين بيتكلم؟ ده على أساس كنت أسد امبارح؟
ضحكت ومعقبتش فكمل كلامه بيقول: بس للصدق يعني هو فعلًا كان له دور مؤثر.
قاطعني مهاب وهو بيقول: ينفع محدش يجيب سيرة معتز ولا يقول عليه فار علشان هو أحسن منكم كلكوا.
حاولت أكتم ضحكي علشان كان واضح إنه متأثر فعلًا, أكلنا وأخدنا شنطنا علشان نمشي أنا مش مصدق حقيقي إننا أخيرًا هنمشي من المقبرة دي, وبمجرد ما خرجت منها وطلعت لاجواء “لو بلون” وجمالها حسيت نفسي زي الميت الي رجع للحياة تاني وقدرت أتنفس هوا طبيعي أخيرًا, فضلنا نمشي لحد ما قعدت عند نافورة ما في حديقة عامة وبصيت لخالد وقلته: خلينا هنا شوية, عايز اكلم جدتي لأنها أكيد زعلانة مني من امبارح لأني معرفتش أكلمها
ابتسملي وقال: طيب أنا هروح أجيب حاجة نشربها لحد ما تكلمها.. بعدين بص لمهاب وهو بيمدله ايده: تجي معي؟
ربع ايده وبصله بمقت وهو بيقول: مش جاي.
ابتسم خالد وقرب منه وفجأة رفعه على أكتافه وهو بيقول: لا ماهو مش بيمزاجك هتصالحني يعني هتصالحني. قال كلمته الاخيرة ومشي, وبمجرد ما مشي طلبت من دي بي تتصل بمرسال بس فجاءة وقبل ما تتصل لقيتها بتقولي: السيد حسام يتصل بك.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مرسال كل حد 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *