رواية عروس الالفا (الهجينة 2) الفصل السابع والأربعون 47 بقلم ماهي أحمد
رواية عروس الالفا (الهجينة 2) الفصل السابع والأربعون 47 بقلم ماهي أحمد
رواية عروس الالفا (الهجينة 2) البارت السابع والأربعون
رواية عروس الالفا (الهجينة 2) الجزء السابع والأربعون
رواية عروس الالفا (الهجينة 2) الحلقة السابعة والأربعون
لما الخوف وهو هُنا!!
حينما تهجم علينا موجه حاره وينقذنا نسمات هواء بارده تنعش أرواحنا قبل أجسادنا و تشعرنا بالحياه من جديد ذلك الشعور المحبب لأنفسنا هو ما اصابها حين وجدت “ياسين” يضمها بكلتا ذراعيه يخبأها بداخله من شرور العالم أجمع حاوطت عيناه عيناها وهي مازالت تطالعه تصدح في اذنها اخر كلماته وهو يقول بنبره متقطعه وكأن قلبه ضاق صدره عليه
“اطمني.. أنتِ بخير ياشمس” كانت تطالع عينيه بقلب وجل وأتتها الصدمه التى سـ ـرقت أنفاسها أثناء رؤيته بهذا الضعف شموخه وكبرياؤه الذي قابلته منذ قليل تبخر ، تريد “شمس” قول شىء ولكن الصوت تم اسره داخلها وكأن الارض لا تستطيع حملها .. طالعها ينظر الى غابات عيناها الخضراء يرى انعكاس صورته فيها نطقت عيناها قبل لسانها:
_بس أنتَ مش بخير ياياسين
حاول الثبات امامها ولكن خانه جسده حين مال برأسه عليها فاقداً للوعي خانه كل عضو حتى عيناه لم يستطع فتحهما وكأنهما جبلين لا يستطيع تحريكهما فضمته هي صارخه حتى شق صراخها الأجواء شقاً:
_ياســـين
صدحت صرخاتها بالمكان سمع “يزن” صوت صراخها فكان يتقدمهما ببضع طرقات نظر كلاً من “ساره “و”يزن ” الى بعضهما البعض باستغراب فنطق بذعر وقد سمع نبرتها التي تدل على انهيارها:
_ده صوت شمس
عاد وهو يهرول يركض بين الطرقات حتى وجده يستند برأسه على كتفها فاقد للوعي تحاول بكل ما أوتيت من قوه إن تصبح هي مسنده وملجأه طالعهما “يزن” بذهول فأتت ساره تهرول من خلفه لا تصدق ما تراه عينيها تحاوط الدماء جسده بالكامل سترته الممزقه من الخلف تستطيع رؤيه جلده المحترق شهقت “ساره” بغير تصديق وهي تغلق عيناها من بشاعه المنظر فتحدث يزن بشفه مرتعشه
_حصل اي ياشمس؟
لم تستطع الجواب بسبب ذعرها وهي لم ترى ما اصابه حتى الأن فكيف لو رأت؟
هو الأن يستند بوجههُ عليها وبالرغم من عدم رؤيتها لجراحه فقد شعر قلبها بألامه اصبحت دموعها حبيسة عيناها.. مع اصفرار وجهها.. وخفقان قلبها.. بكت أكثر وهي تنظر الى كليهما فصاح “يزن” بغضب ناتج عما رأه:
_انطقي ياشمس ياسين حصله ايه؟
ارتعدت اوصالها محاوله تجميع كلماتها وشتات نفسها:
_امسكه معايا بسرعه عشان نوديه المستشفى
وقف “يزن” بجانبه يمد ذراعه على كتفه حتى يستند عليهِ فأصبح “ياسين” بالمنتصف بينه وبين “شمس” فاقد وعيه تماماً أخذ يمد بخطواته مستفسراً :
_جرحه ما بيلمش ليه؟
اشار لـ “ساره” بعينيه:
_ساره بسرعه وقفي تاكسي
تجمدت “ساره “من رؤيته هكذا فجـ ـراحه
خطـ ـيره فصـ ـرخ بها “يزن” وهو يمد بخطوته:
_ســـــاره
فاقت على ندائه المستغيث وانتبهت لكلماته:
_حاضر.. حاضر
هرولت على الطريق تشير بيدها لسياره اجره فأوقفتها على الفور:
_بسرعه شويه ارجوك اقرب مستشفى
كانت هذه جمله “شمس “وهي تشعر بأن جسدها كتله من الثلج.. فاعترض” يزن” على وجهتها يأمر سائق الاجره قائلاً:
_المعادي ارجوك
التقت نظراتها بنظرات “يزن” فأشار برأسه على أن تطاوعه فيما قاله ابتلعت ريقها واشارت بالأيجاب بعينين ظهرا فيهما اثر البكاء جلياً مرت الدقائق بطيئه في سياره الأجره وهو يستند برأسه على فؤادها كادت نبضات قلبها ان تشق صدرها من شده خفقانها تتذكر لمحات مما حدث بالماضي وكأن تلك الليله اقسمت ان تتكرر الأن عند رؤيه “عمار”والد ماء تتناثر من جسده و”ياسين” الان كل انش بجسده يقسم انه لن يلتئم بعد الأن.. بكت وهي شارده ترى حالته هكذا فنطق “يزن” بصوت استطاعت ان تلتقطه سريعاً:
_يلا ياشمس اسنديه عليا وصلنا
————————————–
_يا أنسه.. يا انسه قولتلك حاسبي
كان يقول كلماته وهو ينفض يده جراء اصطدامه بها فانحنت “غدير” تقبض على دراجتها بكفيها تقول بنبره شبه باكيه:
_انا بجد اسفه مش عارفه ازاي ما اخدتش بالي
اشار بكف يده محاولاً ان يوقف دموعها الحبيسه:
_ لا لا لا.. مالهوش لازمه العياط انا كويس
طيب وانا مالي تبقى كويس ولا لاء المهم العجله
اندهش الشاب ونطق بضحكه واسعه:
_يعني أنتِ كل اللي يهمك العجله ومش مهم اللى خبطتي فيه يولع
جلست القرفصاء تعدل سير دراجتها:
_ما أنتَ كويس اهوه .. المهم العجله ده انا بروح بيها في كل حته في القريه
رفع “الشاب” حاجبه باستنكار وهو يسأل:
_طيب هتعرفي تصلحيها ولا اصلحها انا
فاتسعت ضحكتها تظهر جلياً على وجهها وهي تقول:
_أنتَ بتعرف تصلح عجل
فأشار برأسه بالأيجاب:
_أيوه
ضربت بيدها على مقعد الدراجه بخفه وهي تصيح:
_طب مستني ايه ما تصلحها
تحرك “الشاب” حتى اصبح امام “غدير” وهي تنظر بترقب حتى سألته:
_أنتَ وقفت ليه؟
وسعي عشان اصلحها
كانت هذه اجابته على سؤالها فتنحت هي جانباً أمسك سير الدراجه فوجده قد تهالك ناهيك عن اطار الدراجه الاماميه فقد تمزق بالفعل فطالعها يخبرها بالتالي:
_العجله اتهرست اوبقى هاتيها بكره المحل عشان الحم الكاوتش بتاعها واركبلها سير جديد
فقالت دون تردد سائله:
_أنتَ عجلاتي
هز رأسه قائلاً بعينين لمع فيهم انفعاله:
_اه عجلاتي
استدار يعطيها ظهره فأوقفته كلماتها بقولها:
_طب استنى أنتَ رايح فين أنا مش هعرف اشيلها لوحدي ممكن تاخدها معاك وتعرفني فين المحل بتاعك واجيلك اخدها منك بكره
كادت أن تنهي كلماتها حتى وقعت على مسامعها أصوات الكلاب أتيه من بعيد خفق قلبها بسبب الرعب الذي دب بهِ فابتسم هو على حالها سائلاً اياها بهدوء:
_أنتِ ساكنه فين؟
ليه؟
اجابت دون تردد بتهكم فقبض هو على دراجتها يحملها بين يديه:
_عشان اوصلك ولا تحبي اسيبك هنا للكلاب يمصمصوكي
ابتسمت هي بخبث تسير بجواره في الطريق:
_يمصمصوا مين يااستاذ ده انا طول عمري متربيه مع ذئاب مش كلاب
ضم حاجبه باستغراب مما قالته فتوترت هي مما تفوهت به دون قصد فوقف سائلاً اياها:
_نعم ، ذئاب ازاي يعني
هربت من سؤاله عندما وجدت نفسها أمام منزل الصاوي:
_ده بيتنا
جحظت عيناه وهو ينظر للمنزل من بعيد بأعجاب شديد:
_أنتِ من عيله الصاوي؟
هزت رأسها بالأيجاب دون حديث ولكن ببسمه واسعه تعتليها الفخر فرد هو ناطقاً بما يتمناه:
_يابختك
وقعت على مسامعها صوت “حسان” يناديها من بعيد عل صوته يصل لها:
_غدير
استدارت بجوارها تسترسل حديثها معه:
_مش هتقولي فين المحل بتاعك عشان اجي اخدها منك بكره
اجابها وهى تراه يبتعد عنها:
_المحل بره القريه على الطريق بعد البوابه
ابتسمت لهُ تطالع “حسان” يقترب منها سائلاً اياها:
_روحتي فين؟
تجاوزته تبتعد عنه تطأ قدميها درج المنزل:
_مالكش دعوه أنتَ مش اخويا ولا مسؤول عني عشان تسألني روحت فين
كاد أن ينطق ولكنه صمت عن الحديث فجأه عند سماعه صوت الطبيب قادم من خلفه يتحدث بنبره قلقه بالهاتف ناطقاً بقوله:
_اوعى يايزن توديه المستشفى لو راح المستشفى جرحه هيلم بأسرع من العاده وهناك هيعرفوا حقيقته
صمت لثواني يستمع الى حديث يزن قائلاً:
_خليك معايا امي لازم تعرف اكيد عندها حل
دلف “الطبيب” الى غرفتها للمره الأولى دون استئذان فنطقت بما اصمته لثواني:
_ولدي مش بخير مش كده ياعلي
ابتلع ريقه يطالعها بنظرات مطمئنه لعل يبعث بقلبها جزء من الطمأنينه فالتقطت منه الهاتف مسرعه تجيب قائله على المكالمه:
_انا جايه “ياسين” مابقاش زي الاول يا “يزن” حافظ عليه وانا مسافه الطريق وابقى عندكم
—————————
أمطرت السماء بقطرات خفيفه فجأه بدون إنذار ، وكأنها تحمل إشارة معها أن الأمر قادر أن يتغير في لحظة حتى و إن بدا عكس ذلك ..
لم يكد يصدق “بربروس” عيناه فكيف لها أن تمطر حتى لو كانت قطرات خفيفه في هذا الوقت من السنه فهما الان بأواخر شهر أغسطس ابتسمت “مارال” لهُ تطالعه ببسمه حانيه:
_ بيقولوا المطي خيى
فنطق قلبه قبل لسانه:
_وهل هناك خير اكثر من موافقتك على زواجنا أشعر الأن بأن القادم افضل بأذن الله فلا تعلمين كيف تخطيت العديد لأجلك
رفعت رأسها تطالعه بحب:
_واتخطيت ازاي؟
فابتسم ابتسامه أظهرت جمال ملامحه:
_تأقلمت بصمت مع أخفاء القاف
طالعته تنظر من حولها بريبه بعدما ابتسمت قائله:
_بعد الشي عليك من الألم
اقتربت منه مسرعه تضع قبله خاطفه على ثغره
فمدت كف يدها تأخذ منه حقيبتها التي حملها لها طوال الطريق يراها تبتعد عنه تدخل الى الحاره وقف هو متجمداً بمكانه كاد أن يقف قلبه جراء قبلتها المفاجأه لهُ ثم وضع كفه على ثغره مكان موضع القُبله بإبتسامه حانيه سرعان ما انمحت هذه الابتسامه من على وجه ُ وكأنه تذكر شيئاً بعدما سلبت عقله بقبلتها المفاجئه لهُ أخذ يمسح بكف يده مسرعاً على ثغره قائلاً:
_استغفر الله
—————–(بقلمي ماهي احمد)——————–
اغلق يزن “الهاتف” فسألته ساره على الفور:
_هــا.. الخاله قالتلك ايه؟
وضع الهاتف على المنضده وهو يجلس على المقعد الأمامي لها:
_زي ما انا قولت ما نودهوش المستشفى
انا مش فاهمه يايزن هنسيبه كده ليه؟ أنتَ مش شايف ضهره عامل ازاي؟ وجرحه؟ جرحه مابيلمش
طالعت “ساره” شمس الصامته ترى دموعها محبوسه بداخل عينيها:
_انطقي ياشمس قولي حاجه
بتر “يزن” حديثها يجاوبها على اسئلتها الكثيره:
_شمس عارفه كويس اوي ان لو راح المستشفى مش هيرجع لأن اي حد هيكشف عليه هيعرف انه مش طبيعي زينا والعيون كلها هتبقى عليه وهيكتشفوا حقيقته
استدارت “شمس” بجسدها تطالعه بنظره راجيه بانت على عيناها بصدق:
_يزن.. انا مش هقدر معملش حاجه لحد ما الخاله تيجي لو عندك شنطه الاسعافات ياريت تجيبهالي بسرعه
مسح وجهه بضيق نافياً وهو يقول:
_للأسف معنديش هنزل اجيبها بس لما ارجع هتحكيلي ايه اللي حصل ياشمس
استدار “يزن” بجسده فتركت “ساره” مقعدها وقد ارتفع صوتها:
_استنى يا يزن خدني معاك
اغلقت “ساره” الباب خلفها بينما هي شعرت بالريبه مما حدث اما عنه فكان يتأوه من داخل غرفته بألم يتأوه بألم كالطفل الصغير التي تصاحبه الحمى ويرتجف كمن خانته الحياه طول عمره.. فأسرعت اليهِ تقف على باب الغرفه لم تستطع أن تطأ قدماها غرفه “عمار” التي كانت تحتويه لسنين هي نفس الغرفه التي تحتوي “ياسين” تجمدت قدماها عند الباب تطالعه من بعيد حريصه على عدم اصدار صوت ..مازال فاقد لوعيه نائم على وجهه يدهُ تتدلى للأسفل ما زالت سترته الممزقه ملتصقه بجسده ممزوجه بجراحه فتعالت تأوهاته قليلاً أجبرت نفسها على الدخول أخذت تطالع الغرفه باستغراب لم ترى غرفه “عمار” من قبل اقتربت منه تحاول انتزاع سترته فلم تنجح اخذت تبحث بعينيها عن اي شىء تستطيع ان تمزق به سترته فتحت الأدراج حتى وجدت المقص وبجانبه صوره فوتوغرافيه الى “عمار “يبتسم بها ابتسامه بسيطه ممسك بخوذته بكفه ، دمعت عيناها على فقده فاستدارت بجسدها تطالع ذلك الفاقد لوعيه لتجد الشبه بينهما كبير للغايه طالعت الصوره من جديد انحنت لتجلس على ركبتها ارضاً جوار الفراش ثم اقتربت بوجهها منه وبكفها صوره عمار كيف لها الا ترى الشبه بينهما الى هذا الحد من قبل فملامحهما اذا امعنت التدقيق ستجدها واحده
امعنت التدقيق اكثر في صوره عمار تنظر الى فروه رأسه وشعره الكثيف لتجد وحمه بين خصلات شعره ارتفعت يدها ببطء رغبت وبشده في تمرير اصابعها بين خصلات شعر”ياسين” كادت تمدها للمس شعره لترى نفس الوحمه بوضوح فسمعت صوته قائلاً بهمس شديد مغمض العينين دون وعي ناطقاً بأسمه :
_عمَـــــار
انتفض جسدها ونزُعت الطمأنينه من داخلها وصل صوته لها هامساً وناعس ، ابتعدت عنه تضع صورة “عمار” في الدرج مره أخرى حتى وصل
يزن اخيراً ومعه كل ما تحتاجه لتضميد جرحه او على الأقل فعل ما تستطيع فعله فوقع على مسامعها قول يزن:
_شمس انا جيبت كل حاجه طلبتيها
مدت كف يدها تأخذ منه الشاش والقطن تطلب منه قائله:
_يزن حاول معايا عشان نقلعه الچاكيت بس بالراحه
استجاب يزن لطلبها يستدير حول الفراش ينتزع سترته ببطىء شديد فوجدت “ساره” بأن جلده ممتزج بالچاكيت لم تتحمل رؤيه ذلك فقالت مستنفره:
_انا اسفه ياجماعه بس انا مش قادره اشوف المنظر ده انا هطلع بره
التقطت “شمس” المقص بجوارها تقص سترته حريصه الا تجرحه واخيراً استطاعوا نزع سترته من على جسده ببطء فأمعن “يزن” النظر على كتفه قائلاً:
_اي ده؟
مالت بوجهها قليلاً فوقع على مسامعها كلمات “يزن” وهو يقرأ ما على جسده:
_ “ياريت كل الناس”
التقط بأصبعه طرف سترته الداخليه الموجوده على كتفه ليستطيع تكمله الجمله فانقطعت الكهرباء قبل أن يستكمل قرائتها فنطقت ساره من الخارج بقلق:
_يزن النور قطع
ليرد هو قائلاً بصوت مرتفع قليلاً:
_ماتخافيش انا جاي
وجه حديثه لشمس وهو يقول:
_هجيب شمع واجي
اشارت برأسها بالموافقه تقترب من ياسين أكثر لم تكن خطاها ثابته لم تكن هي نفسها متزنه كل ما تشعر به الان يخل بتوازنها ولكن حثها فضولها على استكمال الجمله المحفوره على كتفه رفعت اصابعها تزيح سترته الداخليه من على كتفه فهي تستطيع ان ترى جيداً بالظلام الحالك كما علمها وهي صغيره فاستكملت بقيت الجمله “ياريت كل الناس” ومن ثم وشم للشمس مرسوم على كتفه فقرأتها تبتسم ابتسامه حانيه
“ياريت كل الناس شمس” اغمضت عينيها بتأثر رفعت اصابعها تمررها على جملته المحفوره بداخل كتفه لمسات حانيه بأمان مس قلبه بالرغم من فقدانه وعيه شعرت بأرتعاشه جسده من لمستها البسيطه لهُ فعاد “يزن” مسرعاً بالشموع المشتعله يقول وهو يثبتها على المنضده:
_ كده تمام اوي ثبت الشمع كويس.. خلاص خلصتي ولا لسه؟
اشارت برأسها بالأيجاب، فتبع سؤاله بأخر:
_مش محتاجه اساعدك في حاجه
لم تعطه أجابه، بل توجهت الى الشرفه قطرات المطر مع أنها قطرات بسيطه ولكنها بعثت الطمأنينه بداخل قلبها مدت كف يدها من بين الشيش الخشبي تحاول التقاط بعض حبيبات المطر التى هبطت على غير ميعاد يبدو عليها الارهاق رمقتها “ساره” بأشفاق هي لا تعلم ما حدث ولكن المعاناه تظهر جليه على وجهها فاحتضنت “ساره” كف “يزن” تجذبه للخارج موجهه حديثها لشمس:
_ لو احتاجتي اي حاجه ياشمس احنا بره
اغلقت الباب خلفها بهدوء فظلت هي تتابع ضي القمر بصمت شارده بما يشغل تفكيرها لاح في ذهنها ما حدث قبل ذلك يوم مقتل عمار بعدما فقد حياته لأجلها وكذلك ياسين كاد يفقد حياته هو الأخر من اجلها عادت اليه مره اخرى
انحنت على ركبتيها تطالع وجهه الشاحب قطرات العرق تصب على جبينه ، يرتجف جسده من شده ألمه فمدت معصم يدها على فمه تخبره برجاء:
_ياسين.. اصحى.. ارجوك لازم تشرب الدم من جديد
لم تجد منه استجابه فاسترسلت حديثها:
_ياسين انت كده هتموت مش هتتحمل لحد ما الخاله تيجي ارجوك المره دي وبس
زاد الألم بداخلها الكابوس يتكرر عندما لم تجد منه رد اخذت تنتفض لا تعلم ماذا تقول ولكونه فاقد الوعي جعل الأمر أكثر يسر فأخذت تردد بصدق:
_انا عارفه انى السبب في كل حاجه حصلتلك.. وحصلت لعمار حاسه اني موتك هيبقى بسببي زي ما عمار كمان مات بسببي انا معرفش ليه وامتى وازاي..
نزلت دموعها وهي تتابع:
_بس لأول مره ياياسين اخاف عليك مش منك
انا بخاف عليك ياياسين
قالت بنبره هامسه متأثره تطالعه بصدق:
_بخاف عليك أوي
لأول مره من عشر سنين من وقت موت عمار ومن وقت ما مشيت رجعلي احساس ان حد بيخاف عليا ويحميني.. حد مستعد يضحي بنفسه عشاني
شهقت من بين كلماتها:
_ انا اسفه على كل حاجه وحشه حصلتلك بسببي ، انا ماساهتلكش ولا استاهل انك تحفر اسمي على جسمك
تنهدت بمراره تجعلك بتنهيدتها تشعر بمرارة ما مرت بهِ لسنوات:
_مكنتش فاهماك ياياسين.. عمري.. عمري مافهمتك في يوم
وقفت واستدارت تستعد للمغادره تمسح دموعها من على وجنتيها تشعر بالضعف وقله الحيله كانت ستبتعد ولكنه امسك كف يدها ليلطخها بدمائه المتناثره على كف يده استدارت تنظر لكف يده الممسك بمعصمها بأحكام مما جعل عينيها تتسع للضعف وهي تسمعه يقول:
_ماتسبنيش يا”شمسي ”
عادت لها الانفاس من جديد بسماع صوته.. توقفت نبضات قلبها عن الخفقان وتيبس جسدها عن الحركه هل قال “شمسي” حقاً وليس شمس هل انصت لما تفوهت بهِ في لحظه ضعفها .. لم تنطق ببنت شفه بل عادت الى مكانها بجواره تطالع كف يدها الممزوج بدمُه وهو مازال مغمض العينين يقبض بكفه على كفها ظلت تنظر لملامحه لم تعلم كم عدد الساعات التي ظلت بها بجواره حتى دون حركه وأخيراً أخذها النوم الى عالمه
—————(بقلمي ماهي احمد)——————-
موقف لا تحسد عليه” مشيره ” وضعت نفسها بهِ قبل قليل
هي الأن تجلس بالقطار بجانب الشرفه تسترجع لمحات بسيطه مما حدث منذ ساعات:
“دلفت الى غرفتها دون استئذان تلهث من كثره أنفاسها المتقطعه خوفاً عليه فقالت مشيره بنبره تحمل من الخوف والقلق مايكفي:
_صحيح اللي سمعته ده.. ياسين حد رمى عليه مايه نار
جحظت عين الخاله من تهورها ودخولها غرفتها دون استئذان ولكن هذا كان اخر همها الأن فقالت “الخاله” وهي تبتعد من امامها:
_ماتقلقيش يابتي ياسين بخير احنا هانروحله وهنطمنك اول ما نوصل
اعترضت “مشيره” بعصبيه تهرول خلفها:
_أنا مش هفضل مستنيه هنا انا جايه معاكي ياخاله
صعدت الخاله السياره فنادت “زهره” على الطبيب:
_علي
طالعها بعدم اهتمام قائلاً:
_مش وقته يازهره انا لازم امشي حالاً
جلس الطبيب على مقعد السائق بينما مشيره تترجى “الخاله” من خلف الزجاج:
_ارجوكي ياخاله خديني معاكي انا مش هقدر اقعد هنا دقيقه واحده وهو هناك
فردت الخاله بحزم:
_لو كان ينفع كنت اخدتك هو بخير ما تقلقيش
لم تجد مشيره حل سوا الصعود بالمقعد الخلفي رغماً عنها اغلقت الباب وهي تقول بعيون دامعه:
_اسفه بس مش قادره
أشار “الطبيب” للخاله برأسه مطمئناً لها:
_ماتخافيش ياخاله هنلاقيلها حل
استغربت مشيره من جملته فأشارت الخاله بعينيها “للطبيب”:
_اطلع ياعلي
افاقت من شرودها على حديث الطبيب:
_يلا يامشيره وصلنا القاهره
—————-(بقلمي ماهي احمد)———————
طالعه بغـ ـضب لم يتركه الا حين سمع كلماته:
_يافريد بيه افهمني والله انا كنت عارف ان الواد ده وراه حاجه أنتَ ماشوفتش اللي انا شوفته في القطر
_أنتَ حمــــار وغبي كمان.. بقى ترمي عليها مايه نار
استدار يضـ ـرب كف يده بالأخر دون تصديق:
_افرض كانت جت فيها وهو مالحقهاش ، افرض كان حصلها حاجه ولا عمرك كان هيكفيني اني انتقم منك ياخالد الكلب.. انا قولت اخرك هتوهشها بالموتوسيكل هتعمل نفسك هتخبط فيها ولو ما جاش هتفديها لكن مايه نار انت اكيد مجنون
فتحدث هو ببرود يطغى على كلامه:
_واهي ماجتش فيها.. وانا متأكد انها مكانتش هتيجي فيها انا مارمتش مايه النار الا لما شوفته من بعيد وهو بيبص عليها فتحت الأزازه لاقيتلك حاجه بطير مابتجريش سرعته رهيبه قبل ما رمي المايه في اقل من رمشه العين كان عندها وهو ده اللي احنا عايزينه ياباشا
_بس افرض
بتر خالد جملته:
_مافرضش اللي عايزينه وحصل والفيديو واخدناه وهي مجرلهاش حاجه يبقى ايه لازمه اللي حضرتك بتعمله ده كله.. والله انا ما ستاهل منك ده كله يافريد بيه
تنهد بغضب يشير بيده قائلاً:
_هات وريني الڤيديو
أشار بكف يده معترضاً:
_مش قبل ما نتفق على حلاوتي
مش لما اشوفه الأول ياحيوان أنتَ
كانت هذه جمله “فريد” فاعترض عليها “خالد”:
_وليه الغلط ده بس يافريد باشا خلينا حبايب والفيديو مش هتشوفه الا لما نتفق على حلاوتي
اخرج فريد دفتر الشيكات من درجه الخاص قائلاً:
_عايز كام اخلص
مش هقبل اقل من نص ارنب
نعم ياروح امك
قالها بصوت مرتفع من صدمته فسمع صوت والدته من الخارج:
_في ايه يافريد بابا كده مش هيعرف ينام
صك على اسنانه وتحدث من بينهما:
_أنتَ بتساومني ياخالد
رفع اصبعه يشير مؤكداً:
_وعزة جلال الله ابداً.. ده بس من عشمي فيك
ضغط” فريد “بأسنانه على شفته السفليه قائلاً بعدم رضا:
_ماشي
حرر له الشيك وأخذ هاتفه ينظر الى الفيديو بغضب فوجد سرعته الرهيبه وهو يحتضنها ولكن من حظ”ياسين”، بأن من كثره سرعته لم تضح ملامحه بالفيديو وعند احتضانها فالمصور التقط له الفيديو من ظهره فلم تظهر ملامحه ابداً
طالعه ” فريد ” قائلاً:
_ده ملامحه مش باينه انت بتستهبل.. هات الشيك
فابتسم “خالد” بسمه خبيثه:
_بس تقدر تساومها بي.. هات الشيك ياباشا ومبروك الجوازه
——————-(بقلمي ماهي احمد)—————-
صباح جديد ولكنه مختلف نقرت “ساره” على الغرفه برويه فلم تجد رد فتحت الباب لتجدها غارقه بنومها ممسكه بكف يده يلطخ دمه كفها دلف “يزن” خلفها سائلاً:
_بتعملي ايه؟
أشارت على فمها بالهدوء
_هوووووش هتصحيهم
انا برضوا اللي هصحيهم مش عيب كده
لم تهتم “ساره” بحديثه وأخرجت هاتفها من جيب سترتها تلتقط لأيديهم المتشابكه صوره تذكاريه فابتسمت وهي تنظر للصوره ببسمه عريضه:
_sooo cute
عايزين نتصور صوره زيها تبقى سايح في دمك كده ومش سايبين ايد بعض ونخلي حد يصورنا
ابتسم “يزن” بغير تصديق وهو يقول:
_والله أنتِ مجنونه
صدح صوت رنين الباب فاستيقظت “شمس” مسرعه فخبأت ساره هاتفها على الفور فهتف “يزن” وهو يسرع بفتح الباب:
_دي اكيد الخاله
جذبت “شمس” يدها من كف يده تشعر بلزوجه دمائه على كفها طالعت ساره قائله :
_اما مش عارفه نمت ازاي
كان لازم تنامي عشان ترتاحي اللي حصل امبارح مش شويه
وقفت بجواره واول شىء فعلته هو الشعور بمعصم يده لتجده مازال ينبض فشعرت بالراحه على الفور دخل “الطبيب علي” يهرول بالدخول الى الغرفه يأمر يزن بقوله:
_خللي مشيره بره ماتخلهاش تدخل الأوضه يايزن مهما حصل
وقفت” شمس” بجوار الطبيب فبدأ بسؤاله:
_بقاله قد كام ساعه بالظبط وهو كده
اجابت “شمس” باهتمام:
_مش اقل من سبع ساعات
اشار الطبيب بعينيه للخاله فأردف قائلاً:
_كله يطلع بره مش عايز حد في الأوضه
خرج الجميع وهمت ” شمس “بالخروج فأوقفتها الخاله قائله:
_ اقفلي الباب وراهم وتعالي عايزاكي ياشمس
اغلقت الباب خلفهم تنتظر سيل الأسئله ولكن فعلت” الخاله” عكس المتوقع:
_هاتي أيدك
مدت “شمس” يدها مستسلمه لها فأخرجت “الخاله” أظافرها وجرحت معصم يدها تألمت بصمت فأخذت الخاله بضع قطرات من د مائها بداخل زجاجه بها عشبه الأصيص رجتها سريعاً بكلتا يديها الأثنتان تمزج دما ئها جيداً بها استغربت “شمس” ممما تفعله الخاله مدت كف يدها تعطي الزجاجه “للطبيب” تنظر له بعيون راجيه:
_ادعي بس انه يفلح ياعلي
اشار “الطبيب” بعينيه يتنهد على أمل ان يفلح مزيجهما فألقى المزيج على ظهر “ياسين” برويه حتى سمعوا صرخاته كما امتزج البنزين بالنار شعر بألم شديد لا يصفه كلمات مازالت صرخته ترج الأجواء حتى عاد جلده من جديد ببطء شديد
سمعت مشيره صرخاته بالكامل حاولت الدخول ولكن منعها “يزن” فقالت:
_انت بتمنعني انا ليه؟ انا احق بي منها انا خطيبته وهبقى مراته انما هي تقربله ايه؟
خرجت الخاله من الداخل تستند على عصاها وخلفها الطبيب وشمس:
_سيبوه يرتاح هيفوق كمان شويه
انتوا عملتوا في ايه؟ اانا عايزه اشوفه
فرد الطبيب برجاء:
_اقعدي يامشيره هتشوفيه ماتقلقيش ياسين مافيهوش حاجه
ازاي دي غدير كانت بتقول ان في مايه نار
بتر حديثها الطبيب قائلاً:
_ولا مايه نار ولا حاجه غدير عيله مافهمتش الكلام كويس مجرد حرق في ضهره بسيط والخاله حطيتله مرهم هي اللى عملاه بنفسها من اعشاب طبيعيه هيخليه يقوم بسرعه ماتقلقيش
_بان الكذب في نبرته ولكنها اضطرت ان توافقه على ما قاله فكل همها الأن هو ان تراه امامها من جديد:
الهجينه 💕
الفصل الثامن والاربعون من الجزء التاني
البيدچ الاصليه حكآآيآآت مآآهي
بقلمي مآآهي آآحمد
📌حبايبي مواعيد الروايه كل جمعه ان شاء الله وعايزه اقول للي لسه مكمل معايا بعد موت عمار شكراً من كل قلبي لثقتكم فيا ودعمكم ليا.. والوشم اللي على كتف “ياسين” هتلاقوا في اول كومنت
يلا نبدأ نقول بسم الله ونصلي على حبيب الله وارجوكم ادعوا لاهل غزه ماتنسهمش في دعائكم مش مهم تدعوا وتكتبوا كومنت كفايه جدا تدعوا ليهم من قلوبكم
——————(بقلمي ماهي احمد)—————–
لما الخوف وهو هُنا!!
حينما تهجم علينا موجه حاره وينقذنا نسمات هواء بارده تنعش أرواحنا قبل أجسادنا و تشعرنا بالحياه من جديد ذلك الشعور المحبب لأنفسنا هو ما اصابها حين وجدت “ياسين” يضمها بكلتا ذراعيه يخبأها بداخله من شرور العالم أجمع حاوطت عيناه عيناها وهي مازالت تطالعه تصدح في اذنها اخر كلماته وهو يقول بنبره متقطعه وكأن قلبه ضاق صدره عليه
“اطمني.. أنتِ بخير ياشمس” كانت تطالع عينيه بقلب وجل وأتتها الصدمه التى سـ ـرقت أنفاسها أثناء رؤيته بهذا الضعف شموخه وكبرياؤه الذي قابلته منذ قليل تبخر ، تريد “شمس” قول شىء ولكن الصوت تم اسره داخلها وكأن الارض لا تستطيع حملها .. طالعها ينظر الى غابات عيناها الخضراء يرى انعكاس صورته فيها نطقت عيناها قبل لسانها:
_بس أنتَ مش بخير ياياسين
حاول الثبات امامها ولكن خانه جسده حين مال برأسه عليها فاقداً للوعي خانه كل عضو حتى عيناه لم يستطع فتحهما وكأنهما جبلين لا يستطيع تحريكهما فضمته هي صارخه حتى شق صراخها الأجواء شقاً:
_ياســـين
صدحت صرخاتها بالمكان سمع “يزن” صوت صراخها فكان يتقدمهما ببضع طرقات نظر كلاً من “ساره “و”يزن ” الى بعضهما البعض باستغراب فنطق بذعر وقد سمع نبرتها التي تدل على انهيارها:
_ده صوت شمس
عاد وهو يهرول يركض بين الطرقات حتى وجده يستند برأسه على كتفها فاقد للوعي تحاول بكل ما أوتيت من قوه إن تصبح هي مسنده وملجأه طالعهما “يزن” بذهول فأتت ساره تهرول من خلفه لا تصدق ما تراه عينيها تحاوط الدماء جسده بالكامل سترته الممزقه من الخلف تستطيع رؤيه جلده المحترق شهقت “ساره” بغير تصديق وهي تغلق عيناها من بشاعه المنظر فتحدث يزن بشفه مرتعشه
_حصل اي ياشمس؟
لم تستطع الجواب بسبب ذعرها وهي لم ترى ما اصابه حتى الأن فكيف لو رأت؟
هو الأن يستند بوجههُ عليها وبالرغم من عدم رؤيتها لجراحه فقد شعر قلبها بألامه اصبحت دموعها حبيسة عيناها.. مع اصفرار وجهها.. وخفقان قلبها.. بكت أكثر وهي تنظر الى كليهما فصاح “يزن” بغضب ناتج عما رأه:
_انطقي ياشمس ياسين حصله ايه؟
ارتعدت اوصالها محاوله تجميع كلماتها وشتات نفسها:
_امسكه معايا بسرعه عشان نوديه المستشفى
وقف “يزن” بجانبه يمد ذراعه على كتفه حتى يستند عليهِ فأصبح “ياسين” بالمنتصف بينه وبين “شمس” فاقد وعيه تماماً أخذ يمد بخطواته مستفسراً :
_جرحه ما بيلمش ليه؟
اشار لـ “ساره” بعينيه:
_ساره بسرعه وقفي تاكسي
تجمدت “ساره “من رؤيته هكذا فجـ ـراحه
خطـ ـيره فصـ ـرخ بها “يزن” وهو يمد بخطوته:
_ســـــاره
فاقت على ندائه المستغيث وانتبهت لكلماته:
_حاضر.. حاضر
هرولت على الطريق تشير بيدها لسياره اجره فأوقفتها على الفور:
_بسرعه شويه ارجوك اقرب مستشفى
كانت هذه جمله “شمس “وهي تشعر بأن جسدها كتله من الثلج.. فاعترض” يزن” على وجهتها يأمر سائق الاجره قائلاً:
_المعادي ارجوك
التقت نظراتها بنظرات “يزن” فأشار برأسه على أن تطاوعه فيما قاله ابتلعت ريقها واشارت بالأيجاب بعينين ظهرا فيهما اثر البكاء جلياً مرت الدقائق بطيئه في سياره الأجره وهو يستند برأسه على فؤادها كادت نبضات قلبها ان تشق صدرها من شده خفقانها تتذكر لمحات مما حدث بالماضي وكأن تلك الليله اقسمت ان تتكرر الأن عند رؤيه “عمار”والد ماء تتناثر من جسده و”ياسين” الان كل انش بجسده يقسم انه لن يلتئم بعد الأن.. بكت وهي شارده ترى حالته هكذا فنطق “يزن” بصوت استطاعت ان تلتقطه سريعاً:
_يلا ياشمس اسنديه عليا وصلنا
————————————–
_يا أنسه.. يا انسه قولتلك حاسبي
كان يقول كلماته وهو ينفض يده جراء اصطدامه بها فانحنت “غدير” تقبض على دراجتها بكفيها تقول بنبره شبه باكيه:
_انا بجد اسفه مش عارفه ازاي ما اخدتش بالي
اشار بكف يده محاولاً ان يوقف دموعها الحبيسه:
_ لا لا لا.. مالهوش لازمه العياط انا كويس
طيب وانا مالي تبقى كويس ولا لاء المهم العجله
اندهش الشاب ونطق بضحكه واسعه:
_يعني أنتِ كل اللي يهمك العجله ومش مهم اللى خبطتي فيه يولع
جلست القرفصاء تعدل سير دراجتها:
_ما أنتَ كويس اهوه .. المهم العجله ده انا بروح بيها في كل حته في القريه
رفع “الشاب” حاجبه باستنكار وهو يسأل:
_طيب هتعرفي تصلحيها ولا اصلحها انا
فاتسعت ضحكتها تظهر جلياً على وجهها وهي تقول:
_أنتَ بتعرف تصلح عجل
فأشار برأسه بالأيجاب:
_أيوه
ضربت بيدها على مقعد الدراجه بخفه وهي تصيح:
_طب مستني ايه ما تصلحها
تحرك “الشاب” حتى اصبح امام “غدير” وهي تنظر بترقب حتى سألته:
_أنتَ وقفت ليه؟
وسعي عشان اصلحها
كانت هذه اجابته على سؤالها فتنحت هي جانباً أمسك سير الدراجه فوجده قد تهالك ناهيك عن اطار الدراجه الاماميه فقد تمزق بالفعل فطالعها يخبرها بالتالي:
_العجله اتهرست اوبقى هاتيها بكره المحل عشان الحم الكاوتش بتاعها واركبلها سير جديد
فقالت دون تردد سائله:
_أنتَ عجلاتي
هز رأسه قائلاً بعينين لمع فيهم انفعاله:
_اه عجلاتي
استدار يعطيها ظهره فأوقفته كلماتها بقولها:
_طب استنى أنتَ رايح فين أنا مش هعرف اشيلها لوحدي ممكن تاخدها معاك وتعرفني فين المحل بتاعك واجيلك اخدها منك بكره
كادت أن تنهي كلماتها حتى وقعت على مسامعها أصوات الكلاب أتيه من بعيد خفق قلبها بسبب الرعب الذي دب بهِ فابتسم هو على حالها سائلاً اياها بهدوء:
_أنتِ ساكنه فين؟
ليه؟
اجابت دون تردد بتهكم فقبض هو على دراجتها يحملها بين يديه:
_عشان اوصلك ولا تحبي اسيبك هنا للكلاب يمصمصوكي
ابتسمت هي بخبث تسير بجواره في الطريق:
_يمصمصوا مين يااستاذ ده انا طول عمري متربيه مع ذئاب مش كلاب
ضم حاجبه باستغراب مما قالته فتوترت هي مما تفوهت به دون قصد فوقف سائلاً اياها:
_نعم ، ذئاب ازاي يعني
هربت من سؤاله عندما وجدت نفسها أمام منزل الصاوي:
_ده بيتنا
جحظت عيناه وهو ينظر للمنزل من بعيد بأعجاب شديد:
_أنتِ من عيله الصاوي؟
هزت رأسها بالأيجاب دون حديث ولكن ببسمه واسعه تعتليها الفخر فرد هو ناطقاً بما يتمناه:
_يابختك
وقعت على مسامعها صوت “حسان” يناديها من بعيد عل صوته يصل لها:
_غدير
استدارت بجوارها تسترسل حديثها معه:
_مش هتقولي فين المحل بتاعك عشان اجي اخدها منك بكره
اجابها وهى تراه يبتعد عنها:
_المحل بره القريه على الطريق بعد البوابه
ابتسمت لهُ تطالع “حسان” يقترب منها سائلاً اياها:
_روحتي فين؟
تجاوزته تبتعد عنه تطأ قدميها درج المنزل:
_مالكش دعوه أنتَ مش اخويا ولا مسؤول عني عشان تسألني روحت فين
كاد أن ينطق ولكنه صمت عن الحديث فجأه عند سماعه صوت الطبيب قادم من خلفه يتحدث بنبره قلقه بالهاتف ناطقاً بقوله:
_اوعى يايزن توديه المستشفى لو راح المستشفى جرحه هيلم بأسرع من العاده وهناك هيعرفوا حقيقته
صمت لثواني يستمع الى حديث يزن قائلاً:
_خليك معايا امي لازم تعرف اكيد عندها حل
دلف “الطبيب” الى غرفتها للمره الأولى دون استئذان فنطقت بما اصمته لثواني:
_ولدي مش بخير مش كده ياعلي
ابتلع ريقه يطالعها بنظرات مطمئنه لعل يبعث بقلبها جزء من الطمأنينه فالتقطت منه الهاتف مسرعه تجيب قائله على المكالمه:
_انا جايه “ياسين” مابقاش زي الاول يا “يزن” حافظ عليه وانا مسافه الطريق وابقى عندكم
—————————
أمطرت السماء بقطرات خفيفه فجأه بدون إنذار ، وكأنها تحمل إشارة معها أن الأمر قادر أن يتغير في لحظة حتى و إن بدا عكس ذلك ..
لم يكد يصدق “بربروس” عيناه فكيف لها أن تمطر حتى لو كانت قطرات خفيفه في هذا الوقت من السنه فهما الان بأواخر شهر أغسطس ابتسمت “مارال” لهُ تطالعه ببسمه حانيه:
_ بيقولوا المطي خيى
فنطق قلبه قبل لسانه:
_وهل هناك خير اكثر من موافقتك على زواجنا أشعر الأن بأن القادم افضل بأذن الله فلا تعلمين كيف تخطيت العديد لأجلك
رفعت رأسها تطالعه بحب:
_واتخطيت ازاي؟
فابتسم ابتسامه أظهرت جمال ملامحه:
_تأقلمت بصمت مع أخفاء القاف
طالعته تنظر من حولها بريبه بعدما ابتسمت قائله:
_بعد الشي عليك من الألم
اقتربت منه مسرعه تضع قبله خاطفه على ثغره
فمدت كف يدها تأخذ منه حقيبتها التي حملها لها طوال الطريق يراها تبتعد عنه تدخل الى الحاره وقف هو متجمداً بمكانه كاد أن يقف قلبه جراء قبلتها المفاجأه لهُ ثم وضع كفه على ثغره مكان موضع القُبله بإبتسامه حانيه سرعان ما انمحت هذه الابتسامه من على وجه ُ وكأنه تذكر شيئاً بعدما سلبت عقله بقبلتها المفاجئه لهُ أخذ يمسح بكف يده مسرعاً على ثغره قائلاً:
_استغفر الله
—————–(بقلمي ماهي احمد)——————–
اغلق يزن “الهاتف” فسألته ساره على الفور:
_هــا.. الخاله قالتلك ايه؟
وضع الهاتف على المنضده وهو يجلس على المقعد الأمامي لها:
_زي ما انا قولت ما نودهوش المستشفى
انا مش فاهمه يايزن هنسيبه كده ليه؟ أنتَ مش شايف ضهره عامل ازاي؟ وجرحه؟ جرحه مابيلمش
طالعت “ساره” شمس الصامته ترى دموعها محبوسه بداخل عينيها:
_انطقي ياشمس قولي حاجه
بتر “يزن” حديثها يجاوبها على اسئلتها الكثيره:
_شمس عارفه كويس اوي ان لو راح المستشفى مش هيرجع لأن اي حد هيكشف عليه هيعرف انه مش طبيعي زينا والعيون كلها هتبقى عليه وهيكتشفوا حقيقته
استدارت “شمس” بجسدها تطالعه بنظره راجيه بانت على عيناها بصدق:
_يزن.. انا مش هقدر معملش حاجه لحد ما الخاله تيجي لو عندك شنطه الاسعافات ياريت تجيبهالي بسرعه
مسح وجهه بضيق نافياً وهو يقول:
_للأسف معنديش هنزل اجيبها بس لما ارجع هتحكيلي ايه اللي حصل ياشمس
استدار “يزن” بجسده فتركت “ساره” مقعدها وقد ارتفع صوتها:
_استنى يا يزن خدني معاك
اغلقت “ساره” الباب خلفها بينما هي شعرت بالريبه مما حدث اما عنه فكان يتأوه من داخل غرفته بألم يتأوه بألم كالطفل الصغير التي تصاحبه الحمى ويرتجف كمن خانته الحياه طول عمره.. فأسرعت اليهِ تقف على باب الغرفه لم تستطع أن تطأ قدماها غرفه “عمار” التي كانت تحتويه لسنين هي نفس الغرفه التي تحتوي “ياسين” تجمدت قدماها عند الباب تطالعه من بعيد حريصه على عدم اصدار صوت ..مازال فاقد لوعيه نائم على وجهه يدهُ تتدلى للأسفل ما زالت سترته الممزقه ملتصقه بجسده ممزوجه بجراحه فتعالت تأوهاته قليلاً أجبرت نفسها على الدخول أخذت تطالع الغرفه باستغراب لم ترى غرفه “عمار” من قبل اقتربت منه تحاول انتزاع سترته فلم تنجح اخذت تبحث بعينيها عن اي شىء تستطيع ان تمزق به سترته فتحت الأدراج حتى وجدت المقص وبجانبه صوره فوتوغرافيه الى “عمار “يبتسم بها ابتسامه بسيطه ممسك بخوذته بكفه ، دمعت عيناها على فقده فاستدارت بجسدها تطالع ذلك الفاقد لوعيه لتجد الشبه بينهما كبير للغايه طالعت الصوره من جديد انحنت لتجلس على ركبتها ارضاً جوار الفراش ثم اقتربت بوجهها منه وبكفها صوره عمار كيف لها الا ترى الشبه بينهما الى هذا الحد من قبل فملامحهما اذا امعنت التدقيق ستجدها واحده
امعنت التدقيق اكثر في صوره عمار تنظر الى فروه رأسه وشعره الكثيف لتجد وحمه بين خصلات شعره ارتفعت يدها ببطء رغبت وبشده في تمرير اصابعها بين خصلات شعر”ياسين” كادت تمدها للمس شعره لترى نفس الوحمه بوضوح فسمعت صوته قائلاً بهمس شديد مغمض العينين دون وعي ناطقاً بأسمه :
_عمَـــــار
انتفض جسدها ونزُعت الطمأنينه من داخلها وصل صوته لها هامساً وناعس ، ابتعدت عنه تضع صورة “عمار” في الدرج مره أخرى حتى وصل
يزن اخيراً ومعه كل ما تحتاجه لتضميد جرحه او على الأقل فعل ما تستطيع فعله فوقع على مسامعها قول يزن:
_شمس انا جيبت كل حاجه طلبتيها
مدت كف يدها تأخذ منه الشاش والقطن تطلب منه قائله:
_يزن حاول معايا عشان نقلعه الچاكيت بس بالراحه
استجاب يزن لطلبها يستدير حول الفراش ينتزع سترته ببطىء شديد فوجدت “ساره” بأن جلده ممتزج بالچاكيت لم تتحمل رؤيه ذلك فقالت مستنفره:
_انا اسفه ياجماعه بس انا مش قادره اشوف المنظر ده انا هطلع بره
التقطت “شمس” المقص بجوارها تقص سترته حريصه الا تجرحه واخيراً استطاعوا نزع سترته من على جسده ببطء فأمعن “يزن” النظر على كتفه قائلاً:
_اي ده؟
مالت بوجهها قليلاً فوقع على مسامعها كلمات “يزن” وهو يقرأ ما على جسده:
_ “ياريت كل الناس”
التقط بأصبعه طرف سترته الداخليه الموجوده على كتفه ليستطيع تكمله الجمله فانقطعت الكهرباء قبل أن يستكمل قرائتها فنطقت ساره من الخارج بقلق:
_يزن النور قطع
ليرد هو قائلاً بصوت مرتفع قليلاً:
_ماتخافيش انا جاي
وجه حديثه لشمس وهو يقول:
_هجيب شمع واجي
اشارت برأسها بالموافقه تقترب من ياسين أكثر لم تكن خطاها ثابته لم تكن هي نفسها متزنه كل ما تشعر به الان يخل بتوازنها ولكن حثها فضولها على استكمال الجمله المحفوره على كتفه رفعت اصابعها تزيح سترته الداخليه من على كتفه فهي تستطيع ان ترى جيداً بالظلام الحالك كما علمها وهي صغيره فاستكملت بقيت الجمله “ياريت كل الناس” ومن ثم وشم للشمس مرسوم على كتفه فقرأتها تبتسم ابتسامه حانيه
“ياريت كل الناس شمس” اغمضت عينيها بتأثر رفعت اصابعها تمررها على جملته المحفوره بداخل كتفه لمسات حانيه بأمان مس قلبه بالرغم من فقدانه وعيه شعرت بأرتعاشه جسده من لمستها البسيطه لهُ فعاد “يزن” مسرعاً بالشموع المشتعله يقول وهو يثبتها على المنضده:
_ كده تمام اوي ثبت الشمع كويس.. خلاص خلصتي ولا لسه؟
اشارت برأسها بالأيجاب، فتبع سؤاله بأخر:
_مش محتاجه اساعدك في حاجه
لم تعطه أجابه، بل توجهت الى الشرفه قطرات المطر مع أنها قطرات بسيطه ولكنها بعثت الطمأنينه بداخل قلبها مدت كف يدها من بين الشيش الخشبي تحاول التقاط بعض حبيبات المطر التى هبطت على غير ميعاد يبدو عليها الارهاق رمقتها “ساره” بأشفاق هي لا تعلم ما حدث ولكن المعاناه تظهر جليه على وجهها فاحتضنت “ساره” كف “يزن” تجذبه للخارج موجهه حديثها لشمس:
_ لو احتاجتي اي حاجه ياشمس احنا بره
اغلقت الباب خلفها بهدوء فظلت هي تتابع ضي القمر بصمت شارده بما يشغل تفكيرها لاح في ذهنها ما حدث قبل ذلك يوم مقتل عمار بعدما فقد حياته لأجلها وكذلك ياسين كاد يفقد حياته هو الأخر من اجلها عادت اليه مره اخرى
انحنت على ركبتيها تطالع وجهه الشاحب قطرات العرق تصب على جبينه ، يرتجف جسده من شده ألمه فمدت معصم يدها على فمه تخبره برجاء:
_ياسين.. اصحى.. ارجوك لازم تشرب الدم من جديد
لم تجد منه استجابه فاسترسلت حديثها:
_ياسين انت كده هتموت مش هتتحمل لحد ما الخاله تيجي ارجوك المره دي وبس
زاد الألم بداخلها الكابوس يتكرر عندما لم تجد منه رد اخذت تنتفض لا تعلم ماذا تقول ولكونه فاقد الوعي جعل الأمر أكثر يسر فأخذت تردد بصدق:
_انا عارفه انى السبب في كل حاجه حصلتلك.. وحصلت لعمار حاسه اني موتك هيبقى بسببي زي ما عمار كمان مات بسببي انا معرفش ليه وامتى وازاي..
نزلت دموعها وهي تتابع:
_بس لأول مره ياياسين اخاف عليك مش منك
انا بخاف عليك ياياسين
قالت بنبره هامسه متأثره تطالعه بصدق:
_بخاف عليك أوي
لأول مره من عشر سنين من وقت موت عمار ومن وقت ما مشيت رجعلي احساس ان حد بيخاف عليا ويحميني.. حد مستعد يضحي بنفسه عشاني
شهقت من بين كلماتها:
_ انا اسفه على كل حاجه وحشه حصلتلك بسببي ، انا ماساهتلكش ولا استاهل انك تحفر اسمي على جسمك
تنهدت بمراره تجعلك بتنهيدتها تشعر بمرارة ما مرت بهِ لسنوات:
_مكنتش فاهماك ياياسين.. عمري.. عمري مافهمتك في يوم
وقفت واستدارت تستعد للمغادره تمسح دموعها من على وجنتيها تشعر بالضعف وقله الحيله كانت ستبتعد ولكنه امسك كف يدها ليلطخها بدمائه المتناثره على كف يده استدارت تنظر لكف يده الممسك بمعصمها بأحكام مما جعل عينيها تتسع للضعف وهي تسمعه يقول:
_ماتسبنيش يا”شمسي ”
عادت لها الانفاس من جديد بسماع صوته.. توقفت نبضات قلبها عن الخفقان وتيبس جسدها عن الحركه هل قال “شمسي” حقاً وليس شمس هل انصت لما تفوهت بهِ في لحظه ضعفها .. لم تنطق ببنت شفه بل عادت الى مكانها بجواره تطالع كف يدها الممزوج بدمُه وهو مازال مغمض العينين يقبض بكفه على كفها ظلت تنظر لملامحه لم تعلم كم عدد الساعات التي ظلت بها بجواره حتى دون حركه وأخيراً أخذها النوم الى عالمه
—————(بقلمي ماهي احمد)——————-
موقف لا تحسد عليه” مشيره ” وضعت نفسها بهِ قبل قليل
هي الأن تجلس بالقطار بجانب الشرفه تسترجع لمحات بسيطه مما حدث منذ ساعات:
“دلفت الى غرفتها دون استئذان تلهث من كثره أنفاسها المتقطعه خوفاً عليه فقالت مشيره بنبره تحمل من الخوف والقلق مايكفي:
_صحيح اللي سمعته ده.. ياسين حد رمى عليه مايه نار
جحظت عين الخاله من تهورها ودخولها غرفتها دون استئذان ولكن هذا كان اخر همها الأن فقالت “الخاله” وهي تبتعد من امامها:
_ماتقلقيش يابتي ياسين بخير احنا هانروحله وهنطمنك اول ما نوصل
اعترضت “مشيره” بعصبيه تهرول خلفها:
_أنا مش هفضل مستنيه هنا انا جايه معاكي ياخاله
صعدت الخاله السياره فنادت “زهره” على الطبيب:
_علي
طالعها بعدم اهتمام قائلاً:
_مش وقته يازهره انا لازم امشي حالاً
جلس الطبيب على مقعد السائق بينما مشيره تترجى “الخاله” من خلف الزجاج:
_ارجوكي ياخاله خديني معاكي انا مش هقدر اقعد هنا دقيقه واحده وهو هناك
فردت الخاله بحزم:
_لو كان ينفع كنت اخدتك هو بخير ما تقلقيش
لم تجد مشيره حل سوا الصعود بالمقعد الخلفي رغماً عنها اغلقت الباب وهي تقول بعيون دامعه:
_اسفه بس مش قادره
أشار “الطبيب” للخاله برأسه مطمئناً لها:
_ماتخافيش ياخاله هنلاقيلها حل
استغربت مشيره من جملته فأشارت الخاله بعينيها “للطبيب”:
_اطلع ياعلي
افاقت من شرودها على حديث الطبيب:
_يلا يامشيره وصلنا القاهره
—————-(بقلمي ماهي احمد)———————
طالعه بغـ ـضب لم يتركه الا حين سمع كلماته:
_يافريد بيه افهمني والله انا كنت عارف ان الواد ده وراه حاجه أنتَ ماشوفتش اللي انا شوفته في القطر
_أنتَ حمــــار وغبي كمان.. بقى ترمي عليها مايه نار
استدار يضـ ـرب كف يده بالأخر دون تصديق:
_افرض كانت جت فيها وهو مالحقهاش ، افرض كان حصلها حاجه ولا عمرك كان هيكفيني اني انتقم منك ياخالد الكلب.. انا قولت اخرك هتوهشها بالموتوسيكل هتعمل نفسك هتخبط فيها ولو ما جاش هتفديها لكن مايه نار انت اكيد مجنون
فتحدث هو ببرود يطغى على كلامه:
_واهي ماجتش فيها.. وانا متأكد انها مكانتش هتيجي فيها انا مارمتش مايه النار الا لما شوفته من بعيد وهو بيبص عليها فتحت الأزازه لاقيتلك حاجه بطير مابتجريش سرعته رهيبه قبل ما رمي المايه في اقل من رمشه العين كان عندها وهو ده اللي احنا عايزينه ياباشا
_بس افرض
بتر خالد جملته:
_مافرضش اللي عايزينه وحصل والفيديو واخدناه وهي مجرلهاش حاجه يبقى ايه لازمه اللي حضرتك بتعمله ده كله.. والله انا ما ستاهل منك ده كله يافريد بيه
تنهد بغضب يشير بيده قائلاً:
_هات وريني الڤيديو
أشار بكف يده معترضاً:
_مش قبل ما نتفق على حلاوتي
مش لما اشوفه الأول ياحيوان أنتَ
كانت هذه جمله “فريد” فاعترض عليها “خالد”:
_وليه الغلط ده بس يافريد باشا خلينا حبايب والفيديو مش هتشوفه الا لما نتفق على حلاوتي
اخرج فريد دفتر الشيكات من درجه الخاص قائلاً:
_عايز كام اخلص
مش هقبل اقل من نص ارنب
نعم ياروح امك
قالها بصوت مرتفع من صدمته فسمع صوت والدته من الخارج:
_في ايه يافريد بابا كده مش هيعرف ينام
صك على اسنانه وتحدث من بينهما:
_أنتَ بتساومني ياخالد
رفع اصبعه يشير مؤكداً:
_وعزة جلال الله ابداً.. ده بس من عشمي فيك
ضغط” فريد “بأسنانه على شفته السفليه قائلاً بعدم رضا:
_ماشي
حرر له الشيك وأخذ هاتفه ينظر الى الفيديو بغضب فوجد سرعته الرهيبه وهو يحتضنها ولكن من حظ”ياسين”، بأن من كثره سرعته لم تضح ملامحه بالفيديو وعند احتضانها فالمصور التقط له الفيديو من ظهره فلم تظهر ملامحه ابداً
طالعه ” فريد ” قائلاً:
_ده ملامحه مش باينه انت بتستهبل.. هات الشيك
فابتسم “خالد” بسمه خبيثه:
_بس تقدر تساومها بي.. هات الشيك ياباشا ومبروك الجوازه
——————-(بقلمي ماهي احمد)—————-
صباح جديد ولكنه مختلف نقرت “ساره” على الغرفه برويه فلم تجد رد فتحت الباب لتجدها غارقه بنومها ممسكه بكف يده يلطخ دمه كفها دلف “يزن” خلفها سائلاً:
_بتعملي ايه؟
أشارت على فمها بالهدوء
_هوووووش هتصحيهم
انا برضوا اللي هصحيهم مش عيب كده
لم تهتم “ساره” بحديثه وأخرجت هاتفها من جيب سترتها تلتقط لأيديهم المتشابكه صوره تذكاريه فابتسمت وهي تنظر للصوره ببسمه عريضه:
_sooo cute
عايزين نتصور صوره زيها تبقى سايح في دمك كده ومش سايبين ايد بعض ونخلي حد يصورنا
ابتسم “يزن” بغير تصديق وهو يقول:
_والله أنتِ مجنونه
صدح صوت رنين الباب فاستيقظت “شمس” مسرعه فخبأت ساره هاتفها على الفور فهتف “يزن” وهو يسرع بفتح الباب:
_دي اكيد الخاله
جذبت “شمس” يدها من كف يده تشعر بلزوجه دمائه على كفها طالعت ساره قائله :
_اما مش عارفه نمت ازاي
كان لازم تنامي عشان ترتاحي اللي حصل امبارح مش شويه
وقفت بجواره واول شىء فعلته هو الشعور بمعصم يده لتجده مازال ينبض فشعرت بالراحه على الفور دخل “الطبيب علي” يهرول بالدخول الى الغرفه يأمر يزن بقوله:
_خللي مشيره بره ماتخلهاش تدخل الأوضه يايزن مهما حصل
وقفت” شمس” بجوار الطبيب فبدأ بسؤاله:
_بقاله قد كام ساعه بالظبط وهو كده
اجابت “شمس” باهتمام:
_مش اقل من سبع ساعات
اشار الطبيب بعينيه للخاله فأردف قائلاً:
_كله يطلع بره مش عايز حد في الأوضه
خرج الجميع وهمت ” شمس “بالخروج فأوقفتها الخاله قائله:
_ اقفلي الباب وراهم وتعالي عايزاكي ياشمس
اغلقت الباب خلفهم تنتظر سيل الأسئله ولكن فعلت” الخاله” عكس المتوقع:
_هاتي أيدك
مدت “شمس” يدها مستسلمه لها فأخرجت “الخاله” أظافرها وجرحت معصم يدها تألمت بصمت فأخذت الخاله بضع قطرات من د مائها بداخل زجاجه بها عشبه الأصيص رجتها سريعاً بكلتا يديها الأثنتان تمزج دما ئها جيداً بها استغربت “شمس” ممما تفعله الخاله مدت كف يدها تعطي الزجاجه “للطبيب” تنظر له بعيون راجيه:
_ادعي بس انه يفلح ياعلي
اشار “الطبيب” بعينيه يتنهد على أمل ان يفلح مزيجهما فألقى المزيج على ظهر “ياسين” برويه حتى سمعوا صرخاته كما امتزج البنزين بالنار شعر بألم شديد لا يصفه كلمات مازالت صرخته ترج الأجواء حتى عاد جلده من جديد ببطء شديد
سمعت مشيره صرخاته بالكامل حاولت الدخول ولكن منعها “يزن” فقالت:
_انت بتمنعني انا ليه؟ انا احق بي منها انا خطيبته وهبقى مراته انما هي تقربله ايه؟
خرجت الخاله من الداخل تستند على عصاها وخلفها الطبيب وشمس:
_سيبوه يرتاح هيفوق كمان شويه
انتوا عملتوا في ايه؟ اانا عايزه اشوفه
فرد الطبيب برجاء:
_اقعدي يامشيره هتشوفيه ماتقلقيش ياسين مافيهوش حاجه
ازاي دي غدير كانت بتقول ان في مايه نار
بتر حديثها الطبيب قائلاً:
_ولا مايه نار ولا حاجه غدير عيله مافهمتش الكلام كويس مجرد حرق في ضهره بسيط والخاله حطيتله مرهم هي اللى عملاه بنفسها من اعشاب طبيعيه هيخليه يقوم بسرعه ماتقلقيش
_بان الكذب في نبرته ولكنها اضطرت ان توافقه على ما قاله فكل همها الأن هو ان تراه امامها من جديد:
اشارت الخاله بعينيها لشمس فتبعتها دون ان تنطق وقفوا بالشرفه فبدأت الخاله بحديثها:
_ايه اللي حصل ياشمس؟
هزت “شمس” رأسها تجيب سؤالها:
_أنا نفسي معرفش اللي حصل كل اللي اعرفه اني كنت بتكلم معاه وسابني ومشي مره واحده لاقيت واحد راكب موتوسيكل لابس خوذه ماشوفتش منها الا عنيه بصلي بنظرات مريبه ورمى عليا مايه نار وياسين لحقني ووقف قدامي فدا نفسه عشاني جيبته هنا انا ويزن ومش عارفه جرحه مالمش سم واحد ياخاله ومش فاهمه مين اللي عايز يأذيني بالشكل ده انا لولا ياسين كنت زماني ميته الله يعلم بيا كان جرالي ايه من غيره
ربتت الخاله على كتفها لتطمئنها قليلاً:
_اهدي يابتي كل شىء هيتعرف بأوانه المهم انه يقوم منها بالسلامه الجرح مكانش هين نحمد ربنا انه فضل عايش ياسين بقاله سنين مابيشربش الدم وجسمنا بيضعف وخصوصاً عشان لعنتنا ولا انتِ نسيتي الحاجه الوحيده اللي تخلي ياسين يرجع قوي زي زمان انه يرجع يشرب دم البني ادمين وده اللي مش هيسمح بي ياسين عرفتي ليه جرحه مالمش وخصوصا مع جرح شديد زي ده
أشارت برأسها بعيون دامعه بالأيجاب دون ان تنطق فهدئت الخاله من روعها قليلاً:
_قدر ولطف يابتي
——————( ماهي احمد)————————-
تمر الأيام أمامك ولا تستطيع اللحاق بها هما الأن
بغرفه الضيوف الخاصه “بالخاله حكيمه ” يجلس “فريد” بالمنتصف يجلس جلسه ثقه مما يطلبه:
_انا جاي في الاصول وطالب ايد شمس ياخاله
كان هذا طلبه لم يتوقع “ياسين” ان يجتمع مع هذا الشخص من جديد طالعه “ياسين” باستخفاف شديد وتحدث:
_ومين قال ان احنا ممكن نوافق على واحد زيك
نظرات عيونهم وكأنها حرب طاحنه بينهما ولكنها حرب بارده:
_مين احنا.. انا مش جاي طالب ايدك انت انا طالب ايد شمس
نظرات “ياسين” لو كانت سهام لضربته في مقتل:
_أنا واثق انها عمرها ما هتوافق على واحد زيك
على الأقل اسئلها لو رفضت انا همشي ومش هتشوفني تاني
قال فريد جملته يعتدل بجلسته على المقعد فتمنى
“ياسين” لو اشتعل بهِ المقعد الأن رأت الخاله النار المشتعله بينهما فأرادت اخمادها بهدوء:
_خلاص ياياسين لو ده اللي هيريحه احنا موافقين يسمع رفضه بنفسه.. نادي على شمس ياحسان
أشار حسان برأسه بالموافقه فأتت “شمس” تدخل بين الجميع فنطقت الخاله قائله:
_فريد طالب أيدك يا “شمس” قولتي ايه يابتي
قالت تنظر للأسفل تتجنب التطلع اليهِ ترد بصوت مرتعد:
_موافقه
علت الصدمه وجوههم جميعاً فأردفت زهره ببسمه واسعه تطلق زغروده تصدح بالمكان بأكمله:
_لولولولولولولولولولولولولولولي
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عروس الالفا (الهجينة 2))