رواية مستشفى السعادة الفصل العاشر 10 بقلم علياء عبدالصبور
رواية مستشفى السعادة الفصل العاشر 10 بقلم علياء عبدالصبور
رواية مستشفى السعادة البارت العاشر
رواية مستشفى السعادة الجزء العاشر
رواية مستشفى السعادة الحلقة العاشرة
طول الأسبوع ومريم بتفكر.. تروح ولا ما تروحش.. الجروب عاجبها فعلا ونفسها تحضره.. بس هي صادقة مع نفسها.. السبب الأقوى اللي عايزة تروح عشانه هو مروان.
صلت استخارة.. وفكرت كتير ومش عارفة توصل لقرار.
وفي يوم الجروب جابت ورقة وقلم واتكلمت مع نفسها كأنها بتكلم واحدة صاحبتها.. طريقة اتعلمتها بتساعدها تاخد قرار.. اتكسفت تاخد رأي باباها أو مامتها.. ما هو مش هينفع تروح تقولهم إن اللي مخليها مترددة، انها شايفة انها عايزة تروح علشانه.. الحل في الورقة والقلم.. سؤال وجواب لحد ما توصل لقرار.. تسأل نفسها وتجاوب :
_ ليه يا مريم عايزة تروحي الجروب؟
– بصراحة عايزة أشوفه
_ تشوفيه ليه؟
– مش عارفة
_ مشدوداله؟
– حاسة انه محتاجلي
_ ومين قالك انه محتاجلك
– قلبي
_ من أمتي بنمشي ورا قلبنا؟
– مصدقاه المرادي
_ حتى لو مصدقاه.. عقلك هو الأساس
– بس عايزة أشوفه
_ وبعد ما تشوفيه؟
– مش عارفة… هسيبها على الله
_ طيب ما نسيبها على الله من الأول.. ولو مكتوبلك تشوفيه تاني هتشوفيه
– مش هخسر حاجة لو روحت الجروب؟
_ لا هتخسري.. هتعلقي نفسك بواحد ما تعرفيش عنه حاجة.
– مش هعلق نفسي بيه
_ هتفتحي على نفسك باب فتنة انتي في غنى عنها صدقيني.. الشيطان عمره ما بيقولنا أغلطوا.. الشيطان بيدخلنا من مداخل يوهمنا فيها إننا جامدين وبعاد أوي عن الخطأ.. لحد ما يوصل للي هو عاوزه.
وقفت عند الكلمة دي أوي وردت:
_ عندك حق.. خلاص مش هروح .. من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
خلص الجروب وهو عنده أمل إنه يسمع صوتها بتحكي.. بس للأسف صوتها ما ظهرش.. ورغم انتظاره ليها وتفكيره فيها، إلا أنه عمل جروب جميل بفضل ربنا وبفضل حكايات الموجودين.
وفي فقرة الامتنان قال :
_ أنا ممتن لللسكينة اللي ربنا نزلها على قلبي بفضل حكاياتكم.. وممتن لكل لحظة غمرتوني فيها بحبكم.
خرج من المستشفى مع والدته اللي كانت متأثرة جدا انها ما جتش
_ ما تزعلش نفسك يا حبيبي.. لعله خير
– مش زعلان يا ماما.. أنا برضوا غلطت إني عشمت نفسي.
_ لا يا حبيبي انت ما غلطتش.. تلاقيها بس هي ما كنتش فاضية علشان كدة ماجتش
_ والله انا مش زعلان يا ماما.. ربنا ما بيعملش حاجة وحشة.. أنا برضوا كانت الحماسة وخداني من غير ما احسبها صح.
– لا تحسبها صح ولا تحسبها غلط.. أنا هحلهالك
_ خلاص يا ماما بقى.. انسي الموضوع ده
فضل طول الطريق مش بيتكلم.. بيفكر ليه ما جتش.. هل ده معناه انها مش عايزة تشوفه ولا ما تحمستش لفكرة الجروب فأكيد مش هتيجي علشانه.. ولا مش فاضية فعلا؟
وصلوا البيت.. قعدت مامته معاه وقالتله:
_ عارف يا مروان زمان الجوازات كانت بتبقى ازاي
– ازاي يا ماما
_ لو واحد شاف واحدة وعاجبته.. ما ينفعش ابدا يهوب ناحيتها ولا يكلمها.. كان يجري يطلبها من ابوها ولا اخوها
– وبعدين
_ ولا قبلين.. هو ده اصلا الشرع.. احنا مش هنستني اما هي تيجي.. اصلا جايز ما جتش علشان ما تفتكرش انها جاية علشانك.. احنا اللي هنروحلها
– نروحلها فين
_ بيتها.. البيوت بتدخل من أبوابها.. وهي ساكنة في العمارة اللي في أخر العمارة.. ما ظنش العمارة فيها ميت مريم يعني.. هنسأل عليها ولو لقيناها كويسة نتقدم رسمي.. وتعرفوا بعض في النور.. طلعتوا متاسبين لبعض كان بها.. مش مناسبين يبقى أتبعنا الأصول.
سكت شوية وقالها
– لا يا ماما.. أنا أصلا اتسرعت في قراري.. أنا مش هتجوز
_ والله لتتجوز.. سبلي انا الموضوع ده
وفعلا طلبت من أخوه يسأل عليها في الأول وعلى عيلتها… عرف انها عندها حوالي ٣٢ سنة.. مدرسة أبتدائي.. وحيدة باباها ومامتها.. ملتزمة جدا دينيا.. وأخلاقها كويسة.. وعيلتها طيبة.
ترددت لما عرفت سنها.. خافت تكون فرصة في الإنجاب قليلة… بس رجعت وقالت كله بأيد ربنا.. احنا نتقدم ولو فيها خير ربنا هيكملها.
قالت لمروان كل التفاصيل اللي عرفتها.. فطلب من أخوه يجيب رقم والدها علشان يكلمه.
كلم والدها وطلب منه يزوره في البيت علشان موضوع مهم.. كان مرعوب إن والدها يرفض.. خصوصا إنه ما مهدلوش في التليفون عن أي حاجة.. بس سابها على الله.
كل ده وهي ما تعرفش اي حاجة.. كانت خلاص فاكرة انها مش هتشوفه تاني.. ورضيت بالنصيب.
عرفت من باباها إن فيه واحد من جيرانهم عايزه علشان موضوع.. مامتها خمنت إنه عريس.. بس هي ما توقعتش كدة.. وحتى لو توقعت إنه عريس عمرها ما كانت هتتوقع إنه يكون هو.
وبعد زيارته لقيت والدها داخل عليها الأوضه هو ومامتها .. كانت بتقرا مش مهتمة اصلا باللي برا
وبصوت ما عرفتش تحدد مبسوط ولا زعلان قالها :
_ عارفة مين اللي كان برة
– مين
_ الراجل اللي ساعدتيه
اترعشت ايديها.. وسألت بسرعة
_ عاوز اية
– عاوز يخطبك
باستغراب مختلط بفرحة حاولت تخبيها سألته :
_ يخطبني؟
– أنا اتكسفت اقوله لأ.. علشان ما جرحوش.. بس أنا طبعا مش موافق
وبصوت حزين سألته :
_ ليه يا بابا؟
– علشان كفيف يا مريم.. ينفع تتجوزي راجل كفيف؟
_ ما ينفعش ليه يا بابا
– نعم.. انتي موافقة ولا اية
_ مش فكرة موافقة… بس ما عنديش سبب قوي للرفض.. نشوف وبعدين نقرر
شخطت مامتها فيها وقالتلها :
_ انتي اتجننتي ولا اية يا مريم.. بعد كل الناس اللي رفضتيهم عايزة تتجوزي واحد أعمى
– العمى عمى القلب يا ماما.. وهو قلبه منور
_ لا يا مريم.. ده كلام أفلام يا حبيبتي.. انتي مش فاهمة عواقب جوازك من واحد أعمى
دمعت عنيها وردت :
_ أنا مش بقول هتجوزه.. أنا بقول نشوفه ولو فيه سبب للرفض نرفض.. العمى حاجة هو ما لوش ذنب فيها.. إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.
وبعد شد وجذب.. قال باباها :
_ دي حياتك يا مريم وانتي حرة فيها.. هسأل عليه ولو فعلا كان مناسب نفكر
ما سألش حد عنه إلا وشكر فيه وفي أخلاقه.. وبعد حوالي أسبوع قضاهم مروان بين قلق ودعاء، كلمه وطلب منه يحدد يوم يزورهم فيه علشان يشوف مريم أو بالأدق مريم تشوفه.
كان طاير من السعادة
_ وافقت يا ماما
– ربنا يتمملك على خير يا نن عين ماما
_ هي ما وافقتش أوي.. باباها بيقول انهم محتاجين يتكلموا معايا
– هتوافق إن شاء الله يا حبيبي
وجه اليوم اللي حدده باباها معاه.. راح هو ومامته.. كان في منتهى الأناقة.. احساسه مزيج من فرحة وخوف.. فرحة إنه هيشوفها تاني وأنها قبلت تقابله وخوف انها ترفض أو إن يكون قرار الجواز فيه ظلم ليها.. بس سبها على ربنا.
اتكلم شوية مع والدها اللي سأله عن شوية حاجات ..وقعدت والدته تتكلم مع والدتها.. والدتها اللي دخل مروان قلبها من اول كام دقيقة.. رغم أنها ما كنتش راضية وكانت بتدعي إن الموضوع يبوظ.. بس بعد ما شافته ومع الحاجات اللي سمعتها عنه بدلت دعاءها إن ربنا يكتب اللي فيه الخير.
دخلت هي.. كانت شبه الملايكة.. فرحتها كانت منورة وشها.. بفستانها السماوي اللي عليه زهرات رقيقة روز وحجابها اللي ملفوف بعناية.. كأنه هيكون شايفها.. تعمدت تكون حلوة علشانه مش علشان اي حد معاه.
_ السلام عليكم
ابتسم اول ما سمع صوتها ورد :
– وعليكي السلام ورحمة الله وبركاته
سلمت على مامته اللي قالت اول ما شافتها :
_ بسم الله ما شاء الله.. اهلا بالعروسة.
وبعد حوالي ربع ساعة طلبت مامتها من مامته انهم يدخلوا البلكونة شوية.. قال باباها ليها ولمروان :
_ هسيبكم شوية.
ورغم إن العريس كفيف.. بس كان لازم يلتزم بقواعد الشريعة.. وإن الخلوة ممنوعة.. علشان كدة قعد في مكان بعيد شوية عنهم.. مش سامعهم بس شايفهم وعينه عليهم من دقيقه للتانية.
_ ازيك يا مريم
– ازيك يا دكتور مروان
كانت في شدة الخجل.. بس محضرة نفسها كويس لاسئلة أول مقابلة للجواز واللي على أساسها هتقول أه تتخطب أو لا ما تتخطبش
وقبل ما تقول اي حاجة سألها هو:
_ هتقدري تكملي حياتك مع إنسان كفيف؟
– بالنسبالي القصة مش في كون الإنسان اللي هكمل معاه كفيف ولا مش كفيف .. أهم عندي من البصر، البصيرة.. وزي ما بهاء قال وهو يعرفك أكتر مني.. أنت قلبك مرايتك
_ والله بهاء ده ليه عندي هدية إن شاء الله
ابتسمت وقالت :
_ بيعزك على ما اعتقد
– ايوة الحمد لله.. وأنا كمان بعزه
_ كلمني شوية عن نفسك يا دكتور
– أنا قولت كل حاجة في الجروب.. ده دورك تحكي وبعدين انا هرد على أي سؤال تسأليه
_ هكحي اكيد.. ولو ربنا كرمنا وكملنا مع بعض مش هبطل حكي.
وانا أوعدك لو حصل نصيب هعملك جروب لوحدك واخليكي كل يوم تحكي فيه .. لأن صوتك هيكون شباكي على الحياة.
#بقلم
#علياء_عبدالصبور
تمت بحمد الله
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مستشفى السعادة)