رواية تراتيل الهوى الفصل الثامن 8 بقلم ديانا ماريا
رواية تراتيل الهوى الفصل الثامن 8 بقلم ديانا ماريا
رواية تراتيل الهوى البارت الثامن
رواية تراتيل الهوى الجزء الثامن
رواية تراتيل الهوى الحلقة الثامنة
دلف الطبيب إلى غرفة نصير بينما كان تاج يتحدث إليه وسميحة جالسة بجانبهم بهدوء
نهض تاج وابتعد ليعطي الطبيب المساحة حتى يفحص خاله، بعد أن تفقد الطبيب حالته وفحصه جيدا.
قال بابتسامة: لا الحالة النهاردة كويسة لو كدة ممكن تخرج في خلال يومين ولا حاجة.
قالت سميحة بفرح: بجد يا دكتور؟
أومأ الطبيب: اه بجد تطورات الحالة ماشية كويس وطبيعي لحد دلوقتي بكرة هننقله غرفة عادية وبعدها لو استمر كدة مش هيبقى محتاج يكمل في المستشفى ممكن يكمل العلاج في البيت بس طبعا مع جو من الراحة والهدوء على قد ما تقدروا.
توترت سميحة عند سماعها هذا الكلام حيث أن الهدوء والراحة أبعد ما يكونوا عن أخيها في الوقت الحالي بسبب ما يعانيه مع ابنته ولكنها وعدت نفسها بأنها ستنقذه من هذا المأزق وستُفاتح تاج في الموضوع قريبًا جدًا.
بعد خروج الطبيب قال نصير بصوت ضعيف: روحوا أنتوا يا سميحة ارتاحي شوية.
ردت سميحة باعتراض: لا طبعا إزاي أروح وأسيبك لوحدك لا أنا هفضل هنا معاك.
أصر نصير بتعب: يا سميحة أنتِ هنا من امبارح لازم تروحي ترتاحي شوية اسمعي أنا مش قادر أتكلم.
أقترب تاج منها ووضع يديه على كتفيها: اسمعي الكلام يا ماما وروحي أنتِ وسروة وأنا هفضل هنا مع خالي.
حين سمع نصير إسم سروة انقلب حاله الهادئ تمام وشعر بالغضب يضج في عروقه.
قال بعصبية: لا روح معاهم يا تاج أنت كمان أنا مش عايز حد هنا.
تعجب تاج من تحول حالة خاله العصبية الغريبة، حاولت سميحة أن تتدارك الموقف وقالت لتلطف الجو: خالك قصده بس ترتاح أنت كمان يا تاج علشان أنت لسة جاي من السفر.
اقتربت منه وهمست في أذنه: أجهز أنت وسلم على خالك لحد ما أروح أشوف سروة علشان نمشي.
***********
في تلك الأثناء كانت سروة تستعيد ذكريات تلك الليلة المشؤومة والدموع تنهمر بغزارة من عينيها حين انقطعت فجأة عندما دخلت عمتها للغرفة فرفعت رأسها تنظر إليها.
اقتربت منها عمتها بعد أن توقفت قليلا تنظر لها بدهشة، ظنت أن بكائها بسبب حزنها على والدها.
قالت بحنان: بطلي عياط يا حبيبتي أبوكِ هيبقى كويس، يلا قومي علشان نروح ونبقى نيجي بكرة إن شاء الله.
ساعدت سميحة سروة على النهوض وتعديل حالتها للخروج من المستشفى، وهما خارجين قابلا تاج الذي لم تنتبه له سروة بسبب سوء حالتها النفسية ولم يتضايق تاج لأنه يعرف مدى تعلقها بوالدها ويظن أن حالتها بسبب والدها.
حين عادوا للمنزل ساعدت سميحة سروة على التمدد على السرير ثم دثرتها جيدا وأمرتها بالنوم لحين تنتهي من تحضير وجبة طعام لها لأنها يجب أن تأكل شيئا بسبب مرضها وصحتها.
خرجت سميحة لتجد تاج جالس في الصالة فذهبت وجلست بجانبه.
ربتت على ظهره بحنان: أكيد جعان يا حبيبي أنا هقوم أعملك حاجة تأكلها علشان تدخل تنام وترتاح شوية.
أوقفها تاج حين أمسكها من يدها لتجلس مجددا.
قال لها بابتسامة دافئة: لا ارتاحي يا ماما مفيش داعي أنا مش جعان، أنتِ محتاجة ترتاحي.
قالت سميحة بإصرار: إزاي من جعان ده أنت لسة راجع من سفر وجيت على المستشفى على طول، أنا هرتاح لما ألاقيك بتأكل.
ثم نهضت بسرعة دون أن تعطيه مجال للكلام، ضحك تاج بخفة ثم تذكر أنه لم يتصل بروفان منذ وصل لمصر فأخرج هاتفه وحاول الإتصال به لكنها لم ترد فرمى الهاتف بضيق، كما عزم أن يخبر والدته حين يخرج خاله من المستشفى عن أمر زواجه منها.
حين كانت سميحة تعد الطعام فكرت في أنها يجب أن تتحدث مع تاج في موضوع زواجه من سروة في أسرع وقت ممكن حتى قبل أن يخرج نصير من المستشفى ليرتاح قلبه وباله من العذاب الذي يشقيه.
في غرفة سروة، كانت ترقد على السرير ولم تستطع النوم كما أمرتها عمتها الذكريات التي عادت تندفع بقوة إليها لم ترحل وبقيت لتعذبها، عادت بذاكرتها لأربعة أشهر مضت.
كان يوم عادي وهى عائدة من عملها حتى ترتاح قليلا ثم تذهب في نزهة مع أصدقائها في المساء حين اعترض طريقها ذلك الرجل.
رفعت سروة نظراتها له بتعجب ممزوج بالضيق: فيه حاجة حضرتك؟
نظر لها عصام بطريقة غير مريحة ازعجت سروة بشدة وقال بصوت ثقيل: لا مفيش حاجة يا أستاذة سروة قولت اطمن عليكِ بس.
رفعت سروة حاجبها وقالت بحدة: نعم! أنت بتهزر؟!
تراجع قليلا من أمامها: إيه هو أنا قولت حاجة غلط يا أستاذة مالك كدة؟
زفرت سروة بحدة وقالت بضيق ممزوج بحزم: أول وآخر مرة توقفني في الشارع علشان تقولي حاجة سخيفة زي دي عيب اللي أنت بتعمله ده! متكررهاش مرة تانية علشان رد فعلي مش هيبقى حلو ساعتها!
ثم غادرت من أمامها وهو يرمقها بنفس النظرات المتفحصة التي تحولت لقذرة وهو يراقبها تسير مبتعدة عنها وهو يضع يده على ذقنه بتفكير.
عادت سروة إلى بيت منزعجة بشدة من الموقف حتى أنها أغلقت الباب بقوة محدثا ضجة خرج عليها والدها من المطبخ مستغربا.
قال بتعجب: مالك يا حبيبتي في إيه؟
ردت بسخط على والدها: المكان ده بقى مزعج أوي يا بابا بالناس اللي فيه امتى نخرج منه على مكان أحسن بقى!
ضحك والده بخفة قبل أن يقترب منها ويضمها له وهو يقبل رأسها: هو ده اللي مضايقك يعني ومخليكي متعصبة كدة؟
ردت بغضب: أيوا العيشة هنا مبقتش تنطاق خلينا نعزل يا بابا.
مسح على شعرها بحنان: يا حبيبتي ما المنطقة نضيفة وكويسة ومليانة ناس طيبين وأنتِ متربية هنا طول عمرك.
قالت سروة بكبرياء: بس وضعنا اتغير دلوقتي أنا خلاص هستلم قريب منصب مهم في شغلي ومكانتنا هتبقى أعلى لازم كمان نروح مكان يليق بينا.
قال والدها بجدية: بس حتى لو يا سروة ده أصلنا يا حبيبتي مهما روحنا أو جينا ده المكان اللي عيشنا فيه طول عمرنا ولازم نفضل معتزين بيه وإلا هيبقى غلط جدا.
لم تجب سروة لأن الكلام لم يعجبها حتى لا تغضب والدها منها أما والدها نسي الموضوع في ظرف ثانية وقال لها بمرح: وبعدين يلا ادخلي غيري هدومك علشان أنا عملت لك الأكل اللي بتحبيه.
ابتسمت لوالدها بحب: حاضر يا حبيبي بس أنا هنزل كمان شوية مع أصحابي نخرج سوا.
أومأ والدها: مش هوصيكِ متتأخريش أنا بقلق عليكِ ومبعرفش أنام طول ما أنتِ برة.
ضحكت سروة وقبلت رأسه: أكيد يا حبيبي.
نسيت سروة الموقف المزعج بسرعة واستمتعت ببقية يومها ولكن مزاجها تعكر مجددا حين صارت ترى عصام بشكل شبه متكرر هى تعرفه معرفة سطحية لأنه جار بعيد لهم في المنطقة ولكنها على أية حال لم تعرف إسمه أو أي شيء عنه لأنها لا تهتم ولكنها تعرفه شكليا فقط، كان يزعجها مجرد أن تلمحه وتتذكر ما فعله معها ولكنها أخبرت نفسها أنه لا يستحق التفكير به وهكذا نسيته تماما.
حتى عادت في يوم من الأيام من العمل وتفاجئت بعصام يجلس مع والدها في صالة بيتهم.
كان عصام ينظر لها بابتسامة جعلت سروة تشعر بالاشمئزاز بينما والدها يجلس بوجه جامد.
التفت لها والدها وقال لها: تعالي اقعدي يا سروة.
قالت سروة بتوجس: في إيه يا بابا؟
نظر والدها سريعا لعصام ثم عاد ببصره إليها وهو يقول بصوت جاد: عصام جه وقالي أنه طالب إيدك مني وعايز يتجوزك.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تراتيل الهوى)