رواية تراتيل الهوى الفصل الرابع عشر 14 بقلم ديانا ماريا
رواية تراتيل الهوى الفصل الرابع عشر 14 بقلم ديانا ماريا
رواية تراتيل الهوى البارت الرابع عشر
رواية تراتيل الهوى الجزء الرابع عشر
رواية تراتيل الهوى الحلقة الرابعة عشر
بقيت سميحة شاخصة البصر وتنظر لتاج بعدم استيعاب.
حدق إليها تاج بتعجب: سمعتيني يا ماما؟
ردت سميحة ببلاهة: ها؟ ااه سمعتك بس مش مصدقة ودني.
أكملت باستغراب: أنت إيه اللي غير رأيك؟
تطلع تاج أمامه بتفكير قبل أن يعود ببصره لوالدته ويرد بجدية: فكرت كويس في الكلام اللي قولتيه ولقيت معاكِ حق، خالي ميستاهلش فضيحة زي دي وطالما في إيدي أساعده ليه معملهاش!
نظرت سميحة إلى الأرض وأجابت بحزن: مكنش ده كلامك لما قولتلك، وكان بالنسبة لك برميك لأنك مش ابني.
تنهد تاج وهو يقترب منها ويُقبل رأسها: متزعليش مني ياست الكل، أنا كنت غبي في كلامي أنتِ أمي وكل حاجة ليا، أنتِ الأم الوحيدة اللي أنا عرفتها أنا بس كلامي دبش شوية وكنت متعصب ومصدوم حقك عليا يارب كان لساني يتقط….
قاطعته سميحة بلهفة: بعيد الشر عليك يا حبيبي، متقولش كدة على نفسك حرام.
ابتسم تاج وقام باحتضانها ليقول بصوت متأثر: متزعليش مني ياماما أنتِ أغلى حاجة عندي في الدنيا أقسم بالله.
ربتت على ظهره بحنان: مفيش أم تزعل من ابنها يا حبيبي ربنا يحفظك ليا يارب.
ابتعد عنها قبل أن يلتفت لسروة وتختفي ابتسامته، انكمشت سروة داخليا بسبب نظراته لها ولكنها أخبرت نفسها أنها ستحاول إيضاح الحقيقة له في أسرع وقت ممكن حتى يفهم أنها مجرد ضحية، نعم هى مجرد ضحية! ولا تستحق أبدا أن تُعامل معاملة الجاني!
بعد مرور بعض الوقت كانت سروة ممددة على سريرها، تستند برأسها على ذراعها وهى تستمع إليهم في الخارج، كان والدها قد خرج من المستشفى منذ يومين بعد أن أفاق وتحسنت حالته خصوصًا حينما أخبره تاج بأنه سوف يتزوج بها، كل هذه الكلام سمعته صدفة حين كانت تقف خارج باب غرفة والدها وقد استمعت لتاج يتحدث إلى والدها ويطمئنه حينها انتظرته حتى يخرج وقالت له باستنكار: إيه الكلام اللي أنت قولته جوا ده؟
حدق إليها ببرود: كلام إيه؟
ردت سروة بغيظ: أنه إحنا نتجوز! إيه الهبل ده بقى ؟
ابتسم تاج بسخرية وهو يرمقها بنظرات محتقرة: متخافيش ده مش لأجل سواد عيونك يعني محدش يتمنى يدمر حياتها مع واحدة زيك، ده كله علشان خاطر خالي، أبوكِ اللي ملوش أي ذنب في عمايلك القذرة! هو ميستاهلش فضيحة زي دي يستاهل يعيش مرفوع الرأس طول العمر إنما لو عليا أنا مكنتش أتمنى حتى أني أفكر أعمل حاجة زي كدة ومعاكِ، أنا كمان عندي حياتي ومستقبلي حتى البنت اللي بحبها! لكن مضطر أعمل كدة علشان خاطر ماما وخالي متعليش من قيمة نفسك لأنها متستاهلش!
ثم تركها وغادر بينما بقيت هى واقفة مازالت تنظر في نفس المكان الذي كان يقف به تاج وقلبها يحترق من وَقع كلماته على مسامعها، استعادت نفسها وهى تنظر لباب غرفة والدها بحسرة.
والدها! فكرت سروة بحرقة، والدها الذي لم ينظر لوجهها حتى الآن ولو لمرة واحدة بالخطأ! ويعبس وجهه حين يلمح مجرد طيفها في المكان فتضطر أن تنسحب آسفة ولا حيلة لها لفعل مايزيد لأنه يرفض مجرد وجودها في المكان فكيف بالإستماع إليها!
نهضت سروة وهى تطالع أرجاء غرفتها ثم تقدمت وفتحت درج من أدراج منضدة زينتها وأخرجت منها مرآة، كانت مرآة جميلة ذات يد مزخرفة أهداها لها والدها في يوم ميلادها العام الماضي، مازالت تتذكر كلماته لها لليوم.
“والدها بحب: عارفة إنك مش محتجاها بس حبيتها أول ما شوفتها فكرتني بيكِ جميلة وأنيقة وشكلها عتيق كأن ليها طلة كدة، وأنتِ زيها يا سروة جميلة وقيمتك أعلى من أنها تتقدر بأي كلام”.
انهمرت دموعها على وجهها وقد تذكرت كلام تاج أيضا ” متعليش من قيمة نفسك لأنها متستاهلش!”
“محدش يتمنى يدمر حياته مع واحدة زيك!”
“أنا كمان عندي حياتي ومستقبلي ”
مستقبل! هى أيضا كان لديها مستقبل! كان تحلم بمستقبل جميل تحقق فيه جميع أحلامها، لا مكان فيه لتلك الصدمات أو البشاعة التي تسري به الآن!
بدأت ترتفع شهقاتها وهى تفكر في مستقبلها الذي قد تدمر للأبد وأحلامها التي تحطمت وذهبت بلا رجعة بسبب انتقام من شخص لا يوجد عنده أي ضمير أو إنسانية أو دين.
لقد حاولت الكلام مع تاج عدة مرات لكنه كل مرة يسكتها أما بنظراته أو بتجاهله بعد أن يوجه لها كلمة جارحة لا تقوى على الرد عليها، حتى عمتها كانت مقتنعة تمامًا بأن زواجها من تاج سيحل كل شيء ولكن يجب عليهم أن ينتظروا حتى تنتهي فترة حملها ثم يتزوجها تاج.
بتذكر ذلك الحمل وضعت يدها على بطنها ملامحها تنطق بالكراهية، كراهية لذاتها لأنها تحمل داخلها الإثم الذي يذكرها ببشاعة ماحدث لها، وكراهية لما داخلها لأنه سيبقى مدى حياتها دليل أمام عينيها على من دمر حياتها ومستقبلها وبقيت ذكراه تلازمها.
فكرت سروة بنفور لا يجب أن تلد هذا الطفل! هذا الطفل سيكون نتيجة لخطيئة لم ترتكبها وعوقبت عليها بدون أدنى حق للدفاع عن نفسها حتى، يجب عليها أن تتخلص منه!
جلست وهى تفكر كيف ستتخلص منه وهى لا تعلم كيف ستفعلها حتى اسعفها دماغها لأبسط وأسهل حل قد وُجد، فقط عليها أن تنتظر الوقت المناسب.
كانت عمتها في المطبخ تحضر الطعام بينما يرتاح أخيها وتاج في الخارج ينهي بعض الأمور الخاصة به حين أحست أنها تسمع ضجة خفيفة تصدر من مكان ما داخل الشقة، أرهفت سمعها لعلها تكتشف ما سبب هذه الضجة.
بينما سروة في غرفتها، كانت تنفذ خطتها في إجهاض الجنين بأن تقفز من أعلى السرير حتى الأرض ثم تعيد الكَرَة مرارًا وتكرارًا، أيضا حتى تتأكد أكثر قامت بأخذ بضعة حبوب من دواء كان لديها لم تدقق النظر أي دواء هو بل قامت بأخذه حتى يساعدها في مهمتها فقط، بعد عدة مرات بدأت تشعر بالتعب ولكنها قاومت وهى تنهض مستندة على حافة السرير ثم تصعد مجددا وتقفز حتى وقعت أرضا وهى تُمسك ببطنها التي بدأت تؤلمها ولكنها شعرت بأن كل هذا لا يكفي فتحاملت على نفسها مرة أخرى وهى تنهض بصعوبة وقد غزا العرق وجهها وأعصابها تضعُف حتى قفزت للمرة الأخيرة وهى تُمسك ببطنها بشدة وتصرخ من الألم الذي لحق بها.
حين سمعتها عمتها أسرعت لغرفتها وفتحت الباب لتُصدم بسروة ملقاة على الأرض، تمسك ببطنها وتنزف أيضا ولم تمضي ثواني حتى فقدت الوعي لتصرخ عمتها تنادي تاج الذي دخل الشقة للتو حتى ينجدها!
كانت عمتها تجلس بجانب سريرها في المستشفى حين أفاقت.
نظرت لعمتها بوجه شاحب وقالت بصوت متعب: إيه يا عمتو؟
مسحت عمتها على شعرها وقالت بحنان: نزل يا حبيبتي، نزل.
زفرت سروة وهى تشعر بارتياح لم تحس به منذ فترة طويلة وأغمضت عينيها لتنام إلا أن دخول تاج للغرفة لم يمكنها من هذه الراحة.
قال تاج لوالدته: سروة عاملة إيه دلوقتي يا ماما؟
أجابت والدته بابتسامة وهى تحدق إلى سروة: الحمدلله فاقت زي ما أنت شايف وهى كويسة والدكتور قال لو محصلش أي مضاعفات هتقدر تروح معانا بعد يومين.
أومأ تاج برأسه وهو ينظر لسروة التي أشاحت بوجهها عنه وقال بصوت جامد: كويس طالما هى كويسة وهتخرج قريب يعني مبقاش فيه داعي نستنى ونقدر نخلي الجواز بعد أسبوع!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تراتيل الهوى)